Part : 48

15K 297 79
                                    

بهـاج /
زفر وهو يغمض عيونه قبل يفتحها وهو ينزل يدين سهاج: سهاج والله العظيم ان ما في نيتي شر وزلّت مني وانا اعلمهم ليش ما رجعنا أمس ، وأنتم تراه متزوج بسببي وبسبب عماني وان كان فيكم لوم ولا شرايه فهو علي ولا هو محشوم من كل شرهه عز الله انه ابيض وجه وفعول مثل ما عهدناه ولا بيسوي احد الي هو سواه معي
اتسعت عيون سهاج من كلام بهاج قبل ينزل راسه و هو يتنهد براحه وبشعور غريب عجّز يترجمه، هو كان يدري إن بهاج رضى من لمن لعب معاه لكنه ما أعلن عن رضاه .. كان يكفي سهاج كلمة خلاص الي صار صار من بهاج لكن بهاج أغدّقه بكل هالكلام وهو الي من بداية زواجه وهو عايش بخوف لا يدري بهاج وخوف ردة فعله لا درى
بهاج غمّز لخالد الي فز بسرعه وهو يقرّب من سهاج ويحب راسه: حقك علينا ووالله ماقلنا ولا تسرعنا الا من كبر قدرك عندنا واننا نبي نشاركك افراحك ونفرح بك
سهاج شّد على يد خالد وهو يبتسم ، عجز يلاقي كلام ولا فعل يشرح اللي هو يحس به الحين .. ناظر بهاج و تعلّقت عيونه عليه بإمتنان كبير .. امتنان كبير إنه عطاه كل هالراحه والرضا بينما بهاج ابتسم بهدوء بدون ما يعلّق ولا يسوي أي شيء
نياف حك راسه بعبط: عاد انا مثل ما انت شايف متحرول ما يمديني اجيك تعال انت
سهاج ضحك بهدوء: خلاص وصلت حبتك
خالد عدّل جلسته وهو يردف بجديه: طيب وش صاير وليش سوا كذا فهمونا السالفه
بهاج بتغيير للموضوع: بعدين نتناقش في هالموضوع حال نياف أهم ما قالو لك شيء يانياف؟
نياف بتوتر فرك يدينه وهو يحاول مايبين: لا ولا اهتم .. جدي جدي وينه؟ محد شافه منكم؟
سهاج رفع كتوفه: أمس جينا متأخر ورحنا كل واحد على بيته ما انتبهنا اذا هو موجود بالديره او لا
نياف لف على بهاج: طيب و..
ماكمل كلامه و عيونه تتعلّق على الرسالة اللي وصلته بجواله بصدمة، إتسعّت عيونه و العيال عقدو حواجبهم بإستغراب
خالد الي كان أقرب واحد منه فز وهو يتقدم له: نياف وش فيك؟ عسى ماشر!
نياف رفع راسه له وعيونه مازالت متسعّة ، مد الجوال لخالد وهو يوريه الرسالة بدون ما يتكلم من قوة ما هو متبلم
قرّب بهاج منهم وهو يسحب الجوال من يدين نياف
سهاج بإستغراب قرب منهم وهو يعرج: وش فيكم وش صار!
خالد بقهر: عرفنا الحين وين مختفي عمي بادي
بهاج بذهول: ليش عمي بادي بيرفع قضية سحب وكاله منك!!! مستحيل!
نياف عّض شفايفه وهو يحس بجمره بداخله ، نزل رأسه بدون ما يقول حرّف
تنهد سهاج وهو يقرب منه: نياف طالعني ، كلنا ندري انه من ورا راس ابوك الله يهديه ولا عمي بادي مستحيل يسوي هالشيء
نياف رفع راسه بحرّه: وانا وش كاسرني غير ان الي متسبب ابـوي؟ ووش كاسرني غير ان جدي صدقه؟ جدي وهو اللي يعرف ولده اكثر مني ويعرف سواياه وشلون يصدقه بهذي السهوله؟!
سكتوا الشباب بعجّز و وقف نياف فجأه بمشية غير متزنة من الدوخه الي مداهمته
خالد سندّه بسرعه وهو يردف: وش فيك قمت!
نياف بتعب: مستحيل اسكت عن هذي المهزله بروح اشوف وش صاير مع جدي .. بيلعب فيهم والله بيلعب فيهم انا اعرف ابوي زين هو لعب فيني وخلص بس مستحيل اخليه يلعب فيهم
سهاج بحده: وين تروح وانت بذا الحال ! ارجع سريرك نياف
نياف بقهر صرخ: ماني راجع ابعد عن الباب وانت فكني انتم فاهمين وش قاعد يصير ؟ فاهمين وش معنى انه يبي يلعب فيهم بالطقاق انا جعلني اموت بس مستحيل اخليه يلحقهم بضرر
بهاج تنهد وهو يسحب نياف: لا حول ولا قوة الا بالله نياف اهدا واجلس مب صاير الا كل خير
نياف دفه بوهّن: بعد عني الخير وين يجي وسعود موجود
سهاج سحب نياف بقوه وهو يجلسه: نياف صحصح معي شوي ، بتروح بهذي الحاله وش بتستفيد؟ ماراح تستفيد شيء ولا بتوقف شيء! اقعد هنا وانتبه لصحتك انا وبهاج بنروح لهم ونشوف وش العلم
نياف نزل راسه بسرعه من صار خشمه ينزّف
بهاج سحب على طول مناديل وهو يحطه على خشم نياف بقلق: ورع وش جـاك !
نياف زفر بتعب وهو يحس بالدنيا تظلّم: مدري دايخ
خالد بعصبيه: كله من عنادك والدراما الي سويتها قبل شوي انثبر بروح انادي الدكتور
طلع خالد يشوف الدكتور ونياف انسدح بتعب وسهاج يسمي عليه
دخل الدكتور وبإيده أوراق ووراه خالد
الدكتور طلّب من الممرض يعطي نياف علاج و تقدّم منه وهو يتفحصه بهدوء قبل يردّف: النتائج طلعت
نياف صّد بهدوء وهو يحس بتوتر ياكله، سهاج الي كان جالس معاه على السرير مسّك يدينه وهو يشد عليها
خالد وقف عند الباب وهو خايف من اللي بيسمعه ويحّس ماهو مستعد أبدًا .. قلبه بيطيح ، بهاج كان يقضم شفايفه بدون ما يحس على نفسه من التوتـر
الدكتور: الي معاه انيميا اللاتنسجي ، وهو عشان اكون صريح معاكم حالة نادرة .. عشان كذا اضطرينا ناخذ منه اكثر من تحليل و نطوّل لين نتأكد من اللي فيه
نياف ماقدر يسيطّر على تعابير وجهه هالمره و بانت الحيرة في ملامحه: شلون يعني انيميا مدري وش اسمه الي انت تقول وش يطلع ذا يعني بموت ولالا بالمختصر
الدكتور بضحكه: ماراح تموت بسم الله عليك .. ما أخفيك إنه مرض مُميت في بعض الحالات لكن لو أهتميت بنفسك و بالعلاج زين ماراح توصل إلى هذي المرحلة
سهاج عقد حواجبه: مافهمنا شيء يا دكتور ممكن تشرح بشكل أوضّح؟
الدكتور اومئ: ان شاءلله .. انيميا اللاتنسجي هي لمن يتوقف الجسم عن إنتاج عدد كافي من خلايا الدم الجديدة وهذي الحالة تسبب بشكل رئيسي إنها تخلي مناعة الجسم أضعف وأكثر عرضة للعدوى والنزيف الي ما نقدر نسيطر عليه ، و هو مرض خطير فعلًا ويمكن يزيد سوء بأي لحظة لكن المُريح فيه إنه ممكن يكون لفترة ويختفي لكن برضو ممكن يبقى لين يصير مرض مُزمـن .. هالمرض لو ما تعالّج بطريقة صحيحة ممكن ينقلب إلى شيئين سرطان بالدم او وفاة لذلك لازم تنتبه وكثير يا نياف
خالد طلع وهو يجلّس على الكراسي الي برا ، ما يبي يبين ضيقه لنياف لكنه عجّز و جدًا بإنه يمسك نفسه
سهاج زفر بضيق قبل يردف وهو يشّد أكثر وأكثر على يد نياف: طيب وش العلاج؟!
الدكتور: بيتنوّم لمدة ما تقل عن خمس أيام و بوقتها بنمدّه بعلاجات ونشوف كيف فعاليتها على جسمه واذا بيتقبلها و بتنفعه واذا لا بنجرب معاه خطة علاجيه ثانيه والي هي نقل الدم واذا هذي برضو ما نفعت فـ مع الاسف بنضطر إلى اخر حل مُتبقي والي هو زراعة نخاع العظم
نياف حّس بدوخه و حومة كبد من كلام الدكتور وهو مو مستوعب ان هذا كله فيه
سهاج ماكان منتبه له ومثبّت نظره على الدكتوره لكن بهاج فز بسرعه وهو يقرب الزباله من نياف الي رجّع كل شيء أكله
سهاج لف عليه بخوف: نياف وش فيك؟
الدكتور قرب منهم بهدوء وهو يمسّح على ظهر نياف ويعدّل سدحته: طبيعي وضعه لا تقلقون ، بنراجّع حالته كل ساعتين واذا لاحظتو عليه شيء غريب او انت يانياف اذا حسيت بشيء نادونا على طول .. قدامك العافية
طلع الدكتور وسهاج وقف برجله الي تعرّج لكنها المته بقوه وعلى طول رجع يجلس زفر بألم وبهاج الي انتبه له اردف: وش فيك وش تبي؟
سهاج: جب الماء بغسل وجهه
بهاج جاب علبة من علب الماء وقرب من نياف وهو يغسل وجهه ويمسحه
نياف غمض عيونه وهو مازال يحّس بالدوخه والتعب ويدينه ترجّف
تمسّك بيدين سهاج بضعف ، كأنه يبي يحّس بأحد حوله .. وجودهم هو الشيء الوحيد الي يطمنه
سهاج مسك يدين نياف بسرعه وهو يردف: تبي شيء؟ تعبان؟ اجيب لك شيء؟
نياف بصوت واهن: خالد وينه؟
تلفتو بهاج وسهاج بالغرفة وهم توهم يدركون إنه ماهو موجود
بهاج وقف: بروح اشوفه يمكن راح الحمام ولا شيء
نياف بتعب: سهاج وش النهايه ؟ معقول بموت وانا باقي ما شفت امي ولا رضا ابوي ؟ معقول بموت وجدي وجدتي بعيدين عني وجدي غضبان علي؟ معقول نهايتي بموت فوق هالسرير وهم مايدرون عني؟
سهاج عوره قلبه من كلام نياف: بسم الله عليك جعل يومي قبل يومك لا تقول هالحكي الحمدلله فيه علاج لك ، ابوك وامك هم الي تركوك وهم الي يندمون مو انت لا تفكر فيهم ولا يطرون على بالك .. وعمي بادي وعمتي هيا راضين عليك يا نياف ويحبونك حب ما بعده حُب .. هذا عتب أحبة يا نويف ماهو غضب ريح لي بالك وأستريح كل شيء بخير و كل شيء بيصير زي ما تبي
بهاج اتسعت عيونه بصدمه: خالد تبكي!!!
خالد صد للجهه الثانيه وهو يمسح وجهه: وش رايك اجل
بهاج بتنهيده سحب راس خالد: منجدك انت خويلد صحصح الحمدلله فيه له علاج والباقي إحتمالات يلا عاد لا تقلبها حزن هو بكبره تشوف الخوف بعيونه يحتاجنا اقويا بجنبه ونسنده مو نكتئب ونريده كئابه تراه قاعد يسال عنك حس بغيابك
خالد زم شفايفه: وش اسوي طيب ماقدرت امسك نفسي
بهاج شّد على كتف خالد: رح غسل وجهك واشرب لك قهوه او شاهي صحصح وروق وارجع عندنا الامور طيبه باذن الله
خالد وقف ومشى بدون رد بينما بهاج سنّد راسه على ورا بضيق ، كل الكلام الي قاله نقيض الي يحّس به من داخل و الي حس به من نطق الدكتور كلامه
حس بالفراغ وهو يناظر حوله ، نياف طلع مريض وسهاج رجله الى الان تألمه .. وهاج صاير غايب عن عينه كثييير وكثير لدرجة يحسه صار بعيد عنه .. خالد نفسيته ماهي تمام وهالشيء واضح من شكله وهو صار بوسط هذا كله ويحاول يخبي عن رباح الي زادت اتصالاته وشكّه فيهم وحتى هو صوته كان باين انه في شيء مضايقه
زفر بضيق وهو يدلّك رأسه: يارب رحمتك يارب اشرح صدورنا وابعد عنا الضيق واجعل الفرح يرافقنا بكل خطاوينا..
-
خـالد/
وقف قدام كافتيريا المستشفى وهو ينتظر قهوته بشرود ، ضايقه فيه لأبعد حد
نزل راسه الجوال من سمع صوت رساله وقطّب جبينه بإستغراب وهو يشوف الرقم غريب
فتحها وكانت صورة لميداليتين عود وتحتها كلام
"بجيبها عربون إتفاقيتنا"
ابتسم على جنب من عرف مين صاحب هالرقم ورد "حراميه بس محترمه"
تذكار ضحكت قبل ترد "لا تقول حراميه!"
خالد "يعني انا الحرامي؟"
تذكار كشرت "ترا كان فيه إستئذان من وهاج"
خالد "انتي وياه كلكم حراميين"
تذكار "والله ماتشد الميداليه الشرهه علي مسويه ذوق معك"
خالد "لا تكفين عجبني لونها وشكلها من زمان كنت ادور كذا بس ما لقيت .. خلاص بمدد لك مدة بقاء العود معك بس جيبيها"
تذكار نطت بوناسه "صدق؟ بتخليه معي؟"
خالد مسك قهوته وهو يمشي "انا ماراح ارجع الديره ولاني يم العود هذي الفتره أبدًا لذلك خليه عندك لين يطلع نياف"
تذكار عقدت حواجبها باستغراب "ليش وينكم"
خالد رفع حاجب بضحكه "سلامات يابوي وش دخلك يا ملقوفه !"
تذكار كشّت على الجوال قبل ترد "هذي اسمها تفقد احوال الجيره مب لقافه بس انت وين والذوق وين"
خالد الي كان محتاج إنه يفضفض رد وهو يكتب لاشعوريًا "تعبان نياف واكتشفو فيه مرض خطير..الى الان ماندري وش بيكون مصيره واذا بيستجيب جسمه للعلاج ولا لا"
تذكار لفت على البنات بصدمه: تدرون عرفت الحين ليش بادي مختفي وهيا تتشكى عند جديده
اقبال وهي تقلب باكسسوار بيدها: ليش وش
تذكار: ياعمري طلع حفيدهم مريض مرض خطير يالله!
تباهي جمدت قبل تلف عليها بصدمه: نعم! ليش وش فيه وش صاير مين حفيدهم قصدك نياف؟!
تذكار اومئت: ايه هو من غيره .. مدري وش مريض به بس الزبده انه مريض
اقبال: حرام الله يشفيه ليش وش صاير معاه
تذكار هزت كتوفها: مدري والله
اقبال ضيقت عيونها: وانتي كيف عرفتي !
تذكار بتصريف: منزله هباب في ستوريه شفته عنده
تباهي فتحت جوالها على طول وهي تدور سناب اخوها لكن مالقت فيه شيء ، رفعت راسها بإستغراب لتذكار وقربت منها وهي تسحبها على جنب
تباهي بحده: مانزل شيء هباب وين شفتيه فيها
تذكار هزت كتوفها بجحده: اكيد مسوي لك تخصيص روحي ناقشي هذي المسأله معه انا وش علي
تباهي: مايهّم المهم الحين هو طيب الحين كيف حاله؟
تذكار دفت تباهي وهي تناظرها بشك: وانتي وش عليك !
تباهي بتوتر: مالت عليك ماينوخذ منك لا حق ولا باطل
بعدت عنها وتذكار همست: حمدلله والشكر بس
رجعت عيونها على جوالها وتباهي راحت جهة إحدى الإكسسوارات وهي تقلب فيهم بدون إنتباه، كل تفكيرها معـاه.. ولا تدري ليش هي مهتمه هالكثّر !
تباهي بهمس لنفسها: معقوله من دعاويي ؟ بس انا دعيت عليه يتكسّر ما دعيت يجيه مرض شين! اف ياربي
قطّت الاكسسوارات وطلعت جوالها وهي تحدّث سنابها كل شوي على أمل تطلع لها سنابة هبـاب
-
اشعـار/
رجعت تدخل المزرعـة و اللي صارت طول يومها فيها، توجعها ذكرياتها الي تشوفها بكل بقعة فيها بس يعجبها هالألم
الزين بهدوء من وراها: أقدر اجلس معك ولا كرهتيني من كرهك لولدي ؟
فزت اشعار بتفاجئ وهي تلّف عليها بلخمه: إيـش ! كيف تعرفين
الزين جلست: بعتبرها إيـه .. عرفت من الهنوف
اشعار عضت شفتها وهي تلّف للجهه الثانيه قبل تردف بإستهزاء: قالت لك عن بنتها الي ماعرفت تربيها وأنتي جايه تقولين لي عن ان ولدك ماغلّط وانا الي مااستحي والي رضيتها على نفسي صح؟
الزين جذبت كف اشعار وهي تحطه بين كفوفها بحنان: انا معك يا اشعار ماني ضـدك، لدرجة أني تسرعت نفس تسرّعك هذا وغلطت بحق بهاج بدون ماادري
اشعار: يعني مثل ما توقعت جايه تدافعين عنـه!
الزين بتنهيده: خليني أكمل كلامي يا حبيبتي، انا ماني جايه ادافع عنه أبدًا انا جايه ابي اسولف معاك أنتي لأني شايفة قد إيش انتي متغيره وذابله
اشعار ببرود: بركات ولدك
الزين: وليش ما يكون بركات تسرعك؟
اشعار بعصبيه: خالتي تكفين اذا جايه تسمين بدني بهالكلام خليني في حالي ترا ماني ناقصه
الزين: عرفتي الحين ليش أنتم ماقدرتو تكملون مع بعض؟ لأن بهاج يكره الاسئله وانتي تحبين الاجابات .. هو يكره التبرير وانتي تحبين الوضوح ، هذا هو السبب الي وصلّكم لهذا الحال يا اشعار لا هو تصرفه ولا تصرفك
اشعار بعدم فهم: خالتي مافهمت عليك انتي وش قاعده تقولين وش تبين توصلين له بالضبط!
الزين مسحت على شعر اشعار بشرود: قاعده اشوفك يا اشعار تعيشين ماضيي، قاعده اشوفك فيني ولهذا السبب تسرعت امس وتهاوشت مع بهاج لدرجة اني ضربته ولأول مره أسويها بحيـاتي!
اشعار شهقت بصدمه: ضربتيه!!!
الزين تنحنحت قبل تكمّل: ماهو موضوعنا الحين .. اشعار بهاج ما غلّط بحقك ولا حاول يسويها هذا بس الي أبيك تعرفينه صحيح إن اللي بايّن لك إنه غلّط بس الحقيقه دائمًا لها اكثر من وجه ، غلط صحيح بس كان فيه سبب قوي خلّاه يقدم على هذا الغلـط اللي بحمد الله تراجّع عنه لكن أنتي ماعاد تقدرين تتراجعين وانتي صرتي بذمة غيره .. ماتحبين فايز صح؟
اشعار شدّت على راسها وهي تردف: خالتي انا صدعت وتعبت من هالسالفة ومن كل شيء حولي .. مو قاعدة افهم شيء من اللي تقوليـنه! كيف هو ما غلّط كيف ! هو راح و خطّبها وبداها علي صح ولا مو صح؟ خلاص أجل ينتهي كل هالموضوع الى هِنا !
الزين بتنهيده: ماراح تقتنعين.. خلاص مو مهم هذا كله ، جاوبي على اخر سؤالي
اشعار بإنكسار: هذا سؤال ينسأل؟ مافيه أوضّح من إجابة هالسؤال!
الزين شدّت اشعار لحضنها وهي تمسح على شعرها بهدوء: بتتزوجينه .. بالبداية ماراح تتقبلين هالموضوع .. بتنكرين واقعك بتبكين كثير وبتصدينه اكثر وبتعيشين بتخبطات نفسية وضغط عالي تحسين به .. ممكن حتى بتشين علاقتك بكل اللي حولك وكل ما شفتي امك بتكشين لأنها السبب .. لكن بعدها بتتعبين من كل هالصّد وبتجربين تعطينه فرصة وتعطينها لنفسك قبله، بتقولين انا ليش كنت اسوي بنفسي كذا ؟ ليش كنت أصعّب على نفسي الموضوع و أقفل بابه قبل ما أجربـه.. بتقولين لو كان هو طيب الشخص المُناسب لي وانا صديته كل هالصّد و ما عطيته فرصة؟ بتبدين تشوفينه يا اشعار .. لانك قبل كنتي معمية عيونك عن كل شيء حولك و ما تشوفين الا طيف الي تركك وراح .. بتبدين تشوفين زوجك وتشوفينه كـ زوج بتبدين تلاحظين الصفات الحلوه فيه و تلاحظين أدّق تصرفاته و بتتعجبين من هواياته وبتسألينه عنها من دافع الفضول و بيصير تفكيرك كله متعلّق فيه لإنه عالم جديد عليـك لين تدركين قد إيش هو شخص طيب و حنون و محترم و تفهمين إن الإحترام والتفاهم هو أهم شيء بالعلاقة الزوجية وإن مو كُل حب بيكون ناجـح فيه
بعدّت اشعار عنها وهي ترفع وجهها لها بإيدينها: بتقولين الحمدلله ياربي على عوضك الجميل .. وبتدركين ان اقدار الله لنا كلها خير وخيره وبتبدين تعيشين و كل شيء بيكون تمام و بخير ، أختصري على نفسك كل هالدرّب وعطي فايز فرصة من أول ما تنزفين لـه، شوفي فايز قدام عيونك وببالك لين يتعود هالقلّب والبال عليـه..أبعدي بهـاج وشيليه من أفكارك لأن الحُب يااشعار ماهو كل شيء .. أنتي تحتاجين شخص يناسب شخصيتك و يقدر يتنازل من كبريائه عشانـك و بهاج ماهو مناسب لهالشيء
اشعار بشرود وهي تلعّب بأصابع يدينها: كيف عرفتي إنه مو مناسب لهذا الشـيء !
الزين بضحكه: تركتي كل كلامي و ركزتي على هالنقطة ؟
اشعار تنهدت وهي تدعّك راسها: مدري ياخالتي مدير عن اي شيء
الزين طبطبت على كتفها بخفه: أسترجـعي كلامي، وفكري فيه زين، وطبقي كل شيء فيه .. وبتعرفين وش بتسوين بخطواتك الجاية
وقفت الزين وهي تبعّـد عن اشعار وتتنهد بضـيق..رفعت جوالها وهي تبي تتصـل على بهاج، لكن فيه شيء يمنعها
رفعت رأسها وانصدمت وهي تشوف اللي قدامها: رائـد !
رائد بدموع شهّق بوجع وهو يرتمي بحضن الزين
الزين برعب: وش فيك ! أحد صاير فيه شيء؟ رائد تكلّم لا تروعني و تجنني!!!
دخل رابح وراه وبإيدينه عزام وهو دافن وجه عزام بحضنه ويركض بخطوات سريعه لأجل يدخل المجلس وولا يشوف عزام بكاء أبـوه
رائد بصوت رايح: راحت يا الزين راحت .. راحت وانا ما بعد تهنيت بحبها الي توها تظهره لي
الزين جمدت: هنـاي !!!
رائد بعّد عن الزين بتعب: وين امي ؟
الزين بجدية سحبته: مستحيل اخليك تدخل على امي بهالحال ! كلّمني طالعني وش صاير أشرّح لي زين!
رائد بثقّل وهو مو قادر ينطّق الكلمة: ماتت هنـاي
شهقت الزين وهي تحط يدها على فمها
بينما رائد دخـل ودموعه تسابقه ، دخل بخطوات راكضه وجسم يرتجّف .. يدور حضّن أمـه
مزون بروعه: رائد وش فيك!!!!
رائد شهق وهو ماعاد يحتمّل: يمه تكفين لميني بحضنك تكفين
مزون دمعت من منظر ولدها وهي تسحبه لحضنها ، أجهّش رائد بالبكاء وهو يرتخي بحضن أمـه
مزون مسحت على شعره بخوف: رائد ابوي كلمني طالعني وش صاير؟
رائد مابين شهقاته: يمه راحت راحت ورد العمر راحت ويتمّت ولدها ويتمّت قلبي
مزون قلبها أنقبض: منهـي وشهو!
رائد دفّت وجهه بحضن امه اكثر: هناي يا يمه هناي ماعادهي على هالدنيـا راحت وخلتني انا وولدها وراها يمه تكفين قولو لها اني راضي جرح الصد منها لكن جرح الفقد منها مابيه والله ان قلبي ماهو في حشايه ولا يحتمّل
مزون بصدمه: لا حول ولا قوة الا بالله ! ماتت!
رائد: قالت لي احبك يمه بعد خمس سنين .. قالتها وأنعشّت عمري وتحول يومي لربيع.. شفت كل الدنيا حلوه وأشرّق وجهي .. أنعشتني وخلّتني غريق مايرتجي النجاة منها وراحت
مزون دمعت عيونها وهي تسمي على ولدها الغـارّق بدموعه بحضنها وهي ماهي فاهمه ولا عارفه كيف ماتت ولا وش صار لكن كل الي يهمها هو صياح ولدها الي قطّع قلبها
بالمجلـس/
عزام بإستغراب: وين بابا يا عمي ؟ أنت قلت لي إنه هنا
رابح مسّح على شعر عزام بضيق: بيجي ياحبيب عمك شويات ويجي
عزام بتردد: حتى ماما ماهي هنا .. هم تهاوش زي دايم صـح؟
رابح بلع ريقه: لا يابوي ماتهاوشو بس امك راحت عندها مشوار وابوك داخل بيتسبح ويجي
عزام ناظر عمه: بس ماما ماكنت تطلع ولا تروح الا معي او مع بابا انت تكذّب علي صح؟
رابح تنهد بصبّر: لا يابوي مانيب اكذب عليك
عزام سكت ثواني بعدها طالع عمه بتفكير: فيه عندكم هنا محل ورد؟
رابح بإستغراب: وش تبي به!
عزام: عشان ماما لمن تتخاصم مع بابا يراضيها بالورد .. صح انها تاخذه من يده وتسوي انها مو مهتمه بس اذا راح بابا تحضن الورد وتبتسم وتحطه بفازه وكل شوي تطالعه وتشمه وتبتسم.. خلينا نشتري ورد ونعطيه بابا يعطيها إياه
رابح عض شفايفه بحزن وهو يحضّن عزام بقوه: لا اله الا الله يارب تعدي هالايام على خيـر ..
-
جمايـل/
إبتسمت بوسّع وهي تلّف على رسن الي بجنبها: رسين رسين شوفي
رسن: هاه وشو عطيني اشوف
ضيقت عيونها رسن وهي تقرا قبل تشهق بفرح: أنقبلتي بعيادة!!!!
جمايل دمعت من الفرح ورسن تضمها بقوه: يالله مو مصدقه متى قدمتي عليها هذي وش صاير؟
جمايل تنهدت بفرح وهي تمسح عيونها: تخيلي توني مقدمة أمس واليوم وافوني بالقبـول! قالو لي ان عندي مميزات كثير وموهوبة وقبلوني على طول
رسن: من وين عرفتيها؟
جمايل هزت كتوفها: أرسلو لي هم رابط على الرسائل يقولون إنهم مرسلينها للاوائل على كل دفعة من تخصص علم النفس .. يعني تقدرين تقولين كأنها مسابقة
رسن: ماشاءلله مبروك يابنت وأخيرًا ما بغينا
جمايل بحماس: بروح ابشّر امي دقايق واجيكم
رسن طلعت هي بعد من المحل وراحت تدق على تذكار تسألها هم بأي محـل
-
لنـدن/
كانو ببدايات الليـل، بـ مطعم بسيط يطّل على البحر
ليالي بشرود وهي تتأمل البحر تنفسّت بعُمق: ياحلاة هالجـو والراحة!
رباح رفع راسه وهو يبتسم: لندن بوقت الشتاء رهيبه
ليالي: وش طلبت لنا؟
رباح وهو يناظر بالمنيو: باقي ما طلبت وش بخاطرك
ليالي: عادي اي شيء بس يكون خفيف
رباح اومئ: اجل بطلب سلطات وبيتزا
ليالي عقدت حواجبها: وش فيه صوتك متغيّر؟
رباح: شكله من القهوه البارده
ليالي: احسن قلت لك وقتها لا تشرب بارد بس ما تسمع الكلام
رباح ابتسم: عادي اذا صار فيني شيء بتعالجيني صح؟
ليالي بتوتر: بسم الله لا تفاوّل علينا
رباح ضحك: الحين انا وش قلت تكفين عشان تستحين!!! والله آنك مب طبيعيه
ليالي حاولت تداري حمرّة خدودها وهي تردف بتصريف: يلا اطلب الحين لا يتأخرون علينا والله ميته جوع
رباح كتم ضحكته: ان شاءلله ابشري
طلّب ورجع يطالع بجواله وهو يتأفأف بضيق
ليالي بإستغراب: وش فيك عسى ماشر!
رباح: ما شر ان شاءلله بس العيال مقلقني وضعهم
ليالي: ليش وش فيهم
رباح: مايردون علي ابـد واذا ردو كل واحد يصرف الثاني اذا سألته عنه واصواتهم ماش
ليالي: لا تقلق وتوسوس ان شاءلله انهم طيبين ولا عليهم خلاف يمكن مايبون يشغلونك
رباح تنهّد: اتمنى انه يكون كذا صدق .. تبين ناخذ ايسكريمات بعد مانخلص؟
ليالي وسعت عيونها: ايسكريم وش وانت تعبان! لا ناخذ مشروب حار
ابتسم رباح بدون ما يعلّق
ليالي إرتجّف فكها لا إراديًا من البرد القوي خصوصًا إنهم قدام البحـر
لاحظها رباح ووقف بهدوء وهو يحط جاكيته عليها ويشدّه عليها
ليالي بتوتر: لا لا رباح مو من جدك انت في بداية زكمة بتمرّض أكثر!
رباح بتركيز وهو يحط القبعه على راسها: ماعليك مافيني الا العافيه
رجع رباح لمقعده وليالي لا شعوريًا تنفست بعُمق وهي تبتسم من ريحته الي صارت قريبة منها بشكل أكبـر
-
وهـاج/
كان نايم على الكراسي بدون ما يحّس على نفسه، غفى وهو ينتظر يمر نصف الوقت عشان يكلم احد يجي ياخذه
صحى وهو يعقد حواجبه بإنزعـاج من صوت المكالمات المتكررة
رفع جواله بدون مايشوف حتى الاسم وهو يردف: الو؟
بهاج: وينك فيه؟
وهاج فز وهو يطالع بالإسم قبل يرجعه على اذنه وهو يتحمحم: بالمستشفى
بهاج: ماخلّص موعدك ! بعدين لحظة صوتك كنت نايم؟ وهيج لايكون تارك موعدك ونايم
وهاج بلخمه: لا والله العظيم اني فيه بس رقدت على الكراسي بدون مااحس يوم طلعت من الموعد
بهاج تنهّد: خلاص بجيك انا الحين بروح اجيب سيارتي واجي
وهاج باستغراب: تجيبها من وين !
بهاج بهدوء: من المواقف اكيد وين بيكون منه مثلًا ؟
وهاج سكّت وبهاج قفل بوجهه
وهاج كشر: نفسيه!
تثاوّب وهو يمسح على وجهه ويتمغط قبل يقوم وهو يدور له اي مكان يشتري منه اكل او شيء يشربـه ..
-
بمكـان أول مرة نزوره /
نزلت المُسمية بـ ريحاب بخطوات راكضة لأجل تدخل البيت
قبل تناديها الي بالسيارة بصوت عالي: أطيـاف!
لفت عليها اطياف بسرعه: هاه وش
البنت: البالطو ياحماره لسى عليك !!
شهقت اطياف برعب: ياويلي نسيت أشيله وانا بالمكتب !
البنت: طيب فيه بالطو ثاني بالمكتب؟!
اطياف بمحاولة تذكر: مااذكر بس اعتقد إيه
البنت طلعت جوالها: خلاص لا تشيلين هم بكلم راكان يشوف الوضع ويضبطه بس انتي شيلي الي عليك وخبيه لا يشوفك احد
اطياف اومئت قبل تردف بإمتنان: احبك قد الدنيا يا احلى جوجو
ضحكت الجوهره وهي تردف: يلا بسرعه ادخلي مابقى شيء وترجع ريحاب
اطياف زمت شفايفها: قولي خالتي ريحاب مو ريحاب حاف!
تنهدت الجوهره: انتي مو قادره تنادينها امي عشان اناديها انا خالتي ادخلي بس
تنهدت اطياف بهّم وهي تدخل بركـض من جديد لأجل تسرّع قبل وصول ريحـاب
-
بهـاج/
طلّع من المستشفى بسيارة سيف الي وصّل سهاج وعطاه المفاتيح ، توجّه إلى بيت جده و الي كانت موقفه قدامه سيارته لكن توسعت عيونه وهو ما يشوف سيارته قدام البيت أبـدًا !
الوافي بكره: خير ان شاءلله وش جايبك عقب سواياك لك وجه!
بهاج تنهد بصبر: يارب صبرك ماكان ناقصني الا وجهك اذلف عن وجهي انت وقذلتك لا صار الشارع باسم ابوك تعال حاسبني
-
إنتهـى.
"إن وجدت اخطاء املائيه اعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن