Part : 30

16.2K 291 97
                                    

المستشفـى/
بلعت ليالي ريقها بتوتر وهي تحس براسها على كتفها وريحة عطره صارت أقرب وأوضّح لها ، ما تدري ليه لكنها حست بأمان غريب لدرجة إنها شكّت إذا هو إحساس الأمان او لا لأنها ما تعرفه
بينما رباح غمض عيونه لا إراديًا من حّس برأسها على كتفه ، و حاول يشغل نفسه بإنه يدعي و يستغفر لكنه قام فجأه وهو يردف : بروح اجيب لنا ماء واجي
راح بسرعه بتهرب لأنه الى الآن ما هو مستوعب إنه صارت بنت في حياته وولا أي بنت .. زوجـته!
ناظرت ام رباح خزنه في ليالي بهدوء قبل تقول فجأه : تراه حنون مع الكل .. لا تظنين إنك إستثنائية
رمشت ليالي بتفاجئ وحسّت إنها عاجزة عن الـرد تمامًا !
خزنه بحده إقتربت منها : أنتي من ووش الي جابك بلوه على راس ولدي ! لا تحسبيني بصدق سالفتكم انتي وراك بلا ولا علي من الحكي ليه رامينك اهلك
ليالي بلعت غصتها : ماهم اهلي
خزنه وسعت عيونها : نعـم ! ماهم اهلك بعد كملت كملت انتي مخطوفه ولا وش قصتك انطقي خلصي تراتس رافعتن ضغطي من لفيتي صوبي
ليالي نزلت عيونها على الأرض : الاهل هم الي يغمرونك بحبهم وحنانهم وولا يرضون عليك حتى خدش يصيبك .. لكن الي بمسمى اهلي ما كانو كذا ابد كان كل اذاي هم مصدره لذا انا محتاره اذا انا اقدر اقول عنهم اهلي فعلًا ولا انتم تعرفون تعريف للاهل غير تعريفي؟
انصدمت خزنه من ردها وألتزمت الصمت لا إراديًا وهي تحّس بكبر مصيبة هالبنت وقلبها متشاغب على ولدها الي شايفه بعيونه القلق لكنه يتظاهر بغير ذلك
رجع رباح وزفر بإرتياح من شاف امه جالسه جنبها على الأقل ما بيجلس جنبها ويحس بالمشاعر الغير مرغوبه تزاوره من جديد
مد لهم الماء ورجع يجلس بمكانه وهو يمسح على وجهه بهّم ، هذا ثاني يوم وولا تقدّم بحالة أبوه شيء !
وقفت خزنه بتنهيده : أنا بروح دورة المياه
رباح فز بسرعه : تعالي يمه أنا أدليك عليها
خزنه مسكته بيدها : لا يا حبيبي ما يحتاج بسأل اي وحده قدامي وبيدلوني انت خلك عند ابوك لا يجي الطبيب وولا يلاقي احد
اومئ رباح وهو يرجع يجلس : تمام بس اذا بغيتي شي كلميني
تأملت ليالي علاقته بأمه و علاقتهم بأبـوه ، مع أنها ما كملت حتى يوم واحد معهم لكنها شافت قد إيش هم متمسكين ببعض وقد ايش رباح يموت في امه وابوه .. تنهدت بيأس هي وين أنرمـت فيه ؟ لايكون بولد أمه المُدلـل؟ يا شين هالرمية!
رباح رفع حاجب : خير ان شاءلله وش التنهيده هذي ؟ شايلة فوق راسك هموم وانا مدري .. ترا حنا المهمومين من طلعتي بوجهي ماهو انتي
قلبت ليالي عيونها بملل : زين انا هم
رباح بنرفزه : ورع عندك انا تسلكين لي !
ليالي زفرت وهي ماعاد تتحمل وتحاول تتغلب على نبرة البكاء : ترا انا مالي دخل ولا اي ذنب باي شي .. مو انا الي اخترت أنرمي قدامك وولا انا اخترت اكون بعائله يبون الفكه مني و يرموني على أول شخص طلع قدامهم ، و يمديك من اللحظه هذي تطلقني وتخليني اطلع من هالباب وتنسى الي حصل أمس وتفكني تراي مو متحمله اطلع من سوء وادخل بأسوء ! بس تصدق عادي تعودت .. كنت بنصدم لو إنك بتعاملني زين
رباح بحده : وولا انا ذنبي اني الي اطيح فيك ويتعب ابوي بسبتك انتي واهل الفلس .. وانا الى الان معاملك زين وماسك نفسي تحمدين ربك مليون مره باليوم عشاني الى الان متحمل وساكت ولا لو واحد غيري كان دافنك انتي واهلك معك
صدت ليالي عنه وهي ترمش بسرعه تحاول ما تنزل دموعها بينما تهز رجولها بإرتجاف جسّدها ،
تنهد رباح وهو يتسغفر ربه من شاف حـالها .. قام وتقدّم وهو يجلس جنبها و يناظر قدامه بالفراغ : انا ما اقدر احدد شعوري هالفتره إتجاه موضوعك .. مره اقول هالعيون بريئة ومستحيل يكون وراها قصص ومره اقول هالانسانه مُذنبة ووراها بلاوي وأول سبب يخليني أكرهها هو إنها من إحدى اسباب كون ابوي بهالمكـان! ، لذلك لا تاخذين بكلامي هذي الفتره وولا ترديين علي بشيء لأني انا بنفسي ماني فاهم شي قاعد يصير .. كل همي ابوي يقوم بالسلامـه بعدها أشوف وش بيكون وضعنا لذا كل الي ابيه انك تنتظرين وتعذريني لو زليت عليك انا ماني رباح حاليًا .. متلبسني حال غريب مااعرفه !
ليالي ماردت وهي تزم شفايفها بعبره .. قاعدة تعيش ثاني أول إحساس بسببـه ، إحساس بأن شخص يعتـذرلها إنه سيء معها و يبررلها .. إحساس بإن شخص ما يبيها تزعـل منه وولا تشيل بخاطرها عليـه ! إحساس غريييب جدًا عليها وهي طول عمرها ينساء لها بدون رفة جفن
-
خيمة سهـاج/
سهاج بخوف وهو يشوف عيون بهاج بدت تقفل هزه بقوه وهو يسمي عليه و يسحب الماء من جنبه
رّش عليه رشات متتالية وهو يضرب خده بخفه يحاول يخليه يصحصح وولا يغمى عليه
عقد بهاج حواجبه بقوه وهو يمسك براسه بصراخ : سهاج الصداع بيذبحني بيذبحني !!!
سهاج بلع ريقه بخوف وهو يحس يدينه بدت ترتجف : وش فيك انت ما نمت ولا ليش جايك صداع بهذا الشكل ! قوم قوم معاي أوريك المستشفى
بهاج وهو مازال ممسك براسه ومغمض عيونه بقوه : جب لي مسكن خلصني الحييين
سهاج بإستنكار وهو يحاول يخليه يوقف معه : واخليك هنا لحالك ! وش بيسوي فيك المسكن قم معي نكشف عليك
بهاج بعصبيه نفض يد سهاج عنه : سهاج الصداع ذبحني وانت تبربر فوق راسي جب الي قلت عليك وبس ياخي
تنهد سهاج من نفسية بهاج الزفت والي ملاحظها من امس ، طلّع وهو يركض يبي يوصل بيتهم ويجيب المسكن بسرعه .. خايف لا يرجع ويلقاه طاح !
فتّح إحدى أدراج غرفته وهو يفتّش بين الأدوية على المُسكن، خذاه و هو يركض بسرعه طالع من البيت راسي حتى يقفل الباب بشكل كامل أو يقفّل الأدراج او باب غرفته!
دخل الخيمه وهو يسنّد بهاج المغمض عليه ويمد له حبتين مُسكن مع الماء
أخذهم بهاج وهو يحس بإن رأسه بينفجر وأبتلّعهم بسرعة وهو يمسك بيد سهاج ويرمي راسه بحضنه : بنام وولا احد يصحيني
سهاج تنهد وهو يدلك راسه بهدوء : طيب خلينا نروح نفحص وش فيك تكفى يابهاج
بهاج مارد عليه وميل فمه سهاج من عناد هالآدمـي ، قعد يقرا عليه لين أنتظمّت أنفاس بهاج دليل على نومـه .. بينما سهاج عزّم على القرار الي بيتخذه
-
بيت فـاهد /
كانت المى بغرفتها وهي تهز رجولها بعنف وهي تقضم أظافرها بتوتـر، أبوها راح اليوم يتأكد من عقد زواجها هي والوافي و الى الآن ما وصلها أي رد منه!
هي فعليًا تفضل الموت على إنها تكون تحت ذمته .. هي حتى قررت لو تطلع على ذمته ماراح تنتظره يطلقها وبتروح هي وتخلعه بنفسها ، إنسان خاين نجّس يمشي ورا كلام أبوه ولا له أي شخصية ما يستـاهلها
تأفأفت بصوت عالي وهي تنكش شعرها بإنزعـاج من الإنتظار
أنفتّح باب غرفتها ولفت بلهفه : يبه وش صار؟؟
فاهد بإبتسامة واسعة : يكذب عليك يابوي .. العقد هذا صورة عقدكم القديم ولا أنتي مانتي حليلتن له ويعقب تكونين تحت ذمته
المى بلعت ريقها برعب من تفكير الوافي : يعني هو كان بيكذب علي ويخليني اروح معه وانا ما احل له وولا يقدر يرجعني! يبه هذا اي كائن هذا!!!
فاهد تنهد وهو يحتضنها : ماعليك منه الخسيس الحمدلله انك افتكيتي منه وبإذن الله بتفتكين منه قريب بشكل كامـل!
المى عقدت حواجبها وهي تبعد عن ابوها : يبه انت وامي لكم كم يوم وحالكم غريب وبس تلمحون! وش قاعدين تحيكون من وراي
فاهد ابتسم بغموض : مافيه شيء يابوي ارتاحي انتي بس انا طالع عندي شغل
طلع بسرعه ما خلا لألمى مجال ترّد ، تنهدت المى بإرتيـاح بعد ما تأكدت إنها ما تمّت لـ الوافي بأي صلّة وهي تجعد وجهها بقرف هي كيف كانت حابة شخص عديم رجولة زيّه؟
إتجهّت لمرسمها الخاص وهي تناظر بإحدى الرسومات الي رسمتها مؤخرًا ، موعد العرض قرّب وهي الى الآن ماخلصت أي فستان وولا عاجبها أي شيء من اللي تسويه! تحس بإن تفكيرها مشوش وولا هي قادرة تركز أبـد! من جهة تصرفات أهلها الغريبة ومن جهة تشوشها من الوافي
-
بيت نايـف /
دفت اشعار تذكار عنها و هي تتجه للأكل الي كان على الطاولة الي قدام السرير ،
جلست قدام الأكل وهي تردف : تعالي خلينا ناكل .. واضح انه لذيذ
تذكار عقدت حواجبها : اشعار ؟
اشعار بابتسامه : واو كروسان ساده نفس ما احب .. تعالي كلي قبل يبرد
إتجهت تذكار وهي تجلس قدامها وتنتظرها بغرابة من تصرفاتها
صارت اشعار تاكل حبه ورا حبه الى أن احتشى فمها واردفت وهي تحاول تبلع الأكل : شفتي عادي .. اكل واشرب واسولف ماصار شي ابد
تذكار باستغراب : اشعار وربي انك منتي طبيعيه!
اشعار رمشت وهي تبلع الاكل وتحاول ماتنزل دموعها : لا انا طبيعيه جدًا وش صار عشان ما اصير طبيعيه؟ شوفي حتى قاعده اكل شوفيني اكل الكروسان الساده الي صرت أحبها بسببه لأنه يحبها
نزلت الكروسان وهي تحط يدينها على عيونها وتشهق من فرط شعورها ،
فزت تذكار وهي تبلع ريقها وتجلس جنبها : اشعار حبيبتي خلاص اهدي بلاها الكروسان الحين نخلي العامله تجيب لك من فطورهم تحت
اشعار بعدت يدها وهي تنفي براسها بقوه وتمسك بالكروسان من جديد : لا لا باكلها عادي ليش ما اكلها؟ عشانه يحبها؟ عشاني حبيتها بسببه؟ ليه هو مين؟ انا ما اعرفه حنا نتكلم عن مين تذكار؟
تذكار بتنهيده : اشعار كذا ماراح تنسينه .. عادي إنك تبكين و تنهارين لأنك أنخذلتي و فقدتي الحُب الي كنتي عايشه فيه من فتحتي عيونك على هالدنيا ، ماراح تنسين حُب سنين بيوم و ليله بتعيشين شهور و يمكن حتى سنين وانتي مجروحه ومتألمة من هالشيء و هذا الطبيعي عيشي حزنك بشكل طبيعي عشان ماتنهارين بعدين اذا شرابك أنقطّع.. حركاتك هذي ماراح تنسيك إيـاه ابد!
اشعار دفنت وجهها بين يدينها وهي تضم رجولها لصدرها وما يطلع منها أي صوت الا صوت شهقاتها الدفينة
زمت تذكار شفايفها تمنع دموعها وهي تحضنها من جنب وتسند راسها على راس اشعار وتطبطب عليها بيدينها كونها ماهي لاقية أي كلام اقدر تقوله وممكن يهوّن عليها!
-
خيمة سهـاج/
أرسل بالقروب حقهم "فيه احد منكم بيجي بدري اليوم؟"
وهاج "ليه؟"
سهاج "اخوك تعبان مره ونام بالخيمة وانا عندي شغل مابي اطلع واخليه لحاله"
وهاج فز بقلق "ليه وش فيه بسم الله عليه!"
سهاج ابتسم بجانبيه "مدري والله فجاه قام يشكي من راسه وانهار .. واقوله امش المستشفى ورافض نام الحين"
وهاج كان بيقول إنه بيجي لكن تذكر إنه يجي مع خالد ، عض على شفايفه بقهر وهو لأول مره يحس بقلة الحيلة إنه ما يسوق لهذي الدرجة
حط جواله وهو يهز رجوله بتوتر ما يدري متى بيمشي خالد !
حّس بصوت حواليه و التفت وهو يعقد حواجبه بإستغراب من الي بيجيه في مكانه المُعتـاد بـ السطّح غير خالد؟
زفر من شاف وجه يزن قدامه وهو يستغفر
يزن رفع حاجب : أسلمت على وجهي؟
وهاج بحده : مسلم من قبل لا اشوف وجهك الردي اذلف عن وجهي
يزن ابتسم بإستفزاز : لا لا يطلع منك هالكلام يا ولد خليف !
وهاج رفع حاجب : خليف بعينك يالردي خلف قبل لا تنطق اسمه تنظف لسانك ولا تنطق اسمه الا بالشيخ سامع؟
يزن ضحك بسخريه : عشتو وعلى وش شيخ لا تغتر يا ولده اخرتكم حتى وصيته ما قدرتو تنفذونها نافخ ريشك على إيش انت واخوك ؟ يارجل انتم حتى ما قدرتو تثبتون سبب وفاته وش
وهاج ماقدر يتحمل من جاب هالطاري وأنقّض عليه وهو يمسك بطاقته بقوه : أنا لا قلت لك انطم تنطم قبل اكسر فمك هذا مالك دخل فيني انا واخوي تراك زودتها من بداية الترم وقبله وانت مناشبني انت شتبي مني مامنك فكه لا انت ولا اهلك لك وجهه تتكلم عننا وانت ابوك حمد واخوك الوافي ماتدل درب المراجل طريق ماغير مجمّع لك كم زلابه زيك وتهايط
قاطعه لكمه من يزن وهو يصرخ بأسامي شلّته الي جوه بسرعه
ابتسم وهاج بسخريه : ماتقدر الا بهم هذا الي انت فالح فيه
أشتّد الحوار بينهم مما أدّى الى الضرب الي صار بينهم و وهاج اللي حاول إنه يجاريهم بالبداية لكن الكثرة تغلّب، ضربوه لين أهلكوه خصوصًا إيده الي سمعوا لها صوت طّق قوي تلاها صرخة وهاج المتألمة
أبتعدو عنه فجأه وهم يوقفون بعد هالصوت ،
يزن بلع ريقه بخوف : انتم وش سويتو هذا وش جاه! انا قلت نطقه بس على الخفيف ما قلت نذبحه
فيصل إحداهم اردف بسرعه : امشو امشو نطلع بسرعه قبل يجي احد على صوته ولا لنا دخل
طلعو يركضون تاركين وهاج الطايح على الأرض مُمسك بعضده بألم ، كان ألم لا يُطاق و كأنهم يغرسون السكاكين فيها و يطلعونها .. أحمّر وجهه من شدة الألم و وجهه بدا يعرّق و هو يحس إنه بدا يغفى .. بدا يشوف السوّاد الحالك !
بعد نصف ساعه،
طلع خالد من محاضرته وهو يتمغط بتثاوب بعد المحاضرة الطويلة .. ألقى نظرة على جواله وأستغرب أن وهاج ما أرسّل له ابد أتصل عليه مره ومرتين وثلاث لكن ما فيه أي رد! زاد استغرابه وركض على طول لمكان وهاج المُعتاد بالسطّـح، إذا ماكان فيه فـ خالد فعلًا بينجن !
فتّح باب السطح وهو يروح للمكان الخلفي منه قبل يشهق بقوه من منظر وهاج الطايح
ركض له وهو يرفع راسه عن الارض ويضرب خده بخفه : وهاج وهاج تسمعني؟ انت صاحي؟
عقد حواجبه بإرتباك من حال وهاج الي كان وجهه مليان ضربات وجسمه رضوض .. معقوله تهاوش معهم ؟!
رجع يضرب خده ويناديه لكنه مالقى أي رد وحط يده على نبض وهاج وتنهد براحه من حّس فيه نبض و شاله على ظهره على طول وهو يركّض به ناسي أغراضهم وراه ، كان يحس بنبضات قلبه المضطربه من خوفه عليه كان منظره أشبه بالجثه و إيده اليسار ما تتحرك أبدًا !
يحس بإختلاط مشاعره من خوفه وقهره منهم وهو متوعد فيهم ومتحلّف لأنه يدري انهم هم مافيه غيرهم كون وهاج بالجامعه إنسان مرح ومحبوب وذكي وولا له أي عداوات ابد الا معاهم
شغل السياره وهو يتجه لأقرب مُستشفى وهو ينزّل بوهاج الي كامل ما شاف وجهه والرضوض الي فيه ينقبض قلبه
دخّل بـه وهو يركض بالممرضين أحد يجي يشيل وهاج ،
ركضو له ممرضين بـ سرير مُتنقل وهم يحطونه فيه ويركضون به لإحدى الغُرف بينما خالد يركض وراهم بقلق
-
الظهـر- بيت نايـف/
دخلت رسن الي توها راجعه من الجامعه ركض إلى غرفة أختها ، كانت أشعار مرتمية يحضن تذكار الهادئه .. و هي تناظر أمامها بفراغ وببرود مُخيـف على حالتها!
رسن عقدت حواجبها وهي تجلس قدامهم : وش فيكم؟
تذكار أشرب بعيونها على اشعار الي مازالت ساكتة وهادية
رسن بتنهيده هزّت اشعار : هيه يا بنت العرب معاي انتي؟
اشعار بهدوء : وش تبين؟
رسن : وش وش الي ابي وش فيك ساكته كذا
اشعار ابتسمت بسخريه : ليه وش تبين حالي يكون مثلًا؟
رسن بتنهيده : اشعار ..
اشعار قاطعتها وهي توقف : اذا بتقولين لي مواويلكم الي تعيدونها من أمس فـ وفري على نفسك و علي الوقت ، ماعاد أبي اسمع اي شي!
رسن بلعت ريقها : كنت بقول أن ابوي يبيك
اشعار رجّف قلبها وهي تتجمد في مكانها بدون تلّف : وش يبي !
رسن نزلت راسها وهي تلعب بيدينها بحزن : امي وصتني اقولك لا تنسين الي امس
اشعار بلعت ريقها وهي ترمّش بسرعه ما تبغى تصيـح، ماهو وقته!
رفعت راسها وهي تطلع من الغرفه بهدوء ، نزلت الدرج وهي مع كل درجه تحّس بإنها رايحة للمـوت.. كيف بتكون على ذمة رجل غير بهـاج؟! عجزت تستوعّب هالشيء ، حست بضيق في صدرها و بإزدحام فكرها وهي تستشعر بإنها رايحه تقول موافقه على خُطبة شخص إسمه مو بهـاج! ماهو بهاج حبيب طفولتها وشبابها، بتتزوج بشخص غير عن اللي بنت بيتها معـاه.. صار لازم تأثث بيت عُمرها من جديد يا كبرها من خيبـة !
جلّست قدام ابوها بذات نظراتها الهادئة الخالية من أي حياة بينما الهنوف جلست بالمطبخ و هي ما تبي تحضّر هالمشهد أبـد!
نايف بإستغراب : فيك شيء يا بنيتي ؟
اشعار بجمود : لا
نايف استنكر ردها لكن تنهد وهو يغيّر الموضوع : طيب انا مناديك عشان أقولك أنتي يا اشعار يا بنيتي كبرتي و صرتي بسن التخرج و الزواج صرتي عروس بسم الله عليك و على قلبك .. فايز ولد عمك مساعد خطبك مني وقلت لهم الراي راي اشعار ، وش قلتي يا بنيتي؟ وانا ماني ملمع صورة ولد اخوي قدامك .. لكنه رجال والنعم فيه اخلاق ورجوله مصلي مسمي واول من يحضر بالمسجد كل فجر هو وبوظيفه وراتب عالي و موافق على كل الشروط الي بتحطينها وولا يخفى عليك اهله انتي خابرتهم مرتن اجوديه وعمك مايحتاج انتي بنيته .. فكري واستخيري وردي لي خبر
فتحت اشعار فمها وهي تبي تنطق الكلمه لكنها عجزت .. تأتأت وحاولت مره ومرتين إنها تقول موافقه .. كلمة من ست حروف احد لسانها ينظّق بها
نايف عقد حواجبه : وش تبين تقولين يا اشعار؟
عضت اشعار على شفايفها وهي تنزل راسها من حست بدمعتها نزلت ،
نايف وقف وهو يقرب منها بقلق : اشعار انتي فيك شي؟ يوجعك شي؟
اشعار هزت راسها بقوه وهي تأشر على قلبها وتضرب صدرها بقوه : قلبي يا يبه قلبي يوجعني بالحيييل .. ما يهدأ ابد ، المه ما يهدأ ابد كيف أخليه يهدأ يا يبه كيييف؟
نايف بخوف مسك يدين بنته : اشعار يا بنتي وش فيك؟ تبين المستشفى ؟ قومي قومي
اشعار بلعت ريقها وهي تردف بنبره هاديه وصوت مرتجف وهي توقف عن الحركه فجأه : موافقه
نايف : هاه؟
اشعار بأنفاس سريعه و هي تحس بإضطراب : موافقه يا يبه موافقه
نايف مسح على شعرها بحنيه : ما هو وقته يابوي قومي نشوف وش علتس.. وان كانه بسبب الزواج فبلاها واقعدي في بيتي وتحت عيني
اشعار عضت على شفايفها وهي ترمش من دموعها : موافقه يا يبه قلت لك موافقه خلاص خل ينتهي الموضوع هذا
نايف أحتضن راسها وهو يسايرها : تمام يا عين ابوك انتي تمام انتي الحين أهدي
رسن و تذكار الي كانو واقفين ببداية الدرج و يراقبون الموقف ، كانو يحسون بقلوبهم تتقطّع من حال اشعار المُرتجّف والكئيب .. وكأنها تقول موافقة على قرار ذبحها مو على الخطبة ، او الأثنين بالنسبة لها سيّان؟
تيام الي طلع من غرفته عقد حواجبه من منظرهم ووقف وراهم وهو يردف : وش عند دلي وملي ؟
فزو تذكار ورسن وصقعو في بعض من الخوف
تذكار : روح يا تيام ياجعل يروعك جني قل امين
نايف الي تحت رفع راسه من انتبه لهم واردف بضحكه : خير وش عندكم فوق تتسمعون علينا!
ابتسمت رسن بورطه وهي تحك راسها : لا ابد بس كنا مارين وكذا
تيام رفع حاجبه : بس كنا مارين وكذا؟ بسوق انتي مب بالبيت
تذكار قلبت عيونها : ماتعرف تنكت يا ثقل الدم
تيام بنرفزه : شوفي انتي ان ما سكّتي بلتك كف كفايه اني ساكت على تحريشك يا السوسه
تذكار شهقت بدراميه : عم نايف يرضيك اتهدد وانهان بوسط بيتك؟ ياحييييف بس!
نايف وهو يلعب بشعر اشعار الساكنه بحضن ابوها وتحس كل الي حولها من ضجيج واحداث أحلام واوهام ماهي حقيقه : لا والله ما يرضيني يا بنيتي لكن انتي تعرفين تيام ما عليه شرهه ولا منقود
تذكار : عزلله صدقت من هالناحيه .. الا اقول ما ودك تسلمنا اشعار خلاص قالت لك رايها
نايف بضحكه : حتى ذا سمعتوه ماشاءلله
تيام وهو نازل : ما يفوتهم شي بل مكبرات مو اذاني
نايف ألتفت بوجهه على اشعار : الواضح ان دلوعتي ما تبي تقوم من حضني
بعدت عنه اشعار وهي ترقى الدرج و تتعداهم كلهم وتدخل غرفتها بكل هدوء ، هدوء تام ..
نايف بقلق : البنت فيها شيء ولا علي من الحكي .. رسن تذكار اجمل تدرون وش فيها؟
تذكار تحمحمت : ابد بس متهاده مع صديقاتها لكن ماعليك بننفضها لك الحين
رسن بهمس : صديقاتها اجل ابوك يالترقيعه الخايسه
نايف تنهد بارتياح : اشوى بس هوشه ماعليه يتراضون بعدين
تذكار هزت راسها وهي تسحب رسن بعد ما ضربتها بكوعها : ايه ايه ماعليك لا تشيل هم
تيام ميل فمه وهو يضيق عيونه عليهم : اقص يدي لو ما وراكم بلا
تذكار قلبت عيونها : ليتك تريحنا يا المحقق
كش عليها تيام وهو ينزل ويجلس بالصاله بينما رسن وتذكار ركضو على طول لغرفة اشعار لكن لقوها مقفله ، طقو الباب اكثر من مره لكن اشعار صرخت فيهم عشان يتركونها لحالها
تذكار سحبت رسن معها بتنهيده : خلاص خلينا نخليها على راحتها .. ونرجّع لها العصر او المغرب بعد ما تنام وتصير اهدى
رسن بقلق : بس انا خايفه عليها
تذكار بجديه : هي أصلًا تحتاج وقت مع نفسها .. ما يمديها حتى تستوعب الي صار كل شي أنقلب في يوم وليله ما تشوفين الهدوء و التبلد الي صابها؟ لأنها ما هي مستوعبه اي شيء من الي يصير ! خليها لحالها فتره بينفعها هالشيء
رسن تنهدت وهي ترجع لغرفتها بيأس
انسدحت رسن على السرير بينما تذكار اتجهت لتسريحتها وهي تفتح بالدروج : والله وشريتي مكياج جديد صدق
رسن وهي تقلب بشعرها : ايه حقي الي قبل كسره وهاج الكلب كان طالع من بيت جدي يركض وانا داخله وبيدي شنطة المكياج وصقع فيها وطاحت وتكسر كل شي
تذكار وهي تحط روج : لونه رهيييب
رسن نطت فجأه : خليك من الروج وش صار على رائد؟
تذكار لفت عليها : اسمعي لازم نجيب بأي طريقة ، لازم ناخذ كرت العايله حقه
رسن بتفكير : طيب هو الحين بالديره ولا هنا؟
تذكار : سألت جمايل تقول إنه بالبلاد ماهو بالديره
رسن بنص عين : وانتي كل شي عندك له اجابه بسم الله ما يفوتك شي
تذكار بحماس : وش رايك نروح بيتنا الحين ونخليه يجينا هناك؟ يعني نقوله نبي بحث اي شي
رسن بملل : الله على ذكائك يقولون لك في شغله وين يجيك معه
تذكار قلبت عيونها : وربي انك غبيه كأنك جدتي وش هالمناوبه الي مدتها اسبوع؟ وهو متزوج ركزززي
رسن شهقت : يعني هو هنا الحين مع زوجته !!!
تذكار : بدري عليك تو توصل المعلومه
رسن وهي تناظر بساعتها : اصبري طيب تونا الظهر
تذكار وهي تمسك بجوالها وتتصل برقم رائد : بأرسل له واشوف وينه واقوله يجينا اذا وافق يجي الحين بنروح بيتنا
-
خيمة سهـاج/
دخل نياف وهو يلعب بمفاتيح سيارته : السلام عليكم
سهاج رفع راسه من شروده : وعليكم السلام ياهلا زين انك جيت
نياف اومئ : شفت رسالتك وجيت وش فيه الاخ؟
سهاج رفع كتوفه بتنهيده : والله اني مدري فجأه قام يصارخ و يوّن ويمسك رأسه لين عطيته مسكن وقريت عليه ونام
نياف جلس بجنبه وهو يعقد حواجبه : لا يكون ارتفع ضغطه؟ هو له كم يوم نفسيته مش ولابد
سهاج : مدري عنه رفض إنه يروح المستشفى
نياف بعصبيه : وهذا هو محد بيوديه في دواهي الا عناده الي يفّك الراس
سهاج وهو يوقف : انتبه له انا عندي مشوار بالرياض أخلصه واجيكم
نياف هز راسه : مالي دخل لو قام قبل تجي وصارت حروب هنا ما اتحمله انا تعرفني
سهاج ضحك وهو يهز راسه بيأس : وانت من تتحمل يارجال ؟ ردي حظ زوجتك بس
تنهد نياف من قال زوجتك وهو يحّط راسه على المركى ، عجّز يطلعها عن باله و كل ما قال نسيت رجعت لباله !
طلّع سهاج جواله وهو يفتح على الموقع الي اخذه من جوال بهاج ، موقع بيت فـاهد! سمى بالله وهو يشغل سيارته و يمسك خط الرياض
-
المستشفـى /
خالد بلع ريقه وهو يردف : كيف التهاب أوتار شديـد؟
الدكتور بهدوء : التهاب الأوتار يصير لمن تصاب المادة الزلقة المحطية بالأوتار بتورم والتهاب .. وهذا الشيء يصّعب من حركة الأوتار ويقلل من القدرة على التحكم بها
خالد وسع عيونه : بس بس هو تخصصه جراحه!!!!
الدكتور اردف بأسف : يؤسفني إني اقول هذا الشيء لكن لازم يغير تخصصه .. الجراحه ما بتناسب إيده أبدًا ، لأن الواضح لي إن عظامه ضعيفة و ما تحمّلت الالتهاب لذا مُدة شفائه بتكون أطول و مُمكن يُشفى مؤقتًا و يرجّع له الالم و عدم القدرة انه يحرك يدينه بأي لحظة .. الجراحه أسوأ خيـار له !
-
إنتهـى.
"إن وجدت أخطاء املائية اعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن