Part : 16

16.1K 298 38
                                    

التفت هباب الي كان مرتخي على باب سيارته يطقطق بجواله بعد ما نزّل العزبه و الأغراض الي اخذوها هو وعمانه البر ، كان الجو هادي وأغلب البيوت مطفيّه أنوارها كون الوقت تأخر و الكل ببيته
رفع راسه بإستغراب وهو يسمع خطوات ركض قبل تتسّع عيونه وهو يشوف وهاج جاي يركض والبنات وراه
وقف وهاج وهو يلقط أنفاسه اول ما وصلو قدام البيت و تحمحم وهو يعدّل شكله
جمايل تنفست الصعداء وهي للحين ماسكه يد وهاج بخوف، بينما اشعار وتذكار رمو اقبال الي استندت على طول على عتبة الباب بهلع ومازالت ترجف
تذكار بعصبيه: تكسرت يديني وانا اشيلك يا مال البلا هذا كبرك وعجزانه تعدين عن الكلب
اقبال بصوت يرتجف: اكلي تبن ولا كلمه اسمع
تذكار وسعت عيونها: هذا وانا منقذتك يا الحيوانه فكوني عليها والله لا ادفنك هنا
سحبتها تباهي وهي تلهث: يابنت وقفي خلاص باقي فيك حيل انتي!
هباب تلفت بسرعه يشوف فيه احد وعلى طول تلطم: ولعنه وش فيكم فضحتونا جايين بهالأشكال وانتم تركضون! احمدو ربكم ما فيه احد ولا والله ما يفككم من لسان مزون ومهنا لا جني ولا ادمي
وهاج: لا ولاشي بس طلع لهم كلب وخافو
ناظروه البنات كلهم بنفس الوقت بنفس النظره الحاده مما خلاه يبلع ريقه ويلف للجهه الثانيه : الجو حلو ماشاءلله براد
رسن بتقليد لصوته: افا وانا احسبكم ذيبات *رجعت لصوتها* لا عرفنا من الذيب والله
جمايل دفته وهي تصفقه: حتى انا اختك يا الظالم ولا كنك تشوفني ولا تعرفني على طول هجيت بغيت اموت وانا الحقك
اشعار بنص عين: هذا ماعنده الا الهياط ما صدق على الله شاف الكلب وعلى طول كأنه مركب كفارات برجوله .. كلامه ماخوذ خيره
تباهي بقهر: حتى ما كلّف على نفسه يلتفت يشوف حنا حيين ولا ميتين !
وهاج حك راسه بورطه: شسوي عاد يقولكم يا روح ما بعدك روح .. بعدين هذاكم يا الجنيات ما فيكم شي ما ينخاف عليكم ابد
اقبال وقفت بوهن وهي تدخل بصمت غريب
هباب باستغراب: وهذي شفيها!
تذكار بضحكه: هذي من شافت الكلب وهي تقوم وتطيح ما تشوفنا انا واشعار جايين شايلينها
اشعار انفجرت ضحك: تكفين لا تذكريني بشكلها وهي طايحه ووحنا نشيلها ولا بعد تصيح تقول ماقدر اوقف
رسن: انتم خلو هذا على جنب .. ما شفتو شكل تباهي وهي تركض وتصيح وتسب وصامله مكمله صياح وهي تركض
جمايل: اما شكل وهاج وهو عاض غترته ورافع ثوبه ورسن وتذكار عباياتهم تلوح وراهم واشعار وهي شايله اقبال بيد والاغراض بيد شي ثاني
هباب بضحكه: انتم ما شفتم اشكالكم وانتم مقبلين .. والله لو شايفكم غيري ماغير ينهبل
طلع مهنا الي كان نايم بغرفة الضيوف مع بادي: خير ان شاءلله وش عندكم بانصاص الليول على العتب واصواتكم واصله اخر الديره! هزلت يا احفاد مهنا هزلت
عدلو وقفاتهم بسرعه وهم يوقفون بشكل مستقيم اول ما شافوه
مهنا تكتف وهو رافع حاجب: ايه علموني وش السالفه المهمه هذي ، ضحكوني معاكم انا قايم من وسط نومي عشان اضحك بس
تذكار بعبط: لا طال عمرك كان كملت نومك وحنا برسم الخدمه نضحكك بكره ان شاءلله
دقتها رسن بهمس: حسبي الله عليك كانك ماتعرفين لا ترقعين ولا تسكتين
هباب بهمس: قسم بالله لو يفصل علينا مااخليك يا تذكار الزفت
مهنا بحده: ولك وجه تستظرفين بعد ! ووش تتساسرون به انتم .. قدامي اشوف مالي خلق صداعكم اذلفو كل واحد على فراشه انخمدو بكره شغل البيت كله عليكم من صبح الله واشوف واحد فيكم ما يقوم .. وأبي الفطور والقهوه من خمس الفجر وخلها تتأخر لو دقيقه بس
كشرو وهم يشوفون حدته وجديته وعرفو بإنهم لو يقولون شيء زياده بينفجر فيهم أكثر لذا دخلو بصمت وهم يتوعدون بتذكار الي شدّت العود بحضنها وشمرت أكمامها وركضت على فوق على طول
رسن بتهديد وهي ترفع عباتها وتركض وراها: وين بتروحين يعني ان ما نتفت شوشتك والله مااكون بنت نايف هين
-
خيمة سهـاج/
من بعد آخر حوار دار بينهم، حل الصمت المكان كل واحد يفكر بكلام الثاني .. سهاج يفكر وش هالمصيبه الي حط نفسه فيها لكنه قال كلمته ومستحيل يخلّف عنها .. بينما بهاج أكله التفكير وهو رافض تمامًا انه يحط غيره بمصايبه عشان يحلها، ماتعود على الهروب أبدًا يا إنه يواجه يا إنه ينسحّب و لحظة الإنسحاب بهالموضوع شبه مُستحيلة!
أرتكى رباح على المركى بعد ما دخل وهو يناظرهم بإستغراب: خير وش صايبكم انتم!
بهاج: ما جا وهاج؟
رباح بنفي: لا .. راح للمزارع
بهاج عقد حواجبه: وش موديه للمزارع لحاله !
رباح وهو يمد يدينه للضو: رايح لاهلكم
تنهد بهاج لمن رجعت ذكرى اشعار لباله وهي الي ما فارقته ولا ثانية! إبتسم .. قد إيش هي تحب المزارع بجو الشتاء و ما زالت هالعادة فيها حتى لمن كبرت ،، هو يحبها كثر حبها للشاهي،للقصيد، والشتاء و أكثر بكثييير شلون بيقدر يفرط فيها ؟ مستحيل هالشيء مستحيل ! زفر بضيق وهو يحس بكئابة وكاره نفسه وحياته من هالوضع الي هو فيه
رباح بذهول: لا شكل الموضوع فيه إنّ ! وش فيكم أنتم !!!
سهاج بتنهيده: ما فينا شيء يا لقفك ، ما شفتو نياف بدربكم؟
رباح: لا ما حضر العشا مع ان العم بادي حاضر
سهاج: اكيد انه متكدر الحين
بهاج باستغراب: ليش؟ اذا على البيت يترمم واهله طلعو بصحه وعافيه الحمدلله
سهاج وهو يعدل جلسته: ماقلت لكم انا ؟ جا ابوه و عطاه هذاك الكف اهخ يا حر جوفي اني ارده دبل له .. واتهمه انه الي متسبب بالحريق .. اسالكم بالله هذا اب ؟
انصعقو رباح وبهاج من الي سمعوه
رباح بضيقه: اسالك بالله انت صادق؟
سهاج بهم: ليتني اكذب ليته
بهاج تكدر خاطره زود مسح على وجهه: حسبي الله هذا مو صاحي .. فوق انه رامي ولده من سنين وولا يدري عن هوا داره يعامله كذا !! كيف جاله قلب يتّهم نياف بهالشي وهو عنده الكون كله بكفه واجداده بكفه ثانيه !!!
سهاج: والله مدري شسوي .. اختفى من عقبها نياف ومثل ماانتم شايفين الى الان وهو مختفي
رباح وهو يتفحص وجيههم: الظاهر ماهوب نياف الي لازم نشوف وضعه وبس .. حتى انتم.. وحتى وهاج وخالد كانو غريبين لأبعد حد لا ضحكاتهم هي الضحكه ولا سوالفهم هي السالفه .. وش جايكم انتم غبت اسبوع ورجعت لقيت الحال فوق تحت !
بهاج تنهد: انا خلني برا الموضوع .. ماهوب شيٍ لا قلته ولا دمعٍ لا تضايقت آنتهّت وسكبته، الموضوع أعمق
سهاج بحده: وانا عطيتك الحل والخلاص وانت الي رفضت !
بهاج بعصبيه: سهاج لا تعاملني كني ذليل بيمشي ويرمي مصايبه على غيره و يتهرّب منها ! ماهو بهـاج الي يتصرف بهالشكل .. يا أني بواجه يا أني بنسحب لكن مسألة اني برمي مصايبي على غيري يبتلش فيها لا !
سهاج بعصبيه اكبر: وانا هذا الي جالطني فيك أنت جيتني و طلبت مني مساعده ولا قلت لي تعال وخذها عشان تقول انك رميت مصايبك على غيرك ومشيت ؟ انا الي قلت لك بأطلبها من اهلها .. انا رجال يبي العرس وهي يبي لها ابوها الرجال الكفو .. وين قطيت مصايبك على غيرك و مشيت ؟
رباح بذهول ناظرهم: انتم وش تقولون ! وش مصايبه وش بنته وش علمكم!
-
بيت مهنـا/
ناظرت تذكار العود وهي تعض شفايفها بفشله: كسرته كسرته .. الله يكسر رجولك من كلب ياويلي وش بسوي انا الحين! .. بيقول تذكاروه الخبله الدفشه كسرته حسبي الله
رسن بضحكه: الا بيقول وش هاليد الي عليها الي قدرت تقطع الاوتار وتكسر جزء من العود !
تذكار بقهر رمت عليها المخده الي جنبها: انكتمي لا قسم بالله افصل عليك الحين
اشعار دخلت وبإيدينها الفرش والباقي مع جمايل الي وراها: وانتم لهالحين على الموضوع هذا ؟
تذكار وهي تحس بحرّه: احر ماعندي ابرد ماعندكم طبعًا لأنه ماهو انتم الي كاسرينه
جمايل دفتها: اقول قومي بس صجيتينا انتي وعود خويلد قومي ساعدينا نحط الفرش
تذكار بتبويز: ماراح اساعدكم انقلعي
لفت تناظر العود مره ثانيه وصرخت بقهر
ارتعبو البنات ولفو قبل تمسك جمايل المخده وهي ترميها عليها بتهديد: والله لا اكسره فوق راسك الحين يا حيوانه
رسن: انهبلت وقعدت كل هذا عشان عود ما سمعتي وهاج وش قال ؟ قال ان عنده غيره بلا دراما
تذكار : وانتي اذانيك هالكبر ما يفوت اذنك شي اهب! وبعدين حتى لو عنده غيره انتي تدرين كم سعر العود ولا ما تدرين؟
في السطـح/
أستندت اقبال على الجدار بضيق وهي تلعب بيدينها.. كلام امها وعتابها القوي جا وكأنه حد المضراب بوسط صدرها .. وكأنه ختام يومها الي كان من أوله وهو كله ضيق بضيق .. مواقفها الي تفشل مع هباب وكلامهم الي يجدد جراحها بكل مره تجزم تنسى.. بنت خالتها وكلامها.. نهايتها كلام امها.. كأن العالم كله أتفق يضايقها بهذا اليوم !
تباهي جلست بجنبها وهي تمد لها كوب الحليب بصمت
ناظرته اقبال بطرف عينها قبل تضحك لا شعوريًا، لأنها من صغرها وهي متعودة كل ما ضاقت تشرب حليب دافي والى الان ما تعرف ليش
تباهي بتكشيره: ايه يا شيخه ابتسمي وروقي مو تكشيرتك قبل شوي اعوذبالله
تنهدت اقبال وهي تاخذ الكوب منها وترتشف منه بصمت
تباهي بهدوء: ما تبين تتكلمين؟
اقبال وهي تلعب بالكوب بين يدينها: وش اقول يعني؟ .. مافيه شيء ينقال
تباهي بغموض: نظرتك ليش تغيرت من شفتي هباب؟
اقبال بتوتر شدت على الكوب: ما تغيّر شيء .. يتهيألك
تباهي تنهدت: اقبال تراك واضحه .. واضحه جدًا ! .. انتي تنكرين هالشيء قدامنا و تنفرين من طاريك مع هباب لكن بداخل قلبك كلام ثاني .. الي محيرني ليش تنكرين الحب وهو بعيونك؟ ليش تنكرين وعيونك من تشوف هباب تلمع ووجهك ينوّر لكن بنفس الثانيه يرجع يكشر !
اقبال غمضت بقوه وهي تشد على الكوب: لأني أعرف اشياء انتم ما تعرفونها .. أولـها إنه مستحيل يكون لي ومستحيل اكون له ! .. ما اكذب عليك لو اقولك اني كرهتكم كلكم بلحظه لانكم الي خليتوني أتعلق فيه وأحبه .. عطيتوني امل بكلامكم عننا بكل مره بينما هو كانت بالنسبه له الم ! *اجتاحت الغصه حلقها* ترا يوجع الشعور والله يوجع! كنت استغفر دايم واتعوذ من ابليس لاني ما ابيكم تاخذون ذنب قلبي الي علقتوه فيه
ناظرتها تباهي بذهول منصدمه من كلامها : اقبال وش تقولين انتي! كلنا ندري انكم لبعض من كنتم صغار و....
قاطعتها اقبال بغضب: انتم الي تدرون مو هو .. انتم الي تبون مو هو .. انتم الي تقولون يحبك .. لكن هو وينه من هالكلام؟ انتم الي رسمتو هالشيء لنا لكن هو رفض يكون جزء من هاللوحه !
تباهي قطبت جبينها: اقبال انتي وش فيك ! ليش تقولين الكلام هذا وش جاك فجأه انا مو فاهمه شيء من الي قاعد يصير !!!
اقبال ابتسمت بجانبيه: ولا بتفهمين صدقيني .. مستحيل يستوعب احد خيبة الشخص الا هو نفسه .. من اللحظة الي شفت فيها نظرة عيونه و كيف يلتهّف لمن يسمع إسمها وانا عارفه ان اجراس نهاية املي معه دقت هو يا تباهي ما حبني بيوم ولا بيحبني لكن انا الي رحت ضحية حب انرسم من العدم!
" قالو يحبك قلت لا تظلمونه.. قالو يبيك وقلت ياناس تكفون
انا عرفته قبل لا تعرفونه ، ما قال احبك انتم الي تقولـون !
انا دخيل الله الحب لا تغصبونه .. الغصب لا ريح ولا طعم ولا لون !
ما هو بكيفه يعشق الي تبونه ، الحب طول عمره اعمى بلا عيون
قريت رده في محاجر عيونه.. يقول انا هايـم بغيرك .. ومفتون ! "
-
إنتهـى.

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن