PART : 7

19.9K 327 18
                                    

نيـاف /
دخل من مدخل الديره وتلفّت بإستغراب وهو يشوف الشارع فاضي والمسجد ما حوله أحد وهم بالعاده بهالوقت الكل يكون حول المسجد عشان وقت الأذان قرب خصوصًا جده بادي الي بالعاده هو الي يأذن ويحب يدخل المسجد قبلها بوقت ،
إتجه من طريق بيتهم الي كان بوسط الديره لكن سرعان ما توسعت عيونه بصدمه وهو يشوف منظر البيت لدرجة أنه وقف السياره ونزل وهو يركض بدون شعور منه
فز خالد أول ما شاف نياف جاي ركض ومسكه بسرعه : قل لا اله الا الله وهد
نياف الي ما زالت عيونه متسعه بصدمه نطق بذهول : هذا ايش ! وش صاير !!! ابوي وامي وينهم!!!!
صرخ بجنون لمن استوعب امه وابوه : خالد رد علي وينهم
خالد بتردد : امك و ابوك مع سهاج ورباح بالمستشفى
نياف تصنّم لثواني قبل يردف : مستشفى ايش وش صاير البيت ليش معدوم كذا !
خالد : والله ما ندري يا نياف جينا على صراخ عمي بادي وهو منهار ومانشوف من البيت الا دخنته وطلعنا خالتي هيا وراحو بهم المستشفى
نياف ناظر البيت بضياع وهو يحس بقواه خارت ورجوله ماعاد قدر يحركها، يبي يتحرك لكن وكأن احد ماسكه ومثبّته بمكانه
بلع غصته وهو يحس بخوف ودوخه مسكه خالد بسرعه وهو يسمي عليه ويسنده عليه
نياف بهمس ضعيف ومحاجره امتلت دموع : قول لي وش صار لهم! ماتو صح؟ لا تكذب علي ولا تعطيني امل زايف
خالد وسع عيونه بصدمه من دموع نياف و ما قدر ما يحضنه بسرعه : ولد وش هالحكي اذكر ربك ما فيهم الا العافيه ولا صابهم شي
نياف صرخ وهو يدفه عنه : لا تكذب علي اجل وينهم هاه ! من بيطلع حي وسليم من سواد هالبيت ؟ أنت مستوعب منظر البيت ولا لا! أكلته النيران أكّل كيف بيطلع احد منه حي؟
تقشعّر جسم نياف من طاري الموت وهو يستوعب إنه يتكلم عن جده وجدته
تنهد خالد بضيق : والله العظيم وهذاني حلفت لك انه ما صابهم شي ، جدك كان برا و جدتك كانت بالحوش ما مسّهم من الحريق شي اهدا وخلنا نمشي لهم
نياف الي قواه كانت خابره تمامًا كان يخاف إن خالد يكذب عليه و يروح وينصدم بوفاتهم ، كان يبي يجلس بحيرته و الأمل الطفيف بإنهم عايشين ولا أنه يروح ويتأكّد .. كان خايف وكثير وعيونه الي الدمع غشاها تتأمل البيت قدامه ، البيت الي ربّى فيه وكبر فيه وإحتضنه طوال سنين حياته إحتضن طيشه وعصبيته ومرحه وحزنه وإكتئابه وشهّد لحظات خيباته العُظمى و حزنه الآسّر .. وشهّد على يدين جدته الدافيه وهي تكمده من حرارة جسدّه بسبب بكائه وحزنه المتواصل الشديد ، شهّد على حضن جده وهو يحتضن جسده بفروته من البرد ، شهد على صباحياته مع مزاح جده وعصبيته منه ودعاوي جدته الي تحفّه بها ، ماكان مستوعب أبدًا إن كل ذكرياته أنمحت فجأة وحّل مكانها السواد الحالك والهلاك المُدمّر !
خالد الي كان يتأمل نظرات نياف وسكونه المُخيف ، بلع ريقه بخوف .. هذي النظره أخر مره شافها وقت كان نياف مُراهق ، وقت تم تشخصيه بالإكتئاب الحاد !
فز لمن شاف سيارة بهاج توقف ورا سيارة نياف وهو يزفر ويحمد ربه لأنه ما كان عارف يتعامل مع نياف أبدًا
طلع منها بهاج وهو يركض بفزع ويوقف قدامهم : وش صاير !
عقد حواجبه من نياف الي كان ثابت كأنه تمثال ولا تحرك أبدًا و بلع ريقه من شاف هالنظره بمحاجره .. لف على خالد بسرعه الي أشر له بعيونه على البيت
وهاج الي جا ورا أخوه لكن ما قدر يتكلم من ذهوله من منظر البيت البشع ، غمض عيونه بقوه وجسمه يتقشعّر من فكرة إنه كان فيه شخص داخله بالحريق !!
بهاج تقدّم عند نياف وهو يردف : نياف يا ولد قم وشوف شيبانك والله انهم طيبين وبخير ونعمه، كلمت سهاج يقول ما عليهم خلاف ماغير جاهم هبوط وجدتك جتها كتمه بسيطه لكن عطوها اوكسجين وامورها طيبه .. تعوذ من الشيطان وقوم شوفهم وخذ علومهم وهون عليهم ما صاب بيتهم
نياف ناظره بشرود وهو يبلع ريقه قبل يرد بتردد : ما تكذب علي ؟
بهاج بذهول من نظرة ونبرة نياف : اعقب وش الي اكذب عليك قم خلصني دلعناك واجد ترا
وقف نياف بدون رد وهو يتجّه الى سيارته لكن أستوقفه خالد : والله ما تسوق اركب انا بسوق مب شايف حالتك انت!
إتجه نياف إلى مقعد الراكب بدون أي رد أيضًا و كلهم مذهولين من حالته
وهاج بصدمه : معقوله هذا نياف ابو لسان !
خالد بهمس : بيري حالي المسكين ما شفتو نظراته و حالته اول ما وقف قدام البيت الله لا يفجعه فيهم
بهاج : طمنّا عنه ودي نلحقكم لكن سهاج رفض
خالد وهو يتقدم : وانا ما غير مفزاع
بهاج بتكشيره : الا وجه المصايب ما تطيح مصيبه الا القاك فيها
خالد وسع عيونه : اوريك يا كلب هذا وانا توني طالع من حادث ومفروض تراعوني
ضحك بهاج وهو يدفه السياره يحاول يتجاهل الرجفه الي سرّت بجسد وهاج من ذكر 'حادث'
بهاج بتنهيده وهو يمسّح على وجهه لف على وهاج : أمش خل نروح البيت تعبنا اليوم صدق
مشى معه وهاج بدون رد وركبو السياره لكن قبلها وقفو قدام المسجد لمن سمعو الآذان ، صلو والكل متكدّر لأن مُعتادين دائمًا الي يأذن فيهم هو بادي ..
رجعو لبيت جدهم مهنا وابتسمو غصبًا عنهم لمن شافو راجح وهباب
بهاج بصوت عالي : ارحبو ياحي ذا الوجيه والله الي تو تنوّر
قرب من خاله وهو يبوس راسه وخشمه ولف يسلم على هباب على خشمه
هباب بضحكه : توك شايفنا الاسبوع الي راح اجل على كذا بتكي عندكم يوميًا وش رايك ؟ جازلي الترحيب
بهاج : لا لا ما اقصدك انت اقصد خالي ولا انت وش ابي فيك
راجح الي كان يسلم على وهاج وهو يلاحظ شكله وكلامه القليل كان وكأنه منطفئ ومُرهق وجدًا
راجح باستغراب : وهاج ابوي علامك فيك شي تشكي شي؟ وراه وجهك هاللون
وهاج ابتسم بسرعه بجمود : لا والله يا خالي ما فيني شي .. بس تخبّر الطب ودراسته اليوم ماخذين محاضرات كثير راسي تفكك
راجح مسح على شعره بخفه : الله يقويك اجل ياوليدي ادخل تغد ونام ريّح
وهاج الي كان بيرفض الغدا لان ماله نفس لكن استحى يرد خاله وابتسم مجامله وهو يدخل معهم
هباب سحب بهاج قبل يدخل وهمس له : وش فيه وهيج ؟
بهاج بتنهيده وكذب : مدري ياخوك من خذيته وهو متكدّر
هباب ميل فمه قبل يدخل ورا بهاج البيت متجهين الى المجلس يسلم على جده
-
عند الحريـم /
دخلت تذكار وهي تركض بصراخ : انا جيييييت يا جماعه
ابتسمت بدلاخه وهي تتفادى فنجال جدتها المخترعه ورمته عليها قبل تردف : بعتبره ترحيب يا جديده وصل ترحابك
مزون بخرعه وهي تسمي : الله يروع عدوينس يا المطفوقه ، مب موتني ناقصه عمر الا انتي ورسين هب ياوجيهكن
ضحكت تذكار بمرح وهي تبوس راسها : الا يزيد عمرك بشوفتنا
لفت على الزين الي جت من فوق مسرعه قبل تبتسم : من سمعت الصراخ وفنجال امي الطاير دريت انك فيه
تذكار بضحكه : فنجال جديده الطاير علامة الجوده
ركضت لعمتها وهي تحضنها بقوه وتهزها بحضنها : اشتقت للزين ياعرب
الزين شدت عليها وهي تضحك : خلاص بس يابنت خضيتيني خض حبتس عنيف
دخلت ام هباب وهي تسلم بصوت عالي قبل تتجه لمزون وتحب راسها وتتجه للزين بعدها بظّل عبارات الترحيب الي صدّح صوتها بالمكان،
دخلت تباهي وبعد السلام اردفت : ترا هباب بيدخل مع ابوي
الزين بايماءه : شوفو جمايل فوق نبهوها يابعدي
رقو تباهي وتذكار لفوق وهم رايحين طيران للصاله قبل تفحط تذكار على البلاط
ضربتها تباهي من ورا : بس انتي مشختي بلاطهم من كثر ما تفحطين عليه
جمايل بضحكه : حتى الجماد ما سلمو منها
تذكار بصراخ وهي تحضن جمايل : جمممماااييييييل
جمايل الي ضحكتها مازالت مزينه وجهها : اول مره تعرفين اسمي انتي
بعدت عنها تذكار وهي تكشر : هذا وانا جايه بكل حماسي احضنك مالت بس
تخصرت جمايل و تخزهم قبل تحضن تباهي : اي صح توني استوعب وش فيكم ابطيتو علي ساعه منزرعه بالصاله انتظر احد يرقى خفت انزل وهباب او راسل فيه
تذكار وهي تتربع وتسحب دلة القهوه الي بالجلسه : لا ماهوب جاي عمي رابح به عرس لاهل مرته ماظنتي بيجون وان بيجي احد فهو عمي لحاله
جمايل : والله؟ ما دريت ما قالت شي اقبال
تذكار بتكشيره : اقبالوه ناقعه عند عمتي الهنوف واشعاروه اخذ اخبارهم من رسن
ناظرت المكان شوي وهي تسمع سوالف جمايل وتباهي الي كلها عن الجامعه قبل تنطق بحسره : وكالعاده نجي قبل عمتي الهنوف وانا الي اكلها بدون رسن
تباهي : مالت عليك انتي وياها ابد انتظري شويات وتشوفين فنجال جدي يلوّح وتجيك رسن تركض لفوق وتصرقعون في الدنيا
عدلت تذكار جلستها بحماس : والله يا انه بنجيب لكم صمرقعه على اصولها اصبرو بس
جمايل بشك : خير وش بتسوون ماظنتي ورا هالنظره خير!
تذكار بغرور : الخير كله حنا تلايطي بس
تباهي قلبت عيونها بملل : ماعليك منها ذي لو تسالينها من اليوم لبكره ما بتجاوبك ما ينأخذ منها لا حق ولا باطل
تذكار : انتي خير تراي اختك والله لو اني ضرتك وش عندك تكرهيني
تباهي بققت عيونها : خير وش اني مسويه الحين انا ما قلت الا الصدق دلخه ومطفوقه وشيطانه عطيني كلمه بس غلط من الي قلته
جمايل بانزعاج وهي تمسك راسها : بس بس بزران انتم هذا ورسن ما شرفت وش بيصير عاد لا جت اهلين صداع من الحين
تذكار بحميه وهياط : اقول عاد الا ذخر الرفيق ما ارضى على رسن كفو لسانكم عنها
تباهي و جمايل لفو عليها بنظرات بارده و وجه جامد قبل تضحك بوهقه وهي تجلس : وش فيكم امزح معكم
قلبت عيونها لمن لفو بهمس : نفسيات
تحـت /
دخل هباب مع أبوه ولف على بهاج الي كان لاف برا وهو يردف : مابه احد تعال
لحقهم بهاج وهم يجلسون حول جدتهم والزين وام هباب الي كانت بكامل غطاها باخر الصاله ،
بهاج بصوت جهوري : وش حالك يا ام هباب
ام هباب بمزح : هلا بولدنا الي يسرق حذايينا وينحاش هلا ببهاج الحمدلله وش اخبارك انت
ضحك بهاج بخجل وهو يذكر لمن كان صغير كان يسرق حذايين راجح وسلمى *ام هباب* كل ما راح لبيتهم و ينحاش : افا يا خالتي للحين ما نسيتي ودمحتي زلات ولدك
ام هباب بضحكه : الا والله دمحناها لو تبي عطيناك درج احذيتنا كله
ضحكو كلهم قبل يفز هباب ياخذ الدله من الزين : افا يا عميمه تصبين وانا موجود
بهاج بطماشه وهو يحط رجل على رجل : تعال صب لي يا صبي
هباب رفسه برجله : والله ما اصب لك وهذاني حلفت بصب لهم وقم صب انت لنفسك يا صبي
راجح وقف بإستعجال : اقول خلو القهوه والسوالف امشو نتغدا بسرعه ونروح نشوف اهل نياف ، ابوي خاطره متكدر بالحيل عليهم .. هباب استعجل عمك
مزون بضيقه : والله كلنا متكدرين لأجلهم بيري حالي .. للحين ما به رد من احد؟ ونياف درا بهم ولا على حد علمي انه احترق وهو في الشغل
بهاج اومئ : ايه احترق وهو في الشغل .. يوم شاف البيت انهار عمري عليه بس وداه خالد المستشفى يشوفهم ورباح وسهاج يقولون ماعليهم خلاف امورهم زينه بس من الخوف ماتحملو الموقف وطاحو
-
إنتهـى.

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن