31& وإني في هوى خاطفي متيمة & صابرين شعبان

4.3K 217 12
                                    

الفصل الحادي و الثلاثين

"سيدة تالة تفضلي بالإنضمام لنا على طاولتنا لأعرفك على صديقتي الحمقاوتين " قالتها ديم لتالة الجالسة بشرود تراقب المكان بعيون حزينة بائسة.. لا تعرف ديم لم تلك المرأة دوماً حزينة و غاضبة نفس الوقت تلاحظ علاقتها بالسيد مجدي.. علاقة غريبة متباعدة كأنها مجبرة على الزواج منه.. حسنا ها هى بدأت تفعل كما طلب منها مجدي و هو ضمها لجمعتهم حتى تخرج من وحدتها كما قال.. نظرت إليها تالة بالامبالاة رافضة العرض عندما أضافت ديم بمرح " صدقيني لن تملي من جلوسك معنا.. "
نهضت تالة مستسلمة فهى بالفعل تشعر بالضيق من الجلوس وحدها بعد اعتذار سارة للمجيء اليوم و اخبارها أن تهبط للجلوس في المطعم مع مجدي فوالدتها و هالة والدة مجدي لا يعيرونها اهتماما و هن يظلوا يثرثروا معا كأن لا وجود لها و لا حتى يشركونها في الحديث.. أو يسألونها عن علاقتها بزوجها ماذا يجد بها فهن يعلمن جيداً أنها لا تتقبل هذا الزواج.. تتعجب أحياناً موقف هالة التي لم تعد تقذفها بكلامها الملتوي لعدم رضاها عن معاملتها الباردة لمجدي.. و كأن الأمر لم يعد يعنيها.. جاءت مرام لزيارتهم أمس لتطلب من والدتها العودة للمنزل و لكنها رفضت قائلة لن تعود و تترك آمنة وحدها تجلس مع هؤلاء الكئيبين.. حقاً أصبحت كئيبة حتى والدتها ما عادت تتحملها.. انتشلها صوت ديم الذي عرفتها على صديقتيها قائلة " سيدة تالة.. هذه حلم صديقتنا هى تكبرنا سنا لذلك تجدينها مثل المعلمة الممسكة بالعصا لتوجهنا عندما نخطأ.. "
ضحكت حلم بمرح و مدت يدها لتالة قائلة " و ليتها تتعلم شيء أنها حمقاء كبيرة لا أعرف كيف يترك زوجك المطعم تحت يديها المفسدة"
اشارت ديم بحنق للمكان الذي لم ينتهي به العمل بعد " أنا مفسدة أنظري لمطعمنا أنه متجدد دوماً أخبريها تالة أننا حين ننهي العمل سيكون أفضل "
جلست تالة بعد أن صافحت حلم قائلة بهدوء و لم تمانع قول ديم اسمها مجردا .. ربما هى تحتاج لبعض الصحبة بالفعل و الخروج كما قالت سارة و التعرف على الناس و جعل حياتها اجتماعية و ليست محصورة في بيتها و والدتها فهذا ما يجعلها تشعر بالملل و يبدو أن ديم و صديقاتها ليسوا مملين بالفعل.. يوماً عن يوم تتقبل علاقة ديم بمجدي و أنها لا تعني لأي منهم شيء رغم انه لا يعنيها و لكنها بالفعل لم تجد علاقتهم حميمية بتىك الطريقة " نعم بالفعل فقط ينتهي العمل و سيكون أفضل مطعم "
ردت ديم باغاظة " ارأيت و شهد شاهد من اهلها.. "
أضافت باسمة و هى تضع يدها على كتف دانية بقوة " و هذه دانية المعلمة التي ليست معلمة فحلم تقوم بهذا الدور بالفعل.. ربما كان أفضل أن تكون هى ممرضة و حلم معلمة "
ردت دانية بسخرية " أما أنت لا تنفعين غير صانعة القهوة البكائة كما يقول أحدهم "
ضحكت حلم و نظرت تالة بعدم فهم و ديم تقول مزمجرة " لم تذكريني بهذا الثور الوغد أتركيني أنسى "
قالت حلم لتالة بمرح " أنه شقيق زوج دانية كلما رأها جعلها تبكي مثل الأطفال فهو يغيظها بوقاحة لذلك كلما راها يقول بائعة القهوة البكائة هى هكذا بالفعل "
ابتسمت تالة بمرح و ديم تقول بحنق مغتاظة " ألم أقل لك سيدة تالة أنهن حمقاوتين "
قالت تالة باسمة " بل ناديني تالة فقط أجلسي لا تقفي على رأسنا هكذا و إياكِ أن تبكي فيصدقون القول .. ثم أليس هذا وقت راحتك "
جلست ديم براحة داخلية ربما هى ليست كئيبة لهذا الحد و تعرف الحديث المرح " حسنا تالة و لكن لا تصدقيهم أنا لا أبكي كما يقولون و شقيق زوج دانية ثور و غبي أحمق "
سألت تالة بحرج " سمعت أنكن كنتن مخطوفات صحيح هذا.. إذا لم تردن الحديث لا بأس "
على غير توقعها ضحكن بمرح متذكرين تلك الفترة بحلوها و مرها و جنونها.. "نعم كان وقت مجنون قضيناه منعزلين في مكان بعيد حقاً كانت مغامرة مذهلة و لكن لا تقولي لأحد ما قلته فلم نخبر أحد تفاصيل ذلك الوقت " قالتها حلم فور توقفهم عن الضحك.. سألت تالة بشك " ألم تكونوا متضايقين من ذلك تشعريني و أنكم كنتم في نزهة "
ردت ديم بسخرية " كانت نزهة للبعض بالفعل كانوا يذهبون لرؤية شارد و سر "
رغم عدم فهمها لمن تقصد ديم هى أم الفتاتين " من سر و شارد "
نظرت الفتيات لبعضهن بنظرة تفاهم قبل أن تقول دانية " سأخبرك و لكن هذا بيننا "
قالت تالة بفتور " ليس لي أصدقاء بالفعل لأخبرهم و لا أظن مجدي يهتم بثرثرة النساء "
شعرت ديم بالحماسة فهى و منذ عادت تتمنى أن تخبر أحد بما حدث معهم فالحديث بين ثلاثتهم عن الأمر ممل و غير حماسي أما رؤية رد فعل غريب لهو الحماس بنفسه." سأخبرك أنا منذ وقت و أنا أتمنى أن أخبر أحد فأنا أشعر بالغيظ لأحكي عن أحدهم "
نظرت إليها دانية نظرة محذرة تفهمتها ديم و قالت بحماس " أنصتي تالة ما حدث هو كنا متفقين للذهاب لملاقاة حلم عندما وجدها......" و ظلت تسرد ما حدث بانفعالات مختلفة ما بين حنق و غضب و مرح و حماسة و الفتيات ينصتن إليها و ابتسامة دهشة على وجوههم فسماع ما حدث بتفاصيله مرة أخرى منذ البداية كان غريب على أذانهم ليدخل عدم التصديق لم حدث في نهاية الأمر غير مصدقين أنهم نجوا من كارثة محققة لو كان من فعل على شاكلة هؤلاء الذين أحتجزوهم...

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن