34& و إني في هوى خاطفي متيمة & صابرين شعبان

4.3K 236 9
                                    

الفصل الرابع و الثلاثون 

كانت  جالسة بصمت تنظر للخاتم  في اصبعها ببؤس و ديم و دانية صامتتين  بدورهم  لا يعرفون ماذا يقولون  لها بعد أن قرأت فاتحتها منذ قليل  و قد غادر هادي للتو مع والديه و ظلت كلتاهما قليلاً  شاعرين أنها تحتاج  لوجودهم..  كانت بيسان تجلس بتململ على ساقي دانية  تتلاعب بهاتف دانية بعدم  فهم.. فقط تضغط  هنا و هناك على شاشته  .  نهضت من على ساقيها و وضعت الهاتف على الفراش بجانب دانية و التي كانت و ديم جالستين عليه و حلم على مقعد صغير  ..  تقدمت بيسان  من حلم و رفعت وجهها تنظر لشفتيها المطلية بالحمرة قائلة بأمر " ضعي لي حمرة مثل هذه خالتي "
تشنجت ملامح  حلم و ارادت أن تبكي.. و لكنها قالت  بهدوء " ما زالت  صغيرة  و لا يصح  أن تضعي حمرة  سيغضب والدك  "
لوت شفتيها متبرمة "  لست صغيرة  لقد اقتربت أن أكمل السادسة"
قالت  دانية بهدوء  " مازالت  صغيرة  ..  بيسان  لو علم والدك  سيرفض مجيئك  هنا مرة أخرى  "
تنهدت بيسان مستسلمة و قالت  بحزن  " حسنا  "
ابتسمت  لها حلم قائلة " شاطرة  "
مدت بيسان  يدها لشفتي حلم و بأصبعها لوثته من شفتيها و على وجهها ابتسامة واسعة ثم لفت أصبعها  و هى تضعه على شفتيها كأصبع الحمرة  و تمر على شفتيها ذهابا و ايابا ملطخة شفتيها   و حلم و دانية ينظرون إليها بدهشة و ديم تعقد حاجبها بصدمة. سألت  بيسان باسمة " هل أصبحت  جميلة  مثلك  الأن  "
انفجرت الفتيات  ضحكا بقوة  و ديم تضرب كف  بكف و حلم تشدها من ذراعها لتضمها قائلة بمرح  " بل أنتِ أجمل منى  الأن  " يا إلهي أنها مشاغبة و تدخل للقلب دون إذن و قلبي لا يتحمل أن يظل مقاوما لحماية نفسه  يكفي هو يسكنه اللعنة عليه..
قالت  بيسان  باسمة بعد أن ابتعدت عن صدر حلم " لن أخبر أبي أنك  وضعت حمرة لي حتى لا يرفض مجيئي لهنا لا تقلقي  "
رفعت حلم حاجبها بمكر  مغيظة  " و لكني أنا من سأخبره أنك  فعلتِ "
تعكرت ملامحها و ظهر الحنق عليها..  " لماذا ألم تقولي أني أصبحت   جميلة  أبي لا يريدني جميلة بل قبيحة لأكون  مثل بجاد و لؤي  "
خرج  صوت  مستنكر من دانية بينما فرقعت ضحكة ديم " هذه الفتاة  تقول أشياء  جيدة  رغم ذلك  "
ردت دانية بحنق " و هل زوجي قبيح  "
ردت حلم بمكر و قد تناست  بؤسها " بل الثور "
أجابت بسخرية " بالطبع من غيره "
قالت بيسان باستعطاف و هى تضع راحتها على وجنة حلم " لن تخبري أبي صحيح.. أنت تريدين رؤيتي مرة أخرى "
نظرت حلم إليها قليلاً لتقول بحزن " لا تقلقي أنا لن أرى والدك مرة أخرى  لأخبره  "
تبعها صمت من الفتيات و وجه بيسان يتهلل فرحا..

**********★
هبط الدرج و هو يغلق زر قميصه و يدفعه داخل سرواله بينما كلاهما ينظران إليه بتعجب.. " لأين من عند الصباح "
سأل بجاد بلامبالاة و كأن لا شيء حدث بالأمس .. قال آمر ببرود " سأذهب لأحضر بيسان "
قال لؤي بمكر " فلتبق أنت و أنا أحضرها لا يجب أن تقود السيارة لوقت طويل "
رد آمر بحزم " لا... بل سأحضرها أنا.. و أنا بخير  الأن "
قال بجاد بحزم " تناول فطورك أولا ربما لن تجد دانية في المنزل فلن يطعمك أحد لحين تعود "
رد ببرود " المطاعم كثيرة سأكل على الطريق لا تهتم أراكم فيما بعد"
تركهم و خرج فتحرك كلاهم خلفه يراقبون صعوده للسيارة و الخروج من المزرعة مسرعا.. " هل تظن أنه ذاهب ليتحدث معها "
سأل لؤي باهتمام.. أجابه بجاد بسخرية " لا.. بل يريد رؤيتها ليجرحها فقط لخطبتها  "
اتسعت عين لؤي بدهشة " لا أفهم.. هل هذا يعني أنه يحبها أم يكرها و يريد إيذائها "
هز بجاد رأسه بحزن " أنه كبريائه اللعين  يريد فقط جرحها لتخليها عنه و القبول بأخر  ستضحك و لكنه يشعر بالخيانة  "
" بجاد هل تريد أن تجنني.. لا يريد أن يطلبها و لا يريد أن يحدثها و يريد أن يجرحها و لم يشعر بالخيانة و هى لا تخصه كما يقول دوماً  أي حب هذا لا أفهم  "
قال لؤي بتعجب.. زفر بجاد بحرارة " منذ متى و أنت تفهم..  أسمع يا ثور.. آمر يحبها و لكنه يقنع نفسه أنه لا يستحق هذا الحب كونه تخلى عن سيرين. نفس الوقت هو يموت غيرة الأن كونها خطبت لأخر.. ستسألني ماذا كان ينتظر و هو لا يتحرك تجاهها سأقول لك آمر كان يريد أشاره من حلم أنها تقبله على ما هو عليه.. بماضيه بابنته بحياته هنا و لكن هذا لم يحدث لأن حلم أيضاً عنيدة و كبريائها يفوقه و لن تلمح حتى في أحلامه أنها تريده .. "
قال لؤي بملل " و الحل الأن "
قال بجاد بسخرية " فقط يحتاجان  لصدمة "
لفت رأسه حقاً قال لؤي ببرود " أطعمني لعلي أفهم "
قال بجاد بسخرية " و لو أكلت البرسيم لن يعمل هذا الصدئ داخل جمجمتك هيا للعمل ليس لي مزاج لأعد الطعام اليوم "
تذمر لؤي " يا لحظي التعس بأخوين مثلكما "
ضربه بجاد على مؤخرة رأسه " كفاك سخف و نق و تحرك العمل مضاعف بذهاب آمر "
تحرك لؤي أمامه و معدته تصرخ جوعا و لكنه وعد نفسه أن يهرب و يأتي لتناول الطعام في القريب...

و إني في هوى خاطفي متيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن