Part : 52

20.6K 393 131
                                    

المستشفـى/
خالد توسعت عيونه وهو يبلع ريقه ونظره معلّق على الإسوارة الي بإيد وهاج
رباح باستغراب: بسم الله وش فيك وهاج!
وهاج بعصبيه رمى الإسوارة على خالد: هذي وش ؟
رباح تقدّم وهو يسحب الإسوارة الطايحه وينتظرها بإستغراب: إسـوارة ذهب! وش تسوي هذي معك يا خالد !
خالد بسرعه: وهاج ترا الموضوع مو مثل ما أنت مفكر..
قاطعه وهاج بعصبيه وهو يقرّب منه: وش تفسّر لي أجل إسوارة بنت خالي وش تسوي بجيبك !
رباح شهق وهو موسع عيونه: بنت خالـك !!! يابن اللذين وش تسوي اسوارة بنت خاله معك
خالد بجحده: رباح انطم مب وقتك .. هذي لقيتها كان طايحه من العود يوم اخذته من الخيمه ولا ادري هي حقت مين وحطيتها بجيبي على اساس اسالك بس ضعنا في الدوشه ونسيت اعلمكم ولا انا وش بسوي باسوارة بنت خالك ولا وش يجيبها عندي
وهاج رفع حاجب: لا يا شيخ ؟ انا أصلًا ما اذكر اني رجعت لك عودك ولا ادري وينه حتى بعد ما اخذته اخر مره .. كيف رجع لك من الأصل؟
خالد قطب جبينه: اخذته من بهاج ، وش قصدك يعني بكلامك هذا تشكك فيني؟
نياف فتح عيونه بإنزعاج: وش صاير وش في اصواتكم عاليه
رباح بعّد وهاج عن خالد وهمس بحده: خلاص اذكرو الله وادحرو الشيطان واقعدو ناكل سوء فهم وانحل لا تمرضون نياف اكثر
ابتسم رباح وهو يلّف على نياف: صحت الدنيا والله أخيرًا شفنا هالزول ما غير نايم طول وقتك
نياف تمغط بتثاوب: جابو لي اكتئاب هم وادويتهم متى اطلع
رباح: هانت يا الشيخ باقي يوم ويقررون يكتبون لك خروج ولا
نياف رفع حاجب وهو يدقق بوجيه وهاج وخالد: وش صاير بينكم انتو
وهاج قلب عيونه وهو يطلع من الغرفه بدون رد
خالد تأفأف وهو يجلس بإحباط: ما صدق يعني !
رباح ناظر بخالد ثواني: هو سالفتك أصلًا ما تتصدق، بالمنطق خالد كيف إسواره طاحت من العـود و ما طاحت الا بيدك ما طاحت وهي مع بهاج ؟
خالد بنرفزه: ربيح وش قصدك انت بعد لا ترفعون ضغطي
رباح بحده: ردات فعلك قاعدة تأكّد الموضوع ، يعني من بين كل الناس ما لقيت الا من قرايب خويك ؟
خالد تنهد وهو يفرك جبينه بإنفعال: ترا ما بيننا أي شيء ، مجرد انها لمن رجعت لي العود طلبت مني إنها تأخذه ليوم وترجعه لي و عطتني اسوارتها ضمان انها بترجع عودي .. وش صار يعني طاحت السماء؟
رباح ضحك بسخريه: لا يا شيخ ! ماخذين ومعطين مع بعض بعد
خالد وقف بعصبيه وهو يطلّع من الغرفة
نياف ناظرهم بذهول: وش قاعد يصير انتم وش فيكم؟
رباح تقدّم من نياف وهو يقومه: تعال بس تعش معي واعلمك بالعلوم كلها
نياف ابتسم وهو يدّف خد رباح: من زمان عنك قسم بالله
رباح جلّس نياف على الكنبة وهو يقرّب الأكل: صاير ريشه يا ولد وين المتعافي الي قبل
نياف كشر: عطيتوني عين من كثر ما تحسبون لقماتي انت وابو نظارات
رباح لاحظ رجفة يدين نياف وناظره بعتب: مو قاعد تاكل زين صح ؟
نياف بهدوء: ما اشتهي
رباح تنهد: نياف الله يصلحك حنا نبيك تتعافى عشان تطلع وترجع مثل قبل .. لازم تشّد على نفسك وتساعدها
نياف بتصريف: ايه طيب ابي قهوه
رباح رفع حاجب بإستنكار: قهوه الساعه ثلاث الفجر؟
نياف بضحكه: لا يا شيخ يعني الكبسه عادي
رباح: يا حبيبي الكبسه مالها أي منافس ولا مقارنه .. طيب اسمع اكل زين واجيب لك قهوه
نياف: زين علمني اول وش فيهم البزران هذول
رباح: والله البزران هذول ادوشونا .. كل يوم لهم سالفه ولهم هده ما عاد نعرف منهم لا حق ولا باطل بس الظاهر متهاوشين عشان خالد معاه اسوارة بنت خال وهاج
نياف وسع عيونه: اسوارة بنت خاله ! اعقب يا خويلد من وين جاته الاسواره
رباح هز كتوفه: مدري عنه واضح بينهم شيء بس قعد يمغمغ ماعترف بشيء وطلع ورا وهاج
نياف: يارجال قم الحقهم لا تقّب الحرب العالميه بينهم الحين
رباح وهو ياكل: خلهم يتهابدون لين يشبعون والله تعبت منكم ومن بلاويكم راح عمري كله وانا افرع وافزع
نياف كش عليه: ام العفن ليتني بعافيتي بس كان عديت وفرعت بين الرجال وصالحتهم
رباح رفع يدينه وهو يحبها وجه وقفى: الحمدلله يارب انك منت بعافيتك لانك لو انك بعافيتك كان ماعاد شفناهم اثنينهم خير شر
نياف: مشتهي تندبغ انت صح؟
رباح بضحكه: ياحبيبي هذا زمان تخوفنا بطقك الحين لو نفخت عليك طرت
نياف بقهر سحب الكبسه: هين والله لا اكل لين ارجع كل الوزن الي راح بس عشان اطقكم
رباح ضحك بذهول: اعوذ بالله يا الشر الي بهالراس
نياف جعد وجهه: حتى الي تجيبه ماهوب زين الله يديم النعمه
رباح تنهد: ليتني مخليك بسريرك راقد كان ابرك لي
نياف: اقول بس قم جب لي قهوه الله لا يهينك
رباح: خلني اكل اول بعدها بقوم
نياف بتمسكن: يعني عشاني تعبان ولا اقدر اقوم اجيب حاجتي واطلب منك عشانك خويي وامون عليك تردني كذا؟ والله الي ماعاد به رفاقه
رباح كشر وهو يقوم: خلاص خلاص قمت الله ياخذني ان كان قد قومتك مره ثانيه يا الجني
نياف ضحك بخفه: لا بسم الله عليك يابو بتيل مانقدر نستغني عنك عاد .. جب لي قهوه مكيّفه ومليانه هيل تكفى
رباح: تحسب آنك في خيمة سهاج يا الطيب؟ الي بيجيك اشربه ولا غرقتك بها
نياف كش عليه وهو طالع ، تمغّط بكسل قبل يروح ناحية الدريشه وهو يتأمل الشوارع والناس القليـل بـ المكان، رفع عيونه للسماء وهو يلاحظ تكتّل الغيوم .. فتح الدريشه على طول وابتسم وهو يغمض عيونه وهو يشم ريحة مطـر ، تنهد وهو يستند على الدريشه وكل الي يجول بباله هـي..هي وبس! لو كان شايف الغيوم المتكتلة وريحة المطر قبل شهر من هالوقت كان كشر وكره يوم وكره الطلعه برا وقفل كل الدرايش ، لكنه الحين مشتفّق على نزول المطر ومتقطّع على ريحته ابتسم بتعجّب وهو يردف بذهول من تغير حاله: ياسبحان الي يبدل ولا يتبدل صدق !
-
وهـاج/
طلع من الغرفه وهو يحّس برجفة رجوله من القهـر..تذكار ما يعدّها الا أخته، كيف قدّر خالد يسوي فيه كذا؟
طلع جواله وهو يتصل على تذكار من حرقته ماهو قادر يسكت ولا حتى يصدق الي قاله خالد
ماكانت الا ثواني قبل يسمع صوتها المستغرب: وهاج؟ صاير شيء؟
وهاج رّص على أسنانه بغضب: وش الي بينك وبين خالد؟
تذكار جمدّت لثواني قبل تبلع ريقها: نعم؟ وش تخربط انت مين خالد وش قاعد تقول
وهاج ضحك بسخريه: لا يا شيخه الحين نسيتي منهو خالد يعني ؟ انتي تدرين لو يطيح العلم بيد خالي راجح ولا هباب وش بيصير لك ؟ كيف قدرتي تسوين كذا فيني وفيهم .. اقلّها اختاري شخص ماهو من اخويا عيال عمتك واخوك ! وش وساعة الوجه ذي
تذكار بعصبيه: وهاج ما اسمح لك تكلمني كذا وترمي علي تُهمك ما بيني وبينه شيء ولا بيننا صلّة وخل العلم يوصل لجدي مهنا بعد ماهوب لابوي واخوي لاني ما سويت غلط ولا بخاف لا منك ولا منهم يا متخلف
قفلّت بوجهه وهي تحس برجفتها من التوتر .. ما لقت نفسها الا وهي لا شعوريًا تدخل على رقم خالد وتتصل عليـه
خالد الي كان يدور وهاج انتبه على صوت جواله ورفعه قبل ترتفع حواجبه بذهول وهو يقرا الاسم "سراق العود"
رّد بإستغراب: تذكار؟
تذكار بقهر: انت وش قايل لـ وهاج ! وش هالحقاره والوقاحه الي فيك؟ انت بنفسك تدري ان كل الي بيننا هالعود الله لا يردّه من عود وحتى إن سولفنا بشيء غيره ما عمري تحديت حدودي ولا احترامي معاك .. رايح تعلمه ليش ؟ وش مغـزاك يا قليل الرجولة ما تدري إن هالفعل فعل بزران و..
قاطعها خالد بعصبيه: ووجع رجال وغصبًا عنك ولا انتي الي تعلميني بالفعول الشينه من الرديه .. ما قلت له شي وينقطع هاللسان قبل افتح فمي بحرّف واحد ! هو الملقوف الي نبّش بأغراضي لين لقى إسوارتك وسوا هالسالفة
تذكار عضت شفتها: وانت يعني ما عرفت تخبي الاسواره زين ولا متعمّد !
خالد بنرفزه: ياليت تصمين حلقك وتوقفين هالعقل انه كانه يشتغل من هالافكار الخايسه الي فيه ما تفهميني وليش بكون متعمد ولا وش بستفيد ؟
تذكار بتوتر: طيب وش قلت له وش قال ايش اللي صار بالضبط؟
خالد تنهد: هذاني قاعد ادوره عشان اشوف وش نهاية الموضوع هذا ، قلت له انها طاحت من العود
تذكار بإستنكار: كيف طاحت من العود !
خالد رفع كتوفه: مثل ما طاحت الرساله
تذكار زفرت: يا هذي الرساله اللي أشغلتني فيها
خالد: قسم بالله انتي يا فيك انفصام يا انفصام ولا من يشوف الاسلوب الي بالرساله و يسمع اسلوبك الحين !
تذكار بنرفزه: تراك صجيتني  بأسلوب الرساله والرساله .. ايه انا اسلوبي خايس مع الاسف عندك مانع يعني؟
خالد قلب عيونه: انطمي لا اروح وافجرها عند وهاج والي يصير يصير يا بزر
تذكار بهياط: ياحبيبي اعلى مافي خيلك اركبه انت والبزر الثاني بتخوفوني يعني ؟ قطعا بس وعودك هذا بأحرقه وأفتك منك ومنه ماجاب الا المصايب والله ان رسن صدقت
خالد وسع عيونه: بنت وش الي تحرقينه قسم بالله لا احرقك وراه الا عودي فاهمه؟
تذكار كشرت: واذا جا وهاج وشافه وش اسوي يعني
خالد عقد حواجبه: سلامات يعني وهاج بيدخل غرفتك بعد ؟
تذكار: تعقب بس اخاف انساه بمكان ببيتنا ولا شيء ويشوفه هو ولا ابوي بيكسره فوق راسي
خالد باستنكار: وليش يكسره ابوك فوق راسك !
تذكار تنهدت: مدري عنه ما يحب العود ولا يدانيه .. عشان كذا انذليت لأجل العود عندك لو شاريه بحُر مالي ومتصفقه من ابوي كان ابرك .. نار اهلي ولا جنة الغريب
خالد ضحك بتعجّب: انتي عليك كلام وامثال مدري من وين تجيبينها حشى عجوز
تذكار تربعت: الله يسلم جديده قلبت لساني مثل لسانها
خالد بهدوء: ليش ما رديتي على رسالتي؟
تذكار عدلت جلستها بارتباك: اي رساله !
خالد رفع حاجب: لا والله؟
تذكار تنهدت: لك خلق تسأل بعد هاللي حصـل؟
خالد: اعتبريه ما صار شيء .. وش اجابتك
تذكار باستنكار: لا والله ما صار شيء ! ايه ماهو انت الي بتتوهق لو يقول وهيج شيء ولا يعرفون اهلي
خالد: انتي بوجهي والله ما يجيك شيء ولا يلحقك حرف واحد .. بس ابي اجابتك يا تذكار
تذكار رمشّت بسرعه وهي تحس بنبضات قلبها تسارعت فجأة: اجاوبك على إيش!
خالد قلب عيونه: تذكار بنقعد كذا طول المكالمه يعني؟ خلصي انتي تعرفين عن وش
تذكار بجحده: لا مدري وش تتكلم عنه أساسًا
خالد ابتسم: لا الواضح بتعب معاك وكثير انا
تذكار تحمحمت: اقول بس روح كلم هالمهبول خله يطّخ عني وبس
خالد: خلاص قلت لك انتي بوجهي ما بيلحقك شيء لا تخافين وامي وارتاحي
تذكار قفلت بوجهه من الربكه ورمّت جوالها بجنبها وهي تهوّي على وجهها الي تحسه صار احمر والجو حار رغم برودته..
رسن من وراها: من كنتي تكلمين !
تذكار فزت بسرعه وهي تمسك قلبها: ووجع يوجعك بسم الله انتي من وين طلعتي
رسن تربعت جنب تذكار بتردد: تخيلي اني وصلت لين بيتنا ، دخلت غرفتي وتروشت وبدلت والمفروض اني ارتاح وانام .. بس ما قدرت على كثر ما حاولت ما قدرت ولا بقدر وانتي زعلانه علي!
تذكار تنهدت وهي تلّف عنها: زين يعني عرفتي انك غلطانه؟
رسن وسعت عيونها: تذكار منجدك هذا كله عشانه!
تذكار ناظرت رسن: يعني انتي هذا هو الي استنتجتيه وبس؟ رسن يا غبيه يا حماره لا خالد ولا طوايفه يجون ربع معزتك عندي ولا همني هو بالموضوع هذا وبس .. انتي اختي ومب بس اختي صديقتي وروحي والي شاركتني كل لحظات حياتي وهذا الي مضايقني هنا انك بهذي المكانه عندي وبهذا الغلا وتخطين مثل هالخطأ! تبين تسيريني على مبادئك واعتقاداتك انتي .. ما تبين تفهمين إنه اذا انتي ضد الحُب والاعجاب وتشوفينه لعبه انا ما اظن نفسك! الي مضايقني انك رحتي وتصرفتي بلساني وبدون حتى علمي وانتي تعرفين وش رايي عن هالشيء !
رسن زمت شفايفها وهي تنزل راسها: ماكنت ابيك تتأذين !
تذكار: انا راضيه اتأذى بالشيء الي أحبـه، راضيه اتأذى وانا سويت الي ابيه ولا اني اتأذى لأني ماسويته
رسن تنهدت: طيب خلاص اسفه والله ماعاد اتدخل بهذا الموضوع لا من قريب ولا بعيد، ممكن ترضين لاني طفشت وانا لحالي
تذكار ناظرتها لثواني قبل تتنهد وهي تسحبها لها بحضنها: المشكله اني ماقدر عليك يا الخايسه حتى انا مره متضايقه وطفشانه لحالي وبيوم عرس اخوي الوحيد وهذا كله بسببك
رسن ابتسمت براحه وهي تشّد على تذكار: يوه ياربي احس تو الحياة رجعت لي !
تباهي بروعه: ووجع وش تسوون انتم هنا في الظلام بعدين رسين انتي كيف جيتي هنا
رسن برعب: ووجع انتي روعتينا ما تعرفين تدخلين زي الناس
تذكار دفت رسن: عشان تحسين بي قبل شوي
تباهي بتثاوب: قومو نامو ترا عندنا غدا وجدتي متوعده فينا تقومنا بدري
تذكار بتكشير: مالي خلق اوف
رسن بقهر: يعني بشوف مثايل من جديد ياليل اف
تذكار: لا ما كانك امس لازقه فيها
رسن بضحكه: فديت الغيورين انا
تذكار كشرت: اذلفي عن وجهي اقول .. وش عندك معها
رسن تمغطت: ماعندي شيء معها بس نشبت فيني الغثيثة
تباهي بضحكه: اما امها وجديده رهيبين وهم يبون يزوجونها راسل .. بزر بيتزوج بزر مب صاحين
تذكار ضحكت: اما عاد يبون يزوجونهم!
تباهي اومئت: يقولون يبون يخلون طفولتهم حقيقه
تذكار: لو يدري راسل والله ماغير ينجلط
رسن عضت شفايفها بقهر: وع امحق عرس من زينهم عاد الاثنين وياخذون بعض بعد عز الله الي بزرانهم ما ينشافون
تباهي: لا عاد ترا كلهم مملوحين والله
تذكار رفعت حاجب بابتسامه: لا والله استاذه رسن؟
رسن بلعت ريقها: خير وش تناظرين! افا وين جمايل ما شفتها من نزلنا
تباهي: سهرنا شوي مع بنت عمها وبعدها عاد طلعنا شكلهم نامو يمكن
رسن وقفت: اجل يلا برجع البيت قبل يذن ويروحون العرب المسجد
تذكار سحبتها: تستهبلين وش ترجعين الوقت متاخر مدري كيف جيتي انتي أساسًا بهالوقت يا مجنونه
تباهي وسعت عيونها: بنت جايه لحالك !
رسن: لا يا حبيبتي برجع تبين امي تدري وتفرمني
تذكار: عادي اجلسي بس بنقول وصلك تيام
رسن تخصرت: واذا قالت لتيام !
تذكار: ماعليك تيام عندي امشي بس نصلح شاهي وقهوه ونستنكّن عندي سوالف هالكثر
رسن طلعت جوالها: اصبري اجل ارسل لاشعار تجيب فستاني معها بس دقيقه ابوك وين؟ لا يدري اننا سهرانين بيذبحنا
تذكار وقفت: لا ماعليك ابوي ماهو فيه مدري وين مختفي هو وجدي
نزلو تحت المطبخ وتذكار تدور الابريق
رسن سحبت كوب تذكار من الدرج ولفت عليها تذكار بتهديد: والله لو ما ترجعين كوبي لا افرمك رجعيه تدرين انه كوبي المفضل
رسن بعناد: والله ما ارجعه اذلفي ابيه خذي لك غيره
تباهي بانزعاج: يوه لا تصجوني انتو من الحين تبدون حركاتكم البايخه خلوكم ناس كلاس شوي
تذكار رفعت حاجب: نعم ؟ وش كلاس وش تخربطين انتي قومي قومي نامي
تباهي: مب على كيفك ابي شاهي .. الله شكلها بتمطر!
رسن اومئت: ايه الطقس فيه اخبار عن المطر
تباهي ابتسمت لا شعوريًا وهي تتذكر الاسم الي ارتبط بالمطر عندها .. سرّحت لا إراديًا وهي تبحر بفكرها
رسن باستغراب: وين رحتي انتي هيه الو
تذكار: هذي مو صاحيه من اليوم وهي بس تسرّح
تباهي: وش تبون
رسن: اقولك ارسلي لجمايل شوفي اذا قايمه تنزل
تباهي بنفي: لا ما اظنها قايمه ، يوم طلعت وهم يستعدون ينامون
تذكار بسرعه: هيه اسمع صوت باب غرفة جدتي!
رسن بقمطه: يمه وش بيطلّعها الحين!!! والله بتفرمني لو تشوفني عندكم هنا بهذا الوقت
تباهي بصوت خفيف: اصص بقفل اللمبات بسرعه وننخش ورا الباب
راحو بسرعه ورا الباب وتباهي شوي وتتشهد وهي تقفل اللمبات ورجعت عندهم
مرت خمس دقايق ولا عاد فيه صوت
تذكار طلّت براسها من عند الباب وصرخت برعب هي ومزون الي كانت بتدخل المطبخ
تباهي انحاشت على طول من ورا مزون لفوق ورسن ابتسمت بوهقه وهي تناظر مزون
مزون حطت يدها على قلبها وهي تتنفس بسرعه من الروعه: حسبي الله على ابليسكم حسبي الله كانكم بتجيبون اجلي وبتموتوني ناقصة عمر يا مال السلال والوهم لا يرقدون مع المسلمين ولا يخلون العرب يرقدون وش تسوون هنا
وسعت عيونها لمن انتبهت لرسن: ووجع انتي وش تسوين هنا!
رسن طقت تذكار بهمس: كله منك يا الملقوفه تطلعين راسك ليش بفهم
مزون بعصبيه: انا اتكلم هنا
تذكار: جديده يا حبيبتي يا روحي والله بس جعنا قلنا ننزل ناكل ونقعد لين يذن ونصلي وش نترك الصلاة يعني؟ وهذي المقروده جايبها اخوها  تعرفينها ناشبه عندنا دايم الا انتي وش عندك جديده سهرانه
رسن بضحكه: شكلك خايفه على ابو العيال تحاتينه ما قدرتي ترقدين من الشوق
مزون كشت عليهم وهي تمشي: زق قايمين وزق راقدين مير
تذكار وسعت عيونها وهي تناظر برسن: اختك ياخوي!
رسن قبصتها: انطمي انطمي خلها تاخذ الماء وتروح لا ننصفق
تذكار بهمس: الي بينصفق والله تباهيوه شفتي كيف انحاشت الخوافه
مزون ناظرتهم بنقد قبل اطلع من المطبخ ورسن وتذكار انهارو ضحك من نظرتها
جنـاح الزين/
جمايل بهمس وهي تراقب أمها الي كانت كل شوي تدخل عليهم: خلاص نامت هاه قولي وش عندك
المى تنهدت: امك كانت بتجيب لي جلطة الا شوي
جمايل: اي ما تنلام خايفه علي منك
المى وسعت عيونها: نعـم! وليش ان شاءلله وش شايفيني حبيبتي انتي تخوفين بلد بكبرك
جمايل: خلصيني بس وش صاير
المى تنهدت: ياربي مدري كيف ببدأ .. طيب اسمعي انا عرفت شيئين ، شيء عرفته قبل فتره طويله و شيء توه الحين
جمايل رفعت حاجب: طيب وش تكلمي يا دين الله انا بقعد اسحب الكلام منك يعني ولا ايش
المى بعصبيه: طيب ممكن تنطمين لين اخلص كلامي كله بعدين تبدين؟
جمايل ضيقت عيونها بشك: انتي لا يكون تلعبين علي وبعدين تورطيني وتنحاشين عن ابو قذله!
المى قلبت عيونها: تراي متزوجه لو انتي ناسيه
جمايل رفعت كتوفها: مدري ما اثق فيك من بعد ما تزوجتي الوافي ولا من يطّل بوجهه هذا، وكيف أساسًا تطلقتو وانتهى موضوعكم كذا فجأة وصرتي قالبه عليه هو وابوه ! الموضوع فيه إنّ
المى سكتت ثواني قبل ترفع راسها: اول شيء كانت ملكه بس ، ثاني شيء عادي يا كثرهم الي يحبون وينعمون من الحب وبعدها يكتشفون قد وش هم اغبياء .. غريب هالشيء؟
جمايل رفعت كتوفها: مدري ما قد حبيت عشان احكّم..بس ايه غريب اذا كان من وحده مثلك
المى: مو ضروري لمن يكون الواحد ذكي بيكون ذكي وقوي بكل مواضيع حياته وخياراته، أحيانًا المشاعر والعاطفه هي الي تسيرّنا مو العقل
جمايل ناظرتها لثواني قبل تردف: وش اللي صار ؟
المى بلعت غصتها: كنت معانده ابوي الي رافض إني أتزوج الوافي، لين ما عرفت بعد شهرين بالضبط من الملكه ليش ابوي كان رافض..صار انسان ثاني تمامًا ماهو اللي أنا اعرفه وبس يمشي ورا كلام ابوه الحقير..اكتشفت بعد فتره انه خايّني ومتزوج بالسر وتدرين وش سويت انا الحماره؟ صدقته وسامحته ورجعت اكمل حياتي معاه لكنه رجع احقر من قبل لين وصّل الموضوع الى ضرر جسدي ومّد إيده علي وقتها ابوي حلف يمين اني ما ارجع له وانا ماكنت برجع له أساسًا وبعدها عيشني برعب من تهديداته وتهديدات ابوه لابوي .. حتى ورقة الطلاق طلّعها من عيوني وهو يلعب بأعصابي و يقول مره انه طلقني ومره لا ولمن تزوجت سهاج ما افتكيت من شره ظّل يراقبني عند البيت واول ما طلع ابوي قبل اشوف حتى سهاج دخلو ابوه وعبدالله وقعدو يهددون ويصارخون .. انا وقتها بالضبط عرفت ليش ابوي كان مُصر اني اتزوج قبل يتركني
جمايل شهقت وهي تحط يدها على فمها: ما اصدق! هذا كله صار فيك
تنهدت المى بمراره وهي تستند على السرير: عادي نسيت
جمايل دمعت عيونها وهي تزم شفايفها ، ناظرتها المى بضحكه بذهول: ليش تبكين الحين!
جمايل حضنت المى على طول وهي تردف: ما تستاهلين اللي صار .. كنت ظالمتك وانتي كنتي مظلومه!
المى تنهدت وهي تدفن وجهها بكتف جمايل: ما تدرين وش قد انا مشتاقه لهالحضن
بكت المى لا شعوريًا وهي تحّس بإنها تخلصت من شعور الغربه أخيرًا، بإن أحد من أهلها هِنا ويحضنها .. بكت شعورها المُر بغياب اهلها وشعورها المُر الي عاشته، بكت فرحة إن جمايل الحين هنا وهي بحضنها
المى طقّت كتف جمايل وهي تبعد عنها وتمسح دموعها: عاجبك كذا يا الصياحه! صحتي وصيحتيني معك
رّن جوال المى وخذته وهي ترد: هلا سهاج
سهاج بخوف فز: ليش تبكين! فيك شيء؟
المى رفعت حواجبها بذهول: كيف دريت اني ابكي!!
سهاج: ابنك ياصالح يعني انتي تبكين صدق، وينك فيه علميني الحين بجيك ومن الي مبكيك جعل ربي ياخذ عمره ولا يصبح مع المسلمين
المى ضحكت من قلب على دعاويه: بسم الله على جمايل .. مافينا شيء بس نتذكر الماضي ونصيح يا شايب
سهاج تنهد براحه: الله يقلع ام الدلع الحين تصيحون عشان تذكرتو الماضي وانا الي انخرش! انا لو داري ماخليتك عندها
المى ابتسمت وهي تناظر جمايل: احلى شيء سويته هذي الفتره اني بقيت عندها أساسًا
سهاج ابتسم: لا واضح بنت ابوها مودها رايق
المى: تقدر تقول.. الا انت وش تبي؟
سهاج: مابغيت شيء بس كنت بتطمن عليك
المى: الحمدلله ما علي خلاف *بتردد* انت شلونك؟
سهاج ابتسم بوسع: ذلحين طيب والله
المى كشرت: لا تستظرف دمك .. وش صار على الموضوع؟
سهاج تنهد: لا جديد قاعدين نتنظر متى بيحققون معاه
المى: طيب طمني لا تنسى
سهاج: ان شاءلله..يلا اجل لا تنامين ما باقي على الفجر شي صلي بعدها كيفك
المى ابتسمت: ان شاءلله يا الشايب
قفلت منه ولفت على جمايل الي تبتسم وهي مطيره عيونها
المى رفعت حاجب: خير وش
جمايل ضحكت بصخب: وش اجل ! اشوفك طايحه بالعسل ياختي فمك بغى يطيح من الابتسامه
المى وسعت عيونها: خير يا كذابه
جمايل: والله يبدو لي انك لقيتي شيء احلى من ابو قذله
المى بتهديد رفعت اصبعها: جمايل لو ما تسكتين والله ما اعلمك بولا شيء
جمايل دفت اصبعها: اقول نزلي اصبعك بس بنت ابوها قامت تهدد بعد .. خلصي علميني حنا قلنا كل شيء باقي ناخذ اخبار الميتين وولا عرفنا موضوعنا الاساسي
المى عدلت جلستها بجديه: اسمعي ركزي معي لان الموضوع يبي له تركيز تستغبين فوق راسي وتسالين اساله غبيه كف على عينك فاهمه؟
جمايل قلبت عيونها: يمه خفت خلصي بس
المى خذت نفس: الشيء الاول الي اكتشفته، صوتيه بمكتب أبوي .. كانت مكالمة بينه وبين عمي خلف وشكلها كانت اخر مكالمة بينهم، كان ابوي يحذر عمي خلف وكانت نبرته خايفه وكان يصارخ..كان يحذره ويقول تراهم ناوينكم انتبه للطريق انتبه لكل شي حولك خلك فطين يا خلف حتى امي تدري بعدها انقطعت الصوتيه وبس هذا الي كان مسموع .. كانت بفلاش ومحطوط بملف غريب وسط الاوراق
جمايل وسعت عيونها: يحذره من مين ووش يقصد بكلامه!
المى رفعت كتوفها: ما ادري .. الاجابه انا متاكده انها عند بهاج لكن انا خايفه من هالناحية، لأن الواضح انه ما احد يعرف بالموضوع الا ابوي وبهاج وجدتي .. وانتي شفتي وش كان مصير جدتي؟ ماتت فجأة بعدهم بفترة بسيطة! وابوي تدهورت حالته تمامًا والحين انحاش فجأة واختفى .. وبهاج الله العالم وش مخططين له عليه
جمايل قضمت اصابعها بتوتر: بسم الله عليه لا تفاولين على اخوي !
المى بجديه: انا ماني افاول عليه انا ماقول الا الصدق ، ترا حتى انا لو يدري احد إني عرفت بموضوع هالصوتية بيحولون علي وهم خلقه الحين حولو علي عشان اختفاء ابوي
جمايل تنهدت: طيب وش الشيء الثاني؟
المى: الشيء الثاني الملف الغريب الي لقيت فيه الفلاش، كان ملف يحمل اسم ابوي وامي واسم ابوك وامك !
جمايل رفعت حاجب: ليش يحمل اساميهـم!
المى رفعت كتوفها: مدري يا حماره انا عشان كذا جيتك لأن مثل ما قلت عندي نص جزء والنص الثاني عند امك وبهاج
جمايل زفرت: يالله ما توقعت الموضوع كبير كذا ولا توقعت حتى انه موجود مدري ما كنت احس بهذا كله
المى: طبيعي انك ما تحسين بهذا كله ولا تدرين عن شيء وبهاج يعاملكم هذيك المعامله والدلع .. انتي ووهاج مدلعين بزياده وانا حاسه ان وهاج بعد يعرف شيء لانه كان مع عمي وجدي بالحادث بس كلهم ساكتين عنه ولا معطينه اهميه لانه بنظرهم ضعيف!
جمايل بحده: ماهو ضعيـف !
المى: ادري .. لكن هو بنظرهم كذا لأنه ساكت الى الآن، المهم جهزي نفسك بنروح للعنوان الي بالملف
جمايل وسعت عيونها: نعم!!! حبيبتي انتي تسمعين وش تقولين ولا اذنك ما يوصلها ترددات صوتك؟
المى بعصبيه: جمايلوه اشوف بدينا بحركات الخوف يا خوافه وربي اني داريه انك بزر
جمايل بتوتر: ماني خايفه بس خايفه كيف بنروح لمكان ما ندري هو ايش ولحالنا وبدون علم احد لا لا مستحيل
المى قلبت عيونها: لا حبيبتي ماهو مستحيل وبيصير انطمي بس نشوف لنا يوم ونروح
-
رائـد/
كان جالس وهو يهز رجوله بتوتر، ينتظر وصول بـادي اللي قالّه إنه على وصول.. نبهه أكثر من مرة ما يفتّح لـ مناهل ولا يقرب منها أبدًا و يخليها على نفس مكانها لأنه مبلّغ عليها
كان يسمّع صراخها..طقاتها المُتتالية على الباب لكن خوفه على عزام مخليه يثبّت بمكانه غصب .. هو فقد أمه ولا يبي يفقده هو بعد
قاطع تفكيره إتصال بادي ورد عليه على طول
بادي بقلق: فتحت لها؟
رائد بعصبيه: لا لكن بعد شوي بفقد أعصابي وأفتّح!
بادي بتحذير: اياني واياك تعتّب خطوة وحدة رائد .. تبغى تطشّك أنت وعزام باللي معها، رائد في ذمتك ما تخطي خطوة .. تراك أمانة أبوك لي وأنت في وجهي منها!
رائد تنهد وأعصابه تلفانة: وش اللي صاير طيب؟ انا بنجن وش قاعد يصير!
بادي: انا بلغت عليها قبل دقايق .. عطيتهم عنوان بيتك، ما ادري بيوصلون قبلي ولا انا بوصل قبلهم لكن وش ما يصير لا تتحرك خطوة لين أقولك
قفل بادي بوجهه ورائد رمى جواله بجنبه وهو يوقف .. صار يمشي رايح جاي بخـوف وشيء يحترق بداخله
ناظر الدرج ووسع عيونه: عزام وش قومك!
عزام باستغراب وخوف: بابا وش هذا الصراخ
رائد راح له بسرعه وهو يشيله ويرقى من جديد: عزام حبيبي ليش نزلت؟ ما عليك مو صاير شيء مافيه شيء
عزام بخوف: الا فيه شيء انا اسمع صوت عالي
رائد وصل لغرفة عزام وهو يفتحها: الحين بنشغل قران وننام طيب؟
عزام بزعل: ليش قمت من عندي ونزلت وتركتني لحالي!
رائد تنهد وهو يحس بأعصابه توصل لأخرها: خلاص عزام خلاص .. أجلّس هنا وبشغل لك قران ، عندي شغل تحت شوي واجيك طيب؟
عزام بكى بصراخ: ما تحبني يعني بتنزل وتتركني وانا ابيك ماما تحبني اكثر منك ماكانت تتركني للحظة و
رائد قاطعه وهو يحط يدينه على وجهه بدموع: ادري ادري اني ما صرت ولا بصير مثلها .. ادري اني مستحيل اسّد مكانها ولا بقدر اخليك ما تحس بفقدها، وش اسوي عزام علمني وش اسوي؟ مامر اسبوع وانا تعبت حتى العشب والورد الي يزيّن البيت ذبل لأني نسيت أسقيه، البيت دايم مظلّم لأني أنسى اشغل اللمبات الخارجية، البيت دايم مكركّب لأني ما أنتبه بطريقة هناي، أشيلك للمستشفى على طول من اول كحه لأني ما أعرف أهتم مثل طريقة امك، مقصر مهما سويت لأني ما أوصل لكمّال أمك..كيف بتحمل باقي هالحياة بدونها علمني عزام؟
عزام ام شفايفه ببراءة وهو يقرب من ابوه ويمسح دموعه: اسف بابا والله اسف ماعاد اقولك كذا بس لا تصيح
رائد شد على ولده بحضنه وهو يدفن وجهه بكتف ولده، أجهّش بالبكاء أكثر من أول وهو عاجز يوقف شهقاته تمامًا
وقّف صوت طق الباب، ووقف صوت صراخ مناهل، ما ينسمّع الا شهقات رائد ورنين جواله
بعد رائد عن عزام وهو يمسح وجهه المحمّر: أنسدح عزام بجيب جوالي واجيك
اومئ عزام وهو يروح لسريره ورائد نزل وهو ياخذ جواله الي كان بادي: الو
بادي بهدوء: افتح لي الباب
قفل منه رائد وهو يتجه للباب ، دخل بادي وهو يراقب وجه رائد الأحمر وعيونه المنتفخه واثار الدموع
ما علّق على وجهه وجلس: تعال
رائد ناظر الباب بقلق: وينها؟ وين اختفت هالأصوات؟
بادي بهدوء: انا علمتك، بلغت عليها
رائد بعدم إستيعاب: انا مو فاهم شيء..مبلّغ عليها ليش وش صاير وهي وش جايبها هنا ليش تصارخ! وايش قصة ساحرة هذي!
بادي: تعتقد أمك كانت رافضة كذا ؟
رائد عقد حواجبه: وش !
بادي تنهد: مناهل تدري كيف تزوجت عمك و تدري مين كان زوجته قبلها؟
رائد بنرفزه: وانا وش علي من قصة حياتهم ! وش يخصني انا وهناي فيها
بادي بجديه: لأنها سبب وفاتها! اسكت وأسمع وش بقول للأخير.. هيا كانت زوجة عقاب .. زوجة شيخ القبيلة والديرة بهذاك الوقت ومناهل واهلها كانو من الديار الي حوالينا وانطردو من ديرتهم بسبب شرهم ومعروفين بشرهم وسحرهم والعياذ بالله، نقلو لديرتنا وبدّت مناهل تلف على عقاب وسوت له سحر وهو هيا وتزوجتها بعد ما طلقها عقاب وقعدنا شهور نعالج فيها بالرقيه والقرايه لين تشافت وبعد فتره حملت وجابت سعود .. سعود الرضي والسمّح، ومناهل جابت ولدها محسن الاقشر غادي على ربعه وامك جابت راجح الشقردي  وبدا الحكي والحسد من مناهل واهلها لانهم حاطين حطايطهم على هيا ومزون ومرت السنين سعود وراجح يكبرون وسمعتهم الطيبه تكبر معهم ومحسن سمعته الشينه تكبر معه..كانو دايم اهل الديره يقارنون بينهم ويقولون لو عقاب ما طلق هيا كان سعود هو ولده وقدر يشيل عنه مسؤولية الشيخه ولو ان محسن صار شقردي مثل ولد عمه كان خير، ولمن وصلو لسن الزواج بهذاك الوقت راجح تزوج وسعود تزوج فضه ام نياف ومن هنا بدا الموضوع .. محسن كان يحب فضه بنت اكبر تاجر بالديره لكن ابوها رفضه لانه ماهو كفو وشري ووافق على سعود ووقتها صارت مشكله كبيره بين ابوك وعمك لان ابوك ومزون كانو واقفين معنا ومع سعود
سكت شوي قبل يعّض شفته بقهر وهو يتنهد: والي صار إن مناهل سحرت سعود ووقتها انحشنا حنا واهلك من الديره وحنا خايفين يصيب اخوك الي صاب ولدي افتكينا منهم ومن طاريهم لسنين لكن رجع طاريهم كله عقب ما توفى عمك وقرر ابوك يزوجك هناي .. مناهل استانست لانها كانت تحسب بتخليك خاتم في اصبعها هي وبنتها لكنك ما عطيتهم الي يبونه وقررت تسحرك.. و تدري من الي كشفها؟ بنتها هنـاي..كشفت الخدامه الي جابتها مناهل لها بأخر فترة بحجة انها زعلانه ان بيتكم كبير ومافيه الا هناي تتعب فيه لكنها مرسلتها عشان اجيب اي شي يخصك لأجل تسحرك .. حطت هناي اغراضها بدال اغراضك والسحر طاح فيها هي وشوفة عينك الله يرحمها برحمته ويغفرلها ، هناي علّمت أبوك يا رائد قبل تموت وطلبت منه ياخذ حقك وحق ولدها الي تيتم بسبب امها لأجل كذا كنا حابسينها انا وابوك ونراقبها لمن طلعناها الحين لاننا دارين انها بتجيك هنا وبيدها سحرها، بلغت عليها على طول وهذاهي انمسكت بالجرم المشهود والسحر بيدها
رائد بلع ريقه وهو موسّع عيونه بذهول، تأتأ قبل ينطق: هناي ماتت من سحر امها الي مفروض يصيبني؟!
بادي بهدوء اومئ وهو يرتقّب ردة فعل رائد
رائد فتح فمه بصدمه وهو مازال مصعوق من اللي سمعه ، هز راسه بقوه: مستحيـل! مستحيل هذا يصير مستحيل هي هي امها حتى لو كانت ساحره هي امها كيف تسوي كذا فيها؟ كيف يعني هناي تموت كذا؟
بادي بحده: الساحر قلبه ميـت ياولدي حتى على ضناه
رائد مسك راسه وهو ينزل راسه للأرض ، غمض عيونه بقوه وهو مازال يحاول يستوعب هالموضوع
بادي بقلق: رائد فيك شيء؟
رائد رفع راسه لبادي بهمس: هي ماتت عشاني انا؟ كانت تدري واختارت تموت بدالي .. كانت تدري بموتها عشان كذا كانت مُصرة بذاك اليوم نتصالح، عشان كذا حضنت عزام وقالت لي احبك !
بادي تنهد وهو يمسّح على راس رائد: الله يمسح على قلبك يا ولدي
رائد شهق بوجع: ياليتها اختارتني عليها .. عزام يقدر بدوني وهي تقدر بدوني بس حنا ما نقدر بدونها ما نقدر والله العظيم ما نقدر
وقف بغضب وهو يحّس الدنيا أظلمت بوجهه: قسم بالله ما اخليها
بادي وسع عيونه وهو يمسّك رائد بقوه: ولد وش فيك انت ! قلت لك انمسكت وبتاخذ جزاها اجلس وتعوذ من الشيطان ، تيتّم ولدك من امه تبيه يتيتّم منك بعد؟
رائد صرخ بجنون: هي سرقت عمر هناي وعمري وعمر عزام .. خلتها تموت بأبشع الطرق وهي كانت حتى شوك الورد يجرحها .. كيف تبيني أخليها كيف؟
بادي تنهد: لا حول ولا قوة الا بالله أجلس يا رائد أجلس خلنا نتفاهم ونتحاكى والله ان ما يروح ملح من هالسالفة الا عزام ، انت ابو لازم تفكر بولدك قبل ما تفكر بنفسك .. لازم تفكر بـ عزام وش بيصير فيه لا سويت الي تبيه قبل ما تفكر في رغبتك الي تبي تسويها وتريّحك !
رائد تنهد بتعّب وهو يغمض عيونه: تعبت والله العظيم تعبت خلاص
حضنه بادي وهو يمسّح على شعره: ما نهاية التعب الا الراحه يابوي اصبر واحتسب الآجر
-
راجـح/
وقف ورا بيت خلف وهو يتاكد انه مافيه اي كاميرات ، طلّع جواله وهو يضغط بأصابعه على الجوال لين إنسمّع صوت يكرهه لأبعد حد
كشر من سمع صوته وهو يردف: والله الصوت الي يسد النفس صدق لا هو مرحبا ولا مسهلا..الحين تجيني ورا بيت خلف ولا طبيت بنص بيتك وعيون زوجتك وعيالك تشـوف !
قفل بدون ما يسمع حتى الرد وهو يهز رجوله ينتظر وصوله
رفع حاجبه وهو يشوفه: لا كان تأخرت بعد زياده وشوله مستعجل ؟
عبدالله قلب عيونه: خير اللهم اجعله خير وش جايبك هنا
راجح إنقّض عليه بعصبيه وهو يشّد ياقته: ليه الي يشوف وجيهكم ولا قربكم يشوف الخيـر ؟
عبدالله بخنقه حاول يدّف راجح: بعد يدينك جعلها الكسر
راجح بحده وهو يشّد قبضته على فك عبدالله: انا الي بكسر يدينك يا الكلب .. الظاهر الي سويته بكم قبل سنين ما كفاكم .. تبون أزوّد؟ والله الي تبشرون به وانا عندي سوابق ما تخفى عليك .. تحب تشوف التطبيق بعينك ؟
دّف عبدالله عنه الي طاح على رجوله على طول ، وسحب المسدس الي كان معاه من وقت العرس وهو يطلعه من جيبه
قرّب منه بهدوء وهو يقرّب المسدس: تحب تشـوفه؟
عبدالله وسع عيونه برعب وهو يبلع ريقه بصوت راجف: والله ان تندم على الي انت تسويه الحين
راجح ضحك بصخب: ليه بتروح تشتكي ؟ وين دليلك ؟ لو ذبحتك الحين هنا بهذي البراحه مين بيدري عنك ولا بيسأل فيك ولا يكتشف ان انا الي مسويها؟
عبدالله تنفس بسرعه من الخوف: وش تبي انت يا مريض يا متخلف
راجح بحده: والله ما مريض ومتخلف غيرك انت والكلب الي وراك وانتم حاطين دوبكم دوب هالولـد ! ما تعلمني وش لعنتك انت وياه وش تبون منه
عبدالله: ولد وش انت وش تهذري علي به
راجح بتهديد: معاكم الى خمس الفجر وبهاج يكون قدام عيني ، ولا والله العظيم والي رفع سبع أن أخليكم تتمنون الموت ولا تطولونه.. وانت خابر وش قد سويت فيكم مبطي ووش بقدر اسوي الحين
عبدالله بلع ريقه وهو يحاول يوقف: والله ان تندم
راجح ضحك بصخب: انت وقف الحين اول بعدها نتفاهم على كيف بتخليني اندم
عبدالله تقدّم بيمشي ، وراجح رفع حاجب وهو يسحبه: على وين يا الطيب ؟ قدامي قدامي ادخل البيت .. بتقعد عندي لين يكلمني ابوي ويقولي ابشرك بهاج طلّع
عبدالله حاول يدّف راجح عنه: كيف بكلم وجوالي مب معي ! خلني اروح وبيصير الي تبي
راجح: تكلم بجوالي .. ترا الكلاب الي زي نوعيتك مارين علي واجد وقاضي منهم وانا في الشغل .. وعلى فكره تراي اقدر اطلع ولد اختي الحين وباتصال واحد لكن والله ما يطلع الا بكرامته وانتم الي مطلعينه مثل ما دخلتوه .. قدامي اشوف
دّف عبدالله قدامه بقوه وهو يسكر باب البيت الخلفي وراه
-
سهـاج/
غفى على الكرسي بدون ما يحّس على نفسه ، أنتبه له مهنا الي بجنبه وسحب راسه وهو يحطه على كتفه
فز سهاج: معليش يا عمي شكلي غفيت بدون ما احس
مهنا مسك راس سهاج وهو يرجعه على كتفه: نام يابوي نام اكيد تعبت من بعد العشا وانت هنا على حيلك
سهاج غمض عيونه وغفى و مهنا كانت عينه على الجـوال وهو يترقّب أي إتصال من راجح .. مرت ربع ساعه وصوت الاذان أنتشّر بـ كل الأماكن
مهنا تمتم: يامرحبا بذكر الله
لف على سهاج وهو يهزه بخفيف: سهاج سهيج قم يابوي قم اذن الفجر قم نصلي
فتح سهاج عيونه الحمرا وهو يفركهم قبل يتمغط بتعب: ما صار شيء؟
مهنا وقف: الله كريم .. الله يبشرنا باللي يسرنا
سهاج تنهد: امين يارب
طلعو يصلون وهم الى الآن ما وصلّهم أي خبر من راجح
بعد صلاة الفجر بربع ساعه، دّق جوال مهنا وطلعه وهو يمده لسهاج: منهو؟
سهاج ابتسم بحماس: راجـح !
مهنا فز: يالله يارب انه خير يالله يارب .. هلا ياراجح وش صار؟ .. في ذمتك؟ .. الحمدلله ياربي الحمدلله
قفل منه وهو يلّف على سهاج الي يترقّب الخبر، ابتسم بوسع: هددهم راجح وبيجون الحين يقفلون الموضوع
سهاج تنهد براحه وابتسامته تتسّع: يالله لك الحمد ياربي .. وشلون قدر عليهم؟
مهنا ابتسم بغموض: مثل ما قدر عليهم قبل سنين وبنين
سهاج عقد حواجبه بعدم فهم لكن ما علّـق ولا حب يتدخل،
وصلو عبدالله وراجح بعد فتره ودخلو على المحقق وهم يعرضون لقطات الكاميرات الي تبيّن إن فيه شخص حّط هالممنوعات بسيارة بهاج، ماكان واضح هو مين بسبب لبسه الاسود الكامل وظلام الليل .. وأكّد عبدالله إنه ماهو بهاج وإنه فعلًا سمّع أصوات بذيك الليله عند سيارة بهاج ومن طلع انحاش هالشخـص، عبدالله كان يعرفه وراجح يعرف إنه يعرفه لكنه كل همّه بالأول إن بهاج يطلع و بـس !
مهنا حس بالدم يحتقّن وهو يشوف عبدالله طالع من عندهم .. يحّس بكُره عظيم لهم ولا ماسكه عنه بهذي اللحظه الا إنه ما يبي يدخل بهاج بمشاكل أكـثر
راجح ابتسم براحه وهو يدلّك جفونه بتعب: و أخيرًا .. تعبت منه ساعه وانا اهدد فيه وساعه وحنا نطلع اللقطات !
مهنا بلهفه: وينه ولدي وينه متى بيجي ؟
راجح ناظر بساعته: يمكن شويات ربع ساعه كذا ويجي امشو نستريح لين يجي
مهنا نفى بإصرار: لا والله ما اخطي خطوه بقعد هنا لين يلّفي علي
سهاج: ولا انا
راجح تنهد: اجل معكم وش يقعدني لحالي
مرت عشر دقايق ، ناظر راجح ابوه بقلق: يبه بتوجعك رجولك اجلس استريح !
مهنا بترقّب: اسكت عني ماني متحرك خلني اشوف ولدي
راجح تنهد: على راحتك
أقبّل عليهم بهاج ، ووجهه كان جامد ولا فيه أي تعابير
مهنا عض شفته وهو يعرف هالوجه زين وش يعني ، تقدّم منه وهو يحضنه بقـوه و كأنه يبي يدخّل بهاج بين ضلوعه: اوجعوك جعل ربي ما يسلمهم من وجع ويبليهم بأمراض الدنيا كلها لين يتمنون الموت ولا يذوقونه
تنهد بهاج وهو يدفن وجهه بـ كتف جده، تنهد تنهيده طوييييله..تنهيدة تعّب وهّم، تنهيدة اللي ما يدري شلون يعبر عن شعوره ولا كيف
ما حّس الا بجسمه يهتّز فجأة، ودموعه بدت تبلل كتف جده بدون ما يحس على نفسه .. مهنا الي حس ببكاء بهاج زم شفته بقهر وهو ما قدر يمسك دموعه
مهنا بحرقه: والله ما عاد اخليهم يمسون شعره من راسك .. والله لا اوجعهم على قد ما اوجعوك والايام بيننا
بهاج شهّق بوجع وهو ماعاد يقدر يمسك نفسه أبدًا .. سهاج صّد عنهم وهو يبلع ريقه بحزن
راجح قرب منهم وهو يحّب راس بهاج ويمسح عليه: هانت يابوي هانت احتزم بخالك والله ما اخليهم .. انا احسّب إنهم تركوكم من جيتو عندنا بس الظاهر انه به كلام طويل يا بهاج بيدور بيننا
بهاج بعد عن جده وهو يتنهد بعد البكاء ويمسح وجهه، تكلم برجفه: كنت احسب اني لا سكت وتحملت بيسكتون ولا يبعدون ولا يأذونا بعد .. بس الظاهر اني غلطـان
مهنا بحزم: هالموضوع بينتهي بهاليوم يا بهـاج .. من هاللحظة تشيلهم من بالك و تنساهم، حربهم الحين مع مهنا ماهي مع بهاج
بهاج ابتسم بسخريه: هم يبون بهاج ما يبون مهنا .. ماراح يتركوني ولا راح يطلعون من بـالي وانا داري وانتم تدرون
راجح ببرود: لا ما تدري ولا حنا ندري .. الي سويته فيهم قبل سنين ووقفني بعدها ابوي وجبناكم عندنا .. تذكر وش اللي صار وكيف وقفو عنكم سنين ؟ الظاهر انهم نسو لكن انا بجدد ذاكرتهم
بهاج تعلّق نظره على سهاج الي كان يبتسم بهدوء بوجهه ، تقدّم منه سهاج وهو يحب راسه: الحمدلله وقرّت عيوني والله
راجح ناظر ساعته وهو يحاول يغير الموضوع: يلا بس خلونا نطلع .. لا تنسون بعد صباحية ولدي وغداه اليوم لزوم نلّحق
مهنا: يلا بعد ابي امر على رائد
سهاج قاطعهم: بهاج خلوه معي .. عندنا مشوار خاص
بهاج قطّب جبينه وهو يناظره: وش مشـواره؟
غمز سهاج لـ راجح بخفه واومئ راجح: يلا اجل انا وابوي طالعين
طلعو وسهاج سحب بهاج معه: نياف بيكتبون له خروج اليوم توه مراسلني رباح  وكلهم متجمعين هناك بنروح لهم
بهاج تنهد بتعب: والله مافيني حيل يا سهاج
سهاج بإصرار: لا شفتهم بتنسى تعبك صدقني
بهاج ماكان له حيله حتى يناقش ومشى معه بهدوء
-
نيـاف/
فز بحماس: قل والله ؟
الدكتور ضحك: لهالدرجه تبي فراقنا افا
نياف تنهد براحه: اي والله ابيه عسى ربي ما يحوجني لكم مرتن ثانيه
رباح طّق كتف نياف بشويش: مب كذا ياولد
الدكتور ابتسم: خلّه يعبر عن فرحته ، لكن مثل ما قلت تراجعنا أسبوعيًا لين نتأكد من إستقرار حالتك تمامًا
نياف بتسليك: ايه ان شاءلله ان شفتوني سلمو علي
طلع الدكتور وخالد وقف يلّم اغراضه هو ونياف بهدوء
نياف ناظرهم لثواني قبل يردف: ابي اكشت
ناظروه ثواني ولفو يكلمون الي يسوونه بلا اهتمام
نياف عقد حواجبه: خير يا حمير اتكلم انا !
رباح ناظره بنقد: انت سامع وش تقول؟ تكشت هذي الحزه !
نياف بعناد: شوفو بتودوني ولا مسكت الخط لحالي وانتم كيفكم
دخلو سهاج وبهاج وسهاج ناظرهم باستغراب: وش فيكم صوتكم واصل لبرا
وهاج: الاخ يبي يكشّت !
سهاج ضحك بتعجب: منجدك؟
نياف بترجي: سهاج تكفى والله ما انتخي الا بك انفداك خلنا نكشت والله العظيم انه جايني اكتئاب منهم ومن كل شيء
سهاج فكر لثواني قبل يبتسم بإتساع: ابد تم اي شيء يبيه ابو بادي يصير نكشت نكشت
بهاج وسع عيونه: منجدك سهاج لا يا حبايبي روحو لحالكم ماني متحرك انا مكسر جسمي برجع للبيت
سهاج سحبه بسرعه: انت اول واحد قدامي يا حبيبي
خالد تحمّس من حماس نياف وسهاج: تم وانا معكم
وهاج قلب عيونه وهو يوقف: اجل انا ماني معاكم
خالد قطب جبينه: وبعدين يعني!
سهاج مسك راسه: لايكون متهاوشيـن بعد !!!
رباح اومئ: الله وكيلك من امس متهاوشين
بهاج بنعاس: يعني هذا متحرول وهذول متهادين نكشت لإيش؟ خلاص ياعمي خلونا نروح ننام ونريّح
سهاج: بسرعه وش تبون تقسيمة السيارات من معه سياره الحين؟
رباح: انا وانت وخويلد وبهاج مدري عنه معك سيارتك بهاج؟
بهاج بضيق: جيت مع سهاج
رباح اومئ: اجل خلاص كل اثنين بسياره سهله
نياف بسرعه: انا ابي مع سهاج مالي دخل
بهاج: اجل انا معك رباح مالي خلق اغاني خالد من هالصبح
وهاج: والله ما اروح معه ودوني البيت وكملو دربكم ولا ركبت مع احد فيكم
خالد بنرفزه: تراك زودتها عاد يعني انا الميّت عليك الحين !
سهاج بحده: لا قومو اضربو بعض بعد وش مستحين منه؟ قدامي انتم الاثنين مع بعض وولا أسمع حرّف يلا اشوف
طلعو من المستشفى وبإيدهم اغراض نياف وخالد، تقسمو بالسيـارات و انطلقو إلى وجهتهم
رباح خطّف نظرة لبهاج قبل يردف: وش صاير؟ كلمني سهاج قبل بس ما خذيت منه كل العلوم !
بهاج تنهد: تكفى رباح ان كان لي خاطر عندك لا تجيب هالسيره
رباح اومئ: بسكت بس الحين .. لكن بعدين بتعلمني بكل شيء!
بهاج: ان شاءلله ابشر
رباح بضحكه: تبي اشغل لك اغاني خالد ولا شيلات نياف؟
بهاج: لا تكفى فكنا من الصداع انا منحاش منهم تجيبهم هنا بعد! الا وش فيهم وهاج وخالد متهادين وش الي حاصل؟!
رباح بلع ريقه قبل يبتسم بوهقه: لا ولا شيء انت تعرفهم البزران هذول على كل شي متهادين
بهاج طقطق اصابعه بتعب: اجل اعذرني بنام تعبان والله
رباح اومئ: نوم العافيه خذ راحتك .. بس تبي شيء لا وقفنا عند المحطات؟
بهاج: جيبو لي نفس الي تاخذون
رباح: زين
شطفتهم سيارة خالد بسرعه ورباح وسع عيونه وهو يعلّق على البوري
فز بهاج بخوف: وش فيك وش صاير!
رباح بعصبيه: ما ادري عن هالبزران مسرعين مره!!!
بهاج ناظر بسيارة خالد الي بدّت تختفي: شكلهم تصالحو وبدت حركاتهم نفس كل مره نروح
رباح: طلع طلع رقم خالد
بهاج بضحكه: زين
سيـارة سهاج/
سهاج وسع عيونه من شطفتهم سيارة خالد: اعقبو !
نياف ضحك بصخب: قسم بالله انهم جوي ليتني معهم
سهاج رفع حاجب: لا يا شيخ؟ كلمه كلمه والله لا اغسل شراعه كم مره احذرهم من السرعه ولا به فايده كأني احكي على الجدار
نياف تمغط: ما يحتاج تلاقي رباح الحين يسفّل بهم شغل لنا شيلاتي بس خلني انطرب
سيارة خـالد/
وهاج بعصبيه صفق خالد من جنب: بزر انت بزر يعني تسرع هالسرعه فجأه ليش !
خالد بعناد: احسن تستاهل عشان لا كلمتك ترد علي
وهاج قلب عيونه: ما ابي اكلمك غصب السالفه؟
خالد بعصبيه: ايه غصب ! انا بررت لك كل الي صار مب مصدقني ليش؟ وش ابي فيها انا يعني؟! وهاج لا تصير بزر عاد
وهاج بنرفزه: ووش يثبّت لي صحة كلامك يعني؟
خالد: تستهبل انت ! وشلون اثبت لك بعد بالله
وهاج بتشوش: مدري مدري انطم عني بس
خالد بتمثيل للزعل: قد ذي اخرتها تشك فيني انا وانا من صبح ساكت من غلاتك عندي ومتحمل كلامك بس عشان تصدقني .. خلاص اجل براحتك لا تصدقني
سكت خالد وهو ماسك ضحكته لأنه يدري بـ وهاج شوي ويرجع يفتح معه اي سالفة بالحياة بعد ما شافه هادي ..
بعد ساعه من الخـط وصلو لوجهتهم بعد ما تهاوشو على أي مكان ينزلون عنده مليون مره،
نزلو وسهاج على طول توجّه الى خالد وهو يشوته: ثاني مره تعرّف كيف تسرع يا تبن !
خالد بألم: وجع كسرتني ما متنا ترا يوم أسرعنا
رباح وسع عيونه: فوق الشين قواة العين ووساعة الوجـه !! لا يا شيخ
نياف تربّع وهو يستنشق الهواء: يازين الدنيت زيناه تكفون يالربع
وهاج كشر: هو وبهاج ليش ما يقومون يشيلون معنا يعني ! فوق روسهم ريشه
بهاج: اعقب بعد بتخلي اخوك الكبير يخدم! انت اخدم عني وعنك
جلسو كلهم حول الضو الي شبوه من قعدو وسهاج طلع العزبه من سيارته وجاهم
نياف بضحكه: وهذا العزبه متوفره معه دايم
رباح فتح الفطور وهو يوزعه بينهم: اكلو اكلو لعب فينا الجوع والخط والنوم
كملو كشتتهم بين اكل وسوالف ، وخالد ووهاج الي راحو يفحطون عند العقوم وسهاج الي ارتفع ضغطه وهو يصيح عليهم لين بدا يطلع الضحى ولمو اغراضهم ومسكو خط الرجعه ونياف مابه اسعد منه بهذي اللحظة
-
بيت راجـح/
كانو كلهم قايمين من صراخ مزون المعصبه منهم لأنهم تأخرو بالقومه
البنات كانو لابسين عباياتهم فوق جلابياتهم وعليهم طرحه ونقاب مثل عادتهم اذا صار عندهم مناسبه ويجهزون لها لأن العيال يصيرون داخلين طالعين ياخذون الأغراض
رسن جلست بالمطبخ من شافتهم لاهين يجهزون المجالس وقعدت وهي تاكل من الاكل الي لقّته على الطاوله
دخل راسل وغصت رسن بأكلها وهي تنزل نقابها على طول ، بلعت لقمتها قبل تردف بعصبيه: ووجع انت ما تعرف تتحمحم قبل تدخل
راسل: بسم الله وانا وش دراني انه فيه كائن حي قاعد يبلع هنا خبري كلهم عند المجالس !
رسن قلبت عيونها: مالك دخل ابلع ولا اموت
راسل ابتسم بوسع: والله العظيم اول مره اشوف انسان حتى وهو منفس عسل
رسن وسعت عيونها وهي ترمي عليه علبة المويه: ترا طالت وشمخت يا ورع عسل في عينك ووجع استح على وجهك واطلع
راسل بعناد: ابي اغراض من هنا مانيب طالع، لا طلعتي طلعت
رسن كشرت: يقلع ام النشبه ياشيخ!
دخلت مزون وهي تردف: وين القدوع حق مجلس الرجاجيل
رسن: هذا هو يا جديده
مزون ناظرتهم بإستخفاف: لا والله صدق ؟ ويومه هذا هو ما تعطينه هالتيس يذلف به وننجز ليه ؟ بتجلطوني انتم بتجلطوني ؟
راسل فز: سمي سمي باخذه هالحين انتي بس هدي لا يرتفع ضغطك وتفطسين علينا
مزون ارتفع ضغطها ورفعت عصاها على راسل وهي تصارخ عليه وهو يركض وبيده القدوع لبرا
-
الفُندق/
قام هباب بإنزعاج من على الاريكه وهو يتمغط ويمسج كتفه بتعب ، دخل الغرفه بعصبيه وهو يفصّل الاستشوار: وجع ما تشوفيني نايم تسوين هالدوشه ليـش!
اقبال ناظرته ببرود: والله عاد قاعده اضبط شعري وش تبي انتي
هباب كشر: اي شعر هذا ليفه مب شعر الله يسقى ايام حتى بول الناقه لطختك به جدتي وشعرك مازال قشه مابه لا طب ولا طبيب
اقبال سحبت سلك الاستشوار من يده: على الاقل عندي شعر
هباب رفع حاجب وهو يمسك راسه: خير قسم بالله فيني شعر حتى لو هو خفيف!
اقبال ناظرت بالساعه: اقول لا تكثر حكي وروح اجهز مو باقي شي، ابي اقعد مع اهلنا لحالي قبل يجون المعازيم
تثاوب هباب قبل يردف: زين يلا لا طلعت القاك جاهزه لا تتمططين
اقبال بتسليك: ايه طيب يصير خير
اخذ له هباب ملابس ودخل يتروش واقبال رجعت تكمّل شعرها وهي تقرّب من باب الحمام عشان تزعج هباب الي كل شوي يصارخ عليها لاجل تطفيه
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائية اعذروني."

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن