الفصل التاسع عشر
كانت تالة تجلس منتظرة مجدي الذي يتحدث مع تلك الفتاة منذ وقت طويل باهتمام حتى شعرت أنه نسى وجودها منتظرة . منذ كان لديهم ذلك اليوم و طلب من والدتها أن تأتي معه لترى الشقة و هى تشك أنه هناك أمر و حديث دار بينهم و هم فقط يريدون أخفاءه عنها فعند عودتها وجدت والدتها شاحبة و مجدي متوتر ليفاجأها بطلب ذهابها معه لم تعترض أمام والدتها و لكنها صممت أن ترفض الصعود معه للشقة و أنها ستظل في المطعم لحين موعد عودتها فهى لا تهتم بأي شيء يخص المنزل . ترك الفتاة التي كان يتحدث معها و أتي إليها ليجلس بجانبها قائلاً " لن تصعدي معي للأعلى تالتي لترى المكان اليوم أيضاً "
كان يبدو غريباً في هدوءه معها هو لم يعد يستفزها و يغيظها بحديثه . حتى تأكدت أنه و والدتها يخفون شيء بالفعل . قالت سألة بلامبالاة " من الفتاة التي كنت تتحدث معها أعتقد كنت أراها هنا عندما كنت أتي مع مديرى في العمل "
نظر إليها مجدي بغموض هل هذا اهتمام منها به أم أنه مجرد سؤال عادي أو ربما فضول نحو ديم . لم يهتم بهوية السؤال و أجاب " ديم تعمل هنا بالفعل أنها باريستا غير أنها مصممة ديكور تقوم بتغير تصميم المطعم من وقت لآخر تعمل لدي منذ زمن و كانت متغيبة الفترة الماضية لتعرضها لمحنة "
سألت بصوت هادئ " في ماذا كنت تتحدث مع والدتي ذلك اليوم "
نظر إليها بهدوء هكذا إذن تلقي بعض الأسئلة لتسأل السؤال الذي تريد أن تعرف جوابه حقاً . حسنا تالتي أنتِ لست خبيثة حتى يمر الأمر علي ببساطة و لا أفهم نوياكِ . قال مجدي بهدوء و هو يمسك بيدها
على الطاولة " ما رأيك نصعد لنرى المنزل لتخبريني بطلباتك أو رأيك فيما تريدين تغيره . "
سحبت يدها من يده بحدة " مجدي إياك و لمسي مرة أخرى أنا لن أسمح لك بما يدور في عقلك أن يحدث لقد أنذرتك عن قبولي بهذا الزواج لن يعني قبولي لك كزوج "
اعتدل مجدي على مقعده براحة . حسنا هذا سابق لأوانه لن يجادل في هذا و هى مازالت في منزل والدتها عندما تأتي لمنزلي و يغلق علينا باب واحد سيكون لي تصرف آخر . " أنتِ لم تجيبيني هل تصعدين معي "
لم تشعر بطلبه وقح و خلفه نوايا سيئة . و كأنه بطلبه يغويها للصعود . قال ببرود " لا . أنا سأرحل للمنزل الأن فوالدتي مؤكد سعيدة كوني بقيت معك كل هذا الوقت في الخارج ستظن أننا تفاهمنا الأن . "
نهض مجدي بهدوء " حسنا لأوصلك للمنزل "
" لا أريد " رفضت بحدة .. أمسك بيدها و هو يقول ببرود " حبيبتي أنتِ زوجتي هل تظنين سأتركك تعودين وحدك "
استسلمت تالة بضيق و هو يقودها للخارج عندما أتت ديم قبل أن يخرج قائلة " مجدي أبي أتِ ليأخذني للمنزل الأن "
قال باسما " حسنا ديم عودي للمنزل و غداً سأتحدث معه لا تقلقي سأوصل تالة للمنزل الأن "
أومأت له باسمة و ألقت على تالة نظرة سريعة و هى تقول " إلى اللقاء سيدتى سعدت بلقائك و مبارك لكم عقد القران "
تحرك مجدي مع تالة منصرفا فابتسمت ديم براحة فهى كانت قلقة من الحديث معه في طلبه ليدها قبل أن تختفي و لم تكن تريد أن تحزنه عندما تخبره برفضها و لكن حمدا لله على تخلصها من ذلك دون عناء . كادت تضحك و هى تتذكر مظهره و هو يخبرها أنه تزوج و عرسه بعد أسابيع قليلة فقد كان شاحب اللون مرتبك و كأنه طفل صغير أخطأ و ينتظر والدته أن توبخه . طمأنته ديم أنها سعيدة من أجله و أنها كانت ستخبره أنها لا تفكر في الزواج في هذا الوقت . خاصة بعد مرورها بهذه المحنة التي رفضت أن تخبره عن ما مرت به عندما سألها . كانت تتقابل و حلم و دانية بعد عودتها للعمل و عودة حياة ثلاثتهم لما كانت عليه بأختلاف التشدد في حمايتهم من عائلتهم الذين لم يسمح أي منهم بذهابهم و إيابهم وحدهم الوقت الوحيد الذين يتركونهم به هو عندما يتقابلون بعد العمل في المطعم كما كن يفعلن . بعد أن يوصل صابر دانية و وائل حلم ليعود و يأخذها بعد أن تكتفي من الجلوس معها . عندما يتقابلن لم يكن يأتين على ذكر المزرعة أو أي منهم غير أن ملامحهم تحكي الكثير . دانية و حلم تعلقا بالحصانين بالفعل لقد تأكدت أن حلم تعلقت بآمر عندما أنفصلت عن وسام فور عودتها . . هى تشعر بالشفقة عليهم من تلك العلاقة و ما سيتبعها من مشاكل و ألم قلب تذكرت ذلك الثور فعاد غضبها إليها منه و تمنت لو أن الشرطة ألقت القبض عليه عقاباً . حسنا يوماً ما سيقع في شر أعماله و سينال عقابه بالتأكيد .
جاء والدها و كانت قد بدلت ملابسها و استعدت لانتظاره . " هل أنتِ جاهزة حبيبتي "
اومأت ديم و هى تتأبط ذراعه استعدادا للرحيل . " نعم منذ زمن هيا بنا حتى لا توبخنا السيدة أسمهان على التأخير "
عادت مع والدها منحية كل ما يشغل عقلها عن صديقتيها في الوقت الحالي و ظلت تثرثر معه إلى أن عادت للمنزل .
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...