المُستشفـى/
بهاج بصدمه : شلون يعني!
الدكتور : مع الأسف الضغط على قلبه كبير والواضح إنه ماهو توّه ، ما تحمل قلبه هذا الضغط كله ودخل بغيبوبه ولا ندري متى يصحى بيظل تحت المُراقبة
بهاج حط يدينه على وجهه بضيق : لا حول ولا قوة الا بالله
جلس على كرسي الإنتظار وهو منزل راسه بين يدينه، ما يدري يلاقيها من وين ولا من وين
جلّس بجنبه رجل طاعن بالسن وهو يحط يده على كتفه : انت بخير يا ولدي ؟ فيك شيء ؟
غمّض بهاج بقوه من نبرته بوليدي وهو يتذكر أبوه الي ما غاب عن باله ولا فتره وهو يدري ومتيقّن إنه لو كان موجود على الحياة ما رضى عليه الضيق والذل الي هو عايشه الحين .. يدري بإن لو أبوه موجود كان شال كل الضيم عنه وولا اضطر يتحمل هالمسؤوليات على راسه
صد بهاج ودمعه بأهدابه يمسح بطرف أصبعه قبل يتنحنح : بخير ياعم
الرجل بإستنكار : والي بخير يكفكف دموعه؟
بهاج بتنهيده وهو يدعّك عيونه بتعب : ظروف الحياة وان شاءلله بتزين
الرجل شّد على إيده وهو يحثّه على الوقوف : قم للمصلى الي تحت ، صّل وأطلب ربك وبإذن الله ما تنام عيونك هالليلة الا ودعاك مجاب همن عوّد علي انا بقعد هنيا وعلمني باللي بخاطرك .. لا بغيت تفضفض وانا عمك لا تفضفض الا للغريب الي بيلقاك مره وحده همن يقفي ولا عاد تدري به علم
بهاج تنفس بعمق وهو يوقف : امين يا عم امين
نزل بهاج للمصلى وهو بكل خطوة يحس بدموعه بتخونه وبتنزل ، هو ما يدري يبكي على وصية أبوه ولا على طلب عمه ولا أشعـاره وبهجة قلبـه.. هو كل ما يطري عليه بإنها بتروح من يدينه و يتخيّل إنها مع غيره ما يبقى له بينه وبين الهبال الا شعرّه ، طيب وربـاح المختفي ولا حال أبـوه؟ يبكي على ويش و يخلي ويش
أستند على جدار المُصلـى وهو يحس ما عاد يقدر يكمل حتى المشي صار يتعبه ويجرح شعوره .. غمض وهو يسنّد رأسه على الجدار قبل تتمرّد من عينه دمعة ، يا قُبح شعور قلة الحيـلة..
-
درب الديـرة/
كان نياف على طيحته وهو يناظر سيارة ربـاح بشرود ، وسهاج يشّد بحضنه على خالد اللي أنهـار ..
سهاج غمض عيونه بقوه وهو يبلع غصته : خالد خلاص ..
قطع كلامـه خالد بصوت مكتوم : خلاص وش ؟ رباح من متى طالع ؟ صارله سبع ساعات و سيارته معدومة أكيد جسمه منرمي الحين بمكان بين المزارع والطُرق وأنوكّل من الكلاب *قشعّر جسده وهو يستشعّر الكلمه قبل يصرخ برعب في سهاج* كلوه الكلاب كلوه انت مستوعـب؟
قاطعه نياف بصراخ وهو يتجه لهم ويدف خالد: اقطع اقطع لا تتفاول عليه رباح بخير بس لازم نلقاه مستحيل يكون مات مستحيل .. هو حتى ما وادعنا رباح مستحيل يتركنا فاهم؟ لا أسمع الكلام هذا مره ثانيه
خالد رد دفة نياف له وهو يصرخ : وينه طيب علمني وينه ؟ انت شايف الساعه كم وهو طالع الساعه كم؟ هو حتى لو كان عايش والكلاب ماكلته بيموت لأننا ما أسعفنـاه انت شايف شكل السياره؟
قاطعه نياف بكف وهو متنرفز قبل يمسك ياقته ويهزه بعنف : قلت لك لا تقول انه مات لا تقوله أنت ما تفهم؟
سهاج تدخّل وهو يدفهم عن بعض بتعب : بس بس خلاص ماهو وقتكم ورب البيت ماهو وقتكم خلاص
نياف ناظره كيف واهن برعب : وش فيك!
سهاج وصوته بالعافيه يطلّع : امشوا لازم نروح نبلغ عن إختفائه وحادث السياره
خالد مشى قبلهم بخطوات مُسرعة وهو يركب السيارة وجسمه ينتفض من فكرة موت ربـاح.. يحس إنه بحلم ماهو بعلم
زفر سهاج الي يحس بالرُعب من فكرة موت رباح و فكرة طريقة موتـه! ما يبي يصدّق أبـد بس ليش دموعه قاعده تنزل؟
نياف ناظره بذهول : سهاج انت تصيح !
سهاج بأنفجار : وشلون ما اصيح قولي شلون؟ رباح ما ندري هو حي ولا ميت وسيارته منعدمه قدام عيوننا وكأني قاعد أشوف طريقة موته قدامي .. كل ما حاولت أشيل عيني عن السيارة أشوفه فيها وهو يناظرني وهو مبتسم ويلوّح لي بيده .. انا ما دريت إنها تلويحة الوداع يا نياف ما دريت ليتني دريت كان ما خليته يمشي عني لو متر واحد ، كنت حاس والله كنت حاس إن فيه شيء مثل ما كنت حاس بإن رعد فيه شيء لكني خليته يمشي مثل ما خليت رعد يمشي .. ما تعلمت من غلطي وكررته وشوف النتيجـه !
حضنه نياف بقوه بصوت مُرتجّف : سهاج تكفى لا الا انت لا تقول هالكلام تراك عصانا الي نشّد بها خطاوينا
سهاج تنهد بعمق بصوت مبحوح آثر البكاء : وانا وش كاسرني غيرها؟ غير اني الي تشدون به خطاويكم وانا دربي اعرج
-
بيت سُلطـان/
أنجن سلطان من شاف رباح قدامه وليالي قدامه وشافها بكل وضوح ، ذّف ليالي عنه بقوه وهو يتجه لـ ربـاح بعيون متسعة بغضب
مسكه من ياقته بقوه بصراخ : ايا قليل الحيا شفتها شفتها والله ان ما تطلع من هالباب الا وهي على ذمتك ولا تطلع جثه *لّف على الي بجنبه بحده* اذلف اذلف ناد المملك خلصني والله ان ما يطلع الا وهي زوجته
حاول رباح يتملّص من قبضته وهو يكّح بسبب قبضته القويه على عنقه ، دفّه عنه بقوه أخيرًا وهو يردف : مانيب متزوجها وأعلى ما بخيلك أركبه .. وولا هو ذنبي إن كانـك ردي تخلي الرجال يدخلون قسم حريم بيتك
سلطـان بحده : والله ان تتزوجها رضيت ولا انرضيت ولا به ردي هنا الا انـت *لانت ملامحه وهو يبتسم بسخريه* ولا اقول لا لا تتزوج .. خل أرسل جثتك بصندوق هديه لأبـوك .. وش تتوقع بتكون ردة فعله يا ترى ؟ بيموت على طول ولا بيموت تدريجيًا؟ طيب أصبر لحظه امك امك وش بيصير عليه؟ يا حسافة ولدهم مذبوح والله غير يموتون من الحرّه
شّد رباح على يده بغضب وهو ماعاد يقدر يسيطّر على نفسه أكثر ، إنمدت يدّه بيلكمه لكـن رجال سلطان من صرّخ بهم كانو أسـرع وهم يمسكون رباح
سلطان بتنفس سريع بكذب ، لأنه ما يعـرف بتـال لا من قريب ولا من بعيد وولا بيتجرأ عليـه .. ما يعرفه غير من بطاقة الهوية الي كانـت ببوك رباح
سلطان: روحو جيبوا لي بتال بن سعـد .. حي ولا ميت
انتفض رباح برعب وهو يحس بينجن وهو يحاول يتفلّت منهم بصراخ : والله العظيم لو تلمس شعره من أبوي لا اقلب الدنيا ذي على راسك يا خسيس مالك شغل بابوي
سلطان بحزم : انا قلت لك الي عندي و خيرتك وانتهى دوري .. انت الي اختـرت
رباح بحده : لا تقرّب أبوي ولا تلمسه .. خلاص بتزوجها بتزوجها الله ياخذني يوم صدمتها *رفع راسه بتشفق* آه بس ليت سهاج الي موديني كان تورط هو على الاقل معي
سلطان بلا اهتمام : حطوه بالمجلس لين يوصل ونتمم هالزواج
راح رباح المجلس معهم وهو ضايقه فييييه ولا هو مستوعب هو وش طاح فيه .. شك فيهم وكثير وخايف يتورط من هالزواج ولا من بيرمي بنته بهالشكل على واحد ما يعرفونه ابد؟
دخل المملك المجلـس وهو يلقي السلام ودخلو اثنين من الرجال الي برا وكانو تاكين على انفاسه .. وبحضوره هو وسلطان
عقد رباح حواجبه من إسمها الي يقراه ، "ليالي بنت ثابـت"!
ناظر سلطان بتفاجئ ماهي بنته!!!!
سلطان الي ملاحظ نظراته كان يتحاشاها وهو يروح لـ ليالي عشان تبصّم ويتّم هالزواج
بعد دقايق ، تنفّس رباح الصعداء وهو يشوف عقد الزواج بين إيديـنه !
إرتبّط إسمها بإسمه! صارت على ذمته! .. بلع ريقه وهو يستشعر هاللحظة ويناظر العقد بعيون متسعّة وهو يحس بإرتجاف ضلوعـه
سلطان بحده : ضفي عفشك وفارقي من هالبيت وولا عاد عيني اشوفك
ليالي ضحكت بسخريه وهي تلبس عبايتها : على اساس اني ميته عشان ارجع لـك ! يوم السعد والهنا الي طلعت فيه من هالبيـت .. تصدّق ؟ أنا من قو الفرحة ودي أروح أبوس راسه الي طلّعني من هالمكان وتحت رحمتك
سلطان رفع حاجب : والله واشوف طلع لس لسان يا بنت ابوس
ما ردت عليه ليالي بتجاهل وقلبها يرقّع ، هي تزوجـت صحيح ؟ بلعت ريقها بخوف .. ما زوجها سلطان له الا لأن اكيد به عيب ولا ردي .. دمعت عيونها بخـوف معقولة بتواجه هناك الي واجهته هنـا؟ عالأقل هنا كان عندها أمـل إنها بيوم تطلّع من هالجحيم لكن إذا طلع زوجها ردي وين تنحاش منه له؟ وهي تدري إن مالها لا بيت ولا يدين تحتضنها
غرقّت بأفكارها وهي تمشي بخطواتها بلا تركيز إلى إن وصلت عتبة البـاب قبل تشهق بخفه من اليد الي سحبتها فجأه بقوه ،
ليالي ناظرت سلطان بتفاجئ : نعم خير !
سلطان نهرها وهو يردف : انا لامن كلمتس تردين .. ما تعطيني ظهرس وتمشين انتي لا يكون استقويتي ونسيتي انتي مين وانا مين !
ليالي بذهول : هالحين انت مب تبي فرقاي وتبيني امشي .. خلاص فكني خلني امشي وش تبي بعد بتسوي من اللاسالفه سالفه ؟! وبعدين انا ليش أصلًا ما اعطيك ظهري وأمشي بلا رد؟ خلاص انت مالك كلمه علي ولا لك حق حتى إنك تمسّكني أبعـد!
سلطان بسخريه : عشنا وشفنا يا بنت ثابـت .. الحين طلع اللسان يا ناكرة الجميل محد ضفك طول هالسنين غيري
ليالي : وليتك ما ضفيتني .. ليتك مخليني بالشـارع أطّر ولا أني تحت رحمة ردي مثلك
رفع يده سلطان بغضب قبل يقاطعهم رباح الي صار جسمه بينهم وليالي لا إراديًا تحركت وهي تحتمّي ورا ظهره وهو يدّف سلطان بحده : تراك مصختها .. والله ما تنمّد عليها يد وهي محسوبه على رباح بن بتـال سامع؟ جب جوالي وبوكي ومفتاح سيارتي خلني أمشـي!
مشى عنهم سلطان على مضض وهو يجيب أغراض رباح اللي عاقد حواجبه من الي شافه وسمعـه ، توسعّت عيونه من إستنتاجه وهو يلف عليها بسرعه مو حاس بالقرب بينهم من روعته : بنت انتي لا يكون مخطوفه!
ليالي الي ارتبكت من قربه المفاجئ رجعت خطوتين وكانت بتطيح من العتبه قبل تنمّد إيد رباح جهة خصرها وهو يسحبه ناحيتها بسرعه : بسم الله وش بلاتس انتي ما تشوفين
تنفس ليالي صار سريع وهي تحس بقبضته على خصرها ، تملصّت من إيدينه بوجه محمّر ورباح الي فهم بعد عنها بسرعه : معليش مانيب قاصد بس كنتي بتطيحين
ليالي بنفي : لا مانيب مخطوفه *اكملت بهمس* ياليتني كنت على الاقل بيكون لي اهل وبيت ارجع لهم
عقد ربـاح حواجبه بخفه وهو يحس بصراعه يزيـد .. سحّب جواله وبوكه والمفتاح وهو يفتح بوكه يتفقده قبل يبتسم بسخرية : لا امينين ماشاءلله ما سرقتو الا خمس ميه
عقد سلطان حواجـبه قبل يغمض بقوه وهو يلّف بعصبيه وصراخ: لمجد يا زفت!
رباح بسخريه : لا بسم الله عليك امين وقلبك حنيّن خلها تقعد عندكم صدقه و دفع بلا
لّف على ليالي بهدوء : يلا سمي بالله وخلينا نمشي
طلعت ليالي وراه وهي تحس بخطواتها تضعّف بكل خطـوة، تلّفت رباح يدور سيارته وهو مضيّق عيونه : وين السياره !
ليالي بتردد : بمكان الحـادث
رباح لف عليها : انتم دون مكان الحادث من وين؟
ليالي برجفه بصوتها باينه : يبعد عننا طول هالمزارع
التفت رباح على الجهة اليسار قبل يرجع يلّف عليها : قد مشيتي بها؟
ليالي : بس مره وحده .. اليوم
رباح بتنهيده ناظر يدينه بتردد قبل يلّف عليها وهو يمد إيده لها
ليالي ناظرته بفهاوه : وش؟
رباح : تجودي فيني .. بتضيعين ولا بتنهبلين كلها كلاب وحشرات
مدت ليالي يدينها بتوتر يخالطه خجل وهي ترتجّف .. وتحس قلبها بيوقف من صار كفها بكفه
رباح الي رمّش لثواني قبل يحّس بيدينها على يدّه .. أول مره بحياته يمسك يد بنـت!
حاول ما يتشتت من يدينها ويمشي زين لكن بدون ما يسرّع عشان رجولها
ليالي ناظرته وهو يدقق نظره بالطريق من ناحيتها وينبهها إذا به شيءٍ قدامها ، ويمشي ببطء .. بلعت ريقها وهي تردف بداخلها معقولة بيسوي هذا عشانها ؟!
رفع رباح جواله المُغلّق وهو يسب بنفسه وبكل شيء حـوله!
-
رائـد/
وصّل الريـاض بعد ما خبر اهله إنهم قدموا مناوبته ليوم وهو بالأصل ماخذ إجازة لمُدة إسبـوع ، يبي يقضيها مع عزام وهناي
دخـل محل الألعاب وهو يختار هدية عزام بعناية فائقة و يبتسم بلهفه وهو يتخيّل ردة فعل عزام بكل لعبة يمسكها
طلع وهو يتجّه لبيته بالرياض ، كان هادئ تمامًا و هذا الشيء المُعتـاد كون البيت مافيه الا هناي وعزام والعاملـه
دخل الصاله وإبتسم بوسّع من شاف عزام بوسطها يطالع التلفزيون
إقترب من ورائه بخطوات خفيفة وهو يحاول ما يطلّع صوت قبل ما تنمّد كفوفه وهو يغمض عيون عزام وبصوت مرح : مين انا يا ترى ؟
شهق عزام وهو يفز بصراخ : بابا!
حضن رائد بقوه بينما رائد دفن وجهه بخصلات شعر ولده بشوق : يا عيون وقلب وكل بابا أنـت
أبتسم عزام يسنّد راسه على كتف ابوه : وينك بابا ليش طولت؟
أبتعد رائد عنه وهو يحطه بحضنه : كنت مشغول يا ابوي ، هاه تجهزت للروضه بكره؟
عزام كشر : مابي ادرس بس ماما تغصبني .. أصلًا ماما هذي الايام بس تعصب علي *زم شفته بتعبّر* حتى لمن اقولها بكلم بابا تقول بابا ما يبينا .. ليش ما تبينا يا بابا؟ انا احبك
شد رائد على قبضته بقهر قبل يحضّن عزام له من جديد : لا يا ابوي مو صحيح هالكلام .. انا ابيك واموت فيك انت ولدي الوحيد فيه احد ما يحب ولده يا بعد هالدنيا ؟ بس ماما تعبانه هذي الايام عشان كذا ما عاد صارت تعرف وش تقول وبس تعصب .. وينها هي؟
عزام أشّر على الحديقة الخلفية الي يوصّل لها من داخل البيت باب بالمطبخ : بالحديقه
رائد اومئ قبل يوقف : طيب تبي تشوف وش جبت لك؟
عدّل عزام جلسته بحماس : وشو يا بابا؟
ابتسم رائد وهو يطلع الاكياس من ورا ظهره قبل يصرخ عزام بوناسه وهو يحضنه بقوه : شكرًا بابًا انت تحبني
غمض رائد بقوه وهو يحس بقلبه يعتصّر من الألم : ايه احبك يا بابا احبك كل حب هالعالم إنزرع بوسط قلبي لـك .. اجلس يا عين ابوك وطلّع الالعاب وشوفها براحتك وانا بروح اكلم ماما واجي طيب؟
عزام المشغول بالالعاب هز راسه بإيه وهو مو سامع ابوه وش يقول أصلًا
إتجّه رائد للحديقه وهو يزفر .. يدري بإنه الهدوء قبل العاصفـه
تقدّم منها وهي ملاحظة وجوده لكنها مكملة تعدّل ورود المشتل الصغير الي هي مسويته من شدة حُبها للورود،
رائد رفع حاجبه وهو يرتكي على الجدار ومتكتّف : يعني حتى هلا ما فيه؟
هناي ببرود : منت بحاجه لها مني
رائد بتنهيده : رجعنا على طير ياللي!
هناي : عفوًا ؟ بقولك رجعنا يعني أنت تعتقد إننا انتهينا عشان نرجع؟
رائد : هناي وبعدين ! و هالكلام الي تقولينه لعزام وشهو !
هناي ضحكت بسخريه وهي ترش الماء على الورد : ليش وانا قايله شيء غلط؟ ما قلت الا الصدق
رائد بحده : الولد لا تدخلينه بمشاكلنا و تعبين راسه بهالكلام فاهمتني؟
هناي بحده مماثله : لمن يسألني و يبكي وين بابا الي مانعه حتى إنه يكلمه وتاركه بالأيام و الأسابيع ما يدري عن هوا داره بجاوبه بالإجابه الحقيقية ، لو هو يهمك ما تركته وراك ومشيت يا رائـد !
رائد : والله واشوف الكلام تغيّر يا هناي ، ماهو كلام الي قبل ست سنين !
هناي بإنفعال : قبل ست سنين ما كان فيه عزام .. كنت بقلعتك ولا ابيك لو تغيب عني سنين .. الحين فيه عزام يا رائد فيه عـزام ! فيه ولدك وراك ، ولدك الي حتى تمايـم من أبسط حقوقه ما سويت له .. إجتماع الأباء ما بعُمرك حضرته له .. ما بعُمرك طلعت معه بالشارع و السبب ؟ عشان لا احد تعرفه يشوفك معانا ! أيّ أب انت أيّ أب فهمنـي؟
رائد بصراخ : هذا الكلام كان المفروض تقولينه قبل تطلبين اخفاء زواجنا .. وش تبيني أسـوي؟ أطلّع به بكل مكان وولا أي مخلوق يدري به إنه ولدي؟
هناي : لا تتحجج يا رائد ، كان يمديك بعد ما جا على هالدنيـا تقول .. من ست سنين وانا أنتظر متى على الله يحّن قلبك و تعترف فيه بس الظاهر إني أرتجي شي ما يرتجى
رائد بحده وهو يتقدّم بخطواته : هالكلام وحدة اللسان المفروض تنقـال لأمـك و تسمعينه لها ماهو لي يا هنـاي !
عزام بتبويزه وهو يتكتّف : بابا انت قلت بتكلّم ماما ليش تزعقون على بعض؟ مو كذا الكلام
هناي التفتت لورودها بسخريه : زين منه بعد سامح لك تقوله بابا
رائد صرخ بنفاذ صبر : هناي اقطعي!
تشبث عزام برجل رائد برجى : بابا تكفى خلاص لا تزعق على ماما .. تعال معي ركب لعبتي
تنهد رائد بضيق وهو يستغفر ويمد يدينه لـ عزام وهو يشيله : تبشر يا روح بابا اركبها معك ليه لا
طلعو من بابا المطبخ متجهين للصاله بينما هناي عضت على شفتها وهي تحبّس دموعها قبل تصيح بألم من أشواك الورد الي إنغرسّت بإصبعها
رائد الي كان راجع ياخذ مفتاحه الي كان بإيده وطاح على الزرع لاحظ هناي قبل يتنهد وهو يرجع ياخذ المطبخ ياخذ شاش ومُعقم ولزقات جروح
رجع لها وهو يسحب يدينها قبل تدفه بعنف : بعد عني مابي منك شي
مسكها رائد بقوه وهو يثبّت يدينها بحضنه بحده : أثبتي
سكنّت حركة هناي قبل تكشر بألم من ملمّس المعقم الي حرق جلدها : طول عمرك تأذيني حتى وانت تداويني
ما رد عليها رائد وهو يحط لزقة الجروح و يضيّق عيونه : وش فيها يدك!
هناي باستغراب : وش فيها!
رائد قرب من يدينها وهو يسوي نفسه يتفحصها وهناي تناظر يدينها باستغراب تحاول تلاقي وش فيها ، قبل يدنو رائد من جرحها وهو يبوسه : مزهّره .. تلمسين الورد وهو من عذوبة يدينك ندّا
ضحكت هناي لا إراديًا وهي تدفه بخفه : بعد عني ما برضى .. بياع كلام
رائد بابتسامه : ضحكتك اكبر رضا .. الله حسيبك يومك تخبينها
"لم نختلف كثيراً، هي تحب الورد وأنا أحبها هي."
-
بيـت عبدالله /
حمد وهو يضيق عيونه على الاوراق الي قدامه : فاهد قاعد يلعب بذيله!
عبدالله : داري ، وانا عشان كذا مناديك .. لازم نشوف لنا صرفه
حمد عقد حاجبه : بيكتبها بإسم بهـاج ؟! .. وش عنده مع عيال خلف !
عبدالله بتنهيده : مدري عنه .. الله ياخذ عيال خلف كانهم قريبين ولا بعيدين مامنهم فكّه
حمد بغموض : لازم نعرف هو اول وش يبي منه ووش بيسوون .. بروح لفاهـد انا وأنت العب بعيال خلف شوي قرصة اذن عشان ما يااخذون الي بيعطيهم فاهد ويذلفون
عبدالله اومئ وهو يطلع جواله : مكلّم واحد يستلم محل بهاج بس الى الآن مارد
حمد وقف وهو يطلع: زين اجل بروح لفاهـد وأجيك بالعلوم
عبدالله : وترا ولدك بعد ما هو مضبوط
حمد بتنهيده : ولدي طايحن في حب بنت فاهد الله لا يعيدها .. عاد مابه شي بهالعوبه ينحّب
عبدالله بملل : سفره ولا صرفه شف لك اي صرفه
حمد : زين
-
بيت نايـف/
رسن مرتكيه على الكنب بملل تنتظر مكالمة امها مع خالتها تخلّص عشان تطلب
اردفت بانزعاج وهي تسحب يد امها : يمممه جاوبيني اول وش تبين انا بموت من الجوع بعدها كلمي خالتي على كيفك .. أصلًا تونا راجعين منهم تكلمينها لوش امداكم طلعتو سوالف جديدة!
الهنوف بتركيز : بيتزوج من *لفت على رسن وهي تدفها* بنت اذلفي عن وجهي خليني اسمع
رسن بلقافه وهي تلزّق بجوال امها تحاول تسمع : من بيتزوج شسالفه
الهنوف بشهقه وهي تدف : بهاج بيعرس على بنت عمه! منجدتس انتي مالقيتو الا عمامه تناسبونهم
توسعت عيون رسن بصدمه .. هي سمعت بهاج بيتزوج ولا تتوهّم؟
نطت عند امها من جديد : يمه بهاج بيتزوج ولا اذني فيها شيء؟
الهنوف : ياربي على ازعاجك يا رسن .. ايه بيعرس ابعدي خل اسمع باقي السالفه
ظلّت الهنوف تستمع للزين الي تشرح لها بحرقه الي صار اليـوم،
بينما رسن فزت وهي تركض لغرفة اشعار مخليه الهنوف انتظرها باستغراب
فتحت الباب بقوه مما خلا اشعار تلتفت بفزع : رسن ووجعه خير ما تعرفين تفتحين الباب بهدوء انتي ؟
رسن بوجه مخطوف : اشعار!
اشعار بخوف من شافت وجهها : خير وش فيك ! رسن تكلمي
رسن بتنهيده .. عقدت حواجبها محتـاره .. كيف بتقول لأختها ؟ ووش بتقول؟
اقتربت وهي تحتضّن اشعار بقوه بصمت
اشعار بنفاذ صبر والخوف ماكلها دفتها بقوه : بنت ووجع تكلمي وش صاير خبصتي قلبي!
رسن بغصه : قلت لك يا اشعار .. قلت لك مليون مره لا تحبين .. لا تتعمقين في هالحُب بس ما سمعتي لي
خفق قلب اشعار بخوف : وش تقصدين؟ رسن تكلمي لا تذبحيني!
رسن نزلت راسها : بهاج بيتزوج بنت عمـه!
إنصعقت اشعار وهي تناظر رسن بجمود قبل تصفقها بخفه
أبتعدت عنها وهي ترجع تجلس : سخيفه مقالبك قديمة اذلفي
رسن بلعت غصتها وهي تغمض عيونها : اشعار ما امزح!
تجمدت اشعار بمكانها وهي تحس بضربات قلبها العنيفه ، سكّن كل العالم حولها .. دورت ملامح مزح بوجه رسن لكن ما لقـت!
إنصعقت وهي تردف بعدم تصديق : كيف بيتزوج ؟ .. تستهبلين انتي؟ مستحيـل! رسـن لالا اكيد انك غلطانه
رسن هزت راسها : ماني غلطانه .. سمعت بإذوني الثنتين قالو بهاج يبي يخطب بنت عمه ويتزوجها
بلعت اشعار ريقها وهي تغمض عيونها وتحط يدينها على اذانيها : لالا اكيد يقصدون وهاج بس انتي سمعتي غلط .. مستحيل يسويها بهاج مستحيل!
رسن بصراخ وهي تهز اختها : قلت لك من قبل قلت لك عواقـب هالحُب محد بيتحملها الا انتي ! قلت لك لا تحبين .. شوفي وش خذيتي من هالحُب الحين ؟ رماك وراح يتزوج بنت عمه الخسيس
اشعار بصراخ دفتها وهي تهز راسها بجنون : اقولك مستحيل يسويها بهاج لا .. هو يحبني انا شفت بعيونه حبه لي
قاطعتها رسن بحده : الي شفتيه بعيونه ما كان الا انعكاس مشاعرك انتي ماهو حبه علميني وش جنيتي من الحب الحين
هوّت اشعار على الارض وصدى بهاج بيتزوج يتردد بمسامعها، حتى دموعها ما رضت تصدّق وتنزل
رسن جلست بجنب أختها وهي تهزها بخوف : اشعار .. اشعار تكلمي سوي اي شي لا تستكين كذا
اشعار نزلت دمعتها العالقه بأهدابها وهي تناظر رسن بضياع : رسن كيف؟ كيف يعني بيتزوج؟ طيب وانا؟ وحبنا؟ واشعاره الي يقولها لي؟ شباكنا ودرب المزرعه وضحكاتنا .. واحبك ، كيف يروحون كذا؟ رسن حنا شيدنا بيتنا .. اخترنا اسامي عيالنا كيف كل شي ينتهي ببساطه كذا؟
حضنتها رسن بقوه وهي متألمة على حال اختها .. نظراتها الضايعه ونبرتها الخافته، ما بعد أستوعبت ولا شيء وبس تردد كلمة مستحيل
دخلت الهنوف وهي تتجه ناحية اشعار بهدوء
ناظرتها لثواني قبل تضربها كف خلا رسن تشهق بقوه ،
الهنوف بحده : هذي هي الثقه الي سلّمتك إياها يا اشعار ؟ هذي هي يا بكري من البنات؟ تحبين وتسرحين وتمرحين وهذا هو اخر شي رماك وراح يتزوج غيرك يا الغبيه يا الهبلا
اشعار بلعت غصتها : يمه اسمعيني وافهمي الموضوع .. والله ما هنا ثقتك وولا صار شيء بيننا كلها نظرات من بعيد لبعيد والله ماصار شيء
الهنوف بحرقه وهي تضرب اشعار بقهر : لا تحرقيني زود يا اشعار هذي اخرتها! انا مسلمتكم كل الحريه والثقه وانتم تلعبون من ورا ظهري! مأمنه عليكم ببيت ابوي وانتي تخونين ثقتي ببيته !!! اهخ يا حر كبدي يا اشعار يا حرررره .. وتقولين لي بكل وساعة وجه ما صار شيء بيننا الا نظرات وتقولينها بوجهي يا قليلة الحيا!
بعدتها رسن عن اشعار وهي تردف : يمه تكفين الله يخليك خلاص ابعدي
الهنوف بصراخ وهي تتفلّت من ورا رسن : شوفي وين وصلك شوفي اخرت الحب وشهي .. هذا هو رماك وراح تدرين وش بيقول ؟ بيقول مثل ما كانت تكلمني وراضيه على نفسها بالنظرات والضحكات بترضاها مع غيري ! هذي اخرتها يا بنت الهنوف هذي هي!
غمضت اشعار بقوه وهي تكتم شهقاتها الي تعالّت : انا حبيته وبس ما سويت شي غيره .. الحب ما هو حرام ولا عيب!
الهنوف دفت عنها رسن : بتتزوجين ولد عمك الي متقدّم لك .. بيبلغك ابوك به بكره وبتقولين موافقه ولا والله لا يوصل علمك عند ابوك يا قليلة الحيا .. تتزوجين وتذلفين من وجهي ورجلك ماعاد تطب الديره ولا تخطي خطوه بمكان هو فيه
سحبت رسن بقوه : امشي معي وخليها منثبره هنا زي الحمار عشان تحس بوش هي سوّت
لفت على جوالها والابتوب اللي فوق طاولتها وسحبتها وهي طالعه
شهقت اشعار بألم وهي مازالت طايحه بالأرض وشعرها مبعثر .. هي كانت بين حب طفولة وشباب .. بين مبسم بهاج وبين صوته وهو يقول يا بهجة قلبي .. كيف وصلت لهنا؟
"و أنت ياللي كنت أجمل في البدايه / ليه دربك مال في نص الطريق ؟"
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائية اعذروني."