الفصل السابع
كانت أسمهان و عزة يبكين بحرقة عند عودة أزواجهم من المخفر قالت عزة بحرقة " ماذا تعني لا تستطيع الشرطة البحث عنهم قبل انقضاء يوم من اختفاءهم "
رد أحمد بتعب " تبقى عدة ساعات فهن لم يختفوا إلا بعد العصر بعد أن تحدثت ديم مع أخويها "
قالت أسمهان باكية بغضب " لا أعرف لم تركها هذين الاحمقين تذهب وحدها . "
قال صابر الذي يشعر بانقباض و أن أحدهم يمسك قلبه بقبضته . يخشى أن يفقد دانية كما فقد والدتها و شقيقها الذي لم يرى النور . "البكاء سيدتي لن يفيد بشيء ما يطمئنني هو أن ثلاثتهم معا و أنا أثق بهم أنهن يستطعن حماية بعضهن و أنفسهم فدانية كانت دوماً ما تحادثني عن حلم و ديم و أنا أثق أنهن لا يفرقن قوة في مواجهة الأزمات عن ابنتي لذلك سندعو الله أن يكن بخير لحين نجدهم "
قال عبد الله والد ديم " أتمنى ذلك فابنتي صغيرة و لم تعتاد على الابتعاد عنا لقد كانت محاطة دوماً بحمايتنا و حماية شقيقيها "
قال أحمد بحزم " و الأن هى محاطة بحماية حلم ابنتي لا تخف عليها سنجدهم بأمر الله . فقط يمر الوقت و سنذهب للشرطة لتبدأ التحرك و البحث عنهم و لحينها لم لا نذهب لنسأل في عمل الفتيات عن أي شيء غريب حدث معهم أو لاحظ أحدهم شيء بخصوصهم أو تصرف غير مألوف "
نهض الرجال بحزم لينفذوا حديثه بينما وائل و الولدين قالا بجدية
" و نحن سنبحث عنهم في أماكن لقاءتهم ربما رآهم أحد "
رد صابر موافقا " هذا جيد أذهبا في رعاية الله "
بعد رحيل الرجال ظلت عزة و أسمهان تبكين و لم تعرف أي منهم أن تهدئ الأخرى فالمصاب واحد ...******************
" الأن أظن أنه هناك حديث جاد نجريه معكم يا سادة "
ما أن قالت حلم هذا حتى سألت الفتيات بقلق ." ماذا هناك حلم "
قال بجاد بحزم " لم لا تجلسون أولا ثم سنتحدث "
قالت ديم و قد بدأت تبكي " أنا لا أستطيع الجلوس و الحديث أنا جائعة و لا أستطيع التفكير بشكل جيد "
كادت حلم تضحك و لكنها قالت بحزم " نعم قبل كل شيء أطعمونا فنحن منذ أمس لم نتناول الطعام "
قال بجاد بحنق " حسنا تفضلا معي و لكن حذار أن تفتعل أي منكم مشكلة أو تفكر بالهرب . ستكون نهايتكم جميعاً "
كادت حلم تذكره بسخرية من الذي كان يبكي كالطفل و هو ضامم رئيسه العاجز فلا داعي لتظهر بمظهر الشرير . " فقط أطعمنا نحن لن نهرب و نحن جائعون " قالتها بسخرية
قادهم بجاد للمطبخ و أجلسهم على المقاعد الصغيرة حول الطاولة المستديرة التي يعد عليها الطعام معظم الوقت .. قال بجاد للؤي القلق يريد سؤاله عنه و لا يستطيع أمامهم . " هو بخير . لقد أعطته الممرضة حقنة مهدئة من تلك التي أعطاه له الطبيب . و الأن أذهب لتكون مع بكر و عمرو حتى لا يأتي أحدهم هنا . تصرف معهم في عمل المزرعة لحين أتصرف هنا "
خرج لؤي أمام الفتيات الذين كانوا يتهامسون بخفوت . سألت حلم التي نهضت لتساعد بجاد الذي بدأ يعد الطعام .. " الرجل المصاب من هو "
قال بجاد بحزم " أخينا الأكبر "
لم تعلق على بوحه بعلاقتهم رغم ذلك الفيلم الهندي الذي أفتعله عن العملاء السريين . سألت باهتمام " كيف أصيب "
لمعت عين بجاد و شعرت أنه يريد البكاء ثانياً " سقط من على ظهر حصان "
وضعت الخبز على الطاولة بعد أن قام بتسخينه و الفتاتين ترقبانهم و تنصتان للحديث " المطلوب " سألت حلم بجدية
التفت إليها بجاد بحزم و قال بهدوء " شهرين أو شهر لحين أنهى أوراق سفره للخارج . ليقوم بالجراحة "
قالت حلم بأسف " هذا مستحيل نحن لدينا عائلتنا هل تظن حقاً أننا سنظل هنا دون أن يعرف أحد مكاننا "
رد بجاد ببرود " إذا لم يكن برضاكم غصباً عنكم آنستي . لقد أتيتم لهنا و أنتهى الأمر لا سبيل للتراجع " فالأحمق ورطنا و انتهى فكر بغضب ..
قالت دانية غاضبة " أنت لا تتحدث بشكل جاد . مؤكد تمزح . هل تريدنا شهر بعيداً عن عوائلنا ببساطة "
قال بجاد يجيبها بعناد " شهرين من أجل خاطرك يا قطة و لا تراجع"
قالت ديم و قد بدأت تبكي " و لكن أمي و أخوى مؤكد سيقلقان علينا "
رد بجاد بضيق و هو يسب داخله شقيقه الذي ورطهم في هذا الموقف " ستعودون في النهاية ربما نسمح لكم بخطاب مكتوب ليطمئنون عليكم "
ردت ديم باكية " لا أنا أريد العودة للمنزل . لن أمكث هنا لثانية "
هدر بجاد بغضب " قلت لا ذهاب لحين نرحل و إلا لن تجدوا ما يسركم أنتم سبب غباءكم من أخبركم أن تتبعاها "
قالت حلم ساخرة " رأوا صديقتهم تخطف فقط "
نظر إليها بجاد أنها الأكثر تماسكا و قوة بينهم ربما كونها تبدوا أكبرهم سنا . قال بهدوء و حزم " استمعوا إلي جيداً . خروج من هنا لن يحدث لحين نسافر . من حظكم أننا سنرحل قريبًا فأخي أراد السفر للخارج بأسرع وقت ليقوم بالجراحة بدلا من هنا رغم أنه يوجد أطباء جيدين و حالته ليست خطيرة و لكنه مصر على السفر لذلك أعدكم لن تظلا هنا طويلاً فقط ليتعاون الجميع معا حتى تمر هذه الفترة بخير اتفقنا "
قالت حلم سأله بشرود متذكرة صياح الرجل باسمها بوجع و كأنه يعتذر من شيء " من سيرين "
التفت إليها بجاد بهدوء فرمقته بضيق قائلة " هى سبب في سوء سلوكه على ما أظن ربما تركته عندما أصبح مقعد . لقد سبني دون أن يعرف من أكون لذلك أظن أنها سبب في سوء حالته "
قال بجاد بحزن " ليست السبب هو هكذا مع الجميع زاد الأمر بسبب الحادث . و لكن جوابا على سؤالك نحن لا نعرف هى من تكون "
صمتت حلم بتفكير ثم قالت بضيق " أعدنا لمنازلنا و أعدك أن أكون ممرضته "
رد بجاد ببرود فهو يعرف أنها مستحيل تعمل هنا لن تسمح لها عائلتها و مؤكد سيبلغون عن فعلة الغبي الشرطة و هما تورطوا و انتهى الأمر .. " أسف أنت هنا الأن و أنتهى الأمر . ستكوني مطيعة و صديقتيكِ سيمر وقت مكوثكم كالنزهة . ستتسببون في المتاعب سيكون الوقت جحيما لكم و القرار لكم "
قالت حلم بهدوء " لنأكل و بعدها نقرر فنحن لا نستطيع القرار على معدة خاوية . "
نظر إليها بجاد بشك و لكنه عاد ليكمل ما يفعله بصمت ...
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Adventureحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...