الفصل الخامس
وصلت ديم مبكرة كعادتها في الأيام الأخيرة و هى تعيد ديكورات المطعم كما تعودت في السنتين الماضيتين . كان مجدي يسمح لها بعمل كل ما تريده دون الرجوع إليه . كانت تعمل على تغير بعض اللوحات الفنية بأخرى مناسبة لذلك الديكور الجديد من طلاء جديد و توزيع جديد للطاولات و بأغطية و مفارش جديدة و تلك السريا الجديدة و تلك المصابيح الجديدة المنتشرة في جوانب المطعم . على شكل زهرة اللوتس بضوء أزرق و أحمر و أصفر ليسقط على الحائط فيعطي مظهرا هادئا غير مبهر . قال مجدي بهدوء و هو يشير للفتاة التي تساعدها لتأتي " ديم أريدك لبعض الوقت . هناك حديث هام يجب أن نجريه معا قبل بدأ العمل "
قالت ديم بتعجب من طلبه حديث ماذا يا ترى . " حسنا سيد مجدي "
قال بحزم " لمكتبي فوق ديم و أحضري كوبين عصير معك "
أمتثلت لأمره و أحضرت العصير و صعدت خلفه وضعته على المكتب و جلست قائلة بجدية " ماذا هناك مجدي .. "
ارتبكت ديم و قالت متلعثمة " أسفة سيدي "
رمقها مجدي بتفحص هادئا قبل أن يبتسم متسائلا
" ديم هل تريني رجل عجوز بالنسبة لك "
ارتسم التوتر على وجهها هل سؤاله لزلتها الأن بقول اسمه مجردا من أي ألقاب كما تعودت " لم تسأل .. هل قلت شيء خاطئ في حقك سيدي "
قال مجدي بهدوء " لا . تعرفين أني أكبرك بسبعة عشر عاماً تقريباً كوني سأكمل الأربعون قريبًا "
لم تفهم أيضاً ما المطلوب منها قوله بعد حديثه هذا . سألت ديم بهدوء " ماذا هناك سيدي هل أنت متضايق مني في شيء "
هز مجدي رأسه نافيا و قال بصراحة دون لف أو دوران حول ما يريده من ديم فوالدته مازالت تسأله بالحاح متى سيتزوج الفتاة التي أخبرها عنها .و هو لم يقرر حتى من هى تلك الفتاة .
" ديم أريد الذهاب لوالدك لطلب يدك هل لديك مانع "
اتسعت عيناها من المفاجأة و ظلت تنظر إليه فاغرة فاه قبل أن تقول بارتباك و حيرة . " ماذا قلت سيدي لست واثقة أني أستمعت جيداً "
قال مجدي بهدوء " أريد الزواج بك ديم ما هو ردك "
قالت ديم بارتباك " لا أعرف . أنا ... "
تلعثمت و لم تستطع التحدث بشكل سوى لتخرج عبارة مفيدة فقال مجدي بجدية " سأعطيك الوقت للتفكير ديم أنا لست متعجل . و لكن أعلمي أن عملك هنا ليس علاقة له بحديثنا الأن و مهما كانت النتيجة لن يتغير شيء بالنسبة لنا "
نهضت ديم بارتباك و هى غير مستوعبة بعد أن مجدي طلبها للزواج حقاً . يريد أن يتزوجها هى . أضاف بحزم " إذا كان الفارق بين عمرينا مشكلة يمكنك ... "
قالت ديم مقاطعة حديثه " هذا ليس مشكلة سيدى "
كانت تريد فقط أن تخبره أنه ليس عجوزا كما يريد أن يخبرها . ابتسم مجدي بهدوء قائلاً " ستفكرين إذن .. حسنا تفضلي لتكملي العمل الأسبوع المقبل لدينا حجز هام لأفراد شركة لأول مرة تتعامل معنا و نريد أن نكون حسني المظهر و الخدمة معهم "
أومأت برأسها موافقة و خرجت قائلة " حسنا سأنهى كل شيء بسرعة "
كانت تريد اليوم أن ينتهي بسرعة بالفعل لتخبر الفتيات بم جد معها ...
أنت تقرأ
و إني في هوى خاطفي متيمة
Maceraحكمٌ أطلقه قبل أن تثبت إدانتها.. و لما أراد الطعن به أزفت ساعه رحيلها... تاركةً إياه بين ندمه و بين طفلةٍ ضلّ سعيه إليها.. ليخرّ صريع الحسرة و العجز و نفسه تيأس من خلاصها... ليسوق شقيقه إليه ملاك الرحمة مخطوفةً نائيةً عن دارها.. و لتعدو خلفها رفيقتا...