بهـاج/
دخل مهنا وتيام معاه وهو يدور سهاج بعيونه، لقاه مرتكي على إحدى الجدران وشماغه على كتفه ووجهه أسود
قرب منه بسرعه بخوف: سهاج وينه بهاج ! وش اللي صاير!
سهاج ناظره بقهر: وش اللي صاير بحياة بهاج غير سوايا عمانه فيه ؟
مهنا وسع عيونه: عمـانه! وش دخلهم وش حاصل لا تحرق دمي تكلم أعجّل علي
سهاج تنهد: قبل فتره بهاج راح عند عمانه وتهاوش معاهم ونسى سيارته عندهم..ورجع لهم قال حطو سيارتي عند بيت ابوي وراح خذاها الحين ووقفوه بالتفتيش انه معاه ممنوعات
تيام شهق: ممنوعـات!
دارت الدنيا بـ مهنا اللي تمسّك بالجدار وعلى طول فز سهاج وهو يمسكه وتيام ركض يدور ماء: بسم الله عليك يا عمي أجلس أرتاح، لو أدري ما قلت لك!
تنفس مهنا ببطئ وهو يناظر بـ سهاج: وش صار عليه الحيـن؟
سهاج فك ازرار مهنا العلويه: تنفس زين .. بالتوقيـف ولا ندري وش بيصير
مهنا تنهد بهّم وهو يغمض عيونه من دموعه الي غبشت عيونه: حسبي الله عليهم سبع التحاسيب دمرو الولد وهدموه من انولد لين هاللحظه ، طلع جوالي وكلّم راجح خليه يجي
سهاج بتردد: يمكن إنه للحين بالعرس
مهنا: لو إنه على القمر يجي الحين اعجل علي
سهاج بقمطه مد يدينه وهو يطلع جوال مهنا من ثوبه: ابشر على خشمي
رجع تيام وهو يعطي مهنا الماء بقلق: فيك شيء يا جدي ؟
مهنا زفر بهم وهو يسرّح بأفكاره بعيـد .. رجع سهاج عندهم وهو يرجّع الجوال
قرب منه تيام وهو يهمس بحده: لا يكون سالفة السياره صارت يوم وقفوه اول مره؟
سهاج عض شفته بقهر: إيـه .. قلت له قلت لا تثّق فيهم وفتش سيارتك زين ولا كبها عنك وخلها بالطقاق اللي يطقها بس ما يسمع الكلام هالعنيد
تيام بقلق: طيب انت شفته وش حاله؟
سهاج بشرود وهو يذكر هدوء بهاج: كأنه جثـه تتحرك ، لا تعابير وجه ولا كلام ولا صدّر منه أي فعل .. هو حتى ما أنصدم !
تيام تنهد بهم: لا حول ولا قوة الا بالله
جلسو جنب مهنا وهم يناظرون قدامهم بشرود ولا هم يّم شيء
دخل راجح اللي بإيده بشته وهو ينتظرهم بقلق: وش صاير بسم الله الرحمن !
مهنا ناظره وهو يبلع غصته: قاعدين يكسرونه يا راجح .. قاعدين يعيدون سواياهم بخلف بولـده
راجح بلع ريقه وهو يعقد حواجبه: منهم ! ووش ولده *تلفت بتعجّب* لا يكون بهـاج !!!
مهنا: وهم عندهم غيره؟
راجح بعصبيه: وش سوو هالمره ؟ والله ان ما يردني عنهم احد ولا حتى انت يا يبه
مهنا بجمود: ماراح اردك يا راجح .. والله ما اردك وانا غلطتي من البدايه اني سحبت الزين وعيالها عندي ورديتكم عنهم لكن من الحين ورايح يا هم يا حنا
راجح: وش مسوين ؟
مهنا تنهد: حطو بـ سيارة بهاج ممنوعات
راجح حط راسه على يده بذهول: الله لا يسلم فيهم عظمه .. انت من صدقك يابوي ؟
تيام لّف على سهاج بسرعه: بهاج سيارته ما كانت معه ، عندكم دليل على هالشيء ؟ هالشيء بيطلعه من كل هاللي صاير
سهاج عقد حواجبه بتفكير: مدري والله .. العلوم كلها عند بهاج
تيام بمحاولة تذكر: بيت خلف الله يرحمه ولا بيت جدهم ، فيهم كاميرات؟
راجح وقف: أنا بكلم شخص اعرفه يشوف لنا صرفه ولا مخرج .. وهالكلاب والله ما يوقفهم الا انا
سهاج ناظر بجواله اللي يرّن بإسم وهاج: هذا وهاج .. وش اقول له!
راجح بتحريص: لا تعلمه بشيء هذا ماهو صاحي وبيروح لهم ويسبب لنا مصيبه ثانيه كلم رباح يلهيه عننا
سهاج اومئ وهو يكلم رباح اللي رد بعد ثواني: هلا بوصلوح وينك انت وبهيج ذهب ولم يعد ما عاد لكم زيله
سهاج بجديه: رباح صاير مصيبه.. ابيك تلّهي وهاج عننا وخذ المى ردها معكم واذا تقدر خل مرتك تنام عندها لأن خويك بينفرم لا قعدت لحالها
رباح بعدم إستيعاب: وش تخربط انت على راسي .. وش صاير !
سهاج تنهد: والله مافيه وقت للشرّح أبدًا يا ربيح تكفى بس سو اللي قلت لك عنه وانا بكلمك بعد شوي واشرح لك شي
رباح انقبض قلبه: بهاج وينه ؟ ليه تبيني الهي وهاج وبهاج ماله أي حّس من طلعتو حتى جواله يفصل !
سهاج نكّش شعره بإنزعاج: والله العظيم بعلمك بكل شيء بس تكفى مب الحين عطني بس وقت شوي
رباح تنهد: هو بخير طيب؟
سهاج رفع كتوفه: اتمنى إنه إيه
رباح ماكان يبي يقفل أبدًا ، ولا كان يبي ينهي هالمُكالمة، ولا إنه ما يتطمّن عليه..لكنه لمّس بنبرة سهاج الترجي واليأس والخوف لذلك قرر يسكت والخوف ياكله من داخل
مهنا لف على تيام: روح ووصل الزين وبنتها ووهاج لبيتهم
راجح بحده: لا ! ما يخطون خطوه بعيده عننا ولا يروحون الديره وماعندهم والي ، بكلم راسل يقولهم يروحون بيتي او بيت رابح .. نحطهم بذاك البُعد وحنا ما ندري وش نوايا زفت الطين ذولا ولا وش باقي بيسوون !
تيام وقف وهو يناظر جواله بتركيز: فايز يقول إنه اذا تكلم بهاج وقال لهم وشرح لهم انه السياره ماكانت معه بيطلبون الادله، واذا جاب الادله فـ اموره طيبه باذن الله .. لازم نجيب الادله ضروري !
سهاج بنرفزه من طاري فايز: وش جاب طاري فايـز ؟
تيام ناظره بإستغراب: كيف وش جاب طاريه؟
مهنا: بيض الله وجهه ما قصر ، وشلون بنجيب الادله بس اساله
تيام: لازم نروح نشوف اذا فيه كاميرات عند بيوتهم او حتى بالشارع لأنها بتثبّت كل شـيء ! و بعد سهاج كم شخص يعرف إن سيارة بهاج ماهي معه؟ نحتاج شهود
سهاج بتفكير: أنا .. ورحت معاه بنفسي يوم ياخذها .. وهاج بعد يدري وحتى رباح وسيف يدرون
تيام وقف وهو يكلم فايز: دقيقه بكلمه .. الو فايز ما حنا متأكدين من وجود كاميرات بشوارعهم او بيوتهم .. بس الشهود موجودين يكفي ؟
فايز عقد حواجبه لثواني بتفكير: شوفو سالفة الكاميرات اول .. بس بعد ماهي مضمونة مره لأن اذا هم أذكياء بيعطلون الكاميرات وقت فعلتهم او بيحذفون اللقطات !
تيام ناظر سهاج بإحباط: كيف بنعرف عن الكاميرات؟
سهاج زفر بحيره: مدري يا تيام مدري .. نروح للبيت؟
راجح ببرود: انا الي بروح انتو خلوكم هنا وشوفو اخر المستجدات الي برا خلوه علي
سهاج فز: تكفى طلبتك لا تسوي شيء يخليهم يزيدون على بهاج والله ان نظرته وهو داخل للحين وهي تقطّع قلبي
راجح زفر بحرقه: والله لا أرد هالنظره اضعاف بعيونهم .. اقعدو مع ابوي واذا صار شيء علموني ولا عليكم من الي برا ، تيام رح وخذ الزين وجمايل مع اهلك ابوك طلع من بعد العشا والساعه هالحين قربت تحكم ثنتين
تيام وقف: ابشر ولا تنسى تعلمنا عن الكاميرات
طلعو راجح وتيام.. راجح توجّه لدرب يعرفه زين وتيام توجه لدرب القاعه
-
القـاعه/
تباهي ناظرت بالقاعة والناس اللي بدو يخلون منها، ما بقى الا هم وكم احد من الاهل والمى وليالي اللي رفضت خزنه إنها ترجع معاهم مع بتال
لفت على رسن وتذكار الي كل وحده جالسه بجهه على جوالها وهاديين
عقدت حواجبها باستغراب وهي تقرب من تذكار: تذكار..وش فيك انتي ورسن اليوم؟
تذكار رفعت عيونها عن جوالها وهي تردف: وش فينا ما فينا الا العافيه
تباهي رفعت كتوفها: مدري عنكم اليوم غريبين وهاديين بزياده حتى الرقص ما هنا ذاك الزود ولا حش ولا عوايدكم الي تسوونها بكل عرس وين راح كلامكم وتخطيطكم قبل العرس؟
تذكار زفرت وهي ترجع عينها على الجوال: مدري انشغلت مع اقبال وهي انشغلت مع مثايل
تباهي رفعت حاجبها بإستنكار واشاحت بصرها عنها وهي تلاحظ مزون الي جت وهي تجلس وجنبها هيا: ها يا بنات اروحاه؟
تباهي ناظرت ساعتها: تو يا جديده حتى الرجال ما قضو ولا كلمونا
هيا ناظرت بمزون بتوجس: جا بادي؟
مزون باستنكار: وانا وش دراني عنهم
تنهدت هيا بهم وسكتت وهي تفكر لبعيد
مزون: الا وش صار على نويف المصرقع ؟ والله له فقده حسه غايب عن الديره
هيا ابتسمت بحزن: ياحبيبي هو اي والله انه فقيده..مدري عنه يقول انه طيب بس وجهه شاحب جدا ووزنه نازل الله يصلح بادي
مزون: وبادي وش عليه هو الي ممرضه
هيا بحده: اي بالله هو الي ممرضه وانا داريه انه مخطي على نياف بس عجزت اسحب الكلام منهم اثنينهم مب راضين يعلموني بشيء
أنشدّت تباهي للحوار لإنه فيه إسم نيـاف..ولا تدري هي ليش أنشدّت و ليش خايفه عليه و ليش تبي تعرف أخباره و متلّهفه عليها..بالرغم من إنها حسّته مجنون و سبته سب بعقلها و قدامها من أول موقف لهم لكن كلامه مازال يرّن بإذنها وولا غاب عن عقلها يوم
تذكار ناظرتها باستغراب: الو هيه وين رحتي انتي لي ساعه اناديك
تباهي فزت من سرحانها وهي تناظر بتذكار: هاه بسم الله وش فيك وش تبين
تذكار: امي تقول دقي على ابوي شوفي وينه .. ما عندي رصيد
تباهي كشرت: وانتي طول عمرك ما عندك رصيد يا الفقيره بدق واخذي كلميه انتي
تذكار رفعت حاجبها بإستنكار: تستهبلين وليش اكلمه كلميه انتي جوالك تراه بياكلك يعني؟
تباهي بتوتر قطت عليها الجوال: مالي دخل كلميه انتي
تذكار تنهدت بتهديد: والله ما احد بيندم بعدين على خوفه وحياه من ابوي الا انتي
تباهي قلبت عيونها عليها بعدم رد
جمايل بهمس: قومي معي
سحبت المى معاها وراحو لين عند المدخل
جمايل تكتفت: وش عندك ممكن تغردين الحين؟
المى: بهاج يعرف شيء عن وفاة عمي وجدي وجدتي واختفاء ابوي .. بس مايبي يتكلم وانا لازم اعرف وش هالشيء !
جمايل رفعت حاجب: وش تخربطين انتي وش دخل اخوي ووش الي سبب وفاة ابوي وجدي وجدتي .. ابوي وجدي بحادث وجدتي طاحت من الدرج وكلنا ندري واختفاء ابوك اكيد انه مسوي بلاوي وانحاش اخوي وش عليه
المى ضحكت بسخريه: شوفي جمايل انا ماراح اشره عليك .. لأنك دايم مالك علم ولا لك دور بأي شيء .. و تصدقين كل شيء يوصل لمسامعك وتقبلين بكل الاجابات وتسكتين ولا حتى تنبشين وراها..لكن انا المى وانتي تعرفين زين منهي المى .. بتساعديني ولا لا ؟
جمايل بعصبيه: اذا انتي لك حرية إنك تقابلين الأجوبة الي تجيك باسئله فأنا ما عندي ياها للاسف يا ست المى و مضطره اني اصدق كل شيء يوصل لمسامعي واسكت حتى لو اني بداخلي مكذبته لأن ماعندي خيار ثاني و ما دامك المى روحي وجيبي العلم لك بنفسك و اذلفي عن وجهي
المى قلبت عيونها وهي تسحب جمايل: لا تصيرين حساسه بزياده .. وترا ما جيت وقلت لك وطلبتك الا لان محد بيستفيد الا احنا خصوصًا اخوك
جمايل وسعت عيونها: رجعت وقالت اخوي! انتي وش تبين من اخوي ونستفيد بإيش
المى بعصبيه: جمايل ترا تعبتيني بغبائك .. مصدقه إن وفاة عمي وجدي طبيعيه و تدهور حالة أبوي الي خلته يوصل إنه كان بيتحوّل للمصحة و وفاة جدتي بعدهم بفترة و كل شيء أستولو عليه عبدالله وحمد فجأة والحلال كله من شغل وإسم ابوي وعمي وجدي .. كل هذا عادي و طبيعي ؟ و الي قاعد يصير الحين لك انتي واخوانك والي يصير لي من تهديدات و اختفاء ابوي و كله بسببهم .. عـادي؟ هم حتى الحي الباقي مننا متحسفين عليه حتى ابوي دمروه وكان بيدخل المصحه بسببهم والله ما اخليهم يروحون كذا
جمايل وسعت عيونها بذهول: عمي فاهد كان بيدخل المصـحه! شلون وكيف بعدين هو كان معاهم يوم اخذو الملفات من بهاج !
المى تنهدت: وانتو صدقتو أن أبوي عدوكم وماخذ حلالكم؟ ابوي ما لمّس اي شيء من حلال عمي خلف الله يرحمه .. و يوم جاكم معهم ما كان بوعيه ولا على طبيعته .. جمايل فيه اشياء كثير انتم ما تدرون عنها أبدًا ، انا بنفسي صابني امراض نفسيه ودخلت اتعالج اكثر من مره ولا انام الا بمهدئات بسببهم هم وولدهم عشنا بحالة سوداء لسنين بعد وفاة عمي وجدي
جمايل حطت يدها على راسها وعيونها على ذات الإتساع: ما اصدق! مستحيييل!
المى بجديه: جمايل فيه اشياء كثير لازم ينحط لها حد وانا متاكده ان اخوك يعرف اشياء كثير وساكت لازم تساعديني عشان ننجز
جمايل سكتت لثواني والافكار توديها وتجيبها .. ماهي مستوعبه أي شيء من اللي أنقال
جمايل: عطيني وقت استوعب الي قلتيه اول ، عشان استوعب كيف ننجز!
المى بحده: مافيه وقت للاستيعاب ولا للتفكير .. هم بدو من زمان بابوي وبهاج وقاعدين يشتغلون عليهم وبعدهم دورنا لو بنقعد ونسكت اكثر عز الله الي انمحينا كلنا من هالارض
جمايل بروعه: ووجع بسم الله علينا لا تفاولين علينا .. وش المطلوب نسوي الحين طيب
المى تنهدت: جمايل انتي قاعدين نتناقش ومخك مو معاي؟ قاعده اقولك ابي تسحبين كل المعلومات من بهاج
جمايل بتوتر: وشلون يسويها ذي ! صعب مره بهاج عسى ما نطري بس طاري لهم الا عصب وتضايق حتى حنا ما لنا اي تواصل معهم ابد كل شيء بهاج يسويه
المى: عشان كذا هم يبون يخفون اخوك .. لانه نسخه من خلف وهم ما يبون خلف ثاني
جمايل بخوف: ماهو وقته الحين هذا الكلام بسم الله على اخوي وش بنسوي
المى زمت شفايفها بتفكير قبل انتظر جمايل: فيه شيء .. بس مدري انتي قويه وبتجزمين عليه معي ولا لا
جمايل عقدت حواجبها: ووش هو هالشيء؟
المى بجديه: بس لازم نبقى بالرياض ، وش الحل !
جمايل بنفاذ صبر: انتي الحين علميني وشو اول بعدين نشوف صرفه
المى: انا اكتشفت شيئين ما اظن ان اي مخلوق يعرفها حتى اخوك، وعشان نقدر نستخدمهم لازم نعرف الي يعرفه اخوك
جمايل بعصبيه: الموه تراك تلفتي اعصابي اذا باقي بتتكلمين كذا بمشي واخليك هنا لا تتكلمين بالالغاز
المى: انا ما اتكلم بالالغاز انتي غبيه بزياده ، اذا بتمشين معاي وبنلاقي لنا طريقه نبقى بالرياض بقول لك على كل شيء
قطع عليهم إتصـال سهاج
المى ناظرت بجوالها ورفعت عينها على جمايل: دقايق واجيك
ابعدت عنها شوي وهي ترد بهدوء عكس الي بداخلها: هلا
سهاج: المى انا ماقدر اجيك اليوم، روحي مع رباح ومرته وبتبقى معاك بالبيت
المى رفعت حاجب: انت وش سالفتك وش قصتك معاي من اخذتني وانت قاطني بكل مكان يارجل صرت احس اني مشرده وانا كل يوم بمكان وكل يوم مع ناس
سهاج تنهد لا شعوريًا: والله ماهوب بيدي كله من الكلاب عمانك وش بيدي يعني !
المى قطبت جبينها: عمـاني ؟ وش تقصد ايش صاير !
سهاج عض شفته من غبائه: وانتي ما اصدق اذنك تلقط شيء عنهم
المى: لا تطول الموضوع ايش صاير ؟
سهاج نكش شعره وهو يردف: ورطو بهاج بسالفه والحين ننتظر الحل .. عرفتي خلاص ؟ التفاصيل ما تلزمك ارجعي مع رباح ومرته وبس بجيك بكره ولا بعده لين يخلص الموضوع
المى قلبت عيونها: بتقول لي بعدين وغصب .. اسمع ببقى مع جمايل
سهاج رفع حاجب: تبقين معاها وين؟
المى: بييتهم وين يعني؟
سهاج اومئ وهو رايح عن باله كلام راجح: طيب براحتك وطمنيني عليك
المى نبست: على اساس هامـك !
قفلت بوجهه وسهاج غمض عيونه بقوه وهو يشّد على يده: صبرًا جميل يا سهاج صبرًا
المى راحت لجمايل وهي تردف: برجع معاك
جمايل رفعت حاجب: ترجعين معي وين؟
المى ناظرت بساعة جوالها قبل تناظر في جمايل: بيت عمي خلف او بيتنا بسرعه أختـاري
جمايل: تستهبلين أنتي ! وش قاعده تخربطين على راسي تراي صدعت منك ومن جنونك
المى بعصبيه: اذا بتكملين معي غصب بتجارين جنوني
جمايل: ووش بقول لأمي بالله ؟ و بعدين وش يودينا هناك لا مستحيل ادخل او تطب رجلي بيتنا .. و بيتكم قطعا محاوطينه شينين الحلايا من كل جهه ما بعد بعت عمري انا
دخلت الزين وهي تنادي جمايل، ناظرتهم باستغراب: جمايل ! من صبح وانا اناديك وش تسوين هنا
جمايل ناظرت بالمى قبل تناظر امها: ولا شيء بس كنا نسولف .. امريني؟
الزين ميلت شفايفها بعدم رضا قبل تردف: تيام هنا بياخذنا يلا
جمايل رفعت حاجب: تيـام؟ ليش وين بهاج
الزين: مدري والله تيام يقول ان بهاج راح عند نياف بالمستشفى الظاهر خالد ماعادهو مرافق معاه وقررو صبحية هباب واقبال بتكون ببيت رابح ماعادهي بالديره لاجل كذا بنبات عند راجح اليوم
جمايل: بنبقى عند خالي راجح؟ وهذي وش اسوي فيها !
الزين عقدت حواجبها: وش هذي مين
جمايل أشرّت على المى ، الزين وسعت عيونها: وانتي وش عليك منها وش دخلها فينا !
جمايل فكرت لثواني قبل تردف بكذب: بهاج قايل اخذها معي بيتنا عشان سهاج بيقعد معهم
الزين: هاو واحنا صرنا بيبي ستر لها وانا مدري !
المى زمت شفايفها بغضب لكن أخذت نفس وهي تتذكر هدفها وابتسمت بتزييف: مقبوله منك يا خالـتي ولو !
الزين قلبت عيونها: على بون ان انا الطيبه الي ارد الاساءة بحسنى يا من شراله من حلاله علّه والله، انتي وراك بلا وسالفه انتي والحمير الي وراك وماني على ابوي ان ما عرفت هين بس .. تروح معنا وتقعد في جناحنا هباب مو موجود وراجح مب جاي صوبنا البسو بس تيام برا ينتظرنا
المى ناظرت جمايل بعصبيه: وانتي ما لقيتي عذر غيره يعني ! تستهبلين اروح معكم بيت خالك وش اسوي هناك
جمايل بحده: البسي واذلفي قدامي حلوه ذي بعد طرار ويتشرط .. اول ما نقعد بتهلين كل العلوم الي متخبيه فاهمه؟
طنشتها المى وطلعت قدامها وهي تدور عبايتها
-
الفُنـدق/
كانت اقبال على جلستها بفستان العرس على الكنب الي بالصالة، وهباب من وصلو ما دخل جناحهم حتـى ولا تدري هو وين
وقفت بهدوء وهي تتجّه للمراية الي بالغرفة، ناظرت بنفسها شويتين وهي تتأمل نفسها .. بفستان عرس وتسريحة ومكياج و طالعه جميله .. لكن ليش باهته كذا؟ ليش ما فيها حياة؟ ليش هي عروس بهذا الشكل؟
زمت شفتها وهي تحس بدموعها بدت تبلل خدها ، مسكت مناديل وهي تمسح مكياجها بقوه وخشونه بدون ما تحس على نفسها .. رمّت اكسسواراتها على التسريحه و شالت الطرحه بقوه وهي ترميها على الأرض .. شهقت بوجـع وهي تحط يدينها على وجهها و تحس بثقل والفستان عليها وكأنها تبي تنزع أقنعة المسرحيـة الي أدوها قبل شوي
توجهت لشنطتها وسحبت بجامه بشكل عشوائي ودخلت الحمام وهي تبدل
طلعت وانسدحت على السرير وهي تطفي الأنوار وحتى جوعها ما سألت فيه ، غمضت عيونها وهي تبي تنام وبس .. تبي هاليوم ينقضي بأي شكل من الأشكـال
دخل هباب بعد دقايق واستغرب هدوء المكان ، حط بشته على الكنب ودخل الغرفة وهو يتأمل الظلام ثواني قبل يقرب من اقبال وهو يناديها بصوت عالي: اقبال هيه بنت
فزت اقبال وهي أساسًا ما نامت لكن من كثر التفكير ما حسّت به وهو يدخل: ووجع تقوله اقبال ما تعرف تنادي بهدوء! قطيعه دفش
هباب رفع حاجب: مخلي النعومه لك .. الشرهه علي مقومك تاكلين لو ماكل لحالي ابرك
اقبال فركت عيونها وهي تتثاوب: وش جبت
هباب: الاكل بالصاله جبت الي تبين جعله ما يحدر
اقبال قلبت عيونها وهي تقوم وتتجه للصاله لأجل تاكل
جلّس هباب قدامها ووسع عيونه: شوي شوي الاكل مب طاير
اقبال رفعت الشوكه بتهديد: شوف خلك بحالك وانا بحالي ولا لك دخل فيني
هباب: طيب نزلي الشوكه ترا بلاستيك بتطعنيني بها يعني؟
اقبال ماردت عليه وهي تكمل اكل
هباب سكت لثواني بعدها رفع عيونها عليه بهدوء: اقبـال
اقبال باستغراب: وش
هباب: وش مصير هالزواج؟
اقبال بسخريه: تسألني أنا؟ اسأل عمرك .. انت الي دخلتنا في هالمعمعه
هباب بجديه: شهريه ونتطلق وطول هالشهرين انتي بنفسك وانا بنفسي ومحد يتدخل بالثاني ، كذا تمام؟
اقبال بلعت غصتها وعيونها تتوسّع ، غمضت بسرعه وهي تنزل راسها من حسّت بدموعها بتخونها
تحمحمت وهي ترمي الشوكه على الطاوله: وش رايك تقلّص هالمُدة إلى شهر ؟ لا انا اقول اسبوعين او اسبوع ولا ليش هذا كله؟ طلقني من الحين و ننتهي.. لأن مو انت الي بتكون على كل لسان لأجل إنك تطلقت وأنت بأول زواجـك.. أنا ماني سُلعة عندك تاخذني و ترميني بمزاجك و تاخذ من عمري بهذي البساطه .. هذا الزواج ما راح ينتهي الا بأمري أنا و بالوقت الي بحدده و تدري بأي طريقة بينتهي ؟ بالخُلع .. بأخلعك باللحظة الي تحسّب فيها إن زواجنا مستمر وبيستمر، بتركك باللحظة الي ما تتوقع فيها اني بتركك وبكوي قلبك مثل ما كويت قلبي
دخلت الغرفه بسرعه وهي تسكر الباب وتقفله، انهارت حصونها بهذي اللحظة وهي ترتمي بالسرير وتتلحف لأجل ما يكون صوت شهقاتها مسمـوع..
اما هباب توسعت عيونه بذهـول .. ماهو مستوعب كلامها الي قالته ولا الي سمعه
-
رائـد/
مسّح على شعر عزام بخفه: خلاص يابوي نام الحين حرارتك خفت الحمدلله
عزام زم شفايفه بتعب وهو يبكي: بابا ابي ماما وينها هي ليش ما عاد تجي
رائد تنهد بضيق: كلنا نبيها يا عزام كلنا .. خلاص يا حبيبي خلاص نام عشان تجي
عزام وسّع عيونه: بتجي إذا نمت؟
رائد رفع كتوفه: يمكـن
عزام فتح يدينه: طيب تعال إحضني
رائد ابتسم بضيق وهو يشيل عزام بحضنه ويبوس راسه: أحضنك يا كل دنيتي انت ليش ما احضنك
صار يلعب بشعر عزام لين غفـى وطلع بشويش من الغرفه وهو يرفع جواله ، طلّع رقم بادي وهو يردف: هلا عمي .. اعذرني عزام تعبان وكنت عنده ما قدرت ارد عليك
بادي بصوت لاهـث: رائد قفل أبواب بيتك بسرعه ولا تفتح أبـد!
رائد عقد حواجبه بإستغراب: وش فيك؟ وش تقول وش صاير
بادي بصراخ: رائد ماهو وقتـه، قفلّهم بسرعه مناهل جايه وهي ناويه الشر
رائد وسع عيونه: منـاهل! وش جاب مناهل الحين وليش ناويه الشر وش صاير
بادي بعصبيه: رائـد ! قفلهم بسرعه لين أجيكم انا بالطريق
فز رائد وهو يطلع ، قفل الأبواب الداخليه بقفل وإستند على اخر باب وهو يردف بخوف: عمي وش صاير طيب فهمني !
بادي صرخ بحده: رائد يا حمار لا ترفع ضغطي سو الي قلت لك عليه .. ترا هذي ساحره قاتله ما تخاف الله ذبحت زوجها وبنتها بتذبحك انت وولدك بدون ما يرّف لها جفـن !!
رائد جمّد بمكانه، بهتت ملامحه وهو يردف بعدم إستيعاب: بنتـها؟!
المُستشفـى/
كان نياف نايم مثل دايـم، يهرب من واقعه بالنـوم، وخالد يقعد طول اليوم وهو يتأمل ذبول نياف الي يزيد يوم عن يوم ويحس بإيدينه مقيّدة ولا هو عارف كيف يتصرف معاه ولا كيف يسنده ومضايقه هذا الموضوع
ناظر بجوالـه وهو يعقد حواجبه بإستغراب ، ما ردت على ولا رسالة له مع إنه يطلّع صحـين!
رجع يناظر بجواله يحاول يستوعّب ويقرا الرسايل الي هو أرسلها يدور إذا فيها غلط لأجل تتجاهلـه كذا؟
رفع عينه على دخول شخـص، وأبتسم بوسّع من شاف وهاج قدامه
فز وهو يتجه له بتنهيده: وأخيرًا!
حضنه وهاج بضحكه: مشتاق لي لهذي الدرجـه؟
خالد بضيق: جاني اكتئاب يا شيخ!
دخل رباح ورا وهاج بعد ما حط ليالي بشقته وهو يردف: وانا طيب مالي حضن منا ولا منا؟
خالد بابتسامه: الا لك وشلون مالك؟
رباح عقد حواجبه: وش فيك ناحف كذا! المريض انت ولا نياف؟
خالد بتنهيده: عزتي لهالنياف والله
وهاج ناظر نياف النايم ولّف على خالد: ما تحسنت نفسيته؟
خالد ابتسم بسخريه: تتحسّن؟ قاعدة تسوء كل يوم اكثر من اليوم الي قبله .. الله يهدي عمي بادي هو لو بس يجي والله كل الامور بتنحل
وهاج بتذكر: ايه على طاري عمي بادي .. جدي قالي ترا بادي يدري انه مخطي وبيجي قريب لكنه الحين ما يقدر
خالد عقد حواجبه: وش هالحكي وليه ما يجي الحين!
رباح: يارجال عمي بادي له فتره مختفي اختفاء تام حتى العرس اليوم ما حضره
خالد بحماس: ايه الا على طـاري العرس وش صار علموني بالعلوم؟
وهاج: دقيقه ابي شاحن نقال عندك؟
خالد: شوف ثوبي الي معلقه على باب الحمام فيه بالجيب
رباح جلّس وهو يفتح الاكل الي جابوه معاهم: تعال ناكل واعلمك بالعلوم كلها
وهاج دخّل يده بجيب خالد وهو بيطلع الشاحن، سحبه بقوه وطاحت إسوارة تذكار الي عطّتها لخالد بذاك اليوم .. وهاج ما انتبه وش طاح بس نزل عشان يشيله
عقد حواجبـه وهو يرفعها بذهول.. رمّش مرتين وهو يشوف الإسوارة الي بيد تذكار دايـم، و إسمـها! بجيب خـالد!
شد على يده لا شعوريًا على الإسوارة قبل يلّف على خالد بغضب
-
إنتهـى.
"إن وجدت اخطاء املائية اعذروني."