Part : 12

15.4K 276 34
                                    

العصـر , ديرة بهّج الليـل /
صحو العيال ووصل راسل ورابح وكانو مجتمعين كلهم بمجلس الرجال عند مهنا ،
مهنا بإستغراب : الا بهاج وينه .. ماشفته من عقب ماطلعنا من بيت بادي
راجح : قالي عنده شغل بالرياض وجاي
وهاج ميل فمه وهو مو مرتاح ورفع جواله يرسّل له .. لكن إنقبض قلبه من شاف إن الرسائل ما وصلت له نفى براسه وهو ينقع نفسه انه ممكن ما عنده نت .. إتصل عليه لكن ماكان فيه أي رد !
بهّت وجهه والتفت على راجح بسرعه : وش شغله؟
راجح وهو مشغول بفنجاله : ماادري لكن اكيد عشان محلاته وش بيكون له شغل بالرياض غيره
رفع راجح راسه لوهاج وهو يناظره بإستيعاب : اليوم الخميس !
وهاج هز راسه : هذا الي لي ساعه افكر فيه .. الخميس بهاج يقفل كل المحلات الا محل الديره وش شغله الي بيكون بالرياض !!!
هباب لاحظ الجو المتوتر : ماعليه اكيد طلع له شغله بالمحاسبه ولا بالمصانع.. شغله بس بالمحلات وهي مفتوحه يعني؟
هز وهاج راسه بعدم إقتناع وعينه على الجوال ينتظر وهاج يلقّط رسايله وهو يهز رجوله بتوتر بينما راجح قطب جبينه بقلق وهو يتذكر كلام بهاج وكيف كان يوصيه على امه واخوانه!
بالداخـل عند البنات ,
تذكار وهي متربعه بحماس : وتخيلو جت مسكتها من شعرها بنص المحاضره ونتفته تنتيف وتصارخ انتي مين عشان يتزوجك علي وكلنا مفجوعين نناظر وش هالوحش الي هجم علينا فجأه .. حتى الدكتوره نفسها ماقدرت تتكلم ولا تسوي شي قعدت فاتحه فمها تناظر بالي يصير
جمايل بإندماج : ووش صار بعدها؟
تذكار وهي تاخذ الفصفص من يدين رسن : ابد وعّت الدكتوره فجأه وصارخت تبي تفرقهم ولا احد عطاها وجه.. وجت بنصهم ودبغوها هي بعد وقعدت تصارخ وهي تطلع من بينهم وراحت تركض تعلم الامن وهذولاك يووووه كانو في خبر كان شعرهم نصه بالارض وثيابهم تشققت وممخشين بعض
تباهي بقرف : وهذا كله عشان مسود الوجه ! بدال مايروحون يجلدونه هو ولا يمشون بكرامتهم يتهاوشون عليه؟ صدق ناقصات عقل
اشعار : عاد مااصدق سهى يطلع منها كل هذا!!! كانت هاديه ولا ينسمّع لها حس
رسن : اي مو عشان كذا يقول لك لا تخاف الا من الهادي
جمايل حطت يدينها على راسها : يمه يمه يمه هذا كله يطلع منها؟؟؟ ولا زوج صديقتها بعد!
تذكار : اي تخيلو صارت علكه بحلوق الجامعه كلها وكلهم يتحاشونها
رسن بحماس : بجي معك الجامعه توريني اياها
اشعار طقتها : انثبري اقول وش الي تشوفينها وش تبين فيها الله يستر على خلقه
رسن : ايه صادقه وش لي فيها
دنت على تذكار بهمس : بتوديني ترا
تذكار غمزت لها : افا عليك ازهلي واوريك الي نتفت شوشتها بعد والله ياهي تغيرت
تباهي ضيقت عيونها وهي تناظرهم : انا ماادري ليه مارتاح لنقاشاتكم ذي
رسن بلا اهتمام : اقول بس ناوليني الحلا احترقت اصابعي وانا اسويه
جمايل بنقد : المشكله اقصاه سوفليه يا الرفله
رسن طيرت عيونها : لا والله! ووش تبيني اسوي لك ان شاءلله الشيخه جمايل؟ بسبوسه وسينابون اذلفي بس
تذكار بتفاخر : عشان ثاني مره تحرمين تتحديني
الزين دخلت عليهم : وراكم مندسين هنا ماتجون تحت معنا في الحوش
تذكار : عشان عيالك وعيال اخوانك مايعرفونكم الا لمن نجلس معكم سبحان ربي .. وعاد يوه جدتي عادي عندها تبيعنا عشانهم نقعد معززين مكرمين هنا افضل
الزين بضحكه : يمه منك ياام لسان امشو وخلو جلالاتكم عليكم عادي سلوى مسويه عصيد وامي منهبله عليها امشو كلو قبل تاخذها كلها للعيال
نطت رسن وهي تتحجب وطلعت تركض بينما تذكار نفثت قشار الفصفص الي بيدها جهة تباهي واشعار الي صرخو بقرف وهم يسبونها بصوت عالي وهي طلعت تركض ورا رسن تحت
مزون زفرت وهي تشوفهم جايين يركضون ناحيتها : انا قايله لها ماتناديهم بسم الله الرحمن علي كنهم ثور هايج
رسن تخصرت : لا والله يا جديده كل هالرشاقه وركضتنا الانثويه وثور هايج!
تذكار تربعت جنب جدتها وهي تشدها لها من يدها : جديده وش رايك انتي الي تلقميني بإيدينك؟
نفضت مزون يدها منها وهي تضيق عيونها : ليه عمرك ست سنين ولا ماعندك يدين ولا جيبي اشوف "سحبت يد تذكار وهي تتمقل فيها" ولا فيها الحنا؟
سحبت تذكار يدها بتكشيره وهي تفهم تلميحات جدها : لا تحاولين مابحط حنا
كشت عليها مزون : مالت بس الحنا الرابح ماهو موقع فيديك
لفت على الهنوف : كلمي رابح وراجح يجون ياكلون ويودون للعيال .. مهنا ما ياكلها
الهنوف بتنهيده : رابح راح يجيب اقبال
مزون باستغراب : هو! كيف يجيبها وراه ماهو عرس بنت خالتها اليوم
الهنوف هزت اكتافها: والله مدري بس كانت تصيح كانها جنبي
مزون بقلق : ياويلي على بنيتي ليه وش قومها
تذكار ورسن ناظرو بعض وهم يسمعون الكلام عن اقبال
رسن بهمس : شكلها تهاوشت مع امها
تذكار بذات الهمس : لا مااظن ماتسمعين عمتي تقول تصيح؟
دقتهم الزين وهي تستفسر باستغراب : وش فيكم ليش امي ضايقه
تذكار : يقولك سلمك الله عمي رابح راح يجيب اقبال وكانت تصيح وهي تكلمه
الزين بقلق : اللهم اجعله خير مادريتو ليش؟
رسن : لا ماقال شي عمي بس دامه كان هادي معناته مافيه شي كبير ان شاءلله
الزين جلست : الله يستر .. يجون الحين ونعرف شصاير
-
بهـاج /
كان جالس ببيتهم القديم الي كان ورا بيت جده بالضبط .. بعد الي سمعه من فاهد من قبل ساعه وهو على طول شال عمره وجا هنا ماكان يبي يواجه احد من الديره ولا يبي يقعد دقيقه زياده في بيت فاهد
يحس براسه ثقييييل وصدره أثثثقل .. كأن الأرض بكل ما فيها أرتكزت بوسط صدره
يحس انه ماهو على بعضه وولا بعضه عليه ملتّم، عجز يثبت على أرضه ويحس كل الأماكن هّم .. كيف وهو يعيش الحيره في بيت أبـوه الي تقفل من عشر سنين؟
كان جالس على أعتاب الباب الخارجي لأنه ما يتجرأ يدخل أبد ماهو قد هالشعور الي بيزاوره وقت يدخل
مسك رأسه من صداعه الي زاد بسبب انه ولأكثر من ساعه قاعد يفكر بدون أي توقف
همس بضعف وهو يمسّج رأسه : ليه يارب ليييه!
زفر بقلة حيله وهو يردف : اللهم لا اعتراض
إستند برأسه على الباب وهو يغمض عيونه بقوه من بشاعة هالمشاعر .. غرّق بداومة تفكيره من جديد الي ما أنفك عنها ولا لحظة ومشى الوقت وهو مو حاس الا لين سمّع الاذان
فتح عيونه وفز بصدمه وذهول .. معقول من نهاية الظهر الين المغرب وهو على هالحال!
طلع جواله بسرعه وهو يفتحه ويعض شفته بسبب غبائه اكيد ان اهله قلقانين الآن
فتحه وهو يتنهد لمن شاف كمية الاتصالات من راجح ووهاج ورائد وهباب ،، إتصال براجح وهو يخترع كذبه من راسه
بعدها وقف وهو يتأمل البيت .. كان يشوف أبوه بالحديقه كل صباح وهو يطلب من امه يحطون الفطور برا ، كان وكأنه يشوفه قدامه بالضبططط جالس وهو ماسك جريدته يقراها ويقرا الاخبار بصوت عالي عشان يستفز بهاج الي يكشّر لأنه مايحب الجرايد بعدها تتعالى ضحكات ابوه وهو يلمه ويعتذرله.. كان يشوفه وهو يلعب مع وهاج كره ويخسر متعمّد عشان يشوف فرحته .. كان يشوفه وهو يشيل جمايل وهو يصارخ طياره طياره ويخلي وهاج وبهاج ينحاشون عشان يضحَكها
إبتسم بحزن وحنين وهو يغمض لمن نزلت دموعه : الله يرحمك يايبه الله يرحمك
لف وجهه قدام وهو يطلع بسرعه ويقفل الباب وراه من دون ما يناظر ما يبي ينهار أكثر
-
بسيارة رابـح /
كانت اقبال تناظر الشوارع من الدريشه بعيونها المدمعه وحاطه يدها ناحية فمها
بينما رابح كل شوي يلقي عليها نظره بقلق لكنه مايبي يزعجها بأسئلته وهي ماتبغى تتكلم
وصلو ونزلت بسرعه بدون كلام وهي ماسكه عبرتها بينما رابح راح يصلي وهو مقرر يشوف وش فيها بعدين من جدته وخواته لأنها رافضه تكلمه نهائيًا ،
دخلت اقبال البيت وهي تستند على الباب بعبره وتشيل غطاها بسرعه بعد ماشافت مجالس الرجال فاضيه بما انه وقت الصلاة .. دخلت المجلس وهي تبي تقعد فيه شوي تهدى قبل تدخل عندهم
تغطّت بفروة جدتها وهي تكمل صياحها من قهرها كل ماتذكر الي صار
طلع هباب من جهة المغاسل وهو يضحك بصخب : راسل ياحيوان ماتخلي حركاتك يعنني تتغطى بفروة جدي عشان لادخل عمي رابح الحين ما يهاوشك
إستغرب ان محد رد عليه وتقدّم ناحيته بينما اقبال تسمّرت بمكانها وعيونها المليانه دموع إنفتحت على أخرها وهي تحس بخطواته تقرّب وولا هي قادره حتى تتكلم تحس وكأنها بلحظة اللا إدراك
سحب هباب الفروه وهنا عاد تعالى صياحها وهي تغطي وجهها بينما هباب فز من مكانه بخوف وصدمه : يمه بسم الله وش هذا
زاد صياح اقبال من كلامه وهي تغطي نفسها بطرحتها من جديد : بسم الله من وجهك يا معفن
هباب بارتباك ما يدري شيسوي قط الفروه عليها من جديد بخرعه ولف على طول وهو يتقدّم لباب الخروج : انتي وش جايبس هنا وعلامتس تصيحين يابنت اسف والله مادريت ماله داعي الصياح هالحين
ماردت اقبال وزفر هو بانزعاج من صوت بكاها .. سمع صوت راسل يناديه ودّب الرعب في قلب اقبال وقتها
-
إنتهـى.

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن