الفصل الحادي و العشرون
لا أعرف لم صممتِ لنعود للمنزل اليوم . لقد حجز لنا أبي الغرفة في الفندق لأسبوع كامل هدية . حتى نستمتع بوقتنا دون التفكير في شيء آخر " أضافها علاء غامزا بخبث . ضربته تالة مازحة على كتفه و قالت بنزق خجل " علاء تأدب . أخبرتك أني لا أحب البقاء في أماكن غريبة خاصةً في بداية زواجنا سأشعر بالخجل من ذلك "
أمسك بيدها و قبلها بقوة و قال بحرارة " حسنا يا أميرتي كما تريدين . هذا من أجل عينيكِ فقط . رغم أني أحببت الفندق و لكني لم أشأ البقاء باقي الأسبوع أغفو بجانبك كشقيقتك لأنك خجلة من أفكار العاملين في الفندق حولنا يكفيني أول ليلة و أنا أتقلي من شدة رغبتي بك و أنت تتمنعين كمن يراقبنا الجميع هناك "
قالت تالة ضاحكة " ربما . هل أنت متأكد أن المكان ليس به كاميرات مراقبة "
التفت إليها علاء و نظر إليها بمكر " معك حق الإحتياط واجب فدفئ بيتنا و حميميته أفضل من طرف الفندق مائة مرة .. أتحرق شوقاً للعودة إليه ليشهد على شدة حبي لكِ "
ضحكت تالة بخجل قائلة " يا إلهي ألن تكف عن وقاحتك . أنت لست زوجي علاء الذي أعرفه طوال حياتي "
ضحك علاء بمرح و أجاب " حبيبتي هذا لأنك طوال الوقت خجلة و لم تعطيني إشارة لأريكِ الوجه الآخر لعلاء هذا "
قالت باسمة " أنظر أمامك إذن ليحصل حادث و تقضي ليلة عرسك في الجبسين "
أمسك بيدها و ضغطها على ساقه و عاد لينظر للطريق يزيد من سرعة سيارته ليحظى بها بجانب أضلعه . كان يستدير بالسيارة عندما ظهر ذلك الرجل أمامه يشير إليه ليتوقف . شهقت تالة بخوف " يا إلهي كدنا نصدمه هذا الأحمق "
توقف علاء و قال بضيق " ربما يريد مساعدة . تبا لذلك ألم يوقف غيري على الطريق "
قالت تالة بتوتر و هو يهبط ليتوجه إليه فالرجل ظل على مسافة منهم و لم يقترب " لا تذهب إليه علاء لنذهب و هو سيجد أحد أخر يساعده "
قال يطمئنها و هو ينظر من النافذة إليها بعد أن أغلق الباب " لا تقلقي ربما يحتاج أحد يوصله "
اعتدل و توجه للرجل لتجد تالة رجلين أخرين ظهرن من العدم فشعرت بالقلق . أمسكت بالباب و دفعته لتهبط . وقفت على مقربة و سمعت زوجها يتحدث بحدة " سيارة ماذا التى تريدها هل أنت أحمق "
صرخت تالة بخوف عندما وجدت الرجل يلكم زوجها بقوة اعادته للخلف عدة خطوات . أندفع الرجلين و أحدهم يصرخ به " توقف أيها الوغد نحن نريد السيارة فقط "
و كأن كلمته جعلت زوجها يطمئن أنهم لن يتمادوا فهجم على الرجل ليلكمه بقوة صارخاً " عودي للسيارة تالة و أغلقي الباب جيداً "
لم يعطيه الرجل فرصة و هو يعاود مهاجمته مجدداً " تريد النفاد بجلدك . أنت تحلم . لو تركت السيارة فقط لتركتك ترحل "
قبض علاء على عنقه بقوة لتجد تالة الرجل يخرج مدية نافضا قبضته الممسكة بها ليفتحها و قبل أن تحذر زوجها رأته و هو يطعن بها علاء في معدته .. "علاء " صرخت بها تالة و هى تندفع لزوجها الذي سقط على الأرض .. شد الرجلين الرجل الثالث و توجهن للسيارة و تالة تنتحب بفزع تضم زوجها بقوة لصدرها " لا تخافي أنا لن أتركك و أرحل دون أن نتزوج و ننجب أطفالاً عزيزتي"
قالت بقوة " لا تتحدث فقط أنتظر و سأحضر أحدهم لمساعدتك . حبيبي فقط أصمد لأجلي " كان الآخرون يتشاجرون خلفهم فلم تعيرهم انتباه و هى تنهض لتركض على الطريق بحثاً عن سيارة .
" فليساعدني أحد أرجوكم .. ساعدوني " كانت تصرخ بها باكية بيأس بائس حتى شعرت بأحدهم يمسك بغطاء رأسها يشدها منه بقوة حتى نزع في يده صرخت تالة بخوف و الرجل يعيدها لمكان السيارة بعد أن ألقى حجابها و أمسك بشعرها بقوة " أتركها أيها الوغد " قالها علاء و هو ينهض متحاملا على نفسه و يتجه لتالة الباكية المرعوبة محاولة تخليص شعر رأسها من قبضته . قال أحد الرجلين " لنذهب الأن قبل أن تمر سيارة أو تأتي الشرطة فلنتركهما "
أجاب الرجل الممسك بتالة و ما هو إلا فكري بتشوهات وجهه البشعة التي تزيد من رعب تالة .. تعلق علاء بفكري ليخلص زوجته و هو يقول لها بقوة " أهربي تالة أسرعي " دفعه فكري بقوة ليسقط على الأرض . و تالة تقاوم يده الممسكة بها .
ولكن هيهات تهرب من قبضة فكري الحديدية حول شعرها . قال عابد بغضب " أتركهم و لنأخذ السيارة و نهرب "
قال فكري بقوة رافضاً " لا فلتتركاني عشر دقائق معها فقط و سنرحل فقط أمسكا بزوجها "
سمع علاء ذلك و جن جنونه و نهض من على الأرض بتألم و أندفع نحو فكري مرة أخرى ليستقبله فكري هذه المرة و هو يشهر مديته بعد أن ترك تالة لتسقط أرضاً و هبط على جسد علاء بعدة طعنات متفرقة و هو ممسكاً بكتفه حتى سقط زوجها مضرجا في دمائه . نظرت تالة لزوجها بذهول و صراخ الرجلين على فكري لا تصل لعقلها الغير مصدق أن زوجها أمامها على الأرض غارق في الدماء فارق الحياة هل فارق الحياة حقاً فهو لا يتحرك و لا ينظر إليها . لم تعي يد فكري التي أمسكت بذراعها تشدها لتقف و يسحبها لخلف السيارة و رأسها مسمر تجاه زوجها المستلقي عيناها الزائغة تخبره أن أنهض و لا تتركني و فكري يسحبها كالشاة لذبحها .. كالفحيح قال و أنفاسه تلفح وجهها أشعرتها حرارتها بالغثيان " لا تقلقي ستستمتعين معي " بصوت شرس متوعد قالها ليجعل جسدها ينتفض كمن يستيقظ من غيبوبة . و التفتت إليه كالمغيبة و قالت بعدم تصديق و بصوت جريح معذب ...
" قتلت زوجي " نظر إليها و يديه تمر على ذراعيها يحتجزها بجسده على صفيح السيارة البارد كالثلج . أم هو جسدها البارد تردد كالمغيبة من جديد " قتلت زوجي .. قتلت زوجي " صراخ أحد الرجلين غاضب " لنرحل من هنا أيها اللعين " و لكن اللعين مازال يمر بيديه على جسدها الجامد منتهكا يجيب بجزل و قد اشتدت رغبته و شعر بالنار تضرم في جسده يريد من جسدها البارد أن يطفئه . اللعنة على تلك العادة السيئة له كلما شعر بالخطر و الإثارة اشتعلت رغباته . قال بنفاذ صبر " بعد قليل راقبا الطريق فقط أيها الغبيان "
أمتدت يد فكري تجاه عنقها و هى في وضعها الجامد مؤكد أصيبت بصدمة لرؤيتها لزوجها هكذا . حسنا لا شفقة عزيزتي . لا رحمة أنت متعتي لليوم طلبنا فقط السيارة و لكن زوجك تغابى و هذا جزاءه . شقت يده ثوبها بقوة و عيناه تنظر بجسدها برغبة لتقبض راحته على مفاتنها قائلاً بجنون يجيب تمتماتها المغيبة " لا تقلقي ستتبعينه بعد قليل فقط أمتعيني لبعض الوقت و أطفئي ناري " شهقت و عاد جسدها للحياة ما أن لمسها لتخرج صرخة معذبة و يدها تدفع يده عن جسدها و تمتد لتخفيه عن عينيه متشبثة بثوبها تعيد اغلاقه بقوة مذعور و عادت لتصرخ بائسة " علاء " تنعيه بعذاب و قد كانت سبب موته بجره من الفندق لهنا في هذا الوقت وضع فكري راحته على فمها بقوة يكتم صرخاتها و يده الأخرى تحاول نزع ثوبها الممزق . عاد جسدها للمقاومة و هى تدفع و تخمش و تضرب و تصرخ باسم زوجها و لكن لا مجيب و هذا الحقير يضغط جسدها بجسده على السيارة الباردة و امتدت يداه لتحيط بجسدها بفظاظة و عنف و شفتيه تنهش في وجهها و جسدها كالضباع حين تجتمع على فريسة تخطف و تسرق و تدفع لتحصل على قدر أكبر من الفريسة و هذا ما كان يفعله فكري بتالة التي بح صوتها من الصراخ و هى تدفع به عن جسدها الذي جرده من ستره و لا منجد ينجدها ترك علامته على جسدها و قد كُسر كف يدها و هى تدفع صدره و هو جاثم عليها كالقاطرة المحملة بالحجارة بعد أن أسقطها على الأرض . " يكفي أيها الوغد أتركها و لنرحل " كان عابد يشده من ملابسه ينهض عنها فدفعه بعنف مجيبا " قلت بعد دقائق أيها الوغد أبتعد من هنا " كانت تتمتم بعذاب " يا جبار . يا ستار . يا الله رحمتك فليساعدني أحد " ضحك فكري بسخرية " حمقاء حقاً من سينجدك و لا أحد هنا على الطريق غيرنا . " عادت لتتكرر بحرقة و هى تحاول أن تنأى بجسدها عنه " يا جبار أجبر كسرتي . يا ستار أستر عورتي " ظلت ترددها و الرجل يحاول شد باقي ملابسها بعنف سابا إياها بغضب حتى شعرت به يرفع عن جسدها و الرجلين يقولان " أحدهم قادم فلنسرع و إلا قبض علينا ... "
أنكمش جسدها المتألم على أسفلت الطريق البارد و ظلت تلهج " يا جبار . يا ستار " لم تعرف كم ظلت حتى غمرها ضوء سيارة و أصبح كل شيء مشوش و صوت نسائي يقول بفزع مخترق الغيمة التي تحيط بعقلها " مازالت حية فلنسرع "
خرجت من فمها تمتمة خافتة " أستريني أرجوكِ " لتغيب بعدها عن الوعي تماماً ....
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...