الفصل الثامن عشر
انتفضت تالة مبتعدة ما أن شعرت بشفتي مجدي الساخنة على وجنتها . رمقته بغضب و قلبها يخفق جزعاً " ماذا تظن نفسك تفعل"
اعتدل مجدي في وقفته و قال بهدوء لامبالي " أقبل زوجتي على ما أظن "
تنفست تالة بقوة و قالت بصبر كأنها تريد أن تحشر كلماتها في عقله حشرا ليفهم " مجدي .. سيد مجدي " أضافت بتأكيد موضحة العلاقة بينهم ثم تكتفت و أكملت بحلم " نحن لن يكون بيننا مثل هذه العلاقة هذا لتفهم مقصدي عندما أقول لك ابتعد عني تفهم ما أقصده بالضبط . لا علاقة من هذا النوع ستكون بيننا .. لا . علاقة من . هذا . النوع .. لقد كان لي زوجا واحد في حياتي و لا أريد أخر غيره أو استبدله .. أخبرتك و لكنك لم تقبل فهذا لن يعنيني إذن لقد أنذرتك و لم تقبل ليس ذنبي أنك لا تفهم "
عاد مجدي للجلوس بأريحية و سلط نظراته عليها أنها عنيدة و بالفعل وضحت بأكثر من طريقة أنها لن تنسي زوجها الميت . و هو هو ميت أنا حى و هذه حرب غير متكافئة فمن يحارب ميتا و ينتظر أن يفوز بشرف . لا تالتي لن أسمح لك بالابتعاد و وضع زوجك الميت بيننا . على الحياة أن تستمر كلما فهمتي هذا أسرع كان أفضل لي و لكِ .. قال بأمر خافت " حبيبتي لم لا تجلسين بجانبي تعلمين أننا سنتزوج قريباً و يجب أن نتعرف على بعضنا حتى تكوني معي أكثر ارتياحاً و لا تعديني غريب عنك "
شعرت تالة بالغيظ منه كم هو بارد عديم الإحساس .. " ألم تفهم ما قلته للتو "
رد بهدوء " بالطبع فهمت حبيبتي . و لكن ليس معنى هذا أني سأسمح لك بالتنفيذ لهذا الهراء الذي يدور في عقلك تجاه علاقتنا "
تمتمت تالة بنفاذ صبر " الله ما طولك يا روح "
مط مجدي شفتيه بسخرية و أشار بجانبه على المقعد الذي أخذ منه جانباً و ترك جزء صغير إليها " أجلسي تالتي لنتحدث قليلاً لنتعرف على بعضنا .. أم تفضلين الجلوس على ساقي لمزيد من القرب . أنا أظن أن هذه أفضل و أسرع وسيلة للتقارب ما رأيك "
ردت ببرود " رائي أن تذهب لبيتك سيد مجدي فوجودك غير مرغوب فيه "
" تالة " خرجت بدهشة من والدتها التي كانت تقف مصدمة على باب الغرفة .. ضحك مجدي بخفة و نهض ليمسك بيد آمنة ليساعدها على الجلوس " خالتي لا تفهمي خطأ تالة و أنا كنا نمزح "
قالت آمنة بقسوة " ما هذا المزاح السقيم تالة هل هكذا تمزحين مع زوجك "
حرك مجدي حاجبه مغيظا و كأنه يقول بمكر ألم أقل لك أني زوجك .. قالت تالة بحدة " هو لم يمانع أمي "
ردت آمنة بحدة مماثلة " و إن كان .. لا يصح يا ابنتي أنه في منزلنا عندما تذهبين لبيته أفعلي ما شئتِ لا دخل لي بينكم و لكن و أنتِ هنا عليكِ احترامه "
ضم مجدي شفتيه في قبلة و وضع راحته على فمه يقبلها ثم قذفها بها قبل أن يقول بهدوء " تالتي لم لا تعدين كوب شاي لي من يديك الجميلة هذه لحين أتحدث مع خالتي قليلاً "
تلفتت حولها كأنها تبحث عن شيء تضربه به قبل أن تشير إليه بيدها المضمومة الأصابع بعلامة صبراً كأنها تتوعده بعد ذهاب والدتها ابتسم مجدي و حرك حاجبه مغيظا و أضاف " لا تتأخري حبيبتي فلدي عمل في المساء "
تركتهم و انصرفت و هى تتوعده بالفعل داخلها . سألت آمنة مجدي بقلق .. " هل هناك شيء بني أشعر أنك أرسلت تالة فقط كونك لا تريدها أن تعلم ما ستقوله "
قال مجدي باعجاب من قوة ملاحظتها رغم أنها لا ترى . و لكن يبدو أنها تشعر أنه يريد أن يخفي شيء عن تالة " الحقيقة خالتي هناك شيء و هام أيضاً و أريد أن أعرف رأيك فيه بالفعل "
سألت آمنة بقلق " ماذا بني تحدث "
قال مجدي بهدوء قبل أن تعود تالة " زوج شقيقتي يشك أنه ألقى القبض على قاتل زوج تالة الراحل و يريد التأكد باستدعاءها لرؤيته لتتعرف عليه "
شحب وجهها بقوة . حقاً و بعد هذه السنوات ألقوا القبض عليه أخيراً . هل تتركها تتعرض لتلك الأيام و معانتها بها مرة أخرى . هل تتركها تواجه ماضيها و تتذكر كل ما حدث معها .. سألت بخفوت " أنت متأكد أنه هو "
رد مجدي بحيرة " لا أنا أعلم حقيقة . لقد أخبرني و سألني أن أبلغكم أفضل من استدعاءها عن طريق المخفر "
قالت آمنة بحزم " أريد الحديث مع زوج شقيقتك و لكن ليس أمام تالة فلتخبره أني أريد الحديث معه غداً و أنت خذ تالة لأي مكان و أبعدها عن المنزل رجاءاً "
سألها بجدية " خالتي لم لا تقولين لي .. ماذا حدث لتالة ذلك اليوم منذ سنوات يوم مقتل زوجها أرى أنك قلقه لرؤية تالة لهذا الشخص لماذا "
تنهدت آمنة بحزن " لا استطيع أن أخبرك بني . هذا يخص تالة . من الأفضل أن تسألها يوماً ما لعله يكون سبب في تقاربكم "
سأل بتوتر " هل ما حدث كان بشعا "
هزت رأسها بعنف " بل أبشع بني و لا أريد أن أتحدث عنه و أتذكر معاناة ابنتي و شعوري بالعجز وقتها لعدم حمايتها "
سألها بصوت أجش " هل تعرضت للاعتداء ال... " لم يستطع أن يكمل ليس كونه لم يستطع لسانه نطقها بل كون تالة أتت و حمد الله أن صوته كان خافت فلم تسمع . رفع رأسه و ابتسم بحزن قائلاً بمرح مصطنع ..
" تالتي لقد طلبت من خالتي للتو أن تأتي و ترين الشقة غداً و هى لم تمانع "
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...