بديـرة آل مهنا /
الكل كان مجتمع قدام البيت الصغير البسيط بإحدى زوايا الديره ، والي كان منعدّم تمامًا و الدخان ملا المكان .. الكل كان واقف قدام البيت و بعض الشباب كانو يركضون لوسط البيت يحاولون يطلعون الي فيه وهم يتلثمون من الدخان القاتّل الي بكل مكان
مهنا كان ماسك الشايب بادي و الي كان هو صاحب البيت ، كان منهار تمامًا و وجهه الي تملاه التجاعيد بانت فيه ملامح الفزع و الحزن
تمتم بصوت عالي بدون شعور : هيا.. هيا داخل تكفون هيا
طاح على ركبه وهو يحس بالهبوط و مهنا وباقي شياب الديره كانو يسندونه ويذكرون الله
سهاج الي كان إحدى الشباب بالداخل برفقة خالد ورباح الي توه واصل ووصل على الدخان الي ملا بيت جارهم وبعض الشباب من الديره
سهاج بصوت مكتوم وهو يطلع من البيت للحوش : مافيه احد مالقيت اي ادمي
خالد الي كان يكح بتعب وطالع وراه : ولا انا ما فيه احد ابد
رباح سند خالد على كتفه وهو يسمي عليه : اطلع اطلع بدران خذه لبرا.. بروح الحوش الخلفي يمكن فيه احد
شد لثمته وهو يروح للحوش الخلفي وشهق بذهول لمن شاف جسد العجوز النحيف وبانت فيه تجاعيد الكبر طايح بالنص والواضح إنها مكتومه
صارخ بصوت عالي : سهاج سيف لقيت العجيز
جوه ركض وهم يشيلون هيا الي كأنها جثه بين يدينهم و يركضون يحاولون يطلعون من البيت الي نيرانه أقتربت من اسواره ،
طلعو بها و بادي الي كان برا من شاف منظرها اغمى عليه ولا عاد أحتمّل
ركض رباح وهو يصوّت لهم : حطوهم بسيارتي أوديهم المستشفى
شالوهم وهم يحطونهم بالسياره وسهاج ركب في المُقدمة معه ،
سيف وهو يكلم مهنا بعجله : ياعمي صدقني روحتك مالها لزوم ، سهاج و رباح بيقومون بالواجب و يكلمون نياف .. خلنا الحين نحاول نطفي هالنار
تساعدّو شباب القريه وهم يحاولون يطفون النار الي أعدّمت البيت تمامًا .. صار البيت خرابة و أسود مفحّم ولا كأنه كان بيوم بيت .. ذكرو الله من هول الموقف ، كانت الديره بهدوء تام و الكل مجتمع بمجلس إحدى كبار شياب الديره و الضحك مالي الديره .. كان وقت رجوع الشباب من دواماتهم و قدوم الي برا الديره لأهاليهم بالديره و شوارعها مليانه بواري السيارات والسلام والترحيب تتعالى أصواتهم بِها لكن في ثانية شافو الدخان الأسود يخيّم على سماء الديره و أصوات الصراخ بالذهول من شافو منظر بيت بادي حلّت مكان اصوات الترحيب ، كان الموقف مُهيب السواد الي إحتّل أجزاء البيت و الدخان الاسود الي أحتّل سماء الديره، إنهيار بادي لمن جا يركض وشاف منظر البيت و هيا الي طلعوها وكأنها جثّة وما تحمّل من شاف منظرها و أحتضنت الأرض جسده من طاح منهار
مهنا تمتم بضيق وهو يمسح على وجهه : الحمدلله ان نياف ماهوب هنا ولا وش بيصيبه وهو يشوف جدانه وبيتهم بهالمنظر! والله مايتحمل
تمتمو الموجودين بذكر الله وهم يبتعدون شوي شوي عن البيت المتهالك المعتّم إلا خالد الي كان واقف عنده ينتظر قدوم نياف بإرتباك وهو ما يقدر يتخيل وش بتكون ردة فعله ! .. اتصل عليه اكثر من مره لكن ما فيه رد و اتصل بسهاج الي كان هو بعد يتصل بنياف يحاولون إنه يجي على طول المستشفى ولا يشوف منظر البيت لكن ما فيه أي فايدة لأنه مالهم منه أي رد ..
ببيت مهنـا /
شهقت مزون وهي توقف بفزع : احترق بيتهم ؟؟؟؟ وهيا فيه؟ وينها وينها ودوني بشوفها وش صارلها صابها شيء؟
رائد الي مسكها وهو يجلسها ويهديها : اذكري الله يايمه ، اذا هذي ردة فعلك وش بتصير ردة فعل نياف ؟ .. الشويب جاه هبوط وانخفض ضغطه من شاف خالتي هيا شايلينها وهي طايحه لكن خذوهم رباح وسهاج على طول المستشفى وان شاءلله ما فيه الا الخير لانهم لاقو هيا برا البيت في الحوش يعني ان شاءلله ما صابها حرق ولا شي لكن يمكن من الخرعه طاحت
قعدت مزون وهي تذكر الله وحاطه يدها على راسها بضيق والزين جابت ماء تشربه
جمايل الي من شافت الوضع راحت على طول و غسلت يدينها من الحنا وقعدت حول جدتها بعد ما وصلها رائد عليها لأنه طلع يشوف ابوه المتكدّر في المجلس
-
بيت فـاهد /
كرفست الأوراق بيدها وهي تنكش شعرها بإنزعاج ، ما قدرت تطلع بولا رسمه ولا تصميم و عيونها صارت تحرقها من كثر ما هي حابسه دموعها فيها
ضربت نفسها بقهر من حالها ، كل ما لملمت نفسها تبعثرّت من جديد .. تعبت وكثير لأجل اطلع من حالتها و إنهيارها بعد الي صار .. قعدت أيام و أسابيع و شهور و سنين تحارب جرحها الي وسمّه بداخلها من كان بيوم له أكبر قدّر من الحب والمعزة في قلبها
الى الآن ماهي مستوعبه الوضع الي صارو فيه ، الى الآن وهي تحس بالرعب من تبدّل حالهم من حال إلى حال بهذي القسوّة
ما بعمرها تخيلت إن قلبها بيشيل عليه ، كانت شايلته في قلبها شلون صارت شايله عليه ؟
يحّز بخاطرها و كثير إنها عطته قلبها و ضرها بأبشّع الطرق آذى! تتذكر ضحكتها زمان بسببه وتتعجّب كيف إنه في ثواني أنسرق منها الأمان ،
قطع عليها صوت فتّح الباب ، مسحت دموعها بسرعه و تحمحمت تعدل صوتها ويدينها أرتفعت تعدل شكلها
مها بإستغراب : المى ! أنتي هنا غريبه مو مفروض إنك بالبوتيك ؟
المى : الا يمه بس طلعت عشان أكمّل التصاميم هنا على راحتي
مها جلست بجنبها وهي تتفحّص وجهها : كنتي تصيحين؟
المى بسرعه رفعت عيونها وبرفض قاطع : لا !
مها تأملتها ثواني بدون رد ، قبل تردف : فيه موضوع أبغى أكلمك فيه .. هو موضوع حساس و بالحيل وأنا بنفسي مب عارفه كيف بأقوله لك !
سكتت تلتقط أنفاسها وهي تزفر بصعوبه من الي بتقوله قبل تكمّل بنبرة بان فيها الحيره : حتى أني ما أعرف اذا المفروض أني أقوله لك !
أنفتح الباب بقوه و التفتو بسرعه مستغربين و زاد تعجّب المى لمن شافت ابوها بعيونه واضح الغضب والعجّله وهو يلتقط أنفاسه من الركض ، أتجه بسرعه ناحية مها وهو يمسكها من عضدها و يشدها له وهو يحثّها على الوقوف : تعالي معي
المى وقفت برعب وهي أول مره تشوف امها وابوها كذا : يبه وش فيك !!! ليش تسحب امي كذا !
فاهد رسم على وجهه أكثر ابتسامه مزيفة بالعالم وهو يردف : موضوع بيني و بين امك مالك فيه يا المى
قاطعها بحده لمن شافها تبغى تتكلم : المواضيع الي بيني و بين أمك مالك فيها صلاح ولا شغل !
سحب مها الي نزلت راسها ببهت وراه وهي ما أصدرّت أي ردة فعل
لكن من دخلو المكتب حررت يدها منه وهي تحطها على وجهها تمنع دموعها من النزول قبل تردف بغصه : ليش ما خليتني أقول لها ها !
فاهد تبخرت عصبيته و هو يشوف دموعها ، تنهد وهو يردف : مها أظن أني تكلمت معك قبل بهذا الموضوع و قفلنا عليه ! لا تجننيني و تعصبيني وانا ما فيني شدّه !
مها بإنفعال : بس هي من حقها ! من حقها تعرف يا فاهد .. مو هي بنتك الي ما ترضى عليها ؟ كيف بترضى عليها بهالفعله ؟
فاهد صد بوجع : لا توجعيني يا مها ، لا توجعيني وأنتي تدرين اني ماني بطيّب .. خليني أسوي الي يمليه علي ضميري و يريّحني من القلق
مها بقسوه : و ضميرك بيخليك ترمي بنتك هالرميه وتنفيها وكأن مالها بيوم ام ولا اب ولا عزوه !
-
إنتهـى.
