Part : 37

18K 309 110
                                    

-
أنهارت اشعار بمكانها وهي تطيح بينما رسن ركضت لها بسرعه وهي تلمها لصدرها،
شهقت اشعار بوجّـع.. المفروض الحين إنها مستانسه بعد ما أخذت حقها ورجعت له الحركه، بس ليه هي قاعده تصيح ؟ ليه تحّس بالوجع ؟
رسن بخوف : اشعار خلاص لا يدخل ابوي الحين ويعرف والله لا يطيّن عيشتك ويعرف!
اشعار بشهقه : رسن خلاص كل شي انتهى يعني هو راح ما عاد بيرجع؟
رسن بحده : انتي الي اخترتي هالشي بيدينك .. لا تختارين بعدها تصيحين ! خليك قد قرارك
اشعار بوجّع : ليش انا ما استانست؟ انا قلت باخذ حقي وبيرد حرتي فيه .. ليه قلبي ثقيل ودموعي ما توقّف؟ انا كرهته يارسن ليه قلبي للحين يبكي جرحه؟ ليه عقلي ماهو راضي يستوعب فراقه؟
تنهدت رسن بضيق وهي تشّد اختها لها وتمسّح على شعرها
-
في مكان آخر..
مرّت ساعة ورا ساعة، وتلتهم الساعة الثالثة وراجح مازال ينتظر وهو يهز رجوله بتوتر .. الى الآن ما أحد طمنه ولا قاله وش اللي في بهاج ، غير إنه شاف أكثر من دكتور يدخل للغرفة اللي فيها بهاج بأوقات متفاوته!
تنهد وهو يشوف جواله يضوي بإسم هباب وقفله مره ثانيه مثل ما سوا مع كل المكالمات قبله .. يحّس بالوهن والضيق
طلع إحدى الدكاتره وفز له بسرعه : وش صاير له ؟ تكفى علمني لكم ثلاث ساعات ومحد قالي شي عقلي بينفجر
الدكتور بهدوء : اهدى اول عشان تقدر تستوعب اللي انا بقوله
راجح بتفاجئ : وش تقصد بأستوعب اللي بتقوله ليه ولدي وش فيه !!!
الدكتور بتردد : والله مدري وش بقولك يا اخوي لكن .. الواضح لنا إن الولد مُسمم
راجح عقد حواجبه : وش مُسمم! كيف يعني وش تقول انت
الدكتور بجديه : الولد مأخذ جرعات سم عن طريق الشراب او الأكل ، سم بطيء المفعول .. يسري بأرجاء الجسد ولا يقتل الجسد او يخليه ينهار بسرعه، يأخذ من خمس ايام الى اسبوع الا ان تبدأ أعراضه القوية وأعراضه البسيطه مثل الدوخات المتكررة وضيق التنفس والتشتت ونزول الدم والاغماء والصداع الفظيع هذي تظهر بعد اخذه من ساعتين الى ثلاث والى ان يسري المفعول بكل الجسد فـ الشلل أو الغيبوبة او الإصابة بمرض مُزمن هي أفضل الحالات الي ممكن تصيب الجسد بعده، وأسوأ الحالات مع الاسف هي الموت .. ما قد لاحظتو على الولد شيء ؟
راجح بذهول حط يده على راسه بعيون متسعه : لا اله الا الله كيف سم!!! كيف ياخذ سم! انت وش انت تخربط على راسي لا لا مستحيل اكيد انك ملخبط بينه وبين مريض ثاني ارجع تاكد اسمه بهاج بن خلف
الدكتور : ادري انه صعب انك تصدق او تستوعب هالشيء لكن مع الاسف هذا اللي حاصّل .. حالته نادره جدًا لأن نادرًا ما تجينا حالات مُصابة بـ سم ، الولد دخل في غيبوبة لأن إنقاذكم أستغرّق وقت طويل .. السم أنتشر بجسده كله ولا أقدّر أبدًا اني احدد لكم حالته كيف ، وبنفتح تحقيق بهذا الوضع لأنها محاولة تسميم !
تهاوى راجح على الأرض بوهّن من هول اللي سمعه قبل يسنده الدكتور بسرعه بتفاجئ وهو يحطه على الكرسي
راجح بخنقه وهو يناظر بالدكتور : اسألك بالله انت صادق ؟ يا دكتور بهاج ما عمره أذى احد والله ان حتى النمله الي تجي بدربه ما يذبحها ولد اجودي الصغير يحبه قبل الكبير كيف أحد مسممه كيف! من يتجرأ يأذيه وهو مثل النسمه يمر ولا يضّر!
الدكتور بتنهيده شّد على كتف راجح : ربك كريم .. لازم تكلّم أحد يجي ويوقف معاك ، الأيام القادمة بتكون صعبة عليك
راجح اومئ وهو يرمّش بسرعه يحاول يضيع الدموع من عيونه .. كيف بيبلغ الزين ؟ كيف بيتقبّل وهاج الخبر ؟ من بيسنّد جمايل وقت تطيح من طولها وهي تسمع بوضع أخوها اللي ما بين الحياة والموت؟
طلّع جواله بيد مرتجفة وهو يطلّع رقم سهـاج.. ما أحد بيهدي وهاج كثر أخوانه
راجح بصوت واهن : سهاج تعال لي بسرعه
سهاج بإستغراب : وش في صوتك يا خالي كذا
راجح غمّض عيونه : ما هو الصوت الي ما يسّر وبس .. تعال مستشفى *** هالحين
سهاج فز برعب : مستشفى ليـش!!! وش صاير
راجح بتعب : تعال وتعرّف لا تبطي علي
قفل جواله وهو يرجعه لمخباه ويهّز رجوله وعيونه مازالت مغمضه
بينما سهاج فز على طول وهو يركض لسيارته بدون حتى يقفل بـاب الشارع وهو مخليه مشرّع وراه! .. طار عقله من سمع طاري المستشفى وهو يحس بإنقباض قلبه .. حاس بإن بهاج فيه شيء وإحساسه مابعُمره خاب!
نزل من سيارته وهو يركض بخطواته لداخل المستشفى ويتصل على راجح بيدين ترتجّف من روعته وهو يحاول يبان ثابت ،
وصّل لراجح وهو يردف بقلق : وش اللي صاير!
راجح بوجه أسود : بهاج .. بهاج فيه احد مسممه
سهاج ارتخت ملامح وجهه : نعم ! وش الي احد مسممه!!! كيف يعني
راجح بتنهيده : بهاج فيه احد مسممه .. وانتشر السم بجسمه كله ودخل غيبوبه ، انتم قد لاحظتو عليه شي؟
سهاج حّس بعظامه تبرّد من اللي سمعه ، سكت لثواني وعيونه متعلقه بالجدار يحاول يستوعب وش هو سمـع!
راجح مرر يدينه قدام سهاج : وين رحت!
سهاج ناظره بعدم تصديق قبل يلّف على الغرفة الي واقفين قدامها : بهاج بغيبوبه!
راجح اومئ ببطئ، لأنه ما هو قادر ينطقها!
جلّس سهاج على الكرسي بعيونه المتسعّة، حط يدينه على راسه وهو يغطي وجهه من حّس بدموعه لا إراديًا .. غيبوبـة وتسمـم! يا حرّة قلبه من الي بيجرأ يسممه ؟ من وهو حتى الي اذوه اختار يبعّد عنهم بهدوء ولا ضرّهم؟ من وهو حتى لا أستوجّع أختلى بعمره عشان ما يأذي أحد بكلامه ولا يزّل عليه؟
غمّض عيونه وهو يسد اذانيه لا إراديًا وهو يسمع أصوات أفكاره تتعالى بداخل عقله ، تلومـه لأنه كان شايف تعبه وكان شايف الأغراض كلها باينه عليه لكنـه ما سوى أي شـيء! .. مثل اللي مر برعد قاعد يمّر الحين
فتح عيونه برعب من أستشعّر هالفكرة وهالشعور! الي بيمر برعد بيمر فيـه؟! .. هز راسه بـ لا بدون شعور منه وهو يغمض عيونه بقوه .. يضرب راسه بقوه ، يبي يسكّت هالصوت اللي ماهو راضي يسكت
راجح إتجه له بسرعه وهو يمسك يدينه ويضربه بعصبيه : سهاج ولد اسمعني انتبه لي هنا وش فيك وش صارلك!
سهاج غمّض عيونه بقوه وهو يصد عنه ما يبي دموعه تنشّاف ،
راجح تنهد وهو يربت عليه : ادع له ربي يقومه بالسلامه وبعدها نشوف وش سالفة التسميم هذي عسى ربي يعديها على خير
سهاج بغصه وهو يحط يدينه على عيونه : هذا بهاج .. تعرف وش يعني بهاج؟ انا يوجعني قلبي لو دخلت شوكه برجله .. يضيق صدري لا شافته ضايق .. اسبوعي هذا مامر علي بالساهل لأنه مره علي بدونه ولانه زعلان علي ، راضي ارمي نفسي بالنار بس لا اشوفه ضايق ولا اشوفه يشكي باس هذا قطعه من قلبي هذا اخوي وصديقي وذكرياتي كلها شلون الحين وهو بين الحياة والموت؟ انا كيف بيغفى لي جفن وانا مدري لا صحيت بهاج جنبي ولالا؟ كيف بعيش لو مات وهو زعلان مني علمني؟
راجح تنهد بضيق وهو يحضنه ويشّد عليه : لا تحسب انه غالي لك وبس .. هو بكر امه وابو جمايل ووهاج وولدنا واخونا كلنا ، عسى ربي يعدي هالايام ويهونها
سهاج : ووهاج؟ وهاج كيف بنقوله؟
راجح بحيره : مدري يا سهاج الا هذي لا تسألني عنها، انا ماني داري شلون بقول للزين كيف وهاج؟ والله لا غير ينهبل!
سهاج بتنهيده وهو يدعك عيونه ويتنهد : يشوف وهاج والعيال وانت شوف خالتي واخته .. ما يصير ما يدرون ، الا هو كيف طاعك وجا هنا؟
راجح : ما طاعني .. طاح بين يديني بعد ما طلعنا من بيت نياف
سهاج بإستفهام : بيت نايف ؟! ابو تيام؟
راجح : اجل من
سهاج بسرعه عدّل جلسته : ليش ؟؟
راجح بتردد : والله مدري اذا هو يبيني اقول ولالا
سهاج بلع ريقه وهو يغمض عيونه : يخطّب اشعار؟
راجح اومئ باستغراب : وشلون دريت؟
سهاج فتح عيونه : وش الاجابه؟
راجح بتنهيده : رفضته واختارت فايز عليه، خيرها ابوها قدامنا بين بهاج وبين فايز واختارته
سهاج وقف بقهر وهو يضرّب بإيده الجدار بعصبيه وكاتم صوت صرخته : حسبي الله حسبي الله
راجح بصدمه : وش فيك انت من جيت وانت منت صاحي!
سهاج مارّد عليه وهو يطلع من المستشفى وهو قابض على إيده بغضب ، رفضته ولا رفضته بالسـاهل! رفضته بأبشّع الطُرق!
جلّس بالسيارة لثواني قبل يمشي وهو يحس بالقهر يزيد بصدره .. بهاج ما يستاهل هاللي يصير له ابد! ماهو مستوعب للحين ان هذا صار فيه
أرسّل لوهاج "وينك؟" .. وأنتظر لـ ثواني وهو يشرّد بالفراغ، وش بيصير فيهم؟
جاه الرد من وهاج "ببيت خالي رابح .. مدري وش صاير جدتي طاحت علينا ومحتاسين وش بغيت؟"
سهاج عّض شفايفه وهو يردّف بداخله 'بعد كملت!'
سهاج "أبيك ضروري ، بهاج موصيني عليك"
وهاج فّز من شاف اسم بهاج "وش يبي؟ وينك؟"
سهاج بلغ غصنه وهو يشوف لهفة وهاج الواضحه من حروفـه،
"بجي أخذك"
طلع من محادثة وهاج وهو يدخل محادثة رباح
"مر خالد ونياف وتعالى الموقع الي بأرسله لكم بسرعه بدون أي تبرير وبدون أي تأخير ماعندي وقت"
قفل جواله وهو يحرك لـ بيت رابح
-
ديرة بهّـج الليـل/
ركب خالد السياره وهو يناظر رباح ونياف : ما قال لكم للحين ليش؟
رباح بنفي : ما عاد رد علي ، أرسّل الموقع وأختفى
نياف ميل شفايفه : يارب سترك انا ماني مرتاح لكم يا هالشله .. اسمعوني من الحين أقولكم هذي اخر مره اشوفكم وتشوفوني انا ابي اعيش حياتي وابي استانس وابي حياة شليه وسعة صدر انتم ما ورا وجيهكم الا الهم والمشاكل
خالد قلب عيونه : انت لو تختفي مننا صدق بنعيش حياتنا ونشوف الوناسه وسعة الصدر رح دربك خضّر
رباح بطفش : والله انه ماهوب وقتكم .. نياف من كثر ما عدت إسطوانتك هذي علينا صرت حافظها لو أنك مطبقها صدق ماهو احسن لك ولنا ؟
نياف بعصبيه : خير كنكم ما صدقتو على الله تبون فرقاي !
خالد وسع عيونه : ياخي انت متناقض توك ما تبينا
لّف نياف عنهم بدون رد بينما رباح وخالد ناظرو بعض ثواني قبل ينفجرون ضحك
رباح بابتسامه جانبيه مّد يدينه وهو يسحب يد نياف : زعلت يا ابو قله ؟
نياف نفض يده : بعد بعد عني أصلًا انت ما تدانيني من يوم حنا ورعان لقيتها فرصه لك الحين تفرغ كرهك القديم
رباح انفجر ضحك : للحين في قلبك يعني ما نسيت .. ياخوي من يكرهك انت والله ماعنده سالفه
نياف ابتسم بحماس : يعني تعترف انك تحبني؟
رباح كتم ضحكته : لا انا ما عندي سالفه عادي
نياف كشر وهو يدفه : اذلف عن وجهي لا عاد اشوفك مكلمني
خالد وسع عيونه : وكسر خلعت كتف المسكين انت تشوف يدك خفيفه يوم تمزح معنا بيدك
نياف بتهديد : والله لو ما تسكت لا ادوم عليك ورا الحين واوريك المزح بعينه
رباح دق بوري : خلاص خلاص هدوء سهاج يدق
سكتو خالد ونياف وهم يتبادلون النظرات بينهم وكل واحد يهدد الثاني بحركات يدينه،
رباح بهدوء : هلا يابو صالح.. وش صاير وش بغيتنا فيه؟
سهاج : انتم وينكم ما بعد وصلتو؟
رباح وهو يركز في الطريق : لا تونا باقي لنا يمكن ساعه
سهاج بعدم صبر : مطولين انتم! عجّل ماعاد فيني صبر
رباح بقلق : سهاج وش صاير والله ان صوتك ما يطمن ولا كلامك ولا من متى تقولنا نعجل في الدرب !
سهاج بتنهيده ونبرة رجا: تكفون تعالو والله مااتحمل هاليوم لحالي
رباح فز: والله الي به علم! اني خابر من ارسلت ان به شي وش صاير تكفى تراك خبصتنا
سهاج: تعالو وتعرفون ما اقدر اقول شيء الحين .. انا انتظركم عجلو
قفل رباح وهو يلف عليهم بقلق : صوته ما يطمّن ! بهاج ووهاج فيهم شي؟
خالد طلّع جواله بسرعه : كيف فيهم شي ! امس وهباب سناباته وهم طالعين مع بعض مقهى
رباح : مدري نبرته وحكيه ما يطمّن
نياف عدّل جلسته : قم قم انزل خلني اسوق على سواقتك ماحنا واصلين الا بكره
رباح : والله ان تعقب ما بعد استغنيت عن روحي وروح خويلد
نياف وسع عيونه : يعني نياف بالطقاق !
رباح ابتسم بجانبيه : إيه بالطقاق
نياف عض شفايفه بقهر وصد بدون رد بينما رباح تعالّت ضحكاته عليه
-
بيت رابـح/
كان الجو متكهرّب، مزون طاحت من طولها ومن صحّت وهي تسب في رائد ولا تبي تشوف وجهه .. تأجلّت شوفة هباب واقبال هاليوم
رابح معصّب لأبعد درجه من جهه من رائد والجهه الثانيه من راجح اللي اختفى ولا عاد شافوه من الضحى!
مهنا جالّس بالمجلس وهو يهز رجوله بغضب : قم شوف امك لي ماهوب على كيفها
رابح بتنهيده : يبه تكفى ما صدقنا على الله ضغطها نزل
مهنا باستنكار : الله اكبر قد مهنا هو الي يرفع ضغط مزون ! عشنا وشفنا
رابح بصوت واطي : يعني اللي سويتوه قليل
مهنا رفع حاجب : وش انت تخربط ؟
رابح : مانيب اقول شي .. تبي قهوه؟
مهنا بعصبيه : وانت شايفه وقت قهوه يعني ! قم اذلف عن وجهي
ميل فمه رابح وهو يطلّع من المجلس قبل يقابل الزين بوجهه : وين امي؟
الزين بتنهيده : شاب شبوبها .. والله اني خايفه عليها
رابح مسّح على وجهه : والشايب توه طاردني والاباليس راكبتن راسه
الزين بحيره : وشلون ما انتبهنا ياخوي عليه!
رابح : انا والله اني شاك من جيات رائد الكثيره على الرياض وسالفة شفتاته ما تدخل العقل .. مير ماهقيتها منه ابد
الزين : وراجح وينه
رابح بعصبيه صّر على أسنانه : لا تطرينه لي هالنذل.. اختفى من الضحى ولا كن لي ولبنتي قدّر حتى ولده ما وطوط عندنا والجدار على الجدار
الزين بمحاوله تهدئه : ياخوي اذكر الله انت شايف الوضع أصلًا مافيه اي كلام اليوم
رابح بحده : وهو ما هو يدري بالوضع الا مختفي من قبله لا هو ولا ولده لا ترقعين له يا الزين
الزين ميلت فمها : على هواك ياخوي عسى الله يهدي النفوس .. برجع اشوف امي دام ابوي طاردك هجل بيطردني مافيها كلام
دخلت من جديد عند امها الي جالسه بالصاله وعاصبه راسها بشيله وام راسل جنبها تهدي فيها
مزون بدموع : حتى ولده الي هو ولده ما شفته وشلون هانت عليه امه ما شافت مرته وهي حامل ولا شافت حفيدها اول ما طلع على الدنيا ولا ضمته بين يدينها وشرت له احلى الملابس والالعاب لا حضرت تمايمه ولا نفسته .. شلون هان عليه ما زفيته وهو معرس ولا يببت في عرسه .. مابكيت فرح وانا اشوفه معرس واشوفه مقبل علي يبشرني بولده والله انها حرتن في قلبي عيت لا تروح حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله احمل واولد واتعب واربي وهذي نهايتها
اقبال وهي تقيس ضغطها : تكفين يا جدتي هدي وهوني على نفسك لا يرتفع ضغطك من جديد
تهدّج صوت مزون واقبال زمّت شفايفها بعبره، قرّب راسل من جدته وهو يحتضنها بقوه ويبوس راسها
تمسكّت مزون بحضن راسل الي يحاول يمسك دموعه وهو يسمع صوت صياحها وكلامها وكيف مقهوره ومحترّه..
-
بحديقة قريبه من المستشفى /
وهاج بإستغراب : وش صاير وين بهاج؟
سهاج بصبر : اصبر بيجون الحين كلهم
وهاج : كلهم؟ مين؟
سهاج : العيال
وهاج ميل فمه : غريبه ليش
سهاج : ما تبينا نجتمع يعني ولا ايش؟
وهاج بتفاجئ : وش فيك معصب ياخوي مب قصدي بس لنا فتره ما شفنا بعض
سهاج ما رد وهو يتنهد ما بين فتره وفتره، مستثقّل هالكم دقيقه الي تمّر، ولا هو عارف كيف بيقولهم
وهاج كان مستغرّب وضع سهاج وحاس ان فيه شيء لكن فضّل يسكت لين يوصلون البقية، يناظر متلّهف لشوفة بهاج اللي صاير منعزّل عنه وزعلان عليه كثير ..
بعد فتره دخلو رباح ونياف وخالد الحديقة وهم يدورون بعيونهم على سهاج، لمحوه واقف مع وهاج وراحو لهم بسرعه
وهاج ابتسم من شافهم وعدّل وقفته بسرعه وهو يحضن رباح أول شخص دخل بقوه وهو يهمّس : ياكثر الشوق
شّد عليه رباح وهو يبعثر شعره : انت المختفي عن الديره انت واخوك
بعّد عنه وهو يعقد حواجبه : وين اخوك على الطاري؟
وهاج سلّم على نياف الي بعد وراح يسلم على سهاج وعيونه متعلّقه بخالد اللي وراه ، مد خالد يدينه بيسلم عليه خدادي لكن وهاج سحب يدينه وهو يحضنه : تراك زودتها عاد وانا معطيك وجه!
خالد ابتسم بوناسه لكن اخفى ابتسامته بسرعه وهو يرد ببرود : زودتها بإيش!
وهاج بتكشيره : خويلد تكفى خلاص عاد وربي اني اسف جعل لساني القص جعلني الموت لو قلت لك كذا مره ثانيه تكفى فمها عاد
خالد طقه بروعه : ووجع لا تدعي على نفسك انا كم مره اقولك لا تدعي!
وهاج ابتسم بعبط : يعني تحبني وتخاف علي؟
خالد بحده : وش رايك اجل !
وهاج ابتسم براحه وهو يرجع يحضنه من جديد : اشتقت ياخوي اشتقت فقدت راحتي انت منا وبهاج منا
جلسو حول بعض وابتسم رباح بشوق : من زمان ما شفت هاللّمه
نياف وهو يتلفت : ماهو ناقصنا الا بهيج وينه ماجا طوّل!
خالد بضحكه : ما يخلي عوايده لازم اخر الواصلين هو
رباح طلع جواله : بكلمه يستعجّل
سهاج بلّع ريقه، كل شيء حوله يثقّله القول..
سهاج بهدوء : لا تكلمه ما بيرد عليك
ناظرو كلهم سهاج بإستغراب ، بينما سهاج أكمل : لا احد يقاطعني باللي بقوله
ارتجفت قلوب العيال وهم حاسين من الاول بغرابة سهاج وكيف وجهه مسوّد ونبرته واهنه!
سهاج أخذ نفس عميق : بهاج بالمستشفى .. طاح اليوم ووداه راجح المستشفى .. ودخل غيبوبة !
إتسعّت عيونهم كلهم بصدمه وهم يفزون عدا وهاج اللي تسمّر بمكانه ،
نياف بعدم إستيعاب : كيف غيبوبه! وش صاير !!!
سهاج بغصه : فيه احد مسممه حسبي الله عليهم
رباح بتأثّر وهو يحط يده على وجهه : لا حول ولا قوة الا بالله .. والله اني كنت داري من ما شفته جا وشفت وجهك يارب رحمتك
وهاج عّض شفايفه وهو ينزل رأسه بالأرض، يدينه بدّت ترجّف وجسمه بعد وتنفسه صار صعب
فز خالد الي معلّق عيونه عليه من أوّل وهو يلمه بسرعه : وهاج اهدا اهدا لا تدخل بنوبة هلع
نياف ركّض يدور كشك يجيب ماء ورباح مسك يدينه وهو يضغط عليه بقلق : وهاج يا حبيب اخوك اهدا واسمعني .. بنروح الحين له وباذن الله انها شده وتزول ويرجع لنا طيب .. انت لازم تكون قوي عشان بهاج وعشان اهلك ، بيعجّب بهاج حالك هذا ؟ قم وحنا كتوفك نسندك علينا لكن لا تنهار بهالشكل تكفى اهدا
وهاج بوهّن : بهاج راح؟ راح مثل ابوي؟ بيذبحونه مثل ما ذبحوه؟
عقدو حواجبهم باستغراب وهم ماهم فاهمين وش هو يتكلم عنـه! .. الا سهاج الي كان مركّز بكلامه وهو كأنه فـاهم !
-
مرت يومين وهم على وضعهم المرتبّك، والعيال يترددون على المستشفى ويتناوبون من يرافق على بهاج
الزين من عرفت وهي منهاره ولا نهارها نهار ولا ليلها ليل ..
بينما في غرفة اشعار الي من عرفت وهي تحس بالجنون ولا هي راضيه تهدى ،
رسن : اشعار تكفين خلاص هذا اليوم الثاني ولا انتي راضيه تهدين!
اشعار : انتي تحسبينه بإيديني ؟ تحسبين بكيفي ؟ قلبي عاصيني ولا هو راضي يطيعني انا وش اسوي به! تعبت تعبت
رسن تنهدت بدون رد وهي تستغفر .. بينما اشعار وقفت وهي تمسّح دموعها: جمايل هنا؟
رسن باستغراب: وش تبين فيها!
اشعار بإصرار: خلصي علي
رسن : في بيت خالي رابح
اشعار خذت عباتها وطلعت بسرعه بدون ترد على رسن الي تناديها،
شافت تيام بالصاله : تيام ودني لبيت خالي رابح
تيام : ليش وش تبين عندهم
اشعار: بروح اشوف جمايل
تيام فز لا شعوريًا : ليش وش فيها!
اشعار: انت ناسي وش في بهاج؟
تيام بتنهيده وهو يدعّك عيونه : لا والله ماني ناسـي من الي بينسى هالوضع؟ عسى ربي يقومه بالسلامه .. يالله امشي قدامي
طلّع وهو يشغل سيارته وتفكيره محتكّر بِـ جمايل،
ركبت اشعار معه وهي تناظر طول الطريق الدريشه بشرود .. تفكر باللي هي بتسويـه!
وصلو لبيت رابح الي ما كان بعيد عندهم .. بينهم شارعين ،
نزلت اشعار بسرعه وهي تدخل البيت بينما تيام دخل وراها وهو يرتكي على الباب ..
راحت لغرفة اقبال ودخلت بهدوء وهي تشوف جمايل نايمه على سرير اقبال ، أقتربت اكثر وزمت شفايفها من شافت صورة بهاج بجوال جمايل الي بيدها
شهقت بخفه وهي تلّف على الجهه الثانيه وتهوي على وجهها تحاول تمسّك نفسها ،
هزّت جمايل بخفيف الي فزت بخوف : بهاج صارله شيء؟
اشعار هزت راسها بنفي وهي ماسكه صياحها من منظر جمايل ، الي ما اخذت ثواني الا انفجرت بالصياح وهي تحط يدينها على وجهها
حضنتها اشعار بقوه وهي تشهق معها .. صياحهم على المكان وهم مو قادرين يسكتون .. صورة بهاج الي بجوال جمايل طاح من يدينها وهي تشّد على اشعار اكثر
جمايل : اشعار تكفين متى يقوم؟ اشعار انا تعبت تعبت انام واصحى على خوف .. اشوف صوره ولاني مستوعبه انه ماهو جنبي الحين .. اشعار لا يروح .. والله ان يروح قلبي معه .. بعيش اليُتم مرتين يا اشعار مرتين
أجهشّت بالبكاء بحضن اشعار الي تشّد عليها وكلام جمايل يضرّب بصميم صدرها،
دخلت اقبال عندهم وعضت شفايفها وهي تشوف منظرهم .. قربت من عندهم وهي تربت على أكتافهم وتبعدهم عن بعض بهدوء
اقبال بجديه : ما ينفع اللي تسوونه يا بنات .. هو يحتاج الحين الدعاء والصدقه، اللي تسوونه لا بيقدم ولا بيأخر! هو بسم الله عليه ما مات لا تعاملونه وكأنه مات !!
جمايل مسحت دموعها بتعب : وش تبيني اسوي يا اقبال؟ قلبي يحترّق يحترّق تعرفين وش معناتها؟
اقبال مسحّت على شعرها بحنيه: انا ادري يا حبيبتي لكن لازم تسدين على نفسك، عشان عمتي يا جمايل وعشان وهاج الي لا ياكل ولا ينام ولا يكلم احد ومغلق على نفسه .. لازم احد فيكم يقوّي نفسه عشان البقيه
جمايل بغصه : هو قوتنا يا اقبال هو .. كيف كان متحمّل وقت وفاة ابوي؟ كيف سندنا كلنا وكسر كتفه من كثر ما خلانا نرتكي عليه وولا حسينا فيه؟
اشعار قامت وهي تبعّد عنهم ماهي قادره تسيطّر على نفسها..
اقبال حضنت جمايل وهي تشّد على كتفها : وكتفك باذن الله بيسند وهاج وامك .. هذا وقت رد الجميل له يا جمايل ، قوي عزومك وشدي كتفك لأجل تسندينهم عليه
تنهدت جمايل وهي تمسّح وجهها وتقوم عن اقبال ،
بينما عند وهـاج الجالس بمقلط الرجال ومقفّل عليه الباب، رافض يشوف أي شخص ومنعزل عنهم تمامًا
كان مرتكي على بطانية بهاج الي صارت ما تفارقه هذي الأيام ، مستحيل يجلس الا وهي بيدينه وحوليه .. يحّس بإن بهاج بكذا عندّه
غمّض وهو يتذكر اول مره زار فيها قبر أبـوه،
لمحـات من المـاضي~
قبل خمس سنين، دخل وهاج المقبرة من بهاج اللي يسحّب يدينه
تقشعّر بدنه من أستشعّر إنه بالمقبرة، بين أجساد ناس طلعت روحهم للسماء! أشخاص كانو بيوم من الأيام ولا يُستبعّد إنهم قبل ساعه كانو هنا موجودين حول أحبائهم واختفو فجأة!
وقّف قدام قبر أبوه وبهاج حاضنه من جنب ،
التفت لبهاج بعدم إستيعاب : ابـوي!
بهاج اومئ بلا رد لأن لو تكلّم بتفضحه نبرته الباكية.. يبكي وجع وهاج اللي ما بعد أستوعّب وفاة ابوه .. مرت خمس سنين وولا أستوعّب!
وهاج نفى برعب : مستحيل بهاج مستحيل لالا بعّد عني خلني أطلع
شّد بهاج على يدين وهاج بحزّم : ابوي هنا يا وهاج .. ابوي غاب عن حياتنا لكنه بقلوبنا حّي.. ابوي وسط هالتراب لكنه وسط صدورنا ، هو مات عن الحياة لكن ما مات بداخلنا ، ولا هوب راضي عن حالنا يا وهاج لو بقينا كذا
وهاج دفن وجهه بحضن بهاج : مابي اشوف قبره مابي طلعني بهاج خلاص لا تتكلم لا تقول انه مات
بهاج شّد على وهاج وهو يبلع غصته بوجّع : انا دايم اجي هنا يا وهاج .. اجي اسولف لأبوي اعلمه باللي صار بيومي واعلمه عن حالك وحال امي وجمايل .. وهاج لازم ما نقطّه ابوي سامع ؟ امي وجمايل ما يقدرون لكن حنا نقدر .. ما قطعنا ابوي وهو حّي عشان نقطعه وهو ميت فاهم؟ أوصيك يا وهاج عليه .. مهما يصير لا تقطعه مهما ننوجّع ونبعد لا نبعد عنه .. لا يستوحش ياوهاج تكفى
عودة للحاضـر ~
مسح وهاج دموعه الي نزلت ووقف بسرعه وهو يفتّح الباب ، اتجه لسايق راجح ببيتهم وهو يردف : راجو تعال ابي توصلني مشوار
وقف راجو وهو يطلع من غرفته ويشغل السياره
وهاج بهدوء : رح لمقبرة ***
اومئ راجو بدو رد وهو يتجّه لها بينما وهاج يحّس بثقل روحه ،
نزل ولف على راجو : خلاص روح
لّف على المقبرة قبل ياخذ نفس عميق وهو يتأملها .. حرك رجوله المرتجفه وهو يخطي خطواته برعب من دخوله لهالمكان الي ما حط رجوله فيه بعد اخر مره مع بهاج،
عض شفايفه وهو يردف بداخله 'ياقوتك بهاج، ياقوتك'
إتجه لقبر أبوه وهو حافظ الطريق لقبره عن قلب مع إنه ما زاره الا مره مع بهاج ومره وقت الدفن لكن قلبه عصى ينساه،
جلّس قدام قبر أبوه وهو يتأمله بهدوء .. وكأنه خالي من الروح والحياة
سُرعان ما تجمعت الدموع بعيونه وهو يمسح على قبره بهدوء، يأخذ التراب بين يدينه وهو يكتم شهقاته .. وكأنه لأول مره بعد عشر سنين يدرّك أن أبوه مات فعلًا !
تهدّج صوته قبل يبلع ريقه وهو يردف : بهاج غاب عننا يابوي .. تكفى هاوشه لا يغيب نفسك هو يسمع كلامك يابوي .. اهخ لو تدري كم لي ما نطقت كلمة يابوي *ضحك بعبره* اشتقت لها والله العظيم ، تهاوشنا انا وبهاج لكن انا حاس انه من داخله مسامحني بس انا ابيه يسامحني لاني ماحسيت فيه ولا اصريت عليه يروح لين صار اللي صاير .. اهملته بين جدران بيتنا المهجور وذكراك وطيفك الي بكل مكان ، كيف عاش بهذاك المكان كل هالوقت يايبه؟ كيف أستحمّل وحشة المكان بغيابك؟ يبه انت لك عشر سنين بس كانك لك عشر دقايق .. محد من عيالك يا خلف قادر ينسى ! .. انا خايف لا اتيتم مره ثانيه يايبه .. خايف افقد الاحساس بـ كلمة ابوي مره ثانيه ، والله اني ما اتحمل والله هم كيف ضروه يايبه؟ من الي ضره ومن تجرأ عليه؟ من الي تحرأ على اخوي؟ من اشوف حال امي وجمايل .. قاعد اشوف ايام فقدك من جديد لكن بهاج هالمره ماهو موجود عشان يطبطب علينا ويحضنا .. هو الي نبكيه فقد هالمره يابوي
أجهّش في البكاء وهو يتلثم وينزل راسه على تراب قبر أبوه ..
-
بيت فـاهد/
كان جالس سهاج مثل بقية أيامه اللي مرّت، عايش ولا كأنه عايش .. وجهه شاحب وهالاته واضحه .. هدوءه مُخيف ونظراته ما كأن فيه. روح بهالإنسـان!
المى بتردد : سهاج .. هذا ثالث يوم لك وانت بهالحال وش فيك ؟
سهاج ببرود : قلت لك كذا مره يا المى ما فيني شي
المى بتنهيده عدلت جلستها وهي تلفه لها : انا بكيت بحضنك قبل كذا .. وشفت لحظات ضُعفي مرات كثيرة، ما يصير نتعادّل هالمره ؟
سهاج زم شفايفه وهو يلّف عنها يداري دموعه لا تنزل ،
المى بقلق فزت : سهاج انت تبكي !!!
سهاج وقف بسرعه وهو يبعّد عنها : مانيب ابكي بعدي
طلع بسرعه وهو يتجّه للمغسلة يبي يغسل وجهه بينما المى لحقته وهي تلفه لها بإصرار : سهاج وش صاير تراك بديت تقلقني!
سهاج ناظرها : عادي تعيريني حضنك؟ .. الحضن الي كان يلمني بلحظات خوفي غاب عني
المى عقدت حواجبها من كلامه قبل تردف بتردد وهي تمد يدينها : برد جميل حضنك هذاك اليوم
أقترّب سهاج وهو يرمي نفسه بحضنها ويغمّض عيونه بقوه، بينما المى حاسه بتوترها ولا قدرت الا انها تلّف يدينها حوله بصمّت ..
-
بيت رابـح/
أنتبّه تيام للبنت الي طلعت من البيت وعدّل وقفته بسرعه وهو يناظرها بإستغراب : جمايـل!
جمايل رفعت وجهها له بشرود : تيام؟
تيام : وين بتروحين
جمايل بهدوء : بطلّع أجيب علاج أمي مخلّص
تيام مد يدينه : عطيني الكرتون انا اجيبه لك
جمايل بنفي : ما يحتاج انا بخدمها
تيام عقد حواجبه : جمايل وش فيك؟ ليش ذابله وهاديه كذا؟ ماهو من جدك ! انتي ووهاج يبي لكم طّق ! الولد بسم الله عليه ما فيه شي ان شاءلله شده وتزول وشوله هذا الي انتم مسوينه كله !
جمايل بغصه : لمن يصير الوضع مو انت الي عايش فيه الكلام يختلّف
تيام بجديه : بهاج ماهو غالي قدره عندكم وبس .. عندنا كلنا ، وكلنا خايفين عليه وميتين خوف لكن وش بيسوي الحزن والصياح ! ماهو مسوي شيء لازم تدعون وتتصدقون بنية شفائه وتطلعون خالتي من حزنها وكئابتها .. احتسبو الاجر ياجمايل وشدو نفسكم ، عطيني الكرتون الي بإيدك يلا بلا دلع عاد
جمايل ناظرته بشرود وهي تمد الكرتون : ليش دايم الاقيك بوجهي وقت تكون الدنيا ضايقه فيني؟
تيام ابتسم : قصدك اني السبب في ضيقتك؟ عيب عليك
ضحكت جمايل لا شعوريًا : لا تغير الكلام على كيفك !
اتسعّت ابتسامة تيام وهو يتنهد بحُب ، كأن الدنيا كلها ضحكّت من ضحكتها : ادخلي يا جمايل ادخلي .. اخاف ان عاقبة هالوقفة ماهي خير
جمايل باستغراب : وش تقصّد؟
بعّد تيام وهو يطلع بدون رد ويحس بقلبه بينفجـر!
-
بينما رسن الي طلعت من بيتهم مع السايق وهي تتحلطم على اشعار وتيام الي ما انتظروها وطلعو، وخايفه من طلعة اشعار المفاجئة والي بتسويه!
وقفت السياره قدام بيت رابح ونزلت رسن منها وهي تبي تدخل ..
شافت راسل واقف عند المجلس وهو منزل عيونه بالأرض بشرود ،
أقتربت ولا تدري ليش خبطت في الباب متعمدة .. بس أزعجها انه ما انتبه لها وبشده !
رفع راسل عينه وهو يناظرها ، عارّفها وحافظها .. مرّت من عند الباب وهي تتقدّم ، وقفت بالنص ولفت على راسل : جدي فيه ؟
وقف راسل وهو يقرّب منه قبل يردف ببرود : ادخلي وشوفي بنفسك
بعد عنها وهو يتعداها بخطواته ويطلّع بينما رسن ناظرته بتفاجئ منه ومن حركتـه!!!
رسن بعصبيه : مريض قسم بالله
قلبت عيونها عنه وهي ترسل لتذكار "وينك؟"
دخلت الصاله وهي تشوف كالعاده ما فيه الا مزون وام راسل والزين والهنوف ، كان المكان هدوء بشكل مُخيـف..
سلّمت وهي تجلس معهم وعيونها على الدرج تبي تشوف اشعار فوق ولالا!
لفت على ام راسل بهمس : اشعار فيه؟
ام راسل بذات الهمس : طلعت هي واقبال قبل تجين بشوي
رسن : تعرفين وين راحو؟
ام راسل اومئت : قالو بيروحون ياخذون لهم كم غرض ويجون
رسن ميلت فمها قبل ترفع جوالها وهي ترسل لهم، ماهي مرتاحه ابـد!
-
بينما عند اشعار واقبال، طلعو للمستشفى الي فيها بهاج
واقبال المعصبه بس تسب في اشعار الي سحبتها غصب وهددتها توديها ولا بتروح هي لحالها وتخرّب الدنيا
اقبال بحده : ما تقولين لي يا فالحه وش الفايده هاه؟ واذا لقينا الناس عنده كيف بتدخلين !
اشعار بعناد : اقبال وصليني وانتي ساكته ولا نزلت الحين اخذت سايق
اقبال قلبت عيونها عليها وهي تلّف عنها
بينما في المستشفى، كان يوم مناوبة نيـاف .. ورباح وخالد الي جالسين بـ شقة رباح من وقت اللي صار ولا رجعو ابد الديره
كان جالس عند غرفة بهاج وهو متلثّم، أول مره ما يسوي العصبه
ابتسم بحزن وهو يهمس وعيونه على بهاج : ما سويت عصبه لأول مره مثل ما كنت تبي .. ما تبي تقوم و تشوف ؟
تنهد بمراره وهو يمسح على وجهه .. سمّع صوته جواله وطلّعه وهو يشوف اسم سعود ، أقتلّب وجهه وهو يقفل المكالمه ويرجعه لمخباه: ما كان ناقصني الا هالشي!
رجّع يرن جواله ورفعه بطفش لكن رّد على طول من شاف الاسم "ابوي" : هلا يبه
بادي بغضب : يبه اجل !
نياف باستغراب : يبه وش فيك معصب؟
بادي وهو يحاول يمسّك نفسه : تعال بسرعه لي ذا الوقت!
نياف : يبه فهمني وش صاير انت تدري اني مرافق عند بهاج ولا اقدر اجي ش فيك !
بادي بحده : نياف قلت الحين و بس ! خلصني
تفاجئ نياف وهو يناظر جواله بعدم إستيعاب .. وش فيـه!
وقف وهو يرسل لرباح يجي
طلّع من المستشفى بسرعه وهو يركب سيارته ويحرّك وقلبه يقرصه ، يحّس بالضيقه ما هو متعود بادي يعصب او يزعل عليـه ! لكن نبرته ما تبشّر بالخيـر!
بينما في شقة ربـاح/
ناظر رباح رسالة نياف واردف بصوت عالي لخالد الي بالمطبخ : لا تحسّب حسابي بالعشا بطلع
خالد طّل من الباب : وين بتروح ؟
رباح : بروح عند بهاج .. نياف يقول جده متصل عليه وهو معصّب يبيه يجي ضروري
خالد باستغراب : غريبه وش فيه !
رباح هز كتوفه : مدري والله عساه خير .. راسل ما بعد أرسلّك عن وهيج ؟
خالد بقلق : الا يقول انه طلّع ! بس وين مدري يارب سترك
رباح هز راسه بيأس وهو يحط يدينه على راسه : لا تكفى لا يكون بيختفي بعد الا هذي
خالد بتنهيده : ان شاءلله لا .. راسل كان مرتاح وهو يكلمني ما كان قلقان
قطع عليه صوت جواله ورفعه وهو يناظر الاسم بعدم تصديق : تخيل من يدّق !
رباح وهو يقرب يشوف : مين؟
خالد وهو يرد بسرعه : وهيج .. الو يا تبن انت وينك لنا يومين وحنا نعابل فيك وانت ولا يمنا ولا تبينا
وهاج بهدوء : تعال لي عند مقبرة ابوي
إنلجّم خالد وهو يبلع ريقه : وهاج وش وداك هناك؟
وهاج : بتجي او اكلم السايق؟
خالد دخل وهو يطفي الفرن : جاي جاي
سكر جواله وهو يحس بغرابة من نبرة وهاج ،
طلّع وحرك هو ورباح بنفس اللحظة .. لكن وجهاتهم كانت مُختلفة
-
إنتهـى.
"إن وجدت اخطاء املائية اعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن