خيمة سهـاج/
خالد بإستغراب : الا وين بهاج وسهاج؟ ماهو عوايدهم .. العاده سهاج أربع وعشرين ساعة متكي في الخيمة و بهاج معه ليش ماجو !
نياف ضحك بسخريه : كل واحد منحاش يخاف يقابل الثاني هنا
خالد كشر : للحين ما تصالحو! مو قلتو بتجمعونهم الصبح
نياف : انحاش بهاج
وهاج لف عليه : كيف انحاش وين راح؟ ماهو في بيت جدي ولا ببيتنا !
نياف هز راسه : مدري ما كلمته
رباح طلع جواله : اصبرو بكلمه أشوفه
إتصّل وهو يسمع رنين جواله مرة و مرتين .. لكن لا رد
نزله باستغراب : مايرد
نياف : أكيد يبي يقعد لحاله بعد الفوران الي صابه .. خلوه على راحته بكره نشوفه
قاطعهم دخول سهاج وهو يرمي عليهم السلام قبل يجلس جنب نياف بالوسط وهو ينكش شعر خالد : متى وصلت
خالد : توني واصل قبلك بشوي وكنت اسال عنك
سهاج اومئ : كنت مع ابو صالح نشوف وش يحتاج الدكان .. الا نياف ما شفت بيتكم وش صار عليه؟
نياف : الا كل شيء تمام لكن باقي الاثاث بنزل بكره البلاد مع جداني نشوف
وهاج بتكشيره : مالت عليك امس ما سهرت معنا ولا لعبت ولا حتى افطرت معنا نمت على طول اليوم بتسهر معنا وولا لك اي عذر سامع ؟
نياف بلع ريقه وهو يزفر بعُمق .. جاهد إنه ينساها و لا يفكر فيها حتى إنه أقحم نفسه بمشاكل الجميع لكن المهم انه ما يصير فاضي و ترجع تزاور أفكاره ، لكن وهاج رجّعه لنقطة الصفر!
نفى براسه بسرعه فكرة إنه يرجع لذاك المكان من جديد : لا لا بنام بالخيمه انا
وهاج باستغراب : ليه وش فيك ما اعجبتك النومه عندنا؟
نياف بسرعه : لا لا ماهو على كذا بس مشتهي النومه بالخيمه
سهاج ناظره بشك : من متى تحب نومة الخيمه؟
نياف بضجر : اوهوه احبها وخلاص ولا بتمنعني من خيمتك بعد؟ من زينها عاد
سهاج صفقه على راسه من ورا : انثبر بس ازين من خشتك لا تذمها لا اطردك برا الحين
تعلّقت عيون خالد على الجو وهو يردف بأمّل : تقهون بينزل مطر اليوم؟
زفر نياف بصوت عالي وهو يتمتم : لا اله الا الله
وكأن كل شيء حوله متفق يذكره فيها ، فكر بشرود "بنت المطر" وش قد يناسبها هاللقـب؟
ناظروه كلهم بإستغراب واضح قبل يردف رباح : انت علامك ؟ صاحي
نياف ما رد وهو يتنهد : والله مدري انا صاحي ولا لا .. بوخلود تكفى أبي اغنيه
خالد عقد حواجبه : لا والله الي به علم! وش وراك انت
-
بيت مهنـا/
كانو جالسين البنات بالصاله وكل وحده تسوي شيء، تباهي شارده بشكل واضح .. تذكار و رسن يتهاوشون على سالفة "خالد و العود" ، جمايل تفكك بينهم مره و مرات تسولف مع اقبال الي توريها فساتين بالجوال ، اشعار كانت جالسه بالسطح لحالها وهي متلحفه ببطانيتها المُفضلة وعيونها متعلّقة ما بين المزرعة و قسم الرجال وهي مازالت تحس بقشعريرة تسري بجسدها من اذكر ابتسامات بهاج و كلامـه، ولأول مرة تتمنى إنها ما تعرف بهاج إلى هذ الحد الي يخلي قلبها الآن منقبّض بسبب إنها عارفة و متأكدة بإن فيه سبـب لكلامه !
تنهدت بإنزعاج وهي تفرك شعرها وش مُمكن يكون الموضوع؟
قطّع عليها شرودها تذكار و رسن الي دخلو ورا بعض وأصواتهم واصله لأخر شارع و العود بوسط يدينهم كل وحده تشدّه إلى جهتها
لفت عليهم بإنزعاج : نعم خير ! يعني كفايه اني منحاشه منكم إلى هنا لاحقيني ليش ؟
تذكار بإنفعال : كلمي اختك المريضه مدري وش دخلها فيني انا والعود
رسن بحده سحبت العود جهتها بقوه : لا يا شيخه تستهبلين أنتي؟ تبيني اخليك بهبالك هذا !
اشعار عقدت حواجبها : خير وش هباله؟
رسن تخصّرت بسخريه : الأخت تبي تخلي العود عندها بزعم انه صار لها خلاص
اشعار ناظرت تذكار : تذكار منجدك؟ خير ان شاءلله وش الي تخلين العود عندك ! ليه بأي صفه ولا بأي حق؟ ما خبرتك قليلة عقل كذا
تذكار زفرت بملل : وأنتي وش دخلك بعد يا الثانية؟ كيفي بخليه عندي بأمري انا وبحقي انا ماراح يموت من دونه ترا
رسن وهي سوي وتنجلط : تذكار يا زفت وش تفكير الاطفال هذا الي صابك فجأة !!!!! مو طبيعيه تراك
تقدّمت اشعار وهي تسحب العود منهم بحده : لا انتي ولا هي اذلفو من وجهي برجعه لوهاج يعطيه صاحبه خير يا طير وين عايشة أنتي وتفكيرك الطفولي هذا ! مو عشانك تحبين العود وابوك مانعك تشترين تقومين تسرقين حق المسكين هذا اكبري شوي
تعدتهم وهي تنزل بمزاجها المتعكّر من بداية اليوم و الفضّل كله يعود لـ بهـاج، الي لعب بموازينها و قلب مزاجها وأختفـى!
-
الريـاض/
تقدّم فاهد بسرعه وهو يسحب القزاز من يدين المى الي أنغرس بكفها وكان ينزف بشكل متوسط الغزاره
فاهد بتنفس سريع من الخوف : المى اهدي واقربي مني تعالي
المى صرخت بجنون وهي تدف ابوها عنها : كلكم ما تحبوني كلكم كذابين كلكم ابعد عني حتى انت يبه حتى انت ما عاد أعرفك ابد
رجّف قلب فاهد وهو يظن إنها عرفت عن الموضوع قبل يردف بحذّر : المى حبيبتي عين ابوك انتي ليش تقولين كذا ؟
المى بإيدين مُرتجّفة و دموعها مازالت تنزل وهي تطيح على يدينها المليانه دّم هزت راسها يمين ويسار : ما تحبني ما تحبني لا تقول إني عينك أبـد لأني لو كنت عينك ما كنت سويت فيني هاللون!
رمّت جوالها على ابوها الي مسكّه بسرعه بحاجب معقود .. قبل ترتخي ملامح وجهه بذهول كان عقـد زواج المى والـوافي و الشهود كأن من ضمنهم فـاهد ! تحت رسالة الوافي الي كانت مرسولة مع العقد و كان محتواها
"صبرت عليك كل هذي الأيام و السنين لأجل خاطر حُبي لك ،
و قلت ما عليه يا الوافي أصبر و بترجع لك المى الي تعرفها و لا يحتاج تستخدّم هالشيء ضدها،
لكن مرت السنين و الأيام ولا أنتي رجعتي المى ولا أنا باقي فيني صبـر .. أنتِ حرمي وحلالي و بترجعين تحت سقفي يا بنت فـاهد"
المى صرخت بجنون وهي تضرب السرير : كيييف ترخصني كذا يبه كيف ؟ ولأجل إيش؟ يبه انت كنت ثقتي الوحيده كيف تخذلني كذا؟ انا تراني تعبت تعبت منكم كلكم خلاص ماعاد فيني طاقه ولا حيل أستجمّع الباقي من سنيني .. راحت سنين طفولتي و مراهقتي و شبابي وأنا ما اشوف بحياتي الا الخذلان وكأن العالم كله متفّق إن ولا احد يصير معاي .. وثقت بصديقة و طلعت مو كفو ، وثقت بحبيب وطلع خاين وثقت فيك يبه .. أنت علمني فهمني أنا كيف حتى بأشرّح خيبتي هذي ؟
ما رد فاهد الي كانت عيونه متسعه بصدمه وهو مو قادر يرمّش حتى من هول الصدمه الي طاحت على رأسه !
مها الي كانت واقفه عند الباب خارت قواها وهي ماعاد تستحمّل أبـد ولا مستوعبة وش الي يصير .. منظر بنتها وهي منهاره بهذا الشكّل رجعها لسنتين ورا ،
وقت عرفت المى بخيانة الوافي و طلعت عنوانه هو وزوجته وراحت تحـاول تصدمهم بسيارتها من قهرها الي كوى ضلوع صدرها كوي ، شافت بعدها إنهيـارها المُميت و كيف كسرت كل شيء حولها و كيف أنغرّقت بدمائها .. صراخها بجنون و كلماتها الي تطلع من فمها كأنها مدفع يخترّق صدرها من الحرّة على بنتها الذابـلة، و كيف إنها تشخصّت بإكتئاب و بحالة نفسية مشاكل بالثقة و كيف تشخصّت بفترة من حياتها بمرض التعلق العاطفي !
بينما المى هوّت على الأرض مما خلا فاهد يشهق وهو يقترب منها بسرعه ويحط يدينه تحتها
غمضت المى ودموعها تنزل وهي تتمتم: يبه تعبت والله تعبت
حملها بسرعه وهو يحطها على سريرها و يتجّه لإحدى أدراجها وهو يشيّك على الحبوب و تنهد براحه من شاف إن طيحتها بسبب الحبوب المُهدئة الي أخذتـها
إتجه لمها وهو يوقفها لكنها يسرعها نفضّت يدينه عنها وهي تردف بحده ممزوجه بدموعها : والله لا أكرهك لأخر يوم بحياتي يا فاهد والله !
فاهد بحده : مها ! أنتبهي لألفاظك الي تطلّع منك و أعرفه مع مين تتكلمين ، خير ان شاءلله وش انا مسوي لك يوم تكلميني هاللون ؟ تراها بنتي زي ما هي بنتك
دفعته مها بعيد عنها وهي تصرّخ : بنتك الي جبت لها كل الأمراض والعلل النفسية من وهي صغيره هالكبّر .. و جا ولد اخوك الله ياخذه وكمّل عليها وش مهبب من مصيبه الحين بعد و مخليها بهذا الشكل ؟
فاهد بتردد : موريها عقد الزواج
شهقت مها وهي تحط يدها على راسها : عقد زواج ! انت وش تقول انت !!! صاحي تسمع الي يطلع منك ؟ كيف عقد زواج كيييف وانت بتزوجها ولد خلف ! لا تجنني أنت ماخذ بنتك سلعه ترميها على فلان و على علان ؟ انت وش قاعد تسوي بهالمسكينه فهمني!
-
ديـرة بهـج الليـل /
كان بهاج جالس على إحدى الجبال العالية و الي كانت بعيدة نسبيًا عن الديرة ،
كان مغمض وهو يحس بالدوخه الي تلازمـه من بداية اليوم بسبب إنه ما أكل شيء لكنه متجاهل كل شيء حوله .. كان يفكّر و يفكّر إلى ماله نهاية وهو يحس بالحيرة و الحرّة تنهش ضلوعه، هو ماهو مستوعب الى الآن أبد! كيف يعني إسمه بيرتبط بإسم بنت غير اشعار ؟ هو كيف أساسًا بيضمّن حقه عند فاهد ؟ و يا كم كيف و كيف دارت براسه
كان مختفي من ليل أمس و عازل نفسه عن الكُل بقناعة منه لإنه ما يبي أي أحد
عقد حواجبه بأستغراب وهو يفتح عيونه بسرعه من سمـع صوت الرعد القوي الي كان ينذّر بهطول الأمطار الغزيره بعده
رجّف جسمه وهو يحاول يحضن نفسه من المطر القوي الي جا على فجأة و غرّقه تمامًا ، رجّف قلبه من صوت الرعد و منظر البرق القوي وهو ييقّن إنها ليلة رعدية مُمطرة بغزارة !
بلع ريقه بهّم وهو يشوف كيف فجأة إمتلت الأرض الرطبة بالماء و كيف الدنيا متغرقة من حوله وهو جاي على رجوله و بعيد عن الديرة ، كيف بيرجّع الحين ؟
طلع جواله بسرعه لكن إنعفسّت ملامحه وهو يشوف ما فيه تغطية و بعدها إنقلب جواله
داهمته الدوخه القويه وهو ينسدّح فجأة بلا حول ولا قوة منه ، إرتخت جفونه و ما عاد حّس بأي شيء حوله أبدًا ..
-
خيمة سهـاج/
رباح بعدم إرتياح وهو يشوف الأجواء الي حوله : يا عيال انا ماني متطمّن ! جوال بهاج فجأة قفل و الاجواء ما تبشر بالخير
وهاج بلع ريقه بخوف : جمايل تقول ما جاهم ابد من الصبح! وانتم تقولون انه طلع من الصبح والحين ما يرد وين راح يعني ؟!
خالد : الساعه صارت 11 و حنا من المغرب ننتظر هنا و محد جا !
سهاج وقف بجديه : قومو ندور عليه وعلى سيارته
رباح بترقّب للأجواء : كيف بنطلع بهالجو ؟ اخاف يجيكم شيء !
نياف زفر وهو يلّف غترته على وجهه : لو أموت من البرد برا و انا ادور خويي افضل لي من دفا داخل وانا ما ادري وش حاله .. توكلو على الله وامشو
وقفو كلهم ووهاج الي يحس برجوله ترجّف أردف بهمس بضعف وهو يحط يدينه على راسه : واذا لقيناه ميت؟ اذا ما لقيناه؟ وش بنسوي؟
مسكه خالد بسرعه وهو يشدّه له : تعوذ من ابليس وهاج وش هالحكي وش هالفال الشيـن! ان شاءلله ما فيه الا كل علمٍ طيب
رباح اردف لخالد : خالد ما اظن وهاج يقدر يطلع ولا يقدر يجلس لحاله ، اجلسو انتو وياه هنا وخلك معاه .. انا وسهاج ونياف نسّد
نياف اومئ وهو يتفحّص وجه وهاج المخطوف : وهو صادق .. وأنت قو عزومك لأجل لا جا بهاج ما يشوفك بهذا الحال و يدري إنك رضيت عليه اثقل مالت عليك
سهاج تنهد وهو يطلع : حنا بإيش وانت بإيش!
طلّع سهاج جواله وهو يتصل على رائد
شافه رباح واردف بتساؤل : من تدق عليه ؟ جوال بهاج مُغلق!
سهاج وهو ينتظر رد رائد : ادق على رائد .. هلا ابو مهنا يا مرحبا بك وش حالك ، اقولك بهاج ما مركم اليوم منا ولا منا؟
رائد بنفي: لا والله ما شفته ابد من امس .. علمي به الظهر وحنا ببيت بادي بس كان يكلم الزيـن، ليه صاير شيء ؟
سهاج فرك وجهه بهّم : والله ما ادري شأقول لك بس ما ندري وينه
رائد فز : وش تقول انت وش الي ما ندري وينه وش صاير سهاج علمني بكل شيء لا تخض قلبي وتقول طرف علم وتسكّت !
سهاج : اول شيء اذكر ربك وهّد ، حولك احد؟
رائد ناظر راسل وهباب الي كانو عند الدريشة يراقبون المطر والرعود ولاهم يم احد : كل البيت نايم مافيه الا انا وراسل وهباب
سهاج : بهاج من الصبح و هو مختفي عننا و حنا نحسبه عندكم ، الين المغرب قال وهاج انه ماهو موجود و من وقتها والشباب يتصلون لكن ما يرد ابد و الحين جواله مُغلق و الجو ما يطمّن سيارته عندكم؟ وهاج يقول ما يدري ما ثبّت
طلع رائد بسرعه وهو يركض لبرا الشارع مو مهتم بالمطر ولا بأي شيء حوله : سيارته قدام بيتهم!
سهاج : طيب ادخل بيتهم شوف فيه احد ولالا تدري البيت له اهله ما نقدر ندخل
رائد بتنفس سريع : زين اصبر
راح رائد بخطوات سريعه لبيت الزيـن الي كان مقابل بيتهم ، و دخل وهو يطب من الجدار بعدها نزّل يده للمزهرية الي كانت برا البيت و هو يطلع مفتاح البيت من تحتها
دخل وهو يشوف البيت هادي تمامًا و مُظلّم و لا فيه أي نفس .. دور بكل البيت وأستغرّق أكثر من خمس دقايق وهو ينبّش البيت بكل زاوية لكن ما فيه احد
رائد : سهاج البيت فاضي ما فيه ولا مخلوق ! هذا وين راح!
التفت لراسل وهباب الي كانو ينادونه عند باب الشارع وهم الي لحقوه من شافوه فز وطلع بهذا الشكل وإختفى ببيت الزين
سهاج بتنهيده : لا حول ولا قوة الا بالله .. اجل انتشرو دوروه بجنوب الديرة وحنا بنروح ندوره بشمالها صوب المزارع والجبال لاننا متعودين عليها عكس راسل وهباب
رائد اغلّق جواله يلا رد وهو يتجه لـ راسـل وهباب يبلغهم و طلعو من بيت الزين بسرعه وهم يتجهون لجنوب الديره
بينما سهاج ورباح ونياف خذو كشافات وتلثمو وهم يتجهون لشمال الديره بخطوات سريعه لين وقفو قدام بداياته
لف سهاج عليهم وهو يردف بجديه : انتبهو لأنفسكّم و اقرو المعوذات وتوكلو على الله قبل ندخل .. وإن صاب احد منكم شيء لا سمح الله اصرخو بأعلى صوت فاهمين ؟ واطلبو الله نلقاه هنا وهو بخير
نياف بغضب وهو يمشي : خلني القاه والله لا اكسر راسه الزفت هذا هو وعناده وراسه اليابس
تفرقو بكل جهة و هم يدورون عليه بكل بُقعة، و يصارخون بإسمه بأعلى صوت لكن ولا أي رّد!
-
إنتهـى.
إن وُجدت أخطاء إملائية أعذروني.