دخلت وهي ترجف بشكل مو طبيعي وكانت رجفتها رجفة خوف ماهي رجفة من البرد والمطر ، غمضت بقوه وهي تحس بإضطراب نبضات قلبها من الخوف وحطت يدها على قلبها وهي تتنفس بسرعه
ما حسّت الا بدموعها تتجمع في عيونها من الي شافها ! من كان هذا الشخص ! هو عرفها ؟ شهقت بقوه لمن تذكرت إن بادي وحفيده ببنامون هالليلة و هي متأكده إنه مستحيل يكون وهاج أو راسل لأنهم اقصر منه و أخوها هبـاب كان بيتكلّم معها لذا الخيار الأرجح بإنه نيـاف حفيد بادي !
ضربت خدودها بحسره : وش بيقول الحين! بيقول بنات بيت مهنا ما تربو ومو محترمات يطلعون بأنصاص الليول وهم يعرفون إن فيه رجال غريب! ليش توك تتذكرين انهم هنا ليش .. طول عمرك غبيه يا تباهي وما تعرفين تتصرفين
قطّع حديثها مع نفسها اشعار الي دخلت المطبخ وهي تدندن بعد ما بدلت ونشفت شعرها ناويه تسوي هوت تشوكلت لكن شهقت من شافت تباهي
ناظرتها بذهول : تباهي وش تسوين هنا أنتي ! ووش فيك حالك كذا وجهك مخطوف
تباهي بلعت ريقها بتوتر : مافيني شي .. كنت بس اناظر المطر من الدريشه
اشعار بسخريه : والي يناظر من الدريشه يتغرّق ؟ اكذبي زين على الأقل
تباهي بوزت : يوووه عليك يا اشعار مالك دخل كبيني عنك وسوي الي تبينه
طلعت بسرعه و اشعار ناظرتها بتعجّب قبل تردف بعدم اهتمام : نفسيه!
طلعت الإبريق و أظرف التشوكلت و هي تجهزه قبل تمشي بخطواتها لدريشة المطبخ الي تطّل على جهة باب الرجال وهي تهمس لنفسها بتساؤل : يا ترى جا ولا بينام عند العيال؟
ظلت تناظر بترقّب وهي سرحانه بخياله و ما أنتبهت إنه مّر ما يُقارب الخمس دقايق الا من سمعت الحليب يطوش
شهقت بخفه وهي تركض ناحية الفرن تقفله بسرعه
دخلت تذكار الي كانت ماسكه بإيدها ورقه وقلم وناظرتها كيف تركض قبل تلتفت لجهة الدريشة وتضحك بسخريه : طبعًا انتي تفكرين بالحب وحنا الي ناكلها
اشعار بملل : اكرمينا بسكوتك وكملي اذاعتك المدرسيه
تذكار ضربتها بتكشيره : مسويه تذبين يعني انتي وذباتك النايمه
ناظرتها اشعار وهي تتأمل الورقه والقلم بيدها قبل تنفجر بضحك : تكفين تذكار من أي عام جاية أنتي ؟ رجعتينا اربعين سنه ورا شخباري من قام يكتب رسايل الحين
قلدتها تذكار بإستهزاء قبل تردف : قبل اربعين سنه أساسًا ما كنتي موجوده ارتفعي بمستوى ذباتك .. بعدين وش تبيني أسوي يعني فيه حل غيره مثلًا؟
اشعار أرتكت بيدها على التيبل: طيب وش بتكتبين عاد ؟
تلحفت تذكار أكثر بالشال البني الي كان يحاوط أكتافها تحته بجامتها الشتوية باللون الأبيض
تذكار بفم مرتجف : اول شيء عطيني من الهوت تشوكلت الي أحرقتيه لأني بموت من البرد
أنتبهت اشعار للباب الي يطلّع للمزرعه مردود : من اختك الدلخه ناسيه الباب مفتوح
تذكار وسعت عيونها : تباهي كانت برا؟!
اشعار اومئت وهي تمد الكوب الثقيل الأحمّر لتذكار : إيه تعرفين اختك وهوسها بالمطر دخلنا رائد منا وانحاشت هي منا
تذكار أخذت الكوب وهي تتربع فوق التيبل وتلعب بالقلم : والله مدري وش اكتب يا من شراله من حلاله علّه فعلًا !
اخذت اشعار كوبها بيدها وهي تشرب منه وتشّد بجامتها البيجيه الشتويه على أكمامها : أسمعي أكتبي إعتذار بشكل مُبسط و مُختصر .. زي أنا أسفه لأني خربت العود ما كان بقصدي و علمني بقيمته أعوضك
تذكار كشرت : لا وش هالإسلوب ما اعجبني رسمي بزياده
اشعار رفعت حاجب : عشتو رسمي بزياده! ليش وهو مين عشان ما تكونين رسميه معه ؟
تذكار بطفش : يعني اكيد ما بطّق الميانة لكن ابي اسلوب بسيط وعادي مو رسمي ولا ميانه
دخلت رسن وهي تعدّل قبعة بلوفرها الأصفر الفاقع على شعرها وضحكت بسخريه وهي تشوف تذكار : هاه كتبتي الرساله يا صغيره على الحُب
تذكار بتهديد ناظرت اشعار : سكتي هالاشاره عني لا اقوم ادفنها هنا
اشعار كتمت ضحكتها : اسكتي انتي وش تبين فيها خليها تكتب الرساله
تذكار ناظرتها بيأس قبل تحضنها اشعار وهي تنفجر ضحك : آسفه آسفه بس والله يضحك شسوي
رسن وقفت جنب اشعار وهي تشد كمها : خير صابه لها وانا لا من اختك انا ولا هي ! ولا يعني تخافين عليها من البرد ورسن بالطقاق هذا و...
قاطعتها اشعار بذهول : بس بس صكيتي راسي يا حبك للتهول توك داخله ما امداك
تذكار : بل بل بالعه مسجل بسم الله من لسانها هذا طوله جاهز للحرش والهواش
رسن : اقول خليك في رسالتك بس يا عام الفين وتسعه.. حتى الفين وتسعه كانو يستخدمون الكشاف يتراسلون به
تذكار صرخت بقهر : رسن !!!!
فـوق/
دخلت تباهي الي ما زالت ترجّف لا إراديًا و إتجهت ناحية شنطتها وهي تفتحها بشرود و أفكارها توديها و تجيبها ،
جمايل الي كانت توها طالعه من الحمام وهي تلف شعرها بالمنشفه : برررد والسخان قفّل إذا بتدخلين تتروشين روحي شغليه من تحت
قعدت ثواني واستغربت من لمن ما لقت رد من تباهي ولفت عليها وهي تناديها بإستفهام : تباهي؟
فزت تباهي وهي تناظرها: هاه وشبك جنبك انا ليش تصارخين
جمايل فتحت فمها بذهول : وش فيك مبلله كذا بزياده!
تباهي بتذمر : يا كثر اسئلتكم انا اقول !
جمايل لفت على مراية التسريحة وهي تعدّل حواجبها وتحط قلوس: ايه بس عرفت .. انحشتي كما العادة و طلعتي بالمطّر
تباهي : وش كنتي تقولين بس
جمايل : أقول روحي و شغلي السخان
تباهي بلعت ريقها : هاه؟ لا والله ما اطلع مره ثانيه خلاص بتروش بالبارد عادي
جمايل رفعت حاجب : لا لا لا .. تباهي و تجيها فرصه تطلع بوقت المطر و ترفض ؟ هذي مُعجزززه ! انتي وش صاير معك أصلًا ليش وجهك مخطوف كذا و متوتره والحين ما بتطلعين!
تباهي بارتباك لعنت نفسها بداخلها لأنها ما تقدر تخبي تعابيرها ودايم يوضح عليها ،
تباهي : ما فيني شيء يتهيألكم انتم الي وش فيكم!
جمايل ميلت فمها : انزلي شغليها بس لحدن يموت علينا *رفعت اصبعها بتهديد* ياويلك تتروشين بماء بارد وقتها والله ما يفكك مني شيء !
تنهدت تباهي وهي تمسح وجهها بأصابعها الي صارت متجعدّه من ماء المطر .. ما تبي تنزل خصوصًا إن السخان ورا جهة الرجال و هذا أخر شيء تبغاه! تخاف تشوفه مره ثانيه! لكنها تعرّف تمامًا إنه ما فيه مهرب من عناد جمايل لذا خذت فروة جمايل السوداء الكبيييره و تغطّت فيها و هي تحط قبعتها عليها و تمسّك بشالها الأسود بإيدها تحسبًا لو يطلع وجهها تتلثم فيه بسرعه ،
مشّت بخطوات حذرة و هي تقرب من سور الرجال بالفروة السوداء الي كانت مغطيتها من فوق لتحت و هي تتلفت يمين يسار و تقترّب من السخان
ما أنتبهت للشخص الي كان معطيها ظهره ومرتكي على الجدار بإيديه وهو سرحان بالتفكير متناسي المطر الي يغرقه،
تعثرّت تباهي بحصا كبيره لذا نزلت نظرها بسرعه وهي تسبها بصوت عالي خلا الواقف يلّف بسرعه وهو يسمي بصوت عالي بخرعه من الكائن الاسود الي قدامه
رفعت تباهي راسها بسرعه وهي ماسكه الحصى بإيدها ورمتها عليه بحركه لا إراديه وهي تصارخ من الخوف
مسّك نياف رأسه بألم من الحصى الي ضرّب بمنتصف جبهته بالضبببط مخلّف وراه أثر اخضر غامق قبل يهمس بتعب وهو يرتخي على الأرض: انتي وش سويتي!
شهقت تباهي بخوف من إستوعبت وش حاصّل وهي تركض له بسرعه لا شعوريًا من شافت أثار الضربة بجبهته وتكلمت بإنفعال ودموعها خذت طريقها لعيونها: انت وش مطلعك! ياربي وش بلاني بك وش اسوي الحين *صرخت بهلع* انت مت؟ انا ذبحتك؟ انا صرت قاتله الحين يعني؟ ياويلي عليك يا تباهي ياويلي!!!!
نياف غمض عيونها بإنزعاج من حنتها وهو يحس بصداع قوي من الضربه: ما قتلتني ضربتك بس بتقتليني من صداعي وانتي تزيدين بحكيك اذلفي خلاص !
طلعت تباهي شالها وهي تقطه عليه وتحاول توقف شهقاتها وصوتها المرتجف : امسك اربطه عليك و ...
شهقت من سمعت صوت رائد خالها يطلع من مجلس الرجال الي كان موقع السخان وراه
تباهي اتسعت عيونها برعب من رهبة الموقف بينما نياف بلع ريقه بخوف وش بيقول رائد وقت يشوفهم مع بعض بهالوقت ورا البيت لحالهم !!!! وهم الي وثقو فيه ودخلوه بيتهم بين محارمهم!
نياف همس بحده : اندسي وراي بسرعه وأرمي الفروه علي
تباهي وقلبها يدّق من الخوف : جا جا! بيذبحني وش بيسوي من يشوفنا!
نياف بإنزعاج : خلصي سوي الي قلته!
ماتحركّت تباهي وهي ثابته بخوف وتحس رجولها ما تحملها
زفر نياف بقوه : يارب سامحني !
مسكها من عضدها وهو يسحبها بقوه ويرميه وراها وهو يجلس بعشوائية يحاول يخبي أطراف فروتها مع ثوبه الأسود و جسمها النحيل المرتمي وراه
بينما هي توسعّت عيونها وهي تحس بملمس يدينها وهو مُمسك بيدها، تحس بقربه المُهلّك منها وهي مرتمية ورا ظهره بشكل قريب جدًا لأجل ما ينتبه رائد لوجودها .. تحس برجفة ضلوعها وضربات قلبها و دموعها الي ما وقفت أبدًا وهي تحاول تمسك شهقاتها و تحبّس أنفاسها الخائفة، بأي موقف طاحت الحين ! وش بيصير لو يشوفها رائد !!! هي تعرّف عواقب فعلتها و زييين خصوصًا كونها مرتمية ورائه بهالقُرب! من بيصدقهم لو يبررون ؟ مستحيل احد يصدّق !!! خوفها ينهّش صدرها فعليًا .. سبّت حظها و نفسها بداخلها من دون توقف
نياف الي كان يحس بقربها من ظهره غمّض بقوه وهو يشد على إيدينه و يستغفر ربه .. لكن منظرها وهي تحت المطّر رجع يزاور مُخيلته و بشكل أكبر من صارت بقربه بهذا الشكل .. يدينها الي كانت بين قبضته وريحة عطرها الي توسطّت أعماقه .. كل شيء حوله يوترّه وبشده
حّس بخطوات رائد تقترب أكثر و إنتبه لشالها قبل ياخذه ويخبيه بسرعه بجيبه
رائد بذهول : نياف ! وش تسوي هنا! روعتني الله يصلحك وانا اسمع الصراخ وش صاير!
نياف بإرتباك وهو مو عارف يتكلم أبدًا ولا يجمّع حرف على بعضه وهو يحس فيها بهالقُرب وبأنفاسها الخائفة الي يسمعها .. توتره و كثير، تشتت قبل ينطّق بتأتأه: هاه؟ .. لا ولاشي بس طلعت أتمشى و طحت بالغلط من الحصى الي هنا
رائد بإستنكار: تتمشى بهالوقت وبهالمطر ؟ ولا عليك حتى لبس قم قم أعاونك
صرخ نياف فجأة من إقتراب رائد منه وتباهي غمضت عيونها ودموعها تنزل .. نهايتـك يا تباهي!
-
سهـاج/
دخل البيت وهو يقفل الباب ويتجه لغرفته بإنزعاج حاد يسكنّه .. كيف يضربه بهاج بهذي الطريقه بكلامه؟
جلّس على سريره قبل يرفع إيدينه يمسّح عيونه الي يحّس بإن دموع تجمعت فيها بدت تحجّب الرؤية،
طلّع ذاك الألبوم من الدرج الي بتحت سريره و هو يفتحه بإيدين مُرتفجة .. إسنّد رأسه على طرف سريره و هو يضحك بعيون مدمعة قبل يمد يدينه إلى الصوره وهو يمررها عليها بهمس : يا ليتك هنا .. يا ليتك ما غبت أبد
-
إنتهـى.