المُستشفـى/
وقفت اشعار بنص الممرات بتوتر وهي تحس بضياع ، قالت لها اقبال هو بأي دور وأي جناح بعد ما سألت راسـل لكنها نسّت لأنها عجزت تستوعب إن بهاج بهذا المكان..
خذت نفس عميق وهي ترفع جوالها بإيدين مرتجفة عجزّت إنها تضغط على رقم اقبال ورمت جوالها بعد محاولات بائسه وهي تستند على الجدار بوهّن
أقتربت منها بنت في مُتقبل عمرها وهي تمسكها بقلق : أنتِ بخير ياختي؟
اشعار نفت بقوه وهي تتمسّك بيدين البنت بقوه وتناظرها برجاء: هو مو هنا صح؟ هو بخير ما فيه شي صح؟
البنت بلعت ريقها وهي تضم شفايفها بحزن : الله يمسح على قلبك يا حبيبتي تعالي معي تعالي أرتاحي
اشعار جلست بضياع وهي تتأمل ممرات المستشفى بشرود .. حتى جوالها المرمي نسته طايح بمكانه لولا البنت اللي رجعت تأخذه وهي تمدّه لها،
البنت بهدوء وهي تمد لها قارورة ماء : أشربي ماء واهدي
أخذتها اشعار وهي تداري دموعها بصمت
البنت بتردد لفت عليها : شخص عزيز عليك؟
اشعار ناظرتها بشرود وهي فعلًا أستوقفها هالسؤال.. منهو بهاج بالنسبه لها بهذي اللحظة ؟ اللي سرّق قلبها من هم بطهر الأرض وملا سنينها رضى وبهج ولا اللي رماها بعتم بالليالي بين صدمه وضحاها؟
رفعت كتوفها بدلالة عدم المعرفة وهي فعلًا ما تعرّف تحدد شعورها
وضحكت البنت بخفه وهي تهز راسها : معناتها عزيز عليك
اشعار بهدوء وهي تحّس إنها بدت تتماسّك لو شوي ، أردفت وهي تلعب بيدها بغطاء القاروره: ماهو عزيز .. أقرّب وصف مُمكن هو إنه كان عزيز لكن إنه بهذي اللحظه بالذات عزيز ؟ ما أعتقد
البنت بهدوء وهي تسند كفها على خدها : اجل وش تسوين هنا ودموعك تسابق كلماتك؟
اشعار زمّت شفايفها وهي تكتم شهقه وتشّد بإيدها على القاروره بتعب : مدري مدري وش اسوي هنا ولا ليش جيت ولا ليش قلبي الغبي للحين خايف عليه وليش هو اول من افكر فيه من اصحى من النوم واخر شخص افكر فيه قبل انام وليش مانمت كل هالليالي واذا نمت صحيت من كابوس انه راح ! تعبت وعجزت اني اعرف شعوري
البنت مسحّت على يدها بلطف : ما ادري وش صاير بس أقدر اني اعطيك تاكيد بانه مازال عزيز عليك .. رجفة جسمك من نطقتي فكرة انه راح وعيونك اللي تلمّع من اللهفه وإنهيارك ماهي الا تأكيد للحب اللي عجزتي تفهمين شعورك فيه
اشعار أسندّت راسها على الكرسي بتعب وهي تطلع جوالها وتدخل محادثة اقبال بدون رد .. ماهي قادرة تعترف لعمرها، هي شالته من هالقلب من يوم ضرّه .. من خلا دموعها تنزل ولياليها سود
ماخذت الا ثواني واقبال تتصل
تنهدت وهي تتحمحم لأجل تبعّد نبرة الصياح عنها: سألتك سؤال جاوبي عليه تتصلين ليش؟
اقبال بقلق : ليش صوتك كذا! وش صاير انا قايله لك من اول بلا لك هالروحه
اشعار بحده : بتعطيني رقم الممر وبأي دور ولا ادور بنفسي طابق طابق؟
اقبال بعصبيه : عطيني شيء واحد بس شيء واحد يخليك تروحين له؟ تراك بعد كم يوم بتكونين على ذمة غيره وعلى إسمه، وش هالخبال الي في راسك؟
اشعار عضت شفايفها تحاول تتحكم في شهقاتها : ماني محتاجه منك تذكير ولاني ملزومه اشرح .. لا جربتي هالشعور في هباب بتعرفين شعوري الحين، بتعرفين كيف بيسيرّك قلبك وبتقودك رجولك من دون ما تحسين ومن دون ما تتركين للتفكير مجال .. بتنسين الواقع والمنطقية وتنسين هو حتى وش سوالك قبل وكل تفكيرك تبين تشوفينه وتتطمنين وتطمنين قلبك انه مازال موجود وقدام عيونك حتى لو هو لغيرك وانتي لغيره
قفلت الجوال وهي تنزلّه لكن هالمره بهدوء، ما رمّته نفس المره الأولى، وكأن بكلام اقبال كف حاول يتغلغل بأفكارها ويوعيها على اللي هي بتسويه
رفعت عيونها لجوالها وهي تشوف رساله من اقبال
"الدور الارضي، ممر قسم العنايه المركزه"
تأملّت هالرسالة لثواني، قبل توقف بهدوء وهي تلّف للبنت اللي بجنبها : يعطيك العافيه ما قصرتي
مشت بسرعه ماهي تاركة لها مجال حتى للرّد، وإتجهت بخطوات ثابت وقلب مهزوز للمخرج قبل تهمس : استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه
طلعت وهي تدور سيارة اقبال بعيونها قبل تركب بصمت ، هي أدركت إنه ماهو لها ولا هي له وأدركت إنه ماهو بهاج الطفل اللي حبته ولا هي اشعار الطفله البريئه .. هم كبرو الآن وصارو بهاج اللي هي ما تعرفه ولا قد شافته بنسخته هذي وهي صارت اشعار اللي بتكون على ذمة غيره ولا لها أي حق فيه لأجل تروح تزوره
ويا وقّع هالإدراك على قلبها اللي خلاها تمشي بخطوات تبي درب الرجوع ، خطوات صعبه وثقيله عليها وكأنها تمشي على جمّر ماهو على الأرض
اقبال بعدم إستيعاب : شفتيه بهالسرعه؟ توني مرسله الرساله!
اشعار بصوت يهتَز رغم محاولتها في ثباته: انتي صح .. فتشّت بين أسبابي وبين الأعذار لكن ما لقيت شيء واحد يخليني أروح له
تنهدت اقبال وهي تشغل السياره وتحرّك بدون رد .. مخليّه أشعار تاخذ راحتها بالدموع اللي تحاول تخفيها لكن ما قدرت