Part : 31

19.8K 326 67
                                    

بالمُستشفـى /
جلس خالد على الكراسي وهو حاط يده على راسه بصدمه ، كيف بينقّل الخبر هذا لـ وهاج كيف وهو بنفسه ما استوعب؟
حس بالدم يحتقّن بوجهه بقهـر و لا إراديًا ضرب الكرسي بجنبه بقوه من الحرّه الي بقلبه .. صار الي يبونه ، دمرو مستقبل وهاج
تنهد بضيق وهو يرفع جواله يتصّل على سهاج ، مُستحييييل و من سابع المُستحيلات إنه بينقّل الخبر له او بيبلغ بهاج لأنه بيسبب مصايب
رن الجوال مره ومرتين بدون رد و ما أخذ ثواني الا سهاج يرسّل له "ثواني وأكلمك عندي شغله ضروريه"
دخل جواله بمخباه و تسنّد على الكرسي وهو يناظر بالفراغ بشرود
-
سهـاج/
توقّف بسيارته أمام القصر الضخـم و هو يناظره بتوتر ، سمى بالله وهو يدخل جواله جيبه و يفتح سيارته و ينزل للبيت
رّن الجرس مرتين إلى إن جاه صوت الخادمة الي كان باللهجة العربية : مين ؟
سهاج تحمحم وهو يحس بالخجل من سمع صوت انثوي عربي : هذا بيت فاهد بن شجاع؟
الخادمه : ايه أقوله مين؟
سهاج بهدوء : قولي له رجال من طرف بهـاج
الخادمه : ان شاءلله
إتجهت الخادمه للداخل قبل تردف لـ فاهد الي كان جالس بالصاله وماسك أوراق بإيده : عم فاهد فيه رجال برا يطلبك
فاهد نزل الأوراق من إيده وهو يشيل نظارته الطبيه بعقدة بين حاجبيه : مين؟
الخادمة : يقول إنه من طرف بهاج
فز فاهد من سمع طاري بهاج وهو يلّم الأوراق بشكل عشوائي : قلطوه المجلس بسرعه وش تنتظرين
الخادمه : على أمرك
طلعت وهي تفتح الباب وتطلب من سهاج يتّجه للمجلس ، الي طاح فكه نسبيًا و هو يتأمل القصر من داخل من حوله
وسّع عيونه وهو يردف لنفسه "كيف بيطلع بنته من هالمكان للديره!"
زفّر بهم و هو بدأ يحس بحجم الورطه الي حط نفسه فيها من دخل المجلس الي يجزم بإنه لحاله كبر ديرتهم كلها
وقف بتوتر وهو ما يدري يجلس لين يجي ولا يوقف لين يدخل عليه ولا طالت حيرته من دخّل عليه فـاهد، كان رجل للواضح بإنه بنهاية الخمسينات من عُمره هندامه مُرتب و ريحة العود تسبقه قبل دخوله
فاهد بهدوء وهو يمد يدينه : السلام عليكم
سهاج وهو يصافحه : وعليكم السلام اعذرني على أني جيت بدون موعد و بدون ما أبلغك حتى انا مين
فاهد : أستريح حياك الله .. من انت ولدن له سمعت انك من طرف بهاج
سهاج : ايه نعم .. انا سهاج صديق بهاج ومن جماعتهم بالديره ، أنا جاي مرسول من بهاج وعندي كلام أقوله لك إن أخوانك عرفوا بـ إنك تبغى تزوجه المى وتكتب كل شيء بأساميهم
سكت شوي وهو يقرر يزوّد بهارات على السالفه عشان يقتنع
فاهد عقد حواجبه بقلق وترقّب : وبعد؟
سهاج بكذب : الصدق سوو شيء ما يسّر .. بدو يهددونه بأبشع التهديدات وبهاج الحين طريح فراش أرتفع ضغطه من الي صاير .. والواضح إنهم يحومون حوله وحول بنتك وأنت مقصّدك إنك تبغى تحميها و تحطها بيدين رجال لأجل ترتـاح عليها وولا يصيبها شيء منهم لكنك بإختيارك لـ بهاج إنه يحميها تزيد الطين بلّه لأنهم يعرفونه تمام المعرفة و يعرفون هو وين والأهم من هذا كله عنده الشيء الي هم يبونه ماراح يخلونهم ابد وبتضّر بنتك بدل تحميها
فاهد مسح على وجهه بهم : لا اله الا الله على همهم الي ماهو راضي يخلص انا وين اروح ببنتي الحين!
سهاج عدّل جلسته بجدية : أنت مو تبي لها رجال كفو تأمّن عليها معه وولا يقربونها اخوانك وعيالهم ابد؟
فاهد بتنهيده : اجل وش غايتي غير أني اغمض عيوني بالليل وانا مرتاح ان لها سند؟ لكن وين القى يا حسره وين
سهاج بثبـات : هذا هو قدامـك
فاهد سكت ثواني قبل يردف بإستنكار : وشهو؟
سهاج بهدوء : أنت تبي تحميها و تحطها بيدين رجال امين و هالرجال قدامك .. ماهو مدح فيني ولاني بمدح في عمري لكن أنا صديق بهاج وهذا الشيء يكفيك تعرف من انا وإن كانك تبي انشد من ما كان وقلّه سهاج بن سيف ولا بتسمع الا الكلام الي يسرّك .. وانا ما يعرفوني اخوانك ابد ولالي اي صله فيهم أخذ بنيتك وامشي صوب الديره وولا احد بيدري هي وينهي وحلالها وكل شي بتكتبه بإسمها لها وبإسمها ماني بماسه ابد ولا مقرب صوبه والاوراق ضمانه لك
فاهد سكت بتفكير والهواجيس تجيبه وتوديه وسهاج يناظره بترقّب ، ناظر بتاريخ الجوال قبل يلّف على سهاج : عطني رقمك يا ولد سيف
سهاج فز : وافقت؟
فاهد بنقد : علامك مربوش ومستعجل كذا!
سهاج بترقيع : مانيب مستعجل مير بهاج قالي إنك مستعجل
فاهد بتنهيده : خلاص اصبر انا برسلّك بعد ما أقرر ، يومين بالكثير ويجيك الرّد
سهاج وقف وهو يمليه الرقم : هذا رقمي وعندك واسمي وعندك اسأل من ما بغيت من الرياض لديرتنا ولانت بسامع الا العلوم الي ترفع الراس عن اذنك
فاهد بهدوء وهو يهز راسه : يصير خير .. فمان الله
طلّع سهاج وهو يتنفس الصعداء قبل يبلع ريقه بتوتر خايـف من الجاي وبكثرة!
تذكر خالد ورفع جواله على طول وهو يكلمه ، ثواني وجاه الرّد من خالد الي كان يترقب إتصاله ..
خالد بتوتر : سهاج أخيرًا كلمت .. اسمع صاير شيء كبير مدري هو كبير ولالا؟ الا الا كبير
سهاج قاطعه وهو يعقد حواجبه : خويلد حبيبي وش قاعد تقول انت ما فهمت ولا كلمه! وش صاير اهرج زي العالم والناس
خالد بتنهيده وهو يشّد على شعره : وهو بقى فيني عقل عشان اهرج زي العالم ؟ .. وهاج جيته في الجامعه بعد ما طلعت من محاضرتي ولقيته كأنه جثه هامده طايح و ..
سكّت شوي وهو يبلع غصته كيف بينطّق هالكلمة؟ يا ثقلها ! يا ثقل الكلام الي ما ياخذ مننا الا ثواني عشان يطلع من فمنا .. الكلمات الي ما تتعدى ست حروف حتى لكننا نعجّز عن نطقها بكل يأس!
سهاج بخوف : ولد وش صاير خبصت قلبي! وين وهاج الحين!
خالد تنهد بيأس : إيده تضررت من الضرب الي جاه وولا عاد يقدر يمارس الجراحه أبدًا !
سهاج وسع عيونه بصدمه : وشهو !!! الضرب الي جاه؟ وش ضربه خالد انطق بكل شيء دفعه وحده لا ترفع ضغطي نشفت دمي !!
خالد : هذا وانت ما حضرت الموقف؟ وش اقول وانا شلته بين يديني والى الان مدري شلون شالتني رجولي ووصلت المستشفى
سهاج استند على السياره وهو يحس بهبوط : وين المستشفى عجل علي وش اسمها؟
خالد : المستشفى الفلاني .. تعال بسرعه لاني ماعدت اقدر اواجه الموقف لحالي اكثر
قفل منه سهاج بلا رد وهو يركض يفتح سيارته بسرعه، وانطلّق بسرعه جنونيه وهو يقضم شفاهه بتوتر وخوف و كل تفكيره فيهم
بعد ما يُقار النصف ساعه وصّل المستشفى ودخل وهو يتصل على خالد يسأله هو وين،
نزل خالد لمدخل المستشفى وهو يأشر لسهاج بإيده
راح له سهاج بخطوات راكضه وهو يردف بقلق : وينه وش صاير من الي ضاربه؟
خالد : ما ادري يا سهاج والله العظيم ما ادري .. انا طلعت من محاضرتي وأستغربت انه ما ارسل لي اي شي وولا كلمني خصوصًا انه ماعنده محاضرات فأتصلت عليه وارسلت له كذا مره ولا رد ورحت لمكانه الي يجلس فيه دايم بالسطح ولقيته مغمى عليه ومليان رضوض وكدمات ودم عند وجهه هذا وش يفسرّه؟ أكيد انه ضرب!
سهاج حط يده على راسه : لا اله الا الله! متضارب مع مين طيب؟
خالد بتردد : سهاج فيه شيء صاير انتم ما تدرون عنه
سهاج ضيق عيونه بشك : خير اللهم اجعله خير وش مخبين!
خالد : ولد عمه الي اسمه يزن من الترم الي فات او الي قبله مااذكر بالضبط بس صارله فتره طويله وهو يأذيه بالكلام وناشب في حلقه ووهاج كان يمسك نفسه ولا يرد عليه وانا كنت معه والصدق تضاربنا انا وياه كثير عشان هالسالفه لانه ببعض الاحيان يفقد اعصابه وينسى نفسه ويدخل في هوشه معه .. شكله هو الي متسبب بهذا كله
سهاج وسع عيونه بصدمه قبل يضرب كتف خالد بغضب : وهذا كله صاير وساكتين! ساكتين لأيش انا بفهم ؟ مافيه ادارة في الجامعه تتجهون لها يازفت انت وياه ! ماعندكم اخوان كبار تكلمونهم ؟ عندكم بدال الواحد اربع وش مقصرين فيه معكم يومكم تتصرفون من راسكم يا قليلين العقل !
خالد بتكشيره : اجل نياف وش بيسوي!
سهاج بحده وهو يدفه : والي بيسويه فيكم تستاهلونه ولاني موقفه خله يتصرف معكم شوفو اخرة الي سويتوه وش النتيجه
خالد بتنهيده : انا مستحيل ادخل عنده .. مستحيل اعلمه بالي قاله الدكتور والله ما اقدر ياسهاج ما اقوى
سهاج : هو صحى؟
خالد اومئ : صارله من كلمت عليك اول مره حول ساعه او ادو منها بشوي
سهاج : وتاركه لحاله طول هالمده؟ صاحي انت؟
خالد غمض بقوه : والله مااقوى ياسهاج ابد
سهاج مسح على وجهه بهّم : وين غرفته اي رقم؟
خالد : 307
إتجّه سهاج لـ المصعد وهو يستغفر ربه ويحس ماهو مصدق الي صار! كيف تجرؤوا وسوو فيه كذا؟ هم فعليًا هدمو مستقبله! لهالدرجه واصله فيهم الدناءة؟ حس بقشعريرة مرّت جسده من فكرة الي هم سووه! زم شفايفه بتفكير كيف بيواجه هالموقف وكيف بتكون ردة فعل بهاج؟
وصل الغرفة وهو ياخذ نفس عميق قبل يفتح الباب
قابله وجه وهاج الشارد في السقف بإيده الملفوفه ، بكدمات على وجهه ولزقه بجبهته
بلع ريقه من منظر وهاج الي تلاقت عيونه بِه وعدّل جلسته بسرعه: سهاج!
سهاج تقدّم منه وهو يحضنه بقوه ويبوس راسه : ياعيون سهاج انت وش صايبك ! وش حالك هذا!
تنهد وهاج وهو يسند راسه على سهاج : ولا شي .. طحت من الدرج
بعّد عنه سهاج وهو يومئ ويتحسس جروح وهاج : والله؟ كيف طحت
وهاج بلع ريقه : طحت من درج السطح .. من الي لقاني وكيف جيت انت؟
سهاج جلس على السرير وهو يناظره ببرود قبل يمد يدينه ليد وهاج السليمه وهو يرفع التيشيرت عنه بحده : و الدرج بيسبب كدمات ما يسببها الا ايادي ؟
وهاج سحب يده بسرعه : قلت لك طحت من السطح ليش ماتصدّق!
سهاج بنرفزه : لا تنرفزني اكثر انت والحمار الي وراي ، الي صارلك بسبب ولد عمك الكلب؟ انطق!
وهاج وسع عيونه : من ولد عمي وش دراك انت!!!
سهاج : يعني الموضوع صحيح ! تبيني اغسل شراعك هنا ولا شسوي فيك انت وياه علموني
وهاج قلب عيونه : اكيد خويلد الحيوان الي قايل
سهاج بحده : و ليه وأنت لين متى ناوي تخبي؟ هذا مستقبلك وضاع بسببهم وصار الي يبونه انا بفهم انت واخوك من وين تفكرون؟
وهاج عقد حواجبه : مستقبلي ضاع؟ كيف؟ وش قاعد تقول انت! ووش دخل اخوي وش صاير!
سهاج غمض عيونه بقهر من زلّته، ماكان يبي يخبره بأي شيء بهالطريقة!
وهاج بلع ريقه وهو يرمش بسرعه قبل يلّف بنظره إلى يده الملفوفه ، كانت حرفيًا ما يقدر يحركها أبـد ! و ثقيلة بشكل غير طبيعي و خاملة لأبعد حد وكونه دارس الطب لسنوات لا بأس بها ما كان صعب عليه يفهم : يدي؟
سهاج تنهد بيأس : وهاج أسمع
وهاج قاطعه بصراخ : مابي اسمع! مابي اسمع شيء جاوبني صح ولالا؟
خالد الي كان برا غمض عيونه بحزن وهو يسمع صراخ وهاج ، يحس قلبه يتقطّع من القهر والحرّه عليه
سهاج بسرعه : وهاج اهدئ .. اهدئ وبفهمك كل شيء ، يدك تضررن بشكل كبير لدرجة مُمكن تفقدّك القدرة على التحكم بها بأي لحظة لكن لا تيأس اكيد فيه حلول
وهاج سكّن فجأة بحركته وهو يناظر إيده بهدوء : يعني خلاص؟
سهاج عقد حواجبه بقلق : وهاج وش فيك؟
وهاج ناظره بثبات : انا اسألك ! يعني خلاص الجراحه أنتهت من حياتي؟ ماعاد أقدر حتى أتحلم فيها؟
سهاج رمّش بسرعه وهو يفتح فمه يبي يتكلم لكن عجز ينطّق وقفل فمه من جديد وهو ينزل رأسه
وهاج بلع غصته وهو يحاول يرفع يده ، يحاول يحركها لكن لا جدوى !
ضرب إيده بالسرير بقوه وهو يردّف بقهر : ليش ما تتحرك لييش!!!
رجع يضربها أقوى وهو يصرخ : تحركي ليه ما تتحرك سهاج ماعاد تحركت
فّز سهاج من مكانه وهو يقرّب له يمسك بيدينه : وهاج لا تسوي كذا تكفى اهدى واسمعني
وهاج دفه عنه وهو يصرخ بجنون : سهاج كيف يعني اترك الجراحه فهمني كيف ؟ كيف اترك حلم حياتي؟ سهرت وتعبت ماعشت مراهقتي بس عايش بين هالكتب ماعندي اي صداقات من المدرسه والجامعه ابد مانام الليل اذاكر واهوجس مو مصبرني على بكره الا اني اشوف نفسي بالبالطو وقدام اسمي الجرّاح .. كيف بتخطى لهفة امي ودعاويها لي اخر الليل؟ كيف بخلي فرحة بهاج فيني على جنب؟ كيف بخلي جمايل ماعاد تقول للناس اخوي بيصير جراح؟ كيف بنسى كلمة جراحنا؟ سهاج لا تقولي اهدى ولا تقولي اي شي انا ابيك بس تقولي كيف ؟
سهاج عض شفته وهو يرخي ملامح وجهه بحزن على منظره ، مسكه من كتوفه وهو يشّد عليها : وهاج حبيبي انت قدامك الأيام و العمر .. بتلاقي حلم جديد و بتبني حياتك عليه من جديد وبتعيش وتنسى الجراحه و حتى ممكن تقول بيوم من الايام الحمدلله ان ايدي صابها هالشيء و ما صرت جراح و صرت بهذا الشيء، الله الي اختارلك هذا الشيء.. الله الي أحّن عليك من أمك ، كل شيء يختاره الله لنا خيره وخير حتى لو ما أدركناه بلحظتها بيجينا يوم من الأيام ونقول الحمدلله لك يارب بكل رضا ورحابه ، ما تدري وين الخير لك
سكنّت حركة وهاج فجأه من كلامه وهو يبعده عنه بهدوء وينسدّح : بنام
تنهد سهاج بضيق وهو يجلس على الكراسي الي بجنب السرير : نوم العافيه ياحبيبي نام وارتاح
مارد وهاج وهدات الحركة واختفت الاصوات في الغرفه مما خلا خالد الي كان واقف برا يدخل وهو يعقد حاجبيه : وش صار؟
سهاج بهمس : ماظن خفى عليك صراخه .. ان شاءلله انه هدى صدق واقتنع بكلامي
خالد بهمس وهو يناظر وهاج الي مندّس تحت اللحاف : قال بينام؟
اومئ سهاج قبل يبتسم خالد بجانبيه بحزن : كذاب
أتجّه له خالد وهو يجلس على السرير ويناظر الجدار قدامه بفراغ : ادري أنك ما نمت ، وأن النوم ممكن ما يزورك ليالي طويله .. مثل ما أدري و متأكد تمامًا أنك الآن ماسك دموعك لأنك ما تبي تفّك لها مجال و نسمع صوتك ، مثل ما ادري بعد انك تحسب حياتك الحين توقّفت وما عاد عندك شيء تسعى له وولا بعد استوعبت الصدمة .. تحسب إن أهلك ما بيفتخرون فيك الا لمن تكون جراح؟ هم فخورين في وهاج لشخصه مو لوظيفته ولا لتخصصه! .. فخورين إن هالولد ولدهم مثل ما حنا فخورين انك صديقنا وجزء من حياتنا
سكت شوي قبل يلّف على وهاج وهو يسحب اللحاف عنه ويردف بجديه : بتقوم وتكمل حياتك وتحلم من جديد وتعيش من جديد وتخلينا فخورين فيك من جديد فاهمني؟ .. وهالزلايب هذول والله مااخليهم يروحون من فعلهم ويوصل علمهم لأكبر راس ، انا بنفسي بروح وبشتكي لادارة الجامعه وانت معي ورجلك فوق راسك .. غلطنا من الاول لمن سكتنا لهم وخليناها يتمادون بهالشكل !
سهاج بحده : انت وياه مالكم دخل في الموضوع ومحد بيتصرف الا انا ، علمهم عندي وانتم لكم حساب بعدين على سكوتكم هذا
وهاج بتنهيده وهو يمسح على وجهه : ماكنت ابي بهاج يدري .. وهو ولي امري بالملف لو اشتكي عليه عند العميد او اسوي اي شي بيكلمون بهاج ، وش بظنكم بيسوي لو يدري ؟ حتى الحين ما ابيه يدري ابد !
سهاج قرّب منهم وهو ينكش شعر وهاج : خل الموضوع علي ولا تفكر فيه وولا تشيل هم والله لا العب فيهم لعب وانا ولد سيف ، وانت لا تشيل هم شي الحين غير مداوة يدك .. بنسأل اكثر من دكتور و بنفحصك بأكثر من مستشفى وبنلاقي لك حل باذن الي عينه ماتنام لا تيأس على طول وتنكسر من اول خيبة! سامع؟
وهاج بوعيد : يعقبون والله ما اخليهم ، كنت ساكت عشان مستقبلي والحين ماعاد به مستقبل ولا عاد فيه شي اخسره !
سهاج شد شعره بيأس : عنيد مثلك مثل اخوك .. امكم كانت ترضعكم عناد؟ اسمعني واسمع الي انا اقوله ترا ليلهم طويل وريضين ومقيضين هذول ما عندهم شيء اسمه ضمير ولا رحمه ، تذكر امك واختك الي ممكن يضرونهم معك ! خلّك رجال واسمع الكلام وخل الموضوع عندي
وهاج بقهر : و حلمي الي هدموه ؟ انا سكت عن اشياء واجد عنهم وغضيت البصر ، لكن لين هنا وبس زودوها ! سنين ما اسوق السياره بسببهم اشوف كل الي بسني يسوقون وبحماس السواقه ويروحون ويجون بنفسهم وانا مااقدر اسوي هذا الشي! ماتدري قد وش كنت احترق من داخلي وانا اشوف امي تحتاج شي وولا اقدر البي لها الي تبيه لاني مااسوق ، ماتدري وش يصيبني من اشوف خالد ينتظرني بالشموس مع ان دوامه خلص من وقت طويل بس قاعد عشاني لاني ماقدر اسوق .. والحين جابو الطامه الكبرى وهدمو كل شيء بحياتي !وتبيني أسكت ؟ اسكت لأيش علمني؟
سهاج ناظره بحزم : وهاج الموضوع يتقفل لين هنا ، أنت مانت فيها لحالك وولا هم ناس سويين والي يبونه بيّن .. ما فكرت ليش رجعو فجأة بعد كل هالسنين ؟ لأنهم يبون شيء عندكم وولا هو موجود الا بين إيديكم لذلك الفتره هذي بالذات تكفون نفسكم عنهم فاهمني؟
وهاج بعدم فهم : وش الي يبونه وهو عندنا! حنا الي نبي شي عندهم وحنا الي نطلبهم مب هم الي يطلبونا .. سهاج انت في بطنك علم وولا علي من الحكي وش تعرف !
سهاج بتصريفه : وش بعرف مثلًا؟ خلكم هنا انا بكلم الدكتور عنك وارجع
طلع بسرعه مو مخلي لهم فرصه يردون بينما وهاج رجع ينسدح على السرير وهو يغمض عيونه بهدوء عكس الحرايق والحروب الي بداخله
ما وعى الا على ضربة خالد القويه على راسه
فز بانزعاج وهو يمسك راسه : ووجع خير حتى وانا طريح فراش بتصفقني
خالد بحده : ايه يصفقك يا ورع على كلامك الي قلته لا اسمعك تقوله مره ثانيه بقص لسانك سامعني ؟ ماني انتظرك شفقه انت خويي وملزوم علي واقل شي اسويه لك من متى بيننا هالحكي حنا؟
وهاج بتكشيره : تراك زودتها من اليوم وانت تبي تصيحني خلاص انطم كفايه انك معلم سهاج ! يوم تعلمه ليه؟
خالد وهو يرتكي على الكرسي : لانهم زودوها ويبي لهم من يوقفهم عند حدهم ! عاجبك حالك الحين؟ انت كيف انخرطت معهم أصلًا!
وهاج عض شفته بقهر : الحيوان يزن جاني ونرفزني بالكلام وفجاه قال تعالو وطلعو شلته .. التبن جايبهم معه وانا مدري بهم ، الا انت الي كيف لقيتني !
خالد : بعد ما طلعت من محاضراتي استغربت انك ما ازعجتني ابد زي دايم وكلمتك وارسلت اكثر من مره وولا لقيت رد لذلك خمنت انك بمكانك الدايم بالسطح وانك طايحن في بلوه وسبحان الله ماخاب تخميني ابد
وهاج تنهد بثقّل وهو يسرح بفكره لبعيد، لنقطة إنه ما عاد بيكون فيه شيء إسمه "جراحه" بحياته .. لاحظه خالد وزم شفايفه بيأس يدري إنه مهما تكلمو وقالو له أشياء و هونو عليه ما بتهون عنده ، مهما وضّح إنه هدى هو من داخله ماهدا ابد و عاجز إنه يستوعب!
إتجّه سهاج لمكتب الدكتور المسؤول عن حالة وهاج ،
دخل وهو يسلم قبل يجلس بهدوء : انا جايّك أبي اتكلم معك عن حالة المريض وهاج بن خلف
الدكتور فكر لثواني قبل يومئ بتذكر : اييه ذكرته الي جانا اليوم الضحى ، والله يااخوي انا شرحت حالته من قبل للشخص الي جابه و يرجع أشرحها لك الآن .. اوتاره تضررت و نسبةٍ إلى عظامه الضعيفة الي واضح لي إنها متضررة من قبل فـ فترة شفاء إيده بتكون طويله ، و من الممكن ما تشقى تمامًا و بأي لحظة يفقد القدرة على التحكم بإيده لفترات
سهاج : طيب ما فيه حل ما فيه علاج؟
الدكتور : الحل والعلاج هو إنه يستمر على العلاج الطبيعي أولًا ، وثانيًا يستمر على الدواء الي بنصرفه له.. وهذا هو مقصدي لفترة الشفاء لكن ارجع واقولك نسبة فقدانه للتحكم بيده بأي لحظة الى الآن واردة
سهاج زفر بهم : طيب بس هو تخصصه جراحه ! كيف بيستمر!
الدكتور بجديه : مثل ما قلته للشخص الي قبلك برجع و اقوله لك ، الجراحه أسوأ خيار له ! ما راح يقدّر يصير جراح بإيد ضعيفة
سهاج تنفس بعُمق وهو يناظر قدامه بشرود لثواني قبل يردف : طيب متى نقدر نطلعه؟
الدكتور : بكره باذن الله
سهاج اومئ وهو يوقف : يعطيك العافيه دكتور تعبناك معنا وخليناك تشرح لنا مرتين .. لكنه والله شيء صعب للان ماقدرنا نستوعبه
الدكتور : ما سويت الا الواجب ومقدر الوضع .. لكن يمديه يحوّل لطب عام او طب اطفال ، تخصصات الطب الي ما تتطلّب و ترتكز على اليد بشكل كامل
سهاج بابتسامه : صدق؟ يعني يمديه ما يطلع من الطب؟
اومئ الدكتور وهو يردف : واذا يبي معلومات اكثر او توجيه انا موجود بالخدمه ويسعدني اساعده
سهاج اتسعت ابتسامته وهو يتنهد بإرتياح : الله يسعدك والله انك ماتقصر يادكتور؟
الدكتور بهدوء : ثنيان
سهاج اومئ وهو يمد يده له : تشرفت بمعرفتك دكتور ثنيان
ثنيان صافحه بابتسامه : لي الشرف وان شاءلله بمر وهاج اليوم في مناوبتي واتكلم معاه
طلع سهاج من الدكتور وجزء كبير منه مرتاح ومتطمّن على وهاج
-
خيمة سهـاج/
كان مستند على المسندة وهو متربع وحاط يدينه ورا راسه وعصبته مايله عن راسه شوي ويدندن بالحان شيله بملل وهو مره يحرك الشاهي ومره يحرك الضو
انتبه لساعته وكان ماباقي على العصر الا ربع ساعه
التفت لبهاج ورفسه بقوه : ورع هيه
فز بهاج بخرعه وهو يتلفت : بسم الله وش وش صاير!
نياف كتم ضحكته وهو يردف : خلاص قم مابقى على العصر شي من متى وانت خامد وش هالنوم ياكافي طفشت لي مدري كم ساعه وانا اناظر الضو ويناظرني شوي واقوم اكنس التراب الي قدام الخيمه من الطفش
فرك بهاج جبينه بانزعاج : وانت وش عليك مني وش جابك أصلًا يعني انام على سهاج يسوي مساج لراسي ويقرالي واقوم على رفسة نياف! سوء المنقلب
نياف : يحصل لك بس نياف يقومك والله ياسهاج مدلعكم تدليع اصبرو بس يتزوج ويجي له عيال والله ان يسحب عليكم
بهاج وقف وهو يتمغط: والله ان كان به احد بيسحب فهو انت يا السلوقي ، غريبه وين العيال؟
نياف هز كتوفه : مدري سهاج قال عنده شغله بيخلصها ورباح توني مسكر منه يقول ماستجد شي بموضوع ابوه عسى الله يشفيه ويفرحنا بسلامته وخويلد ووهيج مختفين وماني متطمن لاختفائهم
بهاج عقد حواجبه وهو يناظر الساعه : كيف مختفين مفروض انهم ذلحين قدهم في البيوت
نياف : مدري عاد ان كانهم في بيوتهم ولا وينهم مالهم حس حتى سهاج من طلع ماله حس ابد هذا وجهي ان ما كان وراهم بلا وقل نياف ماقاله
بهاج بقشعريره : اعوذ بالله من فالك بسم الله عليهم لا ان شاءلله مابه الا الزين طيب وراه ما اتصلت عليهم !
نياف بملل : عجزان والله مشوار ارفع الجوال وادور اساميهم واضغط زر الاتصال وكذا
بهاج باستنكار : يعني رباح عادي مب عجزان بس هم لا مشوار !
نياف : وضع رباح غير انت مب شايف وش وضعه متدبس بهذي من جهه وابوه من جهه حتى مانقدر نروح له لانها هناك
بهاج : ياخوي انا هذا الي عجزت استوعبه ! مب مستوعب ان رباح الحين متزوج ابد
نياف بضحكه : والله ولا انا .. ماتذكر يومه يقول انا مستحيل اتزوج الا لمن اصك الثلاثين وماراح اتزوج الا عن قصة حب وانا اخر من بيتزوج فيكم
بهاج ضحك بصخب : اخرتها تزوج اول واحد وهو ماعتب الثلاثين وتحت التهديد اللهم لا شماته
نياف : الا انت وش فيك وش سالفة الصداع هذا
بهاج وهو يمسك راسه : والله اني مدري تخيل فجأه والله بدون اي مقدمات مسكني صداع قطع راسي تقطيييع وولا عاد شفت اي شي احس الدنيا سودا
نياف : وليه مارحت تكشف ؟
بهاج بلا مبالاة : عادي اكيد من فقر الدم ولا فيتامين دال
نياف ناظره بتمعّن : انت فيك شي وانا متاكد .. حتى ضحكتك وانت تضحك عيونك ماهيب تضحك والسوالف تطلع منك بالقطّاره بهاج وش صايبك !
بهاج ابتسم بشرود قبل ياخذ نفس عميق : ولا شيء يانياف ولا شيء
نياف صد وهو يعدل الحطب : بسوي نفسي صدقت
بهاج ابتسم بمكر : الا انت الي صاير تسرح فجأه و مره تبتسم بسرحانك ومره تتنهد ، تراني عارف البدايات ذي زيييين
نياف ترك الحطب بسرعه ولسعه الضو قبل يفز وهو يمسك يده بتوتر
بهاج بضحكه وهو يمدله ماء : بسم الله عليك وعلى قلبك كل هذا عشان جبنا الطاري!
نياف بعصبيه وهو يسحب الماء : انت تكذب الكذبه وتصدقها! وش بداياته ووش طاريه وش تخربط انت
بهاج هز راسه بتسليك : اييه صادق صادق ياولد سعود اص بس خل اكلم الربع اشوف وينهم
نياف صد عنه وهو يتنفس بعمق .. لهالدرجه مفضوح ؟ وش بتكون نهاية حبه الغير متوقع! مابعمره فكر حتى إنه بيحب! هو مايعرف الحب حتى شلون عرفه من ليلة ممطره .. ليالي المطر الي ما يحبها شلون غيرته كذا؟
سرح بأفكاره وبهاج كان ينتظر رد سهاج عليه لأنه يدري ان كل علوم الشله بيلقاها عنده لا مُحال
-
بيت راجـح /
دخلو رسن وتذكار غرفة تذكار وهم توهم واصلين بعد ما كانو رائد يجيهم ،
تذكار بملل : اف ماصدقت على الله قال زين ! لو مخليه ابوي يكلمه كان وفرنا علينا طول الظهريه وحنا نقنعه يجي
رسن ضحكت بسخريه : تبين خالي راجح يكلمه اجل ! تدرين وش بيقول لنا ؟ *عدلت صوتها وهي تقلده* ويوم تزهمنه يجيكن ليه رجالن جاين لشغله ماهوب فاضين لكن ولخرابيطكن شوفن الكمبوتر ولا البليه الي في يديكن من زود فلاحتكن عاد وش بتطلعون دكتورات ولا عالمات يادلي وملي *رجعت لصوتها الطبيعي* ولا بعدها بيشك ان ورانا شي لاننا دجه في الدراسه وبيفتح تحقيق طويل عريض كابوس قسم بالله
تذكار مسكت ضحكتها وهي تدفها : انقلعي ياحيوانه مارضى على ابوي ترا
رسن تلفتت : الا وين تباهي مالها حس
تذكار : تلقينها نايمه اكيد .. الا ما علمتك؟
رسن عدلت جلستها بحماس: وش به
تذكار : تخيلي هباب وتباهي من رجعنا من الديره ووجيهم قالبه وواضح في بطونهم علم وشكل اقبال داخله بالسالفه لأنها تهاوشت مع تباهي امس وتباهي معصبه من هباب تقول كله بسببك
رسن وسعت عيونها : اوف اوف اوف هذا كله صاير! طيب ليش وش السبب مستحيل تباهي تتهاوش مع احد خصوصًا اقبال .. تباهي يختي ضعيفه وعلى نياتها حتى الي يغلط عليها ماتتهاوش معه
تذكار : عشان كذا ابي اعرف اكيد هباب الجني له يد في الموضوع
رسن بحماس : بس وش دخل اقبال في الموضوع؟ يابنت حمستيني انتي مالي دخل قومي شوفي لنا الموضوع وشهو
تذكار تربعت وهي تاخذ جوالها : ماعليك علمهم عندي والله مااخليهم لين اعرف الموضوع اول ماعرف بعلمك على طول ، وش تبين نطلب غدا
رسن وهي تناظر الساعه بجوالها : اصبري يجي رائد ونهدده لا عرفنا منهي ونخليه يودينا افخم مطعم فيك بالرياض ويغدينا على حسابه
تذكار : صادقه والله كيف مافكرت فيها! بس وش تتوقعين صاير ليش ماتكلم وقال انه متزوج!
رسن : مادري عنه خليه يجي ونشوف اف فيني نوم ماقيلت
تذكار : ماعليك نخليه يقهوينا بعد
رسن ابتسمت : كفو سنايدي والله تفكرين صح
تذكار كشرت : ويومني سنايدك وش قومك ماصرتي سنايدي وعطيتيني العود يا معفنه
رسن تأفأفت : رجعنا على طير ياللي يعني!
تذكار وقفت وهي تتجه لدولابها : اننن انطمي بس والله ماخلي الموضوع يروح كذا اصبري علي بس .. بدخل اتروش لا وصل رائد علميني
اومئت رسن بلا مبالاة وهي ترجع تطقطق بجوالها لين سمعت الاذان وقامت تصلي ، قعدت شوي بعد الاذان الا بسلوى ادخل الغرفه : وين تذكار؟
رسن : دخلت تتروش
سلوى : طيب تعالي خالك رائد تحت
رسن فزت : وصل؟
سلوى ضيقت عيونها : والله ان وراك سالفه انتي وتذكار ولا من متى تبحثون مع بعض وانتم بغير تخصصات وبغير جامعات !
رسن بوزت : خاله يعني لازم تصيرين ذكيه كذا؟
سلوى : يعني حكيي صحيح! وش وراكم؟
رسن ابتسمت بترقيع وحماس مزيف : بنخليه يلف فينا الرياض على حسابه مطاعم ومولات ومقاهي
سلوى صدقتها واردفت بتأنيب : عيب عليك انتي وياها خلوه يجمع راتبه مهر ويزين بيت له يعرس المسكين وصل الثلاثين ولا بعد اعرس وعمتي متشفقه على عرسه
رسن اردفت بسخريه : ايييه لعرسه اجل ماعليه ماعليه يصير خير
طقت الباب على تذكار : تذكاروه بسرعه رائد وصل
تذكار صارخت : يلا الحين بطلع
مامرت خمس دقايق الا طلعت تذكار وهي تلم شعرها بالمنشفه بحماس : يلا امشي بسم الله يمه انتي هنا!
سلوى تكتفت : مب عليك الي تسوينه انتي وياها !
تذكار بلعت ريقها : هاه؟ يمه كيف دريتي انتي بعد
رسن الي كانت ورا رسن اسرعت وهي تأشر بيدها لا وعيونها شوي وتطير وتأشر بيدها فلوس واكل  .. عقدت تذكار حواجبها وهي تحاول تفهم وش تسوي
سلوى استغربت ولفت على رسن الي عدلت وقفتها بسرعه وضيقت عيونها بشك : وش تسوين انتي
رسن ابتسمت بورطه : وش اسوي؟ ايييه اسوي رياضه الدكتور يقول الرياضه مفيده باي وقت
سلوى رمشت بسرعه تحاول تستوعب : وش تخربطين انتي!
رسن : اقول يا خاله ما ودك تخلينا ننزل ونفلّس رائد ونخليه يلف بنا الرياض ولالا
تذكار الي فهمت اردفت بسرعه : ايه يا يمه خلينا عادي ترا راتبه وش كثره وولا عنده شي خل يونسنا بنات اخوانه ماله غيرنا امشي رسين
طلعت هي ورسن قبل تلف وهي تصفق رسن : والحين انتي ماتعرفين تشرحين زي العالم والناس
رسن بتكشيره وهي تمسك راسها : اذلفي انتي الحمار بغيتي تفضحينا مالت عليك
ظلو يتضاربون طول ماهم ينزلون الدرج لين وصلو المشب وهم يدخلون
رائد بضحكه : ماتعيشون بدون مطاقق انتم
تذكار عدلت بلوزتها وهي تاخذ القهوه : والله ماصب لتس قهوه الخلا
رائد بتأنيب : بنت وراك طالعه بالهوا وشعرك ماجّف تبين تصخنين
رسن : ماعليك هذي قطو بسبع ارواح ما بيجيها شي
رائد وسع عيونه : وجع وش فيك عليها اذكري الله لا تعطبين البنت
تذكار وهي تمد له القهوه : سم يا عمي ماعليك منها غيرانه اعوذبالله يالحسد بيطق من عيونها
رسن طيرت عيونها : عشتو احسدك على وش انطمي بس
رائد : بس بس خلاص خلصوني وش تبون عندي شغل
رسن ابتسمت : ايييه عندك شغل اجل
ضيق رائد عيونه عليها بشك : رسيـن !
رسن ابتسمت بعبط : عيونها امرني
رائد رجع يناظر بتذكار الي ابتسم بوسّع ونزل فنجاله وهو يتنهد بيأس : علمتيها !
تذكار : شدعوه عليك رائد تخبي عن بنت اخوك حبيبتك الشيخه تذكار ماهقيتها منك
رائد فرك جبينه بصداع .. النهايه قربت لا مُحال دام العلم طاح بين يدين اكثر ثنتين فتانات واستغلاليات شافهم بحياته : وش تبون من الاخر
رسن فزت بحماس : ياعيني الي يفهمها وهي طايره .. اول شيء نبي نعرف هي مين ونبي نعرف السالفه كلها وليش مخبي ! ثاني شيء ابد بس عب موترك بانزين لأنك بتلف فينا الرياض كلها
رائد بحده : اول شيء الموضوع هذا يتقفل هنا ولا لكم دخل هي مين ولا وش السالفه سامعيني؟
تذكار قلبت عيونها بملل : لا ما سمعنا ، وش نهاية الموضوع هذا ومتى بتعلمهم أنك متزوج ولا فوقها عندك ولد ياخي ارحم جدتي الي متشفقه على زواجك وكل دعائها بصلاة الوتر اخر الليل انها تشوفك معرس وتشوف عيالك! مالها حق إنها تفرح فيك وفي ولدك؟ وش هالانانية عمي انت ماكنت كذا ابد!
رائد زفّر وهو يمسح على وجهه : شيء ما تعرفونه لا تحكون به !
رسن ضيقت عيونها على الشاهي وهي تسحبه بسرعه خلتهم يناظرونها : هاه وش تشوفون ابي شاهي
تذكار وهي شوي تنجلط : رسن منجدك شاهي بهالنقاش!
ابتسم رائد بسخريه : ايه حبيبتي اشربي شاهي وروقي .. تمشين وتنثرين المصايب وتشربين شاهي برواق
رسن بلا اهتمام وهي تصب بالبياله وتمدها لرائد : والله مالي دخل انت جبت المصيبه لنفسك وامسك اشرب الشاهي تراه نعناع يحبه قلبك
لمن مد يده ياخذ الشاهي قربت يدها اكثر وهي تميلها بخفه قبل تشهق بتفاجئ من انكب على رائد : يوووه معليش ماشفته
رائد وهو بغضب وهو ينفض ثوبه : يعني فوق انك فتانه حوله بعد
رسن وقفت معه بسرعه وهي تطلع جواله وبوكه : طلعهم لا يجيهم شي وروح غسل بالمغاسل بسرعه قبل يجّف ولا عاد ينغسل بسرعه
طلع رائد وهو يتذمر بضيق بينما رسن ركضت وراه وهي تتاكد انه طلع قبل تركض من جديد لبوكه
تذكار عقدت حواجبها : وش تسوين انتي!
رسن فتحت بوكه قبل تناظرها : بأخذ كرت العايله يا غبيه عشان نعرف من زوجته
تذكار اتجهت وهي تجلس جنبها بحماس وعيونها تراقب الباب : يلا بسرعه بسرعه قبل يجي
طلعت رسن كرت العايله قبل يجمد وجهها فجأه من الاسم الي قرته
ناظرتها تذكار باستغراب : وش فيك مين؟
ماردت رسن وهي تناظرها بعيون متسعّه ، سحبت تذكار الكرت منها وهي تقرا الاسم بصوت عالي لا شعوريًا من الصدمه
-
بيت الزيـن/
كانت جمايل جالسه بجنب أمها في الصاله وهم يناظرون مسلسل بدوي ،
الزين بهدوء : ما كلمك بهاج ابد؟
جمايل ابتسمت لكن اخفت ابتسامتها بسرعه : لا يمه مو انتي قلتي ما نكلمه وانه ماهو كفو
الزين بحده : اعقبي تقولين عن اخوك كذا!
جمايل طيرت عيونها : يمه انتي الي قلتي ماهوب انا
الزين تنهدت وهي تميل شفايفها بتفكير
جمايل : وين سرحتي؟
الزين : محتاره .. كيف بهاج يطلع منه هالكلام ؟ لو كان وهاج كان قلت ممكن لانه صغير وقتها ولا حضر كل شي .. لكن بهاج! هو اكثر من يعرّف بالاذية الي سببوها لنا واكثر من حضّر أذيتهم لنا ويعرف دنائتهم مثل مايعرف اسمه شلون يقول كذا انا بنهبل .. جمايل تعرفين هذا وش معناه ؟ معناته ان حتى سندنا الثاني بعد ابوك الله يرحمه راح مننا !
جمايل بلعت ريقها : يمه لا تقولين كذا!
الزين رمشت بحرّه : وشلون ما اقوله يا جمايل فهميني وشلون ما اقوله وانا مصدومه في ولدي وسندي يطلع منه هالحكي .. هو حتى من طلع مارجع لي ابد ولا طيب خاطري لو بكلمه وحده! انتي مستوعبه هالشي ولا مانتي مستوعبته!
جمايل تنهدت : يمه حنا زودناها بعد معه بالكلام
الزين بحده : حتى بأكبر هده صارت بيني وبينه طاح عندي وهو يبوس راسي ويعتذر ، مابعمره طلع من هالباب وخلاني زعلانه منه لو ساعه .. والحين هو خلا الليله تمر وولا جاني .. والليله بتتلاها ليله لين تتوالى الليالي ياجمايل وينساني
جمايل حضنت امها بسرعه : يمه وش هالكلام! مستحيل ينساك و تراه كان موجود امس بالبيت شفته لكن سكت .. تراك تحكين عن بهاج يايمه تحكين عن الي من مراهقته وهو شايلنا شيل وحاطنا بعيونه وحنا عنده اغلى من روحه
الزين بغصه : ووينه الحين؟ اشتقت له ياجمايل وهو مامر الا ليله شوفي حتى وهاج مختفي اخاف انه بيروح ورا بهاج
جمايل بلعت غصتها من كلام امها وكيف هي خايفه من الفقد حتى من ابسط الاشياء ، باست راسها وهي تمسك يدينها : بيجون يايمه بيجون .. تلاقينهم بخيمة خويهم كالعاده وما بتطيح الشمس الا وهم عندك .. بعدين انا وين رحت؟ جمايلك وين راحت؟ هذاني بجنبك وبيت جديده قدامنا ، تدرين؟ قومي قومي بزهب القهوه وهذاك الكيك الي تاكلون اصابعكم وراه ونروح نتقهوى عند جديده وخالتي هيا ونحش بالعالم كلهم
ضحكت الزين من بين دموعها وهي تحضن جمايل : الله لا يخليني من جمايلي يارب
ابتسمت جمايل براحه من شافت ابتسامتها : ولا منك يا عيون جمايل
طلعت جمايل للمطبخ بينما الزين راحت لفوق تجيب عبايتها هي وجمايل وجوالاتهم
-
طريق الديـره /
كان تيام يشرب من قهوته السودا وهو يدندن مع الحان ابو نوره ، و يحس بقلبه بينفجر .. ما نسى وهو الي اغترب عن الدرب سنين ومن طاحت رجوله عليه تذكرها من اول ثانيه ،
تنهد بيأس وهو ينكش شعره بإنزعاج من قلبه الي يدّق بقوه من بس تطري على باله!
ماهو مستوعب إنها إستحوذت عليه لهذي الدرجة ،
وطى صوت المسجل من قرّب من مدخل الديـرة.. وماهي الا دقايق وهو واصل قدام بيت جده
أبتسم بإشتياق وحنييين لهالمكان الي ما زاره من فتره طوييله وقف السياره وهو يقفلها وينزل للبيت يدخل من مدخل الرجال
دخل المجلس وما استغرب عدم وجود جده لأنه معروف عن مهنا ما يقعد اببد
دخل مدخل النسوان وهو يتحمحم
مزون باستغراب : منهو!
تيام ابتسم : تيام ياجده
مزون بتكشيره : والخيبه والله
تلاشت ابتسامة تيام وهو يكشر : افا يا جده وش بلاك علي
مزون : اذلف اذلف شفت الباب الي دخلت منه؟ اطلع منه
تيام: عندتس احد ولالا
مزون : ماعندي احد كان عندي عيال رابح وتوهم ماشين قبل شوي
تيام دخل الصاله وهو يتجه لجدته بشوق ، باس راسها واحتضنها وهو يردف : والله ان الشوق لك طاغي ياجديده، اثرتس غاليه كذا
مزون دفته بزعل : والي يشتاق ويحب يبعد يالكذوب وبنك طول ذيك المده ياكافي ولا كن عندك خوال مير مهمشنا مره
تيام بتنهيده : وش اسوي يا جده انا ميت عليكم وعلى شوفكم ومقابلكم مير خلني ساكت
مزون فزت : ولد لا يكون متزوج صدق
تيام : انا ذابح تذكار هذي ذابحها ام لسان، اتزوج مين الله يهديك جديده!
مزون تنهدت براحه : وش دراني وقف قلبي احسبك متزوج ولا علمتنا صدق
تيام ابتسم بشوق وهو ينقل نظره بارجاء البيت : من زمان عنه اي والله
مزون : والله البيت محله وتدله وابوابه مشرعه لك دايم بس انت الي الله يهديك وش اقول
تيام بتشفق: ادعيلي تكفين ان الله ييسر امري ويتم الي فبالي وقتها بعيش عندكم لو تبين بعد
مزون : ليه وش بك ياولد والله انك منت خالي ولا هو بس شغل ولا علي من الحكي
قطع عليهم صوت الزين : جمايل وش فيك امسكي الصينيه زين لا تطيح
جمد تيام فجأه وكأن الكون كله وقف ، هو سمع اسمها ولا يتهيأله ؟
مزون بصوت عالي : جمايل يابنت عندتس عندتس الولد هنيا
الزين باستغراب وهي تدخل : مارحتو ياراسل ؟
مزون ابتسمت بسعاده : ماهوب راسل الا تيام
تيام الي كان مازال مسرّح من اللحظة الي سمع فيها اسمها ماكان معاهم ابد لين دقته مزون باستغراب : وش فيك انت
تيام وعّى وهو يفز من شاف خالته الي صرخت بسعاده : تيام!!!
ابتسم تيام بوسّع وهو يبوس راسها : يالبيه
الزين : لبى قلبك وعمرك والله تحب الكعبه ياعيني وينك عننا طول هالايام ترا القلب يحن ياتيام يرضيك تاركنا ورايح
تيام تنهد بوسّع وهو يحس الهواء بدا يقل من عرف انها معاه بنفس المكان : والله اني مشتاق لكم بالحيل ياخاله بس عاد خليها على الله
الزين بابتسامه وهي تطلع جوالها : اصبر اصبر بصورك للهنوف
تيام وقف وهو يعدل غترته : ايه تكفين خليها ترضى علي وتدري اني جيتكم
مزون طقته بزعل : بعد يعني جاين لي عشان ترضي امك مب عشاني
تيام فز: لا والله ياجديده جاي عشانك مخصوص الا وينه جدي
مزون : وجدك يقعد يا حافظ ، من يصبح لين يمسي وهو يدوج وبهيج غادين له ماعاد ينمسك
تيام وقف : اجل انا بروح ادور جدي اسلم عليه واجيبه
مزون : تلقاه عند دكان ابو صالح تخبره ؟
تيام هز راسه : ايه اخبره يلا اجل وبمر خيمة سهاج بالمره
طلع وتفاجئ بوجود جمايل عند الباب الي زحفت بسرعه
تيام بربكه: معليش شخبارك جمايل
جمايل بهدوء وهي صاده: عادي انا الي واقفه غلط .. الله يسلمك كيفك انت
تيام : الحمدلله يلا اجل
جمايل : وين رايح اكل من الكيك
تيام اردف وهو يحس قلبه بينفجر لا محاله : بجيب جدي واجي
طلع بسرعه وتسند على الباب وهو يحط يده على قلبه الي ينبض بطريقه جنونيه وهو يغمض بقوه .. ادرك ان سفره طول هالسنين ماجاب اي نتيجه ، راح عمره كله ورجع وهو مازال يحب جمايل
"للحين أنا احبك وما تبت."
-
سيـارة نياف/
طلع هو وبهاج بسرعه من رد عليهم سهاج بان خالد ووهاج في المستشفى ،
نياف كشر بتذمر : انا مخاوي اوادم ولا جن مايمر يوم الا طايحين في مصيبه يالله ياربي
بهاج بنرفزه : انت فاضي سق وانت ساكت
نياف وعينه على الجوال : رباح يدق رد عليه
بهاج اخذ جوال نياف وهو يرد : هلا ربيح
رباح : وينكم فيه وش مستشفاه وش صاير؟
بهاج : لا اخاف يقول سهاج مافيه شي بس وهاج طاح من الدرج في الجامعه وودوه المستشفى
رباح تنهد براحه : اشوى روعتوني
بهاج : الا انت وش صار معك .. فيه تطور ولا نفس الحال؟
رباح : خلها على ربك الى الان ماصار شي
بهاج : ماعليك بتزين باذن الله .. تصدق لا تنسى
رباح اومئ بابتسامه : سهيج حط كراتين ماء عند المساجد بنية شفاء ابوي عسى الله يكتب اجره ولا يحرمني
بهاج ابتسم : دايم سابقنا بالطيب
رباح : ماتقصرون جعل اعماركم طويله .. لا وصلتو عطوني وهاج اكلمه
بهاج : ان شاءلله يلا انتبه على عمرك فمان الله
قفل منه ونياف يناظره بنقد : انتبه على عمرك فمان الله ، ترا بتكلمه لمن توصل مابقى الا شوي ونوصل
بهاج : يالله عليك يانياف حتى وانت تسوق بتسولف ماتعرف تسكت ابد
نياف بطفش : شسوي طفشان
بعد مده وصلو للمستشفى ونزلو منها وهم يتجهون لغرفة وهاج ،
دخلو وكان وهاج على السرير وهو مغمض وحاط اللحاف عليه وخالد نايم على الكرسي بجنبه
نياف رفع حاجبه وهو يرجّف الباب بقوه بنبره عاليه : ورع انت وياه
بهاج فز ولف عليه وهو يرفسه:الله ياخذ بليسك انا وش اسوي فيك
نياف اتجه لوهاج وهو يسحب اللحاف ويسحب الغتره من وجه خالد : قم انت وياه خلصوني عندي جلسة نقاش معكم
وهاج عقد حواجبه بانزعاج : بسم الله انت وش جايبك وش تبي
خالد عدل جلسته وهو يمسح على وجهه بتكشيره : من معلمه هذا
نياف وسع عيونه : الحين ماتبوني ! لكن يلا بمشيها لكم .. وش صاير خلصوني سالفة طايح من الدرج مامشت علي
ناظر وهاج بتفحص وهو مضيق عيونه بينما وهاج ارتبك شوي وبان عليه قبل يضحك نياف بصخب من شاف خالد بعد توتر : يعني كلامي صحيح!
بهاج اتجه لوهاج وهو يردف : وش صار ياوهاج وش فيك
وهاج : مافيه شي بس طحت من درج السطح كنت مستعجل الحق انزل قبل تخلص محاضرة خالد عشان نطلع على طول وطحت
بهاج : بسم الله عليك ياعيون اخوك ما تشوف شر .. ورني يدك وش فيها؟
وهاج بتردد : ولا شي بس التهاب بسيط
بهاج اومئ بارتياح : اشوى .. امسك رباح بيكلمك
مد له الجوال وهو يتصل على رباح
بينما نياف سحب خالد معه : بنروح نجيب اكل وقهوه
خالد وهو يحس بانه اختنق من قبضة نياف : ياخوي ابعد مانيب رايح انا رح لحالك على كيفك بنروح
نياف بهمس : تمشي بالطيب ولا تبي الغصب؟
كشر خالد وهو يدفه : خلاص اذلف بمشي الله ياخذني يوم تعرفت عليك
طلعو ولف عليه نياف بسرعه : وش صاير خلصني .. تراي راعي مضاربات واعرف الكدمات لا صارت من ضرب ولا من غيره
خالد ابتسم بسخريه : ومفتخر يعني؟
نياف بنفاذ صبر : خلصني قل الي عندك لا اطحنك الحين
خالد تنهد : طيب بعلمك بس لا يدري بهاج وولا احد فاهمني؟
نياف وسع عيونه : يعني ضرب صدق! اخوك ياصبي من الي طاقه يعقب يمسي ليلته متهني وانا نياف
خالد مسك راسه : شف بتسوي لي الحركات ذي والله لا ادخل واطحني عادي
نياف بتسليك : خلاص زين زين مانيب مسوي شي علمني عاد
خالد ضيق عيونك بشك : اكيد؟
نياف نزل عقاله : بتتكلم انت ولا شلون؟
خالد بلع ريقه بقمطه : زين اسمع بعلمك بس هد انت وكذا يعني
نياف : وراكم بلوه صح؟
خالد خبره بكل شيء باختصار وهو يراقب عيون نياف الي شوي ويطق منها شرار
تلفت شوي قبل يرفع ثوبه ويهج من شاف نياف رفع عقاله من جديد
-
بيت فـاهد /
قعد يفكر باللي صار الضحى وهو يسمع الكلام الي قالوه رجاله عن سهاج من سألو عنه، ومن جهه ثانيه شاف مكالمات جواله الي ما هدا أبدًا .. هذا الوقت خلاص !
قام من مكتبه وهو يتجه لغرفة المى ويحس بثقل خطواته ،
دخل وشافها كالعاده ماسكه المرسام وترسم بالفساتين
فاهد : اقدر اكلمك بشغلك ضروريه يابوي؟
المى حطت الكراس بجنبها وهي تعدل جلستها : يعني أخيرًا حان وقت الموضوع الي مخبينه عني انت وامي صارلكم وقت !
فاهد ابتسم على ذكاء بنته : يعني ما يخفى عليك شيء؟
المى : أبدًا !
فاهد جلس وهو يتنهد : ما ادري كيف أبدا بكلامي ولا كيف افتح الموضوع بس .. المى حبيبتي اسمعيني زين واوعديني ما تقاطعيني ابد زين؟
المى حست بتوتر : يبه وش فيه شصاير ؟
فاهد بجديه: اوعديني اول !
المى : تمام اوعدك وش تبي تقولي
فاهد : انا يابوي ماعاد فيني شدّه أواجه عمانك .. وهم يبون يضروني فيك و يبون يلوون ذراعي بك ، انا خايف عليك و بالحيييل منهم خصوصًا من حمد وولده صدقيني ماهم ناوين لك خير ابد .. وانا ماني دايم لك ولاني دايم فوق راسك وبسندك ، المى *رفع يده وهو يرمي عقاله عندها* وهذا عقالي عندك انا طالبك ماترديني ابد
المى فزت وهي تشيل عقال ابوها بسرعه وترجعه على راسه : يبه انت تامرني امر ماتطلبني .. امر وعيوني لك
فاهد بجديه : طلبك رجال كفو .. مصلي مسمي وسمعته زينه حتى الدخان ما طب فمه .. وانا واثق بيحميك منهم ويبعدك عنهم وبرتاح وانتي في ظلّه .. وش قولك يابوي ؟ تكفين لا ترديني ولا تتعبيني وتتعبين قلبي والله ماعاد فيني شده يابوك ارحميني وقولي موافقه
المى توقفت لثواني وهي تحس فقدت قدرتها على الكلام .. زواج؟ تجربة حُب جديدة؟ .. لالا ما كان بخطتها ابببد ! لكن كلام ابوها ومنظره وهو يطلبها وش تقول؟
فاهد بترجي : تكفين يابوي ريحيني وقولي ايه .. خليني ارتاح مابقى في عمري كثر اللي راح
المى بسرعه : بسم الله عليك يابوي جعل عمرك طويل .. ابد تم وانا موافقه على الي تبيه كله اهم شي عندي انك ترتاح
تنهد فاهد براحه وهو يحتضنها بسعاده : عز الله ان هقوتي فيك ماخابت ابد .. عسى الله يريحك ويكتب لك السعاده مثل ماريحتيني
ماردت المى وهي مازالت ماهي مستوعبه حجم المصيبه الي اقحمت نفسها فيها !
-
ربــاح/
تسنّد على الكرسي وهو يلعب بسبحته ، الى الان مافيه اي خبر عن حالة أبـوه!
تعب وكثير وكأنه عاش بيومين احداث سنتين!
ليالي بهدوء : بروح اجيب لي ماء
رباح فز : اجلسي انا بجيب
ليالي : وليه ماروح يعني؟
رباح بحده : لا تراددين واجلسي قلت اجيب انا
تأفأفت ليالي وهي ترجع تجلس بملل
رجع ليالي وهو يمدلها الماء بدون نفس
خذته ليالي وهي تحاول تفتح الماء لكن كان قوي ، تنهدت بطفش وجت بتنزل الماء
لكن يدين رباح كانت أسرع وهو يسحب الماء من يدينها ويفتحه ويرجعه لها
رمشت ليالي بسرعه وهي تحس بنبض قلبها من تلامست اصابعهم ببعض ! اما رباح سوا نفسه عادي ولا صار شي وهو يلف للجهه الثانيه ويفرك يدينه بتوتر
ناظر ساعته قبل يردف : انا بروح اخذ امي من حديقة المستشفى وارجعها للبيت .. تبين ترجعين معها؟
ليالي اومئت بسرعه : ايييه ابي اكيد
رباح ابتسم بسخريه : لهالدرجه يعني تبين الفكه مني؟ تراي الي ابيها مب انتي
ماردت عليه ليالي وهي تقضم شفايفها بنرفزه ،
وقف رباح بلا مبالاة: الحقيني
طلعت وراه وهو يروح يكلم أمه تقوم معاه للبيت و جلس يقنّع فيها ساعه لين رضت وهي تقوم وهو يسنّدها ،
إتجهو للسياره و بعد فترة وصلوا للديره لأن المستشفى هذا ما كان يبعد عن الديرة الا مايُقارب النصف ساعة..
دخلو البيت وليالي تناظره بإستنكار وهي توقف بوسط الصاله بتوتر .. اول مره تدخله من بعد الصبح وولا بعد تعودت عليه ابببد
رباح ناظر ترددها وملاحظ توترها قبل يردف : امشي معي
مشت وراه لغرفته و هو اتجه لدولابه وهو يدور بين ملابسه قبل يطلع بجامه مريحه وواسعه بالازرق الغامق ويحطها على السرير : هذا اصغر لبس عندي .. خذيه لين اوديك السوق تتقضين بالي تبين
اومئت ليالي بلا رد وهي تاخذ البجامه منه : انا بدخل اتروش
شالت الطرحه من على راسها وهي تحطها بجنب عباتها قبل يناظر رباح شعرها بذهول .. ماقد شالت الطرحه عن شعرها ولا شافه الا هالمره
ولا إراديًا قرب منها وهو يمسك شعرها : وش فيه شعرك كذا!
ابتعدت ليالي بانزعاج من كلامه : قصيته بالبيت وولا صار مرتب
رباح بنقد : ماتعرفين تقصدين شعرك زي العالم !
ليالي : لا ماعرف .. عندك مشكله مع هذا الشيء ؟
مارد رباح عليها وهو يفتح إحدى الأدراج بالتسريحة و يطلع المقص : تعالي
ليالي باستغراب : وش بتسوي !
رباح : اجلسي على الكرسي
ليالي : وليش؟
رباح تنهد : ياكثر اسئلتك
اقترب منها وهو يسحبها : اجلسي وبس
جلست وهي تناظر حركاته بترقّب لمن طلع من الغرفة .. إمتدت يدينها لعطر على التسريحه كان الى المنتصف فـ خمنت انه عطره الي يستخدمه دايم
فتحته وهي تشّم ريحة العطر وتغمض لا إراديًا ، كانت ريحة ربـاح .. ريحته لمن سحبها لوراه، ريحته لمن مسك يدينها وهو يقربها منه وهم يمشون بالطريق ، ريحته لمن سندها على كتفه
دخل رباح وبإيده سفره وهو يبتسم بجانبيه : ادري ان ذوقي حلو
فزت ليالي وهي تفتح عيونها وترجع العطر على طول وتعدل جلستها بتوتر : واثق من نفسك مره .. خايس تراه
رباح بتسليك : ايه زين ادني مني بس
ليالي : وش بتسوي انت !
رباح وهو يلّف السفره على رقبتها بتركيز : بساوي شعرك .. اخر شيء ابي اسمعه أن حرم رباح مبهذله !
رمشت ليالي بسرعه من "حرم رباح" وهي تحس بحمره كسّت خدها ، حست بإيده تلامّس شعرها وهو يرتبه على ورا و يرش عليه ماء قبل ياخذ المشط و يقصه بتركيز
ظلّت تتأمله بالمرايه كيف مهتم بأدّق التفاصيل وهو يقص شعرها ، سرحّت بدون ما تحس على نفسها
بينما رباح كان يناظر شعرها وهو يقصه بالتساوي لين وصل الى تحت رقبتها بشوي
أبتعد عنها وهو يبتسم برضى : خلصت شرايك بس
وعّت ليالي وهي تناظر شعرها بالمرايه ، لا إراديًا مسكت شعرها وهي تتحسسه
رباح رفع كتوفه بتفاخر : شفتي كيف الفرق بين قصي وقصك
ليالي ضيقت عيونها : لا تنفش ريشك مره انا اقول ! مب حلو أصلًا
رباح حط المقص على جنب وهو يمد يدينها يفك عنها السفره بهدوء لأجل مايطيح الشعر بالأرض .. خفّق قلب ليالي وهي تشوف إهتمامه بأدق التفاصيل 
لف السفره وهو يردف : انا بطلع الحين ولا ادري اذا برجع اليوم او لا ، كل شيء عندك بالمطبخ وبالغرفة اخذي راحتك صرتي من افراد هالبيت واي شي تبينه اتصلي علي من جوال امي وانا بجيب لك معاي جوال
طلع بدون ما يسمع ردها بينما هي ذابت في كرسيها ، ريحة عطره ورقة حركة يده حولها و اسلوبه وإهتمامه تحّس إنه أسرها و بكثير .. معقوله هو أسلوب طبيعي بس لإنها فاقدة الأهتمام من زمن طويل وولا عمرها حسّت فيه صارت تحس إنه عظيم ؟
امتدت يدينها لا إراديًا لذات العطر الي على التسريحه و هي تتجّه إلى البجامه على السرير و تغرّقها بها .. تبي احس بريحته حولها وهو مو موجود ما تدري ليه بس هي ماعمرها حست بأمان الا وهو جنبها وريحة عطره حولها .. استنشقت رائحة عطره على لبسها وهي تبتسم برضى
"أرش عطرك على ثيابي واداريها
‏كأني أشم العطر في ريحة ثيابك"
-
بيت راجـح /
غرفة تبـاهي ، كانت تكلّم إقبال الي كانت متنرفزه الى الآن وولا هي راضية تنسى الحرّه بقلبها و كيف حست نفسها بأبشع الأحاسيس وهي تسمع كلامه عنها !
دخل هباب غرفة تباهي بملل لأنه ما كان فيه احد بالبيت غير أمـه الي بلغته ان تذكار طلعت مع رائد ورسن وبتاهي بغرفتها لمن سألها عنهم
تباهي اشرت له يسكّت ، إقترب هباب وهو يسأل : من؟
بعدّت تباهي الجوال عن اذنها وبان اسم اقبال لهباب: وش تبي؟
سحب هباب الجوال من يده وهو يحس بالنار بصدره تتجدد من شاف اسمها
حطه على اذنه واقبال تردف : من بعد لا يكون اخوك الغثيث ! اسمعي لا ذلف من عندك كلميني
هباب بسخريه : ليش استاذه اقبال ماحنا قد المقام ؟
اقبال جعدت وجهها : وتعقب تجي قد مقامي وانت بهذي الحركات والأسلوب
هباب بنرفزه : يعني ما تبتي وصامله ولا انتي معتذره؟
اقبال وهي شوي وتنهبل اردفت بقهر : اعتذر على ايش ! انت الي تعتذر لكن وش ارتحي من عديم الرجوله مثلك ! لو فيك لو ذرة رجوله وحده كان رحت خطبت الي تحبها وولا قلت عن بنت عمك هالكلام وتنتظرها الي تتصرف يا ردي
هباب حس بإن الجوال بينفجر بين يدينه وهو يسمع كلامها قبل يردف بتوعد : هين يا اقبالوه والله ان تشوفين وش بيسوي عديم الرجوله
اقبال بسخريه : وفر افعالك ورح تزوجها .. وش بتسوي يعني ؟ تعقب ما تقدر تلمس مني شعره جرب بس وشوف وش بسوي بتلاقي رجولتك الي فقدتها عندي واوريك شغلك
رمى هباب الجوال على سرير تباهي وهو يطلع من الغرفه بسرعه ووجهه محتقّن ، إتجه لمجلس الرجال لكن صفق الباب بقهر من ما شاف فيه احد
رفع جواله وهو يضغط زر الاتصال على اسم ابوه ، والله إن يوريها شغلها ..
راجح : هلا وش بغيت؟
هباب بسرعه : يبه اخطب لي اقبال بنت عمي رابح
راجح رمش بتفاجئ : وش تخربط انت؟
-
اشعـار/
كانت على حالها من ليلة الأمس ، وكأنها جثة هامدة .. وكأن ما فيها أي روح .. معقولة إنسان يقدر يسوي بإنسان هذا كله ؟ معقوله يفقده بريق الدنيا بعد ما اهداها له بكل هالسرعه والبسـاطه؟
شهقت وهي تحط يدينها على عيونها وتضرب عيونها بعجز : خلاص بس بس كل ما قلت اسكتي رجعتي تنزلين
شهقت بألم وهي عاجزة تستوعب إنه بهاج راح خلاص ، كيف راح و كيف بهالسرعه أقتلّب كل شيء؟ كيف بتكون حليلة غيره ؟ كيف بتكون اشعار حرم شخص غير بهاج ؟
إستندت على سريرها وهي تبلع غصتها ، إمتدت يدينها لكرتون الحبوب المنومة .. أخذت حبه وهي تغمض عيونها فوق سريرها ، تبي تنام وتنسى كل شـيء، تقوم بكره وتلاقي كل الي صار حلـم!
نيـاف /
جلس جنب خالد بعد ما دارو حديقة المستشفى كلها وهم يتلاحقون ويتضاربون
خالد كشر : والله لا اشتكيك عند سهاج اصبر بس
نياف بلا مبالاه : انطم لا اكملها عليك .. اسمعني بس
خالد : خير وش تبي بعد
نياف بجديه : بكره بجي جامعتكم وابيك توديني لها وتوريني يزن وشلته
خالد وسع عيونه : نعم ! لا والله ما اسويها تعقب
نياف : بتسويها ولا اعلم بهاج؟
-

إنتهـى.
7776 كلمة ، أطوّل بارت .. قراءة مُمتعة 🤍.
"أعذروني على الأخطاء الإملائية أن وُجدت."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن