الفصل الثالث و الأربعون
دخلت حلم للغرفة لتجدها جالسة على الفراش و الغرفة فوضي من حولها و قد تناثرت أشيائها ألعابها دليل على غضبها. شعرت حلم بالغضب من فعلتها و لكنها لم تعلق و دخلت لتجلس بجانبها صامتة و هى تمسك أحد ألعابها تتلاعب بها بصمت.. نظرت إليها بيسان بغضب " أتية لتوبخيني و تتأكدين من تنفيذ العقاب "
قالت حلم بلامبالاة " بل لقضاء وقت العقاب معكِ هنا فأنا أيضاً مخطئة "
نظرت إليها بيسان بتساؤل " في ماذا "
قالت بحزن مصطنع " كان يجب أن أخبرك أنك أصبحت آنسة كبيرة و لا يصح أن تغفي مع والدك كالأطفال.. كان يجب أن أخبرك أن عليكِ واجبات يجب أن تفعليها قبل أن تطلبي و تنتظرين التنفيذ.. كان يجب أن أخبرك أن عليكِ احترام الكبير كما تفعلين مع جدو صابر و لا تلقي بتهديداتك و توعداتك لهم و تنتظرين أن يخشونك و ينفذون أوامرك و كأنك أنتِ الكبيرة و هم الصغار .. كان يجب أن أخبرك أن الناس تكره الفتيات النزقات المدللات و ينفرون منهم و يقولون عنهم قليلات أدب مثلما قال بجاد و هذا يحزن والدها الذي يشعر أنه قصر في تربيتها "
قالت بيسان غاضبة تشعر بالظلم " أنا لست هكذا "
قالت حلم بهدوء " بل أنت هكذا للأسف لا تحبين غير نفسك و هذا يحزن والدك "
قالت بيسان بعصبية " أنا أحب بابا أيضاً "
ردت حلم بحزن " تحبينه و لا تنصتين لحديثه ما الفائدة "
قالت باكية بغضب " أنا انصت له دوماً "
قالت حلم نافية " لا حبيبتي لا تفعلين أنت لم ترى مظهرك و أنتِ تقفين أمام والدك تردين بعدم احترام لقد أغضبته كثيراً "
قالت ببؤس " لقد عاقبني أمامك ألم تريه و هو يخبرني أنه سيحضر فأر يأكلني "
كادت حلم تضحك و لكنها قالت ببرود " و هل الفأر الصغير سيأكل آنسة كبيرة مثلك هذا قاله فقط من فرط غضبه منكِ ألا تريدين أن تتعلمين قيادة أدهم وحدك ألا تريدين أن يتركك تذهبين عند جدو محمد و تيتا صفية وقت تحبين ألا تريدين أن يحضر لك كل ما تحبينه "
نظرت إليها بيسان بصمت فأكملت حلم " إذا كنتِ تحبين كل هذا يجب أن تستمعين لكلامه دون جدال و أن تحترمي عميك و أن تنفذين كل ما يطلبه بابا دون جدال عندها فقط سيعلم أنك أصبحت شاطرة كما يقول عنكِ جدو صابر و وقتها كل ما تطلبينه و لا يتعارض مع صالحك و أمانك سيفعله بابا و بداية هذا بتنفيذ عقابه الذي فرضه عليكِ بكل أدب و عندها سيعلم أنك تحبينه حقاً و لا تريدين إغضابه "
ارتسم البؤس على وجهها " بجاد دائماً يوبخني و يصرخ في وجهي هو لا يحبني "
لفت حلم ذراعها حول كتف بيسان تضمها برفق " بل يحبك و يحب بابا آمر لهذا هو غاضب أنك تحزنين بابا فيجد أنه يقسو عليكِ من أجله يريدك أن تكوني مطيعة لبابا و الجميع يحبك لهذا هو يصرخ أحياناً و لكن هذا ليس معناه أنه لا يحبك بل يفعل ذلك لأنه يحبك "
قالت بعناد " و لكني غاضبة منه و لن أسامحه و سأشكوه لجدي صابر ليعاقبه "
كادت حلم تخبرها كم هى عنيدة و على حالها مع تهديداتها و تظن أنها ستجدي نفعا.. قالت برفق " لم لا تفعلين شيء أفضل من الشكوى لجدو صابر فهو بالتأكيد لن يأخذ دانية منه و ستكونين أنت خسارة وقتها "
سألتها بشك " ما هذا الشيء الأفضل "
قالت حلم مفكرة " لم لا تتجاهلينه فقط و لا تتحدثين معه وقتها هو سيأتي إليكِ ليسألك عندها تخبرينه أنك غاضبة منه لصراخه عليكِ سيخبرك لم فعل ذلك فتعتذرين منه و تتصالحا تعلمين وقتها سيفعل كل ما تحبينه حتى لا تغضبي منه مرة أخري فهو يحبك و لا يريد إغضابك كما تظنين "
" لم على أن أعتذر " قالت بتذمر .. ضحكت حلم بخفة يا لها من عنيدة " لأنك الصغيرة حبيبتي عندما تفعلين أولاً سيعتذر منكِ هو أيضاً و عندها تتصالحان "
صمتت بيسان مفكرة فقالت حلم بحماس " لم لا نمضي العقاب في تنظيف الغرفة معا حتى يأتي بابا و يجد غرفتك منظمة ليعلم أنك آنسة مطيعة و شاطرة "
قالت مستسلمة " حسنا و لكني جائعة الأن "
قبلت حلم وجنتها " أنا سأحضر لكِ الطعام على الفور "
خرجت لتجلب لها الطعام فسألتها دانية بفضول " ماذا "
قالت حلم بسخرية " ستمتنع عن الحديث مع بجاد حتى يسألها لم لا تحادثه ثم يعتذران من بعضهما و يتصالحان و ستسمع لحديث والدها دون جدال هذا مبدئيا فقط أما الأن فهي جائعة و تريد تناول الطعام و لا تنسينا وقت الغداء فنحن سنظل معا لتنفيذ العقاب "
ضحكت دانية و قالت بتأكيد و ثقة " حبيبتي حلم ما أنا واثقة منه أن بيسان هى من سيربيكم لا العكس "
على ما يبدو
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...