الفصل الثاني و الثلاثون
وجد من يضغط على كتفه من الخلف و همس في أذنه مغوى لصوت مغناج يقول " أيها الوسيم مر زمن طويل و لكني لم أنسى قبلتنا ذلك اليوم لقد كنت أراقبك لساعة كاملة و لم تنتبه لي "
التفت لؤي بدهشة لصاحب الصوت لتقع عيناه على ديم الواقفة خلفهم و صدمة على وجهها فيبدو أنها قد أنصتت للحديث الذي تفوهت به الفتاة .. تلك الفتاة التي لم يتبين ملامحها لقربها منه و عيناه تنظر لتلك المصدمة خلفهم.. نهض لؤي عندما انصرفت ديم عائدة أدراجها للداخل دون أن تتفوه بكلمة.. وجد الفتاة تمسك بذراعه عندما بدأت يتحرك ليذهب خلف ديم " لأين وسيمي ألا تتذكرني أم أتاب الله عليك " أضافتها بسخرية
نزع لؤي يدها قائلاً بضيق " بالفعل تاب الله علي لم لا تتوبين أنت أيضاً "
قالت الفتاة باغواء " لم يلمس شفتي أحد بعدك منذ ذلك اليوم لم أريد أن أنسى ذلك "
كانت بدأت تمر بأصابعها الرفيعة لتلامس أزرار قميصه أبعدها لؤي ببرود قائلاً " العقبة لجسدك سيدتي هل تسمحين لأنصرف الأن فخطيبتي غضبت من حديثك "
رفعت حاجبيها بتفهم " أها.. أذا كان هكذا أظن لا سبيل لأحظى ببعض الوقت معك "
لم يجيبها لؤي بل تحرك ليذهب باحثا عن ديم.. كان المطعم حار من الداخل و المكان كخلية نحل من يذهب حاملاً أطباق الطعام أو أكواب العصائر أو القهوة غير الذين يقفون يقومون بالطهو " ماذا تفعل هنا يا سيد..ب ماذا نخدمك "
قال لؤي بحزم " أريد الحديث مع ديم عبد الله خطيبتي "
فغر الرجل فاه " حقاً ديم خطبت متى؟"
ضغط لؤي على أسنانه " لم نحب اعلان ذلك الأن هل يمكنك أن تخبرها أني أريدها "
قال الرجل بلامبالاة " تجدها في غرفة المؤن هناك على اليمن لدي طلب أوصله "
توجه لمكان اشارة الرجل و النظرات تتبعه بتساؤل و لكن لم يعترض أحد طريقه بعد رؤيتهم له يتحدث مع زميلهم.. دلف للغرفة التي كانت مفتوحة الباب ليجدها عبارة عن ثلاجة كبيرة تشبه تلك الثلاجات التي يحتفظ بها بالفواكة و الخضروات حتى لا تفسد.. كانت تقف في نهاية الغرفة و ظهرها إليه تقوم برص بعض المواد الغذائية الخاصة بالمطعم.. " ديم " قالها لؤي لتنتبه لوجوده.. التفتت إليه بحدة.. " ماذا أتى بك لهنا أيها الحقير "
رفع حاجبه بغضب " أنت أيتها البكائة أريد الحديث معك "
اقتربت منه بغضب و هى تدفعه في صدره ليخرج " لا أريد الحديث معك.. إن لم تذهب سأبلغ عنك الشرطة و أتهمك بخطفي "
أمسك بيديها يمنعها من دفعه كانت تبكي بصمت و وجهها محتقن.. نظر إليها بدهشة.. هل تبكي من أجله يا ترى.. " لم تبكين "
حاولت تخليص يديها منه و هى تقول بغضب " لأني تأكدت أنك ثور مقرف مقرف و حقير "
قال لؤي برجاء و شعر ببعض الأمل " أريد أن أخبرك عن ما سمعته في الخارج "
ردت غاضبة " لم تخبرني أنا ها.. ما علاقتك بي.. ماذا يهمني من أمرك "
" أنا أحبك ديم " قال لؤي بصدق و أضاف " و أريد الزواج بكِ "
لثانية توقفت عن مقاومة يديه لتخليص نفسها و لكنها عادت تدفعه بحدة " أنت كاذب.. كاذب.. أنت مجرد وغد فقط تريد أن تتلاعب بي و أنا أكرهك "
" لم تبكين إذن إذا كنتِ تكرهينني و لا تهتمين لأمرى " سألها بحدة
حقاً لم تبكي هى بالفعل تكرهه و ذلك الحديث الذي سمعته تتوقع أن يخرج من رجل مثله.. نظرت إليه باشمئزاز قائلة " لا لشيء سوى أني أشفق على صديقتي من قرابتها لوغد مثلك "
رفع حاجبيه ببرود " هى لن تتزوجني أنا بل أخي.. هل لهذا تبكين "
سألها بسخرية.. شعرت بالغيظ منه فقالت بغضب " لم لا ترحل فقط أيها المقرف و لا تريني وجهك مرة أخرى "
سألها بإغاظة " حقا لا تريدين أن تعرفي عن ذلك الحديث "
اقترب خطوة و قال بالامبالاة " مع ذلك سأقول لكِ طالما اصبحتِ على علم بما فعلته معها.. "
" لا أريد أن أعرف أيها الحقير لا يهمني " تجيب بعصبية و ثورة تثلج صدره و مع هذا رد دون أن يهتم برفضها متجاهلا سبها له.. " و مع ذلك سأخبرك "
التفت لباب الغرفة و قال بضيق " لقد أطلتِ البقاء هنا و المكان بارد لا أريدك أن تمرضي هيا لنخرج أولا "
هل يظن أنها ستستمع لحديثه.. علم تماما ما تفكر به تلك البكائة الطفلة لذلك شدها من يدها ليخرج من الغرفة و المطعم و هى تسبه أمام الجميع الذين لم يلحق أي منهم أن يتدخل ليتسأل عن ما يحدث.. دفعها لتجلس داخل السيارة و أغلق الباب و استدار ليصعد بجانبها و هى تتعامل مع الباب بعنف جلس و أمسك بيدها يوقفها " سأبلغ عنك الشرطة "
" حسنا أفعلي يا صغيرتي و لكن بعد أن تنصتي لي " قالها بالامبالاة
صرخت في وجهه " لا تقول لي هكذا أنا لست صغيرة و لست صغيرتك أيها الثور الوغد "
رد ببرود " حسنا أيتها الطفلة البكاءة "
هجمت عليه تضربه " اللعنة عليك لؤي ماذا تريد مني "
رفع يده ليقي وجهه ضرباتها و شعر بالغيظ من طفوليتها تلك الحمقاء المتهورة لمتى تظن أنه سيتحمل غضبها "
أمسك بكتفيها بحزم ليقربها منه و هو ينظر لوجهها المحتقن " كفى و أنصتي "
صمتت ديم.. حسنا ليقول ما يريد لن يهمها و ستتركه ليذهب دون أن تهتم بأي شيء يقوله " أنها فتاة قبلتها من قبل " قالها ببساطة كأنه يخبرها عن حالة الطقس.. ارتسم الاشمئزاز و الاحتقار على وجهها فاضاف ببرود " و ليست هى فقط بل كثيرات كنت أتي لهنا لأفعل هنا في السيارة أو في مكان ما فقط بعض القبلات لا شيء أكثر .. أحياناً كنت أدفع المال كما تلك الفتاة "
" تشعرني بالغثيان أيها المقرف " قالتها بغضب
هز كتفيه بالامبالاة " إذا كنا سنكون معا يجب أن تعلمي ماضي حتى نبدأ صفحة جديدة معا "
" لا تحلم بذلك.. لا تحلم بذلك.. لا تحلم بذلك " تكررها بغضب و هى تصرخ في وجهه و تدفعه بيدها في صدره.. أخذ نفس طويل حتى توقفت و قال بهدوء " ألا يهمك أني أحبك ديم.. و أني لم أفعل ذلك منذ رأيتك و لا أريد أن أفعله إلا معك "
قالت بقسوة و قلبها يخبرها أنه كاذب حقير يريد بعض التسلية و لا يمانع أن تكون هى " و قد أخبرتني لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى أيها المقرف "
نظر إليها بصمت متفحصا وجهها المحتقن " أنت مازالت تبكين لماذا"
رفعت يدها لوجهها تلمس وجنتها هل مازالت تبكي حقاً.. لا يظن أنها تفعل من أجله.. " لا يخصك "
أومأ برأسه بهدوء " حسنا يا صغيرة لا أهتم بالفعل.. يمكنك العودة لعملك و لن تريني مرة أخرى "
أمسكت بالباب لتفتحه لتهبط فقال بتأكيد " و لكنك تحبيني و تغارين لذلك تبكين لتقبيلي أحد غيرك "
التفتت إليه غاضبة لتصفعه على وجهه بحقد.. لم يهتز أو يعلق سوى
" غاضبة لذلك أيضاً.. "
هبطت من السيارة فقال بصراحة حازمة " لن أتزوج غيرك.. و لن أقبل أحد غيرك ما حييت صدقيني أيتها البكاءة "
التفتت إليه " ثور مقرف "
رد بحنق " تبا لك يا حمقاء أريد تقبيلك الأن لتأديبك فقط "
انحنت بحدة لتمسك بشيء من على الأرض و قذفته به ليجدها حجر متوسط الحجم مثل حبة الطماطم يرتطم بجبينه لتسيل دماءه رغم شعور الدوار الذي انتابه إلا أنه لم يصدر صوت نظرت لدمه الذي سال على وجهه فانفجرت باكية و ذهبت راكضة للمطعم هز رأسه بحنق و يده تلمس جبينه برفق يستشعر الألم " حمقاء "
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...