الفصل الخامس عشر
نظرت للساعة لتجدها قد تخطت الواحدة أمسكت بالهاتف لتجيب بنزق " من معي "
أتاها صوت مجدي الهادئ يقول بشغب " هل هذا سيكون عليه مزاجك إذا ايقظتك في الواحدة ليلاً "
شعرت تالة بالغضب و سألته بحدة " ماذا تريد لتتصل بي الأن سيد مجدي إلا ذوق لديك لتهاتفني في وقت متأخر كهذا "
أجابها بسخرية " تعلمين الشيء الوحيد الذي أنا متأكد منه أني لدي ذوق و ذوق عالي أيضاً فقد أخترتك تالتي "
زفرت تالة بغضب و قالت بعنف " ماذا تريد "
رد مجدي بلامبالاة " سماع صوتك فغداً عقد قراننا شعرت أني بحاجة لأسمعه قبل أن أغفو لم أطمع كثيرا و أطلب رؤيتك "
قالت تالة بتوتر " و لا تطمح في الكثير بعد ذلك سيد مجدي و أي تصورات لزواجنا في عقلك و خيالك أنسها نصيحة لك تصبح على خير "
رد مجدي بصوت واثق " تصبحين زوجتي تالتي "
أغلقت الهاتف بحنق و عادت لتستلقي بغضب و عيناها تحرقها من الدموع التي تأبى السقوط . تمتمت ببؤس " تبا لك سيد مجدي أتمنى لو لم أراك لا تلوم غير نفسك "*************
كان يبحث في الغرف عن شيء ذا قيمة ليأخذه معه عند رحيله بعيداً عن هذين الاحمقين في الأسفل و لكنه لم يجد شيء ذا قيمة لا مجوهرات و لا نقود أو حتى أواني فضية فكر بسخرية . مؤكد لن يجد شيء غير الأبقار يأخذها و هى ليست سهلة الحمل بالتأكيد كالنقود و المجوهرات . تلكم الحمقاوات ألا يمتلكن شيء منها كل النساء تحب امتلاك المجوهرات .. خرج من الغرفة الأخيرة ليلاحظ أن هناك غرف للفتيات مستقلة عن الرجال . إذن هم ليسوا أزواج . تبا ليته لم يضع تلك الجميلة الصغيرة معهم لربما قضى وقت ممتع معها الأن فنظراتها المرتعبة تشعل جسده و تشعره بالإثارة . هبط فكري بخفة متجها لغرفتهم . ليضع أذنه على الباب ينصت إليهم لا يستطيع أن يفتح الباب أو يفتعل المشاكل كما قال شريف.. ذلك الأحمق أيضاً يمنع عنه متعته الوحيدة عندما يجد فرصة ليشبعها . حسنا لينتظر حتى يحصلون على البنزين في الصباح لربما نال بعض المتعة قبل رحيله . تعجب من صمتهم هل غفوا يا ترى . أمسك بمقبض الباب ليتراجع بهدوء و هو يعود لتلك الغرفة التي أختارها ليظل بها للصباح و بها رائحة تلك الجميلة ..***************
تنفس الجميع الصعداء عند ابتعاده ليعود آمر للحديث بخفوت " حسنا ماذا كنا نقول " فهو عندما ذكرهم بغرفة جدهم علموا مقصده ليلتف الجميع حوله و هو يخبرهم بما سيفعلونه . حتى رأوا خطوات ذلك الخافتة و الضوء و هو ينحسر أمام الباب ليعلمون أن أحدهم في الخارج ينصت إليهم لذلك التزموا الصمت . قال آمر فور ابتعاد الخطوات المتلصصة " الأن بجاد . لؤي سنكمل خطتنا "
سأله بجاد بقلق و هو يراقب ملامح الفتيات المتعبة " أتمنى أن لا يكون هناك دور للفتيات آمر فهن متعبون و لا أظن لديهم طاقة "
قالت حلم بثقة " بل لدينا . نحن أيضاً لسنا ضعيفات كما تظنون "
رمقها آمر بهدوء أنها صلبة و قوية و تظهر ضعفه عندما يرى قوتها و حزمها يشعر أمامها أنه من يحتاج للحماية لا هى ..تنهد بهدوء قبل أن يقول " حسنا .. الأن لتتعاون مع لؤي و ترينا ماذا أضاف الجد إليها خلال سنوات غيابي عنكم هنا "
نهض بجاد و لؤي و بهدوء شديد حملا ذلك الكمود الصغير و وضعاه في منتصف الغرفة أسفل المصباح الكهربائي و الفتيات و آمر يراقبون بصمت . قال لؤي هامسا " هل نحضر الآخر و نضعه عليه ليعطي طول أكثر و نتحرك بحرية "
قال آمر بحزم نافياً " لا . ربما سقط و أحدث صوتاً لا نريد افتعال جلبة "
سأل بجاد باهتمام " و لكن لا أظن المسافة قريبة إذا وقفت أو لؤي على الكمود لن نطال السقف "
قال آمر يجيبهم بهدوء " أحدكم سيحمل الآخر هذا هو الحل الوحيد لتحظو ببعض الطول و تحضرون ما نريده من الأعلى . فلا نريد أضافة شيء ربما يسقط و يثير الانتباه "
قال لؤي بجدية " حسنا أنا سأحمل بجاد فهو أقل وزناً بيننا لبنيته النحيفة "
قال بجاد يجيبه بنفي " لن تستطيع لؤي لا تنس قدمك اليسرى لا أظن ستتحمل الضغط "
سأله آمر بقلق " هل فاتني شيء . ما بها قدمك . ما الذي حدث لها "
التفت إليه بجاد قائلاً بتوتر " لقد كسرت قبل عودتك بثلاثة أشهر "
نظر للؤي متسائلاً بقلق هل كان بعيداً عن أخويه لهذا الحد حتى أنه لم يكلف أحدهم نفسه عناء إبلاغه بإصابة لؤي .. تبا هو كان بعيد بالفعل كان غارقا . غارقا مع سيرين سيرين التي تركها و تخلى عنها تماماً كما فعل مع أخوته من قبلها . تبا لك آمر كم كنت حقيرا وقتها .. " لم لمَ يخبرني أحد . ما الذي حدث هل تضررت كثيراً "
رد لؤي بهدوء مطمئناً " أخي أنا بخير أمامك و لكن بجاد يخشى أن أسقطه و لكن قدمي بخير كيف أعمل إذا لم أكن بخير "
قال بجاد موضحاً " نعم هو بخير .و لكن ما أقصده هو أنه سيتعرض للضغط ليتحكم في الوقوف في ذلك المكان الضيق و يحملني فوق كتفيه لا نريد أن نجازف بتضرره "
قال آمر بهدوء " نعم معك حق حسنا لتحملني أنا . أنا أقل منكم وزنا و قد فقدت الكثير بعد الحادث "
تدخلت حلم المنصتة التى خشيت أن يسقط أو يختل توازنه من على كتفي أخيه غير الضغط الذي سيمارسه على ذراعيه و جسده ليصعد لذلك المكان و وجهه الشاحب الأن لا يشجع لتسمح له حتى بالتفكير و ليس المشاركة في هذا .. " حسنا لدي اقتراح أفضل إذا سمحتما لي "
التفت إليها الشباب و انتبهت إليها الفتيات و آمر يسألها بخفوت " تفضلي "
قالت حلم بجدية و هى تنظر إليه بتصميم " بجاد أو لؤي يحملاني فأنا أقل وزناً منك أنت أيضاً "
توترت ملامح آمر و أشاح بنظره عنها بضيق كاد أن يخبرها أن تذهب باقتراحها بعيداً و لا تفكر حتى في لمس أحدهم أمامه و لكنه لم يستطع أن ينطق بكلمه غير تلك الصرخة اليائسة التي تريد أن تخرج من صدره رفضاً لعجزه الذي يشعر به معها أكثر من أي أحد أخر.. لينتبه بجاد إليه مفكراً أن شقيقه ربما يكون مهتم بحلم حقاً . يبدوا أنه فهم بشكل صحيح عندما ثار غاضباً وقت رآهم يتحدثون و أنه بالفعل يغار رغم هذا الاكتشاف المذهل إلا أنه ليس وقتا مناسباً للتفكير فيما يمكن أن يحدث معهم إذا تفاهما أو تبادلا المشاعر .. فقال بهدوء " بل ديم هى أقلكن وزناً إذا كان الأمر سيكون من اخفنا "
قالت ديم بتوتر و خوف طفولي " لا أخشى أن توقعني أنا لن أفعل و أتركك تحملني"
رمقها لؤي بضيق أنها حمقاء صغيرة بالفعل تخاف كالأطفال من السقوط ربما لو أخبرها أنه من سيحملها توافق فكر ساخراً بالفعل توافق على لمسك أنت يا أحمق أصمت أصمت بأفكارك الغبية هذه .. قالت دانية باسمة بخجل " حسنا بجاد أنا تقريباً مثل ديم و يمكنك حملي . فلتخبرني الأن ماذا تريد مني أن أفعل بالضبط في الأعلى "
قال آمر و قد حلت أول عقبة .. " أنظرى لذلك المصباح المربع في السقف دانية . بجانبه ستجدين السقف مقسم لأشكال متوازية هذه ليست تقسيمات في الطلاء و ليس نفس السقف أنه سقف معلق . ستقومين بدفع ذلك المربع بجانب المصباح للأعلى سيفتح معك هو خفيف الوزن لن يرهقك و لكن هذا ليس المهم في الأمر بل ما ستفعلينه تالياً "
انتبهت الفتيات لآمر و هو يشرح لها ما ستفعل فتحمدت ديم أنها لم تكن هى من يفعل ذلك ....
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...