-
Part:59
-
أخيرًا و ليس أخرًا ..
"في النهاية، أدركنا بأن البداية قد خدعتنا.."
~
طريق حايـل /
كانت سيارة سهاج تمشي بسرعة ملحوظة، يجلس قدام سهاج وبجنبه بهاج وورا خالد ورباح ووهاج
طلعوا من بيوتهم بسرعة ونسوا كل شيء صار بيومهم من لحظة ما إتصل عليهم بـادي وهو يبلغهم بوفاة والدة نياف قبل ما حتى يشوفها .. وإنهيار نياف العصبي وإغمائـه
كان الجو بالسيارة كئيب والهدوء مخيّم على المكان وكل واحد فيهم يسبّح ببحر أفكاره ، والسؤال المُشترك اللي يدور بأذهانهم كلهم هو كيف بيقدرون يهونون على نياف الفاجعـة اللي عاشها؟ كيف بيقدرون يتناسون لمعة عيونه ولهفة خاطـره من عرّف بإن أمه تستناه وترتجي قُربه نقيض أفكـاره طوال سنينه اللي تهمّس له بإنها تركته وما تبيـه!
سهاج كان يسوق وذهنه مُشتت تمامًا ما بين سالفة بهاج والمى وبين سالفة نياف ، كانت رجفة يدينه توضّح كل إنهيار يعيشه بداخل جسدّه .. بهاج اللي بجنبه كان ساكن تمامًا من الخارج وثابت لكن بداخله حروب زلزلت كيـانه وهو يفكر بـ وش يصير بكرة و كيف بينتهي هذا الموضـوع؟
رباح كان بإيده جواله وهو يراسل ليـالي، خالد ووهاج كانو مرتخين على مقاعدهم بصمت .. وهاج ينقل بصرّه ما بين يدينه تارة وبهاج تارة وخالد مستند على الدريشة وهو يتأمل الشوارع والغيوم المتراكمة وكأنها تُنذر بِـ مطر قريب ،
شطفتهم شاحنة كبيرة بسرعة وسهاج الساهي ماكان منتبه ، سحب بريك بقوة لدرجة أن أجسامهم تقدّمت لقدام وقدر بصعوبة إنه يوقف السيارة على جنب ولا يصتدّم بالشاحنة
العيال زفرو برعب وسهاج ماكان مستوعب وباقي يناظر قـدام
خالد برعب تنفس بقوة: بسم الله وش فيك أنت بغيت تذبّحنا!
رباح فز وهو يشّد كتف سهاج: أنزل أنزل انت من ركبنا وملاحظك مو عاجبني
بهاج لّف بسرعة وهو يتذكر فوبيا وهاج من الحوادث وفز وهو ينزل ويفتح الباب جهة رباح: انزل سوق بقعد مكانك
نزل رباح وراح جهة باب السايق وبهاج جلّس بجنب وهاج اللي مغمض عيونه بقوة ومازال حاط يدينه على أذانه
مسك يدين وهاج وهو ينزلها بهدوء ويحاوط جنبه: ماعليك وهاج كل شيء بخير اهدى وخذ نفس عميق
زادت رجفة يدين وهاج وبهاج شّد عليها أكثر وهو يردف بجدية: وهاج تنفس وخذ نفس عميق انا جنبك وكلنا بخير وعافيه موقف وعدّى روق
سهاج رفع راسه لـ رباح اللي مسك يدينه وهو يشدّه ينزل: تبغانا نوقف أكثر يعني ؟ عاجبك وقفتنا؟ انزل بسرعه ولا تناقشني لو خليناك تكمل سواقه بنوصل لقبورنا مو لبيتهم
سهاج دفه بخفه: وجع لا تقول كذا
رباح: لا يا شيخ توك انت بكبرك الي بغيت تطيرنا
سهاج تنهد بدون رد وهو يكمل مشيّه ويركب مكان بهاج سابقًا ، أرخى راسه على المرتبه وهو يغمّض عيونه
بدا رباح يسوق والهدوء رجع يسيطر على الجو ووهاج غفى على كتف بهاج اللي كان حاضنه من جنب من البداية وهو يحّس بضيق بداخله على اخوه اللي الى الآن ما تحسن وضعه حول السيارات ..
وخالد ما يدري ليه لكنه تلقائيًا أصابعه دخلت على محادثة تذكار وهو يكتب ويمسح .. ما يدري ليه هي اول وحده جات في باله إنه يرسل لها ، يتكلم معاها ، يشرح لها إحساسه و شعوره و خوفه و ضيقه لكنه تنهد وهو يسكر جواله من شاف اخر ظهور لها من فتره طويله مستبعد فكرة انها بترد عليـه..
-
بيت راجـح/
تباهي لفت على تذكار بسرعه: ماتت؟
تذكار اومئت: سمعت هيا تقول لجدتي كذا
رسن بتأثر: يالله سمعتيها لمن قالت انها ماتت قبل تقابل نياف ؟
جمايل اللي توها صاحيه من النوم بعد يومها الطويل والمُتعب نامت على طول وهي تبي تغفى وتنسى كل اللي صـار ، لفت عليهم وهي تبي تشغل عقلها عن أفكارها اللي اتعبتها: مين الي مات؟ شصاير؟
تذكار: بل شوفي عيونك تقل قرد منفخه وش هالنوم انتي قدنا بانصاص الليول
جمايل دفتها بصداع: انطمي مالي خلق هذرتك وين القهوة ليه مافيه!
رسن: شوفي طلبنا لك بلاك تلاقينه بالثلاجه
جمايل كشرت: ووجع بلاك وين اصرفه ذا ابي قهوتي الصاحية *وقفت وهي تكش عليهم* مامنكم فايده دايم يا رفلات
تباهي لفت بسرعه على تذكار: طيب وش صار بعد؟ وش صار عليه؟
تذكار ابتسمت بخبث: وليش مهتمه انتي؟ عشان زوج المستقبل ولا تأثّر إنساني
تباهي حمّر وجهها وهي تقبص تذكار: بلا سخافه وتكلمي زين يا حيوانه
تذكار كشرت بوجع وهي تدّف يد تباهي: انقلعي والله ما اعلمك
تباهي تأفأفت بإنزعاج: تذكار وربي مو وقتك !
تذكار قلبت عيونها: زين زين، تقول هيا إنه اغمى عليه لمن قالوله الخبر وجاه اتوقع انهيار عصبي ومادري الحين عاد وش صار عليه
تباهي بوزّت لاشعوريًا: ياعمري هو!
رسن وتذكار طارت عيونهم وهم يناظرون ببعض قبل ينفجرون ضحك
تباهي شهقت بخفه لمن أستوعبت هي وش قالت وغطّت وجهها بسرعة وهي تحذّف عليهم المخدة: ياتبن انتي وهي اسكتو الواحد مايغلط يعني
رسن بضحك: والله ماظنتي انه غلط شكلك وقعتي بالعسل يختي
تباهي هوّت على وجهها: وقعت بوّش صاحية انتي! محد يغلط عندكم
تذكار: لا وقبل مسويه دراما عندنا وماراح اوافق ومدري ايش وهي طايحه على وجهها وعايشه قصة حب بنت المطر
تباهي وسعت عيونها: وجع من وين لقطتي بنت المطر منه !
تذكار رفعت حواجبها بإستفزاز: سمعت كلامك انتي وجمايل
تباهي بعصبيه طقت كتفها بقوه: يا قليلة الادب قاعده تتنصتين بعد
تذكار: اقول تباهيوه اشوف يدينك ماخذه علي بزيادة اليوم كفيها عني لا اكسرها لك بعدين هذا مو تنصت هذا مشاركه اخويه شاركتكم الحديث بس بدون ماتدرون عن وجودي بهذي البساطه يعني
رسن وهي تقشم حب: وعلّمتني بعد يعني انا بعد شاركت حديثكم مشاركه اخويه
جمايل جلّست عندهم وهي تصب لها قهوه: وش تهبدون انتم
تباهي أرخت جسمها على الكنب وسرحت بتفكيرها بـ نياف ، هالإنسان اللي من بعد كلام جدها عنه و قصته اللي تسمعها منهم صار يشدّها، تحس نفسها متشوّقة تعرف هذا الإنسان عن قُرب، ودّها تشاركه أحزانه وتطبطب على قلبـه اللي تحس إنه نزف جروح كثير، شخصه يجذبها وبقوة..وش بيسوي الحين؟ كيف بيواجه هالجرح الكبير اللي إنوسّم بصدره؟
تذكار: تعرفين نياف ذاك العربجي المطفوق ؟
جمايل اومئت: ايه خوي العيال وخطيب بعض الناس اعرفه شفيه
رسن كتمت ضحكتها: والله بعض الناس مولية تفكر بالعربجي حقها
جمايل ناظرت تباهي السرحانه وضحكت لا إراديًا على شكلها: وش فيها ذي
تذكار: مثل ما قالت الاخت الفاضله رسن .. تفكر بالعربجي حقها توفت امه وهو كان رايح لها وماتت قبل يشوفها
جمايل شهقت: لا حول ولا قوة الا بالله! منجدكم؟
تذكار بتأثّر هزت راسها: اي والله مسكين الله يرحمها ويصبر قلبه عاد يقولون انه انهار وطاح عليهم
جمايل تلفتت: وانا اقول وش فيني يوم قمت مالقيت اخواني بغرفهم
رسن بطقطقه: لا وتتلفت بعد يعني بتلاقينهم قالطين جنبنا مثلًا
جمايل كشرت: سخيفه
تذكار: انتي وراك من اليوم مطنقره وخامده مو من عوايدك تنامين النهار كله!
جمايل وهي تصب القهوه: مصدعه وخمدت تبغون قهوه؟
تباهي لفت: انا انا ابي عطيني فنجال
رسن تربعت وهي تعدّل جلستها: وانا بعد ، شرايكم اكلم اقبال واشعار؟ من زمان عنهم
تذكار رفعت جوالها: يلا كلمي اشعار وانا بكلم اقبال .. اقبال الخايسه خاسوا هي وزوجها هناك
تباهي بسخريه: على اساس زوجها ماهو اخوك
تذكار بذات السخريه: ولا هو اخوك؟
رسن ابتسمت بشوق: اشعااار
اشعار ردّت لها الإبتسامة بهدوء: ياعيوني .. شكلك ببيت خالي راجح ؟ شتسوين عندهم بنص الليل
رسن بوزت: اختي الوحيده وراحت عني ماعاد لي احد في البيت
تذكار سحبت الجوال وهي تلفه عليها: والله ياختك ناشبه نشبه تحوم الكبد متى ترجعين وتفكينا منها
اشعار طلعت للصالة وهي تردف: الظاهر ان كبودكم بتحوم لمده زايده
رسن رفعت حاجب: وليش ؟!
اشعار: وهي ترتب خداديات الكنب قبل تجلس: لأنه يمكن نطوّل
تذكار: شسالفتكم انتم كل من راح فطس هناك ماعاد رجع!
رسن زمت شفايفها: اشعار منجدك، خير وش اللي بتطولون والله مالك داعي
تباهي: خليك منهم بكيفكم طولو وانبسطو احسن لكم والله ما قلتي شخبارك مع فايز ؟
اشعار تنفست بعُمق وهي تبتسم: رسن يا حبيبتي نحتاج هوا غير هوا اماكن جراحنا لين تلتئم ونرجع اقوى ، الحمدلله فايز انسان محترم وطيب والى الان اوضاعنا هاديه
جمايل بهدوء: الله يتمّها عليكم يارب ويسخركم لبعض
اشعار ابتسمت بحزن من سمعت صوت جمايل اللي كل شيء فيها يرجع لها طواري بهاج واردفت بهدوء: امين هاه وانتم شخباركم وليش داقين علي هالوقت ؟
تذكار دفت رسن: والله اختك مصرقعه ما تعترف بفرق التوقيت
رسن شهقت بدراميه وهي تأشّر عليها: ومن الي نطت قبل شوي وتقول ايييه يلا وانا بكلم اقبال ولا عشان مرت اخوك كشتت فيك عودتي علينا
تباهي تنهدت بضيق: والله يا وضعنا انه صاير لا يُطاق اللهم لا اعتراض يارب لكن كل شيء متغير نفوسنا شاينه وطول وقتنا بالبيت والبلاد وتشتتنا كل يوم يختفي واحد فينا حتى راسل الي حسّه مالي البيت يقول ابوي اليوم انه بيروح الدوره
اشعار باستغراب: دورة وش ؟
تذكار: هذا سلمك الله فجأه دخل عند جدي وقال انه انسحب من الجامعه وقدم على الدوره
اشعار بايماءة تفاجئ: صدق والله؟ ماشاءلله تبارك الله عليه الله يوفقه يارب ويسهل عليه .. اقبال عرفت؟
جمايل: ماعرفت باقي لو عرفت كان شفتيها مستنره بيننا
تذكار بتشفق: والله يا اني ابي اقول لها ياخي غاثني هباب حرام عليه والله لو تعرف انه اخوها بيغيب اكثر من شهر وهي ما واجهته بتنهبل
رسن كشرت: قسم بالله اخوك مافيه اغث منه مو صاحي
تذكار طقتها: ادري انه تبن بس لا تسبين قدامي عشان ما اقص لسانك
رسن طلعت لسانها: وانتي غثيثه معه سبحان الله العرق دساس
اشعار ضحكت: والله ما ينمل منكم بس خلاص لازم انام لان فايز مهددني بنقوم بدري بكره
جمايل قبضّت على يدها بقوه لأنها تحّس بالقهر، ماهو بإيدها لكنها تحس فيه غصبًا عنها، تحس بالحرّة تحرق جوفهـا وهي تشوف كيف اشعار تبتسم وتضحك وبدت ترجع لطبيعتها واخوها تشوفه كل يوم يذبّل أكثر! زفرت بقوه وهي تستغفر بصوت عالي وتطرد هالأفكار من ببالها لأنها تعرف زين إن بهاج بمنظور وقصة اشعار هو الظالم مو المظلـوم، مثل ما تعرف زين بإنها ما تقدر تلوم ولا واحد فيهم لان بهاج غلّط بعد بكتمانه و تكتمّه و إنه حتى ما بلغها ولا كلف على نفسه يشرح لها شيء ولا يفهمها شيء، قبّل على طول ولا كأن وراه وحده تنتظره يربط اسمها بإسمـه و بنفس الوقت ماتقدر تلومه لأنها تعرف زين هو سوا هذا الشيء ليـش .. عقدت حواجبها بصداع من سالفتهم والتفكير فيها
رسن لوّحت قدام وجهها: ياهوه جديده مزون وين رحتي
جمايل كشرت وهي تدف يد رسن: جديده في عينك
رسن ضحكت بذهول: لا الاخلاق اليوم تجاريه بزياده
جمايل وقفت وهي تتمغط: قومن بس توضو واوترو وعينو من الله خير
تباهي وقفت معها وهي تبتسم براحة: والله ما يهون علي وحشة الليل الا الوتـر
تذكار: عشتو يا وحشة الليل ، لا تستعجلين بيجيك من يملي لياليك
رسن كتمت ضحكتها وهي تلاحظ تلوّن وجه تباهي: ماعاد بيحلا لها ليالي المطر الا وهو جنبهاا ويقول لها يابنت المطر
تذكار شاركتها الضحك: هذا اذا ماراحت الحين تصلي وتدعي له
تباهي حمّر وجهها وهي تصفق تذكار بعصبيه: ووجع ياقليلة الادب وربي انكم ماتربيتو لا انتي ولا الزفته الي وراك لكن هين دواكم عند مزون صدق فاصخات الحيا ومغسوله وجيهكم بمرق
جمايل تعالت ضحكاتها وهي تبعد عنهم متجهه للمغاسـل..
رقت تباهي الى غرفتها وفزت وهي بالدرج من سمعت قطرات مطر ، ركضت بكل قوتها وسمعت صرخة تذكار من تحت: ووجع تباهيوه لا تقعدين تدابكين كل ذا عشان مطر ! بتخرشين امي وابوي
تجاهلتها تباهي ودخلت الى غرفتها وهي تتجه على طول للدريشه وابتسمت من قلب وهي تردف: امطرررت!!!
ناظرت بساعة جوالها وراحت اركض تلحق تتوضى وتوتر بوقت المطر ..
خلصت صلاتها ورفعت يدينها وهي على سجادتها وهي تدعي من كل قلبها ، ولا تدري كيف او شلون لكن لقت نفسها تدعي لـ نياف وتردد دعاويها له
-
الشرقيـة، تحديدًا الخُبـر/
ضي عضّت على داخل خدها بقهر: خطبني ولا انتي الي حرجتي علي عند خالي ؟
نوير شهقت بعصبيه: وقص يقّص هاللسان يا قليلة الخاتمه
ضي صرخت بقهر ماقدرت تكتمه: وليش قص بقصه ليش ؟ ماشيه رايحه جايه وانتي تدهسين فيني انا وكرامتي بالارض .. زوجتيني الزفت سالم الله لا يسلم ضلوعه من الكسور وزماني زي الكلبه بعد ليلة الدخله وطلقني بيوم عرسي وللحين يتناقلون سيرتي القاصي والداني حتى الطالح قام يتطاوّل علي لاجات سالفة ضي اللي على هواهم ما طلقها رجلها بليلة الدخلة الا وهي فيها بلا وولا كفاك كرامتي المهدوره رايحه تهدرينها اكثر وكلنا عارفين ان تيام يبي بنت خالته من هو صغير والحين بتخلينه ياخذني الثانيه بعد ما يشهر زواجه فيها ليييش ؟ هي لها الكرامه والحشيمه والخطبه والزواج وانا بياخذني بدون ما حتى يخطبني! يمه انا بنتك ولا عدوتك جاوبيني ؟ وش ناقصني عشان ترميني هالرميّات؟
نوير بحده: لأن اخوك مسعود وابوك ذياب .. عرفتي ليه ارميك ؟ ابوك مات بجرعه زايده واخوك لاحقه بدربه في الادمان وانا ماعاد بقى من عمري كثر اللي راح بأتركك بين يدينه وله؟ جااوبيني تبيني اتركك له وهو يوميًا لولا الله ثم انا كان مدخل ربعه الخمّه اللي أدشر على البيت .. يصحى يوم ويرجع يخيب عشر ايام .. نعالج وندخل مراكز ويطلع منها شهر صاحي ويرجع على خرابه ،، وين تبيني اتركك غير بيت خالك نايف علميني ويين ؟
طاحت ضي بالأرض وهي تصيح: وانا وش ذنبي ؟ وش ذنبي عشان ما أستاهل انخطب زي البنات .. عشان ما يجي الرجال وهو شاريني انا من بين البنات كلهم يطلبني عشانه يبي ضي مو عشان امها طلبت ابوه ولا امه وش ناقصني عشان ما احس بكياني وش ذنبي فهميني هذي ماهي حاله والله العظيم ماهي حاله
نوير بلعت غصتها وهي تزفّر وتجثي جنب بنتها: المهم الرجال الصالح .. الي بيحترمك ويصونك ويوفر لك العيشه الهانيه.. الي بيربي عيالك احسن تربيه ويحفظهم ويحفظك من الذل والاهانه ماهو مهم لا الحب ولا الاختيار ومانتي لاقيه احسن من اخلاق تيام ولد نايف
ضي دفنت وجهها بصدر امها وهي تشهّق بلا رد ونوير غمضت عيونه بقوه وهي تشّد على بنتها المرتمية بين أحضـانها..هي تحّس بيومها قرب.. تحّس بعمرها يفنى وقلبها يتعبها وتحّس بعمرها يقصر أكثر من هم هالبنت اللي كأنه جبل فوق صدرهـا..
-
شقة راكـان/
راكان ناظر بـ أطياف الساهية، بعباتها توها داخله مع خالتها قبل شوي بعد مُشادة قوية بينها وبين أمها ماقدروا يفكونها الا بتدخل خالتها وراكان
تنهد وهو يردف: اطياف من جيتي وانتي ساكته تكلمي وش الي صاير
اطياف شهقت بوجع: ماعاد ابي ارجع هذاك البيت راكان ماعاد ابي اشوفها
راكان بجديه عدّل جلسته: مافيه الا اننا نشتكي عليها .. او إنك تسافرين
اطياف ناظرته بذهول: اسافـر؟! وين أروح!
راكان رجّع راسه على ورا بتفكير: ماادري يا اطياف ماادري
الجوهره جلست بجنب راكان وهي تمّد الماء لأطياف قبل تردف بهدوء: تسافرين و تكملين دراستك بـرا
راكان ناظرها بسرعه قبل يلّف على اطياف: صادقه الجوهره! مافيه الا هذا الحل لاني عارفك مستحيل تقبلين تشتكين عليها
اطياف بلعت ريقها بخوف: كيف اسافر ؟ ما راح ترضى !
راكان ابتسم بسخريه: وليش لازم تعرّف؟ اطياف شغلي لي هالمخ شوي
اطياف وسعت عيونها برعب: تبغوني اسافر وهي ما تعرررف؟؟ مستحيل بتموتني
الجوهره بهدوء مسكت يد اطياف: اطياف قوي لي قلبك شوي ، مستحيل تجلسين عندنا اكثر من اسبوع ماراح تقدّر عليها امي اكثر من هالوقت ، نرتّب أمورك بهذا الإسبوع و تسافرين بنهايته و انا بنفسي بروح معاك وبقعد عندك لين تتأقلمين على بلدهم
راكان رفع حاجب: لا والله والي قاعد هنا زوجك ولا ارقوز ست الجوهره بتسافرين وانا مدري؟
الجوهره كتمت ضحكتها: حبيبي اكيد ماراح نرسل اطياف لحالها !
راكان بعناد: مالي دخل بروح معكم والله ما اقعد لحالي
الجوهره مسكت يده بلطف: والمستشفى والبيت وامورهم مين بيمسكهم ويديرهم ؟ زورنا كل بين فتره وفتره واوعدك بكلمك يوميًا ، مستحيل نخلي اطياف لحالها
اطياف ابتسمت لا إراديًا على منظر اخوها .. مستحيل تلاقيه مو بشدّته وحدته اللي معتادين عليها الا بين يدين الجوهـره ،
راكان كشر: خلاص زين نشوف هالموضوع بعدين بس المصيبه هنا كيف بنطلّع جواز اطياف من جحر الاخت ريحاب؟
الجوهره بتفكير: نشوف لأمي
راكان وقف وهو يتثاوب: طيب انا مصدع والله ريحاب صدعت براسي بروح انام صحيني الفجر اصلي لا تنسين وانتم نامو بعد عشان تلحقون الصلاة
الجوهره اومئت وقبل يمشي راكان دنى وجهه وهو يبوس راس اطياف: انا معاك بكل خطوه ولا يمكن اخليك واوعدك كل شيء بيمر بسلاسه وتمام لاتشيلين هم مستحيل اخليك ترجعين لذاك البيت وانتي ماتبين تطبينه بس الي احتاجه منك انك تكونين قويه .. اوعديني تكونين قويه
اطياف ابتسمت براحه وهي تحضن اخوها: اوعدك اني بظل قويه دامك انت وجوجو معي
راكان ابتسم قبل يردف بجديه وهو يمسح على شعرها: ابغاك تكونين قويه لانك اطياف ولانك معك مو لاني انا وجواهر معك فاهمه؟
اطياف اومئت وهي ممتنه لأخوهـا كثير، طلع راكان من الصاله وراح لغرفته والجوهره لفت على اطياف وهي تطلّع جوال وتحطه على الطاوله: مريضك فجر الجوال اتصالات ورسايل على فكره
اطياف فزت بسرعه: مارديتي عليه؟
الجوهره: طبعًا لا ، مصر يقابلك ويقول انه متوجع من فتره بس مايبغى احد يعالجه الا انتي
اطياف رجعت راسها على ورا وهي تسنده على الكنب: وكيف بقابله واعالجه وانا بخضم هذي الاحداث
الجوهره: هو ليش مُصر على إنه ما يعالجه الا انتي! وش بينكم اطياف
اطياف بسرعه وإستنكار: جوجو لا يروح بالك بعيد خير وش تفكرين فيه انتي ما بيننا شي ، بس ممكن ارتاح على علاجي وبعد لانه كنا نسولف عن الطب كثير هو طالب طب تراه مره محترم لدرجة لمن كنت امسك ايده اعالجها يحمر وجهه ويلف راسه عني ومرات يرفض امسكه يطلب انادي ممرض لا تطيرين بخيالك
الجوهره بإهتمام عدلّت جلستها: والله؟ ماشاءلله تبارك الله هذا انسان نادر بهالزمان !
اطياف اومئت بإعجاب: ايه ماشاءلله عليه مره محترم وملتزم حتى اكثر من مره بأوقات العلاج يعتذر مني اذا سمع الاذان ينزل يصلي بالمصلى ويرجع نكمل
الجوهره: له مواعيد كثيره؟
اطياف نفت براسها: مو من زمان .. يمكن شهر او شهرين؟ تقرييًا اربع مواعيد او خمس لانه ماكان ملتزم مع ان حالته خطيره نسبيًا عاد تصدقين المسكين كان يدرس جراحه لكن ما يقدر يكمل بسبب يده ومااعرف شصار عليه الان هل حوّل ولالا؟ فيني فضول حرام يترك الطب عشان هالشيء
الجوهره بإحباط: لاا لا تقولين انه بيتركه ليش يبي يتركه؟!
اطياف باستغراب من تعابير الجوهره: وانتي وش فيك محزنّة عليه! كنا نتناقش انا وياه دايم عن الطب واحاول اغير رايه واحباطه بسبب الشيء اللي صارله لكن ما ادري اذا هو اقتنع وحوّل او ترك التخصص بكبره
الجوهره فزت وهي تعطيها الجوال: اساليه بسرعه .. كلميه واساليه وقولي انك بتقابلينه بعد
اطياف باستنكار: الجوهره انتي وش فيك ! اقول لك يمين تقولين يسار انا وين اطلع ولا وين اقابله واعالجه انا يبي لي من يعالجني
الجوهره بضحكه: مو تقولين هو طب ؟ عالجيه وهو يعالجك
اطياف ضحكت بإستخفاف: ظريفه بسم الله عليك
الجوهره ابتسمت بشرود بالأفكار الي قفزت ببالهـا وهي تتأمل حروف اطياف اللي تكتبها بعدها تمسحها والتوتر مسيطّر عليها، كأنها تشوف اول خيوط القصة تنتنسج قدامهـا..
-
حايـل/
فتّح نياف عيونه بإنزعاج من الضوء المنتشر بالغرفة ، رفع راسه وهو يحسه ثقيييل والصداع خلاه يمسكه بقوه قبل يزفر بقوه من الضيق المحتّل صدره قبل يرفع عيونه وهو يتأمل المكان بإستغراب لثواني قبل ما يستوعب هو ويـن
فز من مكانه وهو يقوم بسرعه لمن إستوعـب إنه بغرفة امه وفوق سريرها
جلس ثواني قبل يرجع ينسدح بتردد وهو يشّد المخاد واللحاف له ، يبي يشم ريحتـها من بينهم
تنهد بحرّقة وهو يحس بضربات قلبه القوية من قهره وحسرّته ، دموعه اللي رجعت تملأ عيونـه ورجفته اللي رجعت
كتّم وجهه بالمخده وهو يصرخ من كل قلبه بقهر ، يصرّخ بوجع بصوت مكتوم
بعد وجهه عن المخده وهو يتنفس بسرعه ويغمض عيونه .. يحّس بدموعه تبلل وجهه لكنه ماسوى شيء، جلس بهدوء وهو حاضن مخدتها سامّح لدموعه تنزل كلهـا بدون ما يحاول يوقفها
لّف راسه بسرعه للدريشه وهو ينتبه لصوت المطر ،
وقف بسرعه وهو يتجه لها ويتأملـه، صوته يرّن بإذنه وإختلاط صوت تباهي يمتزج معه، يحّس بذكريات راسه ملخبطه وهو يحاول يبعّد تباهي لأخر عقله لكنها تقفز بسرعه لأوله، تذكر منظرها وهي تلعب تحتـه بضحكات عاليـة وقرأ كثير بإن الناس اللي يحبون المطر يستمتعون فيه لإنه يزيح عنهم ضيقهم .. تسائل بينه وبين نفسه اذا نزل وخلا المطر يطّق على راسه هل بيخفف من ضيقته اللي تكتمه في هالوقـت؟
طلع من غرفة أمـه وهو يمشي بهدوء لين وصل الباب الخارجي ، ذات الباب اللي دخل منـه، طلع وهو يستنشق ريحة المطـر العذبـة الي دغدغت أنفه بلُطف
بينما ينكمّش على نفسه لأن ذكريات تباهي وهي تلعب تحت المطر إختفت من عقله وطلعت بدالها ليلة المطر اللي كانت لحظة إنفصال أمه وأبوه وكيف تركوه بالبيت لحاله وطلعوا وهم يتهاوشون ، كيف تكوّر على نفسه بأخر الصالة المُظلمة وهو يشوف البرق وقطرات المطر الغزيره وصوت الرعد اللي نشر كل الرعب بجسمه لين جا بادي وطلّعه من البيـت
كل هالذكريات خلته يتجمد لا شعوريًا بمكانه والمطر الخفيف بدا يبلل شعره وملابسه ، هو إستوعـب إن امه تركته مرتين .. وكلها بليلة مطـر
غمّض عيونه وهو يفرد يدينه ببطئ مثل ما كانت تباهي مسوية فتّح فمه بهدوء وهو يتمتم بدعوات ،، مشاعر فاضت بصدره قاعد يترجمها لحروف يطلب فيها من الله الرحمه لأمه والصبر لقلبـه
ما حّس الا وبدموعه تنزل بغزارة المطر لدرجة انه ماعاد يفرق الماء الي على وجهه هو دموع ولا ماء مطر
جلّس بتعب أرهق روحه بوسط الماء وهو ينزل راسه بصيـاح عجّز إنه يخلص ،،
دخلّت سيارة سهاج البيت وولد عبدالرحمن كان بإستقبالهم لأن بادي من التعب نام
سهاج برسمية وهو يحاول يدفي يدينه من المطر: لا جعل عمرك طويل ما يحتاج بنشوف بس نياف ونقعد فندق حاجزه رباح
سامي ولد عبدالرحمن الكبير بإلحاح: لا والله وهذاني حلفت ما تمشون ولا شبر اقلطو حياكم الله محلكم مع محل العم بادي يلا بس امشوا المطر قاعد يزيد
سهاج ناظر العيال بقل حيله ورباح اومئ له بصمت ،
سامي بترحيب وهو يمشي بهم للمقلط الي بطرف سور الرجال: يامرحبا ومسهلا حي الله من جانا .. تبون تتقهوون قبل العشا ولا بيسهركم
سهاج زفر من العيال الي كل مانطق بشيء ناظروه يرد: مالك لوا جعل عمرك طويل شبعانين ومتقهوين خيرك سابق نبي نشوف بس نياف
سامي اومئ: ابشرو بطلع اشوفه الحين هو قايم ولالا وبجيب الكرك معي والله ماتقعدون وانتم ماذقتو شيء
مشى سامي من عندهم والعيال جلسوا وهم يتأملون المكان الجديد عليهم
سهاج ناظرهم بحده: انتم سبحان الله السنتكم كلاها القطو
خالد تمغط بتثاوب: انت اكبر واحد انت تتصرف
بهاج ناظر بساعته: تهقون قايم ولا
سهاج تنهد: ان شاءلله انه قايم .. يارب تلطف فينا يارب
سامي راح ركض لنياف بهلع وهو يرفعه عن الارض: نياف وش فيك بسم الله عليك!
نياف بهدوء وهو يكح بعد عنه: مافيني شيء بس طلعت ادعي بالمطر
سامي ابتسم بهدوء: المطر يشرح الصدر
نياف مارد وهو يتأمل المطر ،
سامي: اخوياك جو
نياف بذهول ناظره: اخوياي؟ متأكد انت؟
سامي اومئ: اي والله هذاهم بالمقلط الي مطرّف روح لهم وانا بجيب لكم حليب يدفيكم
نياف بصوت مبحوح: ووين المقلط
سامي عض شفته بقهر، بيت خاله وهذي اول مره يدخله فيها ولا يستبعد تكون اخر مره، وقف بهدوء وهو يقوّم نياف معه: ادخل بدل اول فيه ملابس بالغرفه لاتمرض وبوديك لهم
نياف دخل بدون رد لأن الصداع يحسه بيفجر راسه والبرد يحسه بداخل ضلوعه، لكنه يحس بإنشراح كبير بصدره بعد ما دعى بوسط المطر واختلطت دموعه بماءه
دخل البيت ووقف بسيب الغرفة الي صار يحسه موحّش، إتكئ على الجدار بتعب .. ماهو قادر يخطي خطوه بداخل هالغرفه يحس روحه تتعذّب وهو يتخيل زول امه الي نسى شكلها .. يتخيل هي كيف لون شعرها؟ طيب طويله ولا قصيره؟ كانت تحب السهر ولا بهالوقت هي بسريرها نايمه؟ قطع حبل أفكار يد شيماء اللي مدّت له سجاده وفوقها ثوب وهي تتكلم بهدوء وصوت مخنوق: الصالة وراي والحمام جنبها
إختفت من ناظره قبل حتى ما يستوعب وجودها وكإنها سراب ، لكنه وقف وهو يتأمل السجاده بين يدينه .. ضمّه لصدره قبل يتجه للي قالته له وهو يدري ان ما فيه شيء بهالدنيا بيطيب خاطره كثر الصلاة والدعاء
بالمقلـط/
سهاج بتوتر: ليش تأخر؟
بهاج مسك يد سهاج وهو يقعده: وش فيك متوتر ومن صبح رايح جاي اقعد
سهاج زفر بحده: انت لك موضوع ثاني اسكت
بهاج تنهد: ممكن تخليني انساه لو شوي؟
سهاج بذات الحده: والله ثم والله يابهاج لو تخطي خطوه وحده وانا مادري بشيء انه اخر مابيني وبينك سامع؟
وهاج عقد حواجبه: ليش وش هو ناوي عليه !
رباح باستغراب: وش فيكم انتم وش صاير
بهاج عطى سهاج نظرات تأنيب قبل يلف عليهم: ولا شيء شوفو به زول هنا شكله نياف
لفوا كلهم بتلهّف وبالفعل دخل عليهم نيـاف، بوجه شاحب وعيون محمرّة وأطراف متجمدة
فزوا كلهم وهو من شافهم حاول يبتسم لكنه ما قـدر أبد، ماقدر يرسم على شفايفه بسمه ولا حتى بالغصب
تقدّم منه رباح على طول وهو يسحب صينية الحليب الي بايدينه وحطها على الارض وهو يسحبه لحضنه
نياف غمض عيونه بقوه وهو يحبّس أنفاسه بالقوه، مايبي يبكي .. خالد بلع ريقه بحزن وهو يتقدم منهم ويحضن راس نياف من جنب
سهاج جلّس وهو يصب حليب على عددهم بهدوء، وبهاج شال الجاكيت الأسود اللي كان يحتضن جسدّه ووقف وهو يقرب من نياف .. لفّه عليه وهو يبوس راسه بهمس: عظم الله اجرك ياحبيبي
نياف كان ينتظر هالكلمه بس عشان دموعه اللي عالقه بعيونه تنهمّر ،، وهاج فز من شاف دموع نياف وهو يزفر بضيق مو متحمل يشوف نياف بهالحزن
سهاج شّد بقبضته على الحليب اللي بيدينه وحطه على جنب وهو يردف بصوت عالي: نياف تعال
رباح وخالد وبهاج بعدوا عن نياف اللي كان منزّل راسه بلا رد
سهاج رجع يردف بصوت جهوري: نياف .. تعـال !
نياف رفع راسه وهو يناظر سهاج اللي أبتسم له بحنيّة وهو يومئ براسـه ،
تقدّم منه بخطوات مو متزنة وجلّس بجنبه
شال سهاج كوب الحليب اللي حطه على جنب وهو يحطه بين يدين نياف: بتشرب ولا أشربك زي البزران ؟
نياف مارد وسهاج تنهد بإبتسامه: اظن الاجابه الثانيه
نياف بصوت مبحوح: مو مشتهي شي ابي انام
سهاج: توك صاحي
نياف: فيني نوم
سهاج بهدوء: فيك ضيق مو نوم ما تحتاج تنام تحتاج تتكلم
نياف بإنزعاج لأنه كان مثل الكتاب المفتوح لسهاج، فاهمه تمامًا: ماعندي شيء أتكلم فيه
سهاج مد يدينه وهو يلمس شعر نياف المبلل: ليش ما نشفت شعرك ؟
مارد نياف وسهاج شال شماغه وهو يحطه على راس نياف ويلّفه على شكل عصبة ، بعد عنه وهو يبتسم: منها تتدفى ومنها حلو
خالد بإستنكار همس لرباح: سهاج منجده!
رباح بذات الهمس: محد يعرّف لنياف كثره..خلّه..دقايق وبيتكلم
نياف خلا يدينه تلعب بـ الكوب وهو يردف: ما شفتهـا..ماقدرت أشوفها
سهاج وهو متقصد انه مايعرف عشان يخليه يتكلم: العصبه؟
نياف بلغ غصته: امي
سهاج أشّر بهدوء للعيال الواقفين بصمت إنهم يجلسون،
لّف على نياف اللي مازال يلعب بالكوب بيدين مرتجفه .. وقف وهو يردف: رباح شبو الضو
رباح ناظره بفهاوه قبل يفز وهو يرد: طيب
راح للمنقل الذهبي الي بوسط المقلط المفتوح وخالد قام يعاونه
سهاج شال الكوب من يدين نياف ومده لوهاج القريب منه بعدها مسك أكتاف نياف وهو يدني له: نياف طالعني
نياف رفع راسه بذبول وهو ينتظر وش يبي منه سهاج
سهاج بهدوء: انت تومن بالله؟
نياف بسرعه: اكيد! وش هالسؤال
سهاج بجدية هز اكتافه: دامك تومن بالله فأنت تومن بقدره خيره وشره، كل شيء يصير من الله خيره والمؤمن كل أمره خير .. بيضيق صدرك وتزعل وتبكي محد يلومك لأن الي مات وراح عن هالدنيا امك لكن في الاول والاخر ماراح يفيدها شيء الا الدعاء والصدقه هذا حبل الوصل بينك وبينها الان ماهو البكاء ولا الضيق .. قو عزومك وشد عمرك ماتدري وش كان بيصير بهذا اللقاء ولا وش بيصير بعده لذلك خيرة الله فيما اختاره الله يرحمها ويغفرلها ويعظم اجرك ويصبر قلبك لكن لا اشوف هذا اليأس بعيونك هذا درب وكلنا ماشين فيهم اللهم لا اعتراض
نياف تنهد بثقل وهو يردد بصوته المبحوح: اللهم لا اعتراض يارب اللهم لا اعتراض
سهاج قوّمه معه وهو يجره معاه لين وصلو عند المنقد وجلس وهو يأشر لوهاج الواقف وبهاج الجالس بعيد عنهم يجون .. بينما خالد ورباح كانو جالسين من بعد ما شبو ضوه
سهاج ناظر بساعته: جب الحليب ياوهيج وتعال انت واخوك ماعاد به نوم ماعاد على الفجر شي
بهاج جلس جنب سهاج وهو يتأمله لثواني قبل يردف له بهمس: تعرف تواسي الناس وتهون عليهم ، بس ما تعرف تهون على نفسك .. شاطر ياسهاج
سهاج رفع حاجب قبل يردف: وش قصدك!
بهاج ببرود: ترا واضح عليك من ركبنا السياره ومن تقابلنا لا تحاول تخبي اكثر
سهاج بغيض: مالك دخل كبني عنك واشرب حليبك
نياف أرتشّف شوي من الحليب قبل يرد كوبه وهو ماله نفس يشرب شيء ولا مشتهي
خالد الي بجنبه من اليمين سحب كوبه على طول وهو يشرّب نياف اللي شرق وطارت عيونه وهو يدّف يد خالد عنه
سهاج طيّر عيونه وهو يفز يضرب ظهر نياف بقوه: بسم الله عليك بسم الله عليك تحنحن
نياف بكحه: بغيت اموت الله ياخذك يابو نظارات
خالد كشر وهو ينزل الكوب: ياخي بغيت اصير حنيّن نفس سهاج واشربك وكذا بس انت مدري وش بلاك
نياف بعصبيه: قطعها الله من حنيه الحليب طلع من خشمي
وهاج ماقدر يتحمّل وانفجر ضحك وهو يستذكر وجيههم وسبب خالد
تلقائيًا كلهم شاركوه الضحك عدى نياف اللي فقط ظهرت منه طيف ابتسامه وهو مرتاح بوجودهم
رباح مسح عيونه: قسم بالله ياوجه نياف وعيونه تتلاقط تحفه
نياف شّد جاكيت بهاج عليه وخالد جاب مناديل وهو يمسح وجه نياف الي غمض بإستسلام
خالد: نصلح اغلاطنا شوي
سهاج قرب من نياف وهو يعدّل الغترة ويخليها تغطي كل راسه: خل جسمك يدفى صوتك متغير اكيد بتمرض الله يصلحك
سهاج لّف على العيال وهو يردف: وانتم بعد اشربوا نزلنا من السياره وهي تمطر
رباح إستنشق الهواء بإنشراح: والله يازين الاجواء
بهاج وهو يتأمل المطر من الباب المفتوح وظلام الليل: ريحة المطر ترد العافيه
سهاج لف لوهاج: قم سكر الباب لا يسخنون
وهاج كشر: وكل شي انا ليش ! وخويلد ليه ما يقووم
خالد رفع حاجب: وليش اقوم انا ؟ اصغر القوم خادمهم
رباح بإعتراض: لا تسكرون الباب خلونا ننعش ارواحنا بالجو
نياف غمض عيونه وهو يثبّت جسم سهاج اللي على يساره و إنسدح على حضنه وهو يشّد الجاكيت على جسمه قبل يبتسم بخفوت من شعوره بالطمأنينه وسكينة روحه بوجود إزعاجهم واصواتهم ومناوشاتهم حوله .. مُمتن وجدًا كيف إنهم ما ضغطوا عليه ولا ظلوا ساكتين .. غيروا جوّه وخففوا بدون مايضطر إنه يسوي أكثر شيء يمقتّه وهو إنه يشكي لأحد و يبكي بنص شكاه
سهاج حط يدينه على راس نياف وهو يقرا عليه بهدوء لين بدّا نياف يغفى
سكتت أصوات العيال وخيّم عليهم الضيق من جديد من نام نياف ، منظره ودموعه وبحة صوته الى الأن وهي ترّن بأذهانهم
سهاج رفع راسه لهم: اذا قام لا احد يطري عنده شيء تعرفون نياف ما يحب احد يلمس جروحه .. خلوه على راحته واذا تكلم بنسمع له واذا ما تكلم بنسمع لعيونه ويدينا تطبطب عليه .. الكلام ماهو كل شيء لا هو شارح كل المعاناة ولا هو يوفي كل المواساة
رباح تنهد: الله يمسح على قلبه يارب ويربط عليه
امنوا العيال وبهاج وقف: المغاسل وينهي؟ ابي اوتر قبل يذن الفجر
خالد اومئ: وانا بعد .. ما فيه وقت للوتر احسن من هالوقت
سهاج هز كتوفه: ما ادري والله لكن دامه قسم رجال اطلعو ودوروا عليها باذن الله مافيه حريم هنا
رباح: روحو بهاج وخالد انتم اول وانا ووهاج بعدكم مانبي نطلع كلنا كنا قبيله ونخرش المسلمين
بهاج اومئ: يلا خويلد قم
خالد قام وراه وطلعو وهم يدورون المغاسل لين لقوها وأخيرًا بجنب مدخل الباب الداخلي
(إنَّ اللَّه وِترٌ يُحِبُّ الْوتْر، فأَوْتِرُوا، يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ.)
-
اليوم الثـاني ، اول أيام عـزاء ذهـب /
نياف لّف راسه بإنزعاج من همسات ونظرات الحاضرين اللي كانوا يتسائلون عن ولد ذهب وليش توّه يطلع .. وكأنه مجلس حش مو مجلس عزاء
استغفر رباح بصوت عالي ولف على نياف وهو يهمس: طنّش كلامهم ماعليك
نياف صّك على أسنانه: الشايب هذا لو ما قام من جنبي بفرمه واخليهم يلقون لهم شيء واقعي يتكلمون فيه
رباح ناظر بـ الشايب اللي جالس جنب نياف ويتفحّصه بنظراته و كل شوي يشطح بسؤال لـ نياف ، كان من شكله واضح إنه حشري وبإمتياز
رباح: بادل الأماكن بيني وبينك
وقف نياف وبدل مكانه مع رباح وصار جالس بين رباح وبين خالد
خالد باستغراب: وش فيكم؟
نياف ارخى راسه على الكنب: شايب حشري
وقفوا على طول وهم يشوفون مهنا يدخل وهو يلقي السلام بصوت جهوري ووراه راجح ورابح ورائد وعزام اللي ماسك بيدين أبوه وهو يتلفت بالمكان بإستغراب
مهنا بحنيه ضم جسم نياف اللي كان ماد يدّه: عظم الله اجرك ياولدي .. الخيره فيما اختاره الله
نياف اخذ نفس عميق قبل يردف بصوت متحشرج: جزاك الله خير .. والنعم بالله
بعد مهنا عنه وسلم على الكل قبل يوصل لبادي وهو يشّد على يدينه: الله يهون عليكم هالمصيبه ياخوي
راجح سلّم على نياف وهو يحّس بحزن عيونه وأردف بصوت قوي: عظم الله اجرك .. شد عزومك .. بنيتي حساسه مابي رجلها الا قوي باس يقويها معاه
نياف فتح فمه بفهاوه وهو يناظره قبل يكتم راجح ضحكته على شكله ويروح ورا ابوه
خالد طير عيونه: هذا وش يقول! وش بنته اخوك ياصبي
نياف ناظر رباح وخالد وهو ينقل نظره بينهم: هو وش قال !!
رباح بتناحه: قال شد عزومك بنيتي حساسه مابي رجلها الا قوي
خالد بضيق هز رجوله بغضب قبل يطلع من المجلس بكبـره ،
رفع جواله بسرعه وهو يضغط بقهر يدور رقم تذكـار ولاهو فاهم نفسه لكنه يسايرّها ،
عند تذكار اللي كانت تدّف القرص بملل مع جدتها لأنها مالقت احد صاحي بهذا الوقت الا هي
مزون بعصبيه: وكسر انا قايلتن لتس دقيه صغار هاللون ام العفن لا فايده ولا عايده
تذكار بطفش وقفت: والله عاد يديني تكسرت واظافري تتهزهز والله ما اكمل ورانا عرس تباهيوه وعرس جمايلوه ابي اصير ازين وحده يمكن يخطبني احد وافتك منكم
مزون شهقت: الله اكبر لاتطيح السقف علينا يالله ابهتها يالله نعنبو غيرس مافي وجهس حيا! مغسولن بمرق ياكافي
كانت بترد تذكار لكن قاطعها صوت جوالها طلّعته ووسعت عيونها وهي تشوف الرقم والاسم
مزون: وراتس سكتي كلا القطو هاللسان جعله ياكله
تذكار انتفضت وهي ترجّع تقرا الاسم والرقم ، تحمحمت وهي تردف: عندي اتصال بروح ارد وماراح ارجع لك
مزون كشرت وهي تكش عليها: الله يا الفايده اللي بفقدها لامن ذلفتي عاد .. اذلفي مرواح جدي
تذكار راحت لغرفتها وقفلت بابها قبل ترّد وهي تحّس بقلبها يركض بين ضلوعها اول ما سمعت صوته الغاضب وهو يردف: الو
تذكار خذت نفس قبل تحاول تقوّي صوتها: خير نعم داق علي بأي صفة !
خالد بنرفزه: لا تكثرين كلام نياف خاطبك ولالا؟
تذكار بذهول: نياف !
خالد بنفاذ صبر: اجل قرينه ! وش قاعد اقول انا
تذكار عقدت حواجبها : ومن الي قايلك انه خاطبني ؟
خالد وسع عيونه: يعني صدق !!
تذكار: واذا صدق وش عليك انت وش تبي داق
خالد بعصبيه: تذكار لا تجننيني وتلعبين باعصابي خطبك ولالا ؟
تذكار كتمت ضحكتها: ايه خطبني وانا موافقه وش المشكله ؟ بعدين لا عاد تدّق علي و عودك بيجيك ولا تفتح فمك بكلمه لنياف عن اللي قد صار بيننا سامع ؟
خالد بهّت وجهه وهو يحّس صوتها و صوت العالم كله إختفـى، و اللي يكوّي قلبه أكثر انه ماهو فاهم نفسه ليـه قاعد يعيش هالشعور و هو إيش!
تذكار عقدت حاجب: الو ؟
خالد بلع ريقه وهو يهوّي على نفسه: يعني كيف خطبك وانتي وافقتي كيف فهميني مستحيل والله مستحيل
تذكار بهدوء مصطنع: وليش مستحيل وش ناقصني ولا وش ناقصه عشان يصير مستحيل؟
خالد بلخبطة: ماهو ناقصكم شيء بس بس انا وين اروح
تذكار بلعت ريقها: نعم ! وانا وش دخلني فيك
خالد بضعف: صرت اول ما احس بضيق اول ما يطري على بالي انتي ، لا رجعت لي فكرة العزف والفن اول من يطري على بالي كلامك وقت هوشتي مع ابوي و العيال ، اول ما اتقن نوته جديدة يديني تروح لمحادثتك عشان اسمعّك ياها.. صرت اشاركك اكثر ما احب .. اول مره بحياتي اسوي هذا الشيء اول مره بحياتي كلها أعطي احد العود حقي واخليه عنده بالايام والشهور ولا اسال عنه ولا افكر فيه ولا اهتم له! طول عمري وانا حلمي البنت الي بتكملني عندها شغف وحب للعزف والعود ومجاله وماتشوف الي انا احبه شيء فارغ ولايهم نفس ما كل الي حولي يناظروني بهذي النظره .. تذكار كنت احس فيه امل انك تكونين لي ليه رحتي؟ تذكار والله اني احبك
تذكار وسعت عيونها من كلامـه وهي تحس بجسمها يحتّر وبلخمه : نعـم! وش تقول انت! استح على وجهك وش هالخرابيط الي تهبدها
خالد تنهد بعُمق: تكفين قولي لي انه حلم .. قولي لي انك تكذبين
تذكار بلعت ريقها: شف والله اني اكذب صدق بس مالك حق تقول هالكلام لي .. قليل ادب !
خالد فز وهو يوسع عيونه: وشهو!
تذكار وهي شوي وتبكي: نياف خاطب تباهي ماهو انا يا غبي يا حمار
خالد وعيونه مازالت متسعّة حس بالذهول والآحراج ، غمّض عيونه بقوة وهو مازال يستذكّر كل كلمة قالها قبل شوي
تذكار قفلت بوجهه وهي ترمي جوالها على طول على السرير برعب وتهوّي على وجهها اللي تحس من كثر حرارة جسمها كأنها بفرن
خالد ضرب راسه بالجدار وهو يردف: غبي غبي قسم بالله غبي الحين وش بتقول عني البنت! بتنحاش مني اكيد خوفتها يعني ماتقدر تسألها طبيعي وانت مسوي فيها روميو يارب رحمتك
فكر لثواني قبل يطلّع جواله وهو يدخل محادثتها ويكتب "قد سمعتي باللي قال لاقلت احبك خلني قصدي شريف، ولا تبين تسمعينها بصوتي عشان تصدقين؟"
تذكار فزت من سمعت اشعار جوالها ومن شافت الاسم قطّت جوالها برعب وهي تنفي: مستحيل افتحها يمه
وهاج باستغراب: خالد شتسوي هنا
خالد رفع وجهه وهو يتنهد: ولا شي بس الجو كئيب داخل قلت اطلع اتتفس شوي
وهاج اومئ: اي والله الله يعينهم على مصابهم
خالد وهو يراقب جواله بقلق ما لقى أي رّد ودخله بجيبه قبل يتنهد من جديد: امش ندخل
وهاج: والله ان بك بلا انت وش صابك فجاة!
خالد: خلك مني اخوك وش فيه؟
وهاج: والله صاير مصيبه جديده .. حلقة جديده من مسلسلنا حنا وعماني شف عاد من ينتصر اخر حلقة
خالد بضحكه: خبل انت!
وهاج بطفش زفر: يارجال قرفوني عيشتي ماعاد عندي ردات فعل تصدق حتى جوالي من امس مقفله
خالد: وجوالك وش دخل افتحه مو تقول راسل بيروح الدوره؟ ودعه بالجوال على الاقل دام ما يمدينا نرجع
وهاج شهق وهو يضرب جبهته: اي والله ذكرتني !!! بروح افتح جوالي واكلمه
خالد هز راسه بيأس: غبي !
ضحك لثواني بسخريه قبل يكمّل لنفسه: انت الذكي عاد .. ايييها بس يارب تجيب العواقب سليمه
دخل المجلس من جديد وهو يحس بتوتر ورهبّة من راجح ، جلس بجنب نياف اللي كان يناظر راجح بعد
خالد همس لاشعوريًا: قسم بالله انه يخوف
نياف بذات الهمس شاح ببصره عن راجح: اعظامي انصبت وهو بس ناظرني
خالد قبّص نياف اللي فز وهو يكتم صوته بألم: وكسر يالتبن خير
خالد بعصبيه: ليه ماقلت انك خاطب بنته الكبيره
نياف وهو يفرك مكان القبصه: انت صاحي متى اقولكم يعني امس؟
خالد تنهد: خلاص اسكت الناس يشوفونا
نياف كشر ولّف على جنب بدون رد
وهاج طلّع جواله من جيبه وهو يفتحه لكن عقد حواجب بإستغراب من كمية الرسايل من الرقم الي عطته اياه الدكتورة قبل تطيح عيونه على اخر رساله بالصبـاح "كلمني هذي الايام قبل اسافر لاني ماراح ارجع الا بعد سنين"
فز وهو يدخل على المحادثه على طول وكتب "ليش؟ وين بتروحين!"
ماوصلّه رد ولا حتى قرأته .. تنهد بضيق وقفل جواله من جديد وهو يدخل ورا خالد ..
~
المـى /
كانت تحاول توصل لسهاج لكنه ما يرد نهائيًا لا على الرسايل ولا على المكالمات ، من امس بعد ما طلع مستعجّل من وصله خبر ام نياف قبل ما يكملون نقاشهم وهو مختفي
رمّت جوالها بجنبها بضيق ، ضايقه فيها من كل شيء حولها وأولها من شعورها وإهتمامها إنها ترضي سهاج وخوفها من زعلـه .. وكعادتها كل ما فقدته قامت وسوت لنفسها شاهي بكوبه المنقوش عليه إسمـه
دخلت المطبخ وهي تدوّر إبريق بين الأدراج وإستوقفتها زمزمية القهوة ، ضحكت بخفة لا شعوريًا وهي تذكر اللي صار قبّل
لمحات من الماضـي~
طلعت من المطبخ وهي تحّط الشاهي قدامه بوهقه وتدعي انه ينسى القهوه ، شافته يتأمل فيها واردفت باستغراب: خير وش !
سهاج بتفكير وجديه : هالحين انتي شوشتس صفرا صدق ولا
المى : اول شيء اسمها شعرك مو *بتقليد له* شوشتس ثاني شيء اسمه اشقر مو صفرا وآخرًا لا صبغه
سهاج شرق بالشاهي من الضحك وهو يسمع كيف تنطق: شوشتس اجل ليتس ماعاد تحكين حكينا الا اقول وراه مسويه شاهي وبس وين القهوه
المى بورطه: وش قهوته ماقلت انت
سهاج رفع حاجب: ابن صالح الا قايلن لتس شوي قهوه وشاهي
المى : شف تبي من الاخر؟ ماعرف اسوي قهوتكم هذي تبي بلاك؟ ترا طعمها يجنن
سهاج عقد حواجبه: يا هالبلاك الي صجيتيني فيها وش تقولين انتي يابنت ابي قهوتنا بعدين كيف ماتعرفين قهوتنا
المى بطفش: ياليل عاد بسوي بلاك وبتشربها بعدين عادي تجرب قهوه بنوع مختلف
سهاج: يابنت اقولتس ابي قهوتنا وش بلاك وش تخبصين انتي فوق راسي
المى وهي توقف: البلاك قهوه اجنبيه ياجاهل شوف عاد بسويها واذا تبي تشرب اشرب ماتبي بكيفك .. كفايه اني دخلت المطبخ ياشيخ
سهاج بنقد: ذلحين يعني تعرفين قهوتهم ولا تعرفين قهوتنا اعقبي ليه انتي بنتنا ولا بنتهم!
المى هزت راسها بتسليك وهي تدخل المطبخ
تنهد سهاج وهو يتحسر على حاله: هذي اخرتك يا سهاج.. انت الي قهوتك معروفه بالديره كلها ومعروف انك ماتكيف الا على الشقرا بتشرب قهوة اجانب اهب عليك يا المى اهب كانتس بتجيبين اخرتي
الحاضـر~
تنهدت بحنين وهي ما تدري كيف لقت نفسها فجأه تحّن له وتفتقد وجوده حولها وتحب حسه لاصار حولها ..
~
بعد مرور إسبـوع/
اشعار وفايز مكملين رحلتهم واشعار قدرت تقنع فايز ببقائهم في المانيا عشان تاخذ دورات وتطوّر من نفسها أكثر بمجال تخصصها ، كانت صابّة كل تركيزها على هالشيء .. تبغى تعيش حياة جديدة ومافيه شيء تنشغل فيه افضل من نفسها وتطوير ذاتها .. صارت تعطي مجال لفايز وعلاقتهم هاديه جدًا ومابينهم الا احترام ومحادثات بسيطة لكنها صارت ترّد الصوت عليه وقت احاديثه و ابتسم احيان و تحاول تتفاعل معاه و تتقبل وجوده بحياتهـا
اقبال وهباب رجعو للسعودية بعد هوشة صارت بينهم لمن عرفت اقبال بخبر أخوها من رسن .. علاقتهم جدًا مكركبة ومن وصلو السعوديه وهم مايكلمون بعض ولا بينهم اي حوار عكس بمانشستر كان مالهم غير بعض فكل وقتهم مع بعض وحتى ان هباب كان بادي يتقبّل وجود اقبال بحياته ويفكر إنه ماعطاها فرصه بالبداية وحكّم عليها غلط
بهاج وراجح وسهاج يحاولون يلاقون مخرج لبهاج من القضية الجديدة اللي إنفتحت مؤخرًا بعد الأدلة اللي لقوها البنـات .. وبهاج في صراع دائم مع امه وجدته عن موضوع ضي
وهاج كان يعّد الأيام عشان يقابل اطياف لأنه كان متحمّس لسالفتها وفضوله يأكله عنها
رسـن من وقت روحة راسل وهي تحّس بذبول طفيف في روحها .. وكل ما دخلت بيت رابح او راجح تدوّره وهي تتمنى ينط لها فجأة وينشب لها زي دايم ، لكنها الى الان ما استوعبت انه فعلًا سوى هذا كله عشانـها !
تذكار من بعد اللي صار والرعب اللي عاشته بذيك المكالمة حذفت رقم خالد وهي تحّس بصعوبة الموقف اللي حطت نفسها فيه وهي تتذكر كلام رسن وتباهي وتحذيراتهم لها لأنه يعرفها و يعرف ابوها و بيتها وصديق اهلها .. تحّس بضيق في التنفس ومغص كل ما تذكرت هالشيء لأنها بالبداية كان بنظرها محترم وبعيد عن الالعاب لكن من بعد كلامه و كلمة احبك اللي قالها بدت تحس ان نظريتها غلط وانه زي زي باقي عيال هالوقت
جمايل رفضت رفض قاطـع أن ملكتها تكون هالأسبوع و أجلتها الى اسبوع ثاني ، تيام ينتظر بكل شوق و متجاهل موضوع ضي تمامًا
نياف كان هادي تمامًا و متجاهل كل شيء حوله وهو يحاول يعيش يومه طبيعي زي ماكان عايش لكن الوجع اللي بقلبه عايّق حركتـه
خالد من شاف البلوك من تذكار وهو منقلّب تمامًا وهو يفكر كيف ممكن يحل هالشيء ؟ وش اللي بيخليها تصدّقه؟ هل يترك الموضوع و يتركها ولا يرجع يحاول ؟
رباح و ليالي بعد أخر مُناقشة بينهم و بعد جلسة الصراحه اللي فضول فيها كل الي بقلوبهم صارو عايشين حياة متزوجين فعلًا و إنكسرت بينهم حواجز كثيير وعلاقتهم جيـده
~
بيت الزيـن/
بهاج زفر بهّم: يعني أنتم وراي وراي بهذا الموضوع حتى بالديرة !
الزين بحدة: بهاج انت متى تستوعب كلامي ؟ أقولك بياخذها على جمايـل ! انت تسمع وش انا اقول ولا لا؟
بهاج عّض شفته بقهر: وقلب ولدك وش خانته؟ يعني انت يا بهاج بالطقاق اللي يطقك و اسكت و امش و سو كل شيء ما تبغاه و بيوجعك بس عشان الناس اسكت
الزين بغضب : هذي مب الناس هذي اختك هذي وحيدتك انت ترضاها عليها ؟ لا تجنني و تطلعني من طوري انت وهالقلب الي ما لقينا من وراه الا البلاوي يا ما قلت لكم خلو قلوبكم قويه جبال راسيـه ما يهدّها عاصفه لا تخلونها خضرا ورهيّفه ويميلها غصن الحب لكن اذن من طين و اذن من عجين صابخنا بهالحب وقلبي والمره اعرست وراحت مع زوجها وافلحت وهو باقي في خطوته انطق وخل اختك تضيع
قامت من قدامه الزين وهي تستغفر بصوت عالي ورقت لفوقها بينما بهاج غمّض بقوه وهو يحس بقلبه ينعصّر من قالت اخر كلامها فتّح عيونه بوهن وهو يردف لنفسه: معقولة؟ معقولة نست بهالسرعة وسلّت!
قعد لثواني .. و الثواني صارت دقايق .. و الدقايق صارت ساعه وهو مازالت يناظر بالسقف بشرود و يفكّر
نزل وهاج من فوق واستغرب من وجود بهاج: بهاج؟ شتسوي هنا لحالك
بهاج لّف بناظره عليه: وين رايح
وهاج ناظر ساعته: بنروح انا وخويلد البلاد ليش بغيت شي
بهاج نفى براسه وهو يوقف: انتبهو لانفسكم
وهاج اومئ وهو يطلع من البيت وبهاج راح فوق لـ غرفة امه
طّق الباب والزين تنهدت لأنها موقنة انه بهاج .. ما ردت وبهاج زفر قبل يفتح الباب : يمه
الزين بهدوء : نعم
بهاج رفع حاجب بذهول: اخو من طاع الله تصيحين!
الزين لفت عنه وهي تهوّي على وجهها: لا وش بغيت
بهاج جلّس على ركبه قدام امه وهو يسحب وجهها: والله انك تصيحين
الزين مسحت وجهها: واذا اصيح وش عليك ولا وش يفرق معك
بهاج تنهد: الزين وش بلاك وش يصيحك الله يهديك مشتهيه تصيحين
الزين بغصه : وش يصيحني وعيالي كل واحد بحال اردى من الثاني ؟
بهاج : عيالك ما فيه احسن من حالهم لا توسوسين و..
الزين قاطعته: انت بالذات اخر من يتكلم يا بهاج اخرهم
بهاج ضحك بوجّع: لهذي الدرجة ؟
الزين ما ردّت عليه و بهاج اردف بهدوء : تبشرين يا يمه .. كل الي تبينه بيصير و انا حاضر لكن خلي موضوعي يخلّص أول بعدها نمسك خط الشرقيه وما يردني الا بيتها
الزين فزت: انت صادق !
بهاج اومئ بذات الهدوء و الزين حضنته بفرحه: الله يفرح هالقلب مثل ما فرحني
بهاج ابتسم براحه وهو يبوس راسها: ما ابي الا رضاك .. ماعاد لي شيء بهالدنيا غير رضا ربي ورضاك
الزين تنهدت براحة وهي تشّد حضنه: اشهد ان قلبي راضي عليك ومرتاح يا علّني ماذوق حزنك
ابتسم بهاج وهو يقوم: بروح اشوف البرنسيسه ليش غاطه بغرفتها
ابتسمت الزين وطلع بهاج وهو متجه لغرفة جمايـل
فتح الباب بقوه وجمايل اللي كانت تقرا كتاب بملل فزت بخوف: بسم الله بهيج روعتني!
بهاج انسدح على السرير وهو يسحب كتابها: وش قاعده تقرين انتي
جمايل كشرت وهي تسحب كتابها: وش عليك انت
بهاج سحب الكتاب من جديد وهو يرميه وراه: خلينا منه بس وراك ضايقه
جمايل : ولا شي
بهاج ضيّق عيونه : جمول علينا هالحكي ؟
جمايل تنهدت بخجل : ياخي توتر الحياة الجديدة و بس
بهاج ضحك : هذا وهو مو الزواج وقت الزواج وش بتسوين اجل
جمايل احمّر وجهها : لا تطريه ما ابي افكررر
بهاج تنهد بحب وهو يبتسم : والله و صرتي عروس يا جمول ماني مصدق عمري *ابتسم بضيق* ليت خلف هنا ويشوف بنته اللي تمنى يشوفها عروس
جمايل دمعت وهي تحضن اخوها: الله يرحمه يارب ويجمعنا به بجناته
بهاج واللي شوقه لابوه يقطعه دايم خصوصًا بالمناسبات وهو يتخيّل وجود ابوه حوله: امين يارب
بعّد عنها بمرح وهو يمسح وجهها: امسحي وجهك لا يقول زوجناه خزان دموع
جمايل ضحكت بين دموعها: انطم تبكيني بعدين تتريّق علي
بهاج : خلصتي خرابيط الملكه ؟
جمايل بملل : لا رجعنا بدري وما امداني اسوي شي فـ وصيت البنات وهم جايين للديره يوم الملكه يجيبون معهم فستان .. *ضحكت بإستمتاع* عاد بنات خوالك ما يقصرون يدورون بذمه وضمير تذكاروه يوميًا تصورلي ولا عشرين فستان ورسن تسبسب في ذوقي ساعه وعشر دقايق تدور وتباهي مغص العربجي حقك طابخها .. خايفه من هدوئه المفاجئ وهو عصف بهم بالخطبه هو وابوه
بهاج تنهد: اووه يانياف والله ياهو بعالم غير عالمنا من بعد اللي صاير بس عمي بادي وراه وراه بذا الموضوع يقول ماراح ينسيه ويسليه الا العرس والمره والله ياعليه معتقدات عمي بادي مدري من وين يجيبها
جمايل بدلع : لانه صادق ما احد يفرّح قلوب البشر الا حنا
بهاج نكش شعرها بابتسامه: يسلم لي الواثق بس اجهزي سهاج وحرمه جايينا
جمايل باستغراب : المى ! ليش
بهاج رفع كتوفه : مدري بس الله يستر منك ومنها ومن المصيبه القادمه الي بتجيبونها لنا والله العظيم من قوة ما انا اخاف من اجتماعاتكم صرت اتمنى اني بنت عشان احظرها واكفخكم ماتسوون شيء
جمايل ضحكت من قلب : اتخيل شكلك وانت بنت قسم بالله مقدر
بهاج دقها بابتسامه : اعقبي كل هالطول والعرض والشنبات وتقولين لي تتخيليني بنت !
دّق جواله و لف : شكلهم جو
جمايل بحيره : بس غريبه ياخي المى ما طرّت لي موضوع جيتهم ابد ولا كلمتني
بهاج رفع كتوفه بمعنى مدري وهو يرد : هلا بوصلوح .. حياكم الله خبرت اختي خلها تدخل بطلع انا .. *ضحك بقوه* يقلع ام الغيره ماراح تخليها تدخل لين اطلع انا باكلها يعني ! .. الله يعينا عليك بس يلا طالع
وقف وهو يردف : مدري متى امداه يغار عليها الافندي والله بنت عمك ذي عقرب
طلع بسرعه وفتح الباب الخارجي وهو يردف بصوت عالي بسخريه : ادخلي يا الدر الثمين لا ناكلك بالغلط و يفصل علينا الاستاذ سهاج
خلا بينها و بينه مسافه كبييره و لف على سهاج : كذا ترضيك المسافه اخ سهاج ولا تبي اكثر ؟
سهاج كتم ضحكته وهو يعقد حواجبه : لا لا باقي قريب زود المسافه اكثر
بهاج قرب منه وهو يمد كوعه : اقول انطم لا كوع بوجهك بس يا الرجال الغيور
المى قبضت بيدينها على غطاء الفستان الي بيدينها بخجل و دخلت بسرررعه لداخل وهي تحس بالحر من كلامهـم ..
دخلو بهاج وسهاج المجلس واردف سهاج : وين راجح ما جا ؟
بهاج وهو يصب القهوه : ما جا اليوم ليه
سهاج بهدوء : اهل المى بيرجعون بكره
بهاج وجع نظره بتفاجئ : كيف !
سهاج : علمتهم بكل اللي صار ، و هذا كان غاية فهاد من اول ما اختفى يبغى بنته تلاقي الدلايل و تنفتّح القضية من جديد لكن قال لازم نشتكي اول عشان ينمسكون بالتحقيق و يقدر يرجع السعوديه و يشهد لصالحك وضدهم قبل يسوون فيه شيء
بهاج سكت بهدوء وهو ينزل فنجاله بحيـره
سهاج : ادري منت واثق فيه ولا الومك لكن الي ما تعرفه ان فهاد غير عن بقية اعمامك .. الفترة الي عشت فيها على التواصل معه عرّفتني على انسان جديد .. و الحكاوي اللي كان يقولها كان يثبت لي انه صدق انسان غير
بهاج رفع راسه : طيب و ليش ما قالّك على المكان و الدلايل من اول ما راح .. ايش سوا هالشوشرره كلها !
سهاج : سألته نفس السؤال وقالّي لإنه ما يبغى احد يكشفها غير المى بنفسها لأنه يعرف انها مستحيل تصدّق بوجود هالدلايل في بيتنا او في شركته لانها حافظه كل شبر فيها ووقتها بتعرف عن وضعي وتكشفني وبيجن جنونها وتسوي اشياء محد يبغاها تصير ويخرب كل شيء
تنهد بهاج وهو يردف بإنزعاج : مدري مدري ماراح اصدقه لين اشوفه قدام عيوني
سهاج رفع جواله : بعلم راجح
اومئ بهاج بلا اهتمام وأرتشف قهوته ..
بغرفة جمايل /
جمايل وهي تسلم على المى باستغراب: وراك ما دقيتي علي .. يا بنت حتى القهوه ما جهزتها بعدين وش قاشه معك انتي
المى مسكت يدين جمايل وهي تجلّسها: ياحبك للمواجيب ياجدتي اجلسي بس بلا رسميات مالها لزمة ما ابغى شيء .. و هذا مفاجئه توقعي وشهو ؟
جمايل بسخريه : سيارة .. يعني مو واضح انه فستان ؟ وش المفاجئه فيه
المى كشرت: مالت عليك مو وجه مفاجئات
وقفت وهي تفّك غطاء الفستان عنه وتتسع إبتسامتها: وش راييك ؟
جمايل اردفت بذهول : يجنن!!!! يا بنت كيف طحتي عليه وين اي محل هذا
المى ابتسمت : غبيه صدق .. *اشرت على نفسها بفخر* هذا لك لملكتك وانا مصممته بنفسي ومشرفه على خياطته بنفسي
جمايل شهقت بصدمه: تمزحييين!!!!!
المى : طبعًا لا
جمايل بذهول وهي تمسك بالفستان : لي انا ومن تصميمك !
المى ابتسمت بحنين : ما تذكرين يوم قلت لك ما راح يصمم فستان ملكتك و زواجك الا انا ؟
جمايل حسن بعيونها تغورق دموع وهزت راسها : اذكر مالت عليك بتصيحيني اذكر
المى ضحكت وهي ترفع عيونها لفوق : يا تبن ما ابغى اصيح يا خزان الدموع وقفي قبل تصيح كلنا
جمايل حضنت المى بقوه وهي تهمس : شكرًا
المى ابتسمت وهي تمسح على شعرها بدون رد
بعدت عنها جمايل وهي تاخذ الفستان العنابي بلونها المفضل منها وهي تقايسها فوق ملابسها قدام المرايه : شرايك ؟
المى سحبتها : روحي بدلي و البسيه عشان نشوفه صدق يلا بسرعه
راحت جمايل تركض بحماس للحمام عشان تبدّل و المى جلست على السرير وهي تفكفك شعرها تنتظرها
~
حديقة إحدى المُستشفيـات/
كان جالس وهاج بإحدى كراسيها بعد ما قال لخالد ان عنده موعد وحطه وراح ، كان يتأمل الحديقه حوله وهي فاضيييه تمامًا ما عدى كم شخص في مُقدمتها .. زفر بطفش و توتر وهو ينتظر اطياف الي للحين ماوصلت
وصلّه صوت انثوي من وراه وهو يردف: اسفه تأخرت
فز وهاج ولف على طول عليها لكنه رجع يلف قدام بإرتباك: عادي
ابتسمت اطياف لحركته وتقدّمت وهي توقف عنده قبل يقوم على طول : اجلسي انتي استريحي
اطياف بسرعه : لاا اجلس انت انت المريض
وهاج كشر : ماني مريض
اطياف ضحكت : ولا يهمك مو مريض بس ممكن تجلس ؟ عشان اعاينك بشكل أسهل
جلس وهاج بدون مقاومه واردف بهدوء : شكلك غريب بدون البالطو
اومئت اطياف : ما اصير انا الا به
وهاج : ليش شلتيه ؟
اطياف اللي دنت تمسّك يدينه بثبات ظاهري : لأنه مو لي
وهاج زفر بتوتر من مسكتها : وش قصدك بالسفر !
اطياف : وش قصدك باسئلتك اللي تقرقع بقلبك .. وليش للحين ما بلغت على اللي صاير ؟
وهاج بتشتت : لاني حسيتك فعلًا دكتوره !
اطياف رفعت عيونها لفوق وهي تهّف على وجهها .. وهاج فز بخوف : ليش تبكين قلت شيء غلط ؟ ضايقتك بشيء؟
اطياف ضحكت وهي تمسح دموعها : لا بالعكس .. انت اول احد يناديني دكتوره .. اول شخص يشوفني دكتوره .. اول انسان يناظرني بالنظره الي ابيها
وهاج زادت حيرته : اطياف انتي وش قصتك ؟
اطياف بهدوء : قصتي طويله .. التهاب يدك زايد جدًا ليش ما تروح لا للمواعيد ولا حتى للطوارئ ! وضعك قاعد يسوء وهاج
وهاج بعناد : لاني ابي الدكتوره اللي ما عالجت يدي و بس .. عالجت فكري و انقذت حلمي بعد
اطياف بذهول : حولت؟
وهاج ابتسم وهو يومئ : حولت طب اطفال .. و الفضل بعد الله لك و لكلامك .. و ممكن امتناني لك كان جزء من اسباب اني ما اشتكيت ولا بلغت و انسحبت بهدوء
اطياف بفرحه : والله انبسطت لك أخيرًا تركت الراس اليابس واقتنعت وعقبال ما تترك الراس اليابس بعد و توافق تتروح للمستشفى .. بسوي لك تمارين بتخففه بشكل مبسط مو بشكل عميق لذلك ما زال روحتك للمستشفى مهمة تسمعني دكتور وهاج؟
وهاج : ما اسمعك يا دكتوره .. *سكت لثواني وهو يناظرها* اي دكتوره انتي دوختيني !
اطياف انفجرت ضحك قبل تردف : اطياف .. اسمي اطياف
وهاج ابتسم : طيب يا دكتوره اطياف ممكن تتكلمين ؟
اطياف تنهدت وهي تثني يده : ببدا بالتمارين .. و باعلمك القصة لكن ابيك توعدني اذا خلصنا لتعالجها كويس تمام؟ الموضوع مو لعب وهاج
وهاج اومئ بلا اهتمام وهو يبي يسمع قصتها ويشبع فضولـه ..
بدت اطياف تسرّد قصتها الى اخر نقطة حصلت بسطورها وهي تمرّن يد وهاج اللي مع كلمه يتسّع ذهوله أكثـر
ناظرها بإعجاب لا شعوريًا وهو يردف : والله انك بطله وقويه ! كيف قدرتي تسوين هذا كله و تدرسين الطب لحالك لدرجة إنك صرتي كأنك فعلًا طبيبة حقيقية !! كيف ما تخليتي عن حلمك رغم كل اللي يصير حولك ؟
اطياف اخفت إحراجها بإبتسامه هادية وهي تترك يده : كلنا قويين يا وهاج لكن ما نعرف مدى قوتنا الا لمن نعتازها .. وبكذا انتهينا ، انا بسافر يا وهاج لذلك ابيك توعدني ما تهمّل يدك فاهم ؟ ما عاد برجع اعاينها و اعالجك استوعب
وهاج بضيق : ليش ما تدرسين هنا !
اطياف ضحكت بمرارة : لان ريحاب بتشنقني
وهاج تنهد بضيق بصمت .. اطياف حسّت إن رجولها تخونها .. ما مشت ولا خطوّة ولا تحس إنها تبغى تمشي .. الشعور الحلو و خفة الروح اللي حسّت فيه هنا ما تبغى تفقده
وهاج وقف بهدوء : متى بترجعين ؟
اطياف بتوتر : مدري .. ممكن ما ارجع برضه
وهاج تنهد بضيق : بلعنا انك بتسافرين بس ما ترجعين بعد ليش !!
اطياف ضحكت بذهول : وش عليك يا وهاج ؟
وهاج قلب عيونه من نفسه : ما ادري حتى انا ما ادري بس يضايق الوضع
اطياف بتوتر : مدري وش قاعد تتكلم عنه .. انا صار لازم أمشي .. عن أذنك
وهاج بسرعه : اطياف وقفي .. طيب رقمك هذا بتغيرينه؟
اطياف باستغراب : لا اكيد عشان اتواصل فيه مع اخوي وجوجو ليش ؟!
وهاج ابتسم بإشراق : حلو
اطياف بعدم فهم : وش فيك وش الحلو
وهاج نفى براسه بضحكه : ولا شيء .. بس بس اذا كلمتك بتردين صح؟
اطياف سكتت لثواني بعدها استوعبت قبل تكتم ضحكتها : اذا عن يدك او الطب برد
وهاج اومئ بحماس : دامك بتردين موافق ما بتكلم الا عنهم
ما ردت اطياف وكملت طريقه بآبتسامة وهي تفكر بهذا الشخص العجيب بنظرها .. كيف هو سلّس و محترم و بريء لهذا الحد ؟ اول مره تلمّح براءة بعيون شاب ..
بينما وهاج جلس على الكرسي وهو يبتسم بإرتياح ومتجاهل تفكيره بأسباب شعوره و ليش حسّـه .. ما يشوف قدامه الا هـي..
~
بيت راجـح، غرفة هبـاب/
قام من النوم بعد ما رجع من الدوام وهو يعقد حواجبه ويحس مزاجه متعكر ، قعد وهو يمسح على وجهه بكسل .. ناظر بالساعه و شافها اربع العصر فز بسرعه وهو يردف بهلع: صلاة العصر فاتتني!
راح ركض للحمام يتوضى وطلع يصلي وقعدت يسبح ويهلل وهو يحاول يمسك نفسه ما يكفخها لانها صارت ماتعترف بوجوده أبدًا ولا تصحيه لا لدوام ولا لصلاة
دخلت اقبال الغرفة وهي تدور على شيء بأدراجها
هباب رفع راسه بغضب : ليش ما قومتيني لصلاة العصر !
اقبال ببرود : احسبك حاط منبه
هباب استغفر بصوت عالي قبل يردف : انتي وش صايبك ، في مانشستر بشخصية و هنا شخصية ثانية
اقبال ضحكت بسخرية : انا ؟ يا رجال خلنا ساكتين بس .. لأني لو تكلمت ماراح يعجبك كلامي .. لكني أنتظر الوقت المناسب عشان أنهي المهزلة اللي حنا فيها
هباب رفع حاجب : نعم ! و ليش بعد وش اني مسوي
اقبال رمّت مشطها على التسريحة و لفت عليه بإنفجار و هي ما عاد تقدر تكتم أكثر : موضوع اخوي و طوفته لك .. لكن موضوع إني اشوف رسايل و اسم جود كل شوي على جوالك هذا والله تبطي عظم ما مشيته لك و الايام بيننا يا هباب و بتعرف وش بسوي
هباب بذهول : جـود ! انتي تقصدين ..
اقبال قاطعته بغضب : ما ابي اسمع منك اي شيء رجاءً انت مو موجود بحياتي و انا مو موجوده بحياتك لين ينتهي كل شيء اسكت عني
هباب وقف بنرفزه وهو يدوّر جواله و اردف بصوت غاضب : وقفي مكانك
اقبال انتفضت من صوته الاحد ووقفت لا إراديًا ،
قرّب منها وهو يقط جواله اللي دخل فيه على محادثته مع جود : أقري
اقبال بلعت غصتها وهي تحاول تمنع الغصه من الوضوح بصوتها : ما ابي اقرا بعده عني
هباب بإصرار : والله ما اخليك تتحركين شبر الا لين تقرين .. اقري عشان تعرفين أني من ملكت عليك ما تكلمت معاها بشيء و حتى وجودها بالعرس و الموقف اللي شفتينا فيه هي اللي حطتنا فيه بدون علمي .. كل الرسايل تهديدات منها لأني ما ارد عليها .. اقبال مهنًا كنت دنيء بنظرك ما توصل الى اني اكلم وحده وانا على ذمتي وحده ثانيه .. ما ارضاها على خواتي عشان ارضاها على الي على ذمتي ! ابوك ابوي واخوك اخوي كيف برضاها لبنتهم ؟
اقبال وسعت عيونها و هي تشوف المحادثات الي كانت فعلًا زي ما قالت لكن رفعت نظرها بسرعه بخوف : تهددك بأخوانـها! وش ممكن يسوون لك؟!
هباب استند بيده على ذقنه: الله العالم .. اخوانها دببه .. أهون شيء بيصير كسر في العظام و اعظم شيء موت ما فيه خيار ثالث
اقبال ضربته بعصبيه : وجع يا الاستظراف المخيس
هباب ضحك : تحسبيني استظرف ؟ يا حليلك والله
اقبال بقمطه : نعم!
هباب بجديه : انتي ما تشوفيني زابن في البيت من الداوم للبيت ومن البيت للدوام ؟ تتوقعين ليش؟ عشان ما يستفردون فيني هالدببه والله بعد الي صار اكتشفت ان جود مو صاحيه وبايعتها اهم شيء تشوفني ماكل تبن غشتني بنت اللذين.. كانت حليوه قبل و..
اقبال قاطعته بإنزعاج وهي ترمي جواله عليه : اخر همي اسمع وش كانت ووش علاقتكم قبل بعد بس خل انزل واحسن خل يدبغونك
هباب قرب منها بسرعه وهو يهمس بضحكه : ترا العاشق ما يقدر يخبي يا اقبال .. ما يقدررر خليها في بالك
بعد عنها وهو يدندن بروقان بعد ما شاف شحوب وجهها واحمراره وصدمتها الباينه على عيونهـا و اللي أكدّت له ظنونه كلها .. من طاح في مانشستر و شاف خوفها ولهفتها وهو شاك بالموضوع و بعد موقفهم الان تاكد ..
نزل الصاله و جلس جنب امه : مساك الله بالخير يا الغاليه
تذكار بتكشيره : وين اقبال يا دب راحت ولا عاد رجعت
هباب : وش عليك في زوجتي خليك بعيده عنها بس لا تتاثر بدفاشتك صبي قهوه خلصي
تذكار طيرت عيونها : يمه تسمعين ورعك وش قاعد يقول ؟ حامض على بوزك اصبلك قهوه تعقب
هباب لف على امه : يمه خلي بنتك تصبلي قبل اخليهم يصبون قهوة عزاها
شهقت ام هباب وهي تدف ولدها : وجع بسم الله على بنيتي هبيب لاعاد تطري هالطاري !
هباب كشر : يعني عشانها اخر العنقود بتكبرون راسها عليها .. يرضيك اقوم اصب القهوه لنفسي وهي ورع قدامي مسنتره رجل على رجل ! وين صارت ذي
تذكار ابتسمت بخبث يوم شافت اقبال جايه : خل حرمتك تصب لك
اقبال باستغراب جلست جنب تذكار : وشو
ام هباب تنهدت : صبي لرجلتس قهوه خليه يسكت سندر بروسنا
كتمت اقبال ضحكتها ووقفت : ابشري
صبت قهوه وهي تمّد الفنجال لهباب بهمس : يا غثيث حتى امك ما تدانيك
هباب ابتسم بخبث : عادي عندي الي يدانيني
حمّر وجه اقبال وبعدت عنه بسرعه وهي ترجع بمكانها
تذكار بلقافه: وش تقولون ليش وجهك طماط ؟
ام هباب وسعت عيونها وهي تنفّص عيونها على بنتها ،
تذكار حمر وجهها يوم استوعبت فعلتها وبسرعه: هيه ترا مب قصدي يمه خلاص تهامسو لين تشبعون مالي دخل
ام هباب تنهدت بيأس: بتجيب اجلي ذا البنت
هباب شرب فنجاله وهو يردف : الا يمه صدق نياف خاطب تباهي؟
ام هباب اومئت : ايه من زمان .. قد لهم اسبوعين بس مدري ابوك ردلهم ولالا
هباب بإعجاب : والله يا بختها فيه .. رجال والنعم ماقد شفت بقوته وشخصيته
ام هباب ابتسمت : حتى جدته يا حليلها تنحط على الجرح يبرى ماراح اخاف على تباهي من الحموات عاد اختك ضعيفه وينوكل حقها طول عمري شايله همها .. هم وانزاح
هباب بسخريه : ايه مب زي الجني الي قبالي
تذكار ضحكت بصوت عالي : قدامك جنيين حدد اي واحد ؟
اقبال دفتها بخفه : تعقبين مانيب جني الجني خابره ربي
ام هباب : كلكم جناونه اسكتو بس خلوني اتابع المسلسل بيجي بعد شوي
هباب بحلطمه : يمه المسلسل ذا اعرست ورحت شهر عسل ورجعت وظني بيجي علي عيال وهو مابعد خلص
اقبال طيرت عيونها فيه من كلمته وتذكار غاصت ضحك في مكانها بينما هباب ابتسم بعبط وهو يلعب بحواجبه يعاندها و ام هباب طنشتها وهي تطول الصوت لاعلى شيء وتتابع
هباب بطفش لف عليهم : ودكم نطلع؟
تذكار بحماس : اذا على حسابك اي
هباب وقف : اكيد على حسابي كلكم بخيلات ما غيري الكريم جعلني اسلم .. يلا بسبقكم انا والله العظيم تتاخرون اكثر من عشر دقايق بسحب عليكم وامشي *رفع راسه بتشفق* اهخ يا رسيل وين رحت عني خليتني مشتت واتشحذ الطلعه حتى منهن
تذكار تخصرت : لا يا عيوني وليش ان شاءلله وش فينا مو عاجبينك ؟ محد معطيك وجه الا حنا اسكت بس !
هباب وهو طالع : لا تكثرين حكي ونادي تباهي معكم لا تنسونها
~
بيت مهنـا /
مزون ابتسمت : شفتي قلت لس بيقتنع بس حني عليه
الزين تنهدت براحه : الله يسعده والله ريحني
مزون : عاد متى يخلص خل يعجل علينا الملكه الاسبوع الجاي ونايف اقشر عند موضوع خواته بيخم ولده من ثاني يوم
الزين بحيره : والله مدري يا يمه .. خل نكلمهم طيب اول ؟
مزون بتفكير : اخاف ترفض!
الزين بتنهيده : ما امداني ارتاح واجدع الهم مني
مزون رفعت جوالها : ماعليتس خلي كل شيء عندي .. نوير دواها الحكي الزين .. ابرفع فيهم والله يغفرلي بتوافق
ابتسمت الزين : الله لا يحرمني منك بس
مزون ما ردت وهي تتنظر رد نوير .. ثواني وردت نوير وبعد سلام ومدح ومقدمات طويلة من مزون فاتحتها بالموضوع وقالت لهم نوير بتشاوّر البنت أول ..
سكرت منها مزون وهي تكش على الجوال : مالت بس قال ايش قال بشاور البنت يمه يا العوابه ما شاورتيها بولا شيء قبل بتشاورينها يوم جا دورنا
الزين بقلق : يا ربي اخاف ترفض !!!
مزون بتطمين: ماعليتس انا قايله لس هذي دواها عني بزن عليها كل شوي لين توافق
الزين تنهدت بهم : الله يسهل يارب
~
بيت صـالح/
كان ما فيه الا سهاج و المى بحكم ان اهله عايشين بالبلاد و محد منهم بالبيت غير سهاج ،
سهاج وهو يشوف المى تحط العشا الي كان عباره معلبات اردف بهدوء : يعطيك العافيه
المى : الله يعافيك .. شوف جوالك ترا من صبح يدق اسمعه وانا بالمطبخ
سهاج باستغراب : صدق .. مين ؟
المى رفعت كتوفها : مدري والله ما شيكت
سهاج وقف : بقوم اشوف واجيك
راح سهاج الغرفه و شاف الإتصـال اللي ما كان الا من فهاد .. تنفس الصعداء وهو يحمد ربه انها ما شيكت .. سكر الباب وهو يكلمه بصوت خفيف لكن مع النقاشات رجع صوته طبيعي
عند المى الي بالصاله طفشت من ان سهاج طول وهي جوعانه ووقفت بسرعه وهي تروح للغرفه لكن قبل تفتح الباب شّد إنتباهها الحوار و سكنت بمكانها تسمع .. وإتساع عيونها يزيد ونبضات قلبها تتخافق مع كل كلمه و كلمه
فتحت الباب بقوه بيد مُرتجفة و لّف عليها سهاج وهو يتجمد بمكانه على طول ..
المى بصراخ قربت منه و هي تسحب الجوال : ابوي صح ؟ ابوي !!!!
صارخت بالجوال بإسم أبوها لكنه قفل على طول ..
سهاج بقلق : المى اسمعيني
ناظرت سهاج بدموع وهي تدفه بقوه : ولا تحاول حتى تتكلم .. ولا كلمه أسمعها منك فاهم ؟ ياخي انت ايييش ؟ قلبك من وش ؟ شايفني قدامك طول هذي الفتره أتقطّع .. عايشة كأني مجنونة و أنا ادوووور حتى لو على خبر واحد عنهم .. كلمة إنهم بخير حتى لو كذب كانت يمكن تطمّني .. و ساااكت ؟ انت اكثر من شهّد على معاناتي و تعبي كيف قدرت تتكلم معي و تبتسم و حتى تعاتبني يا كذاب يا مخادع؟!
سهاج تنهد بضيق : المى صدقيني كل شيء عشان مصلحتك انتي ما سويت شيء من راسي انا
المى بصراخ : اي مصلحه وانت شايفني قدامك قاعده اموت ؟ انا وثقت فيك والله العظيم وثقت وماانام مرتاحه ومتطمنه الا بوجودك عطيتك قلبي وانا حالفه اسكر هالدرب بس عشانك رجعت اخطيه .. عجزان تقولي لو كلمة وحده عنهم؟ عجزان تطيّب خاطري لو بلعبه والله راضيه لكن انت كيف رضيت على هالحزن والتشتت والضياع ؟ كيف؟ جاوبني ! لكن الحق علي الي عطيت نفسي فرصه معاك الحق علي والله
طلعت من الغرفه وهي تصفق الباب وراها وركضت لغرفتها الي كانت تنام فيها قبل تنتقل قبل ثلاث ايام تنام مع سهاج بغرفته ، سكرت الباب وتأكدت إنها قفلته وإنسدحت على سريرها بشرود .. تمسح دموعها بكل خشونة و هي تفكر بـ وش تسوي .. وش الخطوة الجايـة؟
~
بيت الزيـن/
وهاج بخوف : يعني خلاص بتروح ؟
بهاج بهدوء : لا تخاف فاهد بيجي اليوم
وهاج : طيب بروح معك
بهاج : بيروح معي سهاج و خالي راجح نكفي.. انت اقعد عند امي وجمايل نروح كلنا من لهم ؟
وهاج تنهد : الله ييسر يارب
بهاج ابتسم وهو يحضن وهاج : باذن الله انه خلاصنا يا وهاج
وهاج بادله الحضن وهو يبوس راسه : ما يهمني في الدنيا ذي الا انت لا هم ولا غيرهم
بهاج زادت ابتسامته : وانا راجع لك باذن الله .. ارفع المعنويات شوي ياولد وشبك
سمع بوري ولف : اكيد سهاج .. يلا فمان الله انتبه لنفسك ولامي وجمايل استودعتكم الله
طلع بهاج وهو يركب السياره .. مرت دقايق واستغرب مزاج سهاج الي مو في مكانه و لف عليه: وش فيك ياخي ! مو على بعضك
سهاج بهدوء وعينه على الطريق : ولا شيء
كان سارّح بتفكيره وهو يعرّف إنه الآن فعلًا نهايتهم لا مُحالة .. من تشوف امها و ابوها بعد اللي صار بتطلب الطلاق وترجع لحياتها قبل بدون سهاج وطوايفه .. تنهد بضيق و كأن جبال فوق صدره .. يحس هالليلة هي ليلة نهايتهم ووداعهم لكنه مو راضي .. اقل شيء يحضنها يحس بحضنها اللي ما شبع منه .. انتهو قبل يبدوون
بهاج استغرب حاله لكنه فضل الصمت ولّف يتأمل الشوارع وهو يفكر بـ وش بيصير؟ ..
بعد مدة طريق لا يُستهان بها وصلو للمركز و راجح كان ينتظرهم بالاوراق و الدلايل و كل شيء .. ناظر بسهاج بتساؤل : متى بيوصل فاهد ؟
سهاج ناظر بساعته : اخر ما كلمته كان العشاء وهو بيركب الطياره.. يمكن ساعه او نص ساعه و يكون هنا
راجح اومئ وهو يدقق بالاوراق مره ثانيه ..
بهاج بتوتر : وش بيصير ؟
راجح بهدوء : لا تخـاف بنقدّم لهم الأدلة و نطلب فتح تحقيق .. و بيتم إستدعاء كل من في الموضوع و يتم التحقيق معهم .. شهادة فاهد بتكون قوية لذلك على الأرجح بينتهي كل شيء من أول جلسة تحقيق
اومئ بهاج بلا رد و جلّس على الكراسي و هو يصلي على النبي بصوت خافت
( إن الصلاة على النبى تُنجى الفتى من بأسه و تقيه )
جلّس جنبه سهاج وهو يربّت على كتفه بتهدئة كان مُمتن لها بهـاج ..
مرّت أربعين وبالفعل كان فاهـد موجود قدامهم
راجح وقف وهو يسمي بالله : بنبدأ الآن
قبّض بهاج على يده وهو يفتح عيونه بخوف حاول يخفيه لكنه ما قدر ،
و بالفعل بدأ التقديم .. بعدها التحقيق و الإستدعاء .. و اللي إستغرّق ساعات طويييلة طويلة طويلة ما كان أحد فيهم يتوقعها بهذا الطول
لدرجة التوتر بدا ياكل فيهم أكل
بهاج بخوف : خالي مو كأن الموضوع طوّل ؟
راجح بهدوء ظاهري : لازم يطوّل .. هذي جريمة قتل ! مو أي جريمة !
بهاج تنهد وهو يسند راسه على ورا
سهاج : باذن الله خير يا بهاج باذن الله توكل على الله ولا تشيل هم شيء
بهاج ابتسم بطمأنينة : والنعم بالله
بعد مرور ساعـة .. تّم بالفعل إدانة حمد و عبدالله بجريمتين قتـل .. و فاهد بـ متستر على الجريمة .. و بهاج كان .. براءة لأنه أُثبت إنه تحت السن القانوني و تحت تهديد و تخويف منهم
بهاج صنّم بمكانه بعدم تصديق و هو يناظر براجح و سهاج اللي كانو يباركون له بفرحة
بهاج نزلت دموعه وهو يغطي وجهه بكل يدينه ..
حضنه سهاج بسرعه : بهاج ليش الدموع! مفروض تنبسط
بهاج ما رد وهو يبكي .. يبكي كل ليلة تجرّع فيها الم حنجرته وهي تبي تتكلم .. كل ليلة تجرّع فيها أرق النوم لأنه خايف عمامه يدخلون عليهم فجأه و يأذون اهله .. كل ليلة من العشر سنين عاشها بخوف و قلق و هّم .. كل ظلم ذاقه منهم و كل آه ما قدر يحكيها من وجعه
أجهّش بالبكاء وهو مو مصدق ان كابوس عمامه إنتهـى ..
راجح عّض شفته بحزن على حال ولد أخته و صد عنهم بوجع .. وسهاج كان يحاول يمسك نفسه ما يبكي
بهاج بعّد عن سهاج وهو يتنهد تنهيدة البكاء قبل يبتسم بوجه محمّر : انتهوا من حياتي يا سهاج انتهوا!
سهاج ابتسم وعيونه تلمع وهو بومئ تأكيدًا له: اي والله انتهى يا بهيج انتهوا
بهاج رجع يضّم سهاج بفرحة وعدم تصديق وهو يحس ان وده يطيييير ومن كثر ما يحس نفسه خفيف يحس إنه طير حُر يطير بالسماء الواسعة لكل وجهه يتمناها
بعد عنه بهاج بحماس وهو يردف: بسررررعه خل نرجع البيت ابي ابشر اهلي
سهاج ابتسم على حماسه وهو يتنهد براحه : يلا مشينا راجح طلع قبلنا
~
هبـاب /
طلّع من المسجد بعد ما صلى ، رفع راسه للسماء و أستنشق الهواء اللي ممزوج بريحة مطر و إبتسم .. قرر ياخذ الطريق المُعاكس لبيتهم عشان يطوّل مشيه أكثر و هو يحس بالطمأنينة وقت يمشي الصباح والأجواء حلوة
حّس بيدين فجأة تسحبه فجأة ووسع عيونه بصدمة و قبل ما يستوعب أي شيء .. كان كل شيء حوله ظلام من قوة الضربة اللي جات براسه بمضرب قوي .. كان طايح بنص المكان و راسه ينزف دم و هو فاقد الوعي و ما كان حوله أي إنسـان ..
~
إنتهـى.
"إن وجدت اخطاء املائية اعذروني."