القـاعة/
تذكار بهمس لرسن بتوتر: رسن قومي شوفي امك قاعدة ترجف!
رسن فزت وهي تنزل من المنصه بخطوات سريعة متجهه للطاولة الأولى قدام المنصه والي كان من بين الجالسين فيها امها
انحنت لامها بهمس قلق وهي تمسك كفوفها: يمه وش فيك!
الهنوف بوهّن: مدري يارسن مدري شكل ضغطي انخفض
تنهدت رسن وهي تسحب علبة ماء: اشربيها وريحي عمرك على ما ادور لك شي يرفع الضغط
قامت من عندها وهي تحس بتشوّش من هالعرس اللي الكل فيه متوتر ، لفت بنظرها وهي تشوف جدتها مزون وحريم خوالها وخالتها الزين واقفين عند الاستقبال مع اهل فايز وتباهي وجمايل وتذكار الي في المنصه وتنهدت لو ما هو وش كانت سوت؟ وش بتلحق عليه؟ وامها من اول اليوم ومن هم يتزينون وهي لحاله ما يعلم فيها الا الله والضيقه باين عليها ولا لها خلق شي
دخلت المطبخ وهي تدور لبن قبل تخضه وتطلع لأمها وبالها مع اشعار اللي طلبت من الكل يطلع ويخليها لحالها
رجعت لأمها وهي تشربها بهدوء عشان ما تلفت إنتباه أحد لهم
الهنوف أرخت راسها على الكرسي لثواني تسعيد توازنها ، خذت نفس قوي ووقفت
رسن لحقتها: وين بتروحين يمه؟
الهنوف بهدوء: بروح لاشعار
بلعت رسن ريقها ووقفت قدام امها بسرعه: ليش؟ يمه ترا والله فيها الي كافيها..
الهنوف قاطعتها بعصبيه: وش قصدك يعني ماراح اروح الا عشان اغثها ؟ بعدي عن وجهي وخليك مع المعازيم
بعدت رسن بسرعه والهنوف كملت طريقها
رجعت رسن المنصه وهي تنفخ خدودها بضيق
تباهي لاحظتها ووقفت جنبها: وش صاير؟
رسن بضيق: امي راحت لاشعار
تباهي باستفهام: طيب؟!
رسن بتأفأف: يوه انتي بعد الحين ماراح يوصلك الارسال الا بعد سنه ابعدي بس خلني اروح لتذاكر
تباهي وقفت وهي عاقده حواجبها تحاول تفهم
فـوق/
دخلت الهنوف وهي تدور اشعار بعيونها، لين استقر نظرها على بنتها اللي جالسة بوسط الكرسي ومنزله راسها بشرود وجوالها بيدينها
الهنوف قربت بهدوء: ليش طردتيهم
اشعار فزت بخوف وحطت جوالها على جنب: يمه!
الهنوف رفعت حاجب: وش فيك؟ ليش خفتي
اشعار ابتسمت بسخريه وهي تمد جوالها لامها: شاكه فيني لهالدرجه يعني؟ خذي جوالي وفتشيه بنفسك يمكن ترتاحين
الهنوف تنهدت: انتي الي حطيتي نفسك بهذا الموقف يا اشعار
اشعار عضت شفتها بقهر: انا الي حطيت نفسي فيه؟ ليش انا وش سويت يمه؟ علميني بس وش الجُرم الي سويته بنظرك؟
الهنوف جلست جنب اشعار: ماكان ودي هذا الي يصير
اشعار ماردت وهي تغمض عيونها قبل تسمع امها تكمّل: ماكان ودي ازفك عروس وانتي بهذا الشكل ، مو بهذا البؤس الي بملامحك ولا الإنطفاء الي بجسمك ولا البهوت الي بعيونك.. كنت ابغاك تتجهزين لعرسك وتعيشين تفاصيل هالفرحه بكل مراحلها.. كنت ابي ابكي لانك بتغيبين عن عيني وانتي تحضنيني بتوتر من العرس مو خوف وبكاء من العريس .. ماكنت ابي يصير هالشيء بهذا الشكل اشعار
اشعار شهقت بوجع وهي تحط يدها على فمها بينما الهنوف نزلت دموعها وهي تردف: ماكنت ابي اقسى عليك ولا كنت ابي نوصل لهذي المرحله .. ماكنت ابي ازفك وانتي تحسين انك بتروحين لقبرك
اشعار وزعت يدينها على وجهها بينما الهنوف لفت على بنتها وهي تمد يدينها المرتجفه تمسح على شعرها: بتسمحين لي بهذا الحضن بس ؟
اشعار شهقت بشوق .. وهي لها اكثر من شهر علاقتها بأمها سيئة جدًا وتمر بفترة اسوئ ولا لقت امها حولها ولا حضنها ملجأها مثل ما هي متعوده دايم
إرتمت بحضن امها وشهقاتها تتعالى بدون توقف، تبكي كل الي عذّب قلبها والي مروعها ومضايقها بينما الهنوف شدت على بنتها ودموعها تنزل وهي تمسح على شعرها برجفة : ليش حطيتي نفسك بهذا الموقف يا اشعار وحطيتيني فيه معاك؟ ليش يا بكري وفرحتي ليش؟ ليش تخيبيني فيك وتعيشيني هالشعور وتخليني اقسى عليك وهو مو بودي؟ شايفه لوين وصلنا
اشعار كانت تبكي وجع ، وجع خيبتها هي قبل خيبة أمها فيها .. خيبة بهاج لها كانت أقوى درس لها بحياتها لها..اقوى كف خذته بحياتها، وخيبتها من نفسها انها مازالت ما تخطت ومازالت تشتاق وتلتهّف لا سمعت اسمه توجعها اكثر .. وخيبة امها فيها.. وش كانت بتلحق على خيبة وخيباتها كثرت؟
سكنّت بحضن امها وجسمها هدأ من الشهقات ، جالسة وهي تزيد بحضن امها لها وودها تدفن نفسها داخله .. تناظر بالفراغ قدامها بعيون مليانه دموع وفم يرتجف
تنهدت الهنوف وهي تبعّد اشعار عنها وتحتوي وجهها بيدينها: كل مكياجك اعتفس
اشعار: كل شيء فيني معتفس يمه وقفت على الكحل والروج؟
الهنوف عضت شفايفها بوجع: الله يهديك يا اشعار الله يهديك ويصلح قلبك ويعوضك
اشعار ماردت وهي تقوم للتسريحة بينما الهنوف لحقتها وهي تجلّسها: اجلسي بعدل مكياجك انا
ماقاومت اشعار وجلست وهي تغمض عيونها وامها تعدل مكياجها ، تحاول تمسك دموعها وتوقف رجفة جسمها
قسم الرجـال/
دخلو العيال ورباح الي برا حرك سيارته متجه للديره اول ماقفل من امه
نياف باستغراب: وش فيكم واقفين خلونا ندخل
سهاج ناظر وراه: رباح ماجا
نياف بلا اهتمام: امشو لا جا يدخل لحاله عادي
دخلو وبهاج بلع ريقه وهو يشّد على قبضة يدينه لا إراديًا يحس بالدرب نار من كثر ما خطواته وهو يمشي تحرّق صدره
ابتسم بمجامله وهو يسلم على الي في الاستقبال ويحمد ربه داخليًا ان فايز ماهو واقف معااهم
دخل ورا العيال ونياف الي ابتسم بحماس: اقعد يابوي أخيرًا عرس
سهاج بحده: نياف قدامي تجلس لا تلعب الدكتور قال ما تسوي ولا حركه بجسمك
نياف بلا اهتمام : يارجال دزها سامع طقهم انت كيف تبيني اقعد
سحبه سهاج بخفه وهو يمشي به: امش امش لا انادي عمي بادي
نياف كشر وهو يدفه بخفيف: والله من الضيقه حتى هنا ناشب لي الواحد ما ينبسط يعني ولا يلعب مع المسلمين والله العقوبه
وهاج كان كل نظره مرتكّز على بهاج الهادي جدًا لدرجة خلّته يشك فيه!
جلسو جنب بعض وراسل جا وهو يسلم عليهم ويجلس جنب مها قبل يناظره
وهاج لف عليه: واضح عندك سالفه خلص قول شتبي
راسل بتردد: الحين صدق فيه سؤال مشغلني
وهاج: وشو؟
راسل: بهاج واشعار مو كانو يحبون بعض! انا للحين مااستوعبت انها تزوجت كيف كذا وهو حاضر عرسها بكل برود
وهاج تنهد: لا تسألني يا راسل ما ادري وش صاير .. بهاج وتعرفه مستحيل يتكلم ولا يبدي شيء على وجهه الله يستر من هالبرود
راسل ناظر جده ودق وهاج: قوم جدي ينادينا
وهاج تأفأف: والله مالي خلق اكرف للحين يدي توجعني
راسل باستغراب: مو اسبوع لهالحين ما ردت عليك !
وهاج تنهد: تخيل مافيه أي رد شكله انسحب علي صدق
راسل: وانت بعد مانت صاحي الصحايه مجنبتك متحامل على الوجع وشوله رح اي دكتور وخلاص
وهاج بعناد: ياخي لا انا ما ابي الا هي ارتحت على علاجها مره تصفق يديني لين تطّق
راسل: بالطقاق اجل اقعد متوجع لين تاكلها
وهاج: وش صار على العسكريه ؟
راسل تنهد بتوتر: ماادري النتايج بعد اسبوعين
وهاج: خالي درا؟
راسل اومئ: درا بس امي باقي ما علمتها
وهاج شهق: ياويلك من الله ! ويوم ما علمتها لذلحين ليش!
راسل زفر بهم: لأني ادري وش بتكون ردة فعلها .. أبي يتأجّل موضوع الهوشه شوي
وهاج باستنكار: ووش الفايده اذا تأجّل وهو جايك جايك ! وش بتستفيد من الهروب ؟
راسل: لا والله؟ اجل علم بهاج انك ما تروح لا لمواعيد ولا لمستشفى وتقعد تبكي اخر الليل وتقعد تمرخ يدك بكل المراهم الي تعرفها والي ما تعرفها
وهاج كشر وهو يكش عليه: ام العفن بس
مهنا بعصبيه دفهم: سنه على ما تجون يا كثر هالهذره ليت رجولكم تحترك مثل هالافامي
راسل بملل: وش فيك معصب يا جدي هذانا قدامك وش بغيت
مهنا استغفر بصوت عالي: وجع نسيتوني وش كنت ابي .. اييه روحو عند قاعة العشاء فيها باب بالاخير على اليسار ادخلو خذو صحون الرجال منه نزلها المطعم كلها عند الحريم مكلمن الزين الحين تقول مافيها احد خل يجون
وهاج كشر بحقد: وهالبغل اخونه ليش ما يتحركون !
مهنا وسع عيونه: وقص يقص هاللسان انت واخوك اليوم متفرعنين علينا مدري وش علتكم
وهاج: خلاص بس بسكت امش انت
راسل: وانا شدخلني الحين تنفّس علي ! اعوذبالله صدق
اتجهو لقاعة الاكل وهم يفتحون الباب ويدخلون ، تلفتو وهم ينتظرون السُفر ماعليهم صحون
راسل ناظر الباب الاخير: قال هذاك ولا الي على اليمين ؟
وهاج رفع كتوفه: مدري نسيت انت رح لذا وانا بشوف ذا
اتجه راسل للباب الي على اليسار وهو يفتحه ،
رسن اللي كانت واقفه مع العاملات عشان تشوف ايهم صحون الرجال وايهم صحون العشا ومشغوله وهي تناظر بالصحون وتحوس بينهم وهي تفك القصادير وتكلم ابوها بجوالها
رسن: يابابا دوختني الحين كم قلت للرجال من صحن وكم للنسوان من صحن؟
تجمّد راسل مكانه وهو يبلع ريقه من شافها قدامه بكامل زينتها ،
رسن حركت شعرها الي قصته مؤخرًا لين رقبتها وهي ترجع خصلاته ورا أذنها ، جلست بكعبها وهي ترفع اطراف فستانها الليلكي وتعّد الصحون بتركيز : طيب يبه خلاص عرفت من قلت بيجي ياخذهم؟ تيام؟
نايف: لا تيام مشغول بالاستقبال مع عمك وعياله .. جدك مهنا قال بيكلم عيال خوالك يدخلون ياخذونه يمكن الحين سجونكم ادخلي بسرعه قبل يجون
وقفت رسن بسرعه وهي مازالت منزله راسها على الصحون: طيب يبه ابشر يلا بخلي العاملات يشيلونه لين الباب
رفعت راسها بتكلم العاملات لكن توسعّت عيونها على أخرها وهي تشوف السارح فيها ، راسل من ناظرها ناظرته على طول رجع ثلاث خطوات ورا خوف من ردة فعلها وسكر الباب بقوه
رسن شهقت برعب وهي تهوّي على نفسها: يمممه!
ناظروها العاملات بخوف وهم مب فاهمين شيء
رسن ضربت الارض برجلها بقهر من راسل وهي تهمس: الله ياخذك يا بزر اوف منك
بعدّت عن المكان وهي تركض بكعبها وتحاول توازن خطواتها وطلعت بسرعه من القاعه ووجهها مازال محمّر وتنفسها سريع
وقفت تذكار قدامها باستغراب: بسم الله وش فيك ليش طولتي! بيحطون الحين شوطنا اخلصي
رسن بنرفزه: كلي تبن انتي بعد متفرغه بعدي عن وجهي
تذكار رفعت حاجب: خير وش فيك بسم الله الرحمن
رسن هوّت على وجهها وهي تسند راسها على الباب: مافيني شي انطمي
تذكار بحماس من سمعت المُطربة تردف " شوط حفيدات مهنا بن رابح" سحبت رسن بقوه: بنت شوطنا شوطنا امشي خلصي
مشت رسن وراها بعدم تركيز وهي تسلك لتذكار ، رقو المنصه وهم يرقصون مع تباهي وجمايل والزين وام هباب وام راسل الي كانو باول الطاولات قامو مع بعض وهم يطلعون للمنصه يرقصون معهم ومزون وقفت قريب من المنصه وهي تصفق بحماس وتشاركهم الرقص الخفيف بيدينها
صدّح صوت المطربه وهي تردد
( حفيداتك يا مهنا يطلقن وجهك .. حفيداتك يا مهنا يطلقن وجهك ،
ويا نجمن في السما عالي تعلي والله العالي
مهنا على حفيداتن له عساهن ما يعدمنه
حفيدات مهيب الفرسان .. حفيدات مهيب الفرسان )
زاد حماس تذكار وهي تحس بالحميّه خذتها ورسن الي شوشت من الكلمات ونست كل الي صار وهي ترقص بحماس وجمايل وتباهي الي رغم رقصهم هادي لكنهم تحمسو مع الكلمات
رمت مزون جلالها عليهم وهي تزغرط ورفعوه البنات على طول وهم يوقفون قدام جدتهم يلاعبونها
انتهى الشوط وحبو راس مزون الي مبتسمه بإتسااع على حفيداتها
نزلو من المنصه ام راسل وام هباب وهم يسلمون على راس مزون والزين وراهم
مزون ابتسمت بحب: يا عسى افراحنا دايمه يارب واشوفكم عروسات وتلحقون خواتكم
تذكار بحماس: امين يا جديده امين يارب
مزون وسعت عيونها وهي تتلفت قبل تقرب من تذكار وهي تقرصها: وجع يا البازع ما تستحين على وجهك
تذكار كشرت وهي تبعد: وش سويت انا يعني انتي دعيتي لنا قلت امين
رسن قلبت عيونها: مب امين يع استغفرالله بس
مزون بعدت عنهم: اذلفو عن وجهي بس ماوراكم الا رفعة الضغط مالت
جمايل ضحكت على مشية مزون: حرام عليكم رفعتو ضغطها
تباهي بإنزعاج وهي تدلك رجولها: انا صراحه تعبت من اول ما دخلنا رازيني فوق المنصه بروح ارتاح بالغرف الي فوق
جمايل ناظرت ساعتها: مو باقي شيء على العشا بعد شوي بيقلطونهم انتظري شويات بس
رسن شهقت: يالله نسيت اعطي تيام العطور .. بيفرمني
جمايل تقشعّر جسمها من طاري تيام وهي تتذكر أخر اللي صـار ، رفض تيام رفض قاطع من عرّف برفضها .. و حاول بشتى الطُرق يكلمها عن طريق جدها و حتى إنه رضى بتأجيل العرس لسنين بس إنها تبقى له ولا زالت مصدومة من تمسّكه فيها وتحسه مُستحيل
تذكار بضحكه وهي تشوف سرحان جمايل: اييه من طريتيه سرحتي اهخ بس انا مدري انتي مسويه له سحر ولا ايش ايش متمسّك فيك لهالدرجه! مالت علي وعلى حظي ساحب علي من اسبوع
شهقت تباهي وجمايل بنفس الوقت وهم يناظرونها
تباهي بحده: من الي ساحب عليك يا زفتة الطين! والله اني حاسه وطلع كلام امي صح
تذكار بلعت ريقها من هفوتها: يمه وش من وش قالت امي!
رسن سحبت تذكار معي: ياخي ما تقصد شيء شفيكم انتم بس من باب الحلطمه ماتعرفون تذكار يعني شدعوه عليكم ، امشي معي بس ناخذ العطور ثقيله ما يشيلها لحالي
سحبتها بسرعه وهم يركضون مو مخلين مجال لتباهي وجمايل
تباهي لفت على جمايل بقلق: وربي انها تكذب ! يمه جمايل من تكلم تذكار
جمايل ناظرت اثرهم وهم يبعدون: مدري عنها بعد العرس نتفرغ لهم ونشوف وش وراهم بس تعالي وش الي امك كانت صادقه؟ وش صاير
تباهي فركت يدينها ببعض بتوتر: امي لاحظت حركات تذكار انتي شايفتها كيف متغيره في الفتره الاخيره صايره طول وقتها بس على الجوال وتضحك وتبتسم ومره تعبّس وتزعل .. ماهي تذكار الأوليه ولا بعمرها سوت هالحركات .. وكلّمتني وقالت لي عقلي أختك قبل يلاحظ ابوك او هباب وانا انكرت تمامًا إن تذكار تكلم احد او وراها شي بس الواضح لي الحين اني غلطانه!
جمايل ضيقت عيونها بشك: العود للحين عندها؟
تباهي باستغراب: وش دخل العود!
جمايل تأفأفت: يوه على فهاوته يا تباهي .. عندها ولالا ؟
تباهي اومئت: ايه متحضنته طول اليوم بغرفتها صمّت اذاني شوي واكسره فوق راسها
جمايل تنهدت بيأس: اجل هو
تباهي: مين!
جمايل: خالد راعي العود
تباهي شهقت وهي تحط يدها على راسها: الله اكبر لا تطيح السقف علينا ومن بد عيال السعوديه كلهم ما لقت الا ولد جماعتنا وصديق اخوانك واخوي!!! لا هذي انجنت انهبلت بتجيب الفضيحه لروسنا
جمايل بقلق: الله يستر والله اني حاسه من بداية هبالها في هالعود انها بتجيب الطعّه!
نزلو وهم يمشون لأخر الطاولات القريبة من المطبخ وجلسو عليها لين أعلنت المطربة وقت العشا ودخلو الناس يتعشون ، جو الزين وام راسل وام هباب وجلسو عندهم وهم ياكلون من الفطاير والحلا على بال ما يخلصون الناس من العشا
قسم الرجـال/
كانو مخلصين العشا من بدري ويلعبون ،
وقف بهاج وهو يتجّه لمنصة اللعب تحديدًا لـ جده .. ناظرو سهاج ووهاج بعض باستغراب
سهاج بهمس: اخوك وين رايح!
وهاج بفهاوه وهو موسع عيونه: معقوله بيلعب!!!
سهاج ركّز بنظره على بهاج اللي تصرفاته غريبه وجدًا بالنسبه لهم: مدري وش قاعد يدور في باله
بهاج أبتسم بجمود لجده وهو ياخذ السيف منه ويلاعبه ، كان يلعب بكل حرّة جسمه وكأنه يترجّم قهره على شكل حركات لعبه .. ما أنتبه لعيونه اللي حمرّت ولا شفايفه اللي عاض عليها بقهر
وقف فجأه بنص المنصه وهو يحّس ماعاد يقدر يكمّل، قهوه طغى عليه وهو مثبّت عيونه على فايز الي بوسطهم بحقد و تنفسه يعلّى
راجح فز على طول وهو يوقف عنده بقلق: بهاج وش فيك فيك شيء؟
مارد عليه بهاج وفزو سهاج ووهاج وهم يركضون للمنصه وينزلون بهاج الي مازال يرجّف من حرة ما يونس و السيف طاح من يده على الأرض وهو يصدر صوت قوي اثر إرتطامه بالأرض خلّت كل الموجودين يلفون عليه بخوف
مسح بهاج وجهه بعنف من دمعه تمردت بتنزل من عيونه وطلّع للحمام مع سهاج اللي يراقبه بقلق
ضرب بهاج مراية المغاسل بكل قهر بدون ما يحس وهو يضرب بيده ضربات مُتتالية متجاهل كل الألم: راحت يا سهاج راحت راحت راحت
سهاج مسكه بسرعه وهو يبعده عن القزاز: بسم الله بهاج وش فيك انهبلت ! ورني يدك
بهاج شهق بألم بس بدون دموع: شفته يا سهاج شفته كيف يلعب ومبسوط ويحرك ببشته يمين ويسار شفته؟ بياخذها وبتصير حلاله!
سهاج تنهد وهو يمسّح على يده: توجعك؟
بهاج سحب يده بعنف وهو يضحك بسخريه: وش وجعها جنب وجع الي ينبض بين ضلوعي ؟ وش؟ .. تدري تمنيت ان السيف الي بيدي اقص به رقبته قبل يدخل عليها
سهاج تقشعر جسمه برعب وهو يسحبه: امش امش نطلع باخذ سيارة راسل انت لو اقعد دقيقه زياده هنا مانت مفلّح !
طلع هو وياه وشافو راسل ووهاج ونياف ومهنا وراجح ينتظرونهم برا
مهنا وسع عيونه يخوف وهو يمسك يدين بهاج: ولد وش فيها يدينك!
بهاج سحب يده ببرود: مافيها شي
مهنا ضيق عيونه عليه بقلق: بهاج انت وش فيك ، من صبح هاليوم وانت مانت بهاج فيك شيء؟ تعبان؟ يوجعك شيء؟
بهاج عّض شفته بقوه وهو يغمض: مافيني شيء
مهنا تنهد بهم: الله يصلحك يا بهاج الله يصلحك وتخلي عنك هالكتمان والعناد الي ما ضيعك الا هم
راجح قرب منه وهو يمسك يدينه يتفحصها: خلني اشوف دخل فيها قزاز ولالا
بهاج مارد وبصره متعلّق على الارض ولا تحرك
راجح رفع نظره عن يدين بهاج وهو يرفع ذقن بهاج بخفه: الي في بالي صحيح يا بهاج ؟ انت ما انهرت قدامنا الا مرتين .. وكلها هي فيها !
بهاج ابتسم بوجّع: وش الي بيفرق لو قلت ايه ؟
راجح ناظره بذهول وسهاج من حّس إن الحوار بيشتّد لف على راسل بسرعه: عطني مفتاحك رويسل رباح عود الديره يقول امه تبيه بحاجه وسحب علينا حنا جايين معه
راسل من شاف جدية وحدة نظرات سهاج طلع مفتاحه على طول وهو يمدّه له بدون رد
سهاج تحمحم وهو يسحب بهاج: باخذه معي يرتاح عن اذنكم
مشو من وسطهم وبهاج كأنه دُمية يتحرك بدون أي تركيز وبدون أي إهتمام
ركبو سيارة راسل وسهاج لف عليه: وين تبي نروح؟
بهاج بهدوء سنّد راسه على الدريشه: بيت خالي راجح
سهاج تنهد: خلنا نروح نتمشى و..
قاطعه بهاج بذات الهدوء: البيت يا سهاج البيت
اومئ سهاج بعدم رضا وحرّك السيارة ..
نياف اللي كان يلعب في المنصه بحماس مستغل انهم مو موجودين ولا يدري عن اللي صاير
دخل وهاج وهو يسحبه بسرعه
نياف كشر وهو يدفه: خير وش تبي ي ليل الليل الواحد ما عاد حتى يلعب
وهاج وسع عيونه: لا يا شيخ اكفخني بعد انت تحمد ربك ما صفقتك قدامهم امش قدامي خلّص
نياف باستغراب تلفت: وين اخوك وسهاج ورباح
وهاج ابتسم بسخريه: لا يا شيخ؟ احلف؟ بدري
نياف: خير وش
وهاج: بهاج مدري وش جاه فجأه وطلّعه سهاج ورباح راح الديره
نياف وسع عيونه: ووجع وكيف بنطلع حنا! من بيرجعنا ولا نقفل القاعه مع الحراس
شاف راسل مقبل وابتسم: هلا هلا بالشيخ الي بيودينا بسيارته
راسل عبس: خذو سيارتي
نياف تلاشت ابتسامته وهو يكش عليه: مالت عليك بس من شفت شوشتك وانا داري ماوراك لا خير ولا بعضه
تلفت وهو يشوف جده بادي جالس جنب احدى الشيبان ويقشرون برتقال بعد العشا
اتسعت ابتسامته: انا لقيت الي بيرجعني بروح اقشر برتقال معهم واعود معهم يلا سلام دبرو لكم احد انتم
راح بخطوات مسرعه وهو يجلس بوسط بادي والشايب
كشر ابو صيته وهو يشوف نياف: بسم الله الرحمن
نياف رفع حاجب: وراك شايفن جني يابو صيته!
ابو صيته زفر بصوت عالي: استغفرالله بس
نياف وسع عيونه: سلامات شايفني منكر انت !!
بادي نقز نياف: ولد اسكت وش كنت تقول يا ابو صيته
ابو صيته تقدّم لجهة بادي وهو يقدم وجهه عنده وبادي سوا نفس الحركه وصار نياف محشور بينهم
نياف بتحلطم: طيب بعدو شوي بتنفس لو داري ما جيت..
قاطعه بادي الي دخل حبة برتقاله بفمه: كله واسكت خل الرجال ينجز سالفته
كشر نياف من حموضتها: حرام عليك جدي حامضه حامضه
ابو صيته بتجاهل لنياف: واقولك العلم يا ابو سعود عاد اني ناوين اخطب لولدي ونناسب مهنا..رابح تقولي بنته اعرست خلاص؟
بادي اومئ: ايه اعرست عرسها قبل فتره الله يوفقها ماخذتن ولد عمها .. باقي بنات راجح عليه بنتين تباهي الكبيره وتذكار الصغيره
نياف وسع عيونه من سمع اسمها وفز: لا لا تباهي لا
لفو عليه باستغراب وبادي ميل فمه: وش تقول انت
نياف بلع ريقه من لاحظ نظرات جده المستنكره: اقصد لا يعني سمعت انها مخطوبه
بادي قطب جبينه: مخطوبه؟! من قال ما سمعت بذا الحكى ولا علمني مهنا بها
ابو صيته ابتسم بسخريه: ايها هماك تقول ان انت ومهنا من صغركم وانتم رفاقى ولا يخطي الواحد خطوه الا بعلم الثاني اشوف الوضع اختلف ولا يابو سعود
بادي بعصبيه: لا ما اختلف وانا عند كلامي والكل يشهد .. اكيد سامعن غلط نويف قوم قوم اخطبها بعد ذلحين من ابوها وشف العلم الي بيجيك
نياف وسع عيونه وهو شوي وينجلط سحب جده: سلامات وش الي يخطبها لا لا يخطبها اقعد انت بعد لا اضيع رجولك بدال حذايينك مالك بنتن عندهم
بادي بعصبيه لف على نياف وهو يطقه بمسباحه: استح على وجهك انت ولا ماني مالين عينك
ابو صيته وقف وهو يناظر نياف بحده: ماني شارهن عليه وابوه مارباه صدق ان الادب نعمه
نياف تنرفز وهو جا بيوقف لكن سحبه بادي اكثر وهو يردف بحده لابو صيته: متربي واحسن من تربية ابوك لك الي مخليك تحط راسك براس ولد كبر احفادك رح رح اقصر الشر لا يجيك اكثر من كذا
نياف ابتسم بوناسه وهو يبي يحب راس بادي الي يدفه: خلني خلني احب راسك علي بالحرام انك كفو تبرد الكبد
بادي بحده دفه: الهبال الي انت سويته ذلحين لنا تفاهم بعدين عليه .. وش قلة الادب ذي يا نياف!! ووش سالفتك عيونك تلاقط وشوي تموت علينا يوم قلت اخطبها !
نياف بلع ريقه: ولا شيء يا جدي بس هذا الي سمعته وقلته
بادي: سامعه من مين؟ بعد خلني انشد مهنا .. اجل يخبي علي شيء بعد هالعمر كله واتفشل قدام ابو صيته !
نياف بوهقه وهو خايف يكبر الموضوع مسك جده بسرعه: يمكني سامع غلط زي ما قلت مدري
نياف ضيق عيونك بشك: انت بتقول الكلام الي في عيونك وتريّح وارتاح ولالا !
نياف تنهد وهو يلعب بأطراف اصابعه بتردد: طيب ما يصير اقول هنا
بادي ناطر بالساعه اللي بيده ولف عليه: الدكتور سامح لك تسوق ولا لا؟
نياف بسرعه: ايه ايه سامح ليش
بادي وقف: اجل قم بكلم جدتك تطلع علينا ونعود الديره خلاص كنا بنرجع عقب عرس هباب واقبال لكن لزّم مهنا نحضر عرس حفيدته وهذانا الحمدلله حضرنا وقمنا بالواجب يلا اروحاه
نياف اومئ وهو يمشي ورا جده والتفكير يوديه ويجيبه .. هو يقول ويعترف؟ ولا يسكت؟ لكن كل تفكيره بكلامها له أخر مـرة..وكل ما تذكر إن ابو صيته يبي يخطبها لولده يحّس بإنه يشتعـل.. لكن وش حقه في إنه يعصب ولا يتنرفز؟ ما خطبها و الخطاطيب اكيد بيكثرون ان ماكان ولد ابو صيته فـ هو غيره
مهنا فز: افا يا بادي وراه بتمشون تونا!
بادي: خلاص يابو رابح الديار تطلب اهلها .. ابطينا وحنا في البلاد خلاص القلب قده شافق على الديره
تنهد مهنا: والله انه ودي انا بعد لكن مشاكل العيال والاحفاد ما تخلّص..وين بتروح وانت ما خلصت موضوعك ! ناسي اتصالات عبدالرحمن
بادي التفت بسرعه يشوف نياف انتبه ولالا ولف على مهنا بهمس: للحين ما قلت له ولا قلت حتى لـ هيا..مابعد لقو السحر
مهنا بجديه: علّمه يا بادي علّمه وخله يشوف امه ويروح لها .. والله ان سكوتك كل ما طال يعقد الموضوع اكثر لا تعود للديره الا لين يخلّص هالموضوع
بادي تنهد وهو يمسح على وجهه: وش تبيني اسوي ولا وين اروح .. ماعاد لي حاجه في بيت سعود كل ما دخلته يضيق صدري وخاطري حتى هيا واضح عليه
مهنا: افا بس وانا ومزون وين رحنا ! تقعدون عندنا في بيت راجح وش كبره يعدي فيه الخيل
بادي ناطر نياف السرحان بتمعّن وناداه: نياف رباح في شقته ولا
نياف : لا عود للديره وظني انه بيطول يقولون انه موضوع مع امه طلع مسرع
بادي بتفكير: فيها احد؟
نياف : لا بهاج ووهاج عند خوالهم وخالد مسافر وسهاج في بيتهم
بادي اومئ: اجل امش معي نرقد فيها وبكره نمشي لمكان خل الديره بعدين .. عندي لك علم هنا
نياف عقد حواجبه: وشهو؟
بادي طلع وهو يمشي قبله: بتعرف بوقته امش بس السياره وعلمني الي بخاطرك
نياف باستغراب: منت مكلم جدتي؟
بادي: بترجع مع مزون حرّك لشقة رباح بس
نياف اومئ وهو يسوق بتوتر ويرتب الكلام بداخله
-
اشعـار/
بلعت ريقها بتوتر وهي توقف ، باليالله توقف .. بتطلّع الآن معه!
أرتجفت ورسن تلبّسها عبايتها، تمسكّت برسن بقوة وهي تردف ببكاء: مابي اروح رسن مابي!
رسن عضت شفتها بقهر وهي تحتضنها بقوه: الله يوفقك يا اشعار الله يوفقك ويعوضك وينسيك كل اللي صار
الهنوف دخلت وهي تردف : بسرعه اشعار طوّل وهو ينتظرك
اشعار بعدت عن رسن وهي تمسح دموعها بقهر من تصرفات أمـها، نزلت معهم وهي كل تفكيرها مشوّش
وقفت قدام سيارة فايز الي على طول نزل وهو يفتح لها الباب ويساعدها تركب
ركب فايز جنبها وهو يبتسم: مافيه مبروك او اي كلمه حلوه منك؟
ما ردت عليه اشعار وهي تحّس بالخنقة بعبرتها تزداد
ما علّق فايز وقال اكيد من توترها وسمى بالله وهو يمشي ، اشعار شهقت فجأة بقوة وهي ما قدرت تكتم شهقاتها أكثر
فايز لّف عليها بروعه: بسم الله اشعار فيك شيء ؟ يوجعك شيء؟
اشعار بصوت باكي: مافيني شي
فايز بقلق: يابنت الحلال أي ما فيك شيء! سامعه شهقاتك؟ اشعار طالعيني وش فيك؟
اشعار ببحة بصوتها من أثر البكاء: مافيني شيء فايز بس مو مصدقه اني بفارق اهلي
فايز تنهد براحه: الله يهديك روعتيني احسّب فيك شيء .. يا بنت الحلال بسيطه وهينه كل يوم عندهم *اردف بمزح* ولو تبين بنيت بيتنا جنبهم لا تنسين ان زوجك اكبر مقاول في الرياض
اشعار شهقت أكثر من قالت بيتنا ومن قال زوجك، توجعها هالكلمات وبقوه لأنها تسمعها من غير بهاج
فايز مّد يدينه وهو يشغل قرآن واردف بهدوء: اسمعيه كود يهدّي بالك ويريّحك شوي .. لا تتوترين ولا يطري لك طاري .. انتي طلعتي من اهلك لأهلك ولك وعد مني كل يوم وانتي عندهم بس لا تنزلين دموعك هالكثر على شيء تافه
اومئت اشعار وهي تسمع القرآن بسكينة ، تحّس بالهدوء والراحة انتشر بالسيارة
ناظرها بابتسامه وهو يلمّح دانكن: غشيت معلومات من اخوك يقول ان دانكن مقهاك المفضل بس نسيت اغش اي قهوه المفضله لك ، وش تبغين؟
اشعار ابتسمت مُجاملة بعيونها المحمرّة: جب لي على ذوقك
فايز اومئ وهو يوقف ويطلّب .. ضحك من ردة فعل الموظفين الي قعدو يباركون له ويصفرون بصوت عالي
فايز أخذ الطلب منهم وهو يبتسم: هذا الي يصير لا صرت انت وزوجتك مدمنين دانكن
ابتسم الموظف وهو يرد: الله يرزقنا يارجال
فايز ضحك بصخب : اميين عقبالكم عاد بعرسك جب دانكن تراك قدام العرس لا اوصيك
الموظف ضحك: اكيد هذي مافيها شكّة
حرّك فايز وهو مبتسم ومّد القهوه لـ اشعار الي خذتها بيدين مرتجفة ،
فايز ابتسم بهدوء: لا تتوترين .. ما بيصير بيننا أي شيء الا برضاك أنتِ ويحرّم علي أقرب منك وأنتِ مو راضية، روقي واشربي القهوه اكيد ما تعشيتي نتعشى بالفُندق
-
بهـاج/
كان منسدح فوق سرير أمـه وهو يناظر بالسقف بفراغ من وصل الى الآن، وهو ما تحرّك فيه ساكن واللمبات مطفيّة والظلام معبي المكـان
دخلت الزين غرفتها بعد ما رجعو من العرس لأجل تبدّل وتنزل اكمل السمرة تحت معهم لين آذان الفجر
ولعت اللمبات وفزت بروعه من شافت بهاج على سريرها: بسم الله بهاج روعتني!
ما رد عليها بهاج وهو بنفس وضعه .. تنهدت بحزن وهي تقرّب منه
جلست جنبه على السرير وهي تلاحظ هدوء ملامحه وعيونه المحمرّة ويدينه المدميّة
سحبتها بسرعه بخوف: بهاج يمه بسم الله عليك وش صار ليدك؟ ليش ما ضمدتها الله يهديك! دقيقه اجيب المعقم واللزقات
بهاج شد على يدها يحثّها على الجلوس ولّف عليها بهدوء: انا أبي ضماد لقلبي يمه ما ابي ضماد ليديني
الزين بلعت ريقها وهي تمسّح على قلبه بهدوء: بسم الله عليك و على قلبك .. بيضمّد يا حبيب أمك مع الوقت .. الوقت بيضمّد كل جراحنا نفسية ولا جسدية
بهاج نفى برأسه وهو يبتسم بوجع: ما بيضمّد شيء يا يمه .. هذي عشر سنين مرت وجرح فقدان ابوي مازال ينزف بقلبي .. وشلون بيضمّد هالجرّح؟
ماردت الزين وهي تحس بالدموع تداهم عيونها
بهاج غمّض بقوه وهو يحس بدموعه تخونه: راحت يمه؟ شفتيها طلعت معه؟ حطيت يدينها بيدينه وفتّح لها الباب؟ أنزفت له عروس ولبست الأبيض له؟
الزين عضت شفايفها بوجع: بس يا يمه بس
شهق بهاج بوجع وهو يحط يده المرتجفة على قلبه: هذا يا يمه ما يهدئ من حرّته والله العظيم ما يهدئ انا خايف إنه ينفجر من كثر ماهو مقهور يمه والله العظيم مقهور
شهقت الزين وهي تسحب بهاج لحضنها وتسمي عليه
بهاج دفن نفسه بحضن أمه أكثـر: ضميني اكثر يمه ضميني ابي انسى كل شيء ليتني مت بهالحضن وانا صغير ولا كبرت ولا عشت من هالأشياء شيء
-
شقة سهـاج/
دخل سهاج وشاف المى جالسة بالصالة تشرب قهوه وهي تطالع التلفزيون بملل
فزت من شافته: سهاج!
سهاج: الناس يقولون هلا بك ما يشهقون ويقولون *قلدها* سهاج
المى كشرت: ما اقولها كذا!
سهاج جلس بتسليك: ايه زين .. وش تسوين
المى بطفش: اتابع فلم وطلع خايس انت غريب رجعت بدري
سهاج عدل جلسته وهو يفك اول ازرار ياقته: والله العرس ماش الا انتي ليه مارحتي
المى برعب: تخيل اروح عرس هالمختلّه ذي! بسم الله علي بس اخاف تهجم علي بنص العرس
سهاج ضحك: ليش وش مسويه لها انتي!
المى: والله ما سويت شي بس مدري هي ليش ما تحبني
سهاج يحارشها: بعد شنسوي القبول من الله
المى شهقت: خير يعني انا ما انحّب!
سهاج ضحك بخفه قبل يتنهد: الا والله تنحبين
المى جفلّت من رده وسكتت وهي تشرب القهوه
سهاج كشر وهو يسحب الكوب منها: خلاص بسّك كم كوب تشربين انتي مو زين لك
المى حاولت تسحب الكوب منه: وش اسوي طيب احبها
سهاج ضحك وهو يرفع الكوب اعلى: يلا جيبيه
المى كشرت وهي تقرص بطنه
سهاج بألم نزل يده: ووجع متوحشه
المى ابتسمت بانتصار وهي تاخذ الكوب: تستاهل
سهاج وقف: اقوم اسوي لي شاهي احسن
المى: شوف نسوي صفقه اذا انت قللت الشاهي انا بقلل القهوه
سهاج ضحك: لا والله ماني معك فيها .. الا شاهيي
المى كشرت: اجل روح سوه واشربه
سهاج طلع للمطبخ قبل يطّل براسه: دوري فلم حلو
المى خذت الريموت الي على الطاوله: طيب وش رايك تسوي فشار معاك؟
سهاج: طيب يلا بسوي بسرعه واجي عاد اوف اموت بالفشار مع الشاهي
المى جعدت وجهها بقرف: شاهي مع فشار! الله يديم النعمه بس
-
الديـرة/
وصّل رباح وهو ينزل بخطوات راكضة للبيت .. ما يدري كيف وصل بسلامه وهو كل تفكير شارد .. قطع اكثر من اشاره وكان بيتسبب لنفسه بأكثر من حـادث لكن اللي سمعـه مخلي عقله طااير
دخل البيت وهو يدور أمه و ليالي بعيونـه، ولقاهم كلهم مع ابوه بالصاله وشنطة كبيرة قدام رجول ليالي الي واضح على وجهها إنها صايـحة
رباح بخوف: وش صاير !
خزنه بحنق: وش صاير بعد تعال شوف زوجة الغفله وش هي مسويه
بتال قاطعها بحده: خزنه خلاص ! المره شرحت لنا كل شيء اسكتي وقومي فوق ما راح تزيدين الا الطين بلّه!
خزنه وقفت بغضب: الشرهه علي والله
راحت فوق بخطوات غاضبـة وبتال لّف على ولده : لازم نكلم الشرطه يارباح
رباح برعب وهو يحس برجوله ماعاد تشيله: وش صاير طيب فهموني تراكم روعتوني .. ليالي وش فيك وش مسويه !؟ احد يفهمني
بتال سحب رباح: بسم الله عليك اهدى واجلس
رباح بنرفزه: ماني جالس ولاني مرتاح اعصابي تلّفت وش صاير فهموني
ليالي بصوت مرتجف ناظرت بتال بخوف: عمي كيف بتكلم الشرطه! اخاف يدرون
رباح بصراخ: انا وش قاعد اقول هنا! شايفيني طرطور واقف ولا ايش
بتال بحده: لا تصـارخ اجلس وبنعلمك
رباح بعدم صبر جلس: يلا هذاني جلست وش صاير
بتال تنهد: ليالي اشرحي له انتي
ليالي اومئت وهي ماهي قادره تحط عينها بعين رباح لأنها شايفه العتّب بعيونه من الآن..
ليالي بتردد بدّت تسرد الي صاير كلـه: سلطان ماهو خالي ولا يقرب لي شيء .. سلطان يكون زوج أمي تزوجته بعد وفاة ابوي بسنتين وكان انسان زين وطيب هذا الي كان بايّن لنا .. وتزوجته امي ونقلت انا وياها معاه لوحده من القرى الي حول الرياض لكنه من وصلنا سحب كل جوالاتنا واي تواصل مع خوالي وعزلنا عن العالم وطلع يتاجر بالبنات
رباح وسع عيونه بصدمه: وشلون يتاجر بالبنـات!
ليالي حاولت تمسك شهقاتها: يزوجهم للناس الاغنياء او الي عندهم خير باختصار بالإجبار وبطُرق غريبة، ويخليهم يسرقون كل الفلوس واي شي يخصهم ثمين ويخليهم ينحاشون به له بعدها يهدد الرجال بطرق غير قانونية ويخليهم يطلقون البنات بدون شوشرة ومحاكم
رباح حّس بالدنيا تدور فيه وهو يمسك براسه من هول اللي معه
تنهد بتال بضيق: وجا الدور عليك الحين
رباح ناظرها وهو معلّق عيونه بعيونها: وهالشنطة فيها كل شيء غالي يخصني ؟
ليالي نزلت راسها بخجل وحرّه: والله ماكنت ابي اسويها..
رباح قاطعها بصراخ وهو يوقف بغضب: لو ماكنتي تبين تسوينها ما سويتيها! ما كان سويتيها يا ليالي! انا كم مره عطيتك فرصه تتكلمين معي و تفهميني كل شيء؟ كم فرصه يا ليالي؟ ماهي مره ولا مرتين!
ليالي قاطعته بصراخ ممزوج بالبكاء: هددني بأمي .. طول هالليالي انا عايشه برُعب وانت ما تدري عني ما انت حولي حتى ! يمكن لو شفت الخوف بعيوني الي زاد اخر فتره بتفهم .. تدري؟ انا كنت اقدر اطلع بكل خفه ومحد يحس فيني بس تعمّدت اطلع صوت واخليكم تدرون لاني ماقدرت اختفي وبس .. رجولي عجزت انها تطلع من هالدفئ والحنان الي غلّفني! ماقدرت!
بتال تنهد وهو يسحب رباح: اذكر الله البنت مالها دخل بشي ولا أذنبـت! لازم الحين نتصرف ونروح الشرطه
رباح جن جنونه وهو يذكر كلامها: قد تزوجتي قبلي ؟ قد مسّك أحد فيهم بضرر؟ تكلمي؟!
ليالي نفت براسها برعب: لا لا ما قد تزوجت قبلك احد
تنهد رباح وهو يتأمل وجهها المرتعّب المليان دموع ويدينها الي ترتجّف، عّض شفته بقهر وهو يتنهد من جديد بيأس قبل يردف: ليش ما قد علمتيني يا ليالي ليش!
ليالي شهقت بوجع: رباح والله العظيم ما قدرت تكفى افهمني والله ما قدرت انا خايفه على امي مو باقيلي الا هي .. كانت تتحمل كل الالم بس عشاني انا! كيف تبيني بكل سهولة اتكلم واخليه يأذيها؟
رباح ناظرها بهدوء: وليش ما رحتي من هالباب بكل بساطه ؟
ليالي نزلت راسها وهي تلعب بيدينها بتوتر: ما قدرت
بتال انسحب منهم بهدوء ، و رباح مسك يدينها المرتجفة بوسط يدينه: وليش ما قدرتي؟
ليالي شدّت على يدينه لأول مره: عشان هالدفئ الي احس فيه منك
رباح ناظرها بهدوء وهي توترت وبحركه عفويه مدت يدينها وهي تنزل راسه: لا تناظرني توترني وانا اتكلم
ضحك رباح من حركتها: زين اسف يلا تكلمي
ليالي بتوتر: لأني احس اني تعودت عليك .. تعودت على عطرك وحنانك وهدوئك .. كنت اكلمك بكل مره بحجة اني ابي طريقة الشاهي لاني نسيتها.. بس انا اكذب اتذكرها بكل حذافيرها لأن ذاكرتي قوية بس ابي اسمع صوتك واحس فيك حولي ، مدري وش هالاحساس الغريب رباح بس
سكتت بعجز وهي ما هي عارفه حتى تشرح شعورها
ابتسم رباح وهو يسنّد جبهته على جبهتها: بس وش؟
ليالي بخجل حاولت تبعّد بس رباح مسكها: مدري رباح مدري لا تسألني عن شيء
رباح تنهد وهو يبعّد عنها: خليني اروح اكلم ابوي ونشوف وش بنسوي بهالموضوع
ليالي بخوف مسكت يدينه بسرعه: رباح اخاف يأذونك ! تراهم ما يخافون الله والله العظيم
رباح ابتسم: خايفه على امك ولا علي؟
ليالي بخجل: كلكم
رباح اتسعت ابتسامته: لا تخافين وانا حولك فاهمه؟ ماعليك انا اخوّف اكثر منهم
ليالي ضحكت لا شعوريًا: ما اظن
رباح رفع حاجب: لا والله؟
ليالي تنهدت وهي تبتسم: انت ما تأذي نمله رباح عشان تأذي بشر!
رباح: بس الي يأذي الناس الي احبهم بأذيه
خزنه نزلت من الدرج وهي تجعّد وجهها ومتخصره: عشتو مالت عليك بس انا قايل بيجي الحين ويلعن خيرها هذا الي ربي قدرك عليه !
تنهد رباح بدون رد وهو يهمس: لا تردين عليها ليالي شوي واجيك
طلع من عندها وهو يتجّه لابوه الواقف برا واردف: وش بنسوي؟
بتال ناظره بجديه: الشرطه .. ما فيه الا هالحل لازم نقدم بلاغ
رباح بتردد: خلاص الي تشوفه
بتال : يلا اجل توكلنا على الله
-
مانشسـتر/
اقبال بطفش سحبت لحاف هباب: ياخي قوم تراها زقت معي من جينا وانت ترقد نص النهار!
هباب فتح عيونها بانزعاج وهو يدفها: يختي انتي ما تعرفين تقرين في مكانك ولا تعرفين تخلين الي معك يرتاح !! ابثرتيني تراك
اقبال بعناد: تستاهل مب انت الي ناط فينا الا تبي هالسفره! هاجل يلا القم
هباب عدّل جلسته بنوم وهو يفرك عيونه: هاه وين تبين نروح طيب
اقبال: مدري
هباب وسع عيونه: ووجع يعني ماعندك لا مكان ولا شي بس مقومتني نحاسه
اقبال تخصرت: لا يا شيخ ! من الي مختار الدوله انا ولا انت ؟ انت الي مفروض مسوي الجدول وش مرشد السياحه الفاشل هذا!
هباب تثاوب: اصبري بقوم اتروش واجي اطلبي اكل لين اخلص
اقبال وقفت وهي تتجه للتلفون: زين وش تبي
هباب: عادي اطلبي الي تبين باكل معك
اقبال طلبت وجلست وهي تتأمل الإطلالة من البلكونة بسرحـان، كل هالأيام علاقتها بـ هباب عادية جدًا .. حتى مناقراتهم خفّت .. بس يسولفون ويتناقرون بخفة ويرجعون ينامون ويقومون وبس هذا روتينهم وهي طفشت طفشت من إنها تتعامل معه كـ شخص عادي وهو ماهو عادي بالنسبة لها أبدًا !
طلع هباب وهو يناديها لين ناظرها باستغراب: وش فيك سرحانه من صبح اناديك
اقبال ناظرته بترقيع: شايف الاطلاله كيف حلوه؟ كيف ما تبيني اسرح فيها
هباب ابتسم بفخر: شفتي اختياري كيف؟ كنتي بتحرمينا من هالمناظر بخبالك!
اقبال كشرت: يمدحونك وانت ساكت .. امش ناكل بس
هباب بحماس: تحبين المغامرات؟
اقبال باستغراب: وش دخل
هباب : شرايك نغامر اليوم ونروح مكان مُرعب او مهجور
اقبال: ليه شايفني خبل! فصخت عقلك مرتن وحده انت!
هباب كشر: بنروح وتشوفين يا خوافه
اقبال تنهدت: يا شين حظي وانت زوجي قطع
هباب: قطع انتي حاصّل لك بعد! يلا يلا قومي بس خلاص مب لازم تاكلين ترا صرتي دبه
اقبال بعناد تربعت: وهذي قعده والله مااقوم لين الحس الصحون كلها
هباب شال الصحون الي باقي فيها اكل وركض بها برا بخطوات سريعه: البسي والحقيني
اقبال صرخت بغضب: الله ياخذك يا الدب يا الاصلع المنتف
مسكت بطنها ببكاء وهمي: للحين جوعانه اوف بس
طلعت معه وهم يتمشون بالشوارع الي حول الفندق بلا هدّف ..
اقبال بطفش: وين رايحين ياخي
هباب بتركيز مسك يدينها لا شعوريًا: امشي معي من هالدرب الشارع الي اقولك
اقبال فزت من مسكّة يدينه واردفت بتوتر: مابي فكني
هباب بإصرار: لا تصيرين خوافه يا بزر انا معك امشي بس
اقبال ميلت فمها: مو عشانك معي انا خايفه
هباب ما رد عليها وبدو يدخلون لشوارع حواري فاضيه
اقبال لزقت بـ هباب بخوف: هباب خلاص خل نطلع
هباب طلع جواله بحماس : اصبري بصور لوهيج ورويسل نفس الي نشوفه بالافلام
ما كمل جُملته الا بصراخ اقبال الي دفها بعيد عنه من حّس بِـ أحد وراه صفقه بقوه على راسه وهو يسحب الجوال وينحاش
اقبال صرخت برعب وهي تقرب منه: يمه هباب انت بخير ؟ جاك شي ؟
هباب حاول يفتّح عيونه: ابن الكلب خذا جوالي
حاول يقوم ويلحقه بس اقبال سحبته بسرعه بصراخ وغضب: انت مجنون تلحقه لوين !!! احمد ربك ما طعنك ووقفت على كذا بالطقاق الجوال اهم شي انت هباب! امش قدامي نرجع بسم الله عليك ورني راسك اشوف
هباب مسّح على راسه بوجع: من هنا الضربه اي الله لا يوفقه يده قويه
اقبال بخوف نفخت على راسه وهي تناظره بقلق: توجعك؟
هباب حّس بغرابة وهو يردف: وش فيك خايفه علي هالكثر!
اقبال استوعبت على نفسها وبعدّت عنه بسرعه وهي تتحمحم: ما فيني شي ومن قال اني خايفه عليك خايفه على نفسي وش بسوي يعني اذا فطست هنا
هباب كشر: ماني فاطس ولاهوب جايك شي جني ابو سبع ارواح
اقبال: اقول امش امش يا البطل المغوار يا المُغامر انت
طلعو من المكان وضحكت اقبال بصخب: مسكين الحين ماعندك جوال
هباب بحقد: انطمي اقبال ترا النفسيه زق
اقبال ضحكت بشماته: احسن تستاهل جعل ماهوب عزتيلك .. ثاني مره اسمع كلامي .. امش امش نشوف حل لراسك المفلوق يعني فوق انك اصلع مفلوق
هباب كشر بعصبيه: ماني اصلع لا اسطرك هنا
اقبال بتسليك: زين زين شعرك اكثر من شعر شاروخان بس امش
-
اليوم التـالي، بيت راجـح/
جمايل بتوتر: مابي خلاص!
تذكار الي جالسه معاهم طقتها بالمخده: لا تجلطيني وش الي ما تبين! تبين وغصب عنك بتطلعين ورجلك فوق راسك قدامي يلا
تأفأفت جمايل وهي توقف
الزين ابتسمت: كفو بعدي لو داريه جبتك من زمان
تذكار رفعت كتوفها: اعجبك عميمه
طلعت جمايل لـ تيام الي بالمجلـس وهي تحس برعب داخلي ورجفة ما تقدر توقفها ..
دخلت المجلس و الي تيام كان فيه و منزّل راسه
تحمحمت بهدوء و تيام أبتسم وهو يحس بقلبه يرقص بوسط ضلوعه
تيام بهدوء: اذا ما تبيني ارفع راسي ماني رافعه
جمايل بتوتر: كيفك
تيام ضحك وهو يرفع راسه قبل يتنهد بحُب من شافها وسرعان مانزل راسه بسرعه وهمس لنفسه: لو اظل رافعه مدري شلون بمسك نفسي
ما سمعته جمايل وناظرت نفسها بتوتر من نزل راسه وتكلمت لا شعوريًا بصوت عالي: معقول فيني شيء! مو حلو شكلي؟
تيام بسرعه: لا والله انك حلوه حلوه واحلى بنات حوا وادم لكن قلبي من صوتك وهو يرجّف .. شلون لو شافك وانتي تتكلمين؟ شوي شوي عليه يا جمايل تكفين
جمايل وسعت عيونها وهي تبلع ريقه من كلامـه..
تيام بهدوء: جمايل انتي كنتي موافقه .. وش الي غيّر رايك؟
جمايل بتوتر فركت يدينها ببعض: مدري
تيام عقد حواجبه: كيف؟ .. يعني مافيه سبب مُعين؟
جمايل تذكرت الي صار وغمضت بقوه: لا
تيام تنهد: انا مااقدر افرّض نفسي يا جمايل .. لكن والله العظيم اني احبك وانه تحرّم علي بنات حوا كلهم من بعدك .. انا لو اتزوج بتزوجك انتي او لا .. حُبي الي بقلبي لك ما ينشرّح وولا أحد بيقدر يستوعبه ، تدرين ليش كنت أسافر؟ لاني اهرب من مشاعر حُبي لك ومن جنون قلبي الي من يحّس بك بنفس مكانه يرقص .. لكن هيهات انساك ولا قلبي ينسى اسافر عشان انساك وولا نسيتك بلحظة اذا تبيني انتظرك بنتظرك عمري كله لكن لا تحرميني منك تكفين وان كان تحسين انك ماتبيني فأنا راضي بس لسبب واحد لاني ماابي الا انك مرتاحه وسعيده لو هو على حساب تعاستي
تجمعت الدموع بعيون جمايل من كلامـه وهي تحّس هالكلام كثير على قلبها ولا هي قادره تستوعبه
وقف تيام من طوّل ردها واردف: استودعتك الله يا سفري وعمري كله
طلع من الباب الي وراه لأجل ان المجلس الرجال له بابين واحد من جهة قسم الرجال وواحد من قسم جهة النساء
حسّت برجولها ما تحملها وجلست على الكنب وهي تهوّي على نفسها..
تذكار بفضول: طلع ولا باقي؟!
تباهي دخلت ومن شافت تذكار جنب الزين ورسن سحبتها من بينهم وهي ترقى بها
تذكار بانزعاج: ايي وجع كسرتي يدي خير
تباهي بحده: وش عندك من امس مختفيه عني ! خايفة من شيء؟
تذكار بتوتر: خير وش بخاف منه ما اختفيت منك يتهيألك من امس وانا موجوده
تباهي: تذكار لا تجننيني وش بينك وبين راعي العود خلصي
تذكار وسعت عيونها وهي تتلفت يمين ويسار: ووجع لا تطولين صوتك وش بيننا يعني ما بيننا شيء خير وش هالتفكير الشاطح !
تباهي ضيقت عيونها عليها قبل تتنهد: دام ذي ردة فعلك يعني فيه شيء! .. تذكار لا تطيحين نفسك وتطيحينا بمُصيبة .. ترا امي داريه وشاكه فيك واكثر من مره تهاوشني عشان اقولك .. أتمنى عقلك يرجع لراسك وتبطلين الهبـل هذا !
تذكار تنهدت وهي تدري ماعاد فيه مفر لـ الكذب والهروب: ما بيننا شيء كل سوالفنا محترمة و..
تباهي قاطعتها بحده: وعلى أي اساس تسولفين معه ؟ وش يقرب لك ذكريني خالك ولا اخوك ولا عمك ولا ابوك وانا ناسيه؟
تذكار باندفاع: تباهي لا تكلميني بهذي الطريقه .. أصلًا هو خلقة ماعاد كلمني مختفي له يومين وانا خايفه عليه لأنه متضايق لا تزيدينها علي
وسعت تباهي عيونها وهي تحط يدها على راسها: الله اكبر عليك زعلانه عشانه متضايق وخايفه عليه وتدارينه بعد! الله ياخذ عقلك من مودميه
تذكار كشرت: تباهي!
تباهي قاطعتها بحده: ووجع يشد ظهرك تقوله تباهي .. وقفي هالخبال اذا يبيك يجي يخطبك ويصير بينكم شيء رسمي بعدها كلميه وخافي عليه على كيفك لكن بدون أي شيء رسمي والله ياويلك لو اعرف انك باقي تكلمينه وتتواصلين معه فاهمه؟
تذكار بوزّت وهي تحس بخنقه: واذا هو ما يحبني !
تباهي استغربت من شافت عيون تذكار ورفعت راسها: انتي تبكين!
تذكار تنهدت بيأس: انتي ما تعرفين شيء عني .. ما تعرفين اني من المتوسط من بدا هوسي بالعود وانا معجبه به لأنه اول شخص حولي اشوفه يعزف وبالمهاره هذي .. محد فيكم حاس فيني ولا حاس بالي احس فيه وانا اكلمه ومو مصدقه هذا الشيء وتبوني اتخلى عنه بهذي البساطة!
تباهي: حلاوة الشعور هذي مثل قهوة الحليب أولها حلو .. لكن نهايتها مُر .. فكري بعقلك و خلي عواطفك على جنب .. ولا اقولك فكري بردة راجح بن مهنا لا درى وانتي بكيفك عاد
تذكار تقشعر جسدها برعب من تخيلّت ردة فعل ابوها : يمه لا استغفري تفي من فمك
تباهي بجدية: اجل اعقلي وخلي تفكيرك بعقلك مب بقلبك وانهي الخبال هذا كله ونصيبك عند ربي مكتوب اذا بيجيك خالد بيجيك سواء كلمتيه او لا هذا اذا ما خذا عنك فكره غلط لانك تكلمينه! انتبهي يا تذكار
تنهدت تذكار : خلاص طيب والله وعد بوقف
تباهي حضنتها بقوه: ترا ما اقول هالكلام الا من خوفي عليك وحبي لك ولاني ابي مصلحتك مو عشان استهزئ بمشاعرك ولا اخوفك
تذكار شدت على اختها بابتسامه: ادري
-
شقة ربـاح/
ابتسم بادي بوسع وهو يشوف نياف: هلا هلا بالي بيعرّس قريب ويترك جدانه
نياف ابتسم: جدي توني معلمك امس امداني صرت عريس
بادي بحماس عدّل جلسته: وش رايك نروح الحين؟
نياف ضحك: جدي انت متحمس اكثر مني! لو داري معلمك من زمان
بادي ابتسم: شسوي .. مستانس لوليدي وأخيرًا بشوفك عريس
نياف تنهد: تو باقي ما وافقو
بادي عدل جلسته: انا كلمت مهنا ترا وعلمته بكل شي بنروح لهم المغرب
نياف وسع عيونه: جدي امداك!
بادي: وش له التأخير ! اخاف ابو صيته ما اقتنع بالحكي ويروح يخطبها لولده.. والله من زمان وانا ما ابيك تاخذ الا من حفيدات مهنا بس ما بغيت اضغط عليك ابيك تختار على كيفك
نياف بتردد: بنخطب بدون ابوي؟
بادي تنهد وهو يمسّح على وجهه: بعلمه أنا واشوف
تنهد نياف بهّـم وهو يحس بالنقص يكبر بداخله كل ما يكبر .. وهو الي كان يظن انه اذا كبر ماعاد بيحتاج ولا يحّس بحاجة لأمه وأبوه لكنه غلطــان!
طلع بادي وهو يكلم سعود ويعلمه .. كانت ردة فعله عاديه وهاديه لكنه متخوّف لأنه من يشوف سعود نياف كأن الجن يركبون راسه
تمتم بهمس: سترك يارب سترك
-
المغـرب، بيت راجـح/
راجح بعجلّه: جيبو البخور عجلو وينك يا ام هباب
ام هباب طلعت بسرعه وهي تناوله البخور: سم ياراجح علامك مختلّع اول مره يزورنك بادي وحفيده!
راجح ابتسم وهو يناظر بناته: جايين يخطبون عشان كذا انا مشتط
تذكار وتباهي وسعو عيونهم وهم يناظرون بعض
ام هباب: هاو ! يخطبون من بناتي وانا اخر من يعلم!
راجح حط البخور: خطبة رجال بس وحكي .. ما بعد يصير شيء رسمي لا جوكم النسوان عرفتو
ام هباب: ومن بيخطب
راجح: تباهي اكيد .. ماهم خاطبين الصغيره على الكبيره وان سووها ف انا رافض
ام هباب: الله يكتب الي فيه الخير يارب
طلع راجح وتباهي حسّت بجسمها ينتفض وهي تلّف على تذكار: هو قال اسمي؟! قال خطبة؟!
تذكار مسكت ضحكتها وهي تومئ .. تباهي : قال حفيد بادي! من حفيد بادي! نيـاف؟!
تذكار: ايييه المصرقع ذاك ماغيره الي ودانا مع جدته قبل .. عاد تصدقين يمه كانت عيونه على تباهي ما استغربت يوم خطبها الحين
ام هباب ابتسمت وهي تمسح شعر تباهي: ما ينلام شاف الزين والسناعه شالت جدته بعيونها ذاك اليوم
تباهي بتوتر ما ناظرتهم حتى وهي تفكر باللي صايـر ..
تذكار فزت بحماس وهي تسحب يدين تباهي: امشي نشوفهم من دريشة صالة الدور الثاني
ام هباب بتحذير: لا يشوفكم ابوكم والله ما اقدر افككم وقتها منه مالي دخل علمتكم وكيفكم
تذكار: ماعليك بنطفي اللمبات
راحو تذكار وتباهي وقفو عند الصاله،
طلعت جمايل باستغراب وهي تشوفهم: وش تسوون؟
تذكار بحماس: تعالي تعالي خلصنا منك وبنخلص من تباهي الحين
جمايل: وش!
تذكار زغرطت بخفه: بيخطبها نياف حفيد بادي .. اصبرو ما علمت رسن! بروح انقل لها العلم
جمايل ناظرت تباهي بعدم فهم: وشو! شتخربط ذي
تباهي وهي تحس الدنيا تدور فيها هفت على وجهها : مدري مدري يا جمايل لا تسأليني!
جمايل وقفت بجنبها وهي توسع عيونها: الا والله هذاهم نياف وابوه وجده!!!
رقع قلب تباهي بتوتر اكثر من شافتهم يدخلون وتسمع ترحيب راجح ومهنا ورابح فيهم
دخلو المجلس لكن ما طولو الا وهم يشوفون سعود ونياف طالعين وهم يتهاوشون
شهقت تباهي: وشذا!!!
جتهم تذكار تركض بخرعه: وش هالصراخ هذا وش فاتني؟!
جمايل بقلق: يمه وش قاعد يصير!
تحـت/
سعود الي كان هـادي بزيادة، فجأة توترت الأجواء .. من بدأ يرمي كلام على نياف ويقول لراجح لا توافق عليه ويسب فيه قدامهم
نياف ما قدر يتحمّل ووقف وهو يسحب ابوه معه لـ برا
لحقوهم بادي ومهنا والجو تكهرّب بزيـادة..
راجح وسع عيونه وهو يلّف على رابح: هذا ماهو صاحي حرام عليه! الله يستر علي وعليهم بقول لهم ماني موافق ولا لهم بنت عندي مستحيل ادخل بنتي بيت هالخبل فيه!
رابح بتهدئة: راجح اصبر واهدى نشوف وش يصير .. انت تعرفه وتعرّف البلا الي فيه لا تدقق
راجح بجدية: وعشاني اعرفه ماني مدخل بنتي عندهم! كنت متحمس ومستانس تعرف نياف ماشاءلله عليه والله والنعم فيه وفي بادي لكن الله يستر علي وعليهم من بعد سوايا ابوه
رابح بجدية: اصبر ولا تقول شيء لين يجي ابوي !
بـرا/
نياف بقهر: وش اهدى يا جدي وش؟ سامع وش يقول عني داخل ! هذا اب اسألك بالله؟!
-
إنتهـى.
"إن وجدت اخطاء املائية اعذروني."