25 & وإني في هوى خاطفي متيمة& صابرين شعبان

4.6K 228 19
                                    

الفصل الخامس و العشرون
كانت مظاهر الصدمة على وجه آمنة مرتسمة أكثر من والدته التي كانت تنظر إليه بغرابة يعلم بالضبط لما هذه النظرة المقصود بها بعد مرور هذه الفترة من زواجهم تعلم ذلك الأن .. سألت آمنة بحرقة " هل تقل الصدق "
شعر مجدي بالحرج من حديثه هذا مع كلتاهم و لكنه حقاً يريد أن يفهم و لا طاقة له لانتظار الحديث مع تالة بعد تخطي صدمة علاقتهم.. " أجل " كلمة واحدة فقط و عاد لينتظر توضيحها.
أغمضت آمنة عينيها بقوة و هى تتمتم ببؤس" لهذا الحد يا ابنتي لم تريدي مشاركتي ألمك "
سألت هالة باهتمام " لماذا آمنة.. ما الذي نفهمه الأن أنك لم تكوني تعلمين بالفعل "
ردت آمنة بمرارة " بالطبع لم أكن أعلم و لم يأتي يوم و لمحت لي أو أخبرتني.. لقد... "
صمتت بحزن فسأل مجدي بتوتر " تلك الفترة التي ظلت بها في المشفى.. ألم يخبركم.. "
قاطعته آمنة بسخرية " لم تدع أحد يعاينها ذلك الوقت.. كانت واعية و لكنها منهارة بطريقة أخرى.. "
سأل مجدي بحزن فبالطبع ستكون منهارة و مصدومة لموت زوجها و حبيبها.. " كيف كانت حالتها ذلك الوقت "
ردت آمنة ببؤس " كانت تبكي بصمت رافضة اي مساعدة كلما طلبت الطبيبة الكشف عليها تصرخ و تبكي.. لم أسمح لهم بالاقتراب منها كما طلبت و أخرجتها من المشفى و عدنا للمنزل لتهدئ و انتظرت أن تخبرني عندما تهدئ فيما بعد و تخرج من صدمتها و لكنها لم تفعل.. لقد حاولت معها و كلما سألتها عن ما حدث تعود للصراخ و البكاء حتى كففت عن السؤال.. ظلت لأشهر طويلة هكذا حتى جلب لها زوج شقيقتي وظيفة مع السيد حسين ربما تعود كما كانت و تنسى و أظن أنت تعرف الباقي فلا جديد من وقتها... "
سألت هالة بجدية " لماذا تتعجبون من أمر كهذا .. لقد قلتم أن زواجها كان ليوم واحد فربما وقتها كانت متعبة ذلك اليوم و القدر لم يشأ لهم أن يتمما زواجهم "
صمتت آمنة مفكرة بعبوس " متى قلت هذا لا أذكر "
رد مجدي بخجل " ليس أنت خالتي أنه نبيل زوج شقيقتي أنه الضابط المسؤول عن القضية كما تعلمين و يعلم ما حدث وقت الحادث "
تمتمت آمنة بحزن " نعم بالطبع.. حسنا سأذهب لأتحدث معها و أعرف ما الذي يحدث معها لتخفي شيء كهذا عني "
قالت هالة رافضة " لا آمنة أتركيها الأن .. يبدو أنها مصدومة أكثر بإتمام زواجها من مجدي "
شهقت آمنة قلقة " نعم صحيح لهذا يجب أن أطمئن عليها هالة"
أمسكت هالة يدها تمنعها من الوقوف " لا.. لن يتحدث معها أي منكم الأن أتركوها تستوعب ما حدث معها.. و حينها يجب أن تذهب لترى طبيبة لتخرج ذلك العبء من على صدرها و هذا ما كان يجب فعله منذ زمن بعيد آمنة.. لم يكن عليكِ تركها هكذا سجينة الماضي "
نهض مجدي بتوتر " أنا سأذهب إليها " قالها ليهرب من أي حديث مخجل أخر مع المرأتين..
لم تمنعانه أي منهم أن يذهب

**********★
كان يقف بالسيارة بعيدا عن المنزل و عيناه عليه. عندما خرج رفض أن يأتي لؤي معه فربما أحتاج وجوده و مساعدته بطريقة أخرى. عندما وصل كان المنزل مضاء و هذا يعني أنها مازالت هنا و لم تخرج. كان الوصول إليه سهل بعد وصف لؤي له.. فهو عاش هنا لسنوات و يعرف كثير أحياء و شوارع.. كان ظهره يؤلمه من الجلوس لوقت طويل و لكنه لم يستسلم و يعود أدراجه لقد قرر أن لا يعود إلا اذا كانت بيسان معه.. بعد قليل وجد بنيامين يطرق بابها فاعتدل بانتباه و ظل يراقب ما يحدث كان ينتظر أن يتخطى الليل منتصفه ليجد طريقة لدخول المنزل ليبحث عن بيسان ربما هى حبيسة غرفة من غرف المنزل بالفعل.. كان يقف صبي صغير أمام الباب يستقبل بنيامين الذي فرك خصلاته و دلف خلف الصبي بعد أن أغلق الباب خلفه يبدو أن هذا أحد الولدين و هذا الكبير و الذي ذكره لؤي كان الصغير.. بعد بعض الوقت فتح الباب مجدداً و بنيامين يحمل حقيبة صغيرة و خلفه خرجت المرأة تمسك بيدها الولدين و خلفها رجل ضخم يرتدي تيشرت ضيق و سروال رياضي قبلته المرأه على وجنته و خرجت خلف بنيامين.. أخرج آمر هاتفه الذي جلبه اليوم قبل أن يأتي لهنا فربما أحتاج وجوده ليتصل بلؤي.. و هذا ما حدث بالفعل.. فتح لؤي بعد الرنة الثانية و قال بلهفة " أخي ما الأخبار طمئنني "
قال آمر بحزم " لقد حدث كما توقعت المرأة ستختفي بالفعل.. أنا سأذهب خلفها لؤي سأكون معك على اتصال و لكن أذهب للسيد فؤاد لتبلغه فربما أحتجنا وجوده و مساعدته "
رد لؤي مؤكدا على تنفيذ رغبته " حسنا أخي على الفور المهم طمئنني أنت عنك دوماً و تخبرني لأين تذهب "
بعد أن أغلق آمر معه تحرك بالسيارة مبتعدا عن مكان الصف حتى يكون على استعداد للذهاب خلفهم.. أتت سيارة أجرة فأستقلتها كريستينا و الولدين و جلس بنيامين بجانب السائق بعد أن وضع السائق الحقيبة في صندوق السيارة.. تحركت السيارة ليتحرك آمر بدوره خلفهم.. ظل خلفهم حتى توقفت السيارة أمام محطة القطار فتمتم آمر بغضب " تبا لأين ذاهبون فهذا سيصعب عليه التحرك خلفهم دون أن يلاحظوه.. ترجل من السيارة و هاتف لؤي مجدداً
" أنا سأستقل القطار خلفهم.. هاتف الشركة لتأتي و تأخذ السيارة من محطة القطار "
قال لؤي بقلق " آمر.. بالله عليك أنت وضعك لا يسمح بهكذا ضغط أخي أرجوك فلتوقفها و تسألها و نجعل السيد فؤاد يجبرهم على الحديث.. أما ذهابك سيرا على قدميك لمكان مجهول فهو مخاطرة بنفسك و ابنتك "
رد آمر بعنف " لا.. لم لا تفهم هم يخفون ابنتي لسبب ما و لن يمنعني أحد عن معرفته الأن لن أنتظر ليتحرك غيري ليعلم مكان ابنتي و أنا أتحجج بعجزي أفضل الموت على ذلك و ضياع بيسان مني "
كان بالفعل يسير على مقربة من كريستينا و بنيامين الذي أجلسهم في استراحة المحطة للانتظار لم يذهب آمر خلفه و ظل على مقربة من كريستينا التي كانت تتحدث باسمة مع الولدين.. عاد بنيامين بعد قليل و مد لها تذاكر القطار.. لتنهض معه و يتجهان للرصيف المنتظر عليه قطارها صعدت للقطار مع الولدين اللذين اشارا لبنيامين مودعين.. تحرك بنيامين ليغادر المكان فتحرك آمر بعيداً عن ناظريه .. يحمد آمر الله على الاضاءه المضللة التي لم تجعل أي منهم ينتبه لملامح وجهه و أزدحام المكان و الضجيج في المكان جعل الكل مشغولا بنفسه عن مراقبة الأخريين..
أمسك بكتف أحد الرجال يمر بجانبه " لأين يتجه هذا القطار سيدي"
نظر الرجل إليه بتعجب لسؤاله و لكنه أجاب " متجها (.... ) "
شكره آمر باسما و هاتف لؤي للمرة الثالثة مخبرا اياه وجهته.. بعد قليل سمع صوت اعلان تحرك القطار فذهب ليصعد العربة التي أستقلتها كرستينا .. كانت تجلس في مقدمة العربة بينما هو في نهايتها و هذا جعلها في موضع مراقبه منه بينما يصعب عليها رؤيته. فرك مؤخرة عموده الفقري بتعب و أخذ عدة أنفاس يهدئ بها ألمه من هذا المجهود الذي مارسه منذ وقت طويل.. هاتف لؤي مرة أخرى ليخبره أنه أستقل القطار و عندما يصل سيحادثه مرة أخرى تحرك القطار و لديه شعور أن مكان وجهته هو مكان وجود ابنته الصغيرة.

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن