المستوصـف/
بهاج بترجي بصوت مبحوح من التعب : تكفى لا تقول لهم اني صحيت
الممرض بإستغراب : بس هذا واجبي ما اقدر اقول لهم كذا
بهاج زفر بعصبيه : الحين انا المريض ولا انت؟ قلت لك لا تبلغهم وبس
الممرض رفع حاجب : والله من ردة فعلك الآن ما أتوقع إنك ما زلت مريض .. أعذرني لكن ما أقدر أكذّب بشيء، إذا تبغى أقول لهم إنك ما تبغى تشوف أحد هذي أقدر عليها لكن الكذب لا
بهاج نكّش شعره بإنزعاج وهو ما يبي يشوف احد أبدًا خصوصًا الآن، كيف لقوه ؟ بالمطر و الظلام ! اكيد انهم تعبو و دورو بكل الديره لين لقوه .. يحس بخجل من نفسه ولا هو مستعد يشوفهم وش بيقول؟ وش بيسوي؟
قضم اظافره بتوتر : ياخوي تكفى منا ولا مناك دبرني ما ابي يدخلون علي
الممرض بشك و تفكير وهو يتذكر أشكالهم : هُم مسوين لك شيء ؟ أشكالهم كأنهم سفاحين طُرق فعلًا! لكنهم قلقانين عليك كثير مااتوقع
بهاج سكت لثواني قبل يضحك : منجدك انت ما لقيت الا ربعي سفاحين طُرق .. هذول حتى النمله الي تمر قدامهم ما يأذونها
الممرض : اجل وش السبب؟ ترا فعلًا واضح إنهم قلقانين عليك كثير
بهاج تنهد وهو يدعك صدغه: خلاص قلّهم
غمض بقوه و هو يقضم خده من داخل بتوتر
طلع الممرض و هو يوجّه كلامه لرباح ووهاج الي ما بقى الا هُم، سهاج ودوه للممرضة تضمّد جروحه و أصروا على رائد وراسل وهباب يرجعون و هم بيطمنونهم عليه لأن بنظرهم ما يحتاج وجودهم كلهم
طلع المُمرض و على طول ألتموا حوله
المُمرض بهدوء : تطمنو الولد الحمدلله بخير مافيه شيء مجرد سوء تغذية وانخفاض ضغط .. تقدرون تدخلون تشوفونه و يطلع بعد ما يخلص المغذي
زفر رباح بإرتياح : الحمدلله ياربي الحمدلله .. يلا وهاج امش
وهاج بتردد : ماراح ادخل ادخل انت
رباح ناظره بإستنكار : وهاج! ليش ما تدخل معي خير ان شاءلله؟ شوي وتموت علينا وهبوط وحالتك حالة اخر شيء ما تدخل تتطمن عليه!
وهاج بتنهيده : ماابغى يارباح لا تضغط علي خلاص ادخل انت
رباح ميل فمه بعدم رضى قبل يدخل وهو يستغفر بصوت عالي
أبتسم لا شعوريًا وهو يشوف بهاج الي على طول تخبى تحت اللحاف
رباح وهو يتقدّم منه : نايم يعني؟ المفروض اصدق؟
مالقى رد وأمتدت يد رباح وهو يمسح على شعره بهدوء : الحمدلله يارب .. الحمدلله الي خلاني أشوفك قدامي الحين أنت ما تدري وش فكرت فيه ولا وش صابني من هول وانا اشوف نياف يدحرجك علي وانت كأنك جثة.. ماتدري قد وش خفت من شفت اختفائك بهالأجواء ، بردت كثير ؟ ليش ما اكلت شيء؟ ليش تغذيتك سيئة؟ لا يكون عورناك وحنا نشيلك ؟
بلع بهاج غصته من كمية الحنان الي صابه من رباح وهو يردف ومازال متمسك باللحاف عليه : متى دورتوني؟
رباح : الساعه 11 ، كنا ملاحظين إختفائك من بدري لكن قلنا يمكن تبي تقعد لحالك والي مطمّنا ولو شوي إن جوالك كان يرّن و الاجواء تمام .. لكن فجأة الجو قلّب و جوالك صار مُغلق من هنا اكلنا القلق عليك وحنا نمتّر الديره تمتير *كشر وهو يأشر على ثوبه* شوف كيف أنعدم ثوبي و كلي طين وماء!
بهاج رفع رأسه وهو يطلعه من تحت اللحاف بتردد : انت ومين؟
رباح بإبتسامة : انا و نياف وسهاج وراسل وهباب ورائد .. وهاج جاه هبوط ورجوله ماعاد شالته وبقى خالد معاه
بهاج فز بقلق : وهاج وينه الحين كيفه؟
رباح : يعني توه فايق من دوخته ، اما وينه فهو برا
بهاج بلع ريقه وهو يبتسم بحزن : ما يبي يشوفني يعني ؟ لا هو ولا سهاج ولا نياف ولا ..
قاطعه رباح بسرعه : وهاج ما زال تحت تأثير خوفه و دوخته ، سهاج بالغرفه الي جنبك يعالجون جروحه ونياف مازال بالمزارع ما درا بأننا لقيناك وراح خالد له اما خالك وعيال خوالك حنا الي لزمنا عليهم يرجعون و ما طلعو الا بعد ما وصونا الف توصيه *تغيرت نبرته للجديه* انت تعتقد إننا طالعين بعز الليل و المطر وذابين الجبال ومتغرقين طين عشان مين ؟
بهاج أسند راسه على ورا بتعب : أساسًا ما كنت بسوي كذا كنت بس بقعد لحالي لكن المطر داهمني فجأه
رباح جلس على الكرسي الي بجنب السرير : وليش ما اكلت شيء؟ انت لو مخلي عنادك هذا ومفطر معنا ومتصالح مع سهاج مو ابرك لك ؟ الشباب متوعدين فيك
بهاج : يارجال انا حتى مالي وجه احط عيني بعين سهاج تبينا نتصالح؟
رباح : يعني ايش؟ بتظلون كذا مثلًا ؟ الموضوع بسيط تراه بس انت الي مكبره اعتذر منه وخلاص
بهاج بجديه : وانت تعتقد ان انا كاب بيالة الشاهي على فرشة خيمته ولا مخدش مشبه عشان اعتذر و ينتهي الموضوع ؟ انا غلطت بحقه وكثير بعد انا والله اني مستحي من نفسي كل ما اذكر وش قلت وكيف طلع ضايق مني
رباح بتنهيده : هو فعلًا انت جبت العيد بشكل بس تراه ماهو شايل بقلبه عليك .. اول ما درا بإنك مختفي فز و هو الي لقاك بعد
بهاج : انت تبي تزيد تأنيب ضميري يعني ولا وش؟
رباح بتكشيره : حتى وانت منسدح بتنافخ عوذه يا هالولد
بهاج : تكفى رباح اسكت وولا احد يجيني مالي خلق لأي شيء ولا لي بال رايق
رباح بحده : ماهو على كيفك .. اختفيت من امس و فصلت علينا كلنا وولا بقيت وولا خليت و بلعنا موس وسكتنا بس تعقب نخليك اكثر من كذا فاهمني؟ بطلع اجيب لك اكل واجي
بهاج : مالي نفس ما باكل لا تجيب شي
رباح طلع وهو مطنشه وبهاج تنهد بضيق وهو يرجع يغمض عيونه
-
خيمة سهـاج/
أنسدّح نياف بتعب بنص الخيمة وهو مو داري بشيء حوله ، دخل خالد وبإيده فراش ولحاف ودوا .. نفضهم على خفيف بسبب ماء المطر الي طّق عليهم وهو يمشي تحته
أقترب من نياف و هو يفرش الفراش بإحدى زوايا الخيمه قبل يرجع له وهو يهز كتفه : نياف .. نياف ولد قم
نياف الي كان يهذي من الحراره ولا هو حاس ولا عارف وش يقول : بنت المطر وينهي
خالد عقد حواجبه وهو يوقفه : وش تخبص انت وش بنته ؟
ابتسم نياف فجأه : والله اني حبيت المطر لأجلها .. كانت تبتسم خالد..
سكت فجأه وهو يتثاوب بينما خالد سدحه وهو يتحسس جبينه و مرتاع من سكوته المفاجئ وهذيانه : هيه ولد انت صاحي وش تخربط وش فيك سكت هيه قم بعطيك العلاج .. *رفع راسه ويدينه* حسبي عليك يا بهيج
بعد عنه وهو ياخذ الدوا الي رماه على الأرض قبل يعطس فجأه وهو يحس بإرتجاف فكه ، مد يدينه لنفسه يتحسس حرارة جبينه وهو يزفر بغضب : والله ما اخليك
تنهد وهو يرجع يعطي نياف العلاج بصعوبه كون الأخر نايم بخمول واذا صحى يهذي بأشياء كثير مو فاهم منها خالد شيء .. ولمن خلص منه عطى نفسه العلاج وهو يبتسم بسخريه : مدري اداويه ولا اداوي عمري .. يالله الخيره
-
بيت مهنـا/
دخلو راسل وهباب وهم يركضون يتسابقون من بيدخل يتروش أول ، تنهد رائد وهو يشوفهم ويكح : أنتم باقي فيكم حيل ؟
راسل وهو يرتجّف من البرد : والله يا إنه برد برد احسني بأموت منه .. بموت وانا بعز شبابي و في الديره بعد يا العقوبه كله من وجه العنز
هباب الي أستغّل ثرثرة راسل وسحب له لبس مرقع ما شافه حتى من شنطته الي بمجلس الرجال و دخل بسرعه الحمام وهو يقفله
صرخ راسل بقهر وهو يضرب الباب : يا حيوان قاعد أقولك أني ميت برد يا زفت !
رائد بإنزعاج : لا تقلقنا اذلف لحمامي فوق
راسل بتردد : والبنات؟
رائد وهو يشّد فروته عليه بخمول : انت شايف الساعه كم؟ اكيد نايمين واذا مو نايمين بتلاقيهم بالصاله او كلم اقبال تشوف لك درب
راسل بإستغراب : اقبال ؟ اقبال هنا؟!
رائد : ما تدري أن أختك هنا يعني؟
راسل هز راسه بنفي : لا ما قالت لي شيء ولا جابت طاري !
رائد هز كتوفه : مدري عنكم بس انها هنا
أخذ راسل جواله بيد مرتجفة وهو يدّق على اقبال الي ردت عليه بعد ثواني : هلا رويسل وش بغيت؟
راسل : انتي ببيت جدي؟ ليش ما بلغنيتي! كيف جيتي أصلًا
اقبال بلعت ريقها بتوتر : شسمه ذا ايه جيت أمس بعد العرس
راسل بحده : تاخذيني على قد عقلي انتي؟ من الي جابك يعني اذا بعد العرس ! اكيد انك هنا من قبله
اقبال بتنهيده : اف منك طيب جيت قبل العرس مع ابوي
راسل باستغراب : وليش ما حضرتي العرس! كنتي متحمسه له و..
اقبال قاطعته : موضوع طويل بعدين بأشرح لك المهم وش تبغى داق لا يكون عشان هالموضوع بس ؟
راسل وهو يفرك عيونه المحمره : لا بس شوفي لي درب بروح لحمام رائد بتروش
رائد بنقد : ترا بيني وبينك ١٢ سنة من الادب و الاحترام تقول عمي !
راسل بلا اهتمام : روقنا بس .. يلا اقبالوه بسرعه بتجمد هنا
اقبال وقفت عند باب الحريم : يلا تعال البنات راحو للمقلط
فتحت له الباب وهي تشهق من شكله : بسم الله وش فيك انت !!!
راسل بصوت مبحوح : كله من بهيج الزق .. مسمينه بهاج وحنا ما عمرنا شفنا بهجه من وراه
اشعار الي كانت قريبه من الباب كونها عند باب المقلط واقفه اردفت بقلق : ليش وش فيه وش صاير !
راسل بملل : ياليل انتي هنا .. وش الاذون الملاقط ذي امداك تسمعين وش قلت !
اشعار بنرفزه : رويسل لا تستظرف خلصني
راسل : ابد بس حبيبك المصون مختفي من الصبح و جواله مغلق لين زاد المطر و خفنا عليه وقعدنا ندوره لقيناه مغمى عليه فوق الجبل
شهقت اشعار وهي تحط يدها على قلبها : طيب وش صار الحين كيف حاله؟
راسل : ماعليك زي القرد ما فيه شيء بس داخ عشانه ما اكل .. والحين اذلفو عن وجهي خلوني اتروش قرفان من عمري
اشعار : اصبر اصبر وهو وينه الحين؟
راسل : ياليل الليل .. في المستوصف لين يخلص المغذي ويطلعونه
اشعار بقلق : هماك تقول ما فيه شيء ليه حاطين عليه مغذي وللحين هناك؟
راسل وهو يحاول يمسك نفسه : اشعاروه ترا والله لا اتوطى في بطنك الحين شايفه حالتي وانتي تساليني هالسؤال السخيف ؟ يعني كان مغمى عليه اكيد بيحطون له مغذي
اشعار : طيب متى بيطلع؟
راسل وهو يدف اقبال : ابعدي والله لا اكوفنها الحين
رسن بصراخ : خير انت على اختي لا تستقوي عليها لا اكوفنك انا
راسل باحباط : كملت الشله كلها هنا
اشعار : طيب اسمع اخر سؤال بيجي هنا ولا لا ؟
راسل بنفي : ما اظن .. مع اخوياه هو يمكن يروحون لخيمة سهاج وراهم و الحين ممكن امشي لو خلص تحقيقك ؟
اشعار بتكشيره : فارق مالت عليك ما ينوخذ منك لا حق ولا باطل
راسل وسع عيونه وهو يكش عليها من ورا الباب : ووجع .. مدري الاقيها منك ولا من حبيبك الخايس سبحان ربي ما جمع الا وفق
رقى بخطوات سريعه و هو يتجه لغرفة رائد تحديدًا حمامه الي بجنب الغرفه ،
ثواني الا زفر : يالله على الغباء ! احد يدخل يتروش بدون شامبو يا راسل بالله عليك ؟
مسّك جواله وهو يرسل على اقبال تجيب الشامبو وتحطّه قدام الباب وتمشي
إرتخى على الباب وهو يدقدق فيه بملل ينتظر متى تجيبه،
تحـت/
كانت اشعار واقفه قدام دريشة المطبخ وهي ترتقّب دخول بهاج بقلق
تذكار دفتها : بنت يا دراما خلاص لا تحس بك جمايل
اشعار بتنهيده وهي تستند على الدريشه : مو بكيفي يا اشعار مو بكيفي .. قلبي متشاغب عليه ماراح اتطمّن لين اشوفه قدامي
تذكار : وعوه تكفين وش بيصير فيه يعني الجني ذا *نطت وهي تتفادى ضربة اشعار* اييي وجع خير تضربيني عشانه
اشعار بعصبيه : واكسر راسك بعد اذكري الله عليه بسم الله عليه
وقفت رسن وهي تطلع : بجيب شاحني اشوف مسلسلي على الاقل افضل من سوالف قيس و ليلى الديره
اقبال وهي منشغله بالحليب : رسن دامك بتطلعين فوق تجيبين شاحنك اخذي اي شامبو في الغرفه وحطيه قدام باب حمام رائد
رسن : ليش ؟
اقبال : الحمار راسل بيتروش بحمام رائد وناسي ياخذ معه شامبو
رسن : اخاف يطلع!
اقبال بنفي : لا هو قايلي بنفسه حطيه وروحي ما راح يطلع
رسن وهي رايحه للدرج : طيب
دخلت الغرفة الي ينامون فيها البنات و دورت على شامبو اقبال لكن ما لقته لذا أخذت حقها لأنه كان اول شامبو قدامها وإتجهت لحمام رائد
راسل الي سمع خطوات ابتسم بخبث وهو يبي يروع اقبال اذا فتح الباب بخفيف عشان اول ما تجي يسحب يدينها
أول ما جت رسن بتحط الشامبو شهقت بتفاجئ من يد راسل الي إمتدت وهو يسحبها يبي يغرقها ماء
اتسعت عيون راسل وهو يشوف الي بين إيدينه مين .. غمّض بقوة وهو يحس ماهو مصدق رسن الساكنة بصدمة بين يدينه
ما يدري شلون طلعت منه لكنه ابتسم وهو يفتح عيونه لا شعوريًا يدقق بعيونها : هماك كنتي بتكوفنيني ؟ يلا كوفنيني
اتسعت عيون رسن بصدمه وتحس لسانها مربوط.. ما تدري شلون شالتها رجولها وهي تدفه بقوه قبل ترمي الشامبو بقوه ناحية صدره وتطلع بسرعه
مسّك الشامبو بسرعه وهو يرمّش مو مستوعب الي صار قبل شوي .. إبتسم وهو يتحسس يدينه مكان ما كانت موجوده وهو مو مصدق
اما رسن الي طلعت وهي تركض راجعه للغرفة ووجهها محمّر من الموقف الي صار وهي تتذكر كيف كانت قريبه و كلامه ماهي مصدقه الي صار!
اردفت بهمس وهي تسب في اقبال واخوها وتهوي على وجهها وجسدها المُحتّر رغم برودة الأجواء !
إبتسم راسل وهو يناظر بالشامبو ويشم ريحته ، كانت نفس ريحة العطر الي مع رسن .. يعني هذا حقها ؟! أخذه وهو يحضنه بين ايدينه بهمس : والله ما عاد يرجّع
كمل ترواشه برواق وهو يدندن عكس مزاجه المُتعكّر قبل ثواني!
طلعت رسن من الغرفة بعد دقايق وهي ترتب نفسها وحالتها المتقلبة وكشرت وهي تسمعه يغني : وعوه من حلاة الصوت عاد مالت عليك
نزلت تحت وهي ناسيه حتى تاخذ شاحنها
-
المستوصـف/
ما زال وهاج برا وهو متردد بدخوله كثير ، راح رباح يجيب الاكل و قاله انه من طلع شاف بهاج يرجع يغمّض وكأنه بينام من جديد
وقّف وهو يفتح الباب بشويش ويطّل عليه من وراه وهو مطلع شوي من راسه يبي يشوف هو نايم او لا .. شافه حاط إيده اليمين على رأسه وهو مغمض و ايده الثانيه الي فيها المغذي على المفرش
قرب بيدخل لكن شافه تحرّك لذا طلع بسرعه و هو يقفل الباب وراه بصوت عالي شوي خلا بهاج يفتح عيونه وهو يطالع للباب بإستغراب
رجع وهاج يجلس على الكراسي الي قدام غرفة بهاج وهو يلف راسه لجهة الدريشة اخر الممر يتأمّل شكل المطر منها و لا شعوريًا قام وإتجه لها وهو يوقف قدامها ويشوف الشارع بشرود كيف متغرّق و كان شبه فاضي
بينما سهـاج الي كانو يضمدون جروحه الي اغلبها صغيره الا الجرح الي بإيده اليمين كان شبه كبير و اضطرو يلفونه ، مر عليه رباح الي كان يقاوم دوخته من ضربة راسه وبإيده ساندوتش وعصير غير الي في الكيسه
مدها له وهو يردف : امسك اكل اكيد انك دايخ
ناظر سهاج الاكل الي بالكيس : قام؟
رباح بطفش : ايه .. طفشتني انت وياه تصالحو و فكونا
رفع سهاج حاجب وهو يطنش كلام رباح
رباح بتنهيده : طيب امسك الاكل يا مسلم .. ذبحتوني تراكم ما يسوى علي بجي الديره ارتاح من الشغل والكرف وما امداني جيت امس الا افزع وافاكك بينهم
سهاج خذاها منه وهو يحطها بجنبه : خلاص زين لا تقعد تقرقر ورح شفه خله ياكل
ضيق عيونه رباح عليه وهو وده يقوم يكفخه : يعني مو مهتم صح؟
سهاج عقد حواجبه بكبرياء : اهتم بمين وش تبي انت
رباح وهو يطلع : صح صح انا الي يضمدوني الحين بسبب بهيج
-
فجـر يوم السبـت /
تحديدًا بخيمة سهاج الي كان فيها نياف وخالد منسدحين بخمول، ووهاج وسهاج جالسين حول الضو .. ينتظرون الشاهي يجهز وهم يحسون بالبرد داخل ضلوعهم و كل شوي يكح واحد فيهم او يعطس .. ووهاج يتحقرّص ينتظر دخول بهاج وهو يراقب مقدمة الخيمة كل شوي
وصلو بهاج ورباح الي كان يسحّب في بهاج الي كان رافض قطعًا إنه يدخل عندهم لكن رباح كان مستغل وهن جسده ويسحبه معه غصب
دخلو الخيمه وتوقّف جسم بهاج عن الحركه وهو ينزل راسه
فز وهاج وهو يرمي الكوب الورقي بإيده ويركض ناحية أخوه ، ضمّه بقوه خلّت بهاج الي تفاجئ يرجع خطوتين ورا
زفر وهاج براحه وهو يشد بهاج له : الله ياخذ عقل عدوك يا بهاج كانك اخلعت عقلي وقلبي .. مرت علي هالكم ساعه كأنها سنيييين ، والله لو تكسّر راسي من ضيقتك انا راضي ومن يدك ذي ليدك ذي بس تكفى كل شيء الا إن الموقف هذا ينعاد انت ما تدري كيف رجّف قلبي وانا احسبك *سكت بغصه وهو ماقدر يكمل كلامه* الله لا يبين غلاك يا بهيج الله لا يبينه
شد عليه بهاج وهو مغمض عيونه بدون رد .. ماعنده أي رد ولا كلمة تنقّال وهو يحس بالراحه بحضن إخوه ، مرت دقيقتين على حضنهم الصامت وولا واحد فيهم تحرّك و العيال يناظرونهم بصمت عدى سهاج الي كان موجّه نظره و ظهره للضو ولا التفت أبدًا من دخول بهاج
وقف خالد وهو يحضن الاثنين ويضرب راس بهاج وهو يكح : شف حالتنا كيف صارت يا زفت .. انا مدري احضنك ولا اهبدك والله العظيم
نياف الي كان منسدح بخمول اردف بصوت مكتوم وحيله مهدود وهو يرمي علبة المناديل عليه : والله لو ما وضعي كذا كان عرفت كيف اوريك شغلك لكن هين ربي بياخذ حقي ما بقيت دعوه الا دعيتها عليك
بهاج ضحك غصب وهو يشوف حالة نياف وينكش شعر خالد وهو يردف : ماعليه .. ما كنت متوقع بيصير كذا
دفه رباح : امش امش اجلس عند الضو وانت نويف قم عند الضو تدّف
نياف وهو يعطس : ما فيني حيل اتحرك
قرب منه خالد وهو يسنده عليه : قم قم كنك شويب اشغلتني في عمري اشيلك واحطك
نياف : اسكت لا اكوفنك هنا ترا زاقه معي
خالد بسخريه : هو انت فيك حيل تمشي عشان تكوفني يا حبك للمهايط
جلسو كلهم حول الضّو عدا بهاج الي كان واقف ومتردد يقرب ولا لا
تنهد وهو يقرب من ورا سهاج ويبوس راسه : انا مدري اقول اسف على الهقاوي الي خابت ولا على اني خليتك تطلع وانت ضايق .. ولا على إنه مر علينا اليوم وحنا ما نتحاكى ولا خذيت الي بخاطرك .. لكني اسف لو هي بتمحي كل الي صار
تنهد سهاج بدون رد بينما بهاج ابتعد عنه وهو يجلس بجنب وهاج
جلسو حول الضو وكل شوي واحد فيهم يعطّس ولا يكّح
غمض نياف بقوه وهو ياخذ منديل : منك لله يا بهاج
خالد وهو يسحب المناديل من نياف : يا تبن قلت لك عطني من صبح وانا شايلك عجزان تعطيني منديل
نياف : ابو نظارات والله لو ما تفارق عني ماهو اشلالك
رباح برجفه : سهاج تكفى نخيتك عجّل علينا بالشاهي البرد وصل مخي
نياف ناظر بهاج بحقد : والله ما اخليك يا حمار القايله خلني اتعافى بس شف حالنا وشلون
بهاج بضحكه وهو يحس صدره أنشرّح وهو يشوفهم حوله ، أدرك انه كان غلطان يوم أبعد عنهم وهم فرحته حتى حزنه بجنبهم يصير ماله معنى : تراك دعيت علي واجد خفف لسانك شوي
رباح بنوم: والله لولا قلبي الي ما يطاوعني ولا كان دعيت عليك معه .. من صبح وحنا نحوم بالمطر راسي ثقيييييل
سهاج بقلق : انت لا يكون يوم ضرب راسك صابك شي؟
رباح بنفي : لا لا ما فيني شي
بهاج وهو يتجه لرباح: خلني اشوفه
رباح دفه بخفيف : ما فيني شي يا رجال بس من الحوم تحت المطر
وهاج زفر براحه وهو يتأمل وجود اخوه ، قبل كم ساعه كان ما يعرف هو وين ولا وش صايبه ومتهاوشين والحين هو بجنبه بخير يحس كانه ماهو مصدّق
بهاج لاحظ نظرات وهاج وابتسم : وش فيك تطالعني من صبح
وهاج بتهديد : ياويلك يا بهاج والله يا ويلك لو تبعد مره ثانيه و تختفي
نياف : والله ما يفكه مني وقتها لا مرض ولا انس ولا جن
بهاج : يا رجال هي مره وخلاص تبت
شال سهاج أبريق الشاهي و هو يطلب خالد يناوله الأكواب ، صب لهم و هو يوزّعه عليهم ..
رباح وهو يناظر ساعته : ما بقى شيء على اذان الفجر .. نخلص الشاهي و نروح المسجد نصلي ونعود نفطر
خالد بنوم : لا انا متكسر بصلي واروح اخمد
نياف بعيون محمّره : انا ما ذقت النوم من الخميس راسي بينفجر حتى انا برقد
خالد ناظره وهو يضيق عيونه : انت لي معك نقاش خل نروق بس
نياف باستغراب وهو يفرك عيونه : وش نقاشه!
خالد ابتسم بهمس : صدقني ما تبيني اقوله قدامهم
زادت العقدة بين حواجب نياف وهو يحاول يتذكر ولا يعرف وش نقاشه هذا!
-
الضحـى/
بيت مهنا ، مجلس الرجـال ..
كانو جالسين كلهم و راسل و هباب عيونهم على بهاج بتهديد الي من راح المسجد وهو لاصق في جده لين طلعو وجلس معه الى هاللحظه عشان يتفادى راسل وهباب
مهنا بطفش وهو يدف بهاج عنه : يا ولد انت علامك علي .. ابعد شوي ابشرب شاهيي
بهاج ابتسم بعبط : اشرب معك ؟
مهنا ناظره بنص عين : انت فاصخن عقلك اليوم .. بالأمس مختفي واليوم لازق ما عندك حلن وسط!
هباب ابتسم بتزييف: وش رايك يا بهاج نطلع للخيمه نفطر مع الشباب .. تخبر انت وعدتهم نروح لهم
مهنا بسرعه : ايه ايه روحو وخلوني اطلع لدكان ابو صالح
بهاج بتكشيره : وراك يا جدي ما تبيني يعني!
أنتبه راسل لرسالة إقبال :"خل بهيج يروح للمزرعة، اشعار اشغلتني تبي تعطيه الشوربه"
قلب راسل عيونه بملل وهو يلّف لبهاج قبل يبتسم بمُكر وهو يدرك إنه بيطلعه : اقول بهاج .. تعال بأوريك شيء بجوالي
بهاج ناظره بشك : وش بتوريني يعني لا لا مانيب جاي
راسل ابتسم : متأكد ؟ ترا انت الخسران بكيفك .. مرسووول خصوصي لك
بهاج فز وهو يروح له : وش ورني
قبصه راسل من جنب: ايه اوريك اوريك ليش لا
بهاج كشر وهو يدفه : ورع اخلص علي
وراه راسل رسالة إقبال و أتسعت ابتسامته وهو يتنهد بحُب : يا مرحبا ويا مسهلا اي والله يا زينك و يا زين مرسولك
ضيق راسل عيونه : الحين صرت يا زيني؟ ايه امش امش بس قدامي
بهاج بحده : خير وش الي امشي وش تبي انت انثبر هنا لا ادفنك
راسل : تراها مكوفنتني امس تلايط بس
بهاج : اييه ماهي مكوفنتك الا وانت مسوي شي ما تغلط اشعاري
طلعو من المجلس وهباب جا وراهم ، بهاج اول ما شافهم حط رجله وهو يركض بأقوى ما عنده .. دخل من باب المزرعه الي كان مسيّف و قفله وراه بسرعه وضحك بصوت عالي هو يسمع سبهم من وراه
إتجّه نحو دريشة المخزن وهو يحّس بخطواته بكل خطوه تثقل ، إنفتحت الدريشة ووصله صوت اشعار القلق
اشعار : ولد وينك انت ليش مختفي ووش صايرلك ليش دخلت المستوصف ؟ رويسل ما عطاني لا حق ولا باطل طمني انت بخير؟
بهاج ابتسم : رويسل قايلّي انك مكوفنته
اشعار كشرت : الورع نرفزني ماعليك منه .. وش صارلك؟
بهاج : ولا شيء يا بهجتي انتي بس رحت فوق الجبل ما دريت انها بتمطر وامطرت ولا عاد قدرت لا انزل ولا اكلم بجوالي وعاد سهاج والعيال ما قصرو
اشعار تنهدت : تراك مخلعني من امس والله لا اكنسلك ترا انتبه طفشتني
بهاج بإستنكار : وش تنكسليني خير ان شاءلله انتي تراي تعبان دلعيني
اشعار : انت لك وجه تبي دلع بعد! امسك اشرب الشوربه ترا من صبح أسويها يا ويلك ما تفضي الصحن
بهاج ناظرها : انتي متاكده انتس تحبيني ولالا؟ تدرين اني ما احب البقدونس حاطته ليش! عناد السالفه؟
اشعار بحده : ما بينفعك الا هو اشربها وانت ساكت *بتهديد* بهيج والله يا ويلك ما تخلصها!
بهاج بتكشيره وهو ياخذ الصحن : زين زين ابشري على عيني بخلصه كله
اشعار بسرعه وهي تسمع خطوات بالمطبخ : خلاص يلا روح
قفلت الدريشه بسرعه وهي تبعّد عنها متجهه للثلاجة الي بالمخزن تشغّل نفسها
بينما بهاج إتسعت ابتسامته وهو يحضن صحن الشوربه له قبل يفز بسرعه من حرارتها .. إتجّه ناحية الشجرة الي يجلس تحتها دايم و هو يرتشّف منها بإستمتاع لأنها من يدين اشعار
-
خيمة سهـاج/
رباح وهو يناظر ساعته : بيجون هم ولا
سهاج : ما ادري عنهم تعال بس انت افطر وراك خط
رباح كشّر : لا تذكرني أني بروح بدري .. لو ما نسيت النموذج بس كان اموري تمام
سهاج : ما عليه يا رجال .. بتمر الايام يا سرعها وتجينا
رباح وهو يغمض : اي والله صدقت
سهاج بشك : ولد انت من امس وانت دايخ وش بك !
رباح وهو يمسّج راسه : ولا شيء بس شكله من الطيحه لكن عادي مو قويه الدوخه
سهاج بقلق : ليش ما كشّفت أمس ! .. هالحين كيف بتمسك الخط وانت كذا؟ خلاص انا بوصلك يا ويلك تروح لحالك
رباح وهو يناوله الخبز : يا رجال مابي الا العافيه وراك أنت تهوّل الأمور .. سم بس
افطروا وخلصو بعد ما نامو بعد صلاة الفجر لين الضحى ، وقف رباح وهو يناظر ساعته : ما عاد يحمّل تأخير كذا بشتغل عليه اقل شيء لين العشاء وهو تسليمه المغرب .. يلا انا ماشي بسلم على الشيبان واتوكل تامرني على شيء؟
سهاج : سلامتك بس انتبه لعمرك تكفى وانتبه للخط والله ماني مرتاح يا ربيح خلني اوصلك
رباح نقر جبهة سهاج بخفه : ما خبرتك حنّان كذا قلت لك مافيني شيء .. سلملي على العيال
سهاج بتنهيده : يوصل .. استودعتك الله
-
إنتهـى.
