نيـاف/
فتّح عيونه وهو يحس بصداع قوي يداهمه ، غمض لثواني بتعب قبل يفتح عيونه بشكل كامل و عقدة تشكلت بين حواجبه وهو يستوعب المكان حوله
رفع راسه أكثر والتفت وهو يشوف خالد متلثم بالغتره والواضح إنه نايم
كّح بتعب وهو ينادي خالد بصوت شبه خفيف: خويلد .. هيه ابو نظارات
فز خالد الي كان شبه غافي وهو يلف عليه: قمت!
نياف وهو يرفع يدينه ويمسح على راسه بصداع: لا للحين ماقمت وش تشوف قدامك
خالد بتكشيره: اعوذ بالله يا النفسيه الخايسه
قرب منه اكثر وهو يردف: وش اخبارك الحين؟
نياف: الصداع والحومه ذابحتني .. وش صار ؟ ما اذكر الا يوم دقيت عليك عقبها ماعاد شافت عيني الارض
خالد: مدري عنك جيتك ولقيتك كنك ميت وفزعت بك يم المستشفى وحطو عليك مغذي لين تصحى ويسوون لك تحاليل
نياف فز بعد ماتذكر جده: ابوي وينه!
خالد باستغراب: وش ابوك
نياف بنرفزه: تستهبل خويلد يعني مين اكيد جدي وينه فيه
خالد: نياف انت راكبتك حراره؟ وانا وش عرفني وين عمي بادي وش طراه عليك
نياف ناظر المغذي بيده وهو يردف: كم يبي له هذا؟
خالد رفع كتوفه: مدري والله بس من زمان وهم معلقينك به كنك تيس رابطينه
نياف قلب عيونه: قسم بالله حتى ذباتك خايسه كنها وجهك، من بين كل المسلمين ما انقذني الا انت؟
خالد بتقليد لنبرة نياف: وينك تعال انا تعبان
نياف طنشه وهو يسحب المغذي من يده بقوه لدرجة تناثر الدم من يديه
خالد فز وهو يسحبه: خير انت سلامات وين رايح وش فيك شلته جدا عاجبك اللي صار بيدك !
نياف دفه بوهّن: خويلد ابعد عن وجهي الساعه كم؟ انا قلبي متشاغب على جدي حاس ان ابوي بيسوي شيء ما يسّر احد فينا
خالد بجديه دف نياف بقوه على السرير: انثبر محلك لين يخلصون كل تحاليلك ، أنت ما شفت وجهك وشلون كان قايل و الدم كيف نازل من خشمك ! عمي بادي فطين ولا عليه شر باذن الله وسعود ما يقدر يسوي شيء والتوكيل بيدك و كل شيء ملحوق عليه الا انت وصحتك يا نياف سامعني؟ على جثتي تطلع من هالبـاب ! انطق لين انادي الدكتور
أرتكى نياف بتعب على السرير وهو يمسك جسمه: ووجع كسرتني
خالد تجاهله وطلع وهو ينادي أحدى الممرضين و يبلغـه..
نياف سرّح بتفكيره وهو يناظر جسمه بغرابـه، وش صار له فجأه؟ تذكر كلام الممرض لـه و كيف إنه تجاهله ولا كأنه تكلّم وولا رجع لهم وبلع ريقه بخوف معقول فيه شـيء؟
رجع خالد يدخل الغرفه وهو يقرب من نياف ويعدّل جلسته بهدوء و رفع يده الي يتناثر منها الدم وهو يمسكها بين يدينه ويغطيها لين يجي المُمرض
نياف ناظره بشرود: كم صارلي ؟
خالد وهو يشّد على يده لأجل ماينزل دم اكثر: قرابة الساعه او الساعتين ما ثبّت على الوقت
دخل الدكتور وهو يردف بعد السلام: سلامات يا نياف ما تشوف شر .. أشرح لي وش صار معاك بالضبط؟
نياف بصوت مبحوح من التعب: ماادري فجأه دارت فيني الدنيا وماعاد حسيت الا وانا افتح عيوني هنا
الدكتور: ما حسيت بشيء غير الدوار؟
نياف: مدري بس احس بقلبي دقاته مو منتظمه وضيق في النفس وغثيان وصداع يذبح
الدكتور اومئ: طيب الحين بيجي الممرض و بنسوي لك تحليل دم وبناخذ منك خزعه
خالد إتسعت عيونه بخوف: خزعـه ! ليش خزعه
نياف بلع ريقه بصمت ولا علّق
الدكتور بتهدئه: لا تخافون باذن الله ما فيه الا الخير .. لكنه لازم لأنه مشتبهين بشيء وان شاءلله مايكون صحيح
طلّع الدكتور و خالد ونياف ناظرو بعض بصمت ، خالد بلّع ريقه وهو يحّس بالخوف أكثر من نياف لكن من لمّح الخوف بعيونه تنحنح وهو يقرب منه: نياف أسمعني لا تخاف باذن الله مافيه شيء هو قال بس مشتبهين
نياف ارخى راسه وهو يغمض بهدوء ويرفع كتوفه بلا مبالاه مُصطنعه: حتى لو فيه شيء ما يهمني
خالد بعصبيه: نياف وش هالكلام ! تف من فمك ان شاءلله ما فيه شيء ماهوب على كيفك حنا نبيك ان كانك ماتبي عمرك
نياف ابتسم وهو يرفع راسه: وانا من لي غيركم أصلًا ؟
خالد تنهد وهو يحضن نياف: كل تبن ولا تخليني اضيق عليك من كلامك الخايس
نياف غمض عيونه وهو يشّد على خالد بدون رد و الهواجيس ماكلته
بعّد عنه خالد وهو يسمع صوت جواله: هذا ربيح يدق اصبر خلني اشوف وش يبي
نياف اومئ بدون رد وهو يرجع يسند راسه على السرير
خالد: هلا والله بمعرسنا زين بعد تذكرتنا ما نسيتنا
رباح تنفس براحه: أخيرًا احد فيكم رد تستهبل علي انت وينكم من جوالاتكم ! حرقتكم اتصالات ورسايل محد يرد علي والله كلاني الذل اكل
خالد: انا ونياف بالخيمه والعيال الباقي مدري عنهم والله تفرقنا بعد جلستنا في الخيمه الفجر هذا اخر علمي بهم
رباح بإستغراب: طيب ما دقيت عليهم شي؟ كلهم مايردون وبهاج جواله مقفل
خالد: لا والله ما دقيت توني قايم من النوم أصلًا .. تلاقيهم نايمين الحين ما نمنا امس ابد من عرسك لا تشيل هم مافينا الا الخير الا انت وش اخبارك ووش اخبار الرحله
رباح: الحمدلله كل شيء تمام ، لا تنسى اذا احد دق عليك او عرفت عنهم شيء علمني
خالد بيأس: يعني صامل ما فيك حيله
رباح: ياخوي لا تلومني والله ماارتاح ولا يزين يومي الا اذا سمعت اصواتكم كلكم وتاكدت انكم بخير بنفسي حتى انت صوتك احسه ماش فيكم شيء؟
خالد ضحك بوهقه: ربيح الله يهديك وش بيكون فينا مافينا شي عين من الله خير وروح استمتع بأجواء البلد مع حرمتك وخلنا في حالنا نفتك منك شوي
رباح بضحكه: قد ذا كلامك يالردي! هين
خالد شاف الممرضين يدخلون غرفة نياف واردف: بوبتال ابوي يزهمني بروح له عن اذنك شوي واكلمك
رباح اومئ: زين يلا حافظك الله ولا تنسى الي وصيتك
خالد: ابشر على خشمي يلا فمان الله
قفل من رباح وهو يدخل الغرفه: وش فيه؟
الممرض بهدوء: بنعقم يده ونأخذ تحليل الدم بعدها بنجيب له اكل وبعدها بساعه او ساعتين بناخذ منه الوخزه
نياف بلع ريقه بخوف وهو يغمض عيونه ويأخذ نفس عميق
خالد قرّب منه وهو يمسك يده الثانيه الي ما فيها شيء وهو يشّد عليها بدون كلام ..
-
سهـاج/
كان منسدّح بإحدى الآسـرة وهو يناظر السقف بشرود ، ينتظر بفارغ الصبر متى يفكونه و يسمحون له يطلع
ناظر الساعه الي بالجدار وهو يتنهد بضيـق .. ما بعد حتى خلص إجراءات الحادث و الواضح إنه بيطوّل أكثر .. يبي ينتهي كل شيء و يروح لـ بهاج و قلبه مأكله عليه لكن ما يمديه يطلع أبدًا والشخص الي سوى معاه حادث ما بعد فـاق الى الآن وهو ما بعد خلصو من اشعته والتحاليل
بينما عند بهـاج،
كان على نفسه حالـه .. لكن الي أختلّف إنه ضيقته بدت تزيد و نفسه بدا يقل ، يحّس بخنقة مب طبيعية و نفسيته ضربت الحضيض و الأفكار تهاجمـه من كل مكان!
وقـف وهو يبي يكلّم شخص ثاني و ما طرى في بـاله الا تيام لأنه أبعد شخص عن اهله و مُستحيل يبلّغهم أو يقول أي شيء او حتى يكثّر عليه اسئلة او يصّر على المعرفة لأنه إنسان هادي بطبيعته و متكتّم ولا فيه فضول كبير .. نقيض لراسل نشرة أخبار العايلة او هباب الي بينشّب له لين يعرّف كل شيء
-
الخُبـر/
جلّس تيام على أريكة غرفته وهو يرتب الفوضـى الي فوق الطاولة بعد ما ودّع فايز الي مشى من الخبر من ساعه وهو كان بيقعد لين الليل لكن غير رأيه بأخر لحظة وكان متوقع هالشيء من شخص ما يحب السفر ولا يحب يقعد بمكان غير بيته زي فايـز
إستغرب من إتصال بهاج ورد بهدوء: هلا بوخلف امرني
بهاج بضيق: وينك فيه تيام تقدر تكفلني ؟
تيام عقد حواجبه: وش فيك وش صاير !
بهاج مسّح على شعره بضيق: ياخي لا تسألني عماني سببو لي مصيبه كالعاده
تيام تنهد بضيق على حال بهاج الي متدمر من عمانه من ايام المراهقه: لا حول ولا قوة الا بالله! الله يزيلهم ويريحنا منهم .. والله ماني في الديار انا في الخبر بس ابشر بي بكلم واحد من العيال
بهاج بسرعه: لا لا تكفى ما ابي اي احد من خوالي يعرف وانت اخوياك كلهم يعرفون خالي راجح وهباب بينكبوني
تيام بتفكير: طيب اسمع بقول لواحد من عيال عمامي ما يعرف اي احد من اهلنا ابد بخليه يطلعك ويمشي ولا من شاف ولا من درى ، اجل تقعد كل ليلك هنا!
بهاج تنهد بقلة حيلة: والله مدري يا تيام خلاص سو الي تسويه
تيام اجعه قلبه على نبرة بهاج واردف: ماعليك يابهاج الله بيزينها .. هو عنده شغله هالحين بكلمه يجيك اول مايخلص
بهاج: تمام يلا يعطيك العافيه يابو نايف تعبتك معي
تيام بسرعه: اعقب حنا اخوان يا بهاج ولاهي بيننا واعذرني على القصور ولا قدرت اوقف معك لكن ماني بحولك
بهاج: مامن قصور ياتيام القصور ماتجي منك يلا ودعتك الله
قفّل منه تيـام و إتصل على فـايز على طول ،
فايز باستغراب: هلا تيام فيك شيء؟
تيام: وينك فيه قربت ولا لا؟
فايز: يعني ماهنا ذاك القُرب يمكن يبي لي ساعه او ساعه ونص كذا ليه
تيام: ابيك تكفل ولد خالي اول ما ترجـع ، بعطيك كل المعلومات في رساله
فايز هز راسه بهدوء: طيب ان شاءلله ارسلها ومالك الا طيبة الخاطر
تنهد تيام بارتياح: بيض الله وجهك وعلمني كل شيء اول باول .. عسى الله يزين حاله هاللي انقرد بقرب ناس مايخافون الله
فايز حّس بالفضول بس فضل يسكت ويسأله بعدين لأن من صوت تيام واضح انه كان متنرفز ومقهور حيل
قفل منه تيام وأرسل له رساله وفايز لف الدركسون وهو يرجع بالسياره ويديور ويأخذ الطريق المُختصر ، بكذا بيقصّر المسافه لو لنص ساعه على الأقـل
-
لنـدن/
ليالي برجفة: برد برد برد
رباح بضحكه: خشمك وش فيه صار طماط
ليالي بتكشيره: من إختيارك مب مني
رباح ابتسم وهو مبسوط انها بدت تترك الخجل وتتجاوب معاه، شال شاله الي عليه وهو يحطه على رقبتها ويعدلّه بإهتمام
ليالي ولّع وجهها وهي تجمد مكانها بدون حركـه
رباح بتنهيده: يعني ما صدقت على الله إنفك الخجل شوي الا رجعتي!
ليالي ماردت ورباح تقدّم بشوي قبل يلّف عليها: تبين قهوه حاره؟
ليالي كانت تناظر المكان حولها بإنبهـار، كونها ما قد شافت بحياتها غير الريـاض وديرة أمها .. ولا أنتبهت لرباح الي يكلمها من قوة سرحانها ما كانت مستوعبه أي شيء حولها
رباح بإستغراب: ليالي فيك شيء؟
ليالي فزت وهي تلّف عليه بفهاوه: هاه؟ لا مافيني شيء انت فيك شي
رباح كتم ضحكته على فهاوتها واردف: تبين قهوه حاره ؟
ليالي اومئت: عادي
رباح: طيب أقعدي هنا وانا بروح اجيب القهوه وأجيك
جلّست ليالي على إحدى مقاعد الحديقة اللي هُم فيها وهي تضّم جسمها بحركه خفيفه بحيث تدفي نفسها لو شوي
ابتسامه هربت من شفايفها وهي تتحسس الشال الي على رقبتها وريحته الي بدّت توضح لأنفها، تنهدت بهّم وهي تفكر بكثير أشيـاء مشغلة بالها .. أولها الجوال اللي رمتـه بدرج غرفتها هي ورباح بالسعوديه، المُجازفة الي سوتها و الي خلّتها تبلع ريقها الحين من الخـوف
تلفتت حولها وهي تناظر الأماكن و الناس بشرود، لو عاشـت هنا للأبـد ياترى كيف بتتغير حياتها للأفضل ؟ كوّن إنهم ما راح يعرفون هي وين و بتبتعد عنهم كل هذي المسافة.. ماراح تشاركهم الهواء الي يتنفسونه ولا بيعيشون تحت نفس السمـاء، يا كم حجم الراحه و الحُريـة اللي هي حست فيها الآن!
فزّت على رباح الي جلس بجنبها وهو يمدلها القهوه وينتظرها بإستغراب: ليالي مانتي طبيعيه .. من وصلنا وانتي بس تهوجسين
ابتسمت ليالي بغموض وهي تأخذ منه القهوه: مافيني الا العافيه بس سارحه بجمال هالبلـد
رباح وافقها الرأي وهو يتأمل الأجواء: معاك حق يهبل مره
ليالي وهي تلّعب بكوب قهوتها سألته بتفكير: الحياة هنا غاليه؟
رباح عقد حواجبه: ليش تسألين ؟ بخاطرك شيء تبين اجيبه لك او تبين نمدد هنا؟
ليالي بنفي: لا لا بس يعني على سبيل الحديث
رباح وهو يرفع قهوته له: يعني تعتبر غالية بس الغالي يرخص لك
ليالي بصراحه: الصدق مستغربه ان عندك خير وعايش بالديره
رباح بضحكه: اشكرك على هالصراحة ، بس يحق لك دام اني زوجك وحياتنا الحين وحده .. جالس فيها عشان اهلي واخوياي بس ، ومثل ما تعرفين ما ارجع فيها أساسًا الا بأوقات الويكند او وقت يكون عندي اجازه او ماعندي شغل كثير واخلص بدري بحيث يمديني اروح الديره وارجع .. ومن نرجع باذن الله بتصيرين معاي بشقتي بالرياض ونرجع بس اوقات الويكند والاجازات مثل ما قلت لك
ليالي اومئت بتفهّم بدون رد
رباح: في خاطرك شيء تبين نسويه او مكان تبين نزوره؟
ليالي بلا اهتمام: مدري مافي بالي شيء مُعين
رباح: وش تحبين طيب او تهتمين له
ليالي ابتسمت بسخريه..وش تهتم هي له فعلًا؟ ما تدري ولا قد فكرت بهالسؤال وولا أحد سألها إياه من قبل او كان مُهتم بها كونها ليـالي!
ليالي رفعت كتوفها: مدري
رباح تنهد وهو ينزّل كوبه على الطاوله بينما ليالي تنهدت وهي تنزل راسها وتلعب بكوبها: رباح انا ما قد واجهت إهتمام او حتى حنية او حتى إنسان يعاملني كإنسانة، لذلك لا تنتظر مني أي شيء او ردات فعل مُختلفة لأني صدقًا ماادري
رباح ناظرها بتمعّن وهو يبي يعرف هالبـنت عن قُرب ، يبيها تعطيه الثقه ، يبيها تحّس إنه فعلًا زوجـها و تفتح له قلبها ، يبيها تعترف بالصدق و تقول له كل شيء لأنه ما يحب الكذب أول ما يحّس بشخص يستغفله او يكذّبه يبتعد عنه.. لكنه هنا ما أبتعد ولا حتى حـاول !
اما ليالي لاحظت صمته وألتفتت عنه للجهه الثانيه وهي تتأمل كل شيء حولها ، نظراته تربـكها و جدًا
رباح بهدوء مد يدينه وهو يبعد يدينها عن الكوب: بتحرقين يدك
ليالي فرقزت من مسكته ورمشّت بسرعه وهي تبتعد بينما رباح لاح ضيق بوجهه وهو يشوف كيف تخاف حتى من قُربـه لكنه ما علّق وابتسم وهو يناظرها: بعد ما نخلص قهوتنا بنروح نتمشى عند البحر ، تبين؟
ليالي هزت رأسها بـ'اي' بدون ما تعلّق ورباح مسّح على وجهه بضيق من كمية صدها ونفورها
-
المـى/
كانت جالسة بمجلس المزرعة و هي مقفلة عليها البـاب ، ما تدري ليه بس من يختفي عن حولها أي صوت تحّس بالخوف حتى لو ما كانت مهدده بالخطر
كانت احس بالريبة من طلوع سهاج و من إنه الى الآن ما رجّع وجواله مُغلق !
كانت تلعب بجوالها مره و عشرين مره تراقب الدرايش .. إنزرّع بداخلها خـوف مُستحيل ينمحي
طلّعت إسم جمايـل .. رقمها اللي أخذته من زمان لكنها ما تجرأت وولا لمره إنها تدّق عليه
نفت برأسها الفكرة وهي ترجع تقفل جوالها و تنهد بضيق .. حتى ما تعرف الديره زين ولا تعرّف طريقة الرجعة لبيت صالح ولا حتى هي وين والمزرعة قريبه من البيت او لا !
فزت بخوف وهي تسمّع أصـوات ، لفت برأسها للدريشة و إتسعت عيونها و هي تشوف عُمال كثير داخلين والواضح انهم بيصلحون شيء في المزرعه
ركضت بسرعه وهي تقفل اللمبات لأجل ما يحسون بوجودها ولبست عبايتها وهي تحط الطرحة على رأسها
مسكّت جوالها بيدين مُرتجفة وهي مالها الا هالحـل .. مُستحيل تبقى بنفس المكان مع عُمّـال لوحدها و بمكان مقطوع زي هالمزرعة!
ردت جمايل بعد ثواني بإستغراب من الرقم: الو هلا مين معاي؟
المى اخذت نفس قبل ترد و طوّلت كثير
جمايل: الو فيه احد؟ ترا بقفل !
