39& و إني في هوى خاطفي متيمة& صابرين شعبان

5.2K 233 9
                                    

الفصل التاسع و الثلاثون 

"أين ذهبت تلك  الحمقاء جيسي  كيف تذهب دون  أن تبلغني بنفسها"
قالها ألبرت  بغضب و هو ينظر للباب المغلق بعد انصراف تلك  الفتاة  .  لم يكن يعلم أن لديها جدة في الريف  من الأساس  لقد كان يظن دوما أنها  ليس لديها عائلة غير والدها المتزوج  بأخرى و تركها تعيش  وحدها منذ السابعة  عشر..  حسنا الأمر مريب  بالفعل..  رفع الهاتف ليتصل برقم  وقال فور جوابه " أريدك  أن تأتي لهنا  الأن  ويل هناك  تغير في الخطة "

**********※★
جلس أحمد بملامح جامدة و حلم التي كانت تنظر لآمر بلهفة تتفحصه بنظراتها كأنها تتأكد أنه بخير.. وكزتها دانية برفق دون أن ينتبه أحد حتى لا يلاحظ والدها ذلك فيغضب.. قال صابر بهدوء باسما ليلطف اللقاء الذي لا يبدو أنه على هوى أحمد " للتو آمر كان يقول أنه ليس من المناسب الذهاب إليكم في هذا الوقت "
رد أحمد بسخرية "و لكن من المناسب أن يأتي إليك أنت بدلاً من منزل زوجته صحيح"
رد صابر ضاحكا بخفة " هل أشم رائحة غيرة يا أحمد كونه جاء هنا و لم يذهب إليك أنت "
مط أحمد شفتيه ببرود " بالطبع لا هنا منزله مثل منزلنا بالضبط صابر و لكن ما أريد معرفته لما لم يأتي لرؤية حلم "
رد أمر بهدوء " هذا لأني جئت في وقت متأخر لم أشأ المجيء و مضايقتكم "
رفع أحمد حاجبه بتساؤل " حقاً و من أخبرك أننا سنتضايق أو ننام من المغرب مثل الدجاج "
رد آمر بارتباك " حسنا عمي أنا أعتذر في المرة المقبلة سأتي بالطبع"
قال أحمد بمكر " حسنا لتخبرنا الأن ما جئت  لأجله في هذا الوقت مؤكد شيء هام  "
تبادل آمر مع صابر  النظرات بتوتر  قبل أن يومئ صابر بعيناه له و هو يبدأ الحديث بجدية " في الحقيقة أحمد  هناك مشكلة مع آمر لذلك أتى لهنا اليوم "
سأله أحمد باهتمام " مشكلة ماذا خيراً"
قال صابر بجدية " هناك من يريد قتل بيسان "
شهقت الفتاتين بخوف و نظر أحمد مصعوقا " ماذا بيسان الصغيرة"
أخذ آمر نفس طويل قبل أن يكمل الحديث عن صابر " في الحقيقة هو ليس شخص مصري.. الأمر باختصار متعلق بزوجتي و أمتد لطفلتي بيسان "
سأل أحمد بقلق " و أين هى الأن "
رد صابر بجدية " لا تقلق هى في مكان آمن "
قال أحمد بحزم " لما لم تجلبها لمنزلنا بني "
رد آمر بارتباك  لقد ظن أنه سيتحدث عن ابنته هو و ليس بيسان "هى في مكان آمن الشرطة تقوم على حمايتها ما جئت لأجله هو إخباركم أن لا يأتي أحد للمزرعة في الفترة المقبلة لحين نطمئن بأن كل شيء بخير"
هنا قالت حلم بقلق "  هل الخطر في المزرعة هل ذلك القاتل يعرف مكان المزرعة "
رد آمر يطمئنها " لا تقلقي الشرطة تعلم و هم يأمنون أو سيأمنون المزرعة عند عودتي "
ردت بعصبية خائفة " بل يجب عليكم تركها هل جننتم لتظلوا فيها آمر أنه خطر كبير  "
رد آمر يطمئنها " لا تقلقي عزيزتي أخبرتك الشرطة ستقوم على حمايتنا "
قالت غاضبة بعصبية " بالله عليك لقد أصبت برصاصتين و الشرطة كانت حولك هناك.. فما بالك بمكان نائي كالمزرعة مؤكد سيرسلون شرطيين فقط ولن يبالوا بالنتائج "
رد أحمد بحنق " أهدئي حلم نحن نتحدث لا نتشاجر "
كان قلبها قد أنقبض بخوف لم تنسى بعد عودته مصابا و لم تنس معاناته وقت أحتجزهم اللصوص لا تريد أن تفقده بهذه الطريقة البشعة مؤكد ستموت " بابا ألم تستمع لحديثه أنت تعلم كيف هى الشرطة لدينا "
رد صابر بحزم " أنهم يقومون بواجبهم يا ابنتي في كل مكان و كل مجال هناك الصالح و الطالح الجيد و السيء ذا الضمير و معدومي الضمير  ثم آمر أخبرني أن المزرعة بها أسلحة مرخصة و هو يستطيع أن يستعملها بشكل جيد و بالطبع سيتعاون مع الشرطة ليحموا أنفسهم و منزلهم و يتخلصون من ذلك الخطر حول بيسان"
ألا تعرف ذلك و لكن حتى و هو ماهر في استخدام الأسلحة أصيب بطلقتين ألا يعلمون أنه عندما يأتي القدر يعمى البصر.. تخشى أن يصيبه سوء و هى ليست بجانبه.. " لم المجازفة عمي بالله عليكم لم لا يتركون الأمر للشرطة فقط " قال آمر باستنكار " هل تريدين منا ترك منزلنا و أرضنا يحميها غرباء مستحيل.. ما يهم ثلاثتنا هو بيسان و هى في أمان الأن "
" حياتك و حياة شقيقيك لا تهمك " سألته بحدة بائسة " حلم قلت أهدئي لا تضيفين عليه هموم جديدة بحديثك المتشائم " قال أحمد بجدية و هو يراقب انفعالها المبرر و لكن ليس في يده شيء يفعله غير مساندته في قراره  و توخي  الحذر.. لقد قبلا به بكل ما يخصه بزواجه السابق بابنته و الأن مشاكله  و لن يتذمر الأن  لإخفائه أمر كهذا عنهم كان يجب أن يخبرهم به أولا ما حدث قد حدث و لا يظن حلم ستتركه لسبب كهذا بل يتوقع لو سمح لها أن تذهب معه لتكون بجواره ..  سأل أحمد باهتمام " أخبرني آمر ماذا أتخذتم من وسائل حماية لكم مع الشرطة "
قال يجيبه بهدوء رغم أنه من الداخل يموت خوفاً بالفعل و لكن لا مكان للحظات الضعف الأن.." في الغد سأقوم بالذهاب لشركة إلكترونيات سنضع كاميرات مراقبة في عدة أماكن في المزرعة و أجهزة إنذار  أيضاً  هذا غير العناصر التي ستضعها الشرطة في كل مكان يحتمل المجيء عن طريقه فأنت تعلم أن مزرعة  بحجم مزرعتنا ليست كلها مسيجة الأن ..  و فعل ذلك يستلزم وقت طويل نحن لا نملكه "
قال أحمد بجدية " هذا جيد بني و لكن هل أنت واثق أن بيسان في مكان آمن.. أقصد لم لا تظل معنا أو مع صابر  "
أجاب بجدية " لا تريد الشرطة إثارة انتباه المعتدي بتعين حراسة لكم إذا ظلت بيسان لديكم  فهذا كفيل بإعلامه ليأخذ حذره .. لذلك هى بالفعل تقيم في منزل أحد عناصر الشرطة و تأمين المكان أمر عادي و لن يثير الشبهة في وجودها لديهم "
سأله أحمد بجدية " بني أنت ستعود في الغد كيف سنطمئن عليكم نحن و الذهاب لهناك مرفوض من قبلك "
أكد صابر على سؤاله " صحيح بني كيف سنعلم أنكم بخير و بيسان بخير "
رد آمر يطمئنهم " نحن سنتبادل المجيء لهنا لرؤية بيسان لا نريد تركها وحدها و مؤكد من يأتي منا سيطمئنكم "
سأل أحمد " أليس هذا خطرا على بيسان ربما كنتم مراقبون "
صمت آمر قليلاً مفكرا.. لو كان كذلك لرفض باهر مجيئهم لرؤيتها..
" لا أظن عمي القادم محدد وجهته و هى المزرعة لا أظن أنه سيتجول في البلاد بأريحية بالتأكيد سيتوخى الحذر لعدم كشف أمره لذلك أظن أنه سيعتقد أن بيسان مازالت في المزرعة "
بعد هذا الحديث صمت الجميع مفكرا في هذه المعلومات و هل حقاً ستمر دون خسائر..  دانية القلقة على بجاد و هى تعلم أنه ليس كآمر في استخدام الأسلحة و ربما تضرر من ذلك دعت داخلها أن يحميهم الله جميعاً و حلم التي تشعر بالرعب لعلمها أنه مستهدف مع ابنته و إلا ما أصيب من قبل و خوفها  من سؤاله عن ذلك الشيء المتورطة به زوجته و جعلت هؤلاء المافيا  يطاردون طفلة صغيرة لينتقموا منها حتى بعد موتها.. قال أحمد بسخرية " ما بك يا صابر أصبحت بخيلا منذ زوجت ابنتك لنا ساعة نتحدث لم تحضر لنا ضيافة "
ضحك صابر بخفة " ماذا أفعل مع ثرثرة ابنتك  التي تربط دانية بجانبها لتنسيها ذلك.. عقابا لها هى من ستعد لنا بعض العصير.. هيا حلم أذهبي مع دانية لتعدان بعض العصير و الحلوى لوالدك و آمر فهو أيضاً لم يتناول شيء منذ جاء لهنا "
نهضت مع دانية بصمت و هى تتمنى أن تجد فقط فرصة للحديث معه قبل أن ترحل مع والدها و يبدو أنه لا يريد هذه الفرصة لعلمه أنها ستغرقه بخوفها و قلقها و تحثه على عدم البقاء هناك.. و لكن آمر قال بحرج " بعد إذنك عمي سأذهب بدلا من دانية أريد الحديث مع حلم لدقيقتين "
لم يمانع أحمد و هو يعلم أن ابنته تشعر بالخوف و لم يطمئنها حديثه عن كل وسائل الحماية التي سيتبعها في المزرعة.. عادت دانية لتجلس و أحمد يقول  .. " تفضل بني لا بأس بذلك "
خرج معها للمطبخ و قلبها يقرع بعنف..  وقفت في منتصف المطبخ تنظر إليه و دموعها بدأت تتساقط بصمت " لهذا لم أكن أريد رؤيتك الأن حلم "  قال ذلك و هو يزيل دموعها بسبابتيه  خرج صوتها مخنوقا و هى تبكي بحرقة " أنا خائفة آمر لا أريد فقدك "
لف ذراعيه حولها بحنان يطمئنها " إذا كان لي عمر باقي حلم لن تفقدينني "
ضربته على كتفه ببؤس و هى تقول بألم " تبا لك هل هكذا تطمئنني"
ضحك بخفة و قبل رأسها بقوة " لا تخافي حبيبتي سأكون حذرا صدقيني  ولكن لي رجاء منك "
وضعت يدها على فمه ليصمت و هى تقول بحرقة " لا تقولها بالله عليك أنت ستكون بخير من أجلي و من أجل بيسان أتمنى من الله أن لا تفقد والدها أيضاً يكفي فقدها لوالدتها لذلك آمر بالله عليك أعتني بنفسك من أجلنا أرجوك "
ضمها بقوة " حسنا يا حبيبتي أعدك بذلك "
أبعدها عنه قائلاً بابتسامة هادئة لا تعكس قلقه الداخلي " هيا أعدي العصير لوالدك و بعض الحلوى فقد جعت الأن و لنتحدث مع بيسان قبل أن تعودي للمنزل "

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن