المستشفـى/
بهاج بهدوء وهو مركّز بنظره على وهاج : وهاج صاير شيء ولا قلته صح ؟
وهاج شتت نظره بتوتر بدون رد
بهاج عقد حواجبه وهو يقترب منه ويجلس مقابله على السرير بجديه : وش فيك وش الي ما قلته؟
وهاج بلع غصته وهو يحس برجفة فمه ، ماهو قادر على النطق
بهاج بخوف نفض كتوف وهاج : ولد تكلم لا تخرشني !
وهاج بتنهيد ثقيله وهو يحط يدينه على عيونه : بهاج ما اقدر اصير جراح خلاص، أنتهت الجراحه من حياتي
بهاج توسعت عيونه بذهول وهو يسحب يدين وهاج عن عيونه : كيف ! وش تقول أنت وهاج تكلم دفعه وحده لا تخليني أسحب الكلام منك
وهاج بغصه ما قدر يخفيها بصوته : أيدي تضررت بسبب الإلتهاب و قال إنه يمكن يرجع لي و افقد قدرة التحكم بيدي بأي لحظة ، لذلك ما ينفع أصير جراح أبدًا
بهاج أرتخت يده عن وهاج بصدمه وعيونه مازالت متسعه ، وهاج لمن لاحظ صمت أخوه زم شفايفه بقوه يمنع نفسه من البكاء بينما لّف على الجهه الثانيه وهو يدفن وجهه بـ المخده بعد ماشاف ردة فعل بهاج : قلته لخالد قبل الحين بيخيب ظنكم فيني ولا بتشوفوني شي .. اطلع بهاج اطلع مابي اشوف أحد
بهاج الي ما زال ما استوعب الي نطّق به وهاج عقد حواجبه بتفاجئ من إقتلاب نفسية وهاج ورده بهذي السرعة!
سحب وجه وهاج لناحيته وهو يردف بإستنكار : أنت علامك وش هاللي نطقت به أنا
قاطعه وهاج بإنفعال : أنت وش ؟ بتقولي أني ماقدرت أحمي نفسي وخسرت مستقبلي بكل هالسهوله ؟ ولا وش تبي تقول علمني وش وأنت ما قدرت تسوي اي شيء وبس كاتم على أنفاسنا بدون سبب وانت تسرح وتمرح و رايح لي بوساعة وجه تبي تتزوج بنتهم وحنا الي مصدقين إنك خايف علينا وأنهم خطيرين وبتحمينا منهم! ما حميتنا يا بهاج ابشرك ما حميتنا وولا حتى تبي تخلينا نحمي أنفسنا ، سنين وأنت مهمشني انا وجمايل وراكننا على الرف وأنت مو قاعد تزيد الوضع الا سوء وحنا ساكتين ونتحمل كل شي لأننا مانبي نضايقك ونتحامل على أنفسنا بس عشانك ولأننا واثقين فيك لكن خلاص يا بهاج لين هنا وبس ، أطلع أطلع من هنا وروح تزوج بنتهم وعيش عندهم وانسانا خلاص مانبي اي شي منك
رمّش بهاج بتفاجئ من إنفعال وهاج وكلامه له ، شّد على قبضته بقوة وهو يحاول يكتم قهره ويحّس بداخله يتقطع لدرجة أنه حتى عجز يعرف يرد من خيبته وصدمته ،
أردف بخفوت : هذا اللي طلعت به الحين يا وهاج ؟
وهاج بتنفس سريع وهو يرفع إيده السليمة المرتجفة : بتروح معهم وبتنسانا وهذي بدايتها بتروح تتزوج بنتهم والله يستر من تاليها عاد اوه الحين وانا منصاب ولا ادري وش بيصير بمستقبلي ليش بتلتفت لي أصلًا؟
بهاج بعصبيه دفه وهو ماعاد يستحمل أكثر : انا مسوي هذا كله عشانكم يازفت.. تخليت عن مراهقتي وشبابي وحلمي وحب حياتي بس عشانكم انا ماعاد عندي حياه ولا عاد عندي شي غير الهواجيس والوساوس الي انا عايش بوسطها لا يأذونكم لأني انا اكثر من يعرف نجاستهم ووش سوو ووش يقدرون يسوون .. أفنيت عمري كله عشانكم وولا بعمري التفت لنفسي حتى بكسرة الخبز كنت ابديكم علي فيها وتجي تقول لي هالكلام؟ يا خساره بس يا خساره دام هالحكي جاي منك يا اخوي ، تدري انا لو يذبحوني ويعذبوني والله انه اهون علي من اني اسمع حكيك هذا قد ذي اخرتها يا وهاج قد ذا جزاي وقدري عندك ؟ ياليتني ماجيت ليت صار علي حادث بالطريق ليت سيارتي تعطلت ليتني مادريت انك هنا ولا جيت
طلع بسرعه وهو يرجف الباب بقوه وراه بينما وهاج غمض عيونه بقوه من سمع صوت تقفيلة الباب قبل يضرب بإيده المفرش بقهر وهو يرمي شفايفه قبل يدفن وجهه بالمخده بضيق
بهاج اللي كان يرتجّف من شدة إحتقانه تهاوى على الأرض وهو يسح برجوله ماعاد تشيله ، خالد ونياف الي كانو جايين توسعت عيونهم وهم يشوفون منظر بهاج قبل يركضون له بسرعه وهم يحطون الاكل والمشروبات على جنب
نياف بخرعه وهو يسند بهاج عليه : بسم الله عليك وش فيك؟ والله اني داري ان بك بلا من شفتك راقد في الخيمه
بهاج دفه عنه بشويش وهو يلف لخالد : رح لوهاج واقعد معه نفسيته زفت في زفت واذا خبص معك في الحكي اعذره تراه من شين نفسيته قام يقط خيط وخيط خلك معه ولا تتركه انا بطلع بالحديقه الي برا لين يرقد وبرجع عنده
خالد باستغراب : ليه وش صاير !
بهاج وقف وهو يستند على الجدار بهدوء : ولا شيء ، تاكدو انه بياكل زين اكيد من طاح ما اكل شي وان سال عني قولو راح
نياف بعصبيه : قايلّك شيء صح؟
بهاج بحده : لا احد يقوله شي لا ماقال شي وولا احد يلحقني اقعدو عنده
نياف تقدّم بسرعه لين صار قدام بهاج : بس انت تعبان وين تبي تروح وانت من الصبح مدري وش صايبك
بهاج تأفأف بإنزعاج : مافيني شي يانياف رح وانثبروا عنده وخلني بحالي
ميل نياف فمه وهو يناظر خالد الي رفع حاجب من نفسية بهاج القافلة
طلع بهاج وهو يجلس بإحدى كراسي حديقة المستشفى، شّد جاكيته عليه وهو يحس ببرودة الأجواء
تسنّد برأسه على ركبته الي لامها لصدره وهو يناظر بحوله بشرود .. يحّس بأن كل شيء جا فوقه فجأه لدرجة ما خلته يستوعّب أي شيء من اللي صاير .. هو معقول إنه سمع وهاج يقول كذا ؟ معقول إنه وهاج يطلع منه هالحكي له ؟ معقول اشعار راحت خلاص وكرهته؟ معقول أمه طردته من البيت؟
غمض بقوه من حّس بدمعه خانته ونزلت من غبنته وشعوره الكئيب ، فز وهو يمسحها بسرعه يخشونه وياخذ نفس عميق .. ماهو وقت يبكي فيه ، وقت يلاقي له حل لمُصيبته
-
ربــاح /
تنهد بضيق وهو يسند رأسه على الزجاج الفاصل بينه وبين أبوه ،
أردّف بهم : يبه تراك طولت و بالحيل، صارلك أكثر من يومين وانا ماشفت وجهك يبتسم لي ولا سمعت صوتك يسألني عن أحوالي .. أنت مو قلقان علي و تبي تشوفني ؟ ليه يوم جيتك غمضت؟
نزل راسه وهو يتدارك غصته ويرجع بخطواته على الكراسي .. حاس بضيقة و فراغ كبير ،
والجوال اللي شافه بطرّف كم ليالي للحين مشغّل باله ، قالت له إنه ما عندها شيء وولا معها شيء وشلون طلّع هالجوال و وش سالفته؟ كيف يفاتحها بالموضوع ولا كيف يتصرف
قاطّع عليه إتصال سهاج
رد بهدوء : هلا
سهاج : وينك أنت دخلت المستشفى بس ما لقيت أحد بالحديقة وخفت اجي عندكم ويطلع معك احد من الاهل
رباح : رحت لأبوي فوق اصبر بنزلك الحين *اردف بعدم استيعاب* بعدين من بيكون معي غير امي بحسبة امك
سهاج كتم ضحكته بسخريه : ايييه اثرك ناسي زوجة الغفله
زفر رباح بضيق وهو يتذكرها واردف قبل يقفل بوجهه : انطم سهاج
نزل الحديقة وشاف سهاج الي جالس على الأرض ومعه شاهي نعناع وقهوه وفطاير
جلس بجنبه وهو مركز بنظره على شاهي النعناع : تصدّق أحس اني جاني فوبيا من شاهي النعناع حقك
سهاج بضحكه : تجيك زوجه ثانيه
رباح بتكشيره : يا سخفك وش تبي جاي
سهاج وهو يمد له فنجال القهوه : جاي ابي ربيح بتقهوى قهوتن سنعه ويعطينا علومه
رباح وهو ياخذ الفنجال : سلمت .. ابد مامن علوم علومي كلها تخبرونها الا انتم عندكم علوم منا ولا منا وش حال وهيج
سهاج : وهاج نفسيته ماهي زفت الا الي بعده ، اول شيء انهار وصار يتصرف بجنونيه حتى يدينه طقها لين قال امين بالغصب هديناه بعدين فجاه صار هادي وولا عاد يتكلم بشي ودافن نفسه تحت لحافه .. والحين والله مدري وش صار عليه راحوله نياف وبهاج
رباح بحزن : ياحرام توه بأول حلمه وأنهدّم بأبشع طريقة الله يكسر يدينهم
سهاج بحقد وهو يلعب بالبياله بين يدينه : ماعليك والله ان يجيهم يومهم وانا ابن ابوي
رباح باستغراب ناظره : وش دخلك انت
سهاج ابتسم ببرود : بصير نسيبهم
رباح اتسعت عيونه بصدمه وهو يرمي الفنجال : وشهو !!!
سهاج وهو يتهجئ له الكلمه : نسيبهم.. ما فهمت منها أي حرف بالضبط؟
رباح بعدم أستيعاب : كيف بتصير نسيبهم! انت صاحي ولا خبل وش قاعد تخربط
سهاج : لا لا صاحي معليك .. باخذ بنت عمهم فاهد
رباح وهو يحاول يجمّع المعلومات في عقله : لحظه مو هذي الي طلب من بهاج انه ياخذها؟
سهاج بحده : وولاني مخليه ياخذها لو على رقبتي .. ماشفت اهله وش سوو فيه يوم عرفو؟ حطو عليه لين عجز وطردته امه بعد من البيت والله مااخليهم يفرقون بينه وبين اهله وبين حياته على شي تافه
رباح بتأنيب : بس انت تدري برأي بهاج من البداية ! والله أن يسوي لك سالفة و يزعل زعله الشين اقل شيء كان حاولت معه لين يقتنع
سهاج بجدية : ماعاد فيه وقت عشان اقعد أقنعه لين يقتنع! بيزعل بعدين بيرضى ماعليه
رباح ميل فمه : والله ياخوفي ما يرضى ابد
سهاج بقمطه : ولد لا تخرشني الشرهه على الي جايك بعلومه بس اسمعني زين العلم هذا لا يطلع ابد لين نتمم الزواج اخاف يدري به قبل ويسوي سالفه
رباح : والله عاد انت ادرى به وش سوا ذاك اليوم لمن اقترحت بس اقتراح انك تاخذها وش بيصير الحين لادرى انك خذيتها صدق؟
سهاج حط البياله بالارض : سديت نفسي زين؟
رباح كتم ضحكته وهو يأخذ البياله من الارض ويشرّب سهاج : اشرب اشرب خلاص بنسكت
خذاها سهاج وهو يدقق بوجه رباح قبل ينطق : ما نمت صح؟
رباح بتهرّب : الا نمت
سهاج بتنهيده : انا بخير يا شباب ما فيني شيء، لحد يجيني، رقدت وكليت، عادي كل شي بيصير تمام.. هذا كلامك الي مزعجنا فيه وحنا ندري انك منت مطبق منه ولاشي! لاكليت ولا نمت
رباح مارد وهو يشغل نفسه بالفنجال
خذا سهاج الفنجال الورقي بجنبه قبل يرميه على رباح : لا حكيت معك رد
رباح بتكشيره وهو يمسح راسه : وش تبيني اقول يعني؟
قرب سهاج منه الفطاير وهو يفتحها : كل خلصني وبعد ما تاكل بتنام وغصب عنك بلا اي نقاش
رباح بتكشيره : مابي ابي بس اشرب عطني شاهي
سهاج شاب زمزمية الشاهي وهو يحطها وراه ببرود : مافيه شاهي لين تاكل من اللي قدامك
رباح تأفأف : غصب هو!
سهاج بحده : ايه غصب تبي تطيح انت بعد؟ من بيسند امك وزوجتك
رباح بذات الحده : لا تقول زوجتي
سهاج بجديه عدل جلسته : رباح انت لازم تستوعب وضعك خلاص ، و تقرر على أساسه وش بتسوي بتكمل معها ولالا
رباح بتشتت: هالفتره و قبل يقوم ابوي لا احد يسالني ولا يطلبني ولا يرتجي مني شي!
سهاج وهو يفتح صحن الفطاير طلع وحده وهو يحشرها بفم رباح: بالجبن بعد زي الي تحبها يلا ابلع
-
ليـالي/
تلفتت حولها بخوف قبل تطلّع الجوال الي كان بكمها بحذّر،
فتحته وهي تنتظره يشتغّل لأنها كانت مقفلته لأجل مايطلع منه صوت
قضمت شفايفها وهي تهز رجولها بتوتر خايفه تدخل امه او يدخل هو بكبره بأي لحظة!
دخلت على الرسايل الكثيرة وهي تشوف رسايل من الرقم الوحيد المسجل بجوالها ،
طاحت عينها على أخر رسالة من أمها "وش صار؟"
تنهدت ليالي وهي تكتب بإيد مُرتجفة "أمه مو متقبلتني أبـد، وهو مره طيب وحنون لكنه يقلب فجأه بلا سبب وأول ماوصلنا المستشفى عشان ابوه عاملني بسوء وحملني اللوم!"
أنتظرت لدقايـق لكن مافيه رد .. غمضت عيونها قبل تكتّب من جديد بتردد
"يمه أحسني مااقدر اسوي هالشيء! تكفين أنقذيني لو هذي المرة بس!"
ما حصلّت أي رد برضو و تنهدت وهي تكتب بعجز
"بقفل جوالي الحين وأحاول الاقي له مخش"
ضغطت على إرسـال وهي تقفل جوالها بعدها وتتفحّص جميع أرجاء الغرفة بيأس عشان تلاقي لها مكان تخشه فيه
قاطّع عليها الطق على الباب الي خلاها تفز بخوف وتدخل جوالها بأكمامها من جديد بعشوائية قبل تروح للباب وهي تفتحه بصمت
ام رباح بنقد : ماتعرفين تحكين بعد!
تنهدت ليالي : هلا خالتي امريني
ام رباح : امشي اكلي معي تحت رباح قايلّي انك ماكليتي شي
ليالي رمشت لثواني وهي تردّف بتردد : يعني هو شيء مهم لأحد أني أكّل؟
ام رباح بإستغراب : وش تخربطين انتي!
ليالي نفت براسها : لا ولاشي بأخذ طرحتي والحقك
ام رباح: ماله داعي رباح ماعنده اخوان مافيه بالبيت الا انا وهو وابوه عسى ربي يقومه بالسلامة ويمحي السبب
ليالي بلعت غصتها من دقها لها بالكلام وهزت راسها بضعف وهي تقفل باب الغرفة وتطلع وراها
-
هنـاي/
شالت عباتها بنرفزه وهي ترميها على السرير، صارلها تنتظره ساعه ونص من قالّها تجهزي أنتي وعزام بنطلع مع بعض نلعب عزام
دمعت عيونها بقهر لأنها كانت متحمسه تبي عزام يذوق شعور امه وابوه رايحين يلعبونه ، تبي شعور طلعه عائلية لطيفه ، تبي الي هي ما قد ذاقته يذوقه عزام
ما تنسى حماس عزام وكيف كانو يسولفون هي وياه بحماس عن الطلعه ويتكلمون عن وش بيلبسون ووش بيصير ، لكن هالمرّة بالذات ما راح تمشيها له!
خذت مفتاح باب البيت وهي تقفله وتخلي المفتاح فيه بحيث لو جا رائد وحاول يفتحه ما يقدر
وسكرت كل بيبان البيت وقفلته ،
لفّت على عزام ببرود : ابوك ماراح يجي روح بدل وحل واجباتك
عزام زم شفايفه بخيبه : ليش يا ماما؟ بس هو قال بيودينا وبنروح نلعب مع بعض ونتعشى و
قاطعته هناي بعصبيه ودموعها بعيونها : عزام خلاص اذا قلت لك شي لا تجادلني فيه ! نفّذ اللي عليك وروح
تقدّم منها عزام بقلق وهو يضم وجهها بين يدينه الصغيره : ماما ليش تصيحين؟ خلاص انا اسف والله بروح وولا بقولك شي وبنسى الطلعه بس لا تصيحين
تنهدت هناي بعُمق وهي تبوس يدين عزام قبل تحضنه بصدرها بقوه : الله لا يحرمني منك ياعيوني أنت .. مالي الا انت ياعزامي ، تكبر وتصير سند ماما صح؟
عزام بحماس : صح بصير سند ماما وحبيبها وعمرها زي ماتقولين لي دايم
دمعت هناي اكثر وهي تدفن وجهها بصدره
-
إحـدى أفخم مطاعم الريـاض/
كانو رسن وتذكار ورائد جالسين فيها بعد ما فرو المول والمقاهي،
تذكار وهي تضيق عيونها على إحدى الطلبات بالمنيو همست لرسن: بنت هذا وشهو وشذا الاسم؟
رسن بذات الهمس: تسأليني انا؟ وش يدري رسن بعدين شوفي انتي الاشكال هذي لقمه وحده ويخلّص مايشبع!
رائد الي كان يهز رجوله بتوتر وعينه على جواله لّف عليهم بغضب: ووجع خلصوني انتي وياها راح يومي عليكم
تذكار برفعة حاجب : عشتو واذا ضاع يومك علينا احمد ربك حنا الي معك
رائد بتهديد وهو يمسك بالمنيو : والله ان يصك في جبهتك الحين ترا
رسن تحمحمت: خلاص بنطلب خل يجي
رائد وقف لأنه يبي ياخذ لهناي وعزام : بروح أقوله الطلبات وش تبون
تذكار بوهقه ناظرت رسن: وش بناخذ؟
رسن حكت راسها وهي تبتسم بعبط: قلّه يعطينا اغلى شي عنده
رائد رفع حاجب وهو يتكتف : والله ؟
تذكار كتمت ضحكتها على شكل رسن: والله الصدق ياعمي اننا مانعرف شي هنا جب لنا شي ينوكل وبس
رائد وهو يمشي بتحلطم : مندي ويخب عليك انتي وياها
رسن لفت عليها بسرعه : نعلم جديده ولالا؟
تذكار : الصدق احس ايه يبي لنا
رائد لّف بسرعه وهو يصك على اسنانه بغضب ويحس ضغطه بينفجر من كثر ما عذبوه هاليوم : ووجع يصيبك انتي وياها قلنا بطلعكم اليوم وتنطمون!
تذكار بتسليك : زين خلاص رح جب لنا اكل جوعانين
رائد زفر وهو يحاول يمسك نفسه : تتأمر بعد يارب الصبر يارب
راح يطلّب وهو يقوله طلب هناي وعزام سفري يجهزونه على جنب ،
تذكار بتفكير : الحين هو منجد حنا قرينا إسم هناي بنت عقاب؟ يختي مااحس يسويها رائد!
رسن : والله ماغير تنهبل جدتي لو درت صدق ان الرجال كلهم مثل بعض
تذكار : طيب وجدي يدري؟ اكيد يدري لانه هو الوصي على هناي! معقول يدري وساكت؟!
رسن بخيبه : والله ماادري بس يارب لا تكفين ننصدم بالكل وتنصدم جدتي بالكل الا بجدي والله ماتتحمل !
تذكار بصداع : والله احس اني صدعت من كثر مافكرت بهالموضوع! مو طبيعي
رسن وهي تشفط من العصير : لا خلصنا نخليه يقهوينا مره ثانيه
تذكار تلفتت بالمحل قبل تضربها بسرعه : ووجع لا تشفطين كذا ياتبن فشلتينا
رسن بتكشيره : ووجع اجل كيف يشرب الواحد! حلوه ذي
تذكار بتهديد : ترا والله لا اقوى لطاوله ثانيه واخليك مثل المجنونه هنا لحالك
رسن باستنكار : عشتو يا ملكة البرستيج انتي عاد!
عند رائد الي كان يطلب ، لمعّت برأسه فكرة وهو يبتسم بمكر .. بيرد حقه منهم ولو شوي
نزل وهو ياخذ سيارته ويغير مكانها لورا المطعم ورقى مره ثانيه وهو يتخبى عن انظار رسن وتذكار بس بطريقة حيّث يشوفهم فيها
أرسّل لـ تذكار "تحسبوني بدفع لكم اجل؟ طلبت وحطيت رقم طاولتكم وطلعت، وروني الحين وش بتسوون"
تذكار الي كانت حاطة يدها تحت خدها بملل رفعّت جوالها وهي تشوف رسالة من رائد
اتسعت عيونها قبل تفز وهي تلّف الجوال لرسن: بنت شوفي
لفت رسن وهي تقرا الرساله بهدوء وترفع راسها لتذكار: طيب؟
تذكار ضربتها : ياتبن استوعبي
رجعت رسن تقرا الرساله قبل تشهق بصوت عالي : سحب علينا!!!
تذكار بفشله سحبتها وهي تحط يدها على راسها: انتي بتجيبين اجلي اليوم حسبي على عدوينك
رسن بلعت ريقها بوهقه: ياحماره انتي هذا همك وش بنسوي الحين! دقي دقي عليه جوالي طافي شاحن
تذكار : ماعندي رصيد
رسن كشت عليها: مالت عليك بنت فقر ارسلي له طيب خلصي اي شي
تذكار وهي ترسل وتتصل على رائد الي كان مصمّت جواله عشان مايطلع صوت مافيه اي رد
تذكار حطت يدها على خدها: وش بنسوي سحب علينا الحيوان
رسن بقهر وهي تعد على يدها: والله لا اعلم جدتي وجدي وامي وابوي وخوالي كلهم وعماني كلهم والقبيله كلهم ولا بأنزله ستوري سناب بعد هين وبحط اسم هناي جنب اسمه واسم ورعهم تحت وربي مااخليه
تذكار بقهر وهي تهز رجولها: المشكله اننا كلنا ما جبنا أبوكتنا لأنه على اساس انه هو الي بيدفع لكل شيء !
رسن وهي توقف : مستحيل يكون تركنا ! امشي نشوف سيارته من الدريشه هنا ولالا
توجهو لها قبل يتنهدون بيأس
تذكار: الخايس سحب علينا صدق وربي مالها داعي حركته
رسن: كيف بنرجع الحين كيف بندفع وجوالي طافي
تذكار بتفكير : الحين مو هم في المسلسلات اذا ماعندهم يدفعون يروحون ينظفون داخل المطعم؟
رسن بنص عين: لا حبيبتي هذا الناقص يا بنت راجح بتدخلين بينهم وتشمرين الاكمام وتغسلين مواعين فلان وعلان مابقى الا هي
تذكار بيأس: اجل وش نسوي .. اسمعي دامنا مابعد اكدنا الطلب وولا جانا ندفع امشي خلينا ننزل ونكلم السواق يجي ياخذنا
رسن تلفتت وهي تعدل نقابها: يلا امشي بسرعه بسرعه
وقفو وهم منزلين عيونهم ويمشون بسرعه بس وقف قدامهم المحاسب وبإيده الفاتوره: بتدفعون كاش او شبكه؟
جمدو بأماكنهم وهم يرفعون روسهم وتتلاقى عيونهم ببعض بوهقه،
همست رسن وهي شوي وتبكي: عربي بعد!!!
تذكار بلعت ريقها بوهقه: شوي حنا ما اكدنا الطلب وشسمه يعني
المحاسب رفع حاجب: بس الاستاذ الي طلب أكّد الطلب و صار الطلب يتحضّر الآن !
رسن رمشت بسرعه وهي تلمح رائد الي طلع من ورا المحاسب وهو ميت ضحك: تعال تعال اخوي انا الي بدفع
تنهدو رسن وتذكار براحه وهم يحسون بعظامهم تصبصب من الفشيله اللي كانو فيها
رسن بحقد: ضحكت من سرك بلا ياسخيف
رائد لعب بحواجبه بروقان : هاه كيف المقلب؟
تذكار وهي ترجع للطاوله جلست وهي تاخذ الماء الي عليها : قسم بالله اخيس مقلب بحياتي كلها ياويلي ريقي نشف حسبي الله
رائد جلس وهو كل شوي يضحك من جديد كل ما يذكر وجيهم كيف كانت
-
بيت رابـح/
دخل رابح ووجهه منوّر ، توجه للصاله اللي ما كان فيها إلا ام راسل
رابح بهدوء : السلام عليكم
ام راسل : هلا وعليكم السلام .. تعال تقهو
جلس رابح وهو يتلفت : وين العيال مابعد جو؟
ام راسل : راسل من رجعو وهو نايم واقبال مدري عنها بغرفتها
رابح بجديه : لا تقسين على اقبال عشان بس عرس !
ام راسل بحنق : لا والله! وهو اي عرس؟ عرس بنت اختي وهي بنتي الوحيده ولا جت فشلتني قدام المعازيم وقدام العرب كلهم
رابح : واكيد انها ما سوت هذا الشيء الا لسبب ماراح تسويه من الباب للطاقه
ام راسل بحده : ويوم عندها سبب تجي وتقوله وتناقشني مب خامه عمرها واللسان ذا طوله .. رجاءً رابح لا تتدخل بيني وبين بنتي
رابح بتنهيده : على هواك بس خفي عليها
ام راسل زمت شفايفها بلا رد
رابح بابتسامه : الا ما علمتك؟
ناظرته ام راسل : بوش
رابح : راجح اخوي كلمني اليوم قريب العصر على المغرب .. يطلب يد اقبال لـ هباب
ام راسل : ايه وش الجديد يعني من وهم صغار وانتم محيرينهم لبعض .. بس اسمعني يارابح وحطني على بالك زييين أن كان اقبال ماتبيه فلا تغصب بنتي فاهمني؟
رابح بضحكه : توك زعلانه عليها
ام راسل بتنهيده : والله لو ازعل من اليوم لبكره ولو تسوي فيني الي تسويه مااقدر عليها
رابح وقف : ان شاءلله خير ، بروح أكلمها
ام راسل بإستنكار : بهالسرعه! تونا حتى جامعه مابعد تخرجت منها
رابح : ماعندها مشكله تكمل وهي عند رجلها وولا بقى لها شي كايد كلها كم ترم وتنجز
توجّه لـ فوق ،
غرفة إقبـال الي كانت متوترة و طول اليوم انتظر أبوها لأنها عرفت من تباهي الي خبرتها بكلام هباب لأبـوه!
سمعت طّق الباب وغمضت بقوة من حسّت بإنه جت اللحظـة!
اقبال بصوت مهزوز ماقدرت تتماسك: تفضل
دخل ابوها بإبتسامة وعيونه تلمّع : وشلون حبيبة أبوها اليوم؟
ابتسمت اقبال ابتسامة صفراء: هلا يبه الحمدلله شخبارك أنت
رابح أتسعت ابتسامته بسعادة : والله انا من سمعت لي خبر اليوم وانا في اتم فرحتي وسعادتي
اقبال بلعت ريقها وهي تنزل راسها: وشهو الخبر؟
رابح مسك يدينها وهو يرفع راسها بحنيه: اليوم أعز عيال اخواني طلّب حبيبة عيوني مني
اقبال حسّت بالعبرة تخنقها وولا قدرت ترّد، أبوها طاير من الفرح، كيف بتكسر فرحته؟ أول مرة تشوف أبوها بهالسعادة أول مرة تشوف عيونه تلمّع بهالشكل ، هي تعرف وتمامًا معزة هباب عند أبوها و اللي بنظرها ما يستاهلها أبدًا !
سوا اللي في بـاله و خطبها !
رابح بهدوء : أنا ما راح أطلبك رد الحين ابـد! .. عندك أسبوع فكري زين وأستخيري وعلميني بقرارك
اقبال تنفست بعُمق وهي تحاول تستجمع قواها وتحّس بإنها تدوس على قلبها وهي تنطق هالكلمة، كانت تتمنى وتحلم باللحظة اللي يجيها ابوها فيها ويقولها هباب خطبك كيف أنكسرت مُناها بهالشكل؟
أردفت: يبه مابيه
رابح تغيرت ملامح وجهه وهو يردف : ليه انتي شايفه منه شي ولا شايفه عليه شي؟
اقبال بنفي وهي تبلع غصتها : لا يبه ما شفت منه شي وولا شفت عليه شي بس مااحسه الا اخوي
رابح بحده من غير يحّس على نفسه: أخوك راسل وبـس! ، ولا بسمع منك رد الحين مثل ما قلت لك
طلع بسرعه وهو يحس نفسه متكدر ماكان هذا الرد الي يتوقعه منها ابد !!
زفرت اقبال وهي تدعّك عيونها بأناملها المُرتجفة ، أبوها ما هو راضي أبـد ويعّز عليها كيف دخل وهو بأتّم فرحته وطلع متكدر! ابتسمت بسخرية على جنب يا فرحة هباب الحين .. بيخطّب حبيبة القلب!
شدّت على يدها بغضب لا شعوريًا وهي تتذكرها ، تحّس بدمها يفور ويغلي من تفكر فيها .. معقولة هي غرّقت بحبه إلى هذي الدرجة بلا شعـور؟
طلعت منها شهقه بدون ما تحس على نفسها وهي تدفن وجهها بمخدتها ، هو ما يحبها وهي تدري .. يحب غيرها وهي تدري ، بس يعّز عليها و جدًا كيف إنه ينتظر منها الرفض على أحر من الجمّر و يحطها بوجه المدفع عشان يجي الرفض منها وهي وابوها اللي ينكسرون بداله لأنها تعرف وزييين عقلية عمها راجح القديمة وتعرف بإنه بيضيق على ابوها من ترفضه
همست بضعف وهي تمسح دموعها بخشونه: يارب ساعدني يارب
-
درب الديـرة/
كان تيام ماسك الخّط وهو راجع ، و إبتسامته ما فارقت شفاهه أبـد .. شافها ويا حي هالشوفة .. سمع صوتها وقالت له شلونك ، وشلون صارت كلمة "شلونك" بهالعذوبّة ؟ و تفرّح لهالحد
يحّس بأنه طاير من الفرح وكأنه كان طير محبوس لسنين وأخيرًا لقى الحُرية
دندن بفرّح وهو يتمايل بخفة مع كلمات الأغنيـة، و مكمّل الطريق كله على هذا الحـال
إلى أن قرب من بيتهم ، وطى صوت الأغاني قبل يقفلها وهو يوقف سيارته قدام البيت
نزل منها على نزول رسن من سيارة رائـد وبإيدها قهوتين وهي تتكلم مع رائد
ابتسم تيام وهو يتوجّه لهم ويدق دريشة رائد اللي نزل على طول من شافه وهو يحضنه بفرح : هلا هلا أخيرًا شفناك يارجال مابغيت! شخبارك وش العلوم وين دنياك
تيام بإبتسامة : تبقى الله يسلمك علومي تسرّك وش علومك انت .. توني راجع من الشيبان وكنت اسال عنك عندهم قالو عندك مناوبات بس الواضح لي انك طاقها مشاوير مع رسين
رائد بتكشيره : يارجال لا تذكرني .. طفروني هي وتذكار حسبي الله
رسن تخصرت برفعة حاجب : لا والله !
تيام ضحك بصخب : ما تنلام الثنتين ذول بالذات لا تجمعو لا ينطاقون
رسن وهي تدخل : اجل تحلم بالقهوه اذلف
رائد بصوت عالي : تعقبين تعطينه وقدامي بعد على كيفك هو من فلوسي تراها
تيام : ماعليك منها الخبله ، حياك حياك اقلط ادخل معي
رائد : لا والله جعلك تحيا عندي اشغال بخلصها ماخلوني اشتغل هالجنيتين
تيام : لا عاد كنت ناوي اكلم راسل وهباب ونجتمع
رائد : ماعليه المره الجايه باذن الله عازمكم انا على اطلق مطعم وقهوه
تيام : يلا اجل بحفظ الله انتبه لدربك
رائد وهو يركب سيارته : بحفظ الرحمن خذ القهوه من الجنيه لاتنسى
تيام بضحكه : ابشر ماعليه
دخل تيـام وشاف الصالة مافيها الا امه : السلام عليكم
الهنوف : وعليكم السلام هلا ابوي
قرب منها وهو يحب راسها : هاه رضت علينا الشيخه الهنوف ولا تو
الهنوف بضحكه : الا بالله رضيت واتم الرضى بعد
تيام ابتسم براحه : الحمدلله الزم ماعلي راحتك
دخل نايف بهدوء وهو سمع اخر حوارهم قبل يجلس : وراحة ابوك مالها عندك خاطر؟
تنهد تيام بهّم وهو يمسح على وجهه : يبه تكلمنا بالموضوع هذا من قبل وقفلناه!
نايف بحده : ما تقفل وولا هو بيتقفل لين تشيل هالهبال من راسك
الهنوف باستغراب : وش فيكم وش موضوعه هدو!
تيام صّك على أسنانه وهو يوقف : ولا شيء يمه ولا شيء
راح فوق بسرعه وهو يحّس بإن كل مشاعر الفرح تلاشت بداخله ، كسر ابوه فرحته وخيّبه وبقوه
الهنوف لفّت على نايف الي شد على قبضته بقهر : نايف وش صاير وش فيك على ولدي من جا !
نايف وقف وهو يتجه لفوق : ولدك هو الي جاني على نفسه ماحدن غلط عليه بلا سبايب
الهنوف تنهدت وهي تميل شفايفها : اللهم اجعله خير يارب
دخلت رسن بعباتها لغرفة اشعار الي قامت من ساعه وعلى حالها والقهوه بيدها : سلام للحلو
اشعار ببرود : هلا
رسن تنهدت وهي تمد القهوه لها : امسكي جبتلك قهوه تصحصحين فيها
اشعار بعدم اهتمام : حطيها على الطاوله
رسن جلست قدامها بتردد : وش فيك؟ اشعار تكفين والله ما يهون علي اشوفك كذا
اشعار ضحكت بسخريه : ما يهون عليك اييه زين
رسن باستغراب : اشعار وش فيك!
اشعار بحده وهي توقف : مافيني شي اطلعي وسكري الباب وراك بروح اتروش
وقفت رسن بنرفزه : الحين هو يرميك وانتي تحطين الحره فيني ! خوش والله ما قدرتي عليه وبتقدرين علي الشرهه والله علي ماهي عليك
طلعت وهي تزّم شفايفها بـ قهر وترمي عبايتها على السرير بعشوائية بينما اشعار الي كانت واقفه قدام الدولاب غمضت عيونها بقوه وهي تتنفس بعُمق، ما تبي تبكي .. لكنها ما تقدر ، ماتقدر أبـد!
رمّت اللي بإيدها وهي تصيح بضيق ماهو عادي اللي يصير فيها ابد ماهو عادي وولا بعمره بيكون عادي وولا بتنساه وولا بتوقف صياح عليه
إمتدت إيدينها المُرتجفة لـ الدرج الي تحت السرير ، اللي كان فيه رسايلها هي وبهاج من صغرهم لين وصلو المتوسط .. صورهم وهم صغار .. اول ورده عطاها إياها ، وأول هدية منه ، ضحكت بحزن وهي تذكّر قصة هالكوب المكسور .. كان عنده حصة فنية و العمّل إنهم يجيبون كوب فاضي ويزينونه وهو زينه بالأشكال اللي تحبها عشان يعطيه إياها هدية ، كان متحمس لردة فعلها وجدًا وهو يركض في تراب الديره لأجل يعطيها لكنه طاح وطاح الكوب منه قبل يوصلها
البكله الوردية على شكل وردة ، اللي أشتراها لها من بسطة بالديرة بعد ما جمّع فسحته
كان حُبهم نقي ولطيـف، كانت تحس بس فكرة وجوده حولها وبحياتها تخليها مرتاحة ومطمئنة ياااه يا كُبر هالخيبـة وياكبر هالجرح اللي وسمّه فيها
ما قدرت حتى بإيديها المرتجفة والضُعف الي أستحلها ترمي هالذكريات، ولا حتى تكسر هالكوب الي توسط إيديها .. ما تقوى أبد
دخلتهم الصندوق وهي ترجعهم مكانهم من جديد
راحت للدولاب وهي تطلع لها لبس بشكل عشوائي ، تبي تتروش وتحس مع الماء اللي ينزّل إنه يغسّل جروحها ويغسّل روحها
-
المستشفـى/
وهاج اللي كان بالبداية يتظاهر بالنوم لين نام فعلًا من العصر الى الآن، وخالد ونياف الي ما تجرؤو يقومونه ولا يقولون له شيء
نياف بتفكير : طيب ومتى الدوام؟
خالد بملل : تراك ابثرتني قلت لك تنفتح الجامعه من حول الساعه ست
نياف : اجل قم قم اخمد عشان توديني الصبح وتروح معي توريني أشكالهم
خالد بشك : وش بتسوي انت !
نياف وهو يوقف ويراسل بهاج : مالك دخل كم مره أقولها؟
خالد بتكشيره : يعني فوق انك موكلني تبن منتب قايلي شيء !
نياف : يا كثر بربرتك يا هالآدمي امش قدامي
خالد وهو يتمغط : اصبر لين يدخل بهاج
نياف فتّح الباب : اجل انا بطلع قبلك .. مايحتاج هذا هو بهيج
نياف طلع مفتاح سيارته وهو يرميه بإيد بهاج : امسك المفتاح بروح مع خالد انا
بهاج بسرعه : وكيف بتروح بكره لدوامك؟
ابتسم نياف بروقان : ماراح اداوم بكره عندي اجازة
خالد بهمس : اجازة عشان يكفخ خلق الله
نياف ناظره برفعة حاجب : قلت شيء انت؟
خالد ابتسم بعبط : لا وش فيك
بهاج دخل بهدوء وهو يجلس بعد ما كلمته جمايل تسأله عنه وعن وهاج وان جواله مقفل : خالد جوال وهاج وينه؟
خالد ضرب جبهته : يووه نسيناه هناك بس تراه أصلًا مكسر راح فيها من الطق
بهاج رفع حاجبه بشك : طق؟ وش طقه؟
خالد بوهقه : هاه؟ الطق طق الدرجات وهو يطيح
نياف كتم ضحكته وهو يلّف على الباب ويطلع
بهاج اومئ بعدم اقتناع : زين اجل حافظكم الله ولا تنسى تبلغ دكاترته
خالد : ان شاءلله ماعليك
طلع خالد ورا نياف الي كان منهار ضحك قدام الباب
كشر خالد وهو يطقه مع كتفه : ضحكت من سرك بلا يالبعير
تصفّح بهاج جواله بمواقع الجوالات ، لّف من جديد على وهاج وتأكد بأنه نايم وطلع من الغرفة
توجّه للسيارة وهو يروح لأقرب محل جوالات حول المستشفى ،
دخل وهو يلقي السلام قبل يردف : اخوي ابغى اجدد جوال وبأكبر سعة
الموظف : أبشر تبي بتغليف ولالا ؟
زم بهاج شفايفه بتفكير قبل يردف بتردد : ابي تغليف هدايا
الموظف اومئ : ان شاءلله
أستند على الطاولة وهو يدقدق بإيدينه الطاولة ينتظر الموظف يخلّص ، أخذ ربع ساعه قبل يجيب له الجوال
طلع بهاج بطاقته يدفع وطلع من المحل وهو يتجّه لمحل ورد ، أخذ باقة وطلّب منهم يحطون الجوال بوسطها ويكتبون بكرت "الحمدلله على السلامه"
ابتسم برضى على الشكل وطلع
تنهد وهو يتذكّر نقاشه مع دكتور وهاج الي دخل بلحظة ماكان وهاج فيها نايم ، شرّح له حالة وهاج وشرّح له بإن نفسيته بتكون سيئة جدًا لفترة ممكن تكون طويلة إلى أن يعتاد على وضعه الجديد .. وهاج كان زعلان عليه من قبل من لحظة ما قالهم عن زواجه بـ المى وزاد عليه وضعه الآن ، ما يبي يخسر الشيء الوحيد الي يحس بأنه نجح فيه .. ما يبي يخسر كونه أخ كبير فعلًا بمعنى الكلمة ، يبي يطيّب خاطره لأنه ما يدري وش بيكون مصيره بعد زواجه من المى
دخل الغرفة وكان وهاج مازال نايم ، حط الهديه بجنب الكومدينه اللي عند راسه وانسدح على الكنبه بإهمال وهو يحس بالتعب يبي ينام وبس .. صداع يداهمه فجأه وتغذيته السيئه ماتعدلّت لأنه ما اكل شي غير فطور الصبح
-
رائـد /
زفر بغضب وهو يرفس الباب بقهر ، قفلته وخلّت المفتاح بس لأجل ما يدخل! وسوت له فوقها حظر بالجوال
وش يسوي في هالبنت الي يحّس إنه بيموت بيوم من الأيام بسبب عنادها الي يهّد حيله
توجّه لـ الحديقة الخلفية وهو ينسدح فوق كراسي الحديقة ، ومرّت الدقايق الى أن غفى بدون مايحّس وهو بدوامة التفكير
مامرت على نومته نص ساعه الا وهناي اللي كانت تراقبه من فوق طالعة بلحاف ومخدة
همست بعصبيه وهي تتحسس وجهه البارد وكأنه جليد : غبي وحمار ينام بهالبرد ماعندك سياره وولا عندك بيوت اخوانك وولا عندك شيء مسكين وولا حتى يعرف يتدفى !
شالت راسه بحذر وهي تحط المخده تحته وتعدّل اللحاف عليه
سحبها رائد بحركه سريعة لحضنه وهو يعدّل جلسته لأجل يصير فيه مكان لها معه وهمس بإبتسامه : دفاي هنا ان كانك ما تدرين
شهقت هناي بتفاجئ وعيونها مازالت متسعه من حركته السريعه : كنت نايم!
رائد قلدها بضحكه : غبي وحمار ، من هنا كنت صاحي حسيت بحركتك وأنتي تحطين اللحاف فوقي .. ناسية أن نومي خفيف ؟ بعدين تحبيني و تخافين علي ليش هذي الحركات يا عنيده؟
هناي كشرت وهي تدفه عنها : لو اني داريه كان خليتك تموت من البرد وولا تصدق نفسك بزيادة بس عشان ماتموت في حديقتي وقدام ورودي بيتأثرون
ضحك رائد بعدم تصديق : بتتأثر ورودك اجل؟ لهالدرجه صعبه عليك الكلمه؟
قامت هناي عن حضنه بصعوبه ببرود : مو صعبه علي بس ما تستاهلها .. كوابيس حلوه ان شاءلله
دخلت بسرعه لأجل ما يسحبها مره ثانيه بينما رائد تنهد وهو ينكّش شعره بأنزعاج : لو مخليتني اموت برد اهون اعوذبالله
-
اليوم الثـاني، الجامعة/
دخلو نياف وخالد أول الناس وخالد مازال يتثاوب وفيه نوم
خالد بإنزعاج : جايبنا حتى الحارس توه يفتح الجامعه الحين خبازين حنا ولا وش الساعه توها حاكمه ست يامسلم
نياف : انا قايلك انطم ولا ماقلته؟ وين مكانهم اللي دايم؟
خالد وهو يتمغط : بالكافيتريا الطاوله اللي جنب البايع
نياف : لا ياشيخ على اساس اني عرفتها هالحين؟ امش دلني
خالد بعصبيه : اوف عليك يانياف امش قدامي خلصني
نياف طقه من ورا : ورع ابو نظارات لا تقعد تنافخ لا اخليك بدالهم
خالد تذمر بداخله وهم يدخلون الكافيتريا
نياف بتركيز : قلت انهم يجون بدري صح؟
خالد : اييييه قلته مليون مره بعد
نياف عدّل جلسته بحماس : أسمعني اول ما يدخلون بأمسك الزلابه يزن وبستفزه بالحكي وبستدرجه لورا الجامعه وباكفخه تكفيخ بعدين بأصفرلك لا صفرت جب العميد وتعال فاهم؟
خالد بعدم إستيعاب : نعم ! وليش اجيب العمد ؟ ليش أصلًا اخليك تطقه والله لا يذبحني سهاج لو يدري
نياف : يالله منك ماهوب داري سو اللي قلت لك وبس
خالد بهمس : الله يستر منك يابو قله
مرت ربع ساعه والطلاب بدو يتجمعون
فز خالد وهو يضرب نياف الي بجنبه بعصبته ويشفط في العصير : والله عصيركم منتاز يولد جبلي منه كل يوم
خالد : انا وين وانت وين .. قم شف ذاك الي لابس بنطلون اسود وتيشيرت زيتي هذا هو
نياف لّف وهو يضيق عيونه : امحق الحين ذا السنفور هو الي قايلن بوهاج هاللون!
خالد قلب عيونه بملل : قلت لك مو هو لحاله معه ربعه بس ماجو معه اليوم غريبه
نياف وقف بحماس : وانا احسب انه الحين بيجيني كبر الباب ولازم استفزه واجيبه اجل غيرت الخطه قم هذي هي فرصتنا ياغبي
خالد ناظره بتفاجئ : وين بتروح؟
نياف ابتسم وهو يفرقع اصابع يده : اللي جيت عشانه اسمعني خلك هنا راقب لين يجون ربعه وقلهم يزن بينطق اليوم وخلهم يجون ورا الجامعه معه
إتجّه لـ يزن الي كان بيجلس قبل يكلمه نياف اللي يسألّه عن أشياء بالجامعة بغرّض إنه يخليه يقوم معه يلّف فيه الجامعة لين يوصلون لوراها
خالد حط الكتاب على وجهه على طول بربكه بينما نياف اللي لاحظه همس بيأس : حمار بيخلي العرب ينتبهون من حركاته
يزن اللي قاله باخذ اغراضي من الطاوله واجيك رجع باستغراب : تكلم مين؟
نياف ابتسم بتسليك : ما اكلم احد يلا
طلعو ونياف يسلّك له لين عجز : الا اقول ورا الجامعه وينه؟ احب اذاكر هناك
يزن : بأوديك لها الا انت اي سنه؟ اول مره اشوفك بالجامعه
نياف الي كان كل شوي يناظر ورا يشوف خالد جا مع ربع يزن ولا اردف : اخر سنه .. ايه انا بالمبنى الثاني بس جيت هنا عند ربعي باسلم عليهم بس مابعد وصلو
يزن باستغراب : قصدك مبنى الادارة؟ غريبة اول مره تجينا
نياف بطفش وهو طقت منه من التسليك له : ياخوي بس كذا كيفي وش فيك تسال واجد
يزن ابتسم بارتباك : ولا شي تعال من هنا
وصلو أخيرًا وابتسم نياف وهو يشمر اكمامه : اييه اجل تقولي طاقن وهاج امس؟
يزن بلع ريقه بقمطه : وشهو؟
قرب نياف وهو يرفسه : اجل وشهو .. والله ما اخليك وانا ابن ابوي عشان اعلمك كيف تقرب منه مره ثانيه !
وصلو ربع يزن الي جو يركضون وهم يشوفون يزن طايح بالارض من كثر الطق
رفع نياف راسه وابتسم : هلا هلا وأخيرًا جيتو ما بغيتو .. ابو نظارات عطني ربع ساعه همن جب العميد
هجمو عليه ربع يزن وهو يتطاق معهم ويصدهم عنه كثر ما يقدر بابتسامه صرخ : من زمان عن جو الهوشات حي ذا العين
خالد بخوف وهو يشوفهم كأنهم بمجزره قدامه : نياف وش سويت فيه انت!
نياف تنفس بسرعه وهو يدف واحد منهم عنه : قل ميد واحد من الطلاب ينادي العميد وتعال خلص ولا تكثر حكي
إتجه خالد بتوتر لإحدى الطلاب وطلّب منه ينادي العميد ويبلغه انه فيه هوشه كبيره ورا الجامعه
رجع بسرعه لهم وهو يشوف نياف مبتسم بفخر
شهق خالد بقوه : انت وش سويت فيهم!!! تبي تجيب اجلنا؟
نياف لف عليه وهو يسحبه بسرعه وينكش شعره : شقق ثوبك وارم نظاراتك ومل نفسك تراب وجرّح يدينك ولا رجولك بالارض خلص
خالد بعصبيه : حمار انت وليش اسوي كذا؟ وش تسوي انت
نياف الي بدا يقطع بثوبه ووجهه كان فيه كدمات أساسًا من الهواش معهم : خلص يا تبن لا يجي هذا
تنهد خالد وهو يسوي مثل ما طلب نياف منه
-
وهـاج /
فتح عيونه بإنزعاج من ضوء الشمس ، عدّل جلسته وهو يفرك عيونه ويطقطق برقبته يمين ويسار قبل يعقد حواجبه من الي متكمكم فوق الكنبه وولا أخذ منه ثواني عشان يدرّك إنه بهاج
تذكر اللي صار أمس وهو يعص شفته بإحراج ، أنتبه وأخيرًا للورد الكبير بجنبه ومسكه وهو ياخذه بإستغراب
اتسعت عيونه وهو يشوف جوال آخر ما نزل يتوسّط الورد ، بلع ريقه معقوله بهاج؟
سحّب الكرت بسرعه وزم شفايفه بصياح وهو يقرا المكتوب
"الحمدلله على سلامتك - اخوك الكبير الي ما بيتركك بيوم"
إحتضن الورد بين يدينها وهو يحاول يمسك دموعه ماتنزل .. ما يدري ليش انفجر بالأمس بهذا الشكل المُخيف ، ما يدري كيف تفوّه بهالكلام لكنه من قالّهم بهاج إنه بيتزوج بنت عمه فاهد وطلع من عندهم وولا عاد سأل زاره القلق وولا ترك قلبه بلحظة ، وجت لحظة الإنفجار بعد ما عرّف بإنه ما بيقدر يحقق حلم بهاج أبـد .. هو إتخذ وضعية الهجوم عشان ما يهجّم عليه أحد
قام وهو يشيل المغذي عن يده إتجه لـ بهاج وهو يحضنه بقوه خلّت بهاج يقوم بتفاجئ : وهاج؟ وش فيك؟ يوجعك شي؟ ليش قمت من سريرك!
وهاج بعبره: اسف وربي اسف
تنهد بهاج بإرتياح وهو يمسّح على شعره بلا رد .. صعبه وجدًا إنه يقولّه عادي و لا ما صار شيء لأن كلامه مازال وقعه في قلبه قوي!
-
بيت فـاهد/
طلّع جواله وهو يرسل على رقم سهاج يجيب المملك والشهود ويجي اليوم المغرب
طلّع من الواتس ودخل على تطبيق وهو يأكّد رحلتهم الفجر ،
تنهد بقفل وهو يناظر القصر من حوله بفراغ .. وش بتكون ردة فعل المى؟ وكيف بتتقبل إنها بتروح اليوم مع سهاج عروس؟
كيف بتتقبل اختفائه هو وامها المفاجئ من حياتها؟ .. حاس بالقلق وكثير
-
إنتهـى.
"ان وجدت أخطاء املائية اعذروني."
بارت حدود الـ 6000 كلمه .. أتمنى يروي الإشتيياااااق 🤏🏻❤️.