المى بسرعه: لا لا تقفلين
جمايل عقدت حواجبها وهي تحّس إنها تعرف هالصوت بس ماهي قادرة تميز مين بالضبط
المى: ايه انا المـى ! عارفة وش يدور ببالك الحين لكن أنسي كل شيء و أنقذيني تكفين
جمايل وسعت عيونها بصدمه: المى !!!! كيف جبتي رقمي
المى بسرعه: جمايل مب وقته تكفين أسمعيني ، تعرفين مزرعة صالح؟
جمايل باستغراب: انتي وش تخربطين على راسي أصلًا كيف جبتي رقمي ولا كيف لك وجه تكلميني ! بعدين اساعدك بإيش
المى بجديه: اسمعيني ساعديني بس هالمره وبعدها بكيفك كملي اكرهيني وولا توريني وجهك ماني ميته عليك أساسًا وولا يهمني
جمايل بعصبيه: صدق انك قليلة حيا !
قاطعتها المى وهي تردف بصوت واطي: جمايل تكفين مب وقتك ساعديني هالمره وبس
جمايل بتنهيده: وش اساعدك فيه وش المصيبه الي مسويتها بعد
المى: سهاج تركني بالمزرعه وطلع من اكثر من اربع ساعات واتصل مايرد والحين جو عمال وانا بالمزرعه لحالي
جمايل وسعت عيونها: منجدك كيف يتركك لحالك معاهم!
المى بتوتر: مدري تكفين انا خايفه لا يكشفون اني موجوده
جمايل وقفت: طيب خلاص اصبري بجيك
قفلت بوجه المى الي ما اهتمت ، كل همها تطلّع من هنا سالمه و بس
بينما جمايل وقفت وهي تنادي امها الي كانت تحـت مع جدتها وخالتها
الزين: وش فيك؟
جمايل قالت لها كل شيء بإختصار
الزين فزت: ايه اكيد بنروح ونجيبها ، من زمان وانا انتظر ذي اللحظه ابي اعرف وش صاير وليش بهاج كان بيتزوجها وفجأه الي تزوجها سهاج !
مزون كشرت: وانتي ذا كل همتس قومن قومن انقذن البنت لو وحده فيكم مكانها بترضونها على نفسكم !
الزين وهي توقف: وحنا وش قلنا هذانا رايحين نجيبها وكثر خيرنا بعد الي لنساعدها عقب سوايا ابوها العقرب
مزون: هذاك قلتيها ابوها مب هي وهي وش عليها
الهنوف بهدوء: وهناي وش عليها من امها ؟
مزون بعصبيه قطت فنجالها: اقطعي اقطعي هالسيره لا اقطع لسانتس مانتي قليلة علم بسوايا مناهل يا هنيف ولا تبين تحامين عنها الحين
الهنوف بتنهيده: يا يمه يا حبيبتي ماني احامي عن احد ولاني قليلة علم فيها الله لا يسلم فيها عظمه .. بس وش ذنب البزير الي جا بحضنك هاك اليوم عشان يطيح وسط مشاكل الماضي !
مزون: اسكتي لا ترفعين ضغطي .. والله ان قلبي شايل هالكثر على رائد ولو يجيب لي وغده من اليوم لين السنه الجايه مارضيت
طلعو الزين وجمايل وتذكار الي نطت من شافتهم عند الباب بتروح معهم وهم يتجهون لمزرعة صالح الي ماكانت بعيده كثير
تذكار بحماس: وأخيرًا بتكلم معها قسم بالله انه حماس
الزين بتنهيده: انتي مدري وشلون جيتي .. الله يجارينا من هاللقافه نطت بوجهي فجأه
تذكار بهياط شمرت اكمام عبايتها: عشان احميكم ولا وش تقدرون تسوون بدوني
الزين بتسليك: ايه بسم الله عليك عضلاتك تكسرنا كلنا اسكتي بس
تذكار: طيب وين مزرعته هذا
جمايل: يوه عليك يا تذكار ما سكتي من اول ما طلعنا لا جيناها شفتيها
تذكار بتكشيره: امحق فزعه وش قومكم فازعين وانتم معصبين وين الدم الحامي قومو نركض نفزع للبنيه
جمايل: ماعليك لسانها يحميها لين نوصل
تذكار: العبب لسانها طويل بعد هلابي *فزت بحماس* تكفون خلونا لا خذيناها نرجع بيت جدي
الزين: اكيد بنرجعها معنا لين يجي رجلها وياخذها ونفتك.. مدري عن اهل صالح هم هنا ولا
قربو من المزرعه ولفت الزين على جمايل: دقي عليها اساليها هي وين بالضبط
جمايل اومئت وهي تتصل على اخر رقم دق عليها: الو وينك انتي ؟
المى: بالمجلس الكبير عند هذاك حق الحيوانات
جمايل قلبت عيونها بسخريه: الحيوانات ! الله يخلف بس زين خلاص هذانا داخلين
جمايل قفلت وهي تلّف على امها: عند مجلس الرجال
دخلو الزين وجمايل وتذكار الي بدت تحس بالخوف وراهم وهي متمسكه بعباية الزين من ورا
الزين كتمت ضحكتها: وين الي بتحمينا افا يا سوبر مان وش فيك قلبتي رخمه
تذكار عدلت وقفتها: سلامات مانيب خايفه من قال بس عشان ما احد يتعرض لكم من ورا
جمايل: هذاهو المجلس
قربو منه والزين طقت الباب وهي تردف بهدوء: المى انتي في ذا ؟
فزت المى وهي تعدل طرحتها وتفتح الباب بسرعه
تنفست براحه من شافتهم: أخيرًا!
تذكار نطت بوجهها بابتسامه وسيعه: ارحبي يا الدلوعه انا تذكار بنت خال جمايل تعرفيني؟ رقصت بالعرس واجد اكيد شفتيني
المى رفعت حاجب بتفاجئ بينما جمايل سحبت تذكار لورا وهي تردف بثقل: يلا انتي امشي نطلع ظلّمت الدنيا
المى مشت وراهم بصمت والزين تنتظر متى يوصلون عشان تفتّح معها الموضوع ، و تذكار كل شوي تلّف على المى و تبتسم لها .. وكل اللي دار ببال المى إنها يا مريضه يا مجنونه ما فيه خيار ثالث!
المى راقبت الطريق بصمت وهي ما تدري وين بتروح بس المهم يكون حولها ناس
دخلو بيت مهنا واشعار اللي من عرفـت بـ إنها بتجي واقفه عند الباب الداخلي ،
فزت بعصبيه من شافتها تدخّل لكنها مسكّت تعابير وجهها وهي تردف بهدوء مُصطنع: خاله جدتي تبيك بسرعه تهاوشت مع امي وارتفع ضغطها
الزين شهقت بخوف: ياويلي على امي! ابعدي ابعدي عن الدرب خليني ادخل
ركضت الزين لداخل واشعار على طول لفت وهي تمسك المى من عضدها بقوه: انتي بأي حق جايه هنا؟ وش وساعة هالوجه اللي فيك؟ وجهك مغسول بمرّق؟
المى حاولت تسحّب يدينها بتفاجئ: انتي مين أساسًا اعرفك انا ؟ مجنونه ولا إيش!
جمايل قربت بسرعه وهي تسحب اشعار عن المى بحده: اشعار انهبلتي انتي!
اشعار بصراخ: ايه انهبلت انهبلت وانا اشوفكم ساحبينها قدامي بكل برود وبتحطوني انا وياها تحت سقف واحد هالحقيره! الحين تذلف عني وجهي في هاللحظه ولا بتحامين عنها عشانها بنت عمك حنيتي الحين للدّم يا جمايل ؟ لاتنسين هي بنت ميـن!
المى فركت عضدها بألم قبل تردف بعصبيه وهي تتهجّم على اشعار: انتي خير من اول ما دخلت وانتي متفلّته، الا ابوي مايجي بطرف لسانك ترا اذا لسانك طويل لساني أطوّل التزمي حدك انا داخله بإحترامي ولا أعرفك أساسًا عشان اغلط عليك !
تذكار بوهقه سحبت المى بسرعه وهي تردف: بسم الله الرحمن استهدو بالله خير وش جاك انتي وياها
المى ناظرت اشعار بإستحقار: اسالي هالمُتخلفة الي من دخلت ونظراتها شوي وتاكلني
اشعار بقهر دفت عنها جمايل: والله ما متخلف غيرك ياللي بلا كرامه ، بكل وقاحه جايه تدخلين بيت جدي بعد كل الي سويتيه .. اذلفي ووريني عرض أكتافك هالبيت يعتذرّك يا الحيه
جمايل صرخت بحده: اشعـار! بس خلاص الظاهر انك فقدتي عقلك تطردين ضيوفي !
اشعار ناظرتها بذات الحده: لا الا الظاهر انك انتي الي فقدتي عقلك وانتي جايبتها وراك .. لكن وش اقول دام اخوك طلع ردي وش بتطلعين انتي !
جمايل زفرت بغضب: والله ما اعديها يا اشعار .. والله
لفّت وهي تسحب المى وراها وتتجه لبيت امها
بينما تذكار لفت على اشعار بحده: انتي منتي صاحيه بهاج افقدك عقلك لين اعماك مره وحده ولا عاد صرتي تشوفين .. تراك صاير تغلطين كثير يا اشعار وكل اغلاطك محسوبه ، لا تخلينه يخليك تخسرين كل اللي حولك انتبهي .. وجدتي وولا حتى عمتي الزين بيمشونها لك بسهوله
اشعار بنرفزه: اذلفي عن وجهي انتي الثانيه ما بقى الا بزران بينصحونى
بعدت عنها بسرعه وهي تروح جهة المزرعه و صدرها يعلى وينزل من كثر الشهقات اللي هي كابحتها
جلّست تحت الدريشة الي كل لقائاتها هي وبهاج فيها وهي تشهّق بكل قوتها ودموعها تتسابق على النـزول، حطّت يدها على قلبها وهي تحاول تهدي نبضاته القويـة والشعور المُر اللي تحّس إنه بيقتلها .. كل شيء بحياتها إنقلب مابين لحظة والثانية حتى نفسها كرهتها وولا عاد تسيطر عليها لهالدرجة البُعد يأذي؟ شافت المى .. شافت الي فضلها حبيبها عليها و يا كبر هالشوف بقلبها، كانت تحاول تميّز هي وش كانت أحسه به منها عشان يفضّلها عليها؟ وش كان بها زود عنها؟ عضت شفتها بقهر وهي تغمّض عيونها بقوه .. والله ما يحس أحد بنفس الحرّه الي تكوي قلبها .. لو كانو يحسون ماكان حتى نظراتهم عاتبتها
-
بعد ساعتيـن/
طلّع نياف بعد مااخذو منه خزعه وقررو ينومونه لين تطلع النتايج ، طلع وهو يحس بضلوعه تنهشه من الألم و صدره فيه من الضيق ما يكفيه
قرب خالد منه بسرعه وهو يسنده عليه: تعبان؟
نياف مارد وهو يتمسّك بظهر خالد: ودني انت مابي الممرضين
خالد تنهد وهو يثبته ويمسكه زين ولّف على الممرض الي جا يساعد نياف: خلاص انا بوديه للغرفه
نياف غمض عيونه وهو يمشي مع خالد بتعب وهو يحس بالضيق: خالد ليش جسمي يعورني كل هالآلم فجأة؟
خالد عض شفته وهو من اول ماسك العبره ومهلكه وضع نياف الي انقلب فجأه: باذن الله شده وتزول.. اجر وطهور وظاهر من الشر يابو بادي
جلسه على السرير ونياف عدّل راسه و ما أخذ حتى خمس دقايق الا وهو داخل بنوم عميق من التعّب
بينما خالد طلع للممرض وهو يسأله بخوف: هو وش فيه بالضبط؟
الممرض: والله مااقدر اقول لك اي شيء حاليًا ، و مشتبهين فيه على كذا مرض لكن النتايج بتطلع بعد فتره ونبلغكم بكل شيء بالتفصيل
خالد رجّع راسه على ورا وفتح جواله وهو يحاول يتصل بسهاج او بهاج لكن كلهم جوالاتهم مغلقه .. اتصل بوهاج لكنه برضو مارد ورمى جواله بجنبه بضيق وهو يهز رجوله بتوتر
-
سهـاج/
اومئ بتعب من رجله وراسه الملفوف وهو يردف: بوقع على مسؤوليتي بس بطلع
الممرض بشك: متأكد؟
سهاج بعصبيه: يااخي قلت لك ايه عجل علي خلني اطلع
الممرض ما تفاجئ وهو الواضح على سهاج ان نفسيته ماش من اول وراح يجيب الاوراق على طول
سهاج وقع بعدها رفع راسه له: ابي جوال بكلم
الممرض: ان شاءلله
سهاج عض شفته على اسلوبه مع الممرض وضميره يأنبه لانه كان محترم معه وجدًا وخدوم
رجع الممرض بجوال وهو يمده لسهاج الي ماكان حافظ الا رقم نياف لانه مميز وسهل ينحفظ
اتصل عليه وهو ينتظر احد يرد وهو يمسد شعره بتعب
ثواني الا رد عليه خالد: من معاي ؟
سهاج باستغراب: ليش انت ترد على جوال نياف !
خالد بتفاجئ: سهاج؟!
سهاج: لا قرينه..تعال لي انا بالمستشفى مدري وشهو بعطيك الممرض يدليك
خالد وسع عيونه: وش مستشفاه وش فيك !
سهاج: تعال وبسرعه لا تكثر حكي ابي اروح اكفل بهاج
خالد حس انه صدع وهو يمسك راسه: ياراسي انتم شله ولا عقوبه ! وش صاير
سهاج مد الجوال للممرض الي عطى خالد اسم المستشفى وطلع بسرعه وهو يحط رساله لنياف بحال قام فجأه وولا لقاه حوله
-
بهـاج/
طلع وهو يتنفس بسرعه قبل يلّف على اللي طلعه، ناظر وجهه بإستغراب كان اول مره يشوف هالانسان بحياته مع انه شاف اغلب عيال عمان تيام
فايز ابتسم بإرهاق باين بوجهه من الطريق: الحمدلله على السلامه .. معاك ولد عم تيام وهو الي بلغني
بهاج اومئ وهو يرد له الابتسامه وهو يسلم عليه: يامرحبا والله بيض الله وجهك وماتقصر .. كم كانت ؟
فايز باعتراض: والله مايجيني شيء وهذاني حلفت انت من طرف تيام والي من طرفه عندي كنهم هو
بهاج بسرعه وحرّج: لا يارجال حقك وبيجيك كفايه عنوتك ماقصرت لا انت ولا تيام
فايز: علي بالطلاق مايجيني ريال واحد *ابتسم بمزح* الا كانك تبي تهدم بيتي
بهاج ضحك بهدوء: لا يارجال الله يوفقكم ويتمم عليكم .. لكن والله انك احرجتني ولا ادري وش اقول جعل عمرك طويل
فايز: ابد ما سوينا الا الحق والواجب .. سيارتك معك ولا اوصلك؟
بهاج: لا والله مامعي سياره لكن بدبر عمري كفايه عنوتك لين هنا
فايز قاطعه: ها رجلك على رجلي ومانيب طالع من هنا الا وانت معي وش قلت؟ بتعترض بعد
بهاج حك راسه باحراج: يارجال والله ماابي اغلبك معي الي سويته يكفي ويوفي وجميلك لاحقني
فايز بجديه: ها خلني اكمل جميلي دامني بديته.. اصبر هذا تيام يكلمني اشغل فايز بعمره نذر
ارتخى وجه بهاج وهو يردف: وش اسمك؟
فايز وهو يبعد عنه ويرد على المكالمه: فايز .. دقايق وانا جايك
برّد وجه بهاج وهو يجلس بسرعه على الكرسي الموجود وعيونه ما زالت متسعه بصدمه .. ارتفعت عيونه وهي متعلّقة على فايز .. هذا هو الي خذاها منه؟ هذا هو الي فضلّته عليه؟ ماكان مستوعب وعيونه مازالت على نفس الإتساع
ماحّس الا بسهاج وخالد الي كانو جايين ركض وهم يشوفونه جالس
سهاج بخوف: بهاج وش فيك وش صار؟
خالد تفحّص وجه بهاج بقلق: انت بخير؟ عمانك الكلاب وش سوو وش صاير تكلم لا تخبّص قلوبنا عليك
رجع فايز وهو يناظرهم بإستفهام: تعرفهم؟
خالد وسهاج رفعو بصرهم لفايز باستغراب
بهاج بسرعه وهدوء ظاهري: ايه هذولا اخوياي وبطلع معهم بيض الله وجهك ماتقصر لا انت ولا تيام
فايز اومئ: تمام اجل دامك مع احد تعرفه يمديني اطلع وانا متطمن اجل مع السلامه وبحفظ الله جميع
طلع فايز وبهاج تنفس بقوه وهو يحاول يتماسّك
سهاج عقد حواجبه: مين هذا؟
بهاج ناظره وهو يبتسم بقهر: تدري منهو هذا الي كفلني ؟ زوج اشعار .. بالوقت الي انت تخليت فيه عني جاني الي بمقام عدوي وهو الي فزع لي تخيّل!
سهاج بتفاجئ: بهاج وش فيك ! والله العظيم اني كنت جاي لك لكن صابني حادث شوف حالتي قدامك يارجال انا وقعت اطلع على مسؤوليتي وانا ماني طيب بس عشان اوصلك وانت تقابلني بهالحكي؟ قد هذا جزاي؟ تراك زودتها يا بهاج وانا مكبر راسي لاني شاريك لكن الشيء لا زاد عن حدّه يفقع كبد الواحد لين يخليه يعيف يا بهاج يعيف
خالد ناظرهم بذهول: وش صاير بينكم انتم! وش السالفه توكم كنتم ترقصون مع بعض في عرس رباح ووش زينكم وش قلب الحال
سهاج مارد عليهم وهو يوقف: دام انك قدامي بخير ماعاد لي لزمه هنا جبه معك ياخالد وامشو الظاهر وجودي محوم كبده
بهاج بلع ريقه وهو توه يلاحظ وضع سهاج
لحّق سهاج الي كان يمشي بصعوبه من رجله ووقف قدامه فجأه
سهاج ناظره وهو يمسح على وجهه بضيق: بهاج والله العظيم اني ماتقصدت لك الشر ولا الاذيه ابد ولا..
قاطعه حضن بهاج القوي له والي خلاه يرجع خطوتين ورا وهو يأن بخفيف من ألم رجله
بينما خالد تنهد بتعجّب من حالهم وهو يشغل سيارته ومازال نظره معلّق عليهم بإستغراب
-
رائـد/
كان جالس ووجهه خالي من الملامح مثل حاله من أيام، وجسمه كان نازل وزن بشكل فظيع بمده قصيره
رابح تنهد وهو يحط فنجاله قبل يردف: رائد !
رائد رفع نظره له وهو يردف: سم
رابح: لين متى ؟
رائد رفع كتوفه بعدم رد
رابح: اللي سويته انا بكبري ماني راضي عليه وولا برضى، كيف بأمي ؟
رائد ابتسم بسخريه: شكرًا على المواساة ما تقصر
رابح بجديه: ماني اواسيك انا جاي اوعيك ، ماني جاي اطبطب على ظهرك جاي اشدك من يدك لاني لو طبطبت عليك بتبقى على نفس هالقعده طول عمرك .. ارجع لامي .. انزل على رجولك قدامها وبوس راسها واعتذر مره ومرتين وعشرين لين ترضى .. تدري يا رائد؟ كانو يقولون من زمان المره الي تاخذها هي الي ترفعك او تنزلك .. هي الي تحسّن حالتك النفسيه والاجتماعيه والماديه او تنزلها.. والواضح لي انك طحت بمره ما قدرت ترفعك وولا قدرت تخليك على نفس حالتك على الأقل الا نزلتك !
رائد مسح على وجهه بضيق: ووش المطلوب يعني ؟
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائية اعذروني."
