Part: 47

18.4K 345 124
                                    

-
رابـح/
رابح بجديه: تطلقها!
رائد تنهد بهّم: رابح انت تستوعب كلامك ؟ اطلقها و أشتت عزام بيننا ؟ عزام متعلّق فيها لدرجة مو طبيعية! كيف بقدر أسويها
رابح: مالك الا ذا الحل يارائد ترا امي ماهيب طيبه بالحيل
رائد زم شفايفه بضيق وعدم رضى وهو زعلان ومقهور من نفسه، يوم جاته الفرصه يتركها ليش رفـض؟ ليش مازال قلبه متعلّق فيها للحين ويبيها حتى لو هي ما تبيـه؟
رابح تمعّن بنظره في رائد قبل يلّف بابتسامه: اها .. عرفت الموضوع الحين
رائد باستغراب: وش !
رابح بهدوء: انت اللي تبيها و انت اللي متعلّق مب عزام
رائد تلعثّم: ماله دخل رابح عزام فعلًا متعلق فيها انت تتكلم عن ولد صغير ما تعدى خمس سنين وامه
رابح هز راسه: صح ورجال عُمره ثلاثه وثلاثين وسنه وهوى قلبـه
تنهد رائد وهو ينزل راسه بدون رد
رابح: دامك طحت في الحُب والله ما تقدر تطلع بالساهل يارائد .. مشكلتك أكبر
رائد: ابوي وينه طيب؟ وش علومه؟
رابح: اخر علمي به بعرس ولد بتال وحتى هو ماهو طيب وما غير يرقد في المجالس ولا برا البيت عند ابوسيف .. امي حالفه ما تقعد في البيت وهو فيه
رائد تكدّر اكثر وهو يزفر بضيق
رابح بهدوء: ماعليك يا رائد باذن الله بتزين..ماتشتّد الا لتُفرج
بيت الزيـن/
المى جلست بمجلس النسوان الي دخلّتها فيه جمايل واختفت
نقلّت بصرها حول المكان وهي مستغربه ، كان بيتهم بسيط جدًا عكس بيت عمها خلف في الرياض
مااهتمت وهي تنزل طرحتها وتسترخي على الكنب وتتنهد بعد الخوف اللي حسّت فيه بكل هاليوم ، وتحس بدمها يفور كل ما تتذكر كيف سهاج خلاها و طلع وكانت المره الثانيه له إنه يسويها فيها !
دخلت جمايل ومعاها عصير وحطّته على الطاوله قدام المى الي لفت عليها وهي ترفع حاجب: شدعوه طيب ابتسامه على الاقل..كذا تستقبلين ضيوفك؟
جمايل وهي للحين متنرفزه من اشعار: انتي بتسكتين ولا شلون؟
قلبت المى عيونها ولا ردت ولا حتى اخذت العصير
جمايل ابتسمت بسخريه: وش يا بنت القصور مب من مقامك العصير؟ معليش ما وفرنا قهوتك السوداء
المى بهدوء: عندي حساسيه من المانجو ولا نسيتي ؟
سكتت جمايل وهي تستذكّر أيام الابتدائي و المتوسط كيف كانت جمايل تجيب لألمى حليب فراوله يوميًا معاها لأن خلف كان يوديها هي ووهاج وبهاج بقاله كل صباح قبل المدرسه ويوصل كل واحد لمدرسته بنفسه عكس المى الي كان يوصلها الخدامه والسايق و مدرستهم ماكانت تبيع الا عصير مانجو او برتقال والي كانت المى ما تشربهم كلهم
المى ابتسمت بحنين: كنتي تجيبين لي حليب فراوله يوميًا ، و من الماركه الي احبها بعد وولا نسيتيني لو بيوم واحـد
جمايل بحده: وليته بـان!
المى عدلّت جلستها بجدية: جمايل ترا فيه كثير أشياء أنتي مب عارفتها ولا فاهمتها ولا..
قاطعتها جمايل: ولا ابي اعرف ولا افهم منك بالذات ، اقعدي لين يجي رجلك وتروحين معاه
المى قلبت عيونها: إسمه زوجي مب رجلي !
جمايل: اسفين يا بنت فاهد بنغير لهجتنا وقاموسنا كله لأجلك
المى رفعت كتوفها: أستاهل
جمايل كشرت وهي تكّش عليها بكره قبل تلّف عنها ، سكتت ثواني بعدها لفّت عليها وهي تناظرها قبل تفز بقوه: أنتي هيه!
المى: هاه نعم ، جاك جنون البقر الي جا المجنونة هذيك وبتتهجمين بعد؟
جمايل بحده: لا تجيبين طاري اشعار على لسانك واحترمي نفسك .. وش بينك وبين بهاج و ليش خطبك و كيف تحوّل الزوج فجأه الى سهاج ووين الوافي ابو قذله مدهنه مو كنتي تحبينه ويحبك؟
المى ببرود: هوب هوب كل هذي اسئله تبين أجوبتها؟ طيب مو قلتي ما تبين تعرفين ولا تفهمين مني شيء؟
جمايل قلبت عيونها: لا تحورين المواضيع انتي عارفه زين وش قصدي هنا و هناك! لا تستغبين
المى: اخوك ماادري عنه وابو قذله مدهنه طلع تبن وانفصلنا من مده طويله وسهاج خطبني من ابوي وابوي وافق وعطاني ياه بدون إستشاره حتى
جمايل بتفاجئ: عمي فاهد ما يستشيرك و بموضوع زي كذا ! يا شيخه اكذبي على قدك
المى لفت على جمايل وهي تعقد حواجبها: ليش اخوك خطبني ! متى خطبني ؟!
جمايل رفعت كتوفها: مدري الحين انا اسالك
المى: طيب والمهبوله الي قبل شوي وش وضعها ليش تهجمّت علي كذا ومين تطلع ؟
جمايل: بنت خالتي الهنوف، وليش حتى انا مدري وبعدين انتي شلون كوشتي على ثلاث رجاجيل بنفس الوقت !
المى ببرود وهي تعدّل جلستها: ليش محد جاك يا حياتي ؟ تبين اعطيك واحد منهم؟
جمايل كشت عليها وهي تردف: من زين الي جوك عاد ابو قذله مدهنه ولا ابو الشاهي
المى فزت وهي ترفع حاجب: ووش دراك ان سهاج ابو الشاهي !
جمايل: بسم الله هدي شوي شوي على عمرك مااعرفه بس معروف عنه في الديره هو وعيال الخيمه ومعروف بشاهيه اسرقي وصفته تكفين وعطيني اياها
المى عقدت حواجبها: عيال الخيمه؟
جمايل تربعت: يووه انتي يبي لك تعليم مُكثف ، عيال الخيمه رئيسهم زوجتس واعضائها اخواني الاثنين عيال عمتس وخالد ابو نظارات والمطفوق نياف
المى ميلت فمها: حلو هذا اللي ناقصني زوجي يطلع رئيس عصابه
جمايل: امحق عصابه ما لقيتي الا ذول عصابه هذولا حتى النمله ما يذبحونها
المى تنهدت بشـوق وهي تتأمل جمايل قدامها، تذكرت طفولتهم وبداية مراهقتهم قبل تكبر المُشكلة بين ابوها وخلف فجأة و ينقطعون عن بعض وبعدها بسنه وفاة عمها خلف وإنتقالهم للديره ومن عقبها إنقطعت اخبارهم عن بعض .. جمايل كانت اختها الكبيره واختها الوحيده ولا صديقاتها والوحيده الي متقبله شخصية المى المغروره بدون ماتحس على نفسها ومزاجيتها ، أشتاقت لأمها وأبوها ووجودها بينهم.. اشتاقت حتى لغرفتها وهي توها طالعه منها واحساسها بالغُربة والغرابة يتضاعّف في وجودها بهالمكان وغياب سهاج المُفاجئ عنها
جمايل بصدمه: المى ليش تصيحين!
انتبهت المى لدموعها الي نزلّت بدون ماتحس على نفسها وهي غارقه في التفكير ، نزلت راسها وهي تمسح على وجهها تحاول توقف لكن ماقدرت وشهقاتها بدّت تطلع
جمايل قربت منها بقلق وهي تبعّد شعرها عن وجهها: المى وش صاير وش فيك احد سوالك شيء ؟
المى زمّت شفايفها وهي تحاول توقف بكاء: ابي امي وابوي ابيهم جمايل ابيهم
جمايل بإستغراب: ليش وينهم وش صاير!
المى شهقت بوجّع وهي ترفع كتوفها: مدري مدري عطوني سهاج وانا ماكنت راضيه حتى بس سكّت عشان ابوي واختفو فجأه وولا عاد لهم أثر!
جمايل ميلت فمها بإستغراب: غريب وين راحو .. ماقالولك ولا لزوجك اي شيء؟
المى نفت برأسها: ماقالولي اي حرف ولا ادري اذا هم قالو لسهاج او لا بس كل ما اساله يقولي مايدري عن شيء
جمايل سكتت وهي مازالت مستغربه وتنهدت وهي ماتدري وش تسوي بس قربت من المى جلست بجنبها ومسحت على كتفها بهدوء
المى أخذت نفس عميق وهي تمسح دموعها قبل تتحمحم وتردف بتغيير للموضوع: ابي شاهي
جمايل ضحكت بتفاجئ: شاهي ! ما بعمرك شربتيه اعداك زوجك؟
المى بهدوء: تغيّر عمري كثير يا جمايل .. تغيرت عن بنت المتوسط الي كانت اخر ما قابلتيها
جمايل: أكثر من عشر سنين مرّت .. وشلون ما بتتغيرين او ما بتغيّر انا؟
المى نفت براسها: ما تغيرتي جمايل .. مازلتي على نفس الطيبه والحنيه الي تغلّب أسلوبك حتى لو أنتو معصبه او كارهتني ، وأكبر دليل هو وجودي هنا ببيتك ويدّك الي طبطبت على كتفي قبل شوي وتأنيب الضمير الي جاك من تذكرتي انه عندي حساسية
جمايل تنهدت بدون رد وهي توقف متجهه للمطبخ
وقفت قدام الفرن وهي تصلّح الشاهي بأفكار مشوّشة ومتضاربة، شعورها بلقاء المى و الي الى الان عجزت تحدده وكلام المى الي خلاها تتفاجئ كيف وصل سهاج الى المى وبهاج كان خاطبها ووين اختفو فاهد ومها؟
خلصت الشاهي وصبته في اكواب وهي ترجّع لألمى الي كانت على نفس حالها لكن بإيدينها جوالها والواضح انها تتصل على سهاج
جمايل بهدوء مدّت لها الكوب: اكيد عنده شغله ولا ما اختفى فجأه خلاص اشربي شاهيك وعيني من الله خير لين يجي
المى: اخاف يظلّم الليل وهو باقي ماجا!
جمايل: غرفتي كبيره لا تحاتين بتوسعنا كلنا
أنطّق الباب قبل تدفه تذكار وهي تدرعم باستهبال: ياهل البيت
جمايل: تعالي حنا بالمقلط
المى فزت بتوجّس: مين ! لا يكون ذيك المخروشه
جمايل: لا ماعليك هذي تذكار بنت خالي راجح صح انها ملقوفه ويمكن تعّل كبدك الحين بس تراها طيبه
المى ميلت فمها: عزالله كدينا خير وش هالعايله هذي!
دخلت تذكار وهي تحذّف حذيانها عند الباب وبيدها صينيه: السلام عليكم
جمايل والمى ردو السلام بصوت واحد وقعدت تذكار عندهم وهي تتربع تحت وتحط الصينيه
رفعت بصرها لهم قبل تردف: ليش قاعدين فوق؟ انزلو خلونا نتعشى
جمايل وقفت وهي تجلس في الارض: عشان البرنسيسه ما تقعد بالارض
تذكار ناظرت المى: يوه نسيت انك بنت مامي وبابي على قولة جمايل .. عاد ماعليه دامك بالديره عندنا انزلي اعتبريه ثقافه جديده
المى بتنهيده: مابي شكرًا شبعانه
جمايل: شبعانه من ايش؟ الشاهي؟
تذكار: منجدك انتي احد يشبع من شاهي يا حليلك ما شفتيني اكل ثلاث صواني ورا بعض وليتني اشبع بعد انزلي بس عن الدلع
جمايل بهمس وهي تضيّق عيونها على تذكار: تبينها تنزل عشان تستجوبين مب لله
تذكار: اسكتي بس يلا انتي عاد تعالي لا احشيه في فمك تعبت وانا اسوي اسلوب راقي وذرابه وانادي ولا فاد .. جايبه معي العود بعد عشان ليلتنا تصير صباحي
جمايل وسعت عيونها: من وين جبتي العود !
نزلت المى وهي تجلس معهم قبل تناظر تذكار باستغراب: تدقين عود؟
تذكار بحماس: ايه وفنانه بعد .. اخذته من صديق وهاج هذاك مدري وش اسمه ابو نظارات
جمايل هزت رأسها بيأس: وانتي ما تتوبين! كيف رحتي له
تذكار وهي تاكل: رحت لخيمتهم الصبح وخذيت العود ورقمه
جمايل وسعت عيونها: رقمه! سلامات تذكار خير
تذكار بطفش: يوه اسمعي بتفتحين لي مواويل من الحين اسكتي ومالك دخل اخلص من رسن تجيني انتي
جمايل: عشان كذا جايه بدونها اكيد تهاوشتو
تذكار: لا بس راحت عند اشعار ويعني كلام خوات مالي فيه فسحبت الصينيه الي عطتني ياها عمتي الزين وجيتكم الا بسالك المى انتي وش تشتغلين ولا وش تسوين
المى بهدوء: عندي بوتيك
تذكار: طيب بسألتس الحين صدق انتي ما لقيتي الا سهاج؟ كيف يختي فيه أصلًا .. يعني لو انه يومنه طيار كان بقول يمكن فيه توافق شوي بس بعد ما صار ولد الديره وعند الحلال والخيمه مره ما فيه اي توافق
المى رفعت حاجبها بذهول: كان طيار ؟!
تذكار بلعت ريقها: هاو ما تدرين عن رجلتس!
جمايل طقتها وهي تهمس بحده: ماتعرفين تمسكين لسانك انتي يمكن الرجال مايبي يقولها شيء عن الماضي الا تتلقفين
تذكار ميلت فمها: وانا وش دراني عنهم
المى سرحت بتفكيرها عن سهـاج.. ماهي مستوعبه .. هو كان طيـار؟! كيف طيب!
جمايل: زين لك كذا شوفي وين راحت تهوجس
تذكار: مصيبه شكلها بتقبع بينهم اليوم
-
سيارة خـالد/
كان خالد يسوق وسهاج بجنبه وبهاج ورا وكل واحد في عالمه ، من بعد حضنهم اللي بدون كلام و محد فيهم تجرأ او قال أي كلمه للثاني او حتى نظـرة!
خالد بهدوء: اوديكم شقة ربيح؟
بهاج بصوت مبحوح وعيونه حمرا: لا ودني بيت ابوي
سهاج عقد حواجبه وهو يلّف عليه: وش ناوي عليه !
بهاج ببرود وهو يرتخي على المرتبه: الي ما قدرت اسويه من سنين
سهاج لف على خالد بحده: ودنا شقة رباح
بهاج فتح عيونه بعصبيه: سهاج !
سهاج: ووجع يقولها سهاج انت ما اكتفيت من اللي صار اليوم ، هذا اذا ما راحو يرفعون عليك الحين قضيه يطالبون بتعويض وانت فازع بتروح لهم من جديد تبي تروح الموت برجولك؟
بهاج بقهر وعيونه دمعت بدون مايحس ضرّب المرتبه الي قدامه: اجل اسكت ؟ جعلهم يذبحوني والله ما عاد يهمني شيء لكن والله ما اسكت اكثر من كذا .. انا خسرت كل شيء وش باقي بأخسره ؟ كفايه لوعة الحرّة الي تكوي صدري لا تزيدها علي .. خالد رح لبيتنا
خالد بلع ريقه وهو ينقّل بصره بينهم بتعجّب
سهاج بهدوء: خالد شقة ربيّح
بهاج بقهر: سهاج انت تسمع انا وش اقول ولا ما تسمع!
سهاج: ما اسمع
بهاج ناظر خالد بحده: اشوفك ما تروح لبيت ابوي
سهاج: هالسياره ما بتوقف الا عند شقة رباح سامعني خالد؟
خالد بصراخ وقف السياره وهي وصلت معه: يوووه تراكم طفشتوني وعليتو كبدي كفايه نياف الي للحين مدري وش حالته وانتم تتهاوشون فوق راسي كانكم بزران!
سهاج فز: نيـاف ! ليش وش فيه!
خالد بتنهيده فرك جبهته: مدري تعب اليوم الصبح ووديته ونوموه وخذو له خزعه وننتظر وش النتايج
بهاج توسعت عيونه بصدمه: خزعـه !
سهاج: لا حول ولا قوة الا بالله .. وانت ليش توك تتكلم! ودنا المستشفى اعجل علينا
خالد قلّب عيونه بتذمر وهو يشغل السياره من جديد
-
نيـاف/
كان على حاله نايـم ، دخلو الشباب وسهاج قرب منه على طول وهو يمسّح على شعره بقلق: وش في وجهه أصفر كذا!
خالد: ما رضو يقولون لنا أي شيء عن حالته الى الآن
بهاج عقد حواجبه: هو طيب كيف طاح
خالد: مدري كلمني الضحى وانا راقد في خيمة سهاج وقال تعال خذني انا قدام بيت مهنا
بهاج: بيت جدي! ليش وش كان يسوي هناك
خالد بطفش: ترا صجيتوني بأسئلتكم وانا وش عرفني حتى يوم قام ما تكلم ووجهه غريب
سهاج ارتخى وجهه: لا يكون بيرجع للاكتئاب!
خالد بقشعريره: لا تكفى تف من فمك الله لا يرجعنا لذيك الايام
بهاج طلع جواله من مخباه وهو يشوف اسم وهاج
طلع من دون كلام وهو يرد بصوت هادي: هلا
وهاج تنفّس براحة وبصوته الي واضح توه قايم من النوم: اخيرًا! انت بخير فيك شيء؟
بهاج باستغراب: انت توك تصحى من النوم !
وهاج حّك شعره وهو يتثاوب: راحت علي نومه انا وراسل وتونا نصحى الحين
بهاج: كليت شيء عشان تاخذ علاجك ولالا؟
وهاج: توني قايم مابعد كليت شيء
بهاج: أكل واخذ علاجك واذا بيرجع راسل الديره ارجع معه
وهاج بتنهيده: لين متى بتكلمني بذا الأسلوب؟
بهاج ببرود: لين يرجع عقلك لراسك وتتذكر اني اخوك الكبير واول من تروح تحتمي فيه مو اخر واحد
قفل بوجهه ووهاج زفّر بضيق: يقلع ام العناد ياناس
راسل دخل وهو يعدّل ثوبه ومخروش: وش فيك انت بعد
وهاج بضحكه على شكله: تكفى يرحم امك وش هالشكل!
راسل بتكشيره قّط عليه المناديل: انطم ولا كلمه كله منك انت قعدت ابي اونسك ونلعب في هالسوني لين اذن الظهر همن خمدنا وتونا نقوم امي لو تدري اني لهالحين مارحت والله ماغير تفرمني
تمغّط وهاج وهو يوقف بدون رد
راسل: وين بتروح؟ تبي أوصلك مكان قبل اطلع
وهاج عض شفته وهو حّاز بخاطره وضعه لكن اعتدل وهو يبتسم بارهاق: لا بنتظرك لين ترجع
راسل اومئ: طيب شوف البيت بيتك ولا فيه احد وعن الخدامه مصلحه عشا وقهوه لا بغيتهم ازهمها تجيب لك والسواق هنا هو وسواق عمي راجح
وهاج: طيب يلا لا تنسى تصور لنا فلوقات
راسل بضحكه وهو يطلع: افا عليك لعبتي هذي
اول ما طلع راسل إتجه وهاج لباب المجلس وسكره وهو يسكر اللمبات ويشغل التكييف رغم برودة الجو
وراح انسدح بفراشه من جديد وهو يغمّض عيونه يبي ينـام ، طريقته في الهروب من عجزه و من كل شيء يضايقه .. تجاهل الم يده اللي زاد من برودة التكييف وشّد اللحاف عليه
-
المُستشفـى/
سهاج أستغرب من عدم رجوع بهاج و فز بخوف خايف لا يكون طلع ولا راح لهم،
طلّع وهو يتلفت وجا بهاج من وراه وهو يردف: لا تخاف مانحشت هذاني
سهاج تنهد براحه ولف عليه: اسمعني رجلك على رجلي فاهم؟
بهاج ضحك بسخريه: اي اوامر ثانيه عمي؟
سهاج كشر: بسم الله علي من عمانك
بهاج ضحك من قلبه لأول مره بعد فتره وهو يردف: بهذي صدقت ماتنلام
سهاج بلّع ريقه وهو يوسع عيونه بعد ما تذكر المى
بهاج باستغراب: وش فيك!
سهاج ضرّب جبهته بيدينه: نسيت بنت عمك في المزرعه
بهاج وسع عيونه: تستهبل ! مخليها لحالها!
سهاج لّف عليه وهو يسحبه: امش قدامي نردها البيت ونعود
بهاج قلب عيونه: وانا وش دخلني ماخذني معك
سهاج: قلت لك ما اثق فيك
بهاج: طيب وش بنروح عليه يا ذكي ؟ سيارتي عند بيتهم امش نروح
سهاج بحده: انثبر مكانك ما فيه روحه لهم لو تموت روح جيب مفتاح خالد
بهاج خاف من شاف وجه سهاج يتغير وقال بمكابر : طيب انثبر انت هنا اجعت رجولك
سهاج ابتسم بخفه وهو يروح يجلس: ترا عادي تقول انك خايف علي مافيها شي
كشر بهاج بوجهه بدون رد وهو يتجه الى الغرفه الي فيها نياف
دخل الغرفه وناظر خالد الجالس على المقاعد الي فيها
قرّب منه وهو يردف بهدوء: وش فيك؟
خالد فز من شروده: هلا؟ مافيني شيء وين سهاج
بهاج: برا باخذ مفتاحك بنروح الديره ونجيك
خالد اومئ وهو يطلع المفتاح: اخذه وماله داعي ترجعون انا عنده وباذن الله يطلعونه بكره ، وهاج كلمك؟
بهاج: كلمني قبل شوي ليه؟
خالد هز كتوفه: مدري اكلمه ولا يرد
بهاج رفع حاجب: ليش ما يرد ! معقول رجع ينام الدب
خالد بجديه: بهاج خلاص تراك مزودها عليه واجد ، كنت شايفه بين عيونك شيل و لا ترضى عليه نسمة هوا تضره وما تعامله الا وكأنه ولدك .. و فجأه الحين تقلّب عليه بهذا الشكل ؟ ترا يتأثر وواجد بس انه ساكت ، بهاج تراك انت ابوه الثاني .. أمسكه و تكلّم معه و تفاهم معه بس لا تصدّه بهذا الشكل وتعامله بهالبرود و الجفى و تمشي
تنهد بهاج وهو يدعّك عيونه: خالد انا تعبان من كل شيء هذي الفتره لا احد يكلمني ولا ينصحني بأي شيء
خالد عطاه المفاتيح بدون رد بينما بهاج لّف عليه وهو ينكش شعره: لا تخاف انا وسهاج ما بيننا شيء، وعلاقتي بوهاج بتتصلّح، ونياف بيقوم بالسلامه .. لا تقعد تهوجس وشوي وراجعين لك
اومئ خالد بدون رد وهو يرجع ينسدح على الكنب
طلع بهاج واستغرب من ما شاف سهاج موجود ، قعّد وهو يطلع جواله يبي يكلمه بس تذكر ان جوال سهاج مو معـاه
جلّس ثواني ورجع سهاج وبإيده أكياس وهو يعرّج مد له كيس: روح شغل السياره وامسك هذي لنا
خذاها بهاج ووقف ما راح
وسهاج دخل الغرفة وهو يتجه لخالد: اسمك اكل اكيد انك ما اكلت شيء وامسك القهوه ذي اشربها وصحصح باذن الله شوي ونجيك
خالد ابتسم وهو ياخذ الاكل: وش دراك اني ماكليت
سهاج: اكيد من لوية اللي صار نسيت انك تاكل ، اذا صار اي شيء جديد كلّم بهاج زين؟ جوالي منعدم من الحادث يبي لي اشتري جديد
خالد أخذ القهوه وسهاج رفع حاجب وهو يسحب الكوب منه: اكل اول مب قهوه على طول لا تخليني اوقف فوق راسك لين اتاكد انك اكلت بعدها اطلع
خالد سحب القهوه بتسليك: زين جبها خلاص هذاني بحطها على جنب لين اكل
سهاج بتهديد: خويلد والله ياويلك !
خالد: يارجال خلاص قلت لك باكل اول بعدها القهوه ابشر
طلع سهاج وبهاج الواقف تقدّم منه وهو يسنده عليه: بتوجعك رجلك كذا لازم تاخذ لك على الاقل عصى
سهاج: امش اول اشوف البنت وبعدها نشوف لنا صرفه
ركبو السياره ومسكوا خط الديـره
-
الديـرة، بيت الزيـن/
كانو المى و جمايل يناظرون بـ تذكار اللي تدّق على العود بإنبهار،
تذكار خلصت ورفعت راسها لهم بإبتسامه: وش رايكم ؟
جمايل بصدق: رهيبه مره تطورتي عن اول !
تذكار اومئت: تعلمت أكثر وأنتي يا بنت مامي وبابي شرايك؟
المى قلبت عيونها: لو ما تبطلين تناديني كذا بيصير بيننا كلام ثاني
تذكار بحماس: والله؟ وش كيف طقاقكم انتم يا الاغنياء بالشوش مثلنا عادي ولا لا
المى: لو الله يفكك من لسانك هذا بتصيرين بيرفكت من كل النواحي
تذكار كشرت: مالت عليك بس هذا الناقص بتقيمني بنت الضاحيه اقول دزي
جمايل بصداع: خلاص خلاص تصدعون بالواحد قسم بالله بروح اصلح لي قهوه أشربها
تذكار بسخريه: ايه قامت جدتي مزون ما يفك راسها الا بدلتين قهوه يوميًا ولا تصدع
جمايل قلبت عيونها: مالك دخل انطمي احد يبي؟
المى: عندك بلاك كوفي؟
تذكار ضحكت بصوت عالي: اسمع وش تبي الاخت .. قسم بالله لو تسمعك جديده شفتي المروحه الي فوق روسنا هذي؟ بتعلّقك فيها وتشغلها على اربعه
المى تنهدت وأنسدحت بدون رد .. ظلّم الليل فعلًا و هو الى الآن ما بـان!
دخلت الزين المطبخ عند جمايل وهي تردف: ها وش صار راحت؟
جمايل: لا للحين وهي هنا ما جا سهاج
الزين بتفكير: انا بيذبحني التفكير وش جابها لسهاج وبهاج كان خاطبها !
جمايل: سألتها تقول ابوي زوجني اياه واختفى هو وامي وماكانت تدري عن خطبة بهاج أصلًا
الزين بتفاجئ: اختفـو ! وين اختفو
جمايل رفعت كتوفها: مدري عنها هذا اللي قالته
الزين ميلت فمها: ماعليك منها العوبه ذي كل العلوم عندها بس ساكته ما تبي تحكي ، اخوانك محد فيهم كلمك؟
جمايل: وهاج عند راسل وبهاج مدري عنه
الزين عضت شفتها بضيق من طرّت إسم بهاج
جمايل بإستغراب: وش فيك يمه؟
الزين تنهدت: وش فيني بعد .. فيني اخوك الي يبي يذبحني من الحرّه اولتها سالفة هالعلّه والحين الي مسويه مع بنت خالتك
جمايل : بنت خالتي! وش بنت خالتي وش صاير
الزين: امشي نشوف هذي بعدين نتفاهم
جمايل بتحلطم: يا كثر احداثهم يا هالعرب
طلعت الزين وجلست في المقلط عند المى الي ناظرتها بهدوء،
الزين ناظرت تذكار: بنت اذلفي برا ابيها بكلام
تذكار: ليش وش وش كلامكم ليه ما تبوني اسمع؟
الزين بصبر: تذكاروه بتذلفين ولا شلون؟
تذكار كسرت قبل تقوم وهي تسحب العود معها
الزين وسعت عيونها وهي تناظره: هذا وش! من وين جايبته انتي
تذكار بلعت ريقها بتوتر وهي نسّت موضوعه تمامًا
دخلت جمايل وهي تردف بسرعه: لقيته فوق في غرفة وهاج ونزلته تطقطق فيه شوي
الزين: اكيد انه حق خالد هو الي يدق رجعوه لا تخربونه ونتفشل مع الولد
جمايل سحبت تذكار والعود: ابشري يمه وانتي اذلفي حطيه وتعالي
تذكار بتذمر: والله ماعاد اجي بيتكم الخايس من صبح تطردون فيني مالت عليك انتي مب عمتي لانها عمتي مايصير اقول لها مالت ولو انها في الخاطر
الزين كتمت ضحكتها وصرخت بحده: تذكاروه!
تذكار بقمطه: خلاص خلاص بروح بسم الله علي
طلعت وجمايل جلست جنب امها
المى تنحنحت وهي تردف: انا مدري ليش سهاج تأخر ولا وين راح ، بس باذن الله يجي قريب و اطلع ما راح ازعجكم اكثر
الزين ببرود: ما يهمني وجودك وعدمه واحد وما اطرد ضيوفي انا حتى لو انهم ثقيلين على القلب ماهي من سلومنا ، كل الي يهمني وابي اعرفه أنتِ وش بينك و لين بهاج و ليش خطبك !
تنهدت المى: يا هالبهاج هذا .. ما ادري عن اي شيء يخصه ولا لي علاقه فيه وقلته لجمايل وارجع اقوله لك ما ادري انه حتى خطبني !
الزين بحده: المى لا تلفين و تدورين .. اجل كيف راح يخطبك فجأه من الباب للطاقه وهو ما يواطن ابوك بعيشة الله!
المى: مو المفروض طيب تسألونه هو هذا السؤال؟ وانا وش علي هو الي خاطبني مو انا الي خاطبته وياليت طاري ابوي ما ينجّاب
الزين زمت شفايفها بعدم رضى: بتحامين عنه بعد! المى لأخر مره اسألك ليش خطبك بهاج ؟
في المزرعـه/
سهاج بخوف بعد ما دورها بكل بقعه في المزرعه لّف على بهاج بوجه مخطوف: ماهي موجوده !
بهاج فز: كيف ماهي موجوده؟ تستهبل انت! وين بتروح يعني
سهاج بصداع حط يده على راسه: لا اله الا الله مدري مدري بهاج ماهي فيه وش اسوي
بهاج بعصبيه: وانت صاحي تحطها في ذا وتروح
سهاج بحده رفع راسه: عشان اجيك يا الخايس وانا طاير وناسي عقلي وكل الدنيا عشان مين؟
بهاج تنهد: طيب ارجع دور زين يمكن انك ما انتبهت من العجله والخوف
سهاج: اقولك ماهي موجوده أبدًا وانا متأكد لفيت المزرعه ثلاث مرات
بهاج: وبيتكم؟ اسال امك واختك
سهاج: ماهم موجودين جا رجل نوف الصباح ورجعو معه الرياض ولد نوف عنده موعد وامي مارضت تقعد
بهاج: طيب يا الفالح انت امش ندورها في بيتكم
سهاج بعدم استيعاب: ياخي هي ماتعرف اي شيء هنا كيف بتطلع وتروح له! مستحيل
بهاج: يارجال ذي المى الجنيه من حنا ورعان وهي مسنعه عمرها بعمرها هذا وجهي لو ما هي هناك
سهاج طلع بدون رد وهم يمشون متجهين لبيتهم ويحاول يسرّع بخطواته لكن رجله ما تساعده أبدًا
دخلو البيت وبهاج وقف في الحوش و سهاج يحوس داخل
بعد خمس دقايق طلع سهاج ووجهه مصفوق
بهاج ناظره: هاه وش ، ما لقيتها بعد!
سهاج بنفي: ما لقيتها! بهاج مستحيل وين بتكون راحت البنت لا يكون احد سوا فيها شيء؟ بنجن انا
بهاج توتر بس يحاول يهدي سهاج: ولد اهدى ان شاءلله ما فيها شيء ولا جاها شيء .. ياربي انت متاكد؟
سهاج بعصبيه: بهاج لا توترني كم مره قلت لك اي متاكد !
بهاج تأفأف: لا تنافخ طيب .. يمكن راحت لاحد منا ولا منا طيب
سهاج رفع راسه بسرعه بعد ما تذكر: هي سألتني عن اختك جمايل .. دّق عليها بسرعه
بهاج: مااتوقع وش بيجيبها عند جمايل أصلًا متهاوشين هم!
سهاج: صدقني اخر همي اعرف هم متهاوشين ولا متراضين كلمها اخلص
بهاج طلّع جواله وهو يرسل على جمايل ، ما أخذ ثواني الا جاه الرد "ايه عندنا سهاج معك؟"
رفع راسه لسهاج: الا والله انك صادق عندنا
تنهد سهاج براحه وهو يدعّك وجهه: يالله الحمدلله ياربي الحمدلله قسم بالله قلبي طار
بهاج بهدوء: قوم نروح لهم
طلعو من بيت صالح وهم يتجهون لبيت الزيـن .. دخل بهاج وقبل ما حتى يتحمحم شاف باب المقلط مردود وصوت أمه مرتفع شوي ، وقف وهو يسمع أخر حوارهم قبل يزفر بشدّه وهو يحاول يمسك نفسه
اردف بصوت جهوري: يا بنت فاهد اطلعي لزوجتس هو برا ينتظرس
فزت المى وهي تبلع ريقها .. ما تبي تطلع له ، معصبه منه و بالحيل لكن وين بتروح؟ مالها الا هو بعد كل شيء
زفرت بضيق ووقفت وهي تاخذ طرحتها: اكرمكم الله واغناكم استقبلتوني حتى وانتم ماتبوني
الزين وقفت بعصبيه: المى لا تجننيني ما بعد خلص كلامنا !
بهاج بحده: يمه اقطعي هذا الموضوع ، هي راحت بحال سبيلها وما خذيتها وانتهى الموضوع ليش تبين تنبشين فيه من جديد؟
الزين طلعت لـ بهاج و هي تناظره بحدّه: انت بالذات يا بهاج تسكت
طلعت المى لسهاج وبهاج ناظر امه بتفاجئ: يمه وش هالكلام !
الزين بعصبيه: وصمه يا بهاج وصمه .. ماني امك ولا اعرفك بعد سواياك .. انت مين ؟ انت مستحيل تكون ولدي مستحيل تكون الوجه الصبوح الي لا شفته بدايات الفجر حسيت بيومي يحلّه الرضا والهنا
بهاج عقد حواجبه: ووش مناسبة الكلام ذا؟
الزين قربت منه وهي تفك عقدة حواجبه: مناسبه ان هالحواجب ماكنت تنعقد لا حكيت معك ، ولا كان وجهك يكشر .. كنت حتى وانا ازعل منك وجهك منوّر وهادي وابتسامتك مرسومه عليه ، أنت تدري وش اللي صار اليوم ؟ جاتني اختي وحيدتي الي ربيتها انا بنفسي .. جاتني وهي *بلعت غصتها قبل تكمّل* جاتني وهي تشتكي من بكري يا بهاج
بهاج بلع ريقه وهو يردف: وش تشتكي منـه!
الزين رفعت بصرها له وعيونها مدمعه: انا بعد ثمانيه وعشرين سنه يجون يشكونك لي يابهاج؟ انا يجون ويشكون لي تربية الزين وخلف؟ ليش يا بهاج ليش .. ليش تلعب في بنات خلق الله وترميهم وراهم وتمشي؟ وش انا قصرت فيه علمني وش عشان تقصر في تربيتي قدام الناس؟ انت ما تخاف الله ما تقول انا عندي اخت تخاف عليها احد يسوي فيها سواياك ؟ ما تخاف الله في امك الي تطالع الله ثم تطالعك؟ انت من شهر وانت مانت ولدي يا بهاج مانت هو
بهاج وسع عيونه بصدمه وهو يردف بقهر: يمه منجدك ! تصدقين اختك وبنتها ولا تسمعين مني؟ تصدقين كذبهم و..
قاطعته الزين بكّف على وجهه بقهر: وصلت فيك اخر المواصيل تكذّب اختي و قدام عيوني بعد ! قد ذي تاليتها يا بهاج ! ما شالك معي وقام فيك وكانه امك الا الهنوف و تحكي فيها كذا قدامي وصلت معي منك والله العظيم وصلت اذلف عن وجهي اذلف انت تدري هي وش قالت لي؟ تقول لي حتى وهو كاذب على بنتي ولاعب فيها انا مازلت احبه ولاني زعلانه منه وانت فوق شينك قواة العيـن!
جمايل شهقت بقوه وعيون متسعه وهي تحط يدينها على فمها
بهاج تنفس بسرعه وفكه يرتجف ، ماسك البكيه بالقوه
عض شفايفه بقوه وهو يرفّع وجهه لامه : يمه وعزة أصدق دموعي وطهر جمايل وبياض كفينك أني ما لعبت عليها ولا بحرف ولا قصيت وجهك ولا قصرت تربية خلف والزين قدام العرب وجعلني اموت قبل يجي ذا اليوم .. ما حبيتها الا حب طاهر ولا رضيت عليها حتى نص اظفر منها اشوف وعشت سنيني كلها وانا متولعٍ في حبها و تركتها تدرين لأجل إيش؟ لأجلك يا الزين ولأجل جمايل ولأجل وهاج فضلت حياتكم على حياتي و هذا الي انا جنيته اصابعك منطبعه على خدودي ماهي من لمسة حنان الا من كف .. و كلام مثل الخنجر ينوسّم بصدري ولو يخط الشيب راسي ما نسيته
طلع من البيت بسرعه وهو يداري شهقاته لا تطلّع ، وقف ورا البيت وهو يجلس وراسه وسط حضنه ولا ينشاف الا إهتزاز جسده اللي يدّل على إن هذا الإنسان يبكـي .. بكى قهر شعوره وخذلان اشعاره ، بكى سنينٍ راحت واحلام أنهدمت .. بكى نظرة امه و كلامها ، بكى إسم فـايز اللي جميله أنكتّـب عليه و هو اللي سرّق منه شريكة هالقـلب ، بكى بدون توقف على كل شيء و على أي شيء .. صدرّه ماهو راضي يهدى و يحس بـ وجع قلبه يضغط عليه
-
بيت مهنـا/
اقبال وسعت عيونها: كيف العرس الاسبوع الجاي!
رابح بتهدئة: يا حبيبتي يا اقبال حنا نبي نونّس امي وابوي، مالنا الا نحط عرسكم بالأسبوع الجـاي
اقبال: يبه من جدك ! يعني هم يتونسون وانا اكل تبن على حساب الوناسه ذي
رابح بعصبيه: اقبال وش هالكلام عن امي وابوي!
اقبال بقمطه: بسم الله يبه والله مااقصد طلعت مع الكلام
رابح تنهد وهو يمسح على شعرها: والله ما ودي يا اقبال لكن غصبًا عني .. انتي لو إنك مكاني بتسوين هالشيء لأجل امك و ابوك ولالا؟
اقبال سكتت لثواني قبل ترفع راسها وهي تبتسم ابتسامه صفراء: وانا قد قلت لك لا يابوي؟ ابشر ياعيون اقبال وروحها الاسبوع الجاي الاسبوع الجاي
تنهد رابح براحه وهو يحب راسها: جعلني ماخلا يا شيخة هالقلب والله يريحك ويطمن قلبك مثل ما انتي مريحتني بحياتي يا اقبال
اقبال ابتسمت على دعوته: اللهم امين وياك
طلّع رابح من المجلس حق النسوان وهو يتجه الى مجلس الرجال
دخلت ام راسل بسرعه وهي تمسّك بنتها: وش يبي ابوك؟
اقبال تنهدت بهّم: العرس الاسبوع الجاي
ام راسل وسعت عيونها بصدمه: تستهبلين وش عرسه لا يكون عرسك!
اقبال اومئت
ام راسل بعصبيه: لا ابوك هذا انجن على الاخر انا لازم اتفاهم معاه
اقبال مسكنها بسرعه: لا تكفين يمه لا تقولين له شيء انا راضيه خلاص المهم هو راضي
ام راسل بقهر: اجل بالطقاق يا بنت ابوك بس لا تجيني بعدين تصيحين
طلعت واقبال تنهدت وهي ترتخي على الكنب ، التوتر غزاها و يدينها بدت ترجف لا إراديًا .. كيف الاسبوع الجـاي بيرتبط إسمها بإسمه و تصير حلاله وهو حلالها؟ هي تقدر ببعده تكابر على مشاعرها و نفسها وتضغط عليها و تصطنع كرهه .. بس كيف بتقدر وهو قدامها؟
عضت شفتها وهي تدمع بقهر كل ما تذكرت محادثتهم ، كل ما رّن بإذنها صـوته وهو يكلّم جـود !
في مجلس الرجـال/
راجح رفّس هباب المعارض من شاف رابح يدخل: والله العظيم لو اسمع حرف بقص لسانك انثبر يا الورع لا قالو الكبار كلمه تسمعها من ورا خشمك فاهم ولالا !
هباب وقف وهو يطلع بعصبيه من المجلس بينما رابح ناظر راجح: وش صاير؟
راجح: ماعليك منه دلع شباب .. وافقت اقبال؟
رابح ابتسم: إيه ولا تعبتني عسى الله يريح بالها
راجح بتنهيده: انت تقارن البنات بالعيال؟ لبى البنات جنبهم
رابح بضحكه: عاد ما ارضى على هباب
راجح كشر: مالت عليه وعلي فوقه
-
المـى/
مشّت ورا سهاج بهدوء ، برود يذبّح و صّد قهر سهاج الي تردف بنرفزه: المى و بعدين يعني !
المى ما ردت وهي مكملة مشي
وقف سهاج بنص الشارع وهو يسحبها من ايدها بعصبيه: بنت! كفايه اني ساكت عن روحتك بدون ماادري
المى رفعت حاجبها بضحكه: لا قل والله عاد ؟ شكرًا سهاج ما تقصر زوجي العزيز سكت عن اني طلعت من المزرعه الي امتلّت عمال وانا معاهم لحالي بالمغرب مره شكرًا جزاك الله خير ما تقصر
سهاج سكت بتنهيده: اسف والله العظيم اسف بس انتي شايفه حالتي سويت حادث ولا قدرت اتواصل معك أبدًا
المى ببرود: الحمدلله على السلامه ، و ما يهمني لأنها ثاني مره تصير لكن الثالثه احذرك منها يا سهاج
فزت فجأة وهي تبلّع ريقها من سمعت صوت الكلب: هذا ايش !
سهاج: قطو يعني وش بالله اكيد كلب
المى قربت من سهاج بسرعه وهي تمسّك يدينه: متى نوصل البيت!
سهاج أبتسم وهو يتنهد من مسكت يدينه واردف وهو يلّف من درب ثاني مع ان البيت كان قدامهم لكنه يبي يطوّل الطريق معها و يدينها على يدينه : تونا باقي لنا مسافه طويله
المى بخوف شدّت على يدين سهاج وهي تتلفت: يمديه يطلع هنا؟
سهاج ابتسم بمكر: إيه يمديه انتبهي
المى: طيب خلنا نسرع عشان نوصل
سهاج: لا انا مستانس شوفي الجو كيف حلو
المى بعصبيه: سهاج لا تستهبل على راسي اي حلو عج عمى عيوني وكلاب تنابح
سهاج ابتسم وهو يناظرها بغمزه: ويدينك فوق يديني
المى وسعت عيونها وهو تدفه بقوه و تفك يدينها من يدينه: وجع!
سهاج صرخ بألم وهو يمسك رجله: يوجعتس يا الدبه كسرتي رجولي
المى بخوف قربت منه: يوه نسيت عن رجلك! اوف منك طيب قوم قوم تسنّد علي
سهاج بألم : تستهبلين كيف استند عليك بكسر جسمك
المى قلبت عيوني: مانت مكسرني ترا اسوي رياضه من سنين
سهاج استند عليها بخفه وهو يتحامّل على المه: اذا اوجعتك علميني
المى مسكت جسمه بأحكام: ماراح تعورني ما عليك وين نروح الحين؟
سهاج ابتسم بعبط: شفتي الدرب الي جينا منه؟
المى ضيقت عيونها بشك: الابتسامه ذي ما تطمّن ! وش فيه
سهاج: البيت عنده
المى بعصبيه: ويومه عنده مخلينا نجي هنا ليش ! تستهبل
سهاج: منظرك وانتي خايفه ما يتفوّت
المى قلدته بقهر قبل تكمّل مشي وهي بين كل خطوتين تهاوش سهاج اللي يضحك
دخلو البيت و سهاج ناظرها: انتي روحي غرفتي الي فوق و انا بنام في الغرفة الي تحت مااقدر ارقى من رجلي
المى بلعت ريقها بخوف: نعـم! بتخليني انام لحالي؟ مع نفسك لا
سهاج بتفاجئ: اجل وش اسوي بك!
المى: بنام معك بالغرفه الي تحت
سهاج: ضيقه ما تكفي
المى بعناد: عادي والله مااقعد لحالي هنا
سهاج باستنكار: وش يعني بياكلونتس الكلاب ولا الحشرات مب جايتس شيء
المى وسعت عيونها: نعم! فيه حشرات بعد
سهاج: اكيد اجل وش ظنتس
المى: مالي دخل رجلي على رجلك
سهاج تنهد: الله يصبرني عليك .. خلاص طيب يلا امشي قدامي بس روحي جيبي لي بجامه من فوق وجيبي لي شامبو بتسبح
المى: طيب
راحت فوق وسهاج راح انسدح على السرير وهو مغمّض عيونه بألم ، ندم انه طلع من المستشفى بس ماعاد يمديه يرجع
فز من تذكر خالد وبهاج ، جواله مو معاه وش بيسوي؟
دخلت المى وهي تحط ملابسه وناظرها على طول: جمايل عندك رقمها؟
المى رفعت حاجب: نعم خير ان شاءلله وش تبي برقمها !
سهاج: بسم الله وش فيك اكلتيني.. ابي توصل كلام لبهاج
المى طلعت جوالها: نقلني الكلام وانا بكتبه لها
سهاج: قولي لها تقول لبهاج يرجع لخالد وانا بجيهم بكره بخلي سيف يوصلني
المى اومئت: زين ارسلت لها خلاص
سهاج تمغّط وهو ياخذ الشامبو وملابسه ويدخل يتروش
-
لنـدن ، بإحد المعـارض/
ليالي ناظرت لوحة بإنبهار: واو رباح شوفها تجنن!
رباح تأمل اللوحة الي قدامه قبل يبتسم: هذي أشهر لـوحة لـ الرسام فان جوخ ، ليلة النجـوم .. ما شفتي النسخة الأصلية بعد عشان تنبهرين صدق
ليالي بسرحان وهي تتأمل اللوحة: احب عالم الرسم و الرسامين
رباح ناظرها: اجل أنتِ رسامة؟
ليالي رفعت كتوفها: مدري
رباح تنهد قبل يمسكها وهو يسحبها وراه: تعالي و نشوف هو صح او لا
ليالي قطبت جبينها: وش وين رايحين ؟
طلعو لمكان صغير نسبيًا جنب المعرض ، كان فيه لوحات و ادوات رسم كثـير و شخص واقف عند طاولة
تقدّم رباح منه و هو يتكلم معاه بلغة ما فهمتها ليالي و هي تناظرهم بعدم فهم
رجع لها رباح بإبتسامة وهو يأشر بإيده: تفضلي قدامي نشوف مواهبك بالرسم
ليالي: طيب فهمني إيش ؟ و بعدين وش أرسم ما أعرف
جلس رباح قدام لوحه و أشر لها على الكرسي الي جنبه و قدامه لوحه و بينهم طاوله فيها أدوات الرسـم ،
رباح: بنسوي تحدي بيننا و الي لوحته تكون أفضـل هو اللي بيحدد وش بيكون غدانا
ليالي جلست وهي تحمست شوي للفكرة و ناظرته: طيب وش بنرسم؟
رباح هز كتوفه: ماادري كل واحد يرسم على حسب مزاجه
ليالي هزت راسها بعد تفكير و هي تبدا بالرسم
اندمجو بالرسم و رباح كل شوي يأخذ نظره خاطفه على ليالي و يتأملها كيف جديـة وهي ترسم، وكيـف إنها شغوفة و مبسوطة وهي ترسّم
أبتسم رباح: شكلي عرفت الحين وش هواياتك او مواهبك ان أصّح القول
لفت عليه ليالي وهي تبتسم: كنت رسامه أيام الابتدائي و المتوسط بس ما توقعت أني للحين
رباح: وتقولين ما ادري !
ليالي: ورني رسمتك اشوف
رباح حك اذنه بإحراج: لا بتضحكين علي
ليالي ابتسمت: لا ماعليك ادعم المواهب الشابه انا
رباح وراها رسمته وليالي انفجرت ضحك وهي تلّف للجهه الثانيه ويدينها على فمها: منجدك رباح!
رباح ابتسم من ضحكتها وهو يردف: ها يالرسامه اشوف بدينا طنازه
ليالي بضحكه: والله صدمتني يعني توقعت شيء اهون
رباح: اي يبه شعليه بتتكبرين علي الحين عشان هالرسمه
ليالي حطت الفرشه وهي تبتسم: وهذاني خلصت واتوقع ما يحتاج نقارن صح ؟
رباح وقف: لا ما يحتاج ، وش تبغين الاكل؟
ليالي بتفكير: مدري تصدق ما فكرت عطني انت خيارات وانا بختار
رباح وقف قدام لوحة ليالي: دقيقه
طلّع جواله وهو يصورها أكثر من صوره وبعدها شال اللوحه معاه: تبينا نترّك هاللوحة الفنية ورانا؟
ليالي أسّر قلبها و جدًا كيف إنه يصور لوحتها و توردت خدودها قبل تردف: لا تبالغ رباح
رباح وهم يطلعون: ما ابالغ ابـدًا ! انتي الي وقفي تناظرين انجازاتك بإستصغار
-
اليوم الثـاني/
مزون: ومتى بتخلص هالمطفوقه جهازها هذي يبي لها خمسين يوم بيخلص الترتر عن المسلمين
اقبال بتكشيره: جديده ! لا تبالغين
تذكار نطت بحماس: اجل لازم نطلع من اليوم للسوق
ام هباب: ايه هذا هباب برا بيوديكم
رسن: طيب حوسه نروح ونجي من الديره للرياض خلاص نروح ونقعد هناك اقرب للمحلات واريح لنا
مزون: ليه مب معجبتس ديرتنا يا المخنزه ذي ديرة اهلتس واجدادتس
رسن ميلت فمها: شدعوه يمه ما قلت شيء بس اقول المحلات هناك اقرب
مزون: سوق الديره وش مقصر فيه مير انكن عوب بقاط متعدي العلامه
اقبال وسعت عيونها: نعـم ! جديده انتي تبين تجلطيني صح؟ لا قوليها عادي ليش مستحيه سوق ديرة إيش اخذ قطع العجز ولا معمولهم ولا وش
مزون كشت عليها: حاصل لتس مير قطعنا ولا معمولنا ابرك من وجهتس
مزون لفت على اشعار الجالسه: وانتي وش قوم ماتروحين معهم
اشعار ببرود: مابي
مزون لفت على الهنوف: هما بنتس ذي بتلها واوديها لام مطلق تقرا عليها وتعطيها ماء مقري فيه فيها نفسيتن ياكافي
الهنوف: خلينا منها وينها الزين ما جت اليوم لا هي ولا جمايل؟
تذكار ناظرت اشعار بحده اللي بلعت ريقها ونزلت نظرها وهي تلهي نفسها بأي شيء قدامها
مزون: والله مدري علمي بهم امس دقي عليها شوفي
اقبال: جمايل بتروح معنا بتجي من بيتهم
مزون: اجل الهنوف ازهمي الزين تجي تقعد بلحالها في البيت وش تسوي
تذكار: اتوقع بهاج هنا شايفته امس
مزون: لا سلامتس سيارته ماهيب موجوده
تذكار رفعت كتوفها: مدري عنهم اجل يلا بنات نمشي؟
وقفو تباهي واقبال ورسن وطلعو واقبال تتصل على جمايل عشان تطلع
ركبوا السياره وهباب حاط النظاره الشمسيه على وجهه وهو منفّس
ناظر تذكار الي بجنبه واردف بحده: خير انتي وش مركبتس جنبي اذلفي ورا وتجي جنبي تباهي
تذكار تربعت: والله عاد وش اسوي بك اذا خلق الله كلهم ما يبونك ما احد صابر عليك الا انا
هباب رفسها بخفه: ووجع نزلي رجولتس لا اكسرها لا تخربين مرتبتي بالحذيان توني منظفها
اقبال من سمعته دفت رسن من جنبها وتربعت وهي تطبّع بحذيانها على المرتبه بعناد
هباب عض شفته بقهر: والله العظيم لو ما تهجدون يا الجنون لا انزلكم هنا ودورو من يوديكم
تذكار: جرب والله لا اعلم ابوي
هباب ضرب الدركسون بعصبيه وهو يزفر: صبرك ياروح
تباهي نقزت بخوف وهي تتمسك برسن الي تهمس لها: تباهيوه اخوك ذا مب صاحي اقضبي الخبلات ذول
فتحت جمايل الباب وهي تنتظرهم بتفاجئ: سلامات متحاشرين كلكم هنا وحده تنقز ورا وين اجلس
سحبتها تباهي وهي تلاحظ اخوها المعصب: اقول امشي اجلسي باي مكان لو حضني ترا شياطين الارض متلبسته
جلست جمايل جنبهم وهم يتحاشرون بقمطه وساكتين طول الطريق ما ينسمّع الا طقطقة اقبال بأصابعها و الي تسويها كل شوي عشان تنرفز هباب الي ماسك نفسه بالعافيه
بعد اكثر من نص ساعه وصلو المول ونزلو البنـات وهباب جلّس بالسيارة وهو يردف: لا خلصتو كلموني بروح للعيال
تذكار: منهم؟
هباب بعصبيه: ترا زودتيها انتي اذلفي عن وجهي لا انزل اصفقك الحين هذا الناقص بعد
تذكار بخرشه ركضت ورا البنات: بسم الله علي كبريت مب ادمي اعوذ بالله
تباهي قرصتها: ووجع انتي بعد خفي على الولد من ركبنا وانتي منرفزته ما تعرفين تهجدين
تذكار دفتها بلا مبالاة: اقول بس ابعدي خل نتسوق
رسن: الحين بتجينا اخت المعرس رسمي
تذكار بحماس: والله لا اجيكم ابرق وارعد هين بس
جمايل: الا متى امدى خالي راجح يحجز قاعه ولا يسوون اي شيء
تذكار: يو يا حليلك ما تعرفين راجح بن مهنا لا حط شيء براسه ، مرتب لكل شيء من أمـس قبل يوافقون حتى
جمايل وسعت عيونها: مصيبه عليك انتي كيف جاتك العلوم وانتي ناقعه عندنا
تذكار: قل اعوذ برب الفلق وانتي وش تبين مني خليني في حالي لا تعطبيني
جمايل: لا تخافين ما يصيبك شيء
تذكار بهمس: الا تعالي وش صار امس وينها عمتي عننا اليوم
جمايل تنهدت بضيق: تكفين اسكتي انا جايه معكم عشان اسلى وانسى اللي صار .. مدري وش صايبنا و امي من امس تصيح وعاصبه راسها بالموت رضت تروح بيت جدتي ابيها ترتاح شوي و بهاج ما عاد جا
تذكار: ماعليك يا بنت كل شي بيزين وجاينا عرس وخير ووناسه وطقطقه بتنسون كل شيء غصب
جمايل: ترا نسيتي العود عندنا
تذكار: يووه اي كله من عمتي الله يهداها حطيته بغرفة وهاج وطلعت باخذه اليوم ان شاءلله
جمايل: انتي تكلمين خالد؟
تذكار: ما اكلمه واجد بس كم رساله تخّص العود
جمايل بتحذير: ياويلك تفلينها سامعه !
تذكار: يوه ترا صجيتيني انتي ورسن وش شايفيني عاد
اقبال مسكّت فستان وهي تقلبه: شرايكم حلو؟
تباهي: ايه ذوق خذيه
اقبال ناظرت قيمته قبل تشهق بخفه: يعقب والله ما اشتريه بذيك القيمه عشان هبيب
رجعته مكانه وهي تتجه لقسم الأحذية
-
وهـاج/
دخل موعده بعد ما وصله راسل وراح لهباب
جلّس بالإنتظار لـ دقايق قبل ينادون بإسمه و يدخل
ريحاب ابتسمت بهدوء: لا اليوم جاي .. تعلمت درسك؟
وهاج ابتسم: ايه خلاص بألتزم زي ما قلتي
ريحاب اومئت: حلو واستمر على كذا
وقفت وهي تقرّب منه و تمسّك يدينه: اذا شديتها كذا توجعك؟
وهاج بتوتر: لا مو مره بس من فوق الالم كله
ريحاب: كذا الالتهاب لكن ماعليك مع العلاج الطبيعي والادويه بيخّف كثير .. قدمت على تحويل تخصص؟
وهاج بضيق: إيه مع الأسف
ريحاب: وليش مع الاسف؟ قول الحمدلله غيرك يتمنى و متشفّق على ريحة الطيب بأي مجال لكن مو لاقيها
وهاج اومئ: الحمدلله على كل حال وانا راضي بقدر ربي لكن الطريقه اللي أنسلبّت فيها حلمي هي الي موجعتني
ريحاب بإستغراب: عشان الم الإيد؟
وهاج بهدوء: عشان سببها
ريحاب ابتسمت وهي تومئ: كنت حاسه إنها من ضرب .. شكله هوشة شباب و طيش عيال ؟
وهاج بنفي: لا حاشاني طول عمري وانا مالي في المشاكل ولا الطيش لكن ناس ما يخافون الله ضربوني وراحو
ريحاب: بالعقل وهاج .. مافيه ناس بيطقون من دون سبب
وهاج بقهر بان على وجهه: فيه مع الأسف و الي يقهر اكثر لا صارو من لحمك ودمك
ريحاب اومئت بحزن: بهذي اتفق معاك .. مستحيل احد يصدق الاذى من القريب الا لين يجربون بأنفسهم
بعدّت عنه بسرعه وهي تأخذ نفس عميق قبل تتجه لمكتبها من جديد وهي تناظر ساعتها و الرساله الي جت على جوالها بتوتر: الى هنا بيكون خلّص موعدنا تقدر تتفضل
وهاج بإستغراب: خلصنا؟!
ريحاب وهي توقف: إيه !
وهاج ميّل فمه بإستغراب لكن ما علّق وطلع وهو يتنهد .. من بيوصله الحين؟ و مُستحيل يقول لـ راسل يرجع له وهو توّه حاطه!
جلّس بمقاعد حديقة المستشفى وهو سرحان في اللا شيء ويلعب بأصابعه بتفكير وهواجيـس ..
رفّع بصره وهو يشوف ريحاب نفسها تركب سيارة تسوقها بنت وهي جلست بجنبها والواضح له انهم بنقاش حاد قبل تتحرّك السياره من قدامه بسرعه كبيره
زادت استغراب وفضول وهاج لـ هالبـنت وكثير و دخلت من ضمن دوامة أفكـاره
-
نيـاف/
كان يضحك على خالد الي من صبح وهو يحاول يسولف معاه ويضحكه وولا يخليه يسكّت لو لثانية وحدة
تنهد نياف وهو يبتسم بإمتنان: خلاص بس اكل ما تعبت وانت تهذّر
خالد بتكشيره: هذي جزاتي يا السلوقي!
دخل بهاج وهو يلقي السلام ويقرّب من نياف وهو يحب راسه: اخر الاوجاع يا مطفوقنا
نياف: طيب كمل جميلك وشيل مطفوقنا
ابتسم بهاج ببهوت: مااقدر
خالد بحقد: انت وسهاج والله العظيم اخر مره اصدقكم في حياتي سحبتو سيارتي وذلفتو ما شفت وجيهكم الا هالحين
بهاج ضحك: والله غصبًا عننا .. سهاج ضاعت حرمته وصارت سالفه وتأخر الوقت مره ولا قدرنا نجي حتى هو ماجا معي يمكن يخلي سيف يجيبه
نياف عقد حواجبه: نعم! وش حرمته! تستهبل انت
بهاج بتفاجئ: ماتدرون انتم؟
خالد وسع عيونه: ندري بوش! منجدك انت وش حرمته!!!
بهاج بلع ريقه: احسبكم تدرون!
نياف بعصبيه: كيف متزوج وحنا ما ندري ! رباح و بلعناها بس سهاج؟!
قطع عليهم دخول سهاج الي ما امداه حتى يكمّل سلامه وهو مستغرب من نظراتهم: بسم الله الرحمن وش فيكم انتم !
خالد بحده: كيف متزوج وحنا ما ندري!
سهاج بتفاجئ: كيف عرفتـو !
نياف ابتسم بسخريه: وهذا الي همك كيف عرفنا؟ مب هامك اننا ما ندري .. اسالك بالله سهاج كم لنا مع بعض وكم عشنا مع بعض وتخّش عننا خطوة كبيره بحياتك زي كذا؟ وش حنا لك ؟!
سهاج ارتخت ملامحه قبل يلّف على بهاج وهو يقترب منه ويمسك ياقته بحده: انت الي قايل لهـم! تستهبل بهاج وش مغزاك وانت تدري انهم ما يدرون
بهاج بتفاجئ: بسم الله وش فيك والله العظيم ان لساني زّل ولاهوب قصدي
-
إنتهـى.
"إن وجدت اخطاء املائية اعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن