في المصعـد/
خالد بكحه: الحين انت وين جوالك؟ حاول منه بعد
نياف: جوالي طافي شحن مغلق
خالد بتكشير وعيونه تغفى: وانت مامنك فايده دايم
نياف فز وهو يشوف خالد تغمض عيونه للمره الثانيه ويدينه الي تهف على نياف ترتخي: خويلد ابو نظارات قم قم توك تهايط على راسي
ماحصّل أي رد من خالد الي أرتخى جسمه تمامًا بين يدين نياف الي زادت ربكته وخنقته وهو بيدينه المرتجفه يدّق على رباح الي ما يرد لين ترك الجوال بعصبيه وهو يرميه: وقتك ما ترد يا زفت وقتك
وقف وهو يحاول يتماسّك ويضغط على الزر من جديد ومرّت ثواني بلا أي فايده خلته يجلس وهو يستند على جدار المصعد بيأس
وجسم خالد الطايح أرتكى من جديد على جسمه وهو يحاول يصحيه مره ثانيه وهو يقاوم دوخته وخنقته
بدّت عيونه تغفى وجسمه يرتخي ، يدينه الي يحاول يقاوّم رجفتها ويهف على خالد بها ما قدر وهي تطيح على وجه خالد .. جوال خالد الي يرّن بأسم رباح كان طايح بجنبهم من يد نياف
ما مرّت دقيقه الا ينفتّح باب المصعد بقوه وممرض كان واقف مع الامن راح يركض لهم وهو يقيس نبضهم
بينما في الممـر
دخل رباح الغرفه وهو ينزل جواله من اذنه بإستغراب قبل يرفع راسه لهم: وينهم نياف وخالد ؟
بهاج: ما ادري عنهم طلعو من نص ساعه يمكن ولا عاد شفنا وجيهم
رباح فز بخوف: للحين ما رجعو ؟ لا يكون صاير شيء ! شفت لخالد كذا مكالمه واكلم عليه بعدها ولا رد ابـد
وهاج إبتسم بجانبيه وهو يركز يده على خده بالسرير: ليه من كنت تكلم هالوقت *عدّل جلسته وهو يقلد صوت رباح وتعابيره* والله ما اخليها على ذمتي لو دقيقه اجل انا يزوجوني بهذي الطريقه انا ما باخذ الا عن حب ولمن اصك الثلاثين
ضحك بهاج بجانبيه وهو يلف وجهه للجهه الثانيه من شاف وجه رباح المرتبك
رباح حمّر وجهه:وانت وش عليك مني .. بعدين انا سكت عشان ابوي هو الي قالي اسكت ولا تسوي شي لا يسببون لك مصايب اكبر .. قال انشد عن ابوها ان كانه طيب وما تنذاع سيرته الا بالخير فهي من طيب ابوها والشاهد الله سألنا عنه ولا احد سمع اسمه من ديارهم الا مدح فيه بس الغريب سالنا عن خالها سلطان بس محد تكلم عنه
بهاج: والله ان وضعكم غريب وبس .. ولا من يزوّج بهالطريقه! انا احس وراهم بلاوي
رباح تنهد بهّم: حتى انا والله حاس ولاني متطمن لكن الله ييسرها وش بقول ورا حكي ابوي .. هو خايف انهم لا سويت شي يأذوني
وهاج اومئ: هو معه حق يخاف عليك والله والحمدلله دام ابوها طيب فهي طيبه .. البنت طيبها من طيب ابوها اسكت لا يسوون لك شي والله ان يروح عمي بتال صدق ذا المره لا سمح الله
بهاج فرّك عيونه: انا كأن النوم بيسير علي شوفو وينهم
وهاج: الحين هذي طرده ولا وش ؟
بهاج غمّض عيونه بابتسامه: حتى مناقرك اشتقت له والله .. مع اني ضايق عليك بس عجزت أقدّر امسك نفسي عنك
ابتسم وهاج بألم وهو يربت على يد بهاج: قد شفت اب يترك ولده ؟
رباح جلس وعينه على الجوال: ماهوب وقت اخوتكم المخيسه هذول وين ذلفو ياعرب انا ما ادانيهم لا اجتمعو نلقاهم في أي مصيبه عادي
وهاج: تلقاهم الحين متكين في نص الكافتيريا ويحشون بالرايح والجاي لا تكبرها
رباح: طيب ليش مكلميني!
وهاج طلع جواله وهو يشوفه: لو فيهم شي كان كلموني انا بعد *رفع عيونه لرباح وهو متعمّد* الا سهاج ما كلمك اليوم ولا قالك شي
رباح انتبه لنبرة وهاج ورفع راسه له وهو يمسك ضحكته من شاف بهاج فز: يعني كلمني وقال بس كلامه المعتاد يوصي على بهيج لكن من بعد العشا وهو ماعاد له زيله
وهاج هز راسه: يا حليله هالسهاج صداقته هو والي بغى يتكسر من فزته يوم سمع اسمه بلوتوث
بهاج رفع حاجب وهو يناظر وهاج
لّف عليه وهاج وهو يرفع حواجبه بتفاجئ مصطنع: وراك تناظرني وش قلت انا !
بهاج: انت الواضح لي ان في راسك حب ما انطحن
وهاج ارتخى على الكرسي باريحيه: لا ابد ما في راسي الا كل خير ان شاءلله
بهاج ضحك بصدمه: انت وراك متغيرن كذا !
وهاج ابتسم بوسع: وش تغير ما تغير شي يتهيألك افا نسيتني بغيبوبة كم يوم
بهاج بتنهيده عدّل جلسته: الحين هو معقول لذي اللحظه ما عرفو وش سبب الغيبوبه؟ رباح وهاج حدّث العاقل بما يُعقل ، كيف ما يعرفون وانا بكمّل أسبوع هنا !
رباح بتصريف وقف: انا ماني مرتاح بطلع اشوف لهم وينهم جوال نياف من اول مُغلق و الحين حتى خالد جواله صار مُغلق!
وهاج بإستغراب: ليش كلهم مغلق ! طيب يمكنهم طلعو ولا ماسكين خط الديره
بهاج: يوم طلعو مني قالو بنجيب لنا عشا ونجي
وهاج: يمكن طلعو لمطعم وطفت جوالاتهم بالطريق اصبرو نص ساعه زياده ان ما بانو قمنا ندور اقعد يا ربيح ماعليك هذول جنون ما يصيبهم شي
رباح قعد وهو يخزه: احلف عاد انت الي طالع منها عاد !
وهاج بطفش انسدح على الكنب وهو يدق رباح: قوم روح للكرسي وخلني انسدح
رباح طير عيونه: اخوك ياصبي تقومني من محلي بعد !
وهاج ابتسم: ماهو انا اخوكم الصغير ؟ ما تتنازل عن كرسي لأخوك الصغير يعني ؟
رباح وقف بتكشيره وهو يناظر لبهاج: قسم بالله ان اخوك هذا مدلّع
بهاج بضحكه: وانت تطاوعه يوم تقوم
رباح جلس على الكرسي بتصريف: أصلًا انا كنت ابي اجلس على الكرسي تعبت من السدحه ،
بمكان ثاني بنفس المستشفى .. فتّح نياف عيونه وهو يتمدد بكسل ، عقد حواجبه وهو يشوف شيء على وجهه دارت عيونه حول المكان وهو يحاول يستوعب هو وينه
شال الاكسجين عن وجهه قبل يلف بفزع وهو يسمع الممرضه الاجنبيه بكلامها المكسّر تهاوشه ليش يشيله
نياف بعصبيه: اعقبي ياذا المره تنافخين علي ليش اذلفي عن وجهي نخلا منس ونذوق فرقاس
خالد بإنزعاج وهو يبعّد عنه الاكسجين: وانت ما غير صراخ ومشاكل رجعه على وجهك وانطم
نياف لف عليه بسرعه: بسم الله انت هنا !
خالد كشر بتعب: اجل وين بكون يعني بدال الحمدلله على السلامه بسم الله انت هنا .. ما عمري رحت معك محل يا الاجودي الا انكبت وجه بومه مب ادمي
نياف: الحمدلله على السلامه لوش وانت صوتك يلعلع وهاللسان وش طوله ما فيك الا العافيه بسم الله علي بغى ياكلني *لف على الممرضه بانزعاج* يابنت الحلال اذلفي عن وجهي وش دخلس ان كني بموت مت وان حييت حييت اذلفي مناك بس
بعدت الممرضه عنه بتحلطم ونياف رفع حواجبه: ماهيب هينه بعد بتحش عيني عينك ام العفن تشدس
خالد هز راسه بيأس وهو يرمي عليه علبة المنديل: رجعها على وجهك وانطم
نياف ابتسم بجانبيه وهو يكح: تخاف علي يا حليلك
خالد بعصبيه: انت بتوجعه ولا شلون؟ كثر بربرتك تراها واصله معي رجعه وانطم
نياف بعناد: مانيب مرجعه وش عليك مني انت كيفي ماابيه حلوه ذي !
قطع عليهم دخول الممرض وبيده جوال: حابين تتصلون على أحد او تعطون خبر لأحد؟ مضطرين تقعدون هنا لين يخلص الاكسجين والمغذي..اكثر من نص ساعه
نياف بتكشيره: وشوله هذا كله .. كلها مصعد تقفّل ما فيها الا العافيه شفنا قدامك خلنا نطلع بس
خالد وهو شوي وينجلط: انت شايب ولا وشك يا ذا المودمي الله اكبر عليك يا كثر تحلطمك وحكيك ياخوي قالو لك شي سوه وانت منطم منت شايف وجهك وشلون اسود
نياف فز: تعقب وجهي ابيض مثل فعولي محدن وجهه اسود غيرك
خالد حط يده على راسه: يا كبر مناقيدك انا اقصد وجهك اسود من التعب الشرهه مير على الي يحكي معك ماهيب عليك
الممرض بإنزعاج حاول يبتسم: ياليت تتصلون و ترجعون الاكسجين على وجيهكم عشان ما تزيد المده
خالد عدل جلسته بتعب: عطني انا بتصل
نياف: من بتدق عليه؟
خالد: مالك دخل
نياف بتكشيره رجّع على ورا بصمت من حس بدوخه تداهمه
خالد باستغراب من صمته لّف عليه وهو يحط الجوال على اذنه: فيك شيء؟
نياف هز براسه لا بخفيف
قرّب منه الممرض وهو يهمس بأذن نياف: ما يدري؟
نياف ناظر الممرض وهو يعقد حواجبه: يدري بإيش؟!
الممرض بذهول: معقول انت بعد ما تدري؟
نياف باستغراب: وش تقول انت ماني فاهم عليك !
الممرض بهدوء: بعد ما تطلع مر على مكتب الدكتور سعد بدور أمراض الدم
نياف فز بخوف: امراض دم وشهو! انت وش تخربط علي
الممرض: ماعليك ما فيه شيء يخوف باذن الله .. مر عليه بعدها وتعرف كل شيء
خالد قفل من رباح ولّف عليهم باستغراب: نياف فيك شيء؟ وش صاير
الممرض اخذ الجوال من خالد وطلع بينما نياف لّف على خالد : لا ما فيه شيء بس يكلمني عشان ارجع الاكسجين على وجهي
أرتخى خالد على السرير قبل يردف: رجعه على وجهك طيب ولا والله ما ارجعه على وجهي
ابتسم نياف وهو يحطه على وجهه بلا رد .. وخالد من شافه حاطه على وجهه رجع يحط الاكسجين على وجهه،
دقايق الا يدخل رباح ووهاج وراه .. رباح تقدّم منهم بهدوء وهو عاقد حواجبه من منظرهم: وش فيكم انتم وش صابكم !
وهاج بخوف: لا يكون متهادين مع احد ولا ذابحين احد ولا اكتشفو فيكم امراض خطيره ولا..
قاطعه نياف بانزعاج: بس بس انطم هب ياوجهك وش هالفال
خالد ناظر رباح: انت وراك جايبه معك! عود لاخوك ياورع وخلنا في حالنا
وهاج تنهد براحه: لا الحمدلله دامهم يلاسنوني ويراددون يعني ما فيهم شي قايلك مثل الجنون ما يصيبهم شيء
خالد وسع عيونه: بسم الله علينا وجع ترانا مرضى عندك كلام حلو قله ما عندك اطلع
نياف اومئ: اي والله مفروض تدارون نفسيه المريض ولا ما تعرفون بعد يا جاهلين؟
رباح جلس على سرير نياف وهو يدف رجوله: تراك متخرج بواسطه اخر من يتكلم عن الجهل انت انطم بس وعلمني وش صارلكم
نياف بزعل: والله ما اتكلم انقلع عن وجهي
رباح انفجر ضحك: وربي انك بزر تكلم اخلص ولا اقول احسن انطم ما ابي اسمع صوتك ، بوخلود وش صار علمنا
نياف سكت بهدوء وهو يرفع راسه يفكر بكلام الممرض..
خالد: ابد بس خرب فينا المصعد وندق عليك ما ترد وندق الجرس ما جو الا بعد دقايق ما تحملنا عاد حنا وفطسنا
وهاج بضحكه: وهذول الي يهايطون على راسي اخرتكم من قفل فيكم مصعد خمس دقايق فطستو
نياف: اخر من يحكي انت على الاقل حنا تحملنا خمس دقايق انت خمس ثواني ما تتحمل خل عني بس
وهاج: ايه زين اقول بس طيب العشا وينه
خالد وسع عيونه: والله البجاحه صدق شايفنا قدامك مسدّحين وتقول العشا وينه !
رباح طلع بطاقته وهو يعطيها وهاج: رح جب لنا عشا من المطعم الي جنب المستشفى وحطه عند بهاج على ما يخلص وقتهم ونروح عندكم بس شوف بهاج اول اذا يبي ينام خله ياكل قبلنا
وهاج بتكشيره وهو يسحب البطاقه: وليه انا !
رباح ابتسم باستفزاز: ماهو انت اخر العنقود يلا ورني عرض اكتافك وانقلع جب لنا
طلع وهاج بتحلطم وهو يتجه إلى المطعم
خالد ناظر نياف بتمعّن: انت وراك بلا .. من صبح تلعلع والحين هجدت
نياف غمض بتعب: الحين ما عرفت لكم انا لا حكيت تنمرتو علي وان سكت قلتو وراك بلا
رباح انفجر ضحك: احلا يا تنمرتو علي من وين لاقطها ذي
نياف ابتسم: سمعتها من الموظف الدلوع يومه يشتكي للمدير ابكيه على اي شي راح يصايح
خالد بتفكير: الا صدق سهاج وينه .. يا عرب والله ان بينهم شي ولا علي من الحكي اجل قبل كان بيموت الا يقوم بهاج ويوم قام ما حام حوله
نياف اومئ: وفوقها حتى بهاج ما جاب طاريه ابد
رباح بتنهيده: الله يصلحهم .. وش عليكم منهم دايم يتهادون ويتصالحون بنفسهم
خالد بضحكه: تخيل عاد يجي يوم عرسك وهم لذلحين متهادين
رباح ابتسم: الشكوى لله والله الي واضح لي انه بيجي وهم متهادين .. للحين ولا واحد فيهم راضي يروح يصالح الثاني
نياف بهذي اللحظه حس بقلبه يرجّف، تذكر عرس رباح و الي اكيد بيكون بالديـره.. المكان اللي إنطرد منه مؤخرًا كيف بيروح له؟ بلع غصته وهو يغمض عيونه بقوه.. جواله من ايام وهو ما يهتم حتى يشحنه لأنه يدري محد مكلمه الا جدانه والعيال وهو حاليًا مع العيال، لو كان يدرون انه طايح الحين كان قلبو الدنيا وما فتح عيونه الا وهو يشوفه حولهم بس هم وينهم الحين؟
رباح وخالد لاحظو حركاته وتبادلو النظرات بإستغـراب من هدوئه المُفاجئ!
-
اليوم الثـاني، الصبـاح/
بيت رابح تحديدًا، طلعت جمايل مع اقبال الي تضرب بوري بإنزعاج
جمايل بتكشيره: وجع خلاص طلعت اهجدي
اقبال بانزعاج وهي تفرك عيونها: انطمي ذابحني النوم وانتي ولا فيك حيله الا بتروحين هالحزه
جمايل: تستهبلين انتي اجل متى اروح ان ما رحت الحين ترا دوامهم رسمي نفس اوقات بقية الدوام
اقبال بتثاوب: يختي انتم اصحاب الحلال يمديكم تجون باي وقت تبون وتحددونه
جمايل: لا يا حبيبتي اهم شي الانضباط
اقبال بتكشيره: تنضبطين على حسابي *تأفأفت من شافت هباب جاي جهتهم* كملّت ما كان ناقصني على هالصبح الا هو
جمايل بضحكه: زوجك المستقبلي تعودي على شوفته دايم
اقبال فتحت الدريشه بملل: خير اللهم اجعله خير وش تبي
هباب بروقان وهو يعدل نظارته الشمسيه: اكيد خير دامه انا .. كيف حالك بنت عمتو
اقبال جعدت وجهها بقرف: وع ياشين السرج على البقر
جمايل كتمت ضحكتها: الحمدلله يا ابن خالو انت كيفك
هباب: نحمد الله .. الا وين رايحين على هالصبح
اقبال رفعت حاجب: وانت وش عليك !
هباب عقد حواجبه: وش علي ؟ شكلك ناسيه انا من اكون
اقبال قلبت عيونها: ومن تكون يا حظي اقصاك هبيب
هباب بحده: اعقبي هبيب في وجهك ، انا هباب بن راجح و زوجك ان كانك ناسيه بذكرك
اقبال بضحكه: زوجي اجل .. حنا حتى ملكه ما ملكنا اقول توكل بس ما كان ناقصني الا انت
جا بيتكلم هباب لكن اقبال دعست البنزين بأقوى ما عندها ومشّت لدرجة ان هباب الي بعد بسرعه عن السياره بتفاجئ كان بيطيح على ورا
جمايل بذهول: وش سويتي يا المجنونة !!!!
اقبال ببرود: وش سويت ؟ شغلي لنا بس شي نسمعه وترا بنمر دانكن باخذلي احلى بلاك يحبه قلبي
جمايل بتوتر وهي تناظر ورا: والله انك مب صاحيه لا يلحقنا هذا ولا يسوي مصيبه تراه عنده جنون البقر
اقبال ضحكت بصخب: انشهد ان عنده جنون البقر .. ماعليك ما يمديه يلحقنا سيارته مع راسل
جمايل ابتسمت بارتياح: ايه قولي كذا .. عشان كذا ماخذه راحتك بزياده
اقبال: اقول بس هاه كيف المعنويات مع اول يوم دوام؟
جمايل بتوتر: تكفين اسكتي عني والله اني متوتره خلقه لا تذكريني .. بالموت رضى بهاج ما رضى الا بعد حب خشوم يا حليله وهاج قعد فوق راسه لين اقتنع خايفه اجيب العيد الحين
اقبال : لا ماعليك انتي بسم الله عليك ما ينخاف عليك قدها وقدود
ابتسمت جمايل بدون رد واقبال كملت الطريق بهدوء وهي مزاجها معكر من قومة الصباح ومن الموقف الي قبل شوي ،
وصلو لين شركة بهاج الصغيره.. ما كانت كبيره أبدًا لأن محد في الاداره الا بهاج ومساعد وكم شخص ثاني وكانت قدام المصنع الخاص فيه
اقبال: اسمعي انا لمحت مقهى قريب من هنا وحنا جايين بروح اقعد فيه لين تخلصين لا خلصتي كلميني
جمايل: لا تكفين اقبالوه وين رايحه ومخليتني لحالي ! ابيك معي
اقبال اتسعت عيونها: تستهبلين وش الي انزل معاك اقول انزلي انزلي خلصي بس بزر انتي
جمايل كشرت وهي تكش عليها: مب شكرًا على التوصيله زين؟
اقبال بضحكه: زين يا بزر انزلي بس ميته على شكرك عاد
نزلت جمايل وهي تفرك يدينها بعبايتها بتوتر ، رفعت يديها وهي تعدّل عبايتها الراس من فوق قبل تزفر بقوه وهي تسمي بالله وتدخل
مساعد الي كان عند الباب فز وهو يشوف وحده تدخل وتقدم منها بهدوء: استاذه جمايل؟
فزت جمايل بخرعه قبل تعدل وقفتها: ايه جمايل انا
مساعد: معاك مساعد نائب بهاج .. حياك من هنا مكتب بهاج
جمايل اومئت بدون رد وهي كانت بتمشي لكن قاطعها صوت من وراها: وأخيرًا بنتي يا جمايل .. طول عمرك وانتي متدعفسه بالديره وش طلعك هالحين
جمايل لفت بإستغراب قبل تدقق النظر باللي واقف قدامها: الوافـي!
الوافي ابتسم وهو يقلّب أوراق بين يدينه: زين متذكرتنا قطعتو عمانكم مره وحده ياكافي!
جمايل إحتدت نظرتها: قطع الله هاللحي خير ان شاءلله وش جايبك هنا!
الوافي: ما عليه نمشيها لك يا بنت العم *رفع الاوراق الي بيدينه قدام وجه جمايل* الي جايبني هو هذي واظن الي وراك قالّك ولا ما وصلكم علم يا اصحاب الحلال
مساعد : هذا الي كنت مناديك عشانه استاذه جمايل الاخ...
قاطعه الوافي بضحكه عاليه: وش قلت تكفى؟ استاذه جمايل اجل! والله عشنا وشفنا عيال الديره صارو اساتذه واصحاب حلال على حسابنا! بس وش نقول بعد عيال الحرامي ماعليهم شرهه يرفعون روسهم بكل بجاحه وابوهم قبلهم رافع راسه على علومه الخايبه
جمايل رفعت حاجب بعصبيه: انت شكلك منت معديها على خير يا ولد ابوك .. ابوي لا تجيبه على لسانك ابوي ذكره جاه وفعوله وجيه ما رزك انت وغيرك الا ابوي الي ما خلا عليكم قاصر ومحد ينزل راسه الا انت والخمه الي معك ابوي راسه دايم مرفوع ما يدنق الا في المساجد .. اذلف عن وجهي انت والورق الي بيدك بلّه واشرب ماه واقصر الشر وفارق تراي متربيه بالديره على قولتك، بين عسف الخيل ورعي الغنم ماهو صعب علي ادعسك هنا
مساعد وقف قدام جمايل وهو يناظر الوافي بحده: وصلك العلم؟ خلاص جنّب وابعد لا يصير شي ما يعجبك
الوافي ضحك بقهر وهو يهز راسه: وطلع لك لسان ماهب هين بعد .. زين على زين يا عيال خلف زين نتحاسّب
تنهدت جمايل وهي تتمسك بالجدار .. تحس بالهبوط بعد الحديث اللي دار بينهم .. الحين عرفت فعلًا ليش بهاج كان يبعدهم بكل الطُرق عنهم!
لفت على مساعد بسرعه: وش يقصد هذا وش اوراقه! بهاج يعرف بالموضوع ولا؟
-
شقـة سهـاج/
جلّست المى بالصاله وهي تحس بالوحشه بالمكان، ما قدرت حتى تنام
سهاج طلع من المقلط وهو يناظرها بتفاجئ: متى قمتي !
المى ناظرته ببرود: من يلبس جزمه زرقا مع ثوب زيتي ؟
سهاج قلب عيونه: وانتي بتطلعين حسك حق الملابس علي انا وش سلطتس علي انا وملابسي
المى ناظرت المكان حولها قبل تردف: الحين بنقعد طول الوقت هنا؟
سهاج ضحك بصخب: لا يا حبيبتي بتروحين مكان ثاني .. اخّس من هنا بنروح الديره جهزي عمرك مير بكره ولا بعده بنمشي عرس رباح قرّب
المى بإستفهام: نعم؟ وين نروح! ووش رباح هذا وش عرسه
سهاج: رباح سلمك الله خويي الروح بالروح .. وبنروح الديره ما عليك ان كانك ما عرفتيها بتعرفينها لا مشينا عند اهلي مزرعه هناك وبه خيول بتعجبتس
المى: الحين مب انت متهاد معه شلون تروح لعرسه !
سهاج تنهد من غبائها: وانا ما عندي الا خوي واحد يعني؟ هذا خويي الثاني
المى بطفش: يا كثر معارفك انت .. طيب وانا وش بسوي هناك وش يوديني روح انت لحالك انا وش علي
سهاج رفع حاجب: لا والله؟ وتقعدين لحالك وش تسوين امشي ومنها تشوفين امي واختي
المى بلعت ريقها بخوف: لا سهاج ما يحتاج اقابلهم ولا يحتاج اروح أساسًا كلها كم شهر كم اسبوع لين يرجعون اهلي وانت بطريق وانا بطريق ماله داعي نعمّق العلاقات
سهاج بانزعاج تنهد: وانتي مصره يعني تذكريني كانك مستانسه بهالشيء ما يمدي نقول كلمتين على بعض الا قلتي بنتطلق خلاص عاد حلا هو ياليت تستوعبين ان ابوك حطك عندي زوجه قبل الامانه وانتي محسوبه علي زوجتي وانا محسوب عليك زوجك قدام العالم جميع .. لكن ما عليه على هواك ما تبين براحتك ماني جابر احد يوجب باسمي .. اذا تبين شيء ارسليه علي رقمي عندتس بطلع اخلص كم شغله
طلع بسرعه ما سمع حتى رد منها بينما هي تأفأفت وهي تلعب بيدينها: طيب كان يمديك يعني ترا تفهم ان قصدي خايفه و متوتره مو الي تفهمه .. مالت عليك بس
رجعت تستند على الاريكه بتعب وبدون ما تحّس على نفسها غفت عليها وهي تحس صداعها من كثر تفكيرها وقلة نومها بيفجر راسها
بينما سهاج ناظر رجوله بتمعّن قبل يتنهد وهو يرجع يدخل الشقه بتذمر ويقفل سيارته: هذي اخرتك ياسهاج ترجع عشان تغير الجزمات بس عشانها قالته الله يرحم ايام وانا اطلع بالزنوبه بعد
دخّل وهو يتوجه للغرفه ويبدل جزمته قبل يطلع لكن لفّت إنتباهه سكون حركتها، ناظرها بتفاجئ وهو يلاحظها نايمه قبل يرفع ساعته: معقوله نامت في ربع ساعه بس!
تقدّم عندها بقلق وهو يمد يدينه لجبينها الساخن ، رفع جواله يربكه وهو يتصل على امه الي ردت بعد ثواني بصوتها الثابت: هلا سهاج حبيبي وش بغيت
سهاج بوهقه: يمه المى تعبانه وش اسوي؟
ام سهاج عقدت حواجبها باستغراب: تعبانه وش فيها يعني
سهاج: شكلها حراره
ام سهاج: بسيطه يا حبيبي كمدها وعطها حبوب خافض الحراره وراقب درجة حرارتها كل شوي ، اذا ظلت في ارتفاع ومافاد شيء لا سمح الله ودها للمستشفى او تعال خذني اهتم فيها اذا عندك شغل
سهاج لا شعوريًا نفى براسه بسرعه: لا والله اعقب اطلع وهي تعبانه
ام سهاج باستغراب: هاه؟
سهاج بربكه: ولا شيء يمه خلاص يعطيتس العافيه
ام سهاج: زين متى تمروني عادي .. تراي ساكته بس عشان اخوك وعشانك لا تحسّب ان الموضوع جايزن لي لكن عشان صديق اخوك طلّبه ولا نبي يخرب بيت اخوك رضيت
سهاج بتنهيده نكّش شعره: ان شاءلله يمه قريب .. خلنا بس نرتب امورنا ونستقر وتتشافى ونجيكم
قفّل من امه وهو يتنهد بهم.. هم كذبهم على امه وهم ان المى أساسًا رافضه تروح عندهم ، لّف على المى وقرب منها بتردد وهو يشيلها حطها على السرير وهو يطلع يجيب كمادات .. ناظر بساعته وهو يزفر ماعاد يمديه يطلع ولا يروح مع رباح وخالد الي طلعو يكملون نواقص لرباح
مرت ساعه وهو على هذا الحال يكمدها ويقيس حرارتها وهو يدعي يكفي وتستقر حرارتها لانه خايف يقومها تاخذ علاج وتسوي له مشكله كفايه انها تفز كل شوي بانزعاج من الكماده البارد ، قاسها من جديد وهو يشوفها أستقرت على ٣٧ ، تنهد براحه انها نزلت عن الـ٣٩ .. قبل يحط راسه على الكوميدينه الي جنب السرير وهو يغمّض بهدوء وهو ناوي إنه يقعد شوي ويرجع يقيسها واذا كانت نفسها او ارتفعت بيقومها لا مُحاله ،
بينما المى فتحت عيونها بشويش وهي تحس بالرؤية ضبابيه .. فتحت عيونها من الصداع الي يداهمها وماكان الا صداع الحمى
استغربت السرير الي هي فيه والتفتت قبل يتسّع إستغرابها وهي تشوفه مرتكى على الدرج وبيده كماده وقدامه سحلة ماء ومقياس الحراره
مدّت يدينها لجبينها وتنهدت يوم فهمت هذا كله، ولا تدري ليه لكنها ابتسمت من طاحت عيونها على جزمته الي غيرها
عدلت سدحتها شوي وهي تقوم وتمد يدينها لأجل تشيل راسه عن الكوميدينه وتحطه على السرير لكنه فز بقوه وهو يناظرها: فيك شيء؟ حرارتك ارتفعت؟
مد يدينه بسرعه على جبينها وهو يقرب منها و يتلمّس حرارتها ، بينما المى حسّت بهواء الغرفه كله نفذ من قربه منها بهذي الطريقه وبعدت على طول وهي تردف بصوت مبحوح: مافيني شيء وش فيك
سهاج تنهد وهو يبعد: وش فيني! ماشفتي حرارتك قبل شوي انتي
المى ابتسمت وهي تناظر جزمته: ليش غيرتها لهذي الدرجه رايي مهم؟
سهاج ضحك بصخب قبل يردف بذهول: والحين وانتي بس هذا الي ركزتي عليه لا يا شيخه!
تمغطت المى قبل تنسدح من جديد: بنام وانت بعد نام لانك مانمت زين امس كله من كشتتك المخيسه زكمت وبس
سهاج وقف: لا حسيتي بحراره ولا شي ناديني بجلس في الصاله لين اتاكد انك سالمه واطلع
المى: نام عشان نقوم مصحصحين ونتقهوى ونطلع السوق
سهاج عقد حواجبه: سوق! وش سوقه ناقصك شيء؟
المى: كيف وش سوقه ! عشان اشتري فستان لعرس خويك
سهاج فز بفرح وهو يقرب منها بسرعه: بتروحين؟
المى بعدت بتوتر: ياربي منك دايم تجلطني بحركاتك السريعه وش فيك وش اقول انا اجل
سهاج ابتسم بوسّع قبل يكشر: لحظه ! انتي مب عندك سوق بكبره في غرفتس وشوله السوق الحين
المى رفعت حاجب: لا والله؟ انا المى بنت فاهد اروح لناس اول مره اقابلهم بفستان قديم؟ لا ياشيخ! متعوده انا ابوي اذا بنروح لاحد من اخوياه يشتري لي فستان جديد
سهاج تنهد وهو يضرب راسه: يالله يارب تصبرني على هالدلع .. يعني الحين ابوتس يدلل وانا الي اكل تبن
المى هفت شعرها بغرور: والله عاد محد قالك تاخذ وحيدة ابوها
سهاج قرب وهو يبعثر شعرها: هذي التعبانه قبل شوي اجل! نامي نامي اقول
المى بتكشيره وهي تعدل شعرها: وجع خربت شعري
سهاج ضحك بذهول: طيب تراك بتنامين تعدلين شعرك لوش تتكشخين لاحلامك مثلًا؟
المى: خفيف دم بسم الله عليك اطلع بس
سهاج وهو يطلع: عشنا وشفنا غرفتي وانطرد منها
المى بصوت عالي نسبيًا: بتشوف كثير مع بنت فاهد يا سهاج
تنهد سهاج بحب وهو يهمس: وياحلوه من شوف والله
انسدح وهو يغمض بتعب ، و ماكانت الا ثواني وهو يدخل بعالم الاحلام ناسي كل شي حوله..
-
رباح بتكشيره: الكلب شكله سحب علينا
خالد: يارجال ارضى بالامر الواقع مالك الا انا وين نروح اول
رباح: خلنا نروح سوق الفرشات ابي الزل الاحمر بعدها نروح محل مواعين نبي لنا فناجيل وبيالات ذهبيه وبعدها الكراسي وبعدها نشوف موضوع العشا
خالد: تصدق ليتنا جايبين نياف محد يعرف يكاسر الا هو .. الي بالف ناخذه بسبع ذاك اليوم راح معي اصلح عودي كاسره لين خلاص صلحه على اربع ميه وعليها بدال الست ميه
رباح بضحكه: تعلمني فيه نويف محد ينافسه بالمكاسر لعبته هذي .. بس مدري وش فيه اليوم ماش خاطره ماهو طيب
خالد لف عليه بسرعه: حتى انت لاحظت؟ قسم بالله احسبني يتهيألي من كثر ماهو يبتسم ويضحك .. شككني الوضع
رباح اومئ: هو لا ضحك واجد وعلى كل شي وبسبب وبدون اعرف انه يخفي ضيقه
خالد : تهقى بسبب سالفته مع جده؟ حسبي الله عليه من ابو تخيل عطاه حظر ولا عاد يرد عليه!
رباح بقهر: تكفى اسكت والله لو اقعد اسب فيه من اليوم لبكره انه ما يشفى غليلي!
خالد وقف سيارته: كلنا والله .. يالله وهذانا وصلنا لمحل الفرش خل نشوفهم
رباح بضحكه: نكلم نياف فيديو يكاسرهم؟
خالد شاركه الضحك: جازت لي والله الفكره لا ما قدرنا عليهم دقينا عليه تراه يفزع حتى وهو ضايق لبى عينه
رباح: ايه هنا لبى عينه وقدامه مصافق
خالد وهو يناظر وحده من الفرشات: تصدق ذي بتجوز لبهاج تناسب حوش الرجال حقهم
رباح تقدم وهو يقلبها بين يدينه: اجل خذيناها
خالد: ماعندك وقت انت يا الكاش مان على طول
رباح بتفاخر: حسبالك مهندس على الفاضي؟
خالد: والله ظني ان خزنه تدعي لك ليل ونهار وبالوتر والضحى شافط حظوظنا كلها
رباح بسرعه رمى الفرشه من يديه وهو يتجه له: قل ماشاءلله لا اسطرك قسم بالله
خالد: خلاص خلاص ماشاءلله اذلف بس .. الا صدق بهاج ماهوب حاضر؟
رباح بتنهيده: اسكت عني الله يصلحه مدري ليه يحلّف علي الا احط عرسي الخميس واستعجل به حتى والدكتور قايله لا
خالد: اكيد انه شايف لهفة عمي بتال للعرس ترا واضح عليه مره
رباح بضيق سكت وهو يقلب الفرشه بين يدينه
خالد بتنهيده صفق كتفه: يارجال ماعليك هونها وتهون الافراح الجايه اكثر باذن الله
كملو تسوقهم لين خلصو ورجعو لشقة رباح
-
بيت رابـح/
ناظرت مزون ساعتها بتأفأف: ووجع وينكم انتم ما تقولون لي هايتين وين
اقبال بتفاجئ: بسم الله جده وش فيك علينا تو الساعه عشر يمدينا نمشي للديره قبل يظلم الليل
مزون بتكشيره: اقول اسكتي انتي عني وين ابوك وعمك
اقبال بضحكه: طيب وجدي ما تبين تسألين عنه؟
مزون: وصمه لا مابي اسال عنه وش علي منه .. خلصي علي وينهم ووين عماتس
الزين نزلت من الدرج وهي تربط برقعها: انا هذاني جاهزه..جمايل امي ترا رتبت شنطتك ونزلها راسل الله يعافيه مع شناطهم
جمايل ابتسمت بضيق: يعطيك العافيه يمه
مزون بتوجس: جمايل امي فيتس شي؟ كنس ضايقه
انسدحت جمايل بحضن مزون الي قعدت تلعب في شعرها: لا يمه مافيني شي بس النوم لاعب فيني الله يصلحهم البنات خربوني امس سهروني معهم
اقبال وسعت عيونها: يمه يالعياره انتي تخربينا مب حنا نخربك
مزون: اقول اص بس اذلفي عن بنيتي وروحي جمعيهم
طلعت اقبال للمجلس تنادي ابوها الي يضحك: الله يهديها امي دايم عجله .. بيمشي ذلحين راجح خليها تطلع معه والزين وجمايل وانتم معي وراسل بيمر عمتس الهنوف
اقبال باستغراب: وجدي؟
رابح: راح مع هباب الصبح
اقبال: مب سيارته مع راسل؟
رابح اومئ: الا بس خذا سيارة ولد خالته يقول
اقبال بتعجّب: وخلا سيارته مع راسل وهو راح ياخذ سيارة ولد خالته!
رابح بضحكه: ايه وش بلاتس مستغربه تراه حليّل جعل ربي يخليه
اقبال ميلت فمها بعدم رضا وهي ترجع لداخل تعلمهم
مزون وهي شوي وتنجلط: وشهو! انا مع تذكار في نفس السياره! يالله يارب إنك تعيني
رابح دخل بضحكه: ماودي اجلطتس ياميمتي بس حتى رسن معها
مزون بعصبيه: مانيب رايحه معهم ولا ينزلون
رابح بوهقه: يمه الله يهديتس ينزلون وين .. خليهم مع اهلهم وامشي انتي تبين تروحين الحين ماعليك منهم راجح في السياره بيأدبهم
مزون زفرت بضيق ووقفت وهي تدق اقبال: اذلفي جيبي شنطتي اليد من الغرفه
اقبال بتفاجئ: جديده لازم تسوين تحديد للكل يعني!
رابح غمز لبنته يعني امشي وانتي ساكته واقبال راحت بتكشيره وهي تفرك عيونها من النوم: شكلها حوبة هبيب ماغيره
ركبت مزون السياره وهي تسلم بدون نفس
تذكار بضحكه طلت براسها من الدبه "اخر مرتبه بالسياره": شدعوه جديده ما انفتحت نفسيتك وانتي تشوفينا
رسن الي كانت بجنبها وبيدها بطاطس اردفت بثقه: لا شكلها ما انتبهت لي ولا كان شقت الابتسامه وجهها منا لمنا
مزون بتهديد لفت على راجح: خلهم يسكتون لا انزل ذلحين
راجح بضحكه: يمه الله يهديك وين تنزلين خلاص قدني مشيت..وانتم اسكتو عن امي خلوها فحالها
تذكار بتكشيره: شدعوه يبه ما قلنا شي
مزون تجاهلتها وهي تردف: الا ام هباب ما رسيتي وش بتلبسين
ام هباب: جبت معي جلابيتي الحمرا الي كان فصلتها لي الزين
مزون ضيقت عيونها تحاول تتذكر قبل تهز راسها: ايييه عرفتها عرفتها والله زين ما اخترتي الا ما دريتي هي بنت مين ما علمتس
ام هباب: لا والله ما دريت .. منهي بنته
مزون: يقولون انها بنت رجال ينقال له ثابت من الديار الي حولنا .. مدري وش نططهم لهناك
ام هباب: عاد غريبه من خزنه صراحه ما توقعتها منها .. قلت ذلحين ماهي مزوجته الا الي اسمها واسم اهلها صيته في كل مكان
مزون: ايها ذي ماوراها الا الفلس.. مانيب ادانيها لا قامت تهايط في جلسات الحريم من قامت تخثردز وانا داريه ماوراها الا الضعوي
ام هباب: عاد هي والله شخصيتها تهبل ووش حليلها بس مشكلتها شوفة النفس وولدها ترقيه عالي سما شوي وتطير وهي تحكي فيه
تذكار بتدخل: الا ما دريتي جديده وش بلبس
مزون بصبر: وش بتلبسين
تذكار باستهبال: بلبس جمبسوت
مزون عقدت حواجبها: وش جبسوت ذا وش تخربطين انتي
تباهي وام هباب مسكو روسهم ورسن انفجرت ضحك
تذكار: تذكرين الاحمر الي لبسته في العيد الي راح؟ اييه هذا هو
مزون فزت بعصبيه وهي تلّف عليهم: والله ثم والله ما تطبين العرس بذا اللبس ياخايبه ماعندس فساتين ولا جلابيات ما كثر الله الا هن البسي منهم يا مال البلا
ام هباب لفت على تذكار وهي تصفقها: ووجع انتي منتي مرتاحه لين ترفعين ضغط عمتي ارجعي محلتس ماعليتس منها عميمه بتلبس فستان
تذكار رجعت بتكشيره: وش فيه والله حلو
راجح بحده: بنت!
تذكار بقمطه: بسم الله خلاص اسفه بسكت
رسن: ودي البس فستاني الابيض جبته هو وجبت الفستان البيجي بس مدري ايهم البس
تباهي: البيجي طالع عليك احلى
تذكار: الابيض مطلعك بطه
رسن دفتها: كذابه ماني دبه الا بايام المتوسط الحين وش حلاتي وزني في الخمسين يا حيوانه
ام هباب: ماعليس منها العصلا ذي جسمس يهبل وكلها تهبل عليس بس صادقه تباهي البيجي عليس ارتب
رسن ابتسمت: خلاص عشانك قلتي البس البيجي بلبسه لعيونك وانتي تباهي
تباهي: تذكرين فستاني الوردي الي كان لبسته في عرس ولد خالي؟
رسن: ايه عرفته الي من فوق طايح من عند الكتوف؟
تباهي اومئت: ايه هذا الي بلبسه بس مدري وش البس كعب كعبي الي لبسته كان انكسر بشوف جمايل يارب عندها
رسن: كعبي الفضي بيطلع معه روعه خذيه وانا باخذ كعب جمايل الشفاف
كلمو طريقهم ما بين سوالف ومابين هواش مزون لهم ، وراجح الي يشغل شيلات عشان تنسى امه العصبيه وتشاركه الرقص وتذكار ورسن يصورونهم ويعززون وسط ضحكات تباهي وامها الهاديه .. كانت تباهي تشبه شخصية امها كثير نفس الهدوء واللطف عكس تذكار الي ماخذه دم ابوها الحار وحبه للمزح والرقص والازعاج لذلك كانت المفضله لابوها دايم عكس تباهي الي تستحي من ابوها كثير وعلاقتها فيه شبه رسميه
-
بعد يومين، اليوم المُنتظر .. عرس ربـاح/
كان هو وسهاج وخالد ووهاج من الصبح وهم في الارض الوسيعه الي باواخر الديره وبعيده عنها شوي .. والي كانو مخصصينها اهل الديره للمناسبات الكبيره
كانو يفرشون الزل ويرتبون الكراسي بمساعدة بعض عيال الديره
وهاج شّد على يده بتعب الي شدت عليه فجأه لكنه يتجاهل المها ويكمل
بينما رباح كان يناظرهم بضيق .. فاقد وجود بهاج ونياف وبالحيل ،
خالد الي كان يرقص باستهبال ويشاركه سهاج بضحك .. كانو مبسوطين وبالحيل بزواج اول شخص من شلتهم
سهاج بابتسامه: والله لذلحين ماني مصدق انه بيعرس
وهاج ابتسم بتعب: ولا انا احسه حلم
رباح: ياليت بهاج ونياف فيه كان كمل فرحي كله
سهاج وخالد ووهاج ناظرو بعض وهم يبتسمون بدون تعليق
رباح بصراخ: لا لا حط المدخن الكبير هناك عند المدخن مب هنا! ياربي بيجيبون لي جلطه
وهاج وقف وهو يجلسه: ارتاح وريح لا تعصب من صبح وانت متوتر انا بروح لهم
اتجه لهم وهاج وهو يشيل المداخن الكبيره معهم ويحطونها قدام المدخل
بينما على طريق الديره كان نياف يمشي بسرعه كبيره وهو معلي صوت الشيلات ويرقص معها وبهاج الي يشاركه بهدوء بجنبه
نياف بضحكه: والله ماغير تجيه صدمه نفسيه لا شافنا
بهاج ضحك بتعب: لعبنا في اعصابه لعب المسكين
نياف بجديه: لا تنسى كمامك وولا ترقص وتمسك شي ثقيل ترا الدكتور منبّه !
بهاج بضيق: ياخي كيف ما ارقص تستهبل انت! عرس رباح ولا تبيني ارقص والله لا اطب في نص الميدان
نياف: ياخي خلاص كيفك ارقص بس على خفيف لا تشد نفسك همن ترجع من جديد للمستشفى الدكتور بالموت وافق تطلع على مسؤوليتك
بهاج بتسليك هز راسه: ايه زين كمل دربك بس
نياف سحب فرامل: شوف ترا اوقف هنا وارجع تعرفني مجنون واسويها
بهاج بتكشيره: وجع كمل دربك زين آنك عارف انك مجنون
كمل نياف السواقه وبهاج سرّح بتفكيره وهو متوتر من اول لقاء مع سهاج بعد فترة الزعل الطويله هذي.. اول مره يكملون اكثر من اسبوع وهم ما يكلمون بعض! ضايقه فيه الوسيعه خصوصًا انه ماعاد يدري شي عن شغله وهو يموت يبي يعرف بس عشان فترة علاجه كانو مانعينه اهله واخوياه
على مشـارف المغرب، بدو الحضور في عرس النسوان ببيت بتال وعرس الرجال في اخر الديره يجون .. ريحة العود ودخان البخور معبيه المكان
عدّل سهاج غترة رباح وخالد واقف وراهم يبخر بشته ووهاج يطلع كبكه
وكلهم يترقبون لحظة دخول بهاج ونياف ووجه رباح المتضايق الى الآن،
أنفتح الباب فجأه بقوه وطلع نياف من وراه وهو يرقص باستهبال وبيده مبخره: عريسنا يا بدر بادي وعريسنا يا بدر بادي دامت لياليك السرور
بهاج الي كان بكمامته وماسك بيده عطر قرب من رباح وهو يعطره بابتسامه: و عريسنا يا عطر زاهي غلب على كل العطور .. مصدّق اننا بتخليك في يوم عرسك؟
ابتسم رباح من قلب وهو يصد للجهه الثانيه يمسك دموعه .. فزو كلهم وهم يقربون منه
سهاج: وش هالدموع ربيح من جدك!
نياف فز وهو يقرب منه ويحب راسه: افا افا يابو بتال الا دموعك عاد وش بلاك لو ندري كان ما سويناها
خالد: عاد من زينهم بلا نويف وبهيج صدقني لو ماجو ابرك لك
نياف رفسه: انت اسكت لا اتوطاك
رباح تنهد بصوت مبحوح: قسم بالله انكم مالكم داعي مخليني على اعصابي وضايق ماني مستوعب عرسي مب حاضرينه اخواني .. وانتم يا السلق اكيد تدرون وانا اقول وش هالبرود وانا اشكي لهم!
بهاج ابتسم وهو يحضنه: الف مبروك يا جعلها زواجة الدهر يارب، منجدك ما نجيك صاحي انت لو اني على فراش الموت جيت عرسك وهم يدفون سريري .. يلا يلا تجهز عشان نطلع
سهاج عض شفته بقهر من تجاهل بهاج التام له وولا كأنه موجود حتى ، انسحب بهدوء وهو يطلع من الغرفه
رباح ناظر نفسه بالمرايه بتوتر قبل يناظرهم: شكلي زين خلاص اطلع؟
خالد: ايه والله آنك ملح وقبله امش بس
طلعو وهم يحاولون يغيرون من جو رباح المتوتر وواضح عليه وضوح الشمس ..
بدا العرس والطق بعد صلاة العشا مباشره، ونياف الي كان مشعلل العرس وشايله شيل .. كان خاطف الانظار بذي الليله فعلًا من لعبه ومن انه ما قعد ولا لثانيه وحده ورقص بكل العرضات كان اكثر واحد يرقص من بينهم هو وخالد
بدت العرضه الي بعدها ورباح وسطهم والسيف بيده، يمينه بهاج ويساره ابوه وقدامهم نياف الي بوسط العرضه ومعه السيف وجنبه وهاج وخالد وسهاج
غمز نياف لرباح الي ابتسم من فهمه .. نياف عطى سهاج السيف وهو يدفه لقدام ورباح سوا نفس الحركه مع بهاج لين صار بهاج بظهر سهاج وبعدها لفو على بعض وهم يرقصون مع بعض وتعالت صرخات رباح وخالد ووهاج ونياف بتعزيز وفرح
تردد سهاج كثير بس من شاف بهاج الليّن قرر يمد سيفه له ويتبادلون السيوف وهو يدري ان بهاج مستحيل يردّه او يفشله قدام العالم
ابتسم بهاج بهدوء وهو ياخذ سيف سهاج الي اتسع مبسمه
انسحب نياف من العرضه يوم شاف عم رباح يأشّرله وراح له: سم ياعم
عم رباح: ناقص صحنين نسيناهم ببيت بتال تروح تجيبه يابوي؟ مدري وين غدو العيال محد يرد علي
نياف: افا تنادي العيال واخو رباح موجود! ابشر هالحين اروح اجيبه
طلع نياف من العرس وهو يتجه الى بيت بتال ،
توهق يوم وصل لأنه مايدري من وين يدخل لكن قرر يدخل من باب الرجال ..
بينما داخل ، وقفت تباهي الي توها واصله وهي تنادي وحده من بنات خوات خزنه: وين اقدر اعدل شكلي؟
البنت: روحي مغاسل الرجال من هالطريق افضل حقت النسوان زحمه
اومئت تباهي وهي تروح مع الدرب الي وصفت لها البنت بعد ما شكرتها
وقفت قدام المغسله وهي تفّل شعرها و تشيل عباتها وتطلع روجها مو منتبهه لنياف الي بمجلس الرجال بالظلام يطلع احدى الصحون
وقف بذهول وهو يوسع عيونه من الي يشوفها قدامه
بينما تباهي جمدت مكانها والروج بيدها وهي تحس باناملها توقفت
نياف رفع راسه بذهول للسماء وهو يردف لا شعوريًا: مافيه مطر هالمره! *ابتسم من قلب وهو يردف* شكلك انتِ المطر!
-
أنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائيه اعذروني."
