Part : 39

14.3K 291 55
                                    

-
بيت رابـح/
دخل رابح الصاله وراسل وراه يتنهد
راسل : يايبه تراك تعبتنا من امس وحنا ماندري انت وينك فيه
رابح بهدوء جلّس : صب لي قهوه وانت ساكت
عدلت اقبال جلستها بسرعه وهي كانت منسدحه بحضن عمتها الزين الي كانت تلعب بشعر اقبال بشرود تام ..
تلفت رابح قبل يردف : وين امي ؟
اقبال : في غرفتها عندها جمايل
التفت رابح للزين قبل يردف بحنيه : الزين ياعين ابوي وينتس عن العالم
الزين لفّت عليه بهدوء : مارحت مكان هذاني قدامك
رابح : لا تشيلين هم بهاج وتولمي انتي وجمايل باخذكم له اليوم الطبيب سمح بالزياره له من بعد المغرب ويقول لازم تهرجونه كود انه يصحى
فزت الزين بلهفه : انت صادق يا اخوي ؟ متى قالوه متى
رابح باستغراب : ما علمك وهاج!
الزين نفت براسها : ما ادري عنه ما شفته من جا وهو عند جمايل ويوم نزلت قبل شوي تقول انه نام
اقبال كانت تفرّك بيدينها بتوتر تنتظر متى يبدأ أبوها حواره معها وهي ملاحظه من نظراته وحركاته إنه يبي يكلمها،
راسل لف عليها قبل يردف بهمس : وش اخبار رسن؟
اقبال عقدت حواجبها وهي تلّف عليه : نعم !
راسل بلع ريقه من نظراتها واردف بتلعثم: شسمه هذا امي تقول ان امس كانت تعبانه هي
تكتفت اقبال وهي ترفع حاجب : امي اجل ؟ امي وقت تعبت رسن كانت نايمه ولا تدري عن الدنيا وانا سألتها بنفسي وقالت انها ما تدري ولا كمّدتها، وجدتي نايمه من يذن العشا وش تبي توصّل له راسل؟
راسل شتت نظراته : ما ادري وش تتكلمين عنه
اقبال رصّت على اسنانها : لا تدري و تدري زين بعد وكم مره قلت لك وحذرتك وعدت وزدت لكن انت مصر ما تفهم!
رابح وقف : اقبال الحقيني
بلعت ريقها اقبال قبل تاخذ نفس عميق وهي تطلع ورا ابوها
بينما الزين راحت للغرفة الي تنام فيها جمايل بسرعه
فتحت الباب وكانت الغرفه ظلام دامّس ووهاج منسدح بين الفرش ونايم
قربت بهدوء وهي تعدل وضعيته قبل تمسح على شعره بتنهيده خايفه وكثير ولا ندري هي تخاف على بهاج ولا تخاف على وهاج من عقبه، وهاج الي موقفه مع ابوه وجده هزّه كثير وخلاه متزعزع المشاعر ومهزوز .. ما يقدر يواجه المواقف الصعبه ولا يتحكم في نفسه .. وش بتسوي معاه ؟ كان كل حيله حاطه بـ بهاج لكن الحين هي وش بتسوي وهو وش بيسوي؟
بعدت عنه وهي تنسدح بجنبه قبل تناظر الساعه .. شدته بحضنها وهي تقرا عليها وقلبها وعقلها يتشاغبون على بهاج وينتظرون الوقت يمر بسرعه وتشوفه قدامها
اما في غرفة مزون الي كانت مع جمايل تمسج راسها
مزون براحه : اييه هذا التهميز الزين ماهو تهميز رسين واظافرها الي كنها اظافر تسلب شوي وتخرق مخي
جمايل ضحكت بهدوء : حرام عليك جديده كانت تحاول تنفعك
مزون بتكشيره : الا فضت راسي بحكيها ماتعرف تسكت ابد
جمايل : جديده أنتي هذي الايام ضغطك ما نزل ابد! تكفين خلينا نروح ونتطمن عليك
مزون بحزم: مانيب رايحه مالتس دخل فيني لو اموت على اساس به احد يهتم خلني اموت ابرك لي
جمايل فزت بهلع وهي تحضن جدتها : جده بسم الله عليك وش هالحكي!!!
مزون بتنهيده: وش تبيني اقول يا بنيتي اجل؟ لا جدتس خذا بخاطري ولا عيالي درو عني .. الكبر شين يا بنيتي شين واقشر لا قدتس باخر عمرتس وتتلفتين تدورين الي فنيتي عمرتس عشانهم ولا تلاقين واحد فيهم حولتس يا راكضين ورا اعمارهم يا ورا عيالهم .. اجل يتهادون قدامي كلهم عشان عيالهم ولا سألو في امهم كبيرة السن ومريضة الضغط وهي تشوفهم بذا الحال
جمايل عقدت حواجبها بإستغراب: مين الي تهاد جده غير يوم خالي رابح وامي يهاوشون رائد!
مزون: والله مالي حيل احكي كم باقي على المغرب يمديني ارقد ولالا
جمايل : جديده انتي صايره تنامين واجد! ترا عمتي هيا تسأل عنتس كل شوي وهي تكلمني كلميها وش رايك؟
مزون بتفكير: ايه عطيني خليني اكلمها كود ارتاح لا حكيت لها شوي
جمايل وقفت قبل تلف عليها: الا اقول وش رايك تروحين معنا المغرب لبهاج؟
مزون فزت بلهفه: هو صحى ؟
جمايل تنهدت بهّم: لا بس نقول ان شاءلله يصحى
مكتب رابـح،
دخلت اقبال ورا أبوها وهي تفرّك بيدينها بتوتر
رابح ركز نظره على ايدينها المرتجفه قبل يطالع فيها بهدوء: من متى يا اقبال تتوترين بوجودي ؟
اقبال : من قال اني متوتره يبه
رابح بجديه : يدينك قالت ، وعيونك تكلمت وحتى جسمك الي يرجف قال وش صاير فيك يا بنتي لك كم يوم منتي على خبري
اقبال ميلت فمها بتوتر وهي تنتظر متى يفتح طاريه : ما فيني شي يبه يتهيألك
رابح : أنتي تبين هباب ولا لا
اقبال بتعجّب : وش جاب هالطاري ! مو حنا تكلمنا بالموضوع وخلصنا
رابح هز راسه بنفي : انا الي تكلمت وانا الي خلصت .. من فرحتي وحماسي بذاك اليوم ما خليت لي مجال حتى اسألك ولا اتاكد من رايك طرت بالعجه.. لكن موقف راجح خلاني اعيد النظر في هالموضوع
اقبال بلعت ريقها وهي تومئ ببطئ : موافقه يابوي وقلت لك من قبل وارجع اقولها انا شوري من شورك ولا لي راي بعد رايك .. ولا تقسى على عمي راجح هو فعلًا كان مع بهاج رايحين يخطبون اشعار وصار الي صار ماهو متقصّد يسوي الي سواه، ما يصير يا يبه هذا اخوك واخوك الكبير بعد ما تشوف كيف حالكم بدون بعض كلكم مهمومين ولا جدتي الي مرتفع ضغطها ولا عاد نزل والله اني خايفه يجيها شي! ما فيه شي اهم من صحتها وصحكتم لا تنسى ترا عمي راجح مريض ضغط
ابتسم رابح بتأثّر قبل يمشي لها وهو يحضنها لصدره : متى كبرتي يا بنت بالأمس كانت تربط شعري ببكلتها الورديه.. متى يا اقبال؟
اقبال ابتسمت بإرتياح وهي تشّد على ابوها : من يوم صرت اخاف عليك ما اخاف منك .. انت كل دنيتي يا يبه واهم ناسي واغلاهم والله لو اموت عشانك انها فدوه
-
بيت راجـح/
كان واقف هباب برا عند عتب بابهم وهو يفرقع العلك بفمه ويلعب بجواله تصادم
طلع راجح من المجلس وهو ضايقه فيه وصدم بهباب على الباب
راجح بعصبيه : ووجع ما تشوف انت
هباب شرق بالعلك الي بفمه بصدمه ولا عاد قدر يتكلم او يتنفس
تمسك بثوب ابوه بقوه الي ارتاع وهو يهزه : هبيب وجع وش جاك
على طلعة رابح من بيته الي استغرب من وقفتهم وجاهم ركض يوم شاف هباب يطيح على الارض وراجح يسنده عليه
رابح بسرعه : سلامات وش فيه
راجح وهو يصفق وجه هباب الي صار احمر من كفوف ابوه : مدري مدري عنه فجاه تحرول علي
هباب كان يأشر بيده على حلقه لكن ابوه مب فاهم شي
رابح بسرعه وقف وراه وهو يحط يدينه تحت صدر هباب ويضغط عليه بقوه مرات متتاليه لين طاح العلك الي بفمه
تنفس هباب براحه وهو ياخذ انفاس سريعه بينما راجح رمّش بعدم إستيعاب قبل يوقف وهو يصفق راس هباب : ووجع يا هبيب وجع كانك مانت مخليني ارتاح لا قاعد ولا قايم
هباب بتكشير: الله يهديك يبه ما بقيت كف الا طبعته على وجهي قسم بالله خدودي توجعني لو ما انقذني عمي رابح كان مت من كفوفك
ضحك رابح وهو يبوس راس هباب الي للحين طايح على حضنه : بسم الله عليك يبوي من الموت قم قم فالك الزين ان شاءلله
هباب عدّل جلسته وهو يحب راس رابح بسرعه : جعل عمرك طويل وش له داعي انا الي احبك على راسك مب انت
راجح ناظر رابح قبل ينزل راسه بضيق وهو يرجع يبي يدخل
مسك رابح يدين راجح بسرعه قبل يدخل : هاه على وين .. منت مستقبل اخوك الصغير؟
رفع راجح راسه بسرعه : استقبل اخوي الصغير؟
رابح عقد حواجبه وهو يترك يدينه : اييه اجل شكلك ماتبي خلاص ماهيب مشكله
لف بيروح لكن ما حّس الا براجح الي يسحبه وهو يضمه بقوه : الله يسامحك الله يسامحك كانك ضيقتني ورفعت ضغطي جعله امحق اخو صغير مير البلا بالقلب ما يعيف اخوانه
رابح تنهد قبل يشد على راجح وهو يحب راسه بحركه سريعه: اعذرني ياخوي .. انت تعرف غلاة اقبال عندي اقبال ماهيب بنتي وبس اقبال بكري وعيوني وروحي ما ارضى عليه لو بطرّف تسرعت وجيتك ندمان ومتحسف ان كانك بتعذر اخوك
راجح بعتب : وهي يعني ماهيب بنتي وانا الي برضى عليها ! الله يهديك يا رابح ليتك ما بررت ولا سمعت حكاك ذا
رابح بسرعه : لا والله اني خابر انها بنتك وبتحطها في عيونك لكن انت تخبر قلب الابو يا ابو هباب ولا انت جاهلن به
راجح ابتسم بضيق : ماعليه ياخوي ماعليه .. امش نتقهوى عند ابوي نسمح خاطره عن موضوع بهاج ورائد
رابح مشى معه بعصبيه من ذكر رائد : لا تطريه هالحيوان ولا تجيب له علم
راجح : هو وينه مختفي! امي يقولون البنات لها كم يوم وضغطها ماينزل
رابح بقلق: تقول لي اقبال ان ضغطها ماعاد نزل وطول يومها مصدعه وراقده لازم نشوف لنا دكتور ياراجح
راجح اومئ : خل نروح لها الحين ونشوف
-
شقة ربـاح /
كان قاعد نياف وهو يناظر بجواله بضيق .. ابوه يقرا رسايله ولا يرد .. توصله مكالمته ولا يرد عليه! هو يحس انه بينفجر من هالموضوع الي ما يدري كيف صار ولا يدري الحين جدانه وش احوالهم!
رفع راسه بتفكير قبل يكلّم إحدى الرجال الي يعرفهم وهو يطلب منه سلف لمبلغ كبير ، بياخذه ويعطيه جده على اساس إنه فلوس البيت .. إستحاله انه يخلي جدانه كذا
سهاج بإستغراب جلس وهو يسمع المكالمه جنب خالد : من يكلم ذا!
خالد : يكلم واحد يطلب منه سلف بمبلغ كبير! هذا وش بيسوي
سهاج لف على نياف وهو عاقد حواجبه .. رمى عليه مخده ولف عليه نياف وهو يرفع حاجب بمعنى "وش تبي؟"
اشر سهاج على جوال نياف : من تكلم !
نياف سوا بيده "شوي" قبل يلف عنهم وهو يكمل المكالمه .. بعد دقايق قفل من الرجال وهو يتنهد بهّم .. دينه حق الفلوس الي خذاها لترميم البيت للحين ما سدد حتى لو نصه وزاد عليه دين هالحيـن !
سهاج : من كنت تكلم انت وش سالفة المبلغ هذا
نياف وهو يحط جواله على الطاوله قدامه : بعطيه جدي على اساس انه فلوس البيت
خالد بعدم استيعاب : انت تستهبل! ما بعت البيت كيف اعطيه فلوسه وكانك تأكّد له انه انت؟ بعدين اسالك بالله انت خلصت دينك الاول عشان تطلب ثاني ! ترا أشيّن مابه الديون لا تتراكم عليك وانت توك في اول شبابك
نياف : جعلها تثبّت علي اهم ما علي اشوف جداني بحاجة احد .. حسبي الله هذا الي اقدر اقوله.. ماهو راضي حتى يعلمني عن العقد ولا كيف انباع! انا شاك انه لاعبن على ابوي والبيت ما انباع
سهاج بهدوء : البيت ما انباع .. كيف ينباع و الوكاله معك أنت؟ هو بس يلعب على عمي بادي عشان يصدّق إنه أنباع و يطلعون منه و هو يأجّر هالأرض و يستفيد من فلوسها شهريًا بعد .. لازم توقفه عند حده يا نياف
نياف ابتسم بسخريه : انت تدري منك تتكلم عنه؟ عن ابوي .. كيف اوقفه عند حده وش اسوي له؟ انا حتى دعاء عليه ما اقدر ادعي!
خالد بحميه: ما عليك ازهل ان كانه ابوك انت فهو مهوب ابونا بنفتش وراه لين نمسك عليه ممسك ويتضح لعمي بادي كل شي
نياف ابتسم بغصه وهو يوقف : بروح اتروش
سهاج : ورع تتروش بهذا الوقت ! الجو بارد لا تمرض
نياف مارد وهو يكمل طريقه للغرفه
خالد بتنهيده : راح يبكي والله اني داري
سهاج لف على خالد : تعرف رمز جواله؟
خالد باستغراب : ليش وش تبي فيه
سهاج وهو يوايق على نياف ويتأكد انه بالحمام رجع للصاله وهو يمسك جوال نياف: عجل قبل يطلع
خالد اومئ: ٢٠١٢
سهاج باستغراب : ٢٠١٢ !
خالد ابتسم : السنه الي صرنا فيها شله .. ما يوضح عليه بس انه عاطفي مره
سهاج أخّذ رقم الي دق عليه نياف يتسلّف منه ووقف : انا بطلع اكلّم اهم شي نياف لا يدري بي ابد سامع؟
خالد : اول علمني وش انت بتسوي !
سهاج: بكلم الي تسلف منه نياف وبعطيه فلوس ديونه على الاقل يخّف عنه شوي وبخليه يقول ان فاعل خير سدد كل ديون الي عنده ولا اي شي
خالد وهو يطلع جواله : اجل اصبر حتى انا بدفع ماهوب اخوك لحالك
سهاج : اقول انثبر وانتبه لا يطلع ماهوب وقت فزعتك ذلحين
رجع خالد مكانه وهو يرفع جواله ويحول مبلغ لسهاج وعينه على الغرفه
بينما سهاج اتصل على الرجال وهو يتفق معاه قبل ينزل جواله وهو يروح للمستشفى .. يبي يشوف بهاج وبشده
تكلم مع دكتور بهاج وبعد ربع ساعه من الحوار أقتنع دكتور بهاج إنه يدخّل عليه لكن شرّط عليه وحرص عليه بالتعقيم قبل يدخل عند بهاج،
لبّس لبس زوار مرضى العنايه المركزه وهو يحّس برجفة جسده ، خطواته تمشي وقلبه وكأنه واقـف، ماهو مستوعب إنه بيشوف بهاج بهذا المكان
دخل الغرفه وهو يبلع ريقه .. بهاج منسدح وهو مغمّض عيونه ووجهه بلا أي تعابير ، عيونه المبتسمه وضحكته المرتسمه على وجهه ما شافها هالحين .. فمه أزرق ووجهه شاحب بشكل مُخيف .. شعره طال وكثيير وهو الي ما يحب الشعر الطويل ويقصه أسبوعيًا لأن شعره يطول بسرعه .. الأسلاك الي بكل مكان و الاجهزه حوله وهو طايح بينهم لا حول ولا قوه خلت قلب سهاج ينقبّض
عض على شفايفه وهو يأخذ نفس عميق و يغمض ما يبي يشوف بهاج بهذا الشكل ،
ثواني وفتح عيونه بعجّز وهو يقرب بيده المرتجفه ويحطها على شعر بهاج قبل يبتسم بضيق : بهاج شعرك طال .. الي كنا نضايقك انا ونياف فيه صار طال شعرك ولا قصيته .. مضايقك صح ؟ حتى انا مضايقني وجودك هنا ومضايقني انك هنا واخر لحظه بيننا كانت هواش .. تذكّر يوم كنا مراهقين وطحت انا بسبب اني شربت مشروب طاقه وركضت كثير ونبضات قلبي ما استقرت لفتره.. تذكر وش قلت انت للدكتور ؟ قلت له عطّه قلبي عادي بس خله يرتاح طيب انا الحين كيف أعطيك روحي وأنت ضايق عليها؟ بيننا يا بهاج قصص ما احد يعرفها وضحكات ضحكناها مع بعض حتى وحنا بعز ضيقنا بس لأننا كنا بجنب بعض قدرنا نضحكها بيننا فروه عطيتك ياها دفتك من البرد ومسطره علّمت على يدينك بدالي لأنك قلت للمدير انك الي كتبت على الجدران عشاني كنت بسنة تخرج ومحتاج لدرجات المواظبة بيننا شكشوكه تقاسمناها كل صباح وجاكيت تشاركناه كل ظهر وكوب شاهي تشرب انت نصه وانا نصه قدام خيمتي كل ليل .. كيف تبي تبعّد عني وانا اشوفك بخيمتي وشاهيي وفروتي وكل تفاصيل حياتي؟
عض شفايفه وهو يبلع غصته قبل يكمّل وهو يغطي عيونه : ترا ادري آنك مانت زعلان مني ولا تقدر وحتى لو تبي تزعل عادي بس قم تكفى
تنهّد بهم وهو يمسح على وجهه : ماتعودت انك حتى ما ترد علي يا بهاج ماتعودت
نزل راسه بخيبه وهو يطلع ويجلس قدام كراسي الانتظار بشرود وكل الي في باله منظر بهاج الطايح
-
دبـي /
وقّف ورا هناي وهو يتأمل يدينها المرتجفه الي تحوم حول إسمه بجوالها ،
أردف ببرود : ما يحتاج تكلميني هذاني هنا
جمدت هناي وهي ترمّش بعدم إستيعاب .. هي سمعت صوت رائد ولا تتوهم؟
رائد ابتسم بسخريه : ما تقدرين حتى تلفين علي او تحطين عينك بعيني صح؟
هناي بلعت ريقها وهي تحس بنبضات قلبها تتزايد بعنف ، إقترب رائد بهدوء وهو يوقف قدامها : أنا الي بوقف قدامك عشان تشوفيني ماهي مشكله ما انا كنت دايم لازم اقطع مية خطوه واسوي المستحيل عشان اوقف قدامك وتشوفيني لانك بدونها ماراح تشوفيني أصلًا
هناي إنلجمّت وهي ما زالت مب مستوعبه انه قدامها عشان استوعب كلامه او تقدر ترد!
رائد التفت على فهد الي جاي جهتهم الدكتور الي قال لـ هناي لازم حضور ولي الأمر
ابتسم بحمود وهو يسلّم عليه : الله يسلمك و يبقيك يا فهد ما تقصر .. عزام خلص؟
فهد : إيه من زمان وهو يسأل عن امه
ناظرتهم هناي بعد فهم قبل تلّف على رائد لمن أبعّد عنهم فهد : من هذا و وش قصدك بخلص عزام!
رائد صفق بضحكه : أخيرًا تكرمتي وتكلمتي صراحه ما توقعت بتتنازلين عن عرشك وتكلميني ! صدمتيني
هناي بحده : لا تستفزني وجاوّب على قد كلامي !
رائد بذات الحده تقدم منها بتهديد : كلامك هذا تمشينه علي زمان ماهو الحين .. ولدي بيرجّع معي وأنتي انثبري عند امك .. هذا إذا لقيتيه أساسًا ، ما كنت بمشيها لك بالساهل لكن صدمتك بأمك بعد شوي بتكفيك لكن عزام بتحلمين فيه يا هناي والله لا تحلمين فييه
إتسعّت عيون هناي بصدمه : انت وش قاعد تقول! وش دخل امي الحين بالموضوع وولدي ولدي والله ما تاخذه مني أصلًا انت ما تقوى على هالشيء يارائد مستحيل
رائد ناظرها ببرود قبل يلّف عليها وهو كان بيمشي : روحي شوفي جوالك اذا لقيتيه وشوفي سحوبات بطاقتك .. ولا تنسين ترجعين لشقة أمك وتشوفين هي باقي هنا ولا لا
هناي لحقته بسرعه وهي تردف بحده : انا ما يهمني خرابيطك هذي كلها ما يهمني الا عزام وبس رح وقع على عمليته
رائد ضحك باستهزاء : انتي يا غبيه يا تستغبين .. عمليه وهو طايح على راسه على ازفلت ؟
هناي رمشت بعدم استيعاب : وش تبي توصلّـه ! أنت كيف جيت من الاساس .. ما تهمني ولا يهمني وجودك وبالطقاق الزّم ما علي الحين عزام و بس
رائد بحده : صحيح واضح مره لدرجة انك نص ساعه مرت ولا كلمتيني !
هناي بدموع تجمعّت بعيونها اردفت بتعب : عزام بخير ولا لا؟
رائد بلع ريقه من شاف دموعها ورّق قلبـه لكن أردف بمكابرة وهو يصد عنها: لو هو يهمك ما خذيتيه ولحقتي امك وبعدتيه عن بيته وعن ديرته وعن ابوه
هناي بإنفجار ودموعها تسبقها: لأني تعبـت منك تعبت سنين وأنا عايشه بالسر انا وولدي وكأننا نكره بحياتك ، اذا امك تهمّك انا ولدي يهمني بعد ! بالطقاق انا خلني لا تعلّم أحد فيني و راضية أعيش وانا منسيه بس ولدي وش ذنبه؟ وش ذنبه يتيتّم وابوه موجود علمني؟ أنت ما أنت ابوه ولا أنت زوجي وولا بعمرك صرّت عشان تجي تعاتبني الحين .. انا كنت الرجال بالبيت انا .. كنت الأبو و الأم و تعبت وانا العب دورين طاقتي أنتهت وانا بكبري أنتهيييت!!!
رجّف قلب رائد و هو يسمع كلامها اللي أخترّق مسامعه، دمّر أحساسه رجفة صوتها والشهقات اللي ما تخليها حتى تكمّل كلمه وحده وهي تقاطعهـا!
التفت وهو يعض شفايفه من شاف دموعها ممليه وجهها اللي أحمّر من الصياح، أقترّب وهو يشوف المارين يركزون فيها
سحبها من وسط الممر وهو يتجّه معها على الجوانب ، حضنها بكل قوته وهو ودّه لو يدخلها داخل ضلووعه
كانت هناي بوسط حضنـه بلا أي مقاومة ولا أي حراك لأن مالها طاقة أصلًا تسويها وتبعّد ،
همّس بأذنها بهدوء: لأني ما أبي احد يشوف ضعفك ولا أبي احد يعرّف أنك تبكين خبيتك بحضني، تبكين بحضني ولا تبكين بوسط الممرات قدام الرايـح والجاي .. لكن قلبي عتبان عليك بالحيـل يا هناي بالحيـل ولا هو راضي يهدى !
تهدّجت شهقات هناي وهي ما تجرأت حتى ترد عليـه،
بينما رائد سنّد رأسه على الجدار وراه وهو يتأمله بتفكيـر.. يسترجّع الأحداث قبل يومين ، يوم عرّف من صديقه بالجوازات إن أخر رحلة لـ هناي كانه لدُبـي.. وكان يومين كاملة يدور عنها بكل فندق وكل مستشفى وكل بقعة في دبي لأجل يوصل لطرف لها ، دوّر حتى عن أسم أمها لكن ما حصّل أي شيء ! الا إن أتصّل عليه صديقه الإماراتـي فهد الي لمن لاحظ أسم عزام الكامل طرى عليه وأتصل فيه وهو يسأله .. لكن ما كان هذا الي هو مخطط يسويه ما كان مخطط أبد انه يلمّها بين أحضانه ولا يلين عليها بالكلام، كان يبي يوجعها .. كان يبي يلوي ذراعها لكن كيف صارت بين ذراعه تبكي؟
"أراضيك غصب لو خاطري
‏زعلان و أحايلك وأقبلك
‏وأعانقك وإن قلتي أنا الغلطان
‏انا الغلطان ، وأكذب كل مافيني
‏وأصدقك"
-
بسيارة السـايق/
تذكار بوناسه : تخيلي ابوي فك الحصار خلاص يمديني أروح بيت عمي رابح
رسن : غريبه كيف رضى
تذكار: والله مدري المهم نروح أبي اعرف اخر الاحداث بعيني
رسن بلعت ريقها بلا رد وهي تذكر أمس .. هو كان يكمّدها ولا هي كانت تهلوّس من الحراره؟
تذكار باستغراب: ياهوه وين رحتي
رسن: هاه وين بروح مثلًا! خفيفة دم
تذكار طلعت جوالها قبل تردف وهي تضرب جبهتها بغباء: نسيت اخذ رقم البنت!
رسن: مالت عليك الحين كيف بنتطمّن عليها هي رجعت بيتهم ولا لا ؟
تذكار: مدري بسأل وهاج
رسن وسعت عيونها: عندك رقمه!
تذكار باستغراب: ايه وش فيها
رسن: تستهبلين سلامات هباب هو ليش عندك رقمه وش تبين فيه
تذكار قلبت عيونها: يا سمجك تدرين انه كانه هباب بعدين خذيت رقمه قبل سنتين يوم كنا بنسوي مقلب في هباب وقعد عندي ماحذفته
رسن لفت على السواق: اقول بس مر ستاربكس
تذكار وهي تنزل جوالها: لا مع نفسك ستاربكس مافيه جلسات خارجيه الجو حلو وشكلها بتمطر ابي مقهى بجلسات خارجيه
رسن: مع نفسك انتي لا لا مره يا كومار
تذكار بتهديد: كومار والله لو تروح له بصفقك
رسن: كومار لو ماتروح له والله لا اعلم خالي يفصلك
تذكار تخصرت: لا ياشيخه ترا ابوي اذلفي وراك كومار اذلف لاي مقهى غيره
رسن وسعت عيونها: خير انتي وش هالنحاسه! كومار اذلف عنده
كومار طنشهم وهو يتجّه للبيت متجاهل صياحهم وراه وهواشهم وهو متعود عليهم
-
المـول/
كانت ليالي جالسه على الكراسي وهي تلعب بكيستها الي بيديها، جلس جنبها شخص وفزت قبل تتنهد بإرتياح من شافته رباح..
رباح: بسم الله عليك وش فيك
ليالي: مافيني شي بس اخترعت فجأه جيت
رباح وهو يناظر الكيس عقد حواجبه باستغراب: ماخلصتي؟
ليالي: الا اخذت الفستان
رباح: بس الفستان ! ليش ما تحتاجين شيء غيره؟
ليالي نفت برأسها
رباح رفع حاجب: لا يا شيخه! عاجبتك ملابسي شكلك قومي بس خذي لك كل شيء من الى
ليالي بعفويه: اي والله معجبتني مريحه مره
سكتت ثواني قبل تستوعب كلامها وتردف بسرعه: اقصد لا يع خايسه
ضحك رباح وهو يوقف .. يحب فهاوتها وعفويتها وبششده
مشّت معه ليالي وهي تحس بالإحرااج وكملو تسوق مع بعض والي كان اغلبه من اختبار رباح لأن ليالي ماتختار اي شي
مروا من قدام شلة عيال ولا يدري رباح ليش لكن تلقائيًا يدينه امتدت وهي تحتضّن يدين ليالي الي تفاجئت وهي تناظره بإستغراب لكن رباح ماعلّق ومكمل مشي بهدوء
-
بيت احمـد/
كان جالـس على إحدى الكنبات وهو يهّز رجوله قبل يبتسم بإرتياح ويقفل لابتوبه وهو يحطّه بجنبه
لف على عبدالله: بهاج وفي الغيبوبه ووهاج ومتحرول ومحل بهاج وطاح توني شايف نسبة الارباح حقته ما باقي قدامنا الا فاهد الخسيس مدري وين اختفى
عبدالله وهو يطقطق بجواله: لازم نمسك المى بس مصيبه عليها دبرت نفسها ووثنت عمرها مع هالي مدري منهو ولا ندري فاهد وش قايل له بالضبط!
احمد بتفكير: ما اعتقد قايل له شي لان فاهد مشترك معنا بكل شي اي كلمه بيطيح معنا
عبدالله ضحك باستهزاء: يطيح معنا؟ ليه هو وينه عشان يطيح؟ فص ملح وذاب!
احمد: الوافي الحمار ما قدر عليها ومسكها تحت جناحه
عبدالله نزل جواله وهو يلف عليه بجديه: الوافي واضح انه يدور عن شي.. كذا مره اشوفه يحوم حول بيت فاهد ماسألته؟
احمد رفع يدينه: ماادري عنه بس احسن خله وياهم
يزن وهو نازل من الدرج ويطقطق بجواله: الوافي مخطط يهجم على البيت ويسحب المى معه ويصفق زوجها.. انهبل لكن يستاهل محد ماكلها الا هو
احمد بعصبيه: اثول هذا بيفضحنا لازم نتاكد هذا وش يعرف عننا اول !
عبدالله بسرعه: دق دق على ولدك خل نشوف وش يهبب والله اني ماني مرتاح لولدك هذا غبي وانفعالي
يزن نزل جواله: يبه ووهاج الكلب وش بيصير عليه؟ تكفى خلني اطقه من جديد طلبتك
احمد: بكيفك بس لا تطقه بمكان عام .. احشره بزاويه ولا شف لك دبره .. لا يشوفك احد زي ما صار معاك بالجامعه وانت مقابلني لك اسبوعين مفصول ومفشلني قدام العميد
وقف وهو يتجّه إلى برا وبيده جواله يكلم الوافي الي مايرّد
-
بيت فاهـد/
قفلت باب جناحها وهي تجلس فوق سريرها بقلق .. ما تدري تكلم سهاج او تسكّت؟ ملاحظة من كم يوم سيارة الوافي الي توقف ورا القصر بشوي .. متلثّم وعيونه مرتكزّه على دريشة غرفتهـا!
هي ما تدري تكلمه يجي أو تسكت لأنها خايفة يسوي شيء بسهاج لا شافه لحاله.. هي أكثر من يعرّف نجاسة الوافي زييين!
ندمت انها كابرت وقعدت بالقصر ولا راحت مع سهاج لبيته كان على الأقل ما بيعرفون عمانها ولا الوافي هي وين
تحّس بأطرافها ترتجّف من شدة قلقها وتفكيرها الي يأكلها،
رفعت جوالها بعد تردد وهي تتصّل بسهاج الي كان بالمستشفى على نفس حـاله،
وقف سهاج وهو يشوف إتصال المى المتزامّن مع اذان المغرب ، أبتعد عن الغرفة وهو يرّد بإستغراب: هلا المى؟
المى بصوت يرجّف حاولت قدر الإمكان أنه يكون ثابت: سهاج وينك فيه
سهاج فز: وش فيه صوتك!
المى: مافيني شي بس بسألك انت وين
سهاج: انا في المستشفى عند خويي انتي علامك وش صاير فيك شي؟
المى ماعاد تحمّلت وشفايفها من كثر ماعضّت عليها صار فيها اثار دم: سهاج تكفى تعال لي بسرعه ولا تجي لحالك خل معاك أي أحـد
ركض سهاج وهو يردف: عندك احد؟ احد مسوي فيك شي؟ المى تكلمي لا تستكين لا تجننيني
صادّف بطريقه وهاج وخالد ونياف الي مروا وهاج وجو مع بعض للزياره
مسكه نياف بإستغراب: ولد وش فيك تعدي!
خالد فز: بهاج صارله شيء؟
المى باستغراب من شوشرة الأصوات الي عنده: سهاج وينك ؟ انت تسمعني؟
سهاج دّف يد نياف عنه: المى فهميني وش صاير بالضبط؟
المى بتنهيده: سهاج لا تخاف مو صاير شيء بس فيه سياره عند القصر .. سيارة الوافي لأني اعرفها زين ما زين ولا أدري وش هو ناوي عليه
سهاج اومئ: قفلي الابواب وانتبهي على عمرك فاهمه؟ جايك الحين مسافة طريق
قفّل منها وهو يرفع راسه لهم: وش جايبكم الحين !
نياف بعدم استيعاب التفت على خالد ووهاج: هو يتكلم بصيغة المؤنث ولا انا يتهيألي ؟
وهاج بعقدة حاجب اومئ : قال المى بعد .. اخته الكبيره مب اسمها رهى ولا انا يتهيألي ؟
سهاج بإنزعاج : مب وقتك انت وياه روحو عند بهاج وابعدوا خلوني امشي
خالد : تمشي وين يا الحبيييب !!! وش صاير وليش تقفل الابواب هذي مين أصلًا !
قطّع عليهم صوت خطوات ركض لأحدى الممرضين الي طالع من غرفة بهاج ، كان يركض يجنبهم وصقع في كتف سهاج الي كان ساد الباب
التفتو بإستغراب .. طاحت الكرت المعلّقة بجيب الممرض اللي تعرّف بإسمه ونزل سهاج يشيلها يعطيها إياه لكن عقد حواجبه وهو يرفع راسه ويناظر بـ عيون الممرض الي قدامه .. يحس ومتأكد إنه شايف هالعيون من قبل .. هالعيون اللي ماهي نفس اللي بالكرت أبدًا !
بحركه سريعه سحّب الكمام من وجهه قبل تتسع عيونه بصدمه : أنـس !!!!!
انس بلع ريقه قبل يدفه عنه بقوه ويركض من الجهه الثانيه للمخرج الثاني بأقصى سُرعتـه ..
-
أنتهـى.
"إن وجدت أخطاء إملائية أعذروني."
-فيه بارت آخر بينزل يوم الجمعة بإذن الله🤎.

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن