Part : 23

13.5K 278 12
                                    

إشتّـد المطر و صوت الرعد صار أعلى ، الأرض غرقانة ماء و تزلّق و كل ما خطو خطوتين عثروا
سهاج وهو يناظر المدى بينهم و بين الجبل العالي و صعوبة صعوده بهاللحظه زفر بهّم : وشلون بنرقاه!
نياف عطّس قبل يرد بصوت مكتوم : انا برقى وانتم واحد يشوف المزارع وواحد يروح لجهة الجبل الثانيه
رباح ناظره بقلق : وش في صوتك أنت امداك زكمت!
سهاج بحده : لا ولا واحد فينا بيروح لحاله صاحي انت .. و إذا طاح و لا غدا به السيل
رباح ناظر الجبل و هو يرفع ثوبه و يربطه على خصره وهو يشّد لثامه: انا برقى الجبل وانتم اقعدو هنا
سهاج بعصبيه من توتره ضرب الحصى برجله: ياربي عليه احنا ما ندري أصلًا هو فوق الجبل هذا ولالا! اخاف نرقاه وهو مو فيه واقعد يتالم بمكان ثاني وحنا متاخرين عليه
نياف : حنا قاعدين نضيّع وقتنا الحين وبس ! سوو الي قلت لكم عليه والحافظ الله المدى قريب يمدينا نسمع بعض
سهاج وهو يناظر جهة المزارع : المزارع ماهي قريبة من الجبل ابد
رباح : انا برقى الجبل من هالجهه ونياف رح للمزارع سهاج رح الجهه الثانيه ولا عاد به نقاش الوقت قاعد يقضي و المطر كل ماله يشتّد يارب سترك
زفر سهاج بهّم وهو يمشي متجه للجهة الثانية من الجبال و نياف بجنبه متجه للمزارع الي وراه شد بيده على كتف نياف : انتبه لعمرك زين استودعتك الله
رباح بدا يذب الجبل وهو يذكر الله ومضيّق عيونه يحاول يركّز لا يطيح وقف لثواني وهو يحاول يثبت نفسه لا تزلق رجله من تراب الجبل الي تحوّل لطين من امتزج بالماء و المطر الغزير والظلام الدامّس الي يحجّب عن عيونه الرؤية حتى مع وجود الكشاف
أنفلتت إيده وطاح وهو يمسك رجله و كشر بألم وهو يتنهـد، صعوبة صعود الجبل كانت أصعّب مما توقع فعلًا! كيف بيرقى الحين ؟
سهـاج الي توجّه للقسم الثاني من الجبل وهو يركض بسرعه بتوتر ويحاول يوازن نفسه لا يطيح .. قلبه يحترّق من الخـوف على بهاج ، خصوصًا إن أخر لقاء بينهم كان هواش! أنقبّض قلبه و هو يحس بخوف و توتر عرقّل حركة سيره وهو يستند على الجبل فجأة وهو يحس بالرجفة تسري بجسده وهو يتذكر أحداث قصة رعد بيوم وفاته، إرتخى بضعّف وهو يحس ما عاد رجوله تحمله ولا عاد يقدر يكمل من الالم النفسي الي صابه وهو يتذكر كل الأحداث تمر و إسم رعد يرّن بإذنه
غمّض بقوه وهو يشد بإيده على جسمه : سهاج إهدئ .. خويك يحتاجك ، بهاج بحاجتك لا تخذله ما قدرت تنقذ رعد بس على الأقل إنقذ بهاج ولو بمحاوله
ظل يردد هالكلام لنفسه وهو يوقف من جديد و يأخذ نفس عميق ثلاث مرات مُتتالية قبل ينطلّق من جديد ناحية الجبل ،
مسّك بإيده إحدى الحصى الموجود بالمُقدمة و هو يثبت رجله على الحصى الي بالأرض ويرفّع نفسه بصعوبة .. ضيّق عيونه وهو ما عاد يشوف شيء من الظلام و صوت الرعد الي يعلّى مسبب قشعريرة لجسده
زفر بضيق وهو مو قادر يشوف شيء لكن سمى بالله و كمّل و هو يذب الجبل بكل عشوائية ويوقف بين ثانية و ثانية يحاول يتدارك نفسه ما يطيح وهو يهمس بتذمر : مالقيت تضيع الا بليلة مطر ورعد وبالليل بعد! اوف يا بهاج اوف
نيـاف، الي طلع من جهة الجبال و هو متجه للمزارع .. دخّل وهو يدور بمقدمتهم لكن ما فيه إي إنسان مشى للداخل وهو يسمي بالله ويحس بالروعه بقلبه كل ما دخل بالمزارع أكثر ولا هو عارف وش بيواجـه هناك ، كان يمشي وهو يمرر بالكشاف على كل مكان حوله ويدقق النظر و هو يصارخ بإسم بهاج لكن ما فيه أي رد و لا أثّر
زفر بتعب وهو يرتكي بيدينه على ركبه ويغمّض بقوه من المطر الي يحسه دخل بضلوعه
رفع راسه وهو يمرر بنظره بيأس : وينك يا بهاح وينك!
عند رائـد /
إتجهو لجنوب الديرة الي كان أغلبه محلات قديمة و نصفها مهجور
راسل بلع ريقه : مستحيل بهاج يجي هنا وش بيسوي هنا في عز الليل والمطر!
رائد : بندور بكل مكان وكل إحتمال ، سمو بالله و امشو .. خليكم مع بعض وانا بروح لحالي
هباب اومئ وهو يدخل بسرعه بينما راسل تعلّق فيه
هباب بانزعاج دفه : خير انت وش فيك لازق
راسل بإستنكار: من قال اني لازق ؟ تعقب
هباب ضيق عيونه وهو يناظره : لا يكون خايف ؟
راسل بهياط : تهبى اخاف انا اقدر اروح لحالي واهملك هنا بس شكلك انت الخايف
هباب تكتف : خلاص رح لحالك مانيب خايف انا
راسل بعد عنه بكبرياء وهو يروح من جهة ثانية لكن ما ان أبعد بشوي سمع صوت كلاب و بلع ريقه بخوف وهو يركض لجهة هباب بصراخ : هبااابببب افزع لولد عمك بيموت
هباب الي كان واقف ينتظر راسل ضحك وهو يمسكه : بسم الله عليك ياللي ما تخاف هذاني هنا امش بس الله يخلف
زفر راسل بارتياح : شفت آنك خايف تبيني معك
هباب بتسليم هز راسه : ايه صح يا بابا انا الخايف امش خل ندور بهيج بس
دخلو للمبنى المهجور من دور واحد فقط لكنه كان كبيييير لأبعد درجة ،
راسل وهو يوجّه بالكشاف وجسمه يرتعد من صوت المطر : ما فيه احد !
هباب بحذر : انتبه وانت تمشي لا يكون فيه عقارب ولا شي
راسل الي قمط العافيه : وش عقاربه! يالله انك تسلط على بهيج ياربي
هباب دفه : ولد استغفر وادع نلقاه سالم
كملو بحث وطلعو بدون أي نتيجة وهم ينتظرون وصول رائد الي جاهم بعد دقايق وهو يردّف بخيبة : ما فيه اي مخلوق !
هباب تنهد : امشو لخيمة سهاج ننتظرهم هناك اذا جو وهو معهم الحمدلله وان كانه لا اجل لازم نقدم بلاغ
اومئو وهم يمشون رايحين لخيمة سهاج ،
خيمة سهـاج/
كان وهاج شوي وينجّن وهو يهز رجوله بسرعه ويقضم اظافره بتوتر عصبي ،
خالد كان ملاحظ هلعه وخوفه لذا ما كان يعلّق عن عدم وصولهم خبر الى الآن و كان كاتّم قلقه بداخله لأجل ما يزيد الطين بلّه ..
وهاج وقف فجأه وهو يردف : انا مستحيل اقدر اجلس اكثر خلاص بموت بطلع أدوره
وقف خالد معه وهو يمسك إيدينه المُرتجفة : اول شيء إهدى .. تمام ما يصير خاطرك الا طيّب بنطلع الحين انا وأنت ندوره حول الخيمة و النخل لكن بعد ما يجون البقية يمكن يلاقونه تفائل بالخير
وهاج حط يده على راسه بضعف : واذا ما لقوه خالد؟ الله ياخذني بدال ما اوقف معه واشوف وش مكدر خاطره واكون بجنبه وهو الحين جنبي ويعلمني وش بخاطره زعلت منه ومشيت عنه ما حسيت فيه لين اختفى
خالد بتنهيده : وهاج خلاص ما بيفيد كلامك بشيء ادع يلاقونه وبس
وهاج : خالد انا بنجن هو كيف اختفى كذا فجأة !!! من الصبح وهو مختفي لا يرد على جواله ولا ندري وينه و سيارته عند البيت ما تحركت و فوق هذا كله الحين جواله مُغلق و الجو ما يطمّن ابببد وين راااح ؟؟؟؟
خالد وهو يجلّس وهاج : وهاج ماهو انت المُلام و لا لك ذنب بأي شي صاير و بهاج بيلاقونها باذن الي عينه ما تنام اهدى وين بيكون رايح مثلًا ؟ الا وجود سيارته هو مُبشر خير لأنه يدّل إنه ما طلع من الديره و يمدينا نلاقيه
وهاج غمض وهو يرخي راسه بلا رد و جنون أفكاره مع قلقه ينهش عقله
-
سهـاج/
زفر بتعب بعد ما وصل و أخيرًا لقمة الجبل ، طاح و تعثّر كثير و جسمه حاليًا مليان خدوش و دم من كل مكان من جروحه الصغيره الي خلّفها الحصى و عثراته
نفض غترته المليانه ماء عن وجهه و تقدّم بواسع الجبل وهو ينادي بصوت عالي بإسم بهاج لكن ما فيه رد ..
تقدّم أكثر من إحدى الجهات قبل يشهّق وهو يشوف جسد بهاج مرمي قدام عيونه
ركّض له بقوه و هو يرفع جسده عن الأرض و يحطه بحضنه وهو يضرب على خدوده : بهاج بهاج تسمعني؟ انت واعي؟
ما لقى رد و بعّد عنه على طول و هو يشيل جاكيته الي عليه و يلبسه بهاج الي كان يحركه و كأنه جثة هامدة .. بلع ريقه بقلق وهو يشوف كيف وجهه شاحب و كأن ما فيه لون
حك رأسه بورطه ، كيف بينزله الحين ؟
ترك بهاج و هو يتجّه لحافة الجبل بصراخ : رباح .. نياف !
ما حصل رد و رجع ينادي مره و مرتين و ثلاث وهو متأكد بإن رباح على الاقل بيحصّل على رد منه كونه قريب من الجبل و فعلًا جاه صراخ رباح من تحت بالرد
سهاج بصراخ : لقيت بهاج لقيييته لكنه فاقد للوعي كيف بأنزله؟
إستبرق وجه رباح وهو يبتسم براحه إنهم لقوه ، عقد حواجبه وهو يفكّر كيف بينزلونه ! صعب جدًا إن سهاج يحمله على ظهره و ينزل فيه و ما هو صعب الا مُستحيل
رفع راسه وهو يصرخ : دحرجه لين عندي
سهاج بإستنكار : كيف ادحرجه صاحي انت! لا بيتأذى
رباح بجديه : انا بوقف تحت بداية الجبل و بمسكه ، ما فيه غير الحل هذا بسرعه و بعدين هو فاقد الوعي ما بيحس بشيء خلص علينا نلحق على الولد
تقدم سهاج وهو يشيل بهاج بعدم إقتناع لفكرة رباح لكن ما فيه حل غيرها .. سمى بالله و هو يستودع الله بهاج و غمض عيونه بقوه وهو يدفه
عند رباح الي تحت كان مركّز بنظره ينتظر قدوم جسد بهاج و هو موجّه الكشاف ناحية جهته .. فز بسرعه وهو يلتقط بهاج لكن ما قدر يتوازن و طاح على ورا وهو ممسك ببهاج
جعد وجهه بألم من حّس بإن راسه ضرب بالحصى الي وراه و سحب جسمه وهو يتحسس نبض بهاج قبل يتنفس براحه
ناظر لبهاج ثواني قبل يصفقه على راسه : قسم بالله ما اخليك يا حمار القايله هين خليك تصحى بس
نزل سهاج وهو يصرخ بألم لأنه نزل بنفس طريقة بهاج
وسع عيونه رباح : انت صاحي يوم تنزل زيه ليه!!!
سهاج وهو مكشر بألم : انطم عني ما لقيت طريقة أسرّع من ذي .. جبه حطه على ظهري نوديه المستوصف بسرعه
شال رباح بهاج وحطه على ظهر سهاج الي كان يتحامّل على ألم جسمه و ثقل جسم بهاج الي عليه ،
كان الطريق طويييل نسبيًا ما بين الديره و الجبال لدرجة إنهم كانو يتناوبون على حمل بهاج وهم يحسون بالقلق من عدم تجاوبه بأي شيء
و مرت الدقايق الى أن وصلو المستوصف وهم يحطون بهاج على إحدى الأسـرة،
رباح وهو يطلع جواله : بكلم خالد ابلغه
سهاج اومئ : وانا بكلم رائد
و ما مرت دقايق الا وخالد ووهاج داخلين ركض وهم يدورون عليهم بعيونهم
وهاج بقلق : وينه ؟ وش صاير وين لقيتوه وليش جبتوه هنا؟!
سهاج : شوي شوي طيب .. ما فيه شيء بس لقيناه فوق الجبل مُغمى عليه و تونا واصلين به الحين ننتظر المُمرض وش يقول
وهاج زفر بتعب وهو يحس بدوخة و هبوط
مسكه خالد بسرعه وهو يجلسه على الكرسي : اجلس هنا ادوشتنا انت واخوك لابوكم لابو الي بيصادقكم
وهاج كشر وهو يغمض بتعب : اذلف عن وجهي بس
رباح جلس بجنبه وهو يسحب راس وهاج على كتفه : ارتاح وانت خويلد انقز جب له عصير
مشى خالد عنهم وهو يتذمر لكن ما إن ابتعد عنه ابتسم بإرتيـاح و رضا إنهم لقوه
رباح وهو مغمض ومسند راسه على راس وهاج : والله جاني النوم بعد اكشن اليوم *كشر وهو يتحسس ثوبه* وع والله يا اني قرفان من نفسي كلي طين وماء
سهاج ضحك بتعب : والله كاننا سفاحين طُرق
رباح وهو يشاركه الضحك : ما شفت المسكينه الممرضه كيف اختلعت من شافتنا وهجت ما تبي حتى تعالجنا
سهاج : هذي لو شايفه نياف وش بتسوي
رباح بضحكه : اي والله *عقد حواجبه فجأه وهو يفتح عيونه* نياف ؟ نياف وينه صدق؟
سهاج ضرب جبهته : نسينا نعلمه!
دخلو رائد وراسل وهبـاب
ورائد متجه لهم ركض : وينه وش صاير؟
سهاج : لقيناه فوق الجبل وفاقد وعيه جبناه هنا
هباب باستغراب : وانت ورباح وش فيكم كذا اشكالكم؟
سهاج وهو يمسك إيده بألم : وش فينا بعد .. بركات الاستاذ بهاج مرقينا الجبال في الغدرا والمطر .. والله يا ثقل جسمي و راسي الحين ما عاد احس بهم
رباح وهو يكتم ضحكته : انت شايف اشكالكم قبل تعلق على اشكالنا
راسل بغضب وهو ينفض بلوزته : قسم بالله ما اخليه الدب بهذلنا بهذله خل يطلع بس مالت عليه وعلى وجهه لو مخلينه ابرك
سهاج بتنهيده : ما تطاوعنا قلوبنا تعالو أستريحوا بالكراسي بس
رباح وهو ياخذ العصير من خالد هز وهاج على خفيف : وهيج قم يابوي
فتح وهاج عيونه بشويش وهو يردف بدوخه : هاه وش ؟
رائد بقلق فز له على طول : وش فيه هو بعد؟
خالد : جاه هبوط من اخوه الامحق
فتح رباح العصير وهو يشرب وهاج منه قبل يلف على سهاج : وانت رح للممرضه تشوف جروحك وكتفك
سهاج بمكابر: لا مافيني شيء عادي
قرب منه خالد وهو يسحب يده بقوه قبل يصرخ سهاج بالم : الله يقلعك يا خويلد
خالد باستنكار : لا هماك ما فيك شيء وشوله اجل الصراخ هذا كله؟
رباح سنّد جسم وهاج على الكرسي وهو يتجه لسهاج : امش امش قدامي وانت يوه نسينا نياف عند المزارع روح له
خالد اومئ : زين بروح اشوفه استغربت انه ماهو فيه أصلًا .. لا قام الحيوان دقو علي
طلع خالد وهو يتجّه للمزارع و شاف نياف طالع منها ومتجّه للجبال
صوّت بصوت عالي : نياف هيه ولد
التفت نياف بتفاجئ : خالد؟ وش جابك؟
خالد : امش لقو بهاج عند الجبال وودوه المستوصف
نياف عقد حواجبه : المستوصف ! ليش وش فيه ؟
خالد هز كتوفه : مدري لقوه فاقد وعيه على الارجح لأنه ما كلا شي
نياف : يعني هو بخير وطيب؟
خالد هز راسه : ايه الحمدلله ننتظره يصحى بس
نياف زفر براحه : الحمدلله اجل اعذروني بروح انام قفلت خلاص
خالد باستغراب : وش فيه صوتك؟
نياف كح بشكل متواصل قبل يردف بتعب : مدري شكلي زكمت .. حسبي الله عليك يا بهيج
خالد كتم ضحكته وهو يقرب منه : تعال اشوف فيك حراره ولالا
نياف بنفي : لا لا ما فيني شي امش بس المطر كلانا اكل
خالد : يارجال والله ان فيك امش قدامي انثبر بالخيمه بزرق البيت اجيب خافض حراره ومسكن
نياف تكلم بعد ما عطّس : والله انك نشبه مابي ياخوي
خالد بتسليك : ايه زين زين رح بس
-
بيت مهنـا/
مسكّت رسن الدفتر و القلم وهي تكتب و تمسح بتردد و عيونها تراقب الباب خوفًا من دخول أحد عليها ، زفرت بملل و هي ما تدري وش تكتب الى الآن .. تبي تكتب الرسالة و تدخلها بوسط العود و ترميه بخيمتهم و تنتهي هالسالفة ،
أمعنّت التفكير و هي تضحك بإستخفاف على الفكرة الي لمعّت براسها ، مُستحيل هي بتكتب كذا! .. نفت الفكرة من رأسها وهي تزّم شفايفها بتفكير وش بتكتب ياترى؟
رمّت القلم وهي تدعك عيونها : ياربي صدعت وش بكتب لهالعله هو وعوده مالت عليه وعلى الساعه الي خذيناه فيها
كتبت بعد تفكير وهي تمسك بالقلم من جديد
"حتى العود تتغيّر نبرته على حسب الوتر الذي تضربه،
ولعلي هذي المرة تغيرّت نبرتي كثير و ضربت الوتر إلى أن أُتلّف ،
أتمنى إن قلبك كبير و تسامحني بدون ما تسأل مين أنا ولا تنبّش عن الموضوع لأني مُمكن أدخل بمصيبة بسببه ولو بغيت عوّض أبشر بِه لكني محتارة كيف بأعوضّك؟ .. لكن على العموم أسفة لو كانت بتجدي نفع."
تمقلت بالرسالة مره و مرتين و هي ترميها بداخل العود بلا إهتمام و لا هي مركزه وش تكتب هي حرفيًا وكأنها مسكّت بالقلم و قعدت تشخبط أي كلام و رمت الورقة كل همها هو إنها تتخلّص منه لاغير
ناظرت الجو وهي تغمض بيأس ، كيف بتروح الخيمة بهذا الجو؟ ما يمديها أبدًا ! ناظرت بالساعه وهي تدعي يتوقف المطر او يخّف عالأقل عشان يمديها تطلع و ترميه بالخيمه و ترجع بسرعه
ثبتت العود بحذر بجنب الدولاب و طلعت للبنـات الي كانو جالسين بالصالة
-
بمكـان آخر، أول مره نزوره و شخصية أول مره تظهّر /
ترجّل تيام من سيارته وهو يوقفها قدام إحدى المقـاهي .. كان الجو بارد بشكل خفيف و السماء صافية و الهوا كان لطيف
أبتسم بعُمق وهو يحس بالهواء وكأنه يدغدغ صدره و ينعّش روحه
دخل المقهى وهو يطلب قهوته المُعتادة و يجلس بالزواية مُقابل الزجاج الكبير الي كان يطّل على الشارع من وراه .. هذي هي حالته من سنتـين ، صار ما يحّب البيت و لا يحب الديره البيت بسبب إنه كان يدخل بنقاشات و هواش مع أبوه الرافض تمامًا زواجه من جمايـل! و الديره لأنه يدري بإنه حتمًا بيشوفها او يسمع صوتها أو حتى يمره طاريها، يبي يتعوّد على فراقها وإنها مو له ولا بعُمرها بتكون لكن وش يسوي بقلبه الي حتى وهو بعيد عنها أميال و يسافر لمنطقة ثانية بس عشان ينساها يدّق بس من طاري إسمهـا؟
هو تخلى عن حياته الفعلية من سنين .. أصحابه، عيال خواله، عيال عمانه، أهله كل هذا لأجل ينسى جمايل لكنه نساهم كلهم ولا نساها !
أسنّد برأسه على الطاولة بتعّب من وضعه المُشتت و المُحير من سنين و من قلبه التعب الي رافض ينساها وكأنها مشيدة قلبه بحصون متينة تمنعه من نسيانها
أخذ قهوته وهو يشكّر النادل بصوت خفيف .. رفع رأسه و هو يبتسم لا شعوريًا من تخيّل وجودها معه بهاللحظة هي و ياه وقهوة وصوت آبو نورة يصدّح بأرجاء المقهى
غمض وهو ينفض هالفكره من رأسه و يزفر بتعّب : ما فيه فايده يا ايام ما فيييه !!!
نكس شعره بإنزعاج وهو يحّس بإنه شعرة و يوصل للجنون حرفيًا!
"‏أنا أنا و محبتي لك هي هي
‏أحبِك و أحس نسيانك غدر
‏و أنا أدري إنه ما يجيبك أيّ شي
‏ما يجيبك إلّا دعوه في ليلة القدر.."
-
إنتهـى.
"اعذروني إن وُجدت أخطاء إملائية."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن