لمحات من المـاضي، قبل أكثر من أربعين سنـة/
كانت مزون تدهده رابـح اللي كان بعُمر ثلاث شهور بالميزب ، وبجنبها هيا تسدي الجنايب
مزون بروعه: والله ماطلعت من الخيمه الا وانا جسمي كله كاش منها..دخل عقبها مهنا وهو مرتاع وقعد يهادني ليش كنت واقفه معها
هيا بتنهيده: الله يصلح قلبس يا مزون .. مناهل هذي ساحره ما تخاف الله واهلها قبلها معروفين بالشر لا تقربينها ولا تجادلينها انتي ماشفتي وش سوت فيني انا وعقاب ! تبينها تلف عليس انتي ومهنا
مزون بعصبيه: اني معلمه مهنا وقايلتن له مابي اقعد انا وهي في نفس المكان مابي الا الطقيق وهو الا معنّد بيقعد مع اخوه لين يشفي علّته
هيا: للحين مايروح للمطوع؟
مزون: لا والله مايروح .. يسحّب فيه مهنا تسحيب ومره يصول عليه ومره ماغير يصايح ويبهذلنا وهي معصبه وراكزتن خشمها ماتبيه يودى عند المطوع
هيا بسخريه: وشلون تبينها تخليه يروح وينفك سحرها هالعقربه!
مزون تنهدت بإرتياح وهي تمسح على يد هيا: الحمدلله الي ربي سلمتس من شرها وانفك عنتس السحر
هيا ابتسمت بإمتنان: جزى الله مهنا وبادي خير .. ماقصر مهنا زوجني الرجال الكفو اول ماطلعت من عدتي وبادي بعد ماقصر وقف معي ويقرا علي ويوديني لمشايخ لين انفك بلاي
مزون بحقد: عسى الله يكسر يدينها ويفك عقاب شرها شافته مطيرس للسماء وقايلن بس هه وهو شيخ القبيله ولفت عليه .. ويكفيني انا وعييلي شرها ذلحين ما تدانيني لا انا ولا مهنا والله اني خايفه ياهيا
هيا بجديه: لا تخافين ولا عليتس منها مابه احدن اقوى من الله ، حافظي على اذكارتس واذكار رجلتس وعيالتس وسورة البقره لا تفارق لسانتس ولا يخلى من يومتس وباذن الله الحافظ الله توكلي عليه .. غلطتي ماكنت محافظه على اذكاري وصابتني هالعقرب جعل ربي ما يسامحها
الحـاضر ~
صحّت مزون من الذكريات الي تداهمها وهي تمسّح على شعر رائد الي كان ساكن بحضنها لكن وجهه مازال فيه أثر الصياح ،
رفعت راس رائد وهي تناظره بجديه: رائد هي كيف ماتت؟ انا ادري ماهوب وقته لكن لازم اعرف!
رائد تنهد بضيق وهو يحس بالإختناق، ماهو مصدّق إنه يحكي للناس حكاية موتها..موتها هـي !
رائد: مدري يا يمه .. شي غريب غريب ، دخلت الفجر الغرفه بصحيها للصلاه ولا قامت ولا تتنفس مع ان شكلها كانت كأنها نايمه طبيعي ما فيها شيء!
خنقته العبره وعّض على شفايفه لثواني يهدي نفسه قبل يكمّل: شليتها على طول للمستشفى ولمن وصلنا اول ما شافوها قالو انها ماتت! شلون وكيف؟ قالو انها موته طبيعيه ولا فيها أي شيء ولا أي سبب للوفاة!
تقشعّر جسم مزون وهي تبلع ريقها: لا اله الا الله!!!!
دخل راجـح وهو يدني على رائد ويحب راسه: عظم الله اجرك في حرمك يا رائد
رائد حس بوجّع كبير في قلبـه، وجع ماله أي شرّح .. ما قدر حتى إنه يرد ، عاجز يستوعب إن التعازي هذي له و في حبيبة عُمره
دخلو الهنوف وام هباب وام راسل وهيا الي كانو بعزيمة إحدى الجيران
الهنوف بإستغراب: بسم الله الرحمن وش في وجيهكم سودا!
راجح أشر بعيونه لها تلحقه وطلعت وراه المطبخ الي كانت فيه الزين تبكي
الهنوف بروعه: الزين! وراكم وش صاير ابوي فيه شيء؟ البنات جاهم شيء؟ تكلمو خبصتو قلبـي!!!
راجح بتنهيده: اذكري الله الحمدلله مافينا شيء .. حرم رائد توفت الفجر
الهنوف شهقت: هناي ماتت !!! لا حول ولا قوة الا بالله .. شلون كيف
راجح رفع كتوفه: مدري انا صحيت على اتصال ابوي نخلص اجراءات الدفن وشهادة الوفاة .. رائد اغمى عليه وقت الدفن ولا قدر يسوي اي شيء وابوي سوى كل شيء بداله ووصانا ابوي نجيب رائد وعزام هنا
الهنوف زمت شفايفها بصياح: لا حول ولا قوة الا بالله تيتّم هالضعيف وهو توه .. وينه؟
راجح: بالمجلس مع رابح
الهنوف تنهدت وهي تمسح وجهها وعيونها من الدموع اللي داهمتها..
بهـاج/
بهاج بطفش: لا تكثر حكي وين سيارتي اخلص علي انتو خذيتو كل شي ولفيتو على هالسياره متحسفين عليها يعني!
الوافي بحده: اشوف طايل لسانك انت واخوانك كل يوم هاب واحد في وجيهنا وحنا سنين ما شفنا رقعة وجيهكم لكن هين ان ما قصينا هالالسنه وخليناكم ترجعون مثل قبل ماكون ولد ابوي
بهاج عقد حواجبه: اخوانـي ! وش تقصد انت
الوافي: لا تسوي مجنون فوق راسي وكل شي انت تخبرّه
بهاج بحده: لا ما اخبره تدري ليش ؟ يمكن لأني كنت بغيبوبه بسببكم؟
الوافي بعصبيه: لا تقعد تتبلى علينا يا مريض وتصجنا بخبالك مصدق نفسك بزياده انت
بهاج: الخبال على اصوله والله الي مابعد شفتوه لكن هين وصل الكلام لأهلك قبل ويوصلك الحين اذلف طلع موتري لا افصل عليكم هنا عاد انا قاضي وخذيتو مني كل شي ما بقى شي اخاف عليه
الوافي قلب عيونه وهو يمشي عنـه: الله يا الموتر عاد الي قيمته ملايين وانا مدري وش نبي فيه هذا حتى لو ابيعه بالحراج ماجاب لي خمسين اذلف دور موترك بعيد عن هنا
رّن جوال بهاج ورفعه وهو يتأفأف من شافه سهاج: سبحان الله ما يدق الا بالاوقات الي مابيه يدق علي فيها
بهاج بصوت عالي: هالمره بمشي لكن بكره ان ما جيت ولقيت موتري قدام بيت ابوي والله ان يصير الي ما يسرّك لا انت ولا الخمه الي وراك
حرّك بهاج وهو يتجه للمستشفى ويرد على سهاج: هلا وش بغيت
سهاج بشك: وينك فيه ؟ كل هذا تجيب وهاج؟
بهاج: وش قاعد تحسّب الوقت لي انت
سهاج بتنهيده: رحت لهم صح؟
بهاج قلب عيونه: واذا رحت وش بيسوون يعني ما لقيت أصلًا الا ابو قذله ولا خذيت منه لا حق ولا باطل
سهاج كشر من طاري الوافي: قطعا به
بهاج كتم ضحكته: صاير تكرهه بزياده انت وضعك غريب
سهاج رفع حاجب: وش تقصد انت!
بهاج: لا سلامتك وش صار على نياف وخالد
سهاج ناظر نياف النايم: نياف نام بعد ما عطوه ابره وبيبدا العلاج بكره.. خالد ما شفته ابد من طلعت
بهاج بتنهيده: ترا يوم رحت له كان يبكي
سهاج بذهول: يبكـي ! وراه
بهاج: عشان نياف
سهاج ابتسم: ومزعجنا قدامنا وقدام نياف يكرهه ولا يقعدون خمس ثواني على بعضها بدون مايتهادون اخر شي يبكي في الممرات عشانه!
بهاج: خويلد وربيح قلوبهم رهيفه لا يغرك .. البلشه والله رباح كيف بنعلمه ولا وش بنسوي ؟ هو خلقه حاس فينا شيء ومزعجنا كل هالفتره
سهاج بجديه: لا أنتبـه لا يدري بشيء ابد ترا بيجي بأول طيـاره مجنون هذا .. بنصرفه لين يفرجها ربي
بهاج وهو يراقب الطريق: يلا انا قربت اوصل ، يمكن نروح لشقة رباح ترا ونعود الليل
سهاج اومئ: ماله داعي أصلًا وجودكم وقت الزياره قرّب يخلص ما بيرافق معه الا شخص واحد وخويلد ماظنتي بيخلينا نقعد عنه
بهاج: خلاص اجل لاخلصت كلمني امرك
سهاج: يلا اجل فمان الله
قفل منه وهو يرجّع جواله ، سرح بتفكيره بـ أخر مكالمة جاته قبل يكلم بهاج .. ناظر بالجوال وهو يتأمل الإسم"فـاهد ال شجاع"
تنهد وهو يحذف المكالمه بسرعه .. ما يثّق بِـ المى أبدًا و يدري انها تفتش من وراه لكنه ساكت ومخليها لو هذا الشيء بيريحها لو شوي
دخل الواتس وهو يرسل لها "قمتي؟"
ثواني وردت عليه "ايه وينك؟"
سهاج "رحت ازور خويي بالمستشفى منوم.. شوفي دروج المطبخ الي ورا الثلاجه فيها اغراض جبتها لك ومانسيت قهوتك السودا"
المى فزت بابتسامه "جبت قهوتي؟؟؟ يالله من زمان ما شربتها"
سهاج "عاد انا مااعرف في قهاويكم ذي قلت للموظف وعطاني اياها اذا ماطلعت حلوه مالي دخل"
المى تمغطت وهي تتثاوب "لا ماعليك كل شيء بالقهوه السودا حلو .. متى بترجع؟"
سهاج "مدري تبين شي؟"
المى بتحذير "ياويلك تتركني لحالي سامع؟"
سهاج تنهد بإبتسامه "وانا اقدر مااجي ؟"
المى عقدت حواجبها بس تركت جوالها على السرير ونزلت ببجامتها للمطبخ وهي تدور القهوه وتفكر متى تروح لجمايل او كيف تقابلها
إتسّع مبسمها من شافت بان كيك مع القهوة ، كيف حفظ الأشياء الي تحبها ؟ ضحكت من قلب من شافت البندق وتذكرت حوارهم الي صار وقتها وخوفه يوم كان يحسّب إنه قصدها شيء ثاني
-
بهـاج/
دخل بهاج وهو يقطّب جبينه ما شاف وهاج قدام غرفة الدكتوره ، طلع جواله وهو يرسل عليه
وهاج"انا بالكراسي الي برا"
طلع بهاج من جديد ولف الحديقه الخارجيه لين شافه قاعد بإحدى المقاعد المعزوله
بهاج بتنهيده: عجزان تعلمني بمكانك من اول؟ مخليني الف المستشفى كلها بعدين وش هالمكان البايخ!
وهاج وقف: كنت جاي هنا ادور شيء ينباع للاكل بس مالقيت
بهاج عقد حواجبه: والكافيتريا الي داخل مو ماليه عينك؟
وهاج: ماحب اكلهم
بهاج مشى عنه بدون رد ووهاج تنهد بضيق وهو يمشي وراه
ركبو السياره والصمت مخيّم على المكان .. وهاج سند راسه على الدريشه وهو يغمض بخمول من الجوع والتعب
وقف بهاج قدام مطعم وهاج المفضل ونزل من السياره
وهاج حّس بأن السيارة وقفت وفتح عيونه بإستغراب لكن ما اخذ منه ثواني الا وابتسامته تتسع من شاف المطعم الي قدامه
رجع بهاج وبإيده الكيس
بهاج وهو يحط الكيس بحضن وهاج: اكل اكل لأن ورانا نقاش طويل
وهاج بتكشيره: تو قلت خلاص رضى وبينتهي الموضوع!
بهاج بحده: والله دام انت واختك مخبين عني لين الراس طبيعي ما ينتهي
وهاج بلع ريقه: وش بعد!
بهاج ببرود: اتصل على جمايل وشوف وينها رجعو الديره ولا باقي بالسوق
وهاج عقد حواجبه: جمايل؟ ليش وش دخلها
بهاج: دخلها إنها مدري وش مهببه من وراي مثلك .. ما تسوى علي ترقدت كم يوم وقمت لقيتكم هالين السبحه كلها شكلكم تنتظرون هالفرصه من زمان
وهاج ميل فمه من عصبية بهاج وهو يطلع جواله ويرسل لجمايل
وهاج بكذب: جوالي طافي شحن
بهاج رفع حاجب: لا يا شيخ؟ طيب عادي ما عندك مشكله امسك جوالي ارسل منه
وهاج قلب عيونه: خلاص شحن جوالي
بهاج كتم ضحكته: تستعبط على راسي انت ووجهك !
رّن جوال بهاج اللي كانت أمـه ، تنهد بضيق وهو يردف: رد شوف امي وش تبي
وهاج باستغراب: وش في وجهك إنقلب كذا؟ بعدين تقدر تحطه سبيكر وترد زي دايم
بهاج بحده: وهاج ودي في مره بس تسوي اللي أنا قلته لك بدون هذره زايده
وهاج بتحلطم: وانت بس معصب وتدقر فيني يا شين نفسيتك يا الاجودي
سحب جوال بهاج وهو يرد: هلا يمه امري
الزين باستغراب: وين بهاج !
وهاج: يمه وش في صوتك؟ بهاج يسوق
بهاج لف بخوف على وهاج: وش فيها امي ! صايرلها شيء؟
وهاج رفع كتوفه وهو يرجع يكلم امه: يمه صوتك وراك تصيحين
الزين بتنهيده: عودو الديره وعلمو هباب ياخذ البنات ويجون دقيت عليه ولا رد .. حرم خالكم رائد توفت الله يرحمها
وهاج بضيق: لا حول ولا قوة الا بالله .. ابشري ان شاءلله الحين راجعين
قفّل منها وهو يلّف على بهاج: تقول ارجعو الديره
بهاج: وش صاير ؟
وهاج: زوجة رائد توفت الله يرحمها
بهاج إنقبض قلبه وهو يذكر عزام على طول: والصغير وش بيصير عليه!
وهاج بضيق: مدري .. خلني اكلم هباب يمر البنات
-
بعد مـرور ثلاث أيـام ، مرّت أيام العزاء الي حطوه ببيت مهنـا و كانو العيال كلهم متواجديـن ..رائـد كان يعيشها و كأنه ما بين الوهـم و الواقع .. عزام يصيح كثير و أغلب وقته يصارخ على أبـوه و يطلب منه يجيب أمه له ورائد متبلّم ولا حتى يرد بـ حرف
مزون وهي تمشّط شعر عزام بحنان: بسم الله عليك يابوي شعرك يهبل كأنه شعر ابوك يومه كبرك
عزام زم شفايفه بصياح: ماما كانت تمشط شعري احسن من كذا وين ماما؟ ابغاها
خيّم الصمت على المكان ومحد قدر يرد عليـه
مزون بحزن حضنته لصدرها: امك سافرت يا عزام
عزام رمّش بسرعه: طيب متى بترجـع؟
رائد دخل الصالة وهو يسحّب عزام من حضن مزون: ماما سافرت إلى مكان بعيد .. ماراح ترجع هذا الوقت ما تبي بابا يعني؟
الزين ما قدرت تتحمّل الموقف أكثر وقامت من الجلسة بينما الهنوف تنهدت بضيق .. جمايل وتذكار الي كانو قاعدين معاهم ناظرو بعض بحزن
عزام بعبوس: بس انت كنت ما تتكلم وكنت تتجاهلني ولا حتى تنام عندي انا ما عرفت انام يا بابا صار راسي يوجعني لا انت ولا ماما عندي
رائد غمض عيونه وهو يحتضن عزام لصدره بقوه: اسف ياروح بابا انت .. من اليوم ورايح ما بتنام الا بحضن بابا بترضى علي كذا؟
عزام اومئ: ابي بعد نحسب متى ترجع ماما
رائد بلع غصته وهو مازال مغمض عيونه خايف انهم يلمحون الدموع بعيونه: ان شاءلله يا حبيبي
دخل وهاج وهو يبتسم: اقعد يا عزومي وش هالتسريحه البطله
عزام ابتسم وهو يأشر على مزون: سوتها لي ماما مزون
رائد همّس بإذن عزام: روح قول لها اسف .. قلت لها قبل شوي ان تمشيط امك احلى
عزام وقف وهو يروح جهة مزون
مزون صدت تمسح دموعها قبل تتحمحم : وش فيك يا حبيبي تبي شيء؟
عزام ببراءة: ممكن تنزلين راسك شوي لي
مزون: هاو! ليش وراك
عزام: نزليه شوي بس
مزون نزلت راسها تجاريها وعزام قرب منها وهو يرفع اطراف رجوله ويبوس راسها: اسف يا ماما مزون والله تمشيطك حلو حتى وهاج يقولي تسريحتك بطله
إتسعت إبتسامه مزون من لطافة عزام والكل ضحك على برائته وهو يطلب منها تنزل راسها عشان يبوسه ، حتى رائد إنرسمت على شفايفه طيف إبتسامة
وهاج: تعال تبي تشوف خيول ونركبها؟
عزام نط بحماس: الله خيول ! ماقد شفتهم بحياتي
وهاج نفخ صدره بهياط: ياحبيبي معاي بتشوف اللي ما قد شفته
تذكار بسخريه: اقول رائد قوم الحق على ولدك لا تخليه بيدين هالخبل
مزون: انتي قدرنا نغطي وجهتس عنهم مير ماقدرنا نغطي هاللسان عنهم
راسل دخل ورا وهاج وشهق من شافهم: عزام يا الخاين ! تمسك يده وانا اخوك ؟
وهاج ناظر عزام: من اخوك انا ولا هو ؟
عزام ناظرهم بتفكير قبل يلّف على رائد: كلكم اخواني صح بابا؟
رائد اومئ بخفه بدون ما يتكلم
راسل قرّب وهو يبي يسحب عزام: اقول جبه هذا اخوي انا لحالي انا ماعندي اخوان انت عندك اخو يا الطماع !
وهاج شال عزام على كتوفه وهو ينحاش به: مع نفسك اخوي انا
تعالت ضحكات عزام بوناسه وهو يصيح: بابا انقذني منهم
راسل كان يركض وراهم لكن سحبه بهاج الي توه داخل: خلاص يا النشبه هذا صار اخونا اذلف وراك بتناشبنا فيه بعد
عزام صرخ بوناسه وهو يفتح يدينه: بهاج الله جيت
بهاج ابتسم وهو يشيل عزام من كتوف وهاج: يا روح بهاج ايه جيت عشان اخذك انا بنفسي للاسطبل
وهاج وسع عيونه: هين يا عزيم يوم شفته سحبت علي خلاص صار وهاج ككه الحين!
بهاج لف على رائد: بوعزام بنخطف ولدك شوي تسمح لنا؟
رائد اومئ: ولدكم مايحتاج
بهاج وهو يدغدغ عزام: اجل مشينا يابطل؟
عزام من وسط ضحكه: ايه يلا خلاص لا تضحكني
طلعو العيال ومعاهم عزام وهم متجهين لمزرعة صـالح
رائد التفت على أمه وهو يقرّب منها بهدوء: يمه .. ما ودك ترضين على شايبك ؟
مزون إنقلّب وجهها بعصبيه: لا ما ودي ولا ينفتح سيرة هالموضوع مره ثانيه
رائد بغصه: المعنيّه وماتت يا يمه والقصة الي زعلّتك إنتهت .. وش باقي اكثر بتكابرين عشانه؟
مزون تنهدت: قفل على هالموضوع
رائد تنهد من عناد امه ووقف
مزون: وين بتروح؟
رائد بهدوء: بطلع المجلس
طلع للمجلس الي ماكان فيه الا ابوه واخوانه وبادي
دخل وراح ينسدح على رجل ابوه بدون مقدمات وهو يغمض عيونه
ابتسم مهنا بحزن وهو يمسح على شعره بهدوء ،
رائد فتح عيونه وهو يردف: راجح متى قلت لي عرس اقبال وهباب؟
راجح: اجلناه .. بنخليه بعد شهرين كذا
رائد بحزم: عرسهم يتم هالاسبوع
راجح وسع عيونه: تستهبل انت!
رائد نفى براسه وهو يردف: الي فتحت حضنها لي ولا تركتني ولا للحظه حتى وهي ضايقه مني وانا مخطي عليها تستاهل تفرح وباقرب وقت ولا به شي بيفرحها كثر عرس احفادها .. امنيتها من هم صغار
راجح بتنهيده: خير ان شاءلله .. نشوف بعدين على هالموضوع
-
مزرعـة صالح/
كان بهاج بحضنه عزام وهم واقفين قدام الخيول وبجنبهم سهاج الي يعلّم عزام بأسامي الخيول وعزام يغير الاسامي الي ما تعجبه
سهاج ضحك بصخب: ياولد هذا زاحف ماعليه من احد الي مايعجبه يغيره
بهاج باس خد عزام بابتسامه: اطلع على ولد عمته صح
عزام ابتسم ببراءة وهو ما يدري وش السالفه: صح
سهاج التفت على راسل وهباب ووهاج الي يحوسون بعدة الشوي: لا عزالله الي اعتشنا اليوم وش هم يهبدون هذول
بهاج بضحكه على اشكالهم: وانت مالقيت تعتمد الا على هذول
سهاج ناظر بساعته وهو يردف: ما يمدينا نروح نشوف نياف ونعود
بهاج: كلمت خالد قبل شوي يقول اموره طيبه الحمدلله قاعد يستجيب للعلاج بس مناعته ضعيفه مره ماراح يطلعونه هالفتره
سهاج: ماقدرت اشوفهم ولا اتصل عليهم .. خبصتني بنت عمك خباص
بهاج وهو يلعب بشعر عزام: عاد المى معروفه من صغرنا وهي مدلعه
عزام بطفش: سوالفكم مو حلوه ابي اركب الخيل
سهاج: بعد مب عاجبتك سوالفنا ! اجل منت راكب خيلي
عزام ناظر بهاج: بهاج شوفه!
بهاج: ماعليك منه قل له بركب وغصب عنك بعد .. وش تبي تركب اي واحد؟
عزام بحماس أشّر على الخيل الابيض: ابي هذا
بهاج نزل عزام من حضنه: يبشر عزامي الحين اطلعه ونركب انا وياك
سهاج: اجل انا بروح اشوف هالخبول وش سوو بعيشتنا .. بيجي تيام نحسب حسابه؟
بهاج اومئ: ايه بيجي
سهاج: ورائد ما قدرتو تسحبونه منا ولا منا
بهاج بتنهيده: يارجال خلها على الله والله ابتسامه منه ما نشوف .. بديت انسى شكل اسنانه
سهاج بضيق: الله يعينه ما ينلام
راح سهاج للعيال وهو يهاوشهم على الحوسه الي مسوينها وبهاج وعزام ركبو الخيل وهم ياخذون فره على المزرعه
-
غرفة البنـات/
تذكار كانت على جوالها مثل عادتها أخر كم يوم ،
رسن بطفش: وبعدين معك انتي وهالجوال؟ توك تكتشفين ان عندك جوال ولا شسالفتك طفشتيني ترا
تذكار قلبت عيونها بتأفأف: ياكثر حنّتك وعلى نفس الموضوع ما تتعبين انتي
جمايل الي كانت تسولف مع اقبال لفت عليهم وهي تقرّض تذكار بحده: تراي محذرتك يازفت الطين
رسن شهقت: لا يكون تكلمين ابو العود !!!
اقبال بإستغراب: وش ابو العود وش يطلع ذا
تذكار بحده: زين لكم الحين افضحوني اكثر بعد ليش مستحين علو صوتكم مو باقي الا جدتي ما سمعت
رسن بعصبيه: احسن وجعلها تسمع يارب كود تعقّل هالراس اليابس الي مب راضي يسمع
تذكار: الحين انتم وش عليكم فيني؟ خلوني مبسوطه وش حارق رزكم!
جمايل وهي شوي وتنجلط: انا خلاص تعبت اتناقش مع هاللي ما تفهّم يالله مو طبيعيه
رسن ناظرت تعليقة العود الي بجوالها والي بالعود وتنهدت وهي تهز راسها بيأس: صدقيني انك بتندمين وقتها لا تجين تصيحين عندي
جمايل بتأفأف: هذي ازعجتني بصفقها قسم بالله
اقبال: مين؟
جمايل: المى
تذكار بحماس: ذيك المزه ؟ طيب ردي عليها ليش ماتردين
جمايل ضيقت عيونها: انتي بالذات انطمي ما ابي اسمع صوتك لين تتركين الخبال عنك
رسن بضحكه: احسن تستاهلين دواك.. جمايل وش بتسوين بالعياده كلمتي بهاج؟
جمايل: يوه اسكتي بهاج هذاك اليوم فصل علي انا ووهاج .. الوافي البزر علمه اننا قد جيناهم وفصلنا عليهم ، امي قالت لي عادي روحي ما راح يرفض بيستانس لذلك ما علمته
اقبال: احس ضروري تعلمينه
جمايل: تدرون بعد وش صاير؟
تذكار: وش صار بعد
جمايل قلبت عيونها: مع اني ما ابي اسولف معك بس يلا .. مساعد خطبني من بهاج
اقبال وسعت عيونها: كذابببه!!
جمايل: والله .. مدري شلون خطبني امداه عرفني
تذكار بحماس: الله يعني بيصير فيه عرسين؟
رسن: وانتي وش قلتي وافقتي ولالا
جمايل: عرس وشهو ! لا ما بعد عطيتهم كلمه
اقبال: طيب تحسين انه فيه إمكانية قبول من طرفك
جمايل بتفكير: والله مدري محتاره بس مااحس اني يم الزواج هالفتره
اقبال تنهدت بضيق وهي هذي الايام ملازمها الضيق، زواجها من هباب قرّب و كثير وهي مازالت مو مستوعبة هالوضع ولا تبيـه
الصـاله/
تيام بضحكه: يالله عليك يا جديده خلاص هذاني قدامك وعندك .. وشوله العتب لي ثلاث ايام ناقع عندك
مزون بعصبيه: لا والله ووشهو عقبه كم مر ما شفتك يا الردي
ايام بتنهيده باس راسها: خلاص اسف وما تتكرر حقك علي يا الغاليه بترضين كذا؟
مزون ميلت فمها: مالت عليك ما غير ناقع عند نوير مدري منهي جدتك انا ولا هي
الهنوف: والله يايمه شكله متزوج من الحسا صدق ماعادني متطمنه له انا
تيام تنهد: تذكار هذي السوسه انا ذابحها ذابحها مافيها اثنين
مزون: اسكت بس اختار من بنات خوالك وتنّق عندك تذكار وتباهي وجمايل تزوج وحده منهن كود انها تمسكك هنا
الزين: لا بنتي طلعوها برا الحسبه
مزون: عشتو وليش ان شاءلله يحصلكم تيام عاد
الزين: تيام ملح وقبله وسيد الرجال مافيها شكّه..بس جمايل إنخطبت خطبها مساعد رفيق بهاج ومعه في شغله وبهاج جايزن له الوضع مره
برّد وجه تيام وهو ينزل الفنجال الي بيده، رفع راسه لها بصدمه: جمايل إنخطبت؟!
الزين باستغراب: ايه وراك
تيام تحمحم: تذكرت انا ابوي داق علي الظهر يبيني اشوف موضوع عمي ناصر عن اذنكم
مزون وسعت عيونها: شوفو شوفو توه يتعذّر وذلحين طار ام العفن
طلع تيام وهو يحّس إن العالم كله سكّت، مو قاعد يسمع أي شيء إلا "جمايل إنخطبت" .. كان خايف دايم من هاللحظة وهذا اللي خايف منه صـار!
تنهد بحرّقة وهو يجلس على عتبة الباب ، ماهو مستوعـب!
طلع من الديره وهو يتجه للبيت، بيحسّم هالأمر اليوم مستحيل يخليها تروح من يدينه
-
هبـاب/
طلع من عند العيال وهو يتجه لبيت جده بعد ما كلمه أبوه ،
هباب: هلا يبه وش صاير
راجح بابتسامه: عمك رائد أصّر يقعد العرس على نفس موعده أخر هالأسبوع، قم انقز خذ امك وخالتك واقبال وروحو كملو بقية اثاث شقتكم واغراضكم
هباب إتسعت عيونه: يبه منجدك !
راجح بحده: انت وش عندك كل ما جبت طاري هالزواج ولا شي يخصه انعفس هالوجه ! انت بتصحي مع المسلمين وتغدي رجال ولا شلون
هباب بلع ريقه وهو يومئ: طيب طيب ما قلت شي بسم الله وراك علي
راجح تنهد: فورت دمي اذلف عن وجهي وسو الي قلت لك عليه
هباب تنهد بضيق وهو يطلع يكلم أمـه
مزون ابتسمت بوناسه: صدق والله؟
ام هباب: ايه هذا الي قاله لي .. بنأثث شقتهم ام راسل اغديك تروحين معنا نوريهم الاشياء الزينه للمطبخ والغساله هذول خبول مايعرفون بهن شي
ام راسل وقفت: اي والله صدقتي ما يعرفون كوعهم من بوعهم يلا اجل بلبس عباتي واجيكم
مزون: الا اقول دامكم رايحين الرياض رايحين ودو هيا على دربكم تزور ولدها .. المسكينه منشفق قلبها عليه وبادي مدري وش جايه
ام هباب: يا حبيبتي هي اجل كلميها شوفيها سيارة هباب واسعه تشيلنا كلنا
مزون خذت جوالها وهي تكلم هيا ، قفلت منها وهي تلف على ام هباب: ايه بتروح معكم وعلمي وحده من البنات تجي تروح معها عشان تدليها في المستشفى وتتكلم مع الطبيب وتقرالها ماتعرف شي المسكينه
ام هباب: بروح انادي اقبال واشوف تباهي او تذكار يجون معنا
طلعت ام هباب لفوق وهي تنادي اقبال وتباهي لان تذكار دخلت تتروش
-
نيـاف/
كان يحّس إنه يعيش أيامه كلها بنفس الحال، نفس الرتابة ونفس الصبح ونفس الليل، بحّس بكئابة مو طبيعية وهو بهالمكان .. مهوّن عليه وجود خالد جنبه والي قاعد يشوفه كيف يتعّب عشانه وكيف يحاول يغير موده بس هو ملاحظ ان حتى خالد نفسيته بدت تتغير وهو ما يلومه ابد
خالد دخل بالأكل وهو يحطه على الطاوله: وش فيك مسرّح
نياف بهدوء: ولاشيء
خالد تنهد: ماعليه يابو بادي تصبّر كلها يومين ثلاث ويحددون بتطلع ولالا
نياف: مايهم
خالد بعصبيه: نياف انت وش فيك وش صايبك ليش كل هالسلبيه و هالكئابه !
نياف بوجس: معقول .. معقول ابوي بادي عرف ولا جاني؟ ولا زارني ولا درا عني؟ تصدق والله انها خيبة اكثر من خيبتي بأمي وأبوي
خالد بضيق: اصبر يا نياف اصبر و بيجي انا متأكد مثل شوفتي لك الحين انه بيجي و قول خالد ماقاله
نياف بهدوء: خالد أبيك تروح
خالد عقد حواجبه: اروح؟ وين اروح
نياف بجديه: ابيك تطلع وتشوف حياتك ماهي حاله هذي بتكمل الاسبوع وانت منحبس معي هنا .. مالك ذنب تنحبّس معي ! أطلع ما يحتاج احد يجلس عندي
خالد بعصبيه: ومن قالك اني منحبس هنا ولا عندي حياة اطلع لها ، ولو عندي والله لا اتركها عشانك وكل تبن وانطم تراك بادي تنرفزني .. انت وش تحسب قدرك عندي يا زفت عشان اطلع واخليك ! خل التفاهه هذي عنك واكل لا افرك وجهك بالاكل
نياف ضحك بذهول: بسم الله الرحمن وش فيك انت
خالد تنهد: شسوي فيك لك كم يوم وانت ما تنطاق والله بصفقك صدق
نياف سكت قبل تدمع عيونه وهو ينزل راسه
خالد بخوف فز وهو يتجه له: نويف وش فيك وش جاك
نياف بتنهيده مسح على وجهه: ابي اكل جوعان
خالد قام عنه وهو يجيب الاكل ويفتحه : جبت لك الباستا الي تحبها قعدت فوق راس الدكتور لين خلاهم يسوونها لك شف هي ناقصها اشياء واجد لانه طبخ مستشفى بس عاد العوض ولا القطيعه
ابتسم نياف بإمتنان وهو يسحبها: يالله من زمان مااكلت باستا!
خالد لّف على جواله الي يرن: يالله من هالرباح الي اشغلنا
نياف: للحين شاك فينا؟
خالد مسك جواله: مدري عنه .. هلا يا مزعج وش تبي
رباح: وينكم فيه؟ الخيمه فاضيه
خالد وسع عيونه: وش خيمته انت عودت!
رباح ابتسم: ايه وش رايك بالمفاجئة
خالد: ولد مامر عليكم اسبوع وش رجع بك
رباح بتكشيره: ليه ما تبوني بعد! .. وش يقعدنا بعد خلاص شبعنا منها
خالد بحده: راجع عشاننا صح
رباح بحده مماثله: ويوم انك داري ليه ما علمتوني من البدايه وش فيكم وارتحتو وريّحت .. انتم مب طبيعيين والله العظيم وراكم بلا خصوصًا نياف الي حتى صوته ما سمعته وينكم اعجل علي
خالد تنهد بربكه: كلم سهاج مدري ويننا
نياف انفجر ضحك ورباح عقد حواجبه وهو يمسك ضحكته: تستعبط انت وش الي مدري ويننا كلم سهاج ! يا بزر ترا واضح ان فيه شي وتبي سهاج الي يتصرف خلص علي
خالد بإستسلام: انا ماني في الديره ولاني معهم كلم سهاج او الاخوان هم عندكم في الديره
قفل في وجه رباح الي عصب ورجع يتصل بس ما يرد خالد عليه
-
مزرعة صـالح/
سهاج بتوتر: بهيج ورع .. رباح هنا
بهاج وسع عيونه: شلون هنا! وش جابه
سهاج: مدري ومعصب الف ومزاجه فوق تحت
بهاج بلع ريقه: ياليل .. وش بنقول الحين تكلم انت انا مالي دخل
سهاج وسع عيونه: لا والله ! الحين مالك دخل والله ماتكلم الا وانت معي
وهاج بضحكه: احسن قايلكم لا تخشون عنه بس ما تسمعون
سهاج بعصبيه: انت انطم لا احطك مكان اللحم الي بنشويه بعد شوي
بهاج: قلت له يجي هنا طيب ؟
سهاج اومئ: ايه .. بس تصدق صوته ماادري وش فيه .. فيه شيء
بهاج بإستغراب: ليش وش فيه؟
سهاج رفع كتوفه: مدري يجي ونشوف
ما اخذو دقايق الا ورباح داخل
رباح بحده وهو يمد يدينه: لا تسلمون علي وانتم مخبين كل شي عني ولا كني منكم وولا كني شي
سهاج عقد حواجبه: رباح وش فيك !
رباح رفع حاجب: لا والله؟ الحين وش فيني؟ اكمل اسبوع وانا يوميًا ادق عليكم واحد واحد واتطلب منكم الرد تطلّب ولا رديتو صرفتوني بكلمه وكلمتين وقفلتو كني حمل ثقيل عليكم وانا مدري .. اخر شي وش اكتشف؟ اكتشف من شيبان الديره وانا اسلم عليهم ان نياف مريض وطايح بالمستشفى وانا اخر من يعلم؟!
بهاج: ربيح وش هالحكي والله منت ثقيل علينا نعقب ونخسى .. بس حنا خبينا عليك لاننا مانبيك تتضايق وانت في شهر العسل ولا ترجع عشاننا او
قاطعه رباح: أنت مو زعلت لمن خبينا عليك سبب دخلتك للغيبوبه وزعلت اكثر من تبريرنا لأننا كنا مانبيك تتضايق وتدخل في مشاكل صح ؟ وش تغير الحين ولا يوم صار الموضوع انا صار عادي الشيء
سهاج بتنهيده: رباح ادحر الشيطان وخلنا نتفاهم ونتكلم اجلس اجلس
رباح: مانيب جالس ووالله ثم والله ان قلبي شايل عليكم شيل ما قد شلته على احد .. لأنكم لو اني اخوكم صدق كان عرفتو وش كثر انا اكره الاستغفال والكذب وعرفتو اني مستحيل ارتاح وانبسط في اني مسافر ومروق وخويي في المستشفى منرمي !
لّف بيمشي وهو يرتجف من القهر ، لحقه سهاج بسرعه وهو يمسكه: رباح اذكر الله يارجال تعال وحنا اي والله مخطين وحقك علينا وبنحب راسك بعد بس اقعد واسمع مننا
بهاج ضيّق عيونه على رباح وهو يلفه جهته: انت مب صيدك الموضوع هذا .. العصبيه هذي كلها والرجفه ذي ماهي من موضوعنا
رباح دف بهاج بخفه عنه: مالكم دخل وش فيني ولا وش ما فيني ، بعدو عني خلوني امشي
وهاج ركض وهو يقفل باب وبوابة المزرعة ورمى المفتاح برا ورجع لهم وهو يبتسم بعبط: يلا ورني كيف بتطلع الحين
سهاج وسع عيونه وهو يحط يده على راسه: ولد حمار انت حمار ! وحنا كيف بنطلع الله يقلع بليسك انت وفزعتك الخايسه كنها وجهك
بهاج تنهد: قسم بالله انا تعبت وصدعت من غبائه ماعاد اتحمله ذا وانت امش قدامي بلا دراما زايده وانثبر نعرف وش وراك
رباح لان شوي وهو يتنهد ، جلسو كلهم بالجلسة الشعبيه وعزام وراسل ورا عند الاسطبل لان عزام ما شبع من الخيول وباقي يبغاهم
سهاج: إيه والحين بتتكلم ولالا؟
رباح زم شفايفه ، مستحيل يقول هالشيء لأنه صعب و جدًا ينقال لذلك غيّر الموضوع وهو يردف: مافيني شيء وش اقول .. انتم الي وراكم الأشياء
بهاج بتنهيده: رباح يا حبيبي أفهم .. الحمدلله نياف ما فيه شيء وباذن الله يسمحون له بالترخيص بعد كم يوم .. لكن أنت ؟ شهر عسل مره وحده في العُمر و حياة جديدة و توكم ما تعرفون بعض لازم تاخذ وقتك معها وتاخذ وقتها معك .. لو كان فيه شيء كايد لا سمح الله كان اكيد كلمناك وماخبينا عنك الا من حُبنا لك
سهاج قلب عيونه: شف من يتكلم عاد
بهاج: انت بتقعد تذلني ولا وش سالفتك
رباح بتنهيده مسح على وجهه: معكم حق انا انفعلت زياده عن اللزوم بس تعرفوني ما اداني ولا اطيق الاستغفال والكذب
سهاج ربت على كتفه: انت واضح ان فيك شي ثاني بس ماتبي تحكي
وهاج: طيب يعني الحين اقدر اسلم عليك؟
رباح ضحك قبل يفتح يدينه: يمدي يمدي تعال
وهاج حضن رباح بقوه: يا شينك والله العظيم اشتقت لك صدق
سهاج بتكشيره: طيب انا جنبك انا اقرب
رباح حاس شعر وهاج: العنقود دايم غير
سهاج رفع حاجب: والكبير يعني عادي؟
رباح حضنه بقوه: هاه شف بكسر ضلوعك بعد
سهاج ابتسم: إيه كذا هذا رباح الي اعرفه يارجال من شوي كنك ابليس
بهاج صب قهوه وهو يمدها لرباح: اشرب اشرب لا اصفقها براسك الحين
رباح: متى بتروحون لنياف؟ احد بيروح ولا اروح لحالي
وهاج: انا ودي اروح خويلد نفسيته ماش هذي الايام والدوامات الاسبوع الجاي بعد برفه عنه شوي
رباح اومئ: خلاص اجل اخلص قهوتي ونمشي
-
هبـاب/
كل ما لمّحها وراه شد على الدركسون بقوه بدون يحس على عمره، ماهو متقبّل أبدًا ، و اقبال الي متوترة من حدة نظراته عليها و حاسه فيها لكنها ساكته لأن امهاتهم موجودين
وقفو قدام المستشفى ونزلت هيا ومعها تباهي الي كارهه الروحه كلها لكن فيه شيء بداخلها يصّر على الروحه و يصّر إنه يعرف أخباره و يتطمن عليه..
هباب بصوت عالي: لا تنسين وهاج يقول الدور الثالث غرفة ٣٠٢
تباهي اومئت بدون رد وهم يدخلون المستشفى
هيا بلهفه: وينها فيه يامي
تباهي: باقي يا خاله لازم نروح بالمصعد
هيا: مطولين؟
تباهي ابتسمت على لهفتها: لا لا تخافين
وصلو الدور الثالث وطلعو وتباهي تتلفت تدور على الغرفه
هيا ضيقت عيونها: هذا الي واقف قدام مب خالد؟
تباهي: الا هو
خالد ابتسم من عرفها: عمتي هيا ياهلا ومرحبا
راحت له هيا وهي تبتسم: البقى ياحبيبي وش اخبارك
خالد: ابد من شفتك وانا بخير علومك انتي
هيا بامتنان: والله ماغير اشكر واحمد ربي ليل ونهار الي رزق نياف اخوان مثلكم وادعيلكم يا عسانا ما نذوق حزنكم ما تقصرون
خالد: ما سوينا الا الواجب نويف اخونا ما بين الاخوان جمايل يلا اجل بنزل اتقهوى انا خذو راحتكم
هيا: ايه نسيت تباهي .. تباهي يامي تعالي
تباهي بوهقه: هلا خالتي وين اجي؟
هيا: ادخلي معي تقعدين هنيا لحالك
تباهي بتوتر: لالا وين .. بروح الكافتيريا اشتري لي شي اكله اذا كلمني هباب بجي اناديك
هيا: على راحتك ماراح اضغط عليك بس انتبهي على عمرك حبيبتي
تباهي: ان شاءلله
زفرت بوهقه وين تروح الحين؟ .. قعدت ثواني ونزلت لتحت
نياف فز وهو يشوف هيا قدامه بعدم تصديق: جدتي !
هيا زمت شفايفها بصياح: ياعيون جدتك انت وش صاير فيك
نياف حضنها بقوه وهو يتمسك بطرحتها بشوق
هيا مسحت على شعره: بسم الله عليك يا حبيب جدتك وروحها وش صابك .. نياف انت لو تروح والله لاموت
نياف بغصه: بسم الله عليك يومي قبل يومك .. ماعليك يا جده باذن الله انها بسيطه وتعدي
هيا بعدت عنه لكنه شدها له: تكفين جديده والله اني بحاجة حضنك
تنهدت هيا بحرقه على حاله: حسبي الله على من كان السبب
نياف باستغراب: وشو
هيا: تحسبني مادري بسوايا جدك الي ما ادري وش غمى على قلبه وطاوع ابوك ؟ انا داريه ان كل الضيقه الي فيك منهم اكثر من الي متعبك
نياف تنهد: ما يهم يا جده .. بس ابيك توعديني انه ما يجي يوم و تصدقين فيني تكفين يا جده
هيا بحزن: ياروحي انت جعل اذني الصم ان كانها صدقت فيك شي شين
نياف ابتسم وهو يتنهد براحه: والله ان الحياة بوجودك يا جديده
هيا مسحت على وجهه بحنان: الحياة والله انت .. وش قالولك يا حبيبي وش فيك
نياف بكذب: لا ماعليك بسيطه يقولون نقص في الدم يعطوني علاجات من عندهم واطلع بعد كم يوم
هيا بتأنيب: اكيد انها من اكلك الخايس الله يصلحك عجزت وانا اعلم فيك
نياف: خلينا مني علميني انتي يا هيون قلبي بعلومك وسوالفك تراي مبطي عنها
جلست هيا عنده وخذتهم السوالف بدون ما يحسون بالوقت ، ما ضحك ولا انبسط نياف بأخر فتره كثر سعادته الحيـن ..
هيا وقفت وهي تطلع: ابروح الحمام بس مدري وينه اصبر شوي وارجعلك
نياف بصوت عالي: لا تضيعين انتبهي
رجعت تباهي الغرفه وهي تحس بتوتر كيف تدخل تناديها الحين؟
وقفت وهي تنادي بصوت عالي نسبيًا: خالتي هيا .. خاله
نياف عقد حواجبه وهو يسمع صوت برا بس ظن انه ناس يمرون من غرفته
تباهي نادت اكثر من مره بس محد رد ، خذت نفس عميق وفتحت الباب بتوتر
نياف عدّل جلسته وهو يشوف بنت تدخل غرفته ولا قدر يميز شكلها: مين؟!
تباهي بتوتر: وين خالتي هيا؟
نياف فز: بنت المطـر !!
تباهي بلعت ريقها: هاه!
نياف ابتسم بوسع: كيف جيتي عندي .. فيه مطر برا؟
تباهي بارتباك: انت وش تخربط علي وين خالتي هيا
نياف: انتي جايه معها؟
تباهي: وش رايك اجل
نياف وهو يبي يطوّل الحديث: ليش؟
تباهي: هي وينها؟
نياف بكذب: مدري اقعدي هنا لين تجي
تباهي لفت بتطلع بس لفت عليه بتردد: كيف حالك؟
نياف اتسعت ابتسامته مع اتساعة عيونه بفهاوه: تسأليني انا؟؟؟
تباهي عقدت حواجبها: اجل مين!
نياف تنهد بحُب: قسم بالله اني طيب وبخير وبعافيه ومتعافي بعد ماشفت المطر
تباهي بفهاوه ناظرت الدريشه: مافيه مطر!
نياف ضحك بخفه: معليش مريض قمت الخبط
تباهي بتوتر: زين اذا جت خالتي هيا قول لها اني ادورها
نياف بإصرار: اجلسي هنا وانتظريها انا ذاكرتي على قدي بنسى الي قلتيه
تباهي رفعت حاجب: ليش ، مرضك الزهايمر وانا مدري ؟
نياف: يمكن .. كل شيء جايز
تباهي كشرت: لا تفاول على نفسك وتمرض صدق
نياف ابتسم: والله ان المستشفى بيجيب لي شوفتك جعلني ماتعافيت وطلعت منه
تباهي بلعت ريقها بتوتر: مجنون انت! وربي مجنون
طلعت من الغرفه بسرعه وهي تقفل البـاب بقوة و قلبها يرجّف بذات القوة
نياف أبتسم بوسع وهو مازال يستذكّر كل ذكريات هاللقـاء.. مازالت صورتها في باله، وصوتها يرّن بإذنه وهو مبتسم .. مبتسم و بـس
-
السـوق/
اقبال ناظرت الكنب الي معجّب هباب واردفت بعناد: لا مابيه مو عاجبني
هباب بعصبيه رمى الي بيده: انتي وش سالفتك ! كل شيء يعجبني ما تبينه
اقبال قلبت عيونها: لا تصارخ علي لا اكسر سنونك الحين
هباب: ولسانها وش طوله بعد .. جربي بس يا المهايطيه
ام هباب جتهم بعصبيه: خير وش فيكم صوتكم واصل لأخر المحل!
اقبال: والله يا خالتي مدري وش فيه هباب الله يهديه عشان ما اعجبني لون الكنب عصب علي
ام هباب قرصت هباب بحده: خير انت وش عندك مطول صوتك عليها عشان ما اعجبها اللون ! بزر انت؟ تبيني اكلم ابوك؟
هباب وسع عيونه: يمه والله العظيم كذابه هي الي بدّت !
ام هباب صداع: قسم بالله ادوشتوني اختارو زي العالم والناس ولا اخترت كل الاثاث انا واقعدو بها
اقبال زفرت ولفت وهي تطالع بإحدى التُحف ، مدت يدينها لفوق وهي تبي تلمسها و بان طرّف كفها
هباب بسرعه تقدّم وهو يرفع عباتها عليها: انتبهي وش فيك انتي
اقبال بلعت ريقها وهي تحس بدقات قلبها بتطلع من مكانها من قربه .. بعدت بسرعه وهي تعدّل كمها: نسيت امسكه
هباب أشر على التُحفه: هذي الي تبين؟
اقبال هزت راسها لا شعوريًا وهي مازالت تستذكّر قربه جنبها
نزلها هباب وهو يعطيها اياها بدون كلام
اقبال ناظرت فيها لثواني قبل تلّف عليه: اخذها؟
هباب اومئ: تحسبيني حيوان زيك
اقبال قلبت عيونها: خلاص اذلف وخذه اف
هباب ابتسم بحماس: أصلًا كنت باخذه كذا ولا كذا
رجع للكنـب وهو يتأمله
اقبال بصوت واطي: قسم بالله بزر صدق !
-
اشعـار/
اومئت بضيق: ان شاءلله فايز بعدين نتكلم بأمور العرس
فايز باستغراب: وش فيك اشعار؟ ضايقتك بشيء؟
اشعار تنهدت: لا حاشاك بس مصدعه شوي
فايز: سلامتك ما تشوفين شر .. ببيت عمي انتو؟
اشعار وهي تلعب بشعرها بطفش: لا ببيت خوالي
فايز بضيق : خلاص اجل بسلامتك خذي لك بنادول او قهوه وارتاحي فمان الله
اشعار: فمان الكريم
قفلت منه وهي تحس بجبل كبير على صدرها إنزاح من قفلت المكالمة، غمضت عيونها بقوه .. ماهي قادرة تتحمل كم كلمة معه من الجوال كيف بتتحمله زوجها؟
فتحت جوالـها وهي تفتح على الدورات و المؤتمرات المُتاحة للتسجيل و تخص تخصصها، قررت تلهي نفسها شوي عن افكارها الي تخنقها لعلّها تخّف على نفسها
اما عند فـايز اللي رمى جواله بجنبه بضيق ، حاسس بأسلوبها معه وكأنها مو طايقته ولا يدري وش السبب!
هو تسرّع بهالزواج ؟ أفكاره تاخذه و تجيبه بس هو متأكد إنه ما بدّر منه أي خطأ إتجاهها ، ليش بتكرهه كل هالكُره؟
-
تيـام/
نايف: انا قلت الي عندي يا تيام ، تتزوج ضـي بنت عمتك نوير و هذا اخر كلام عندي
تيام وهو يحس بينه وبين الجنون شعره: يبه انت منجدك؟ كيف تغصبني على شيء ما ابيه وبأمر مثل الزواج ! ياناس ما احبها ما اطيقها ما احس اتجاهها بأي طيف محبة او الفة كيف تبيني اكمل بقية عمري معاها؟
نايف تنهد وهو يجر شعره: الله ياخذ الساعه الي عرفت انت فيها الحب كانك ابثرتني فيه .. انت الحين وش تبي
تيام باصرار: ما ابي الا هي .. ما ابي حليلتن له وزوجتي وعيالي منها الا جمايل بنت خلف رضيتم ولا ما رضيتم
نايف: تتزوجها بس بشرط .. تتزوج ضي
تيام وسع عيونه: يبه !
نايف قاطعه بحده: شوف هذا اخر كلام عندي عاد تبي حياك الله ما تبي بتتزوج ضي بكل الحالات غصبًا عن خشمك
تيام زفر بضيق: يالله عليك يا يبه يالله .. الا تبي تسكرها و تضيقها في وجه ولدك !
نايف بحده: لا يطول لسانك ولا يكثر هرجك و الكلام وجاك تبي ولا اذلف
تنهد ايام بضيق: طيب اقل شيء بعد زواجي من جمايل اتزوج ضي مو قبلها ولا بنفس وقتها
نايف رفع حاجب: ومتى ان شاءلله زواجكم؟
تيام: مو انت لو خاطبها لي من زمان قد اني علي عيال الحين
نايف: تنكت انت وخشتك
تيام: طيب اخطبها لي شلون اتزوج بدون خطبه!
نايف بانزعاج: خلاص لا تصجني بكلم امك واشوف
تيام باصرار: بسرعه لانها مخطوبه ما ابي توافق عليه
نايف وسع عيونها بذهول: طيب خلاص انخطبت البنت وش تبي فيها!
تيام: انخطبت مب تملكت فيه فرق
نايف: اذلف عن وجهي خلاص اكلم امك ونشوف
طلع تيام وهو ما يدري يستانس ولا يضيق .. لكن الاكيد انه بيستانس دام إنها خلاص بتصيرله
-
المـى/
هزت رجولها بعصبيه وهي تنتظر سهاج يطلع من الحمام
طلع سهاج واستغرب من شافها: بسم الله الرحمن وش تبين وش فيك
المى بعصبيه رمت جواله عليه: هذا إيـش ؟
سهاج بتفاجئ وهو يمسك جواله: خير وش ! جايتني بشياطينك انتي
المى بصراخ: جايتك بشياطيني أجل؟ ما بعد شفت الشياطين على أصولـها ! مكلمك أبوي ورقم دولي و لا تعلمني و تنكر قدامي ليش؟ انت مين وش مغزاك ووش هدفك! شايفني قدامك احترق كل ثانيه عليهم ومتشفقة لو بس اسمع صوتهم او خبر عنهم و ساكت ليـش؟
سهاج بحده: أنتي مفتشة جوالي مره ثانيه؟
المى بحده مماثله: لا تحسب انك بتضيع الموضوع وبتزحلقه وبنسى ! سألتك سؤال رد عليه
سهاج وهو يحاول يصبّر نفسه: شوفي انا سكت لك مره و مرتين وقلت ماعليه يا سهاج دام هالشيء بيريحها خلها .. بس تراك بديتي تتمادين و صبري بدا ينفذ !
المى بتحدي: وانا ما يهمني لا سهاج ولا صبره .. و بفتش عشر وعشرين بعد وش عندك؟ وش بتسوي؟
سهاج بعصبيه: المى لا تستفزيني !
المى: وانت لا تستفزني وتزحلق الموضوع .. خلصني ابوي يكلمك وش يقول ووينه وليش كل هالفلم !
سهاج بحده: ماني اشتغل عند الي خلفوك انا تكلميني بهالطريقه ، اذلفي عن وجهي دام النفس طيبه عليك
المى: ولا انت الي تطردني وبطلع و
سهاج الي ماعاد يحتمّل شدها من عضدها بقوه: المى اقطعي ترا واصله معي خلقه وبالعافيه ماسك نفسي اذلفي عن وجهي
المى زفرت: ابعد يدك عني قاعد توجعني يا مريض
سهاج شّد أكثر: اجل اذلفي عن وجهي لا يصير اكثر
المى حاولت تدفه عنها بقوه وطلعت بسرعه من الغرفه وهي تحاول تمسك دموعها وهي تمسح على يدها
تنهد سهاج وهو يشد شعره: يالله عليها مستفزه مستفزه تخليني اطلع من طوري بعدها تخليني احس بالذنب يارب صبرني عليها
زفر بضيق ووقف وهو يطلع وراها يبي يشوفها لكن لقاها مقفله باب غرفتها وولا ترد عليه
-
ربـاح/
دخل الغرفـه وهو يدورها بعيونه
ليالي الي كانت بالحمام اردفت بتوتر: خلاص بعدين اكلمك جا رباح
قفلت الجوال وهي تخبيه بجيبها وتطلع
رباح لاحظ الربكة عليها والجوال بجيبها وزفر بصبر: ليالي
ليالي بتوتر: هلا
رباح ناظرها بعُمق: متأكدة ما فيه شيء تبين تقولينه لي؟
ليالي تنهدت بعصبيه: رباح كم مره سألتني هالسؤال ! يا اخي اذا مو واثق فيني اتركني وخلني اروح بدال هالشك والقرف يوميًا
رباح بعصبيه يحبها ناحيته وهو يطلع الجوال ويرميه على السرير: مو لو انا ما اشوف عليك أشياء ماكان شكيت .. قاعد اعطيك فرص يوميًا لكن انتي مصره على هالعناد ومصره تخبين وتخليني ما اثق فيك ولا بمثقال ذرة !
برّد جسم ليالي وسكتت لثواني قبل تطول هالثواني ويطول صمتها لأنها مب لاقية رد
رباح ناظرها برجا: ليالي تكفين .. تكفين الا ظني لا تخيبينه ! علميني بكل شي والله لا اسندك واوقف معك بس تكفين
ليالي حسّت بالحيرة، حسّت بالضيق، حسّت بإختلاط مشاعر ما بعمرها حسته.. ولكن وكالعاده إلتزمت الصمت ورباح تنهد بقلة حيلة وهو يتعداها ويدخل الحمام
-
الخميـس، عرس إقبال وهبـاب/
مزون بصراخ: ووجع كسرتو المزهريات حطوهن زين
راسل بتحلطم: ايه مو حنا عمال وانا مدري
مزون: جب ولا كلمه يرادد بعد وهيج تراي شايفتك عدلها من الجنب
وهاج بهمس: هو يتزوج وحنا الي نبتلش خوش والله!
جمايل بمحاولة تذكر: انا جبت كعبي ولا نسيته؟ يالله
بهاج: والله لو تمترين العرس بزنوبه مارجعت الديره اجيب كعبك
الزين: جمايل انتي لين الحين تحوسين تحت! روحي فوق زيني شعرك ومكياجك مع البنات خلونا نخلص بدري
مزون: انتم خلصو بس ام التراتر ذي وامورنا طيبه
راسل: ماودتس يا جديده تروحين تجهزين انتي بعد
مزون: ما عوزك والله ماتحرك شبر من هنا الا وكل شي جاهز
الهنوف: الساعه كم الحين .. اكيد المعازيم بيبدون يجون من المغرب
تيام بصوت عالي: راسل وهاج تعالو جدي يبيكم
راسل: يلا خذلك بيخلصون كرفنا في قاعة الحريم وبيخلونا نكرف في قاعة الرجال هذا الناقص !
مزون: هذا وانت توك شباب مالت عليك وعلى شبابك
راسل: هين ماعادني راجع هنا لو تطلبيني بالمايك حق السماعات ماجيت
مزون: ميتتن على شوفك عاد اطلع بس وانت الحق خويك خل البنات ينزلون اقيم رقصهن قبل يجون المعازيم
الهنوف ضحكت بعدم تصديق: اما انتي يمه عليك حركات!
مزون: ايه بعد لازم خصوصًا اشعاروه قدها معرسه عرسها ماعاد عليه شي لا تخنبق قدامهم
عض بهاج شفايفه وهو يحس بضيق بصدره .. ماهو قادر يتقبّل أبدًا ، طلع من القاعه بسرعه وهو يطلع من القاعات كلها ويبعّد عنها شوي
عند البنـات/
تذكار وهي تعدّل شعرها: يا بنتي وش هالتسريحه خليني جبهتي اربع امتار لالا غيري مابي
تباهي: الله اكبر عليك تذكاروه غيرتي تسريحتك ولا عشر مليون مره ! حتى العروس ما سوتها
تذكار: اقول حنا خوات العريس لازم ندهّر
دخلت رسن بضحكه وهي تفصخ شبشبها وتحذف كل واحد بديره برجولها: فاتكم جديده متربعه بنص القاعه تبينا نجي نرقص تقيم رقصنا قبل المعازيم يجون
تذكار: والله جدتي فصلت مدري وش جاها بس احسن خل اطلع نص طاقتي طاقتي هالكثر
جمايل: شوفو اسوي هالمكياج او هذا؟
تذكار ضيقت عيونها: لا المكياج الاول احسن لايق على فستانك اكثر
رسن: ايه صح لقيتي كعبك ولالا؟
جمايل تنهدت: مالقيتها مدري وين حطيتها
اشعار بتردد: عندي كعب زياده
جمايل سكتت بدون رد واشعار وقفت وهي تجيب الكعب وتحطه عند جمايل
تذكار: اشعاروه انتي لا يكون هذا مكياجك خلاص؟ اجلطيني تكفى
اشعار رفعت حاجب: ليه مب عاجبك انسة تذكار ولا تبين املي وجهي ترتر مثلك مدري وش صابك من صارت هذي مرت اخوك وهي عاديتكم
اقبال بتوتر: اقول اسكتو عني سكوت تام ما ابي اسمع ولا كلمه عني او فيني
تباهي بضحكه: ياحياتي عليك تونا أول اليوم
اقبال تنهدت: وهذا الي كاسرني اف متى يعدي هاليوم ويخلّص
تباهي ناظرت جوالها: يوه هذي خالتي تدق شكلها جت هي وجود
اقبال برّدت أطراف جسمها وهي تسمع الإسم .. جـود! و بنت خالـته!
لفت بسرعه على تباهي: جود!
تباهي بإستغراب: ايه تعرفينها؟
اقبال بلعت ريقها: لا لا ماعرفها
غمضت عيونها بقوه وهي تشّد على يدينها ، جايه عرسـهم!
وقفت بسرعه وهي تلحّق تباهي، شافت مره كبيره شوي بالسن لحالها مامعاها أي بنت!
تنهدت ولفت بترجع لكن سمعت صوت ورا مدخل القاعه وعقدت حواجبها
قبل تقرّب و تتضح لها الرؤية أكثر، و السمع صار أوضّح !
صارت تتنفس بسرعه وهي تحس بالدم يفور في جسمها بقهر
اردفت بنبره عاليه: وش رايكم اجيب لكم شاهي و حب بعد؟
فزو هباب وجود وهم يلفون عليها
هباب بحده: انتي وش جايبك!
اقبال بقهر: لا ؟ قول والله؟ ابعد ابعد كلامي ماهو معاك انت قاضي و خالص .. ابفهم انا انتي عندك كرامه ولالا؟ كيف راضيه على نفسك توقفين هالوقفه وتنخشين معه بالممرات بعرسه ؟
هباب بعصبيه: وقص يقص هاللسان الي وش طوله الكرامه والله اخر من يحكي فيها انتي اذلفي عن وجهي مالك دخل فينا
اقبال بسخريه: انت الي جاي وداق باب بيتي ماجيت أطلبك ، ولو فيك قوه وكرامه وانتي مصدقته يا الحماره خليني انادي الحين عمي راجح .. خلينا نشوف وش بيسوي حبيبك المصون وخلينا نشوف كيف بيلغي زواجه مني ويطلب يدك
فـوق/
تدكار الي كانت تراسل خالد مثل اغلب اوقاتها بأخر فترة، لانت ملامح وجهها وهي تقرأ رسالة خالـد لها ،
قرتها مره و مرتين وهي تحس إنها في اللاوعي
جلست بجنبها رسن وهي تدق فخذها: بنت وش رايك نقوم نطلب قهوه ونروح نتمطش على جديده
تذكار ناطرتها بدون رد
رسن باستغراب: وش فيك؟
تذكار مدّت لها الجوال ورسن سحبته من يدها وهي تقرا
"تصدقين والله انعجبت بشخصيتك من الرسالة هذيك ، حبيت كيف الكلام مرتب وموزون مدري شلون اشرح لك بس جذبتني بشكل عام وحبيت الشخصيه الي كتبتها وزاد اعجابي انها تعزف عود بعد! .. لكن انصدمت من شخصيتك من مواقفي معك وهنا حسيتها غير تمامًا عن البنت الي كتبت هذاك الكلام .. بس برضو عجبني إنه فيه جوانب لشخصيتك"
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائية اعذروني."