جمايـل و المى /
بلعت المى ريقها من حسّت بصوت الخطوات يقرب و كأنهم عارفين إنهم هنا ،
جمايل بتوتر مدّت يدينها بتسحب المفتاح لكن مسكتها المى بسرعه وبحده: صاحيه انتي تشيلين المفتاح ! خليه مكانه لأجل ما يقدرون يدخلون مفتاح ثاني ويفتحون الباب
جمايل وسعت عيونها: كيف عندهم مفتاح ثاني !
المى تنهدت: عندهم مفاتيح احتياطية لكل مكان هنا ، و عندهم كاميرات مراقبه بكل بقعه و صدقيني انهم شايفينا ولا كيف جو هنا بهذي السرعه
جمايل برجفة صوت: طيب هم وش يبون مننا ليه كذا
المى بعصبيه: وش متوقعة يبون منك يعني ؟ جايبينك هنا لحالك و المكان فاضي وش بيسوون فهميني !
جمايل ما عاد حسّت برجولها وهي تتهاوى على الأرض، حطّت يدينها على راسها من هول التخيل بس .. من الخوف الي سكّن صدرها .. من الهواجيس الي تتقلّب بعقلها، لو ما جات معها المى ؟ لو ما قابلتها ذاك اليوم صدفة ؟ لو ما سمحت لالمى تجي معها ؟ وش كان مصيرها الحيـن !
المى بقلق هزت بيدينها قدام جمايل: بنت وش فيك وش جاك قومي مو وقته
جمايل شهقت بخفيف وهي تغطي عيونها بيدينها: كل الي ابيه هو اني اتوظف بمجالي، أمنيتي من سنين لدرجة أني من شفت الرسالة ما فكرت بأي شيء، ما كان فيه احد اسعد مني بلحظات صباح اليوم عشت حياتي وروتين الصباح الي في بالي من سنين .. ليش يصير معي هذا؟ ليش ينوون لي كذا؟ ما عمري ضريت احد ولا عمري سويت شيء غلط ليش يصير معي كذا!
المى حضنتها بهدوء وعينها على الباب الي يتحرّك وبهمس: اشش صوتك لا يطلّع ، قومي معي
جمايل بخوف بلعت ريقها وعينها على مقبض الباب كيف يتحرك: وين بنروح! بيكسر الباب المتخلف هذا
المى بتوتر وهي تفرك يدينها ببعض وتتلفت بالمكان: مادري يا جمايل مادري .. امشي نوقف ورا الباب ، اول ما يدخل نضربه و ننحاش فاهمه؟
جمايل بيدين مرتجفة بلعت ريقها: كيف تبيني اسوي كذا انا يالله اتحرك
المى بعصبيه عضت شفتها بتوتر وعينها على الباب: جمايل لا تجننيني!
جمايل بخوف: هو ليش ماله صوت !
المى سحبت جمايل معاها وهم يوقفون ورا الباب وبهمس: عشان يلعب بأعصابنا ويوترّها، مجربة أساليبهم من قبل
جمايل برجفة وهي تدور لشنطتها شهقت بخفه: شنطتي! شنطتي ويين!
المى ناظرتها بتعجّب: كيف شنطتك وين ! ماهي معاك؟
جمايل نفت برأسها وهي تناظر حولها
المى تنهدت: شكلها طاحت منك وحنا برا ، حافظه رقم أخوك؟ اي إنسان بالدنيا نتصّل عليه!
جمايل نفت برأسها من جديد وهي تبلع ريقها: مو حافظه رقم احد انتي ماعندك ارقام؟ مستحيل المى ماعندك اي رقم *سكتت لثواني بتفكير* سهاج! وين رقمه اكيد معاك!
المى نفت بحزم: مستحيل أتصل عليه حاولي تتذكرين رقم اي احد
جمايل تلفّت أعصابها وهي تناظر بالباب: المى لا تستعبطين فوق راسي كيف تبغيني اتذكر اتصلي عليه وبس حنا هنا ما ندري ايش مصيرنا وانتي تقولين لي ما بتصّل !
إندّف الباب بقوة وإنحبّس نفس جمايل وهي تشّد على المى بخوف ورجفتها واضحة للعيّان، المى بلعت ريقها وهي تتنفس بسرعة وتحاول تتماسك
ناظرت لجمايل وهي تأشّر بعيونها "اسكتي"
لزقت جمايل بالجدار والمى أرخّت يدينها عنها ببطئ ، ناظرتها جمايل بإستفهام لكن المى ما ردت على تساؤلاتها وهي تحاول تبعّد عن ورا الباب بخفة لأجل ما يحّس بحركتها
ناصر اللي دخل الحمام وهو يتلفّت قدامه لكن ما كان فيه أي أثر، ابتسم بوسّع وهو يطقطق أصابعه: حلو تبونا نلعب اجل ، جوي انا صعبات المنال
بدا يمشي على بيبان الحمامات المُفترقة والباب اللي دخل معاه ماكان الا الباب الرئيسي له ،
تسحبّت المى بخفه وطلعت من الباب الرئيسي وهي تدوّر أي أثر لـ الوافي أو للشنطة .. ما كان فيه أي مخلوق و أغلب اللمبات للممرات طافية،
بلعت ريقها بتوتر وهي تتلفّت يمين يسار هي متأكدة إن الوافي هنا بس ليش ما ظهر للآن؟ وش يخطط له؟
تقدمّت من الباب الرئيسي الداخلي للعيادة وهي تشوف شنطة جمايل طايحة قريب منه وركضت بسرعه وهي تشيلها وتدوّر جوال جمايل
لكن وسعت عيونها بقوه وهي تركّض راجعة للحمامات بعد ما سمعت صراخ جمايل
دخلت وهي تشوف ناصر يحاول يتقرّب من جمايل الي كانت تحاول تدفّه بكل قوتها وهي تصارخ
قربت المى وهي تحس ببراكين بصدرها من ناصر وهي تسحبه من ياقته من ورا بقوه وهي تصارخ: يا الكلب يا النجس يا الحقير بعد عنها الله ياخذك
لّف ناصر على المى بغضب وهو يسحبها من عضدها: انتي تسبين مين يا بنت ابوك
المى رجعّت خطوة وهي تحاول تسحب يدينها منه وبكل قوه ردت: شايف فيه نجس حيوان غيرك هنا؟ ايه اسبك انت بتخوفني يعني وين الكلب الثاني الي يمشيك وراه زي الحمار وين متخبي رد ؟
جمايل بلعت ريقها بدموع توسطّت بعيونها وهي تركض لألمى: المى تكفين اسكتي واقصري الشر
المى دفتها بخفه وعيونها مازالت متعلّقة بعيون ناصر وهي تناظره بعصبية ، رفسته على ركبته وهي تبعّد عنه: وين المفتاح ؟ خلص علي وينه !
ناصر بألم وهو يمسّك بركبته رفع راسه لها: قدها؟
المى ببرود وهي تدّف جمايل الي متمسكه بيدها: وقدود .. واظنك تعرّف يا ناصر وش انا اقدر اسوي ، جربتها قبل ولا ؟
ناصر سكّن لـ ثواني قبل يرتخي وجهه: أنتي الي بلغتي وسكرتي العياده لمدة نص سنة قبـل !
المى ضحكت بسخريه: توك تستوعب الحين يعني ؟
ناصر قرّب منها بشر: والله ما تسلمين من يدي هالليلة
جمايل صرخت وهي تشوفه يسحب المى بقوه وقربت منه وهي تعّض يده
صرّخ ناصر بألم وقبضته ترتخي عن المى: ووجع يوجعك
لّف على جمايل اللي بلعت ريقها وإبتسم بخفة: ليش ما نوريك شغلك أول و نخلي الصعب للأخير ؟
جمايل وسعّت عيونها وهي ترجع لورا وترفع يدها بتهديد: اذلف من وجهي لا والله ..
سكتت لثواني وهي ما تدري وش تهدده فيه؟ وش تقول له وهي تدري إنها ما تقدر تسوي شيء؟
ضحك ناصر بقوه وهو يسحبها: حتى تهديدك عسل مثلك يا عسل
قرّب من باب الحمام الرئيسي و جمايل بيده، لكن أزعجته حركة المى وهي تعرّقل طريقه
لّف لا شعوريًا وهو يمسك بـ موزع الصابون اللي كان من قزاز ثقيل ورماه على المى بإنزعاج ظنًا منه إنها بتتفاداها و بتنشغل بها و يمديه يطلع لكنه جمّد بمكانه بصدمه لمن إستقبلتها المى وهي واقفه بدون تتحرّك، وبثواني صارت طايحة على الأرض
اما المى اللي ما تدري ليش وقفت و لا تحرّكت ، ما كان عندها فرصة تستوعّب اللي صار .. حسّت بدوخة قوية تجتاحها وفجأة الدنيا صارت ظلام ولا تدري ليش وثواني ما عاد حسّت بأي شيء حولها نهائيًا !
جمايل وسعت عيونها بصدمه وهي تشهق بخوف: المى!
ركضت لها وهي تحاول تشيل رأسها عن الأرض بيدين مُرتجفة وشهقت برعب وهي تشوف كمية الدم اللي معبية مكان راسها من ورا
الوافي اللي نزل من فوق بعد ما طولو وقف وراهم وهو يوسّع عيونها بصدمة قبل يركض لها: المى وش فيها
جمايل بصوت مُرتجف لفت عليهم بصراخ: كلمو الاسعاف سوو اي شيء الله ياخذكم وياخذ الساعه اللي جيت فيها يا متخلفين وش تبون مننا الله لا يوفقكم ولا يبيحكم
الوافي لّف على ناصر وهو يقرب منه بعصبيه وممسك بياقته: انت وش سويت فيها! وش سويت يا زفت انا قايل لك بس تهددهم وتخوفهم لاجل يرجعون ويعلمون الزفت بهاج
ناصر بخوف دفع يدينه عنه وهو يبلع ريقه بجحده: ما سويت شي مالي دخل انت الي جبتهم وهم بنات عمانك انت المسؤول عن كل شيء
الوافي وسع عيونه وهو يضرب بصدر ناصر بقهر: هذا نظامك يا الكلب جحده ! تراهي عيادتك وباسمك لو ناسي
الوافي لّف عنه وهو يهز رجوله بتفكير، ابوه مهدده ومحذرّه هذي الفترة مايقرب من عيال خلف ابـد .. هو كان بيضرب عصفورين بحجر بيقرب المى منه ، وبيخوّف جمايل اللي يدري إنها ماراح تسكت وبتعلم أخوها..بس اللي صار كان عكس توقعاته ومخططاته كلها
لمعّت فكره بباله قبل يلّف على ناصر وهو يناظر بجمايل: جبها والحقني
جمايل ارتخت يدينها وهي ترفع عيونها المليانه دموع وهي تتمسّك بجسد المى بأقوى: والله ما اتحرك بعد عني والله لا اصارخ والم الدنيا عليكم
ناصر طنش كلامها وصراخها ، سحبها بدون رد وهي تحاول تدفعه عنها بقوه وصراخ: المى يا كلاب المى بتخلونها طايحه كذا؟ بعد عني يازفت الله ياخذك
-
وهـاج/
كان ماسك بجواله وهو ينتظره بشرود و تردد، يناظر الكرت اللي بين يدينه وهو شارد بالرقـم .. يدّق ولا ينسى الموضوع ولا كأنه صار شيء؟ بس هو خايف ، خايف من إنه يتصّل و يعرّف كل شيء و خايف من إنه يسكت ولا يعرّف شيء! كان عايش بين نارين فعلًا
مدد رجوله وهو ينقّل بنظره حول المكان بطفش مافيه أحد غيره ، راسل ما يدري وين طلع وبهاج ماشافه نهائيًا اليوم وهباب عريس مو فاضي له
أخذ نفس قبل يسمي بالله وهو يضغط زر الإتصال على الرقم ، رنّة ورنتين وثلاث إلى إن إنقطع الإتصال بدون رد .. إبتسم بسخرية شكله إنلعّب عليه !
رمى جواله بجنبه بلا إهتمام وهو يفكر بمصيره ما باقي شيء على إنتهاء التحويل بين التخصصات وهو ما تقدّم ولا خطوة بهذا الموضوع
تنهد بضيق وهو يحس بفراغ كبير ، كان يبي بهاج بجنبه بهذي اللحظات كان يبي يفضفض له عن كل شيء مزعجّه بهذا الموضوع ويبي بهاج يمسك يده ويخليه يضغط على التحويل الي قالّق قلبه ، هو متعود على كذا من الصغر كل قرارته ياخذها وبهاج بجنبه وكل ما التفت براسه شافه واقف وهو يبتسم له ويشجعه ، لكنه فجأه حتى بدون تمهيد إنقطّع عن عالمه وأبعّد
خنقته العبره لأنه فعلًا محتار وخايف وقلقان ومقهور وقلة الحيلة متعبّته بس ما يدري ليش بهاج تغيّر فجأة كل هالتغير المخيف اللي خلاه بلحظات كثيرة يحّس إنه ماهو أخوه! ماهو اللي يعرّفه أبدًا ، هو يعرّف بهاج الي ما يشوفونه الا مبتسم ، الحنان والهدوء الي مغرّقهم فيه وسماحة الوجه وعذب المنطوق .. ما يعرف نسخة بهاج الجديدة الي مليانه برود ووجه جامد
-
أطـياف/
همسّت للجوهرة: شكلها شاكة، أمس لمن رجعت جت وكلمتني بس كانت هادية..لكن أنا خايفة يا جوهره خايفة!
الجوهره بقلق وهي تهّز رجولها: مستحيل ريحاب يفوت عليها شيء ! بس ليش هادية كذا؟
اطياف سحبت نفس بعد ماكانت تحّس أنفاسها مسلوبة منها: مدري مدري يا جوهره وهذا اللي مخوّفني ، يمه جوهره فيه خطوات أكلمك بعدين
قفلت منها اطياف وهي تعدّل جلستها على سريرها وتحذّف جوالها تحت السرير بأخر بُقعة
راكان ناظر الجوهره وهو يعدّل جلسته: وش قالت؟
الجوهره هزت كتوفها: تقول انها هادية ولا قالت شيء !
راكان رفع حاجب: هادية ! وش ناوية عليه هذي بعد الحين! ، مستحيل أخلي اختي انا اكثر
الجوهره مسكت يده بسرعه: وين رايح ؟!
راكان دفها بخفه: انا سكت لكم لاني خايف على اطياف مو لاني خايف من ريحاب ، لكنها بدّت تزودها .. سلبّت من البنت حياتها كلها ، فصلتها من الجامعه و هدّمت كل أحلامها و حابستها كأنها رهينة عندها لين متى بتقعد اطياف بهذا الوضع؟
الجوهره برجاء: راكان تكفى الا انت .. انت تدري ان ريحاب ما تدانيك وفصلت اطياف من الجامعه بعد ما شافتك .. هي من يصير الموضوع له خّص فيك تنجن
راكان ضرب الطاولة بغضب: وش تبيني أسوي يعني؟ أقعد الحين بهذا القلق ومخلي اختي تحت رحمتها؟
الجوهره بهدوء وهي تمسك يدينه: بتروح لها وش بتسوي ؟ بتاخذها من امها؟ تدري انها بتقدّر ترفع عليك قضايا وتجرجرك .. وهي هذا اللي تبغاه من الأوّل تبي تدمرك !
راكان بلع غصته وهو يردف: واطياف الحين وش حالها؟
الجوهره هزت كتوفها بمعنى "مدري" ، خيّم الصمت على المكـان وهم شاردين بفكرهم على نفس الموضـوع!
اما عند اطياف اللي كلّت أظافرها من التوتر وهي انتظر دخول امها ، وفعلًا ماكانت الا ثواني وإنفتّح الباب وطلعت من وراه ريحاب بقامتها الممشوقة وطولها الفارّع وهالتها الباردة
قربت من بنتها وهي تردف بهدوء مستندة على الجدار: تبغينا ناخذ الموضوع لعب ؟
اطياف بلعت ريقها: وشو يمه
ريحاب رفعت حاجب: صدق والله؟ وشو؟ مدري والله انا محتارة وشو علميني وش الموضوع
اطياف نزلت راسها وهي تلعّب بأطراف كمها: مدري عن وش تتكلمين
ريحاب ضحكت بسخرية: مشكلتك يا اطياف ما تقدرين حتى تنكرين، ولا تعرّفين للكذب درب !
قربت منها وهي تمسكها من عضدها بحده: لا تحاولين تخبين إنك بفترة سفرتي لبرا رحتي لمكتبي و خذيتي دوري ! أنتي متى تعقلين عن الحركات هذي ومتى تستوعبين انك مريضة نفسيًا عندك اضطراب وهامي بأي حّق بتروحين تعالجين المرضى ؟ وبأي حق مريضة نفسية زيّك تطلع من البيت بلا رقيب ولا حسيب ! لكن انا دارية من وراك ومن مكبّر هالراس .. إن ما فصلّت اخوك الي متحامية فيه من المستشفى هو وعصابته والله مااكون ريحاب وأنتي شغلك عندي وتعرفين وش بقدر أسوي
اطياف إمتلى وجهها دموع وهي تدفع يدين امها عنها: يمه انتي تدرين اني سليمة ولا فيني شيء، وتدرين بعد اني احب الطلب ومهتويته ولولا انك فصلتيني منه كان انا الحين بطب الإمتياز ، سكّت عن حرمانك لي بكل شيء بس عشان الطب وكنت راضية أعيش حتى بعد ما دخلتيني الطب النفسي بدون وجه حّق وحتى بعد ما عشت سنيني كلها بهالغرفه ماكله تبن ولا قلت حرف وساكته على كل شيء سويتيه .. ليش تسوين فيني كذا بس ابفهم ليش؟
ريحاب صرخت بجنون وهي تدف بنتها عنها: والله وطلع لك لسان يا المريضة .. انتي الي جبتي الكلام لنفسك قلت لك وحذرتك من اول مجال الطب مااحد يدخله الا انا ، هذا الي تبينه يا العاقه ؟ تبين تدخلين وتصيرين دكتوره افضل من امك وتاخذين مكاني وكل شغلي وتعبي وجهدي هذي السنين؟ لكن هين ان ما رجعتك للمكان الي طلعتي منه ماني على رجال
تلفتت بالغرفة وهي تدوّر بين رفوف الكُتب وتحذفهم بشكل عشوائي على الارض: وين وين كتب الطب الي يجيبها لك اخوك وينها؟
اطياف ركضت بسرعه وهي تسحب امها ببكاء: يمه تكفين بعدي خلي كتبي خليها
ريحاب دفتها بقوه لين طاحت على الأرض ورجعت تدوّر بين الكُتب لين لقتهم مخبيتها ورا أخر شيء ، لفت على اطياف وهي ترفسها بقوه: ومخبيتهم بعد ! الله العالم وش مخبيه غيرهم يا اخت راكان .. هذي الكُتب الي أنتي هيمانه فيها؟ شوفيها قدام عينك وش بتصير
قطعت الكُتب وهي ترميها على الأرض وأوراقها المتشققه مرميه بكل مكان .. شهقت اطياف بوجّع من الم رجلها من الرفسة لكن وجع قلبها كان أكبر ، قامت بسرعه وهي تحاوّل تجمع الأوراق .. هي حافظتهم وصامتهم صّم وتقدر ترجع ترتبهم بالترتيب حتى بدون مايكون رقم الصفحة موجود لكن يدين ريحاب كانت أسرّع وهي تقطع الأوراق لأجزاء قبل تناظرها بقهر: مصيبه اكيد الحين حافظتهم كلهم لكن انا اوريك
قربّت منها وهي تشّد شعرها: هذا اللي يصير للعاق الي ما يسمع كلام امه، لكن برأف بحالك وأرجعك للمكان اللي طلعتي منه .. يمكن ترجعين طبيعية يا مريضة جهزي شنطتك بس بخليك تلحقين ابوك
دفتها بقوه وطلعت وهي تعدّل هندامها بكل هدوء وبرود وتكمّل خطواتها الهادية متجهة لمكتبها اللي بالبيت وترفع الجوال
اطياف شهقت بألم وهي تمسك الأوراق المتقطعة بيدين مُرتجفة وجسمها ينتفّض من القهر والوجّع اللي تحس فيه
قامت بصعوبة وهي تأخذ جوالها الي مخبيته قبل تتصّل على راكان
راكان الي شارّد فز على رنة الجوال وهو يشوف اسم اطياف
رد بسرعه ولهفه: اطياف؟ وينك فيك شيء؟ وش سوت لك؟
شهقت اطياف وبكائها مو مخليها تتكلم
راكان وقّف بغضب: اطياف ليش تبكين وش سوت ؟؟؟ تكلمي زين وخلي الصياح عنك
الجوهره وقفت معاه بقلق: وش صاير؟؟ هي بخير؟
اطياف بلعت ريقها وهي تاخذ نفس عميق تحاول تهدى، تكلمت بصوت فيه بحة البكاء: ضربتني وقطعت كتبي وقالت .. *شهقت بوجع قبل تتكلم* قالت بترجعني للطب النفسي راكان تكفى ما ابي ارجع له ما ابي ادخل هذاك المكان تكفى راضية اعيش هنا وتضربني بس لا ارجع له
انتفّض راكان من الحرّه الي أستوطنت صدره وهو يسحب مفتاح سيارته: جايك والله لا ادخلها هي بدالك
قفل جواله وهو يطلع قبل توقف الجوهره بوجهه بسرعه: وش صاير؟
راكان: بترجعها للطب النفسي الله ياخذها وياخذ الي بيسكت لها بعد
الجوهره مسكت يدينه بسرعه: راكان تكفى اهدى انت ما بعد لقيت الوثيقة الي تثبّت ان الشركة بإسم ابوك، وش بتحاربها به؟
راكان حس بالقهر من جديد من طاري ابوه: الله يسامحه بس الله يسامحه ويرحمه الي خلا عياله بهذا الوضع
تنهدت الجوهره: ما يجوز على الميت الا الرحمة استهدي بالله يا راكان
راكان وهو يحس انه بينجن: الجوهره قاعد اقولك بتدخلها للطب النفسي ! بتدخلها تفهمين وش معنى هالشيء؟ كيف تبيني اهدى ؟! بعدي عني خليني اطلع تراي ماسك نفسي بالعافييه
الجوهره بتوتر: راكان خليني طيب انا اروح مع امي ونقنعها تهدى عن سالفة انها ترجّع اطياف للطب النفسي .. لين نلاقي الإثباتات ونروضها بها تكفى لا تسوي خطوة ممكن تندمنا كلنا عليها
تنهد راكان وهو يدري بإن كلامها صدق لكن نبرة اطياف تتكرر بمسامعه قبل يناظرها بضيق: بكت واجد يا الجوهره واجد
الجوهره حضنت وسط راكان وهي تمسح على ظهره بهدوء: وبتضحك واجد بعد .. حنا وراها وماراح نخليها، إتصل عليها الحين وطمنها وبلغها وانا بروح اكلم امي انت بس اهدى
راكان زفر بعمق قبل يبوس راس الجوهره: الله لا يخليني منك يارب
الجوهره بعدت عنه وهي تبتسم بخفه: ولا منك
رجع راكان يكلم اطياف والجوهره كلمت امها الي قالت لها انها بتروح لبيت ريحاب الحين ..
-
المطـار/
كانو جالسين هباب واقبال وهم ينتظرون نداء رحلتهم، لمّح هباب دانكن قدامهم وناظر اقبال: تبين؟
اقبال كشرت: لا تكلمني
هباب قلب عيونه: قسم بالله بزر ونفسيه بعد
اقبال ماردّت عليه وهباب وقف مطنشها و متجه لدانكن ، عضت شفتها بقهر: قسم بالله ما بزر غيرك
رجع وهو معاه بس كوب واحد وقعد يشرب منه
ناظرته اقبال بقهر وهي تتكتف: ليش ما جبت لي !
هباب رفع حاجب: مريضه انتي ولا فيك زهايمر ولا تناقض ولا وشو؟
سحبت اقبال كوبه وهي تشرب بسرعه
هباب وسع عيونه وهو يسحب الكوب بس اقبال عاضته بقوه: ووجع اهبي هبيتي قرد مب انسان
اقبال قلبت عيونها عليه وهي تشرب بسرعه مع انه حار بس تبي تخلّصه قبل يرجع ياخذه
هباب تلفت يمين ويسار: قسم بالله لو مافيه ناس وريتك شغلك يا الدبه
كحت اقبال بقوه من حرارة القهوه وانها تشربها دفعه وحده
فز هباب وهو يطق ظهرها: احسن هذي عقوبتن من ربي خلاص كاني ماخذه يا المشفوحه وقفي
اقبال ناظرته بتكشير: وانت شايب تشرب حار؟ الله يديم النعمه
هباب بسخريه: ابشري عمتي اقبال المره الجايه بغير ذوقي واطلب بارد لعيونك يعنني ما تدرين اني ماقدر اشرب بارد
اقبال باستغراب : وليش ما تقدر تشرب بارد!
هباب سكت لثواني قبل يردف: عندي التهاب في الاحبال الصوتيه ، *بتصريف* كانهم تاخرو عن الموعد؟
اقبال تثاوبت بتعب: ما ادري عنك اوف رجلي تعورني وربي مو وقت سفرتك هباب
هباب: احسن محد قالك تروحين تطيحين نفسك متعمده ، اعتبريه عقاب
اقبال غمضت وهي ترخي راسها على الكرسي: وانت وش عليك ياخي كان سافرت لحالك ترا عادي راضية ماراح اقول شيء الا يوم السعد والهنا
هباب ناظر رنين جواله وعقد حواجبه من الرساله الي قراها ، وقف وهو يردف: شوي وجايك
اقبال عقدت حواجبها باستغراب من نبرته بس رجعت تنسدح بلا اهتمام
هباب دق على الرقم الي ارسل له وهو يردف بحده: وش معنى الكلام الي انرسل !
جود بقهر: معناه الي فهمته
هباب تنهد قبل يردف: انا قايلك عطيني شهرين لين يمّر وقت على زواجنا ونتطلق ، وقلت لك بهذي الفتره لا تكلميني ولا اكلمك وهي على ذمتي ولا ما قلته ؟
جود ضحكت بسخريه: وانا الي بصدق عاد ؟ لكن هين يا هباب والله لا ارد حرتي فيك .. والله ما يهديني الا شوفتك على سرير المستشفى وبيننا الايام
هباب فتح فمه بصدمه: جود انتي منجدك هذا الكلام يطلع منـك!
جود صرخت بعصبيه وهي تحّس بالقهر: والله لا اذوقك الحره الي ذقتها وانت تطردني من العرس عشانها، بذوقك دموعي الي بكيتها وانت في العرس ويزفونها لك.. من اول وانا معاك وساندتك بكل شيء وهذا جزاتي؟ لو تحبني صدق ما سويت الي انت سويته لكن انا الغبيه الي مصدقتك ! العالم بيوصل لأخواني ، لكن صدقني ما بيوصل زي ماهو وتشوف وش بيجيك
قفلت في وجهه وهو مازال واقف مصدوم من الكلام اللي هو سمعه ، هو كان بس يبغى منها وقـت..وقت لين يعدّل الفوضى اللي صارت بحياته و يتزوجها ويكسب رضى ابوه ورضى نفسه .. وشلون وصّل الموضوع إلى هنـا؟
رفع راسه على صوت النداء لرحلتهم ، ومشى بوجه مشدود لين وصّل عند اقبال وأخذ الشناط ومد يدّه تتمسّك فيها اقبال الي كانت تناظره باستغراب بس قررت ما تسأله عن شيء وهي تشوف وجهه الجامد ، تخاف تسمّع منه كلمة تزعلّها وتدخلها بدوامة الزعّل الي ما طلعت منها، هي منجرحة منه بما فيه الكفاية ما تبي تزيد جروحها منه..
-
شقة ربـاح/
كانو جالسين خالد وسهاج بالغصّب ونياف واقف وهو يهز رجوله بغضب ونظرّه عليهم وبهاج واقف بينهم وهو متكتّف ورباح جالس بالكنبه اللي بينهم
رباح بنفاذ صبر: وبعدين يعني؟ من ساعه وانتم تتذابحون والحين نزل عليكم الوحي فجأه ؟
خالد وقف ببرود: انا ماعاد لي كلام معه.. والي يبيني يجيني بدونه
بهاج مسكه بغضب: ارجع ارجع مكانك ماهو على كيفك الموضوع
سهاج ضحك بسخريه: خله خله البزر ذا ماني ميت عليه ولاني مرتجي منه شيء بعد خباله انت ما صنت ابوك وشلون بتصوني ؟
خالد تفلّت من يدين بهاج بعصبيه وهو يتجّه لسهاج: والله انك مب وجه حشيمه ولا وجه اجي اعتذر منك وانا ما غلطت .. قلت ماعليه ياخالد اخوك الكبير ويمون لكن لا والله انك تخسى
رباح سحب خالد بسرعه وراه: ياهوه خلاص من صبح نمسّك فيكم الله ياخذ الشيطان ماتتعبون انتم
نياف زفر بألم من وقفته الطويلة وعدّل وقفته: اسمعني انت وياه والله لو ما تجلسون ذلحين وتنهون كل شيء وتهرجون زي الرجال وتحلون الموضوع مايحصل طيب عطيناكم وجه بزياده ولا انتم راضين تقنعون
سهاج بحده: لا يقعد معي ، يقعد مع نفسه يفكر باللي هو يبي يسويه والي سواه لابوه ويتصرف زي الرجاجيل الصاحين .. ابوه المسكين فيه ضغط وفيه سكر ما عبّر لمرضه أي شيء، استح على وجهك ابوك جاي يطلب اخوياك لانه ماقدر عليك ! هذا تصرف رجاجيل؟ والخيبه والكوبه والله يا خويلد
خالد باندفاع: والواحد لا صار يبي يختار حياته ويختار الي هو يبي يسويه صار مسوي جُرم؟ وانا وابوي نتفاهم وننجاز مالك دخل
سهاج ارتفع ضغطه وهو يفك اول زر من ازارير ثوبه: في اللعنه الي تلعنك جعلك تبي تصير رقاص بعد اذلف من وجهي بس
نياف حاول يمسك ضحكته بس ما قدر وانفجر ضحك، رباح مسك ضحكته وهو يعدّل عقاله الي نزل .. بهاج لّف على جنب وهو يحاول ما يضحك بعد ما شاف تعابير خالد لأجل ما يفشله
خالد ضرب يده بالكتب بقهر قبل يطلّع من عندهم
لحقه رباح بسرعه: خالد .. خالد
طلع وراهم نياف بعد وبهاج تنهد وهو يجلس جنب سهاج: عاجبك اللي صار يعني؟ سهاج وش فيك من امس وانت متنرفز واعصابك شابّه!
سهاج ناظر ساعته: مافيني شيء هو البزر وانت اظنك حاضر كل شيء ما يحتاج اتكلم ولا اشرح لك عن شيء !
بهاج هز راسه: ادري بس انت خابر خبال خالد في العود وعناده .. المفروض تكلمه باسلوب وطريقه احسن من ذي وبعدين هو جاي عندك يعتذر منك ترده بهذي الطريقه ليش؟ وش فيك
سهاج تنهد وهو يدفن وجهه بخدادية الكنب: مدري وش فيني مدري
كان بيتكلم بهاج بس رّن جواله بـ إسم"جمايل"
رّد وهو يردف: هلا يا جمايلي وش بغيتي
جاه صوت مرة شبه كبيره بالسن اول مره يمّر على مسامعه: تعرف صاحبة هذا الجوال؟
بهاج عقد حواجبه بخوف: ايه ليش!
المره: انا عاملة النظافة في العيادة لقيتها طايحه عند الحمامات ولقيت هذا الجوال طايح جنبها
بهاج فز بخوف: اخو وهيج وش فيها فيها شيء؟!
المره: والله مدري ياوليدي بس ينزل منها دم
سهاج ناظره باستغراب: وش فيك!
بهاج قفل الجوال وهو يركض: اختي يا سهاج اختي تكفى
سهاج بخوف: وش فيك وش صاير وش فيها اختك
بهاج بضياع: مدري مدري تقول طايحه وفيها دم!!!؟
سهاج مسك يدين بهاج الي ترجّف وهو يردف بجدية: خلاص اهدى امش بنشوف الحين وش صاير وان شاءلله خير
طلعو بسرعه وهم يركضون على الدرج وركبو سيارة سهاج وحركو
-
رباح بتنهيده: يا خالد يا حبيبي خلاص هّد انت الحين انت تعرف سهاج يبي مصلحتك ماهو قاصّد الي يسويه!
خالد وهو يهز رجوله بعصبيه: انتم اذا جايين تدافعون عنه اذلفو معه
نياف صفقه: ووجع والله وجع انت راكبن هالراس جني تراي ساكت عن خبالك امس لا تكمله بخبالك اليوم واوريك شغل الله
خالد كشر وهو يدفه: انت امش زين اول بعدين تعال هدد
رباح وسع عيونه: اخو من طاع الله والله الي متفلّتن علينا هاليوم !
نياف تنهد: ترا قسم بالله اني وجعان لا تزيدون وجعي وتصالحو فكونا
خالد سكت شوي قبل يلّف عليه: وش دخلك تنوجع من هدتنا ؟ السالفه بيني وبينه خلاص حنا نحلها ولا نقفلها بيننا انتم ماعليكم مننا شي
رباح رفع حاجب: حلوه ذي ما علينا منكم! ليه وانتم مب مننا!
خالد بنرفزه: يووه خلاص عاد ترا صجيتوني خلاص اقطعو هالسيره ولا مشيت
رباح: انت من صدقك بتترك الدراسه وتروح؟
خالد زفر: مو موقفني الا ابوي
نياف ابتسم بسخريه: لا زين بعد حاط له اعتبار وانت امس مقوم الدنيا عليه
خالد بعصبيه وبدون قصد: اخر من يتفلسف عن موضوع الاباء انت
رباح وسع عيونه ونياف سكت لثواني قبل يرد بهدوء: صادق .. انا الغلطان يوم اتدخل بموضوع يخّص الاباء وانا ماعندي ابو ولا اعرف شعوره
وقف نياف وهو يناظر ساعته بتصريف: جدي مكلمني بيجي عن اذنكم
رباح لّف على خالد بعصبيه وهو يضرب كتفه: انت صاحي ولا مجنون ! هالعقل يتحرّك ولا مصدي! فوق على نفسك عاد سكتنا لك شوي وقلنا معصب بنحتويه بس والله ماتستاهل يا خالد والله
قام عنه وهو يلحّق نياف وخالد عّض شفته وهو يغمض عيونه بقوه .. وهو يفكر .. هو وش سوى الحيـن!! لييش تكلم مع نياف بهالطريقة!
رباح مسك نياف بسرعه: نياف لا تزعل تكفى ولا تشّل بخاطرك انت تعرفه لا عصب يفلت هاللسان
نياف ابتسم ببرود: وش ازعل له وهو ماقال شيء غلط؟
رباح تنهد: يالله يا هاليوم وش صاير لنا
نياف طبطب على كتف رباح: ماصار شيء ماعليك الامور طيبه، وصلني بس لجدي تذكرت انه سيارتي للحين في الديره محد جابها لي بروح لجدي اشوف علومه ونعود ورانا
رباح رفع حاجب: تعودون وراكم؟ ومواعيدك!؟
نياف بتهرّب: ايه ماعليه احضرها وارجع
رباح ضيق عيونه بشك: نويف !
نياف ضحك: يارجال ماعليك ماراح يخليني أصلًا بادي
رباح: يلا اجل .. وش رايكم ترجعون معي؟ انا برجع بعد .. نروح مره وحده ولا نتعّب عمي بادي بالسواقه
نياف: بقول لابوي ونشوف
رباح بتردد: ماجاتك اي اخبار من سعود؟
نياف بجمود: ولا ابي تجيني
اومئ رباح بصمت وركبو السياره قبل يلّف على نياف: وينه فيه عمي بادي؟
نياف: في بيت راجح
رباح اومئ وكملو طريقهم وخالد وراهم ما تحرّك من مكانه وهو يشوف زولهم يغيب عنه..
-
بيت راجـح/
تباهي تنهدت: ماقامو يا جديده من صبح اناديهم مسكرين الغرفه
مزون بنقد: عاونيني عاونيني ارقى ذا الدرجه
ام هباب جلست وهي تضحك: خليهم ياعمتي شكلهم رجعو ينامون، ماعليه تباهي حبيبتي تروح تنظف العتبه وتمّر على بيت الهنوف تودي لهم الباقي من كراتين الماء والمشروبات مع السواق
تباهي وقفت: اجل بروح البس عباتي واجي
مزون وهي تشرب القهوه: هذي عباتي خذيها
تباهي وسعت عيونها: جديده حبيبتي انتي شايفه عباتك؟
مزون رفعت حاجب: الله اكبر عليكن يا بنات ذا الجيل ووجعاه وش فيها عباتي يعني ماعادهي عاجبتكن ذلحين!
تباهي بتسليك: لا تهبل يا جديده بس يعني مب مقاسي انتي قصيره وانا طويله
مزون حطت فنجالها وهي تلّف عليها بعصبيه: من القصير يا البازع من!
تباهي كتمت ضحكتها وهي تناظر تهديد امها بالعيون: انا يا جديده شكلك سمعتي عكس، اقولك انا القصيره وانتي الطويله
مزون تنهدت: ايه اشوى على بالي بعد
رقت تباهي وهي تضحك ودخلت غرفتها تاخذ عباتها وقبل ما تنزل راحت لغرفة تذكار وهي تفتح الباب بقوه خلت تذكار ورسن الي جالسين يتابعون بالابتوب يفزون
استندت على الباب وهي تتخصر بقهر: لا والله! جالسين تتابعون وانا الي انكرّف! حلوه ذي
تذكار مسكت قلبها: ووجع خبصتي قلبي احسبك جدتي قلت الحين بتجي تمصعنا وتنزل اذلفي بس
رسن وهي ترجع تتابع بلا اهتمام: عادي اعتبريها رياضه تراك زايدة كم كيلو
تباهي لفت وشافتهم شابكين الابتوب على الشحن، فصلّت الشحن وطفت اللمبات وطلعت بسرعه وهي تركض وتسمع صراخهم وسبهم
طلعت لبرا وهي تمّر المطبخ تاخذ المكنسسه الصغيره بتذمر: اخر شيء بروح للعتبه وبلقى ما فيها الا نتفة تراب بس لازم التضهول حق امي وجدتي اوف ياربي
وصلت للعتبة وهي تشوف المجلس مردود بابه وقدامه حذيانين بس وحدها منها حقت جدها فعرفت انهم مب طالعين الحين وكملت تكنّس على الخفيف العتبه الداخليه للباب الداخلي
دخل نياف البيت ووقف من شاف بنت على الباب وراح على طول جهة المغاسل وهو متوهق ما يدري هو دخل بوقت غلط ولا شسالفه
لفت تباهي وماشافت فيه احد فتقدمت بتكنس العتبه الخارجيه وتنادي السواق يشيل الكراتين
نياف شافها تقرّب وكان بيلّف بس بلع ريقه من عرفها، هي هي ما غييرها
تباهي كانت منزله راسها ولا انتبهت عليه ، شافت الكراتين وتأفأفت: اوف منك يا كومار تنتظرني اشيلها يعني ولا اصارخ بنص الشارع اناديك!
نياف بسرعه تقدّم وهو يمسك واحد من الكراتين: انا بشيلها خليها
فزت تباهي وهي تشهق: يمه بسم الله من وين طلعت انت!!!
نياف ابتسم وهو يحاول ينزل عيونه عنها: كنت موجود بس ما انتبهتي
تباهي بسرعه لا شعوريًا: لا تشيلها انت تعبان ناد كومار
نياف ناظرها بفهاوه: خايفه علي انتي؟
تباهي بلعت ريقها وهي تشتت نظرها: ادخل منظرنا مع بعض مو حلو
نياف برجاء: تباهي انتي تبيني ولا لا ؟
تباهي وسعت عيونها: سلامات انت وش الي ابيك و لا ما ابيك ! عايش بتركيا الاخ!
نياف كتم ضحكته: وانا اسالك لاننا مب في تركيا، اذا تبيني والله لا اخطبك وذا الليله بعد .. لكن ان كان مالك فيني هوى شليت شلايلي وابعدت.. والله انك يا بنت المطر ما تغيبين عن بالي ولا لحظة وحده وانا بنفسي ما ادري شلون انتي سلبتيني حتى من نفسي وصرت متعلق بك كذا!
تباهي دّق قلبها بعنف من التوتر والخجل الي لعّب فيها قبل تردف بصوت متوتر: اذا تبيني وتبي جوابي بتسمعه من ابوي ، غيره ما عندي والحين بعد عني وخلني انادي السواق وانجز
نياف بلهفه: اكلم ابوك؟ يعني تبيني؟
تباهي ماردت عليه وطلعت بتوتر من ورا الكراتين بينما نياف تنهد وهو يسند راسه على الجدار ، هي تبيني و لا ما تبيني ؟
نياف بضيق: ليه ما تنطّق وتريحني من هالتفكير والقلق!
عقّس وجهه وهو يشوف كومار يدخل يشيل الكراتين وصد عنه ، يخاف من الرفض و كثير .. لذلك كان يبي يسمعها منها سواء الرفض او القبول ، ما يبي اكثر من شخص يشهّد على رفضها له
ظّل فترة وهو شارد بالتفكير وتباهي الي طلعت وهي تهوّي على نفسها من التوتر والخجل: يمه ياربي يارب احفظ لي عقلي يارب
لفت من جديد وشافته يهوجس ورجعت من جديد وهي تركض تدخل السياره بخجل من شافته شافها تناظرره
ركبت السياره وهي تفكر ، ما تدري هي تاخذ قرارها من نفسها ولا تعلم البنات ، بس هي خايفه وكثير من طقطقتهم .. تنهدت بتعّب وهي تسند راسها على الدريشة بتفكير مقلّقها
اما بداخل المجلس كان بادي ومهنا يسولفون ويفكرون بموضوع مناهل
مهنا: ومتى بتعلمه؟
بادي تنهد وهو يمسح على وجهه: لين يلاقون السحر ونوديه صوب شيخ يفكه ..ماهي راضيه تعترف بنت اللذين
مهنا: والله اذا بتنتظرها مانت منجز .. انا اقول انت خبيت عنه بما فيه الكفايه وصار الوقت الي يعرّف فيه .. نياف ماهو بزر ابو ست سنين عمره ست وعشرين سنه رجال بعقله وواعي وصلب
بادي ابتسم بضيق: انتم ما تعرفونه يا مهنا .. لكم الظاهر اللي هو يظهره لكم وبس.. نياف اكثر انسان هش وحساس من داخل .. من داخله كأنه ابو ست سنين فعلًا، وش متوقع من شخص ما عاش طفولته ولا لقى حب واحتواء من اهله يا مهنا ؟ الموضوع صعب ومعقد اكثر من ما تتصورونه.. وعبدالرحمن اشغلني بإتصالاته ذهب تبي تشوف ولدها!
مهنا فز: انت صاحي! تبي تشوف ولدها وساكت؟!
بادي بجديه: اذا شافته بتتفل بوجهه.. هذا من السحر يا مهنا لا ابعد عنهم يحبونه ويشتاقون له ويتشفقون عليه ولا شافوه كرهوه وكرهو طاريه .. شايف حالة سعود انا وشايف كيف يتلّهف ويشتاق في كثير من احيان لولده لكن لا شافه قلب ابليس .. لذلك ما ابي اتكلم معاه ولا يتقابلون الا لمن ينفك السحر
-
العيـادة/
دخل بهاج ركض ووراه سهاج وهم يدورون أي أثر لأي مخلوق ومستغربين من ظُلمة المكان وفضاوته
نادتهم عاملة التنظيف وهي تردف: أنتم اهلها؟
قرب منها بهاج وهو يلهّث: وين جمايل وينهي؟!
اشرت عاملة التنظيف على الحمام وركض بهاج بأقوى ما عنده لكنه تسمّر بمكانه وهو يشوف وجه الطايحة ، ما كانت جمايل ابـدًا !
سهاج وقف بعيد شوي وهو يترقبه بقلق: وش فيك ؟
بهاج صّد بسرعه عن البنت وهو يقرّب منه: ماهي جمايل!!
سهاج عقد حواجبه: وش! اجل من! هذا المكان الجديد الي تشتغل فيه جمايل؟
بهاج اومئ بسرعه قبل يلّف وهو يدور بعيونه على عاملة التنظيف: هو بس البنت ماهي هي وين جمايل ياربي !
سكت لثواني وهو يتذكر ملامح الطايحه.. ناظر بسهاج بتردد: سهاج
سهاج باستغراب: وش؟
بهاج: المى وينها؟
سهاج عدّل وقفته وهو يبلع ريقه: ليش !
بهاج: روح شوف
سهاج ركض بدون رد ونزل بطوله وهو موسع عيونه بصدمه، ضّم وجه المى لصدره وهو يضرب خدودها بخفه: المى! المى ردي علي تسمعيني؟!
رقع قلبه من الخوف والقلق وهو يشيلها بين يدينه ناسي حتى يحط الطرحه على وجهها ولا ياخذ الاغراض الي حولها وركّض بها على طول وهو يطلع
بهاج بلع ريقه بخوف وهو يتلفّت بالمكان وينادي بصوت عالي: جمايل .. جمايـل ! ويينك!
رجع يدور عاملة النظافة الي اختفت فجأة من قدامهم وهو يبي يسألها عن جمايل ، اسأله كثير تدور بباله لكن ما يهمه الا وجود جمايل وهي بخير او لا
-
المُستشفـى/
كان سهاج واقف وهو يهّز رجوله بتوتر، من الخوف والقلق نسى حتى بهاج وجمايل..كل همّه المـى .. معصّب منها وبالحيل بس اللي يهمه إنه يشوفها قدامه بخير اول
طلّع الدكتور وهو يردف: خيطنا الجرح الحمدلله ماهو عميق ولا خطير لكن احتياط بنسوي لها اشعه بعد ما تفوق ، وحاليًا هي بخير وماعليها أي خطر بس بتعاني من صداع قوي لذلك يُفضل تجنب المحادثات العنيفة الي مُمكن تسبب إرتفاع بالضغط .. بتأثر سلبًا على صحة الرأس الشيء الوحيد السيء إنها فقدت دم كثير ولازم بعد ما تفوق نحولها على بنك الدم او بتصير انيميا خطيرة بسبب فقدان الدم في الجسم ، ولازم نكشّف بعد على النظر لأجل نتأكد انه ما تضرر!
سهاج تنهد براحه: طيب قامت؟
الدكتور: مازالت تحت تأثير المُخدر، المتوقع انها تصحى بعد ربع الى نص ساعه..اذا ما صحت في خلال هالوقـت يُفضل تبلغنا
اومئ سهاج وهو يشكره ودخّل الغرفة ، تأمل المى الممدة على السرير بشاش على رأسها
تقّدم أكثر لين صار قدامها بالضبط ومد يدينه لا شعوريًا وهو يمسّح على رأسها بهدوء ويقرأ بصوته الهادي عليها من القرآن
مرّت أكثر من ربع ساعة على هذا الوضع والمى بدّت تفتح عيونها وهي تحّس بتشوّش نظرها ودوخه قويه تداهمها .. تسمّع صوت سهاج وتحّس بيدينه فوق راسها لكن ما هي قادره تتكلم او تلّف تحس راسها ثقيل
تجمعت الدموع بعيونها وهي تتذكر اخر ما حصّل، مرت دقايق وحست انها قدرت تتكلم واردفت بصوت واهن: جمايل!
فز سهاج وهو يسمع صوتها بلهفه: المى، صحيتي؟! انتي بخير؟
المى ناظرته وهي تعدّل جلستها بصعوبة من الم رأسها
فز سهاج وهو يمسكها: ارتاحي ليش تقومين! بسم الله عليك
المى شهقت بوجع وهي ترتمي بحضن سهاج فجأة وهو جمّد من حسها بحضنه ومتشبثة فيه
بلع ريقه وهو يحّس بدقات قلبه العنيفه قبل يرفع يدينه بتردد وهو يمسح على شعرها بهدوء: وش فيك المى وش الي حصل!
المى زادت شهقاتها وهي تحس بالامان بحضنه: احضني سهاج احضني اكثر دخلني بوسطك ماعاد ابي اطلع
انقبض قلب سهاج بخوف عليها وهو يشَد يدينه اكثر عليها: بسم الله عليك وعلى قلبك انا كلي لك ماهو حضني وبس .. ارتاحي واهدي وعلميني وش صار .. خليني اجيب لك مويه تهدين
نفت المى براسها وهي تشّد عليه: لا تبعد عني .. سهاج ولا بعمرك تخليني ابعد عنك، لا تخليني اغيب عن عينك ولا لثانية تكفى احميني من كل شيء حتى من نفسي
سهاج تنهد بخوف: المى تراك تخوفيني عليك
المى بعدّت بشويش وهي تعقد حواجبها: كيف جيتني! وانا وين جمايل وين؟!
سهاج جلّس على السرير بجنبها وهو يتفحّص ملامح وجهها: جا اتصال من جوال جمايل من العياده الي تشتغل فيها انها طايحه بدمها ولمن وصلنا كنتي انتي الي طايحه مو هي! ابغى تفسير يا المى بهاج شوي وينجن من التفكير بـ وين اخته
المى بلعت ريقها وهي تفز بخوف: جمايل! ما لقيتوها!!! خذوها الكلاب خذوها
سهاج عقد حواجبه بخوف: من الي خذوها وش تخربطين المى ؟!
المى بصوت مُرتجّف علمته بكل شيء صار
سهاج حّس بالغضب يصعّد الى شرايين راسه والدم محتقّن بوجهه ، شّد على قبضة يدينه وهو يتنفس بسرعه: استغفرالله ياربي استغفرالله .. ما ابي اقولك شيء اندم عليه يا المى مابي لكنك تحديني على الردى دايم!
المى نزلت عيونها وهي تبلع غصتها: سهاج تكفى لا تعاملني كذا
سهاج ضرب الارض برجله بقهر وهو يطلع برا الغرفه ويصفق الباب وراه وهو يطلع جواله يكلّم راجح لأجل يجيـه..
-
بيت شجـاع/
عبدالله أرتجّف من التوتر وهو يعض يدينه: وش بنسوي الحين في هالمصيبه الي على روسنا !
حمد ضرب الوافي بعصبيه: كله منك يا الغبي قايلّك لا تقربهم هذي الفتره لين يطّخ عننا راجح لكنك ما تسمع
قطع عليهم رنين الجرّس ، بلع عبدالله ريقه: بس بس اكيد انهم جو!
حمد بتوتر دف ولده: قم اذلف اطلع لهم
الوافي وسع عيونه: وليه انا الي اطلع لحالي!
سمعو صوت يصدّح من مكبرات صوتية، صوت ما كان صوت راجح ولا بهاج ولا حتى مهنـا .. يبلّغهم بإنهم ملزمين بفتح الباب وإنهم ضدهم بلاغ بتهمة الخطـف و التعدّي
وسّع حمد عيونه بخوف: رفعو علينا بلاغ!!!!
جمايل الي فوق مقفلين عليها بإحدى الغُرف، إنتفضّت من الخوف وهي تسمع الأصوات وتحس بصداع يفتّك رأسها من كثر ما بكت وهي تحضّن نفسها تطمّن نفسها إنها بخٌير لكنها تدري إنها بعيدة تمامًا عنـه
غمضت وهي تسمع الدوشة الي تصير ودفنّت راسها بحضنها وهي تغطي اذانيها بقوة
مرّت دقـايق كثيرة، ومرّت ربع ساعة تعيشها بقلق من اللي قاعد يصير والأفكار توديها وتجيبها
سمعت صوت خطوات وإنكمشّت على نفسها أكثر وهي تحّس بالباب ينفتح وغمضت عيونها بأقوى ما عندها وهي خايفة ومازالت اذكر ناصر ولمساته
دخل راجح وهو يلهّث من العصبية قبل ترتخي ملامح وجهه ويستنّد على الباب براحة من شافها .. قرّب بهدوء وهو شايف خوفها وقلبه منكسّر عليها، ويحمد ربه الف مره ان اللي جا ماهو بهاج ولا كان ثوّر فيهم واحد ورا الثاني على منظرها هذا
جلّس لقدامها وهي شهقت بقوة ومازالت مغمضة عيونها وهي تبعّد: لا تقرب مني لا تقرب
بلع راجح غصنه وهو يردف بصوت حاني: جمايل يا عيون خالك لا تخافين هذا انا
فتحت جمايل عيونها بقوه وهي تشهق ببكاء: خالي راجح
إرتمّت بحضنه وراجح تنهد وهو بمسّح على شعرها: بسم الله عليك يا قلب خالك بسم الله عليك .. ناظريني يا حبيبتي خليني اشوفك انتي بخير؟ سوولك شيء؟
جمايل شهقت وهي تمسح وجهها بخوف: مافيني شيء
راجح ناظرها بجديه وهو يرفع راسها: جمايل لا تخافين من اي شيء وعلميني .. احد ضرّك بشيء؟ انا معك ووراك وانتي في وجهي علميني بس والله لا اذوقهم الويل واحد ورا الثاني
جمايل بتعب: خالي ودني البيت تكفى ما فيني شيء بس ابي امي
راجح مسك يدينها وهو يوقفها معه بقهر: وجهك ناشف من الدم حسبي الله عليهم
نزلت مع راجح وهي دافنه وجهها بحضنه ما تبي تناظر احد ومازالت ترجّف من الخـوف..
-
بيت نايـف/
دخلت تباهي من زمان لكنها كانت تدور عمتها او الخدامه لكن ما شافت اي احد واستغربت، خايفه ترقى وتلاقي احد ابوهم او تيام
تنهدت وهي توكّل أمرها لله من الطفش رقت بسرعه لغرفة اشعار
طقت الباب وثواني وجاها الرد من اشعار: ادخل
دخلت تباهي وهي تطّل براسها بإبتسامة: مسموح ادخل؟
ابتسمت اشعار: تباهي! أهلًا أهلًا اكيد مسموح يا حبيبتي تعالي
اتسعّت ابتسامة تباهي ودخلت وهي تسكر الباب وراها
جلّست بجنب اشعار: وش تسوين؟
اشعار رمّت الكتب وراها: ولا شيء بس احاول اقرا .. غريب جاية هالوقت
تباهي بوزت: طرده يعني؟
اشعار ضحكت: تدرين مب قصدي كذا
تباهي ابتسمت: ادري فديتك بس جبت اغراض مع السايق ومتهاوشه مع رسن وتذكار فقلت مالي الا انتي
اشعار: اقبال اجل سافرو؟
تباهي اومئت: اي هباب صامل وراحو
اشعار اومئت: الله يوفقهم يارب
تباهي سكتت لثواني قبل تناظرها بتردد: جهزتي لعرّسك؟
اشعار بجمود: لا ولا تجيبين طاري الموضوع هذا
تباهي: اشعار مو باقي الا اسبوع ! ارحمي نفسك
اشعار عضت شفايفها وهي تغمّض عيونها بقوة: قفلي الموضوع
تباهي بإصرار: اشعار انتي مو قلتي تخطيتي!
اشعار ابتسمت بسخريه: كنت احسب اني تخطيت..بس طلعت كذابة
تباهي تنهدت: لين متى يا اشعار؟ كنتي امس بحال افضل!
اشعار امتلت عيونها دموع: كنت كذابه بس محد فيكم لاحظ انا مو قادره انسى مو قادره اتخطى اي شيء، قلبي يوجعني تعرفين وش معنى يوجعني؟ النفس الي اخذه صار ثقيل علي .. احس بشيء جاثم على صدري كل ما قرب الموعد اكثر واكثر .. احس بخنقه وكأنه الي قرب موعد قصاصي ماهو موعد زواجي، فوق خيبتي فيه خيبتي في امي وهي ترميني هذي الرميه وكأنها ترمي احدى جزمها القديمه، خيبتي فيكم وانتم ما قدرتو تتحملوني بفترة حزني وكل وحده قالبه وجهها علي .. ما كأني انا الي انخذلت.. ماكأني انا الي غلطت بحبه وانتم مو قاعدين تنسوني قاعدين تخلوني ادفع ثمن حبي كل يوم ، كلكم تنتظرون مني كلمة اسفه وانا الي انتظرها من كل شيء حولي بهالدنيا انا تعبت خلاص حتى لو شفتوني هديت من برا مو قادرين تشوفون نحف يديني؟ مو قادرين تشوفون الاسود الي تحت عيوني؟ مو قادرين تشوفون شحوب وجهي؟ مو قاعدين تشوفون هواجيسي وسرحاني والدمعه الي عالقه بين اخر رموشي؟
شهقت بوجع وهي تنزل راسها بينما تباهي عضت شفايفها بدموع وهي تحضّن اشعار بقوه: اسفه يا اشعار اسفه وربي اسفه كنت اظن انك تبغين وقت لنفسك ووقت لحالك بدون احد حولك
اشعار هزت راسها: مو انتي المفروض تكونين اسفه ياتباهي .. انا الي مفروض اكون اسفه لحالي لاني انا السبب في الي فيني
تباهي بعدت عنها بقلق: ووش بتسوين يا اشعار!
اشعار مسحت دموعها وهي تهز كتوفها: بكمّل وكأن ما فيني شيء، وش بيدي أسوي غيـره؟
تباهي تنهدت وهي تحضن اشعار من جديد: الله يجبر بخاطرك ويمسح على قلبك
اشعار غمضت عيونها وهي تهمّس من قلب: اميييييين يا تباهي امين
-
بيت راجـح/
دخلت جمايل من الباب الخلفي لأنها ما تبي أحد يشوفها، توجّهت لجناحهم وهي تدخل الحمام على طول .. خذت شور وهي تشهق بكل قوتها من الرعب اللي صار لها اليوم ولاهي قادره تنسى ولا لحظة بهذا اليوم
طلعت وشعرها مازال مبلول وعيونها واضح عليها الدموع
وقفت تذكار وهي تتجّه لها بقلق: يمه جمايل فيك شيء؟
جمايل بلعت ريقها: امي درّت؟
تذكار قربت منها وهي تزّم شفايفها بحزن: محد يدري الا انا .. ابوي هددني مااقول لاحد وقالي عشان اجي اتطمن عليك
جمايل ارتمت بحضن تذكار وهي تشهّق: كان مرعب تذكار مرعب..الى الان ماني مدرّكة الي حصّل!
دخلت الزين بقلق وهي تناظر جمايل: ياعمري ياجمول..علمني راجح باللي صار يقول ماقبلوك بالوظيفه ياعلّهم الماحي والله هم الخسرانين طالعيني ياحبيبتي لايكون تصيحين !
جمايل بعدّت عن تذكار وهي تتحمحم، ابتسمت بثقل: لا يمه مافيني شيء
الزين عضت شفتها وهي تحضن بنتها: الا والله انك صايحة! لا تزعلين يا جمايل كل الي يصير لنا في هالدنيا خيره ومقدر من الله..الله الي ارحم فينا من امهاتنا يا جمايل متخيله؟ وسعي صدرك وابتسمي مافاتك الا الي ماهو لك وكلّن رزقه على الله
دفنت جمايل وجهها بصدر امها وهي تحاول تمسك دموعها ..
تذكار وقفت: بروح اجيب مشروب حار يدفي حلّقك وانتي نشفي شعرك لا تمرضين
طلعت تذكار ودقايق ورجعت هي ورسن معاها ، بإيد تذكار المشروب الحار والابتوب والاكل بيد رسن
دخلو وهي منسدحه بالسرير بحضن امها ولافه عليها الغطى
نطو على السرير تذكار ورسن ورسن تشرّب جمايل الحليب: اشربي من يديني عشان يزين طعمه
رسن كشرت: امحق الا بيشين
تذكار رفستها: انتي جب ولا كلمه طلعي الفلم وانتي ساكته
إستكنّت جمايل بحضن امها الدافي والمشروب من يدين تذكار والشور الدافي ومناقرات تذكار ورسن اللي تضحكها لا إراديًا ، وتنفست وأخيرًا بهاليوم الي ثقيـل عليها و جـدًا .. ابتسمت الزين من شافت جمايل بدّت تسلى مع البنات وتنهدت براحة وهي ممتنة لهم وتسحبّت شوي شوي وطلعت من عندهم لتحت وهي تدعي لبنتها ولبنات اخوانها
نطت رسن مكان الزين وانسدحو الثلاث جنب بعـض كلهم وهم يحاولون يضحكونها
-
راجـح/
مسّك بهاج وهو يرجعه بحدّه: قلت لك خلاص هم الحين في التحقيق والموضوع إنتهى بهاج لا تجيب لي جلطه وانثبر
بهاج بقهر دف يد خاله: كيف تبيني اجلس كيييف وهم تجرؤو يقربون من اختي!
راجح بصراخ: انت مانت شايفني رجال ولا ايش !
بهاج بلع ريقه بخرشه: خالي تدري ماهو هذا قصدي!!
راجح بحده: لا قصدك .. منت شايفني تالهم واحد ورا الثاني وباخذ حق اختك منهم بالقانون ولا اعمى ! واختك انا بنفسي طلعتها ووديتها البيت مافيها الا العافيه ولا إنمسّت بشيء لا تجيب لي الهم زيادة وتتورّط بقصص خلنا دام الحق معنا .. لا تضيّع حق اختك وتحرق قلبها هي وامك عليك بحجة انك بتأخذ حقها !
بهاج رجع يجلّس وهو يهز رجوله بحرّقه: ادري انا ادري وكل كلمه قلتها معك فيها حق .. بس صدري شاااب ضلوعه نار يا خالي شاااب ولا بيطفيها الا دمهم لا شفته قدامي
راجح تقشعّر جسمه من كلام بهاج وصفقه بروعه: ووجع يقولها خالك اي والله وجع انثبر قدامي ماتتحرّك ولا إنش من دوني فاهم؟!
بهاج كشر وارجع يجلّس وراجح رجع يجلس على مكتبه وهو يكلّم ويشوف موضوعهم ..
-
وهـاج/
كان يناظر بالابتوب قدامه بفـراغ، مفتوحة قدامه صفحة الإنسحاب من الجامعة من ساعتين وهو يناظرها بهدوء ولا يدري وش يسوي
تنهد وهو يسمي بالله، غمّض عيونه و بيدين مُرتجفة إمتدت وهو بيضغط على الإنسحاب لكنه فز من سمع صوت جواله
تنهد وهو يرد بدون ما يشوف الاسم من الخرشه: الو؟
خالد بهدوء: وينك؟
وهاج باستغراب: وش فيه صوتك!
خالد: ماعليك من صوتي وينك انت خلصتي
وهاج ببرود: في بيت خالي رابح انتظر راسل ليه تبي شيء؟
خالد ابتسم بسخريه: ليش نبرتك كذا؟ حتى انت ماعاد تبيني؟!
وهاج باستغراب: حتى انا؟! وش فيك خالد وش صاير
خالد بهدوء: خلاص مافيني شيء..الظاهر اني من اول مثقّل عليكم ولقيتوها حجة
قفل بوجه وهاج وحذّف الجوال بجنبه وهو يهّز رجوله بقهر من اللي قاعد يصير بحياته ، بيومين إقتلبّت ١٨٠ درجة!
وهاج عقد حواجبه وهو يكلّم رباح بالرسايل يسأله عن خالد ووش صايرله..جلّس ينتظر رد رباح بقلق لأن صوت خالد وكلامه ما يطمّن!
اما خالد الي كان جالّس بضيق إتصل عليه واحد من عيال عمانه وهو يبلّغه بإنهم بياخذون عمره بعدها بيروحون بتمشون بابها ويسأله اذا بيخاويهم وفعلًا ماكان الا دقايق تفكير ووافق خالد على طول لدرجة حتى ولد عمه إنصدم لانه بالعاده يرفض ومايفارق عيال الخيمه ابـدًا !
وقف خالد وهو يروح الديره يبي يلّم شنطته ويمشي
-
المـى/
إنسدحت بإرتياح بعد ما عرّفت إن جمايل بخير ، كان هذا هو كل همّها .. تأفأفت بطفش وهي تناظر حولها، ماعندها أيّ أحـد
دخل سهاج وبإيده أكل وكوب
فزت المى وهي تعدّل جلستها
سهاج ببرود حط الأكل قدامها: اكلي
المى رفعت حاجب: ليش تكلمني كذا! تراي تعبانه
سهاج ضحك بسخريه: لا ؟ قولي والله عاد .. اجل كيف تبيني اكلمك ؟ اخمك بالاحضان واطبطب عليك؟ تعبانه؟ احسن وتستاهلين
المى بضيق: سهاج لا تتكلّم معاي كذا!
سهاج بإنفجار: وانتي بقيتي لي فيها كلام ؟؟؟ المى خلاص طفح الكيل منك ومن تصرفاتك .. اقلّها يا بنت الحلال تستأذنين مني إنك بتطلعين .. انا زوجك ولا ديكور بحياتك؟
تنهدت المى: اسفه وربي اسفه ولا بتتكرر و
قاطعها سهاج: ماهتم تعيدينها ولالا .. لآنك ماخذة الوضع وكأنه تحدي وكأنك بحرب معي .. تحمين نفسك مني وانتي مفروض تحمين نفسك من نفسك ومن جنونك وعنادك اللي لا يُطاق
المى كشرت بعدم رد والضيق بان على محياها.. خيّم الصمت على المكان قبل ينطق سهاج: اكلي لأجل تاخذين دواك
المى بعناد: ما ابي كيفي
سهاج وسع عيونه: المى حنا وش كنا قبل شوي ! انتي صاحيه ولا مهبوله
المى بعصبيه: مو انا لا أُطاق ؟ خلاص اطلع وخلني
سهاج تنهد بيأس: يارب احفظ عقلي يارب .. طيب اسمعي اكلي وبعطيك قهوتك السودا
المى فزت: جبت معك قهوه لي ؟ وينها؟!
سهاج: والله شكل الضربه مأثرّه على نظرك يا اخت اندرتيكر والكوب الي بيدي وشهو
المى بوزت: لا تتمسخر كنت احسبها شاهي لك
سهاج بتشفّق: ليه الي انتي في حياته يعرّف يروق ولا يشرب شاهي؟ مااغيب ساعتين الا الاقيها مسويه مصايب العالم .. ولا تزعّل بعد!
المى طنشته وهي تأكل وعينها على كوب القهـوة..
-
جنـاح الزين/
دخل بهاج وهو متردد يروح لغرفة جمايل او لا .. يحّس بإنه مو قـادر يشوف وجهها لأنه مازال منكوّي من القهر لأنه بعد كل اللي قدمه وكل اللي سواه ما قدر يحميهم!
وهاج باستغراب: وش فيك واقف هنا؟
بهاج فز قبل يلّف بعصبيه: وهاج شفيك روعتني وجع!
وهاج ابتسم بضيق: اسف ماكنت ادري آنك سرحان ورعبتك
مشى من عنده بهدوء بيدخّل غرفته
بهاج باستغراب لحقه: وش فيك؟!
وهاج: وش فيني؟ مافيني شيء
بهاج ضيّق عيونه عليه: الا فيك .. بتعلمني فيك يا وهاج
وهاج ابتسم بسخريه: طلعت تعرفني يعني؟
بهاج رفع حاجب: نعم؟
وهاج بحده: طلعت تعرفني وتعرف ان هالبُعد والبرود موجعني .. تعرفني وتعرف اني اكره تهميشك لي وانك ما تشوفني الا طفل .. ماتعلمني بولا شيء يصير حولي وتخليني مثل الاهبل وتزعل اذا رديت هالحركه فيك! تعرفني وتعرف مااخذ خطوه الا بك وان بكره بيقفّل تحويل التخصصات وانا للحين ماحولّت ولا سويت أي شيء لأني عايش بحالة قلق وتوتر من دونك..اذا انت ما بتستمر معي بكل خطواتي ليه تخليني مااعرف امشي الا بك من البداية؟
بهاج بذهول: الله الله يا وهاج هذا كله كاتمه في قلبك؟
وهاج ابتسم ببرود: واكثر بس ماعاد فيني أتكلم خلاص بكيفك فيني نوم اطلع وخلني انام
انسدح وهاج وهو يتغطى بالغطا وسمع صوت خطوات ظن إن بهاج طلّع لذلك غمّض عيونه بقوه وهو يحبّس دموع تجمعت بعيونه ، لهذي الدرجة ماعاد يهّم أخـوه؟
تفاجئ بيد بهاج اللي سحّب الفراش عنه وهو يسحب وهاج لناحيته قبل يعقد حواجبه بقلق: ولد انت تبكي!
وهاج بصوت متهدّج: ماني ابكي وقلت لك بنام جاي ليش
ابتسم بهاج بضحكه: بزر صدق! قم قم امسح دموعك وطالعني
وهاج كشر وهو يجلس: قلت لك ماابكي
بهاج سحّب وهاج لحضنه وهو يبوس راسه: وهذي حبة راس وفوقها اعتذر ، واوعدك أني ماعاد أكرر هالحركات الغبية بس كنت معصب منك من حركاتك الغبية اللي سويتها..ترا حتى كلامك لي بالمستشفى وقت يدك ما نسيته الى الآن تدري ولالا؟ مازلت احبك واخاف عليك كانك ولدي مب بس اخوي لكني عتبان وشايل بقلبي عليك .. انا ربيتك يا وهاج ربيتك كيف متوقع مني اني انساك؟
وهاج عض شفته بندم: قلت لك اني اسف ولا هو بقصدي بس من خوفي انك تبعد عننا
بهاج بعثّر شعره: قوم جيب الابتوب عشان اعلّمك وش تسوي بالتخصص
وقف وهاج وهو يجيب الابتوب من فوق التسريحه ويعطيه بهاج اللي فتحه ووسع عيونه قبل يلّف بغضب عليه: ولد كنت بتقدّم انسحاب!
وهاج بلع ريقه وهو يبتسم: صدقني كانت بس بلحظة غضب ولا انا والله مااسويها مااقوى
بهاج بعصبيه: وربي لو انك مسويه ان تعرّف الزعل صدق ! مريض انت مريض!
وهاج تأفأف: بهوج حبيبي خلاص سو سكيب للموضوع وانتقل للخطوة التاليه
بهاج ضحك: شخباري بهوج اخر مره قلته لي وانت عمرك عشر سنين وش ذكرك فيه الحين
وهاج ابتسم: اعادة الذكريـات
بهاج حوّل تخصص وهاج من طب جراحة إلى طب عام وحّط الابتوب جنبه ولّف عليه بجدية: انت ما خسرت حلم يا وهاج لأنك مازلت في نطاق الطب وهذا الشيء تحمد ربك عليه مليون مرة لا عاد اشوفك تفكر بأفكار غبية سامعني؟
وهاج تنهد وهو يهز رأسه بدون رد
بغرفة جمـايل/
كانت جالسة مع أمها الي وسعّت عيونها بصدمة: جمايل! وش فيك كيف ما تبينه..مو قلتي لجدك موافق وهو علّمهم وعطاهم الموافقة؟ وش صار؟
جمايل بتوتر: يمه ماابي مابي اتزوج خلاص بطلت
الزين بعصبيه: بنت لعب بزران هو ؟! الصبح موافقه والليل مو موافقه! وش هالهبال هذا!
جمايل بلعت ريقها: يمه لا تصارخين علي
الزين تنهدت وهي تفرّك راسها من الصداع: ما ابي اصارخ بس انتي الي خليتيني اصارخ، الي تقولينه ما يدخل العقل !
جمايل بتهرّب: يمه العرس مره قريب مابي
الزين بصدمه: انتي طيب كنتي تدرين وقلتي ايه!!!
جمايل بضيق وهي تحاول تمسّك دموعها: يمه خلاص مابي اتركيني بحالي!
الزين وقفت وهي تهز راسها: انتي كلامك مع جدك مو معاي .. مستحيل اتفاهم معاك
جمايل فزت: يمه لا تدخلين جدي بالموضوع !
الزين بحده: وكيف ابلغ اختي وولدها بخبالك؟ بالحمام الزاجل؟ انثبري مكانك
تنهدت جمايل بضيق وهي تضّم نفسها .. كل ما تذكرت لمسـات ناصر يقشعّر جسدها من الخوف..ماعاد تبي الزواج أبدًا ..
-
بعد مرور ست أيـام،
بيوم عـرس اشعـار & فايـز /
وقفت اشعـار قدام المراية وهي تتأمل جسدها بالفُستان الأبيـض .. اللي ماكان حتى من إختيارها ، يعدلون مكياجها للمره المليون بهذا اليوم لأنها كل شوي تدمّع ويخـرب ..
دخلت رسن وهي تناظر اشعار: للحين ما خلصتو المكياج! منجدكم الساعه سبع!
الكوافيره تأفأفت بضيق: كل ما احطه تبكي ويخترّب!
رسن بلعت ريقها وهي تناظر بأشعار الي ناظرت الأرض قبل ترفع راسها: خلاص المكياج جاهز تقدرين تروحين
رسن تقدمّت من اشعار وهي تناظرها: اشعار؟
اشعار ببرود: مافيني شيء اطلعي
رسن بعصبيه: اطلع عشان تنهبلين مثل المره الاولى!
اشعار ضحكت بسخريه: ليش بتحرموني حتى من حزني؟!
رسن تنهدت: اشعار افهمي انا معاك ماني ضـدك ! لكن اللي تسوينه غلط
اشعار بتعب: وش تبيني اسوي ؟ دعست على قلبي وتحملت خيبتي وسكت .. وش اسوي اكثر؟
رسن عضت شفتها بقهر على اختها وطلعت بدون رد
اشعار سندّت راسها على الكرسي وهي تهوّي على عيونها ما تبي تبكـي!
رّن جوالها اللي قدامها على التسريحة ورفعت راسها وهي ترفعه بدون إهتمـام، شافت رقم غريـب على الجوال لكنه مو غريب عليها
بلّعت ريقها وهي تعرّف هالرقم زييين .. رقم بهـاج !
غمضّت عيونها بقوة وهي تهمّس لنفسها: لا تضعفين يا اشعار لا تضعفين
قفلت بوجهه وحذفت الجوال بعيد عنها لكنها ما قدرت تمنع دموعها من انها تنزل من جديـد..
-
بهـاج/
عّض شفته بقهر من شافها قفلت بوجهه وهو يدري إنها تعرّف رقمه زين وتعرّف إنه هو، رمى جواله بقهر ورجوله ترتجّف .. يحس نفسه نقطة وينجّن .. خلاص راحت لغيـره وصارت حلاله وحرام عليه هو
وهاج ناظره بقلق: بهاج؟ اذا ما تبي تروح لا..
بهاج قاطعه بجمود وهو يوقف: بروح .. وصل رباح؟
وهاج اومئ وهو يحّس بغرابة من تصرفات أخـوه
طلعو وهم يركبون سيارة رباح كان رباح يسوق وسهاج جنبه وورا نياف ووهاج وبهاج
كانو كلهم يراقبون ملامح بهاج الي منزعّج: مضيعين شيء بوجهي أنتم؟
نياف بهمس لوهاج: ابوك يا الاخلاق الزفت
بهاج كشر: ترا ماهو من كبر السياره وبعد المسافه بيني وبينك عشان مااسمعك !
رباح بتغيير للموضوع: خالد ما رد عليكم؟
وهاج: لا بس اكلم ولد عمه دايم واساله عنه
رباح تنهد: الله يصلحه من هالعناد الي براسه لازم نروح له اول ما يرجّع!
سهاج ناظر ببهاج من المرايه: ويصلح بعض الناس
بهاج رفع حاجب وهو يناظره وقلب عيونه بلا رد
نياف بسخريه: زين ما سوالنا بلوك ابو نظارات هو الغلطان والي يزعّل والله العظيم حالة!
رن جوال بهاج وطلّعه، ماكان الا جده .. رد عليه بهدوء: هلا
مهنا بعصبيه: ماتقول لي وينك انت واخوك! مافيه الا راسل المسكين يفتّر بالقاعة
بهاج بسخريه لا شعوريًا: ليه وين اخوان المحروس ما يقومون بعرس اخوهم؟
مهنا باستغراب: بهاج! ليش يعني مستثقّل تقوم بعرس بنت خالتك؟ خلاص اجل براحتكم
بهاج تنهد: مب بقصدي يا جدي هذانا بالطريق
قفل مهنا بوجهه بلا رد وكشر بهاج وهو يرّد جواله بجيبه ،
نياف تحمحم وهو يغمّز لرباح: شغل شغل شيء ننطرّب
فهمه رباح انه عشان يعدّل مزاج بهاج فـ شغّل المسجل .. صدّح صوت بكلماته "أدري إن كل شيء قسمة ونصيب"
رباح وسّع عيونه وسهاج ووهاج على طول لفو لا إراديًا على المسجل وبهاج
ونياف بلع ريقه بربكه من نظرات رباح: شدخلني انا قلت لك شغلّه ماقلت للمسجل يصير على هالأغنية!
تحمحم سهاج وهو يمّد يدينه بيغير بس قاطعه صوت بهاج بهدوء: خلّها!
نياف بهمس: والله البلشه!
وهاج حاول يمسك ضحكته من الموقف البايخ، كانو يبون يغيرون جوه وزادو الطين بلّه..نياف صّد للجهة الثانية وهو الثاني يحاول يسكّت من الضحك وسهاج عدّل جلسته وهو يتحمحم يحاول يبعّد الضحكة ورباح مسوي نفسه ما يسمع ولا يشوف
وصلو القاعه ونزلو كلهم الا ربـاح الي جاه إتصال، ناظرهم: امي تكلمني برد عليها وارجع لكم
دخلو القاعه ورباح رد: هلا يمه امريني
خزنه بحده: تعال شوف .. تعال شوف مرتك الهايته الي تحامي عنها انت وابوك
رباح عقد حواجبه: مرتي ؟! ليش وش فيها ليالي!
خزنه: شفتها بعيوني الثنتين الي ياكلها الدود، مجهزه شنطتها وتكلّم تقول تعال الساعه ثنتين لا تجي قبلها
رباح وسّع عيونه: يمه من جدك !!!
خزنه بعصبيه: اجل العب عليك!
-
إنتهـى.
"إن وجدت اخطاء املائية اعذروني."
أطوّل بارررتت، تعويضًا للغيبة🤏🏻..مكملين معاكم بإذن الله بعد الفاينلز وإن حصّل وكتبت شيء قبله نزلته، والله يوفقنا جميييع❤️.