حنين ✅✅✅✅

الحلقة الرابعة والخمسون

ضمها بقوة واحاطها بذراعيه حتي غدت بكامل جسدها مغلفة بذراعيه ...

اتجه بها الي خارج الحمام ليجلس علي كرسي التسريحة وهي في حضنه

شيفاي : انا مش هستعجلك ... اهدي وبعدين نتكلم ...

كانت تدفن وجهها في صدره ليشعر بدموعها الساخنة تخترق قميصه ليتشربها جلده لتسير مع انفاسه لتستقر بقلبه

كانت تقاوم دموعها ليخترقها صوتها مبحوحا ببكائها ...

انيكا : اهدي ازاي وانا شايفاك رايح للموت ...

شيفاي : انتي ليه بس متاكدة انه طريق موت ... مش يمكن يكون طريق الخلاص ...

انيكا : خلاص من ايه ... يعني انت عايز تفهمني انك مش عارف داكش وعمايله السودة ...

شيفاي : لو هو شيخ منصر علي رائ ارناف انا عامل حسابي ومتخافيش ...

انيكا : ما اخافش ازاي انا حاسة ان قلبي هيقف كل ما افكر انك هتواجهه وكل دا بسببي وانا ...

ابعدها قليلا الا انها لازالت في حضنه ... رفع وجها وقبل شفتاها برقة ...

شيفاي : ممكن تسكتي وتبطلي بكا وتفهميني سر الخوف اللي جواكي دا ايه ...

انيكا : خايفة عليك ...

شيفاي : من اخوكي ... قصدي داكش ...

انيكا : ايوة وما تكابرش وتقولي ما تخافيش ...

شيفاي : مش هكابر ولا هقولك ما تخافيش ... من حقك تخافي علي نفسك ... علي البيبي اللي لسي بيتكون جواكي واكيد من حقك تخافي عليا ... بس لازم تفهمي اننا لو فضلنا خايفين علي طول هنفضل محلك سر ومش هنتقدم خطوة واحدة ... ومش بس كدا لا احنا كمان هنبقي خايفين نسيب مكاننا لاي سبب ... وهنخاف من حياتنا ... هنخاف ننام لنصحي نلاقي خوفنا حقيقة ... هنخاف من بكرة ... من الاخر هتبقي عيشتنا كلها خوف لدرجة اننا مش بس هنكره نفسنا لا دا احنا هنكره بعض وهنخاف من بعض وهيبقي كل واحد فينا مش مأمن للتاني وماسكله سكينه عشان يخلص منه بيها...

نظرت اليه بقوة وعيناها الدامعتان تتفحصان عيناه ...

انيكا : معقولة ممكن نوصل لكدا ...

شيفاي : اومال انتي فاهمة اننا هنخاف وهنقعد عادي كدا ... وبعدين انا معرفش عنك الخوف والاستسلام ... مش معقولة انيكا حبيبت قلبي اللي حاربت معايا ظروف وواجهت شيخ منصر العصابات تخاف وتستسلم للخوف بالشكل المخيف دا ...

انيكا : معاك حق بس الكلام دا قبل ما يكون فيه ...

لتضع يدها علي بطنها ...

فهم ما تقصده ... وضع يده علي يدها ... وابتسم لها تلك الابتسامة التي تاخذها من نفسها لعالم اخر ... عالم ليس به داكش ... عالم خالي من معاني الخوف والرهبة من المجهول ...