بارت خاص ماكان على البال ولا الطاري، لكن بسبب كثرة الطلبات اللي يشوفون أن النهايات ماكانت واضحة جدًا ويبغون يعرفون النهايات بشكل أدّق..قررت أكتب هالبارت الخاص لـ "ما بعد الأخرًا"..قراءة مُمتعة🤍
~
بعد خمس سنين/
في المُستشفى لطب الأطفال..
كان جالس على كرسي مكتبه وهو يطقطق رقبته متنهد بتعب بعد إنتهاء دوامه الطويل اللي كان من فجر أمس إلى صباح اليوم
أبتسم وهو مستشعر هذي النعمة، نعمة وجوده وهو لابس اللبس اللي لطالما تحلم يشوفه عليه، بعد كل هالمصاعب وتغيير تخصصه وتعب يده قدر يكمل ويناظل لأجل يحقق أمنية أخوه اللي يرددها عليه
طاحت عينه على الصورة الي فوق مكتبه وأبتسم بحنين وهو يسحبها تأملها لثواني قبل يبوس الصورة وهو يحضنها لصدره بشوق: الله يرحمك يا وجهٍ ما غاب عن بالي ويجمعني فيك بجناته
إنتبه على رنين جواله وسحبه من جيبه وأول ما أستقبله هو خلفيته اللي كانت صورة بهاج..حاط صور بهاج بكل مكان لأنه يخاف ينسى ملامحه بغتة..ومن بعد الخوف يبغى يحس بإنه بجنبه دايم وإنه ماراح
رّد بهدوء وإبتسامة: هلا طيوف
اطياف بتبويز: كم مرة قلت لك لاتناديني بهالدلع الخايس؟
وهاج بضحكة: كل شيء فيك حلو حتى دلعك
اطياف ابتسمت: ممكن توقف عيارة وتعلمني وش قررت عليه؟ بتروح معاهم الكشته ولالا؟
وهاج تنهد: والله مافيني حيل لكن داري بيزعلون علي الشكوى لله
اطياف بحماس: ومتى بتمشي؟
وهاج عقد حواجبه: وانتي ليه متحمسه هالكثر؟ مو مقلوعة في قلعة وادرين ولا تبغين ترجعين وش عليك فينا
اطياف كشرت: وهاج يعني رجعنا على طير ياللي ؟
وهاج: انا ساكت بس عشانك والله عشانك يا اطياف ولأني مقدرك واحبك ولا كان صارت علوم ثانيه
اطياف بجدية: وهاج تكلمنا بهالموضوع وخلاص قلت لك بكمل ماجستير ودكتوراه هنا وماراح أرجع السعودية الا وانا ضامنة اني اول ما احط رجلي فيها المستشفيات بتتقاتل علي، ابيها تشوف مين اطياف ووش قدرت تسوي
وهاج بهدوء: ووهاج الي قلبه وعقله يتقاتلون على جيتك وبعدك وش حيلته؟
اطياف ابتسمت: يصبر قلبه ويحكم عقله لانه اعقل ولد بهالبلد
وهاج ضحك وهو يوقف: وصل عمري ٢٨ اي ولد الله يعافيك ، وعلى فكرة ترا جدتي تزّن علي بالعرس وماهيب شينة فكرتها قربت على أعتاب الثلاثين لازم أشوف لي عروس وافتح بيت واكون اسرة
اطياف بعصبية: والله ياويلك لو تفكر حتى مجرد تفكير! وبعدين عروس ايش انا عروستك ولا مو مالية عينك؟!
وهاج ضحك بصخب: لا مالية عيني يا نظرها كلها لكن مابعد صار عرسنا عشان تصيرين عروستي
اطياف كشرت: المهم اننا ملكنا على بعض ، طلع طلع هويتك من جيبك وشوف مكتوبه زوجتك ولالا؟
وهاج ابتسم: لا مو مكتوب زوجتك..مكتوب قلبك وروحك واجمل دكتورة بهالدنيا
اطياف ابتسمت بخجل: انت اشوفك ماخذ راحتك بزياده بعد الملكة!
وهاج: مو توك تقولين عروستي وزوجتي ولا تغير الكلام؟
اطياف ابتسمت: لا ماتغير ولا بيتغير..تقفل ولا اقفل؟
وهاج: ماقدر اقفل قفلي انتي
خالد كشر من وراه: يقلع ام حركات الحبايب هذي خلص علي
وهاج فز وهو يلّف: بسم الله انت من وين طلعت لي!؟
خالد بملل: سهيج مرسلني لك عشان ماتكشت فينا
وهاج ضحك بذهول: والله فظيع هالآدمي حتى مواعيدي وجدولي حافظه! يلا طيوفتي اكلمك بعدين
قفل منها وخالد مجعد وجهه: حتى الدلع مخيس الله يرزقكم رومانسيه
وهاج طقه على رقبته: اقول سيّد على البيت وانت ساكت..تذكار الدفشه تعفسك وحنا الي نبتلش
ابتسم خالد: عسل على قلبي والله تدري؟
وهاج: قومك خروف
خالد: اسكت يا طيوفتي
ركبوا السيارة وخالد مبتسم..ماكان يدري وهاج آنه يقصده من قال "عسل على قلبي"..ثلاث سنين كان فيها وهاج إنسان ثاني تمامًا، إنسان اللي يشوفه يقول هذا مو عايش، تعبوا معاه وكثير، دراسته ووقفها ويوقف ويسحب ترم ورا ترم وعايش بتخبطات عقلية ونفسية لانهاية لها .. حتى اطياف الي قبل وهو متحمس لمكالماتها من بعد وفاة بهاج وهو مايرد عليها الا برسايل مختصرة ، لين تطورت علاقتهم واطياف صارت تشجع وهاج انه يكمل دراسته وتساعده بكل شي يحتاجه ومن الناحية الثانية كانو عيال الخيمة ما يدرون يدارون نفسهم ولا يدارونه لكنهم سوو كل الي لهم وعليهم له لأنهم يشوفونه امانة بهاج الي تركها وراه لهم..اخوهم الصغير اللي فقد اخ لكن باقيله اربعة
~
شقة سهـاج/
كان يلّعب بهاج الصغير وهو يحاول يسكته بصراخ: المى مايسكت وش اسوي فيه
المى الي كانت تفير شعرها تأفأفت بملل: سهاج تراك ادوشتني خلني اخلص شعري لا يطلع فيه جزء ما سويته
سهاج ابتسم بسخرية: ايه يا الاميره تزيني تزيني مو مهم موضوع ان ولدك يصيح
المى طلعت والفير بيدها: ياحبيبي انت الولد عمره ست سنين كيف تبغاه يلعب بلوت معاك؟ سهاج تبغى تجلطني؟
سهاج ابتسم: ياحلو حبيبي من فمك حلواه عيديها تكفين انفداك
المى بصراخ: سهاج مو وقتك بهاج يصيح !
سهاج التفت بورطه على بهاج الصغير: الله يبلش عدوك كانك بلشتني في عمري..خلاص خلاص يابابا تبغى نروح لبهاج الثاني؟
بهاج سكت شوي وبعدها هز راسه بحماس: نروح لبهاج
سهاج ضحك: والله ما خربك علي الا ولد ربيح انا داري انه ماوراه خير لا هو ولا ولده
المى رجعت تدخل الغرفه: بنطلع معهم بسياره وحده؟
سهاج: ايه لاخلصتي انزلي حنا ننتظرك بالسياره لاتتأخرين
المى وهي تفكك شعرها: تعال شوف حلو؟
سهاج نزل بهاج بالأرض وقرب منها وهو يبتسم: والله لو اقول حلوه من اليوم لين بكره تعجّز توصفك بعيوني وباقي تسأليني حلوه؟
المى ابتسمت وهي تلّف: وببقى اسال لين اخر يوم في عمري وانتظر اجابتك هذي بكل مره
سهاج تقدم لها وهو يبوس راسها من ورا: جعل هالراس يبطي حي ولا افقده لاتطرين الفقد يا المى تكفين والله انه كاويني وموجعني
المى تنهدت من لاحظت الحزن الي بعيونه ونبرته ولفت عليه وهي ترفع رجولها تحاول توصل لراسه
ضحك سهاج لا إراديًا من حركتها: وش تبين تسوين
المى: ابي الم راسك
سهاج نزل راسه وهو يرتمي بحضنها والمى شدت عليه: راح لدار احسن من دارنا يا ابو بهاج لاتبكيه وتوجعه في قبره
بهاج الصغير وقف بينهم وهو يسحب طرف ثوب ابوه: ليش تلم ماما وانا لا
سهاج تنحنح وهو يبعد عن حضن المى ويمسح وجهه: ياذا النتفه الي مناشبني فيك زوجتي قبل تصير امك وش تبي
بهاج بعناد: ماما تلمني بس انا
سهاج رفع بهاج وهو يعض خده: اكلك انا اكلك؟ بلمك انا مو لازم ماما امش بس
كشر بهاج وهو يمسح خده: عورتني
سهاج ضحك وهو يناظر المى: عشتو شفتي حركات ولدك شفتيها؟ والله ماخذ غرورك!
المى ابتسمت بفخر: شايفته فديته ولدي اخذ احسن صفاتي
سهاج وهو يطلع: ولاهيب في الذمه
فتح الباب على فتحة رباح لباب شقته الي نقل من شقته القديمه الى الدور الي فيه سهاج ،
رباح وهو يحط بهاج بالارض: هاك يلا رح عند خويك صجيتني
نزل سهاج ولده الي راح يركض لولد رباح
ضحك سهاج: شكلهم خلفائنا
رباح ابتسم: والله الي يبطون ماجو زينا
سهاج: عيالنا عيالنا وراك عليهم انت
رباح تأملهم بإبتسامة شوق وهو يهمس: الله يرحمهم سميكم الي نهشني شوقه
سهاج حضن رباح من جنب وهو يتنهد: خمس سنين وكأنها خمس ايام يارباح
رباح لّف من سمع صوت الشقة وهو يشوف ليالي الي طلعت: قوه سهاج كيف الحال
سهاج لّف للجهة الثانية وهو يردف: هلابك يا ام بهاج الله يقويك كيف الحال
ليالي: الله يسلمك..وين المى؟
سهاج اشر على الشقه: داخل روحي لها اذا تبين شكلها مطوله وحنا نازلين انا وربيح
ليالي اومئت وهي تنادي العيال: بني بهاج تعالو تروحون معي الشقه؟
رباح: لا خليهم بننزلهم معنا لايدوشونكم
دخلت ليالي شقة سهاج وهي تصوّت: المى..لموش وينك
المى طلعت من الغرفة وهي بإيدها عبايتها: هلا ليالي خلصتي ماشاءلله عليك كالعاده سابقتني دايم
ليالي ابتسمت: انا ما اطول زيك
المى كشرت: قومك شعرك الي لين رقبتك ما تعابلين فيه نفس شعري
ليالي ضحكت: كل ما رحنا صالون مع بعض اقول لك قصيه بس ماتسمعين
المى ابتسمت: سهاج يحب الشعر الطويل
ليالي: ياعيني على الي تسوي الي يحب زوجها
المى: قومي بس لانتأخر زيادة ويعصبون
ليالي وقفت وهي تسبق المى بخطواتها: تباهي وش قررت بتجي ولا حملها متعبها؟
المى بتأثر: ياعمري عليها هالتباهي ما حملت الا بصعوبه وحملها ماهو ثابت..ماظنيت بتجي
ليالي: حسافه كلنا نجي الا هي
المى طلعت جوالها: نكلمهم في القروب نشوف من بيجي ومن لا
نزلو وهم يركبون السيارة الي كان يقودها رباح ومسكو خط البر
~
بيت بـادي/
نياف بتنهيده: للحين زعلانه يا غيمتي؟
تباهي بكشره: ماني زعلانه ولاني غيمتك وش هاللقب الغبي كم مره قايله لك لاتناديني فيه
نياف ابتسم بعبط: غيمتي لانك تمطرين على حزني همال دايم يا بنت المطر
تباهي كبحت ابتسامتها وهي تلف عنه: بعد عني ماراح انخدع بحلو منطوقك
نياف سحب يدها وهو يلفها له: ما خليتك تطلعين بالمطر امس لأن الهوا بارد يا بنت بتمرضين وانتي حامل خطر عليك
تباهي زمت شفتها: وانت همك بس البيبي مو انا
نياف تنهد: ياربي على هرمونات الحمل هذي متى تنتهي؟
تباهي بزعل دفت يدينه عنها: وش قصدك يعني انا ازعل على الفاضي والمليان؟
نياف: وش تشوفين انتي الحين ؟
تباهي جت بتطلع من المطبخ بس حضنها نياف بسرعه وهو يحاوطها: ماراح تطلعين وانتي زعلانه
تباهي حاولت تبعد: مو زعلي هرمونات ودلع بنظرك؟ ليش بتراضيني؟
نياف باس راسها بخفه: لانك دلوعتي واحب دلعك هذا وبراضيك في كل مره حتى لو انتي الغلطانه
تباهي باستهبال: يعني انا الغلطانه الحين؟
نياف ضحك بذهول وهو يبعد: تباهي وش فيك اليوم وش ماكله
تباهي ضحكت بخفه وهي تشّد على يده: امزح معاك، متى بنمشي للكشته ؟
نياف تنهد بعدم رضى: يعني للحين مُصره؟
تباهي بتبويز: نياف تكفى كلهم بالقروب بيروحون حتى جمايل بيجون من الخبر ، يرضيك انا الوحيدة اللي ما اروح؟ وبعدين عمي بادي وعمتي هيا من بيوديهم المساكين مافيه شدّه عمي يمسك الخط واكيد يبون يروحون عشان جداني
نياف: وانا اقدر عليك وعلى زعلك؟ تامرين امر بنروح لكن بشرط تنتبهين على نفسك زين والطريق ماراح نمسكه دفعه وحده بنريح كل ساعه عشان ما يتعبك الخط
تباهي اومئت بحماس: موافقه من عيوني بروح اتجهز
نياف بعصبيه: بنت لاتراكضين وش اني اقول من شوي! هذي اولها يعني اهون اهون؟
تباهي بسرعه رجعت وهي تبوس خده: اسفه والله بنتبه ياقلبي شوي شوي علي لاتصارخ
ابتسم نياف بفهاوه وهو يمسك خده ويناظرها بينما تباهي ضحكت وهي تبعد عنه وتروح لفوق
~
غرفة رسـن/
رسن بإنزعاج: شوف عاد ملكة ووافقت لكن زواج لا والف لا شايف عمرك أنت؟
راسل بعصبية: يا ذا العمر الي صجيتيني فيه ترا عمري صار ٢٤ ان كانك ناسيه اذكرك وش باقي بعد ؟
رسن بعناد: لا لين تطوف الـ٢٥ وقتها افكر متى نحط زواجنا
راسل بتهديد: رسينوه تراي ساكت لك من اول لاتخليني اوريك وجهي الثاني
رسن وسعت عيونها: نعم نعم! اشوف الاسلوب قام يتغير يا ولد رابح ! هذا وانا ما بعد دخلت عليك تحت سقف واحد وش بتسوي فيني عقبها اجل ؟ اقولك هونت خلاص ماعاد ابيك لا ملكه ولا عرس اذلف عن وجهي
قفلت بوجهه وهي متجاهله إتصالاته ،
دخلت الهنوف وهي تردف: بنت راسل تحت يبيك انزلي خلصي بروح اشوف وش ناقص ما خذيت
رسن وسعت عيونها: بسم الله مسرع وجا! ماني نازله خل يذلف
الهنوف بحده: بلا بقاط انزلي لزوجك اشوف
رسن قلبت عيونها: مابعد صار زوجي
الهنوف تسندت على الباب بسخرية: لا والله والي سويتوه وشهو اجل؟
رسن: ملكه
الهنوف بانزعاج: ادوشتوني انتي وهالبزر قاعد يتصل علي النشبه انزلي له اشوف ، هذا الي خذيناه من زيجة البزران
تأفأفت رسن وهي تنزل للمجلس
دخلت لكن سرعان ما شهقت وهي تركض لراسل تتفحّص راسه بخوف: وش صارلك؟ ليش ما علمتني؟ متى وكيف
راسل ابتسم مبسوط بالدلع: شفتي كيف اصابتي قوية وانتي تتعبيني؟ كنت بموت منها بغو يشقون راسي خل نتزوج واطيب
رسن ضيقت عيونها عليه قبل تدّف راسه: دام بديت اسطوانتك ذي مافيك الا العافية
راسل تنهد: ياعيوني انتي وش فيك رافضة الفكرة؟ وش فرق ٢٤ عن ٢٥؟ انتي تبين تماطلين وبس صح؟
رسن رفعت حاجب: لا فيه فرق .. سنه كامله ما بان فرقها بعينك؟
راسل: يا ذا السنه ذي الله يعديها على خير وان شفتك بعدها قايله مافيه زواج بنتحر ترا وانتي بكيفك
رسن وقفت: اقول بس خلصت زيارتك الي مو مهمة؟ وراي اشغال اخلصها قبل نمشي
راسل: روحي معي
رسن وسعت عيونها: نعم نعم ما سمعت وش قلت عيد؟
راسل كشر: تراك زوجتي خلاص
رسن: ماني زوجتك مابعد سوينا عرس اذلف بس
راسل مسك جيبه: اطلع عقد الزواج اوريك اطلعه؟
رسن مسكت راسها: يا ذا العقد الي اشغلت ام امي فيه وبعدين وش تسوي فيه انت رازه بجيبك بكل مكان !
راسل ابتسم بعبط: عشان لا انكرتي نفس الحين يكون معي الدليل
رسن تأملته لثواني قبل تبوس يدها وجه وقفى: الحمدلله على نعمة العقل بس امش امش ولا تنسى تعقم جرحك كل يوم مو تخليه يخمج ويلتهب سامع؟
راسل: ما اعرف وش رايك تسوينه لي أنتي؟
رسن بتهديد ضيقت عيونها: راسل والله العظيم معاك ثلاث ثواني تطلع من هنا ولا انا مو مسؤولة عن الي بيصير !
راسل كشر وهو يطلع: خلاص بطلع بكرامتي احسن لي
ابتسمت رسن بحب وهي تتأمل خروجه قبل تتنهد: يارب تحفظه وتحميه يارب
طلعت لغرفتها قبل توقف قدام غرفة اشعار وهي تتأملها بحزن، اشعار اللي أخر مرة شافوها في اول ايام عزاء بهاج .. كانت صامتة بشكل مُريب..بعدها ماقدرت تكمّل بعلاقتها مع فايز وتطلقت هي وياه وقررت تكمل دورات وشغل بـ المانيا، وكل ما خلصت شي طلعت شي جديد .. المهم إنها ماترجع وبس .. صارت مشاكل كثيرة حول جلستها لحالها هناك لكن تيام وقف بصّفها بعد ما انهارت عنده وقدر يقنع ابوه وامه الي ماهم راضين نهائيًا لكنهم مشوا الموضوع
تنهدت وهي تحّس بشوق لأختها اللي راح من عمرها ست سنين وهي مو عايشة
~
بيت راجـح/
دخل هباب بعصبية وهو يناظر تذكار: وبعدين معك انتي وزوجك؟
تذكار كشرت: يا قاعدين كفاكم الله شر الجايين..خير داخل علينا بشراع ومجداف
هباب: صجيتينا انتي وزوج الغفلة، كل شوي جايتنا حمسانه وهو مسوي لي روميو واقف عند الباب ويدقدق بهالعود الله يصجكم
ام هباب ضحكت وهي تشرب قهوه: خلهم يولدي مونسيني مسوين لنا فعاليات
ابتسمت تذكار وهي تناظر بهباب: شفت البر كيف؟ وش عرفك بس
هباب بتهديد: والله العظيم لو ماتطلعين له وتفكيني من شركم لا أعلم ابوي يقشكم اثنينكم ساعتها والله ان يطلقك منه ووريني كيف بترجعين له ياشاطره
تذكار فزت بخوف: وجع الا ابوي عاد وش فيك انت يا جلف! بطلع بطلع حتى بيت ابوي بنطرد منه
خذت عباتها وطرحتها وهي مكشره: والله يا انتي متزوجة حمار مو رجال
هباب فز: ابنك ياصبي عيدي عيدي وش قلتي!
ركضت تذكار لبرا وهي توقف ورا خالد: انا في وجه زوجي اتحداك تمسكني
فز خالد وهو يمسك غترته: ابنك يا لافي وش تبي تسوي في مرتي!
هباب وسع عيونه: الحين الي متذابحين عندنا كل يوم منهم؟
خالد: هذا عتب احباب وش عرفك انت
هباب تنهد بانزعاج: لو تشوفكم عيني مره ثانيه توطيت ببطونكم ثنينكم
سكر الباب بقوه خلتهم يفزون
لف خالد على تذكار: كم مره قايلك خليها مستوره لازم توصلينها لذا الجلف ؟ بغى يدوسنا
تذكار: بتخليني اخذ العود ولا ارجع؟
خالد تنهد: طيب خذي القديم وش تبين بالجديد! وش هالعناد!
تذكار تخصرت: معنى كلامك ان العود اهم مني واغلى مني؟
خالد ابتسم بحب وهو يسحب يدها: عن العياره عاد وهو فيه اغلى منك؟
ابتسمت تذكار: والله؟ خلاص امش ماعاد ابيه
خالد ضحك بحب وهو يسحبها لحضنه: قسم بالله احب هبالتك هذي
دخل هباب وهو متنرفز واقبال ضحكت