Part : 34

17.9K 298 68
                                    

خيمة سهـاج/
دخل وهاج ووراه بهاج بعد ما رجعو من بيت جدتهم ،
فز وهاج وهو يضحك من تفرقعت الي بإيد خالد ونياف عليه
رباح الواقف تقدّم منه وهو يحضنه : الحمدلله على السلامه يا عنقودنا جعلها اخر الاوجاع يارب
وهاج بإبتسامة وهو يشّد على رباح : الله يسلمك وجعلنا نفرح بسلامة عمي بتال
تنهد رباح بمراره : امين يارب
خالد بحماس وهو ينط على العشا : امشو ناكل بس
نياف سحبه من غترته : قم قم انت وعصبتك المقلوبه اول من يقعد وهاج وهو الي يقلطنا عليه هو صاحبه مب انت ياحمار
خالد دفه بتكشيره : انقلع قايلّك تسويلي العصبه ولا زينتها بعدين انا ووهاج واحد وهاج اخلص علينا اول مره تشوف ربيح يعني
وهاج ابتسم بنذاله : ماني متعشي الحين طبقوه لين اجوع
خالد طير عيونه : ورع خلص علي لا اطير يدك الثانيه خسارة مغامرة اليوم فيك
نياف وسع عيونه وهو يدّق خالد من كتفه الي بلع ريقه وهو يسكت
رباح عقد حواجبه : وش مغامرته!
نياف غمز لوهاج الي اردف باستغراب وهو يصرف : خلونا نتعشى اول ونعين من الله خير ونسمر يلا اقلطو عسى اعماركم طويله
بهاج الي لاحظ غمزة نياف لأنه كان ورا وهاج تأكد من شكوكه بإنه صاير شيء مخبينه
بهاج : وين سهاج ماهو موجود؟
نياف : يقول عنده شغل في الرياض اظن قال يزين اوراق لأمه وبيمسي هناك
خالد : ياخي اهل سهاج وسهاج سالفتهم سالفه انا مدري ليه ما يروح يعيش عندهم وخلاص بدال هالمرمطه
بهاج بسرعه : لا يارجال انطم تبيه يطلع من الديره كافي رباح الي ما نشوفه الا بالويكند
رباح ميل فمه وهو سارح ببهاج ويفكر وش بتكون ردة فعله لا عرّف!
نياف : أصلًا ماهو موافق مدري وش يبي في الديره لحاله
خالد : ناسي محل ابوه الي ماسكه بعد ماترك الطيران
رّن جوال رباح الي كان رقم غريب ، أخذه وهو يرد بإستغراب : هلا؟
الممرض : ابن المريض بتال؟
رباح فز وهو يترك لقمته : ايه وش صاير!
لفو عليه العيال بسرعه
الممرض بإبتسامة : أحب أبلغك ان الوالد صحى من نص ساعه
تجمد رباح بمكانه وعيونه متسعه يحس إنه ماهو مصدق
بهاج فز برعب : ولد وش صاير وش فيك تجمدت كذا!!!
خالد بقلق : لا يكون عمي بتال فيه شي؟
وهاج بلع ريقه وهو ينزل راسه و جسمه بدا يرجّف .. خايف يقول رباح ابوه مات وهو ما يتحمل هالمواقف ابد
نياف الي بجنبه سحب الجوال منه بخوف وقلة صبر من رباح المتجمد بمكانه وولا يرد : الو السلام عليكم مين معاي
الممرض باستغراب : وين الي قبل شوي!
نياف بنفاذ صبر : خذيت الجوال منه من معي
الممرض : انا ممرض من المستشفى الي فيه المريض بتال .. بلّغت ولده قبل شوي بإنه صحى
ارتخت ملامح نياف بسعادة وهو يلف على رباح المتجمد قبل يهزه بفرح : ولد ابوك صحى! صحى ياعيال
تهللت وجيه العيال وأصواتهم تتعالى بالحمد
بينما رباح نزل راسه وهو يعض شفايفه يكتم الدموع الي داهمته فجأه
ابتسم نياف بجانبيه من لاحظه وأقترب منه وهو يحضنه بقوه
رباح أردف بغصه : نياف سألتك بالله هو صدق صحى؟
نياف بضحكه : اي والله صحى وش فيك مانت مصدق
رباح تنهد بقوه وهو يغمض عيونه من الشعور الي زاره : كنت خايف أسمع شيء ثاني .. عشت هالكم يوم كأنهم سنين وانا حاس بجثه فوق صدري من ثقل هالحمّل كنت خايف يختفي ابوي من حياتي خايف من الفقد خايف افقده وانا اخر ماجمعني به ماكان حضن ولا بوسة راس خفت يروح بسببي والله ماقدر اعيش بعدها حسبته راح يانياف وعشت برعب الفقد
نياف ارتخت ملامحه بحزن وهو يشّد على رباح : الحمدلله هذا هو قام بالسلامه وبتروح له الحين وتشبع من حضنه
خالد الي كان زام شفايفه من منظر رباح وكلامه اقترب منهم وهو يحضنه : ازمه وعدّت ياخوك .. امش امش نشوفه وتروي عيونك بروياه
بهاج بإبتسامه وهو يطلع مفتاح سيارته : يلا امشو لا تتاخرون
رباح بعد عنهم وهو يصد للجهه الثانيه يمسح دموعه بغترته وهو يتنحنح يبعد البكاء عن صوته : لا خلوكم هنا عند وهاج وتعشو الوقت تاخر أصلًا وبكره كلكم عندكم دوامات
وهاج بنعاس : انا بروح انام أصلًا ماخذ دواي الي يجيب النوم .. كثر الله خيركم وجاد عليكم ماتقصرون عساني ماخلا
نياف وسع عيونه بصدمه : شكل الضربه جايه في راسه مو في يده!
بهاج يكتم ضحكته وهو يطلع : انت تشوف صار ذرب ويحكي زين لو انه في حالته الطبيعيه كان قال غصب عليكم تسوون لي
خالد بضحكه : شكله تاثير النوم
وهاج بتكشيره : والله انكم مب وجه حكي ذرب قدركم غصب عليكم
نياف وهو يلبس نعوله : اقول لا يكثر خويلد لم العشا انت وياه وشف سهاج تاكد منه انه ماهو بجاي اذا بيجي خل له عشا
وهاج بصدمه : الحين العشا لي وانا الي المه!
نياف : اجل تبي تبلع وتمشي ؟
وهاج بتصريف : يدي توجعني وشلون اشيل مثلًا!
نياف بتقليد لنبرته : بيدك السليمه مثلًا؟
كشر وهاج وهو يقلب عيونه عليه
بهاج بتنتبه : لا تنسون تطفون الضو انت وياه فاهمين؟
خالد بملل : اوامر ثانيه بعد ؟
رباح بتنهيده  وهو يحس بنفسه خفيف وصدره منشرّح ابتسم بقوه ولا إراديًا تتسع ابتسامته كل شوي
ناظروه العيال قبل يبتسمون كلهم معاه لا إراديًا وهم يحسون بالفرح دخل أرواحهم من هالخبر
طبطب بهاج على كتف رباح بابتسامه : الحمدلله على سلامته .. توك تستوعب؟
رباح اومئ بحماس : وربي توني استوعب ياعيال ابوي صحى! بتال صحى صحى!!!!
نط بحماس وهو ينقز على ظهر نياف الي ضحك بوجع : الحين ابوك يصحى منا وتبي تلحقني ياه منا كسرت ظهري قم عني
رباح اتجه لبهاج وهو يستعجله : بسرعه بسرعه خل نمشي
بهاج وهو يفتح السياره : يلا توكلنا على الله نياف اعجل
نياف ركب ورا وهو يمد يده بينهم ويلف المرايه عليه ويعدّل عصبته : جينا بسم الله حتى عصبتي مازينتها
رباح : ودي يوم اشوفك مو حاط عصبه
نياف : مستحيل يجي هاليوم صدقني
بعد مرور ما يُقارب النصف ساعة، وقفت السيارة قدام المستشفى ونزل اول واحد رباح وهو يركض بلهفه
نزلو وراه نياف وبهاج وهم يحاولون يجارون سرعته بالركض
توقف رباح عن الحركة ووجهه يستشرق من شاف أبوه جالس على السرير
أرتفع وجه بتال وإتسعت ابتسامته من شاف ولده قدامه
اردف بلهفه وهو يفرد يدينه : ياعيون ابوك ياربيح حي هالشوف.. تعال تعال ارو شوق ابوك
زم رباح شفايفه ببكاء وهو يركض ويرتمي بحضن أبوه ويبوس راسه وكتفه : اسف يايبه والله العظيم اسف
بتال دفن وجهه بشعر رباح وهو يمسح عليه : لا تعتذر يابوي عن اي شي الحين انا ما يهمني الا شوفتك قدامي بخير والله أني خفت عليك بالحيل يابوي وين رحت وين ابطيت عني تعبتني الله يصلحك ويحفظك لي
رباح ما رد وهو يتمسك في ابوه اكثر وشهقاته بدت تطلع على خفيف
ضحك بتال وهو يفتح عيونه على وسعها عشان يبعد الدموع منها : افا ياربيح افا ياولد ابوك تصيح !
مارد رباح وهو كل ماله يزيد بحضن ابوه له أكثر و يدينه ترتجّف
بتال بخوف : ربيح ابوي وش فيك والله أن فيك علم مانت خالي قم يابوي واجهني خل نسولف
رباح بغصه : لا والله ماابعد عنك لو ثانية وحده خلني براحتي
بتال بجنبه وهو يبوس راس رباح : ومن قال اني بخليك تبعد عني يا وحيدي .. على راحتك يابعدي نتكلم في الموضوع بعدين على ماتحب
بهاج ونياف الي كانو يراقبون الموقف من أوله صدو وهم يطلعون من الغرفه بهدوء
وقفو قدام الغرفه وهم يناظرون الفراغ بشرود ،
بهاج نزل راسه بغصه وهو يتذكر أبوه وحنيته عليه وكيف كانت حياته بوجوده ياه ياكم فقده وياكم تأذى من الي كان ابوه خايف عليه منه
نياف ابتسم بسخريه وهو يدرّك إنه ما بعمره حس بحنية الأب ولا يعرف وش معناها.. يتقشعر بدنه لا إراديًا إذا شاف مشهد حنون بين ولد وابوه ! كيف أن ابوه عايش لكن ما مسّه حنية منه بيوم ، يشوف حنان أبوه مع الكّل الا هو كأنهم كلهم عياله الا هو عدوه
بهاج تنهد بثقل وهو يحس بنبضات قلبه تتزايّد.. والدوخة اللي صابته تزيد، مّد يدينه لا شعوريًا وهو يتمسّك بإيد نياف اللي لف عليه بسرعه وهو يمسكه : بسم الله عليك بهاج وش فيك !
بهاج بصوت خافت : جلسني
سحبه نياف بسرعه لكراسي الإنتظار ووقف : انتظر دقيقه بجيب ممرض
مسكه بهاج وهو مغمض عيونه بقوه : ما فيني شي بس دوخه لأني ما اكلت شيء اليوم
نياف بعصبيه نفض يد بهاج عنه : ووجع يابهاج وجع انت بزر ولا وش ضعفتك يوم ما تاكل وتنتبه لصحتك زي العرب وش غادين عليك انثبر خلني اجيب شي تاكله
بهاج كشر بالم : وجع انت لا تنفض يدي كذا وانا دايخ يا دفش زادت الدوخه
نياف بسرعه : الله ياخذ بليسك نسيت يالله منك خلينا نشوفك دامنا بالمستشفى يهب على العناد الي راكبن راسك
بهاج بإنزعاج : نياف اذلف عن وجهي لا والله ترجع ما تلقاني واخليك تمتر الدرب كعابي
نياف وسع عيونه : اعقب ياذا الولد سيارتي وتهددني بها بعد !
بهاج زفر وهو يدعّك رأسه بالم يحس الصداع كل ماله يزيد ، تنهد نياف وهو يمشي بسرعه يدور الكافتيريا او آلات الاكل
أنتبه لألة و راح لها بسرعه وهو يدخل فلوسه فيها ، عقد حواجبه يوم ما نزل له الأكل
قرّب من الألة وهو يضربها برجله لكن قاطعه صوت رجال من وراه : اخوي الالة خربانة .. محطوطة ورقة على الجنب
نياف رمش بتفاجئ وهو يلّف للورقة المعلقة على الألة من الجهة الثانية ، أبتسم بفشله وهو يحك راسه : اييه ما انتبهت .. جزاك الله خير
مشّى وهو يتذمر : كله منك يا وجه التيس ضاعت قريشاتي عليك ياحرّتك يا نياف الصبح متكفخ والليل منسرق كله من اخوان الفلس
وقف قدام الكافيتريا ودخل وهو يطلّب
-
بيت فـاهد/
إرتكّت المى على سريرها وهي تقضم اظافرها بتوتر، تترقّب الساعة بقلق .. مرت الى الآن حدود الخمس ساعات وأهلها مو هِنا ! .. تزوجت بطريقة غريبة جدًا و حتى وجه زوجها المزعوم ما تمعنّت فيه ، ما تدري هو ايش يشتغل حتى وولا أي معلومة عنه، ليلة الزواج الي مفروض تكون أجمل ليلة للبنت و ليلة عُمرها ما توقعتها بتكون بهذي الشكل، بهذا الفتور والبرود، بكمية المشاكل و التعقيد هذي !
ما تحمّلت أكثر ووقفت وهي ترمي كل شيء حولها .. عادتها من الصغر لمن تتضايق او تعصب ترمي كل شيء حولها بدون ما تهتم حتى هو أيش!
سهاج الي كان توّه غافي فتح عيونه بسرعه وهو يفز من سمع صوت اشياء تنرمى وتكسير
أنتبه لمصدّر الصوت من فوق وركض بسرعه لا شعوريًا وهو يتبّع الصوت لين وقفه قدام جناح المى الي كان بابه مشرّع
دخل بخوف وهو يردف : وينهم سوو لك شي؟
المى لفت للجهه الثانيه بسرعه وهي تكفكف دموعها : خير انت داخل كذا من هم الي سوو لي شي !
سهاج بعدم إستيعاب وهو يشوف الغرفة خالية من أي شخص غيرهم : الأصوات هذي اجل ويش!
المى ببرود : قاعدة أكسّر اغراضي
سهاج وسع عيونه وهو يبلع ريقه .. معقولة مجنونة هالبنت ؟! خل فزعتك تفيدك الحين يا سهاج!
قطّع حبل أفكاره وهو يلّف عليها بهدوء وعينه بعينها : ليش ؟
المى توترت من نظرته وصدت بنظراتها عنه وهي تخبي يدها المجروحه ورا ظهرها : مالك دخل
سهاج بإنتباه أقترب منها لا إراديًا وهو يسحب يدها : تنزف !
المى سحبت يدها منه بسرعه بإرتباك : ما فيها شيء بعّد عني
سهاج اللي أدرك لتوه مدى القُرب بينهم، حس بأنفاسه تنحبّس من ريحة عطرها ورقة إيدها .. بينما المى حست بالتوتر والإرتباك اكثر من شافته ماعاد تحرك ولا بعد عنها ومثبّت عيونه بعينها !
المى أبتعدت خطوتين لورا وهي تشيح بصرها عنه : انت مين
سهاج عقد حاجب : نعم؟
المى بغصه وهي تمّد يدينها لعيونها تمنع دموعها تظهر : وين امي وابوي ! كيف دخلت حياتي أنت و كيف لقيتني فجأة متزوجة من شخص ما بعمري سمعت عنه وولا شفته .. و ابوي وامي اختفوا! وش قاعد يصير
سهاج بتنهيده : ابوك وامك ما ادري عنهم .. انا استلمت امانتك من ابوك وعهدته اني بأحافظ عليها و بحطها بين عيوني
المى فزت بسرعه : يعني أنت تعرف عن ابوي شي! وين راحو ليش سلمني لك امانة بذي السرعه واختفو وعمامي قالبين الدنيا
سهاج بتصريف : ماادري عن شي يابنت الاجواد انا طلبتك من ابوك وعطاني اياك صحيح استغربت انه يبي يتمم الزواج بسرعه وبدون حفله لكن مااعرف السبب
المى حسّت بالرعب ، هي واقفة مع شخص لأول مره بحياتها تشوفه، هي بين يدينه و مصير مجهول يربطها فيه ، امها وابوها مو حولها ولا تعرّف وين راحو! تهديدات الوافي وعمامها كل شيء حاصرها و خلاها تنفجر بالصياح فجأة بشكل مُرعب و مُدمي
بكت كل السنين اللي عاشتها بخيبة، بكت كل الأوجاع اللي تحاملت عليها، بكت الجروح اللي أنفتحت من جديد بعد ما حاولت بصعوبة إنها تغلقها
تفاجئ سهاج وحس بالدم يتجمّد في عروقه من شافها تبكي بهذا الشكل وفجأة بدون أي مقدمات! كانت تسولف طبيعي وفجأه انهارت!
المى بين شهقاتها ناظرته بضعف : وين امي وابوي؟ تكفى علمني وينهم ماتحمل ابيهم جنبي خذو مني كل الي تبون بس الا ابوي وامي لا احد يمتحني فيهم
سهاج بتأثّر : استهدي بالله وعيني خير .. امك وابوك باذن الله انهم بامان وبحفظ الله وبتشوفينهم قريب
المى بلهفه قربت منه وهي تمسك يدينه لا شعوري : يعني انت تعرف عنهم شي ؟ تكفى علمني وينهم وش صاير!
سهاج رجّف قلبه قبل يدينه من مسكتها وفهى بيدينها وهي فوق يدينه قبل يتحمحم وهو يبعّد عنها بهدوء: قلت لك من قبل وارجع اقولك مااعرف اي شي لكن ابوك لمّح لي بالحكي هذا قبل نكتب كتابنا
نزلت المى راسها بخيبه وهي تتنهد بثقّل ودموعها كأنها مطر ماعاد يوقف
سهاج بلع ريقه وهو يحس بقلبه يوجعه وهو يشوفها تبكي بهالحال : يابنت خلاص لا عاد تصيحين وش بلاك انتي
المى ماردت وهي تتجه لسريرها وبصوت بارد : اطلع بنام
توسعت عيون سهاج بتفاجئ وهو يهمس: وربي انها مختله عقليًا مستحيل ذي ادميه صاحيه زينا! ياعوينك ياسهاج وين طحت فيه
المى بانزعاج : وش تقول؟
سهاج بهدوء : ما اقول شي .. بعطيك اليوم فرصه لكن بكره أغراضك قبلك قدامي بالصاله ونطلع لبيتي
المى ماردت عليه وهي تغمض عيونها بقوه وتشّد على نفسها بلحافها من حسّت للحظة بإنها بتفقد دفئ غرفتها، بتفقد بيت امها وابوها وحنيتهم اللي تحاوطها دائمًا
عضت شفايفها وهي تكتم شهقاتها اللي أنفلتت ، هي ما هي مستعدة لهذي اللحظة أبدًا وولا جهزت عمرها لها!
سهاج أرتكى على الكنب وهو يدعّك رأسه، يحّس بزحمة أفكار وتشوّش عظيم ، وخوف رهيب من ردة فعل بهاج
وكأنها توه يدرك هو وش سوا ! حط يدينه على راسه وهو يدرك حجم المصيبة الي أقترفها ! .. بعيدًا عن بهاج وردة فعله، هو ربّط أسمه بـ مين؟ بنت غريبة من أول لقاء لها فيه وهي ما رمّش جفنها بخوف ولا توتر ولا حتى خجل منه للحظة ! جبروت عظيم و تناقض يسكنها 
تنهد وهو يردد : يارب سترك!
-
خيمة سهـاج/
خالد بتفقّد : اخوك ياصبي !
وهاج باستغراب : بسم الله وش فيك
خالد : العود .. بنهبل والله انا كنت حاطه بيديني هنا الاربعاء بعد ما خلصنا قبل يقفل سهاج الخيمه *صرخ برعب* معقوله أنسرق!
وهاج بضحكه وهو منفس : صاحي انت من بيسرقه يعني شيبان الديره مثلًا! .. انا خذيته ذاك اليوم عطيته بنت خالي طلبتني ياه تبي تدق عود ، بشوف لك وينه وأجيبه اكيد في بيت جدي
خالد بذهول : اما عاد بنت وتدق عود !
وهاج بلا إهتمام وهو يوقف : امش بس بتطلع معي ولا
خالد : على وين
وهاج : بنام النوم مليون
خالد بتردد : طيب وكتبك اللي انعدمت في الجامعه ؟
وهاج ابتسم ببرود: ليه باقي عندي مستقبل يعني عشان اهتم لها
خالد بعصبيه: وهاج وتبن! لا عاد تقول هالحكي انت ماتفهم ولا وش
وهاج طلع بدون رد لكن لحقه خالد وهو يسحبه له
ناظر خالد وجه وهاج بتمعّن قبل يتنهد وهو يسحبه لحضنه: داري انك لين الحين ضايق
وهاج زم شفايفه بغبنه : قسم بالله انه بصدري نار محد يقدر يطفيها ، مغبون ياخالد مقهور
خالد بقهر شد عليه: جعل يدينهم الكسر ماعليك منهم ردينا حقك اليوم انا ونياف
وهاج عقد حواجبه باستغراب وهو يبعّد عن خالد : كيف رديتو حقي!
خالد بحماس : فاتك اليوم وش سوا فيهم نياف ، مسكهم وجلدهم واحد واحد كسرهم تكسير بعدها خلاني كأني منطّق منهم وجاب العميد وقاله قامو الحمير قالو لا حنا طاقين وهاج وتعاقبو من الجامعه
وهاج بصدمه : متى صار هذا كله !!!
خالد : اليوم الصبح
وهاج ابتسم بوسّع : الحين صدق سويتو هذا كله عشاني ؟
خالد بضحكه : حمار انت اجل عشان مين!
وهاج وهو يضحك ويدعك عيونه: من اللخبطه ماعرفت ارد ياخي كيف اجازيكم انا
خالد ابتسم وهو ينكش شعره: تجازينا بأنك تبعّد عنهم وولا تسوي شيء لهم لا انت ولا بهاج وتخلينا حنا نتصرف وتشيل هالتشاؤم عنك وتبدأ بداية جديدة
تنهد وهاج : صعبه ياخالد صعبه كيف ابدأ من جديد وأترك كل شيء وراي فجأة! ماهي بالسهوله اللي تظنونها!
خالد بجدية شد على أكتاف وهاج: بتبدأ من جديد و بتوقف على رجولك مره ثانيه وان سكرو لك باب حلم بتقوم وتفتح عشرين باب غيره وبتكسر خشومهم من قو ذاتك فاهم ؟
وهاج بتنهيده: نشوف هالموضوع بعدين
خالد بإصرار: بدبر لك كتب واجيب ملازم لك هالاسبوع بداوم الباقي وبتكلم مع عيال شعبتك وبجيب لك كل شي عليك تذاكر وتراجع وتجي تختبر الاسبوع الجاي بعدها تحول فاهم؟
وهاج بتسليك: زين زين نشوف
خالد بنرفزه : ماني ورع عندك ما فيه بنشوف فيه طيب !
وهاج بعصبيه وهو ماعاد يحتمل : خالد خلاص لا عاد تضغط علي أكثر ترا من امس وانا متحمل كل الكلام وساكت بس انتم مو فاهمين وولا بعمركم بتفهمون الحرقه بداخلي على بالكم سهل هالشيء؟ سهل اني في غضون اسبوع اطلع وادخل تخصص جديد واكمل عادي وطبيعي وانا اشوفهم قدامي يوميًا وهم سبب كل شي فيني وصابني وصاب اهلي من قبل! لا عاد احد يناقشني ولا يكلمني بهذا الموضوع وتراي رجال كبير. وعقلي في راسي مايحتاج النصايح كل شوي
خالد بهدوء: طيب براحتك ، يلا روح نام بقفل الخيمه واطفي الضو واطلع بعدك
لف عنه ودخل الخيمة بينما وهاج زفر بغضب وهو يضرب الارض برجله ، ما كأنه ناقصه بهاج صارو اثنين الحين!
تنهد بهّم وهو يوقف بتردد بين انه يدخل عند خالد او يكمل دربه لبيتهم، لكنه أختار الخيّار الثاني ومشى بشرود لبيتهم
-
بيت الزيـن/
دخل وهاج وملامح التعب على وجهه الناعس،
لفت الزين الجالسه بالصاله وهي تتلفت ورا وهاج لكن ميلت فمها بخيبه
وهاج اللي لاحظها ابتسم بحزن: بهاج راح يودي رباح عند عمي بتال
الزين برفعة حاجب: ومن سأل عنه الحين؟
وهاج بهدوء: عيونك سألت
الزين بقلق وهي تلاحظ ملامح وهاج: وهاج حبيبي توجعك يدك ؟ وش فيك هادي وخامل كذا؟
وهاج ابتسم بتزييف: ما فيني شي بس أبي انام ماخذ علاجي اللي يجيب النعاس
زفرت الزين براحه : الله يصلحك ثاني مره أنتبه وانت ترقى الدرج مايصير كذا يابوي عورت نفسك وأنت وراك اختبارات لا يكون عليك اختبارات عملية؟
نزل وهاج راسه وهو يبلع غصته: لا يمه ماعلي كلها ورقي
الزين: اشوى اجل عشان ماتفوتك
وهاج اومئ وهو يبتسم بسخريه على نفسه: ايه صحيح عشان ما تفتوتني واجيب اعلى الدرجات واصير اكبر جراح
الزين باستغراب: وهاج حبيبي وش فيك تتكلم كذا؟
وهاج هز راسه يمين ويسار بقهر: لا لا مافيني اي شيء أبدًا .. مبسوط ومرتاح ولا علي خلاف
الزين بخوف: وهاج انت بخير؟!
وهاج تنهد وهو يمسك نفسه: بخير يايمه بخير ، بطلع انام تصبحين على خير
رقى بسرعه وهو يتجه لغرفته ويقفل بابها بقوه بدون مايحّس
رفس المخده الطايحه على الأرض بقهر وهو يتنفس بتسارّع، عجز يتقبل وعجز يرتاح وعجز ينبسط من امس ، من امس وهو حاس بحياته مقتلبة كُليًا ، كيف إنه في لحظة بس لحظة تغيرّت كل خطة حياته ومستقبله بهذا الشكل !
أنسدح على سريره بدون ما حتى يتغطى ولا كلّف نفسه يرفع الغطا عليه لأنه داري ان بهاج بيجي ويغطيه ويتأكد أن التكييف مقفل والدريشه مفتوحه .. غمض تدريجيًا لين دخل بعالم الاحلام بدون مايحس على نفسه
-
بيت بتـال/
ناظرت ليالي الساعه المتأخرة وهي تهمس لنفسها اكيد مابيجي!
رفعت جوالها وهي تتصل على أمها وعيونها تراقب الباب بإرتباك
ثواني حتى جاها صوت امها المُرتجف: انا ماقلت لا تتصلين هالحزّة ! تعرفين ان الجني الي عندي ما ينام بدري
ليالي بعبره: يمه تعبت
ام ليالي تنهدت بضيق: وش بيدي اسوي يايمه ولا سويته؟
ليالي : وش بيصير الحين في حياتي ! وش بيكون مصيري!
ام ليالي بتفكير: انتي تعرفين وش قال سلطان من البدايه .. لو ما سوينا الي يبيه مدري وش بتكون نهايتنا
ليالي شهقت بقهر: والله مااسوي الي هو يبيه لو على جثتي
ام ليالي بخوف: ليالي لا تتهورين انتي ما سمعتي الجني وش قال لرجلك هاك اليوم .. يعرفهم زين ويعرف كل شي عنهم ويدري انتي الحين والله لا يجيب على راسك مصيبه
ليالي فركت يدينها بتفكير: بنحاش!
ام ليالي شهقت: منجدك انتي لا انجنيتي وقعدتي وين تنحاشين
ليالي بقهر : ايه بنحاش وبطلّع من هالحياة وأفتك وباخذك معي ، اصبري علي بس عطيني مدة شهر لين اجمع الي اقدر عليه واخدم ونطلع من الرياض وديارها
ام ليالي بحده: لا حشى مانتي صاحيه الظاهر كبر راسك يابنت ثابت تذكري انتي مين ومن وراتس واقضبي ارضتس
ليالي بلا إهتمام: يعني ماتبين؟ خلاص براحتك لكن اللي براسي بيتنفّذ !
ام ليالي فزت وهي تسمع صوت قرب منها: قفلي قفلي اكلمك بعدين ونشوف حل لهالهبال
رمت ليالي جوالها بقهر وهي تشّد شعرها بحرّه ، جلست على السرير وهي تراقب زوايا الغرفة وتقضم اظافرها بتفكير مُحكم
-
اليوم الثـاني، ديرة بهـج الليل/
بصباحاتها المُنعشة للروح والحياة المُعتادة فيها،
مهنا بإبتسامه : صباح الخير
الزين رفعت راسها بابتسامه باهته : هلا يبه صباح النور حياك افطر
جلس مهنا جنب مزون وهو يعقد حواجبه : وش فيك يازين ابوك كأن خاطرك متكدّر
مزون : الا والله انه متكدّر من جتني وهي بهالحال
الزين : مافيني شي يتهيألكم
مهنا بإصرار : لا فيك ! وش صاير
جمايل وهي تحط باقي الفطور على السفره : شكله عشان بهاج
ناظرتها امها بحده وابتسمت جمايل بوهقه
مزون: ياويلي على ولدي ليه وش فيه !
الزين ناظرت امها وابوها الي يترقبون الإجابه وتنهدت بهّم: والله مدري وش فيه .. هالايام متغير ووجهه مصفر وناحف وصاير عصبي ومتوتر طول وقته.
مهنا بتفكير : لا يكون عشان محله!
الزين باستغراب: ليه وش فيه محله
مهنا: من امس او قبله وهو ماعاد يجيه لا زباين ولا تجار وانلغت له ثلاث صفقات كبيره ولا ادري وش السبب مع انه من قبل وهو مشعلل السوق
الزين فزت بقلق : كيف وش قاعد يصير معه
مهنا بجديه: ماعليك لا تشيلين هم اليوم بروح له واعرف كل شي وامسك دفاتر حساباته
الزين بتنهيده : تكفى يابوي تكفى شوفه وش فيه وعاونه والله انه هذي الايام ضايع ولاهوب بهاج الاولاني ابد
مهنا: افا بس يا الزين توصيني على ولدي !
الزين ابتسمت بحب : عسى ربي يديمك فوق راسنا
محل بهـاج/
انس كان واقف بإرتباك قدام بهاج المعصب والي اخلاقه في راس خشمه وعيونه حمرا لدرجه مو طبيعيه
رمى بهاج الدفتر على الطاوله بعصبيه : انس جب لي ارقام المحلات الجديده الي تقول وصور لها بسرعه
انس بلع ريقه بوهقه : والله مااقدر ياعم
بهاج لف عليه بذات النبره : انا موظفك اجل لأيش ؟ عشان كل ماقلت لك شي تقولي ما اقدر وما اعرف !
دخل مهنا الي عاقد حواجبه من كلام بهاج ونبرته .. ما بعمره تكلّم مع أي شخص بهذي الطريقة خصوصًا لو كان عامل عنده !!
مهنا تحمحم: السلام عليكم
بهاج لف بسرعه بتفاجئ: جدي وش تسوي هنا
مهنا رفع حاجب : اطلع يعني ولا كيف
بهاج فز : افا يابو رابح حياك ادخل انت الداخل وانا الطالع بس تفاجئت
جلس مهنا وهو يضيق عيونه على وجه بهاج : انت من سنة كم ما رقدت
بهاج ابتسم بتعب : نمت امس الظهر ولا عاد جاني نوم بعدها
مهنا دقق النظر في وجه بهاج بقلق : وجهك ليه شاحب وناحف كذا انت وش صايبك
بهاج بتنهيده : مافيني شي امرني
مهنا : الا فيك تعلمني فيك؟ والله وكبرنا يا بهيج وصرنا نخبي عن مهنا ماعادك بعازتي اجل ماعادلي فايده الحين
بهاج حب راس مهنا بسرعه: لا والله اعقب واخسى لكن صدق مافيني شي لكن منشغل بالمحل والتطورات الجديده الي صايبته
مهنا : وانا جيت اكلمك بهالموضوع وش صاير يا بهاج؟
بهاج بحيره: والله اني مدري يا جدي فجأه إنقلب الوضع
مهنا بهدوء : ما عليك هي التجاره كذا مره ربح مره خساره ، الخساره بأي فرع؟
بهاج : الفرع هذا
مهنا بجديه : اجل كثّف شغلك بفرع الرياض عشان تعوض خسارات المحل هنا وقفله لفتره لين تقدر تغطي المصاريف لا تغرق بالديون
بهاج بتنهيدة هم : ان شاءلله بشوف وشلون ازين الموضوع
مهنا طلع بطاقته وهو يدخلها بجيب بهاج الي فز بتفاجئ
قاطعها مهنا بسرعه وهو يمسكه : ولا كلمه والله ان تخليها عندك لين تزين امورك ، انت الي ماسك بيت اهلك وماسك كل المصاريف ما ابي اسمع رفض انا ابوك الا كانك ماتعتبرني ابوك هذا شي ثاني
عض بهاج شفايفه بعبره : الا ابوي ابوي جعلني ما افقد زولك
ارتمى بهاج بحضن جده وهو ماسك عبرته ، كل شيء حوله بهذي الفترة يذكره بأبوه ويذكره بأحتياجه له .. التمّس بموقف جده وبنبرته حنية ابوه الي فاقدها
تنهد مهنا بضيق وهو فاهم نظرات بهاج ونبرة صوته المتهدج ، شّد عليه بقوه وهو يمسح على شعره : ثاني مره ابيك تجيني قبل اسال .. ابيك تطلبني قبل امر ، تراني ابوك وذخرك وعزك وذراك مثل ما انتي اول احفادي واول فرحتنا واول سند ماقصرت لا في امك ولا اخوانك اشهد ان خلف خلّف رجال
-
بعد مرور يومين،
بيت رابـح/
ابتسم رابح بوسّع وهو يحضن بنته براحه : يا عيون ابوك أنتي والله اني داري مانتي مخيبه ابوك
ابتسمت اقبال ببهوت وهي تشّد على ابوها ، تدور شيء يدفي برودة قلبها من هالقرار الي أتخذته
رابح بعّد عنها وهو يطلع جواله بفرحه : بروح ابشر راجح
انطفت ابتسامة اقبال وهي تبتلع ريقها بعد خروج أبوها
انهارت على سريرها وهي تضم رجولها لصدرها .. تحّس بنبضاتها المتسارعة ، تحّس بتناقض قلبها و عقلها العنيـف
ضاقت وضاعت وتشتت بين كرامتها و كرامة ابوها ، لكن كيف هي بتتجرأ تبدي نفسها على أبوها ؟
دخل راسل بابتسامة قبل تتلاشى ابتسامته من شاف وضع اقبال
قرّب لها بقلق وهو يلفها له : اقبال ! وش فيك
اقبال صدّت وهي تتحمحم: ما فيني شي وش بغيت
راسل لفها له بإصرار : والله ان فيك شي وش صاير!
تنهدت اقبال وهي تناظر اخوها:  عادي اطلبك طلب؟
راسل باستغراب: وش!
اقبال : احضني و ببكي لكن لا تضغط علي بالسبب
احتضنها راسل بسرعه وهو يشدها له بقلق: حضن اخوك ان ماكان لك بيكون لمين ؟ لا تقلقيني عليك يا اقبال تكفين!
اقبال غمضت بقوه وهي تسمح لدموعها تنزل .. كانت تحّس بإنها طاحت في دوامة ، تسمع صوت راسل وهو يسمي عليها و يقرا عليها بهدوء .. تحّس بإيدينه وهي تمسح على شعرها بحنية ، حنية تخليها تبكي أكثر وأكثر!
-
بيت راجـح/
أتسعّت عيون هباب بصدمة: وافقت!
راجح بفرحه: اكيد بتوافق وش فيك يا المطفوق
هباب بلّع ريقه بعدم إستيعاب ، طلع من عندهم وهو بتجّه لغرفته لاشعوريًا
شّد على شعره بإيدينه بغضب وهو يهز رجوله بتوتر، وافقت يا هالمُصيبة اللي طاحت على رأسـه! هي تدري و سمعته بأذنها كيف توافق عليـه؟
قاطعه رنين جواله بإسم "جـود" و تنهد بهم وهو يقفله، وش بيقول لها الحين و لا كيف بيتصرف ؟
وقف وهو يتجه لغرفة تباهي، فتحه بقوة أفزعت تباهي الي كانت تقرا كتاب : بسم الله الرحمن الرحيم خير انت !!!
هباب وعيونه تشتعل : عطيني رقم الزفته بسرعه
تباهي بتفاجئ: نعم؟ وش زفتته من رقمه وش تخبص انت
هباب بنفاذ صبر: رقم اقبالوه عسى مافيه اقبال بهالدنيا
تباهي بغضب : خير انت وش هالحكي عنها ! احترم نفسك عيب اللي تقوله بحّق بنت عمك و زوجتك المستقبلية ، ولا ماني معطيتك رقمها أعطيك بصفتك إيش؟
هباب قرب وهو يسحب جوال تباهي ويدفها عنه بقوه الغضب ماكله غضب ولا مخليه يفكر بأي شيء
لكنه شهق من حّس بضربه قويه على ظهره من ورا
تذكار بعصبيه : وكسر يكسر يدك يا حيوان يا زفت كسرت ظهر اختي خير ان شاءلله وش هالدفه وش هالسحبه لجوالها؟ سالفتك مع اقبال و عديتها لكن شكلك ما تبيني أعديها لك على خير الحين
سحبّت الجوال من هباب وهي تقوم تباهي الي تتألم من يدها
هباب وسع عيونه وهو ناسي ضربة تذكار وناسي كل شي من شاف تباهي تتألم وماسكه يدينها اللي أحمرّت
قرب منها بسرعه بقلق : تباهي توجعك؟
تذكار بحقد دفته : طاقها وتسأل لا يا حبيبي تسوي بروفه وش تشوف انت يعني
هباب بنرفزه : تذكاروه انطمي ليتها وقعت فيك ولا فيها .. البسي عباتك وتعالي معي تباهي بروح اشغل السياره
تباهي بهدوء تخفي ألمها: ماله داعي مافيه شي بس رضه وتروح اطلع من غرفتي الحين
هباب بندم أقترّب وهو يبوس راسها: والله العظيم اسف ماحسيت بنفسي انتي تعرفيني لاعصبت جعل يدي الكسر ان مديتها عليك مره ثانيه
تباهي بتنهيده: خلاص ماصار شي
هباب بإصرار : تكفين على شاني عشان خاطري خل نشوفها واوديك بعدها اقهويك واعشيك رضاوه
تذكار ضحكت بسخريه: يخرب بيت ام الثقه عشان خاطري اجل
هباب لف عليها بعصبيه وهو يرفع يده: انتي انقلعي عن وجهي لا تصير الثانيه فيك
تذكار تخصرت: عشتو! نعم نعم ما سمعت عيد مره ثانيه تحسبني نفس الخبله ذي والله لا اخليك تلبس ثوبك مقلوب
هباب طنشها وهو يلّف على تباهي بترجي: تكفين تباهي
تباهي بتنهيده: زين بس مب الحين بعدين
هباب بسرعه: ابد تم الي تبينه اهم شي اليوم
تباهي اومئت بلا رد بينما هباب طلع وهو يحس بصدره يشتعّل من لهيب حقده على اقبـال، اللي بكل مرة يزيد أكثر وأكثر!
-
بيت نايـف/
رسن بتبويزه: يعني انا انتظر الخميس عشان نروح الديره والحماس تجين تقطعينه !
الهنوف بحده : انا تكلمت بهذا الموضوع من قبل و إنتهى النقاش لا تصدعين فيني اكثر
رسن بإصرار : طيب ليش بفهم لييييش !!!!! بنجي قدامك و تحت عيونك تبين نامي معنا بعد ولا اقولك خليها هنا كأنها جني لحالها وحنا نروح
الهنوف بعصبيه : ياربي عليك يا رسن قلت اللي عندي وإنتهى! ما بتطّب رجولها الديره لا حنا ولا هي لين تملك على فايز وارتاح
اشعار بلعت غصتها وهي ترجع لغرفتها بعد ما كانت بتنزل تجلس بالصاله
رسن اللي لاحظت ظلها لفت بسرعه للدرج وهي تحس بخطوات ترقى وفزت على طول وهي تطلع لفوق
الهنوف لاحظت حركاتهم لكن لفت بكبرياء ،
رسن دخلت غرفة اشعار وهي تجلس قدامها بتردد: ماعليك بيزين كل شي بالاخير
ابتسمت اشعار ببرود : ايه صحيح ، بصير حرم فايز بعد اسبوع .. وبعدها بتسوّق لعرسي منه، بيباركون لي الناس كلهم لأني بصير على أسمه، بأنزف له عروس وبينزف لي عريس وبتنكتب اسامينا بالعقد والتوزيعات جنب بعض، بعيش بقية حياتي وأكملها معاه وش الي ما هو زين بالموضوع؟
رسن بلعت ريقها بألم وهي تحضن اشعار ماهي لاقيه رد ترّد فيه عليها
اشعار بقهر: بيربطون مصيري فيه وبيربطون حياتي وبيهدمون روحي ويسرقون قلبي مني .. بكمل حياتي كلها وانا مرتبطه بشخص ما مر في بالي حتى لحظة! بيسرقون شبابي ويفنوني بكل هذي البساطه الله ياخذني يوم حبيته الله ياخذني يوم تعلق قلبي فيه ويوم صدقته حتى في بعاده ماهو مخليني ارتاح
رسن بتردد : يعني بتتزوجين فايز خلاص؟
اشعار ضحكت بسخريه: تسألين وكأنه الخيار بإيدي يعني ! ، اطلعي اطلعي كلمي تذكار روحي معهم انا بنام
رسن : لا ما بروح وانتي هنا
قاطعها اتصال تذكار رفعت جوالها باستغراب : بسم الله هذي هي تدق
ردت : هاه خير وش عندك
تذكار : بسرعه اختارو تبون نجتمع في بيتنا ولا بيتكم ولا بيت عمي رابح
رسن عقد حاجبها: وش تخربطين انتي ! اليوم الخميس بتروحون لجدتي
تذكار: لا والله ماحنا رايحين وانتي واشعار هنا ماعلى الديره ملح بدونكم بنتجمع هنا واهالينا يروحون عند جديده وقردنت هباب بروح معه نجيب جمايل عندنا
رسن عدلت جلستها بحماس: تستهبلين؟ قولي والله!
تذكار باستخفاف: كبرك انا ياورع عشان امزح معك
رسن : اجل تعالو عندنا عشان ابوي وتيام كاشتين مع عماني
تذكار اومئت: زين اجل خلي عميمه تتجهز على الساعه ١٢ بيمشون اهلي بيمرونها
رسن بحماس: يلا انقلعي
قفلت جوالها وهي تحضّن اشعار بقوه
اشعار باستغراب دفتها: خير وش عندك!
رسن رقصت بوناسه: اصبري اعلم امي واجيك
نطت الدرج بسرعه وهي تنط عند امها على الكنب
الهنوف بتفاجئ: بسم الله الله يخرش عدوك كانك بتجيبين لي جلطة بيوم من الايام يا مخروشه خير وش عندك روحه مافيه
رسن : لا خلاص هونت بس بعلمك ترا بيت عمي راجح بيمشون الساعه١٢
الهنوف: طيب ويعني؟ وش تبين انتي
رسن: بتروحين معهم والبنات حتى جمايل بنتجمع هنا كلنا
الهنوف بوناسه لانه بخاطرها تروح عند اهلها: من يقوله؟
رسن: تذكار توها متصله علي ومعلمتني قلت لها بنتجمع في بيتنا احسن عشان ابوي وتيام مب فيه
فزت الهنوف بوناسه: ايه زين ما سويتي فديتها هالبنيه والله لولا الفرق بينها وبين تيام كان خذيتها له
ضحكت رسن: مالقيتي الا تذكار مع تيام!
الهنوف بضحكه: اي والله ما يجون ابد .. أصلًا شكلها بتاخذ راسل دام هباب اخذ اقبال
لانت ملامح رسن وهي تحس بقلبها ينبض بعنف من سمعت اسمه، ماهي قادره تنسى وش قرّت قبل كم يوم بدفتره!
راحت الهنوف لفوق ورسن مازالت شارده بمكانها
-
خيمة سهـاج/
نياف بحيره: والله ان سهاج وراه بلا! انتم مستوعبين صارله يومين او ثلاث ماطب الديره ولا شفنا وجهه
بهاج بقلق: لا يكون في اهله شي ؟
خالد ناظر رباح الي عيونه تلاقط وساكت: والله آنك تعرف يا المخنز بس ماتبي تحكي
رباح طير عيونه: خير وش دخلني انا ! حالي من حالكم
نياف ضيق عيونه عليه : ربيح لا يكون تعرف وساكت والله ماهوب اشلالك
رباح بطفش: ياليل الليل قلت لكم ماعرف شي بعدين تعال بهاج وهيج وينه
بهاج بتنهيده : يارجال اسكت يسحبه رائد تسحيب لموعد علاجه الطبيعي بالموت رضى يروح اليوم مفروض موعده قبل امس
خالد بنرفزه : بزر بزر هالادمي يبي له تكفيخ مالت عليه وعلى وجهه
بهاج بضحكه : للحين متهادين؟
خالد بلا مبالاة متصنعه : مايهمني أصلًا سواء متهادين ولالا بكيفه مو هو رجال كبير وعقله براسه خليه ينثبر
نياف انفجر ضحك : للحين في قلبك الكلمه اجل
رباح بضحكه : ماعليك ماهو ماخذ يومين الا رضى عليه
خالد بعصبيه : يعقب ارضى وجه العنز
بهاج دفه : لا تفلها عاد
خالد بتكشيره : انقلع انت بعد ورا اخوك
نياف : بس بس صجيتونا ، وش الجدول اليوم بهيج بيجون عيال خوالك والله انهم ونيسين حليلهم
بهاج : مدري والله تيام اكيد لا اما راسل وهباب يمكن
خالد بفضول : الا تيام صدق ليه مايجي عندكم دايم ولا نشوفه في الديره ابد
رباح وسع عيونه : وش دخلك يا ملقوف
بهاج بحيره: تصدق حتى انا مدري ودايم تهاوشه جدتي وخالتي الهنوف على هالموضوع
نياف : يمكن مب جوه الديره
بهاج : تقدر تقول ان نص حياته في المقاهي وعند البحر
خالد بتشفق: اييه اجل ماينلام والله
نياف : خويلد عودك وينه شفت انه ماهوب هنا
خالد بتذكر: ايه طلع ماخذه وهاج بس تزاعلنا ذاك اليوم ولا جابه الحيوان
بهاج: غريبه ماخذه! وينه فيه
خالد فز: تكفى جبه يا ذيبان واضح سالفتنا مطوله وعودي الثاني ناسيه عند عماني
بهاج: وينه فيه طيب
خالد : ظني انه قال في بيت جدتك
وقف بهاج قبل يسند نفسه من الدوخه: همم طيب بجيبه
فزو كلهم بخوف قبل يضحك بهاج: وش فيكم عادي دايم تجيني
نياف بعصبيه: بهاج كم مره قايلك امش اكشف
بهاج بلا اهتمام وهو يطلع: ماله داعي انا عارف عمري
رباح بتنهيده وهو يمسح على وجهه: الله يهديه خبص قلبي
خالد بقلق: ياعيال وضعه والله ماهو طبيعي! لازم نشوف لنا حل معه
نياف بتكشيره: لا هو ولا اخوه اعوذبالله يا العناد الي في روسهم اهب عليهم
رباح بتأييد: اي قسم بالله مو طبيعيين وارثين العناد
دخل بهاج بيت جدته وهو يصوّت قبل ترد عليه جمايل الي في الصاله: هلا بهاج تعال
بهاج باستغراب: وين جدتي وامي
جمايل: طلعو لام سليمان عندها قهوة
بهاج : زين ابسألك وهاج يقول ان فيه عود خالد هنا ببيت جدتي تدرين وينه؟
جمايل زمت شفايفها بتذكّر: والله مدري مااذكر شفت شي!
بهاج: غريبه اجل وين راح!
جمايل: ماعليك بدوره واذا لقيته بعلمك .. الا نسيت اعلمك ترا بروح مع تذكار وهباب لبيت عمتي الهنوف
خفق قلب بهاج بسرعه: ليش؟
جمايل: بيتجمعون هالمره هناك مدري شفيها اشعار يقولون ماتبي تجي الديره وابوها واخوها مو فيه كاشتين وبيطولون لذلك بننام عندهم كلنا
نزل بهاج راسه وهو يبلع خيبته قبل يهمهم لها: تمام حبيبتي حافظك الله
طلع بهاج بسرعه قبل يضرب بإيده بقهر على الباب وهو يتنفس بسرعه
الى هذي الدرجه هي كرهته؟ ما تبي تجي الديره عشانه فيها!
طلع جواله بإيده المرتجفة اللي صار طول وقته ترتجّف ، إتصل برقم فاهد للمره المليون وهو يطلّع له مُغلق
رمى جواله بعصبيه : رماني في هالبلوه واختفى
توقّف لثواني وهو يحس بصداع وسواد يداهمه قبل يطيح بخفه على الارض وهو ماسك راسه من الصداع الي ماسكّه، كح بقوه وهو يحس بطعم الدم في فمه
تنفس بسرعه وهو يهدي نفسه ويحاول يتحامّل ويمسح الدم ويوقف لأجل مايقلّق أحد عليه!
-
المستشفـى/
دخل وهاج لغرفة الدكتوره ريحاب بتكشيره من رائد الي يهدده بعيونه وراه،
دخل بلا إهتمام وهو يلقي السلام
رفعت ريحاب حاجب : أستاذ وهاج؟ مو كأن موعدك كان قبل يومين .. ليش جاي هاليوم !
وهاج ببرود : ماني مهتم أصلًا أجي ، قولي لخالي إنه ما يحتاج لي مواعيد خليني امشي وافتك
ريحاب بجمود : و بأمر مين هذا الكلام ؟
وهاج رفع حاجب : بأمـري ! فيه إعتراض ؟
ريحاب ببرود : بأمرك اجل أنت اللي أصدره ، أنا دكتورة هنا و أنت مريض عندي ما هي لعبه عشان أقول ما يحتاج و أطلعك .. اذا ما تبي تجي بكيفك ما احد يهتم و لا احد بيتضرر غيرك لكن أنه يُصدّر مني هالأمر ؟ لا !
وهاج وقف بنرفزه وهو يبي يطلّع : الشرهه علي جاي والله عشنا وشفنا
ريحاب لفّت على اللابتوب وهي تطقطق فيه و تتكلم بهدوء : لمن تطلع مع هذا الباب ، أنت تختار بإنك تطلّع من مجال الطب كليًا لأنه كل ما زادت فترة العلاج كل ما قلّت فرصتك
وهاج لف عليها بتفاجئ : وش عرفك أنتي!
ريحاب : أنت ناسي إنك مريض عندي ؟ بما معناه أن كل المعلومات تنطرّح علي حتى الي تتعلّق بحالتك النفسية
وهاج بعصبيه : وش قصدك بحالتي النفسية!
ريحاب : تشوف أن الحالة النفسية شيء يخليك تعصب مثلًا ؟ هي صحة يصيبها إعتلال و يُعالج لمن يطلب العلاج مثلها مثل الصحة الجسدية !
وهاج هدأ شوي وهو يحّس بنفس إحساسه لأول مرة دخلت عليه فيها، سلسلة بالكلام وهادئة، باردة وكأنها ما تهتّم أبدًا .. شيء غريب فيها يلامسه و يحثّه على العلاج!
ريحاب ابتسمت داخليًا من شافته بدا يهدأ بعد حالات الفيضان العصبي الي كان صايبه من أول مره شافته فيها!
ريحاب بهدوء : حاب نبدأ العلاج قبل يجي وقت موعد المريض الثاني؟
وهاج بتردد : بس .. بس وش بيفيد فيه ، ليش بأتعالج وهي بتشفى بعدين من نفسها
ريحاب بجدية : فيه فرق بوقت العلاج و نسبة الشفاء و فعاليته، إذا بتتركها للزمان مُمكن يتضاعف الإلتهاب و تصير الحركة أصعب حتى لو رجعت يدك طبيعية!
وهاج سكت بتفكير قبل تداهمه ريحاب بسؤال ثاني : تحب الطب او لا؟
وهاج بتفاجئ: وش هالسؤال!
ريحاب : لأنك لو تحبه كان سعيت من أول ما طحت للعلاج ، لأن باقي لك فُرص فيه حتى لو ما كانت بنفس المجال الي أنت تحلّم فيه لكنها تظل تحت إيطار المهنة الي حلمت فيها، مو أفضل من إنك تفقد حلمك بشكل نهائي؟ بدال ما تحمد ربك على هذا الشيء تتصرّف بهذا الشكل؟
نزل وهاج راسه وهو يمعّن التفكير بكلامها، أخذ منه خمس دقايق قبل يتنفس بعُمق وهو يردف : أبي ابدأ بالعلاج !
ابتسمت ريحاب وهي توقف : وهذا اللي كنت متوقعته ، يلا نبدأ اطلع للإستقبال و خليهم يدلونك على غرفة التدريب
-
بيت فـاهد/
سهاج بعصبيه وهو ماعاد يحتمّل هالوضع ، صارله اكثر من يومين وهو منحبس ببيت فاهد معها
ومتحمل تقلباتها وجنونها المُفاجئ! يحس بإنه بينفجر من كثر ما تحمّل
أغرب إنسانة قد مرّت عليه بحياته كلها ،
سهاج بصوت عالي : المـى !
ما لقى ولا رد وتنهد بإنزعاج .. لازم و كالعادة يطلّع لها ويسحبها من سريرها سحّب عشان تتنازل و تقوم تكلمه!
الي أغلب الأحيان ينتهي بمضاربة و تكسيرها لأي شيء قدامه، هو بدأ جديًا يخاف تكسره هو اذا ما لقت شيء حولها !
-
إنتهـى،
"اعذروني ان وجدت اخطاء إملائية."
قرابة الـ6000 كلمة تروي إشتياقكم وتقطع الغيبة شوي إلى أن اعوضكم بباقي البارتات ان شاءلله🤍.

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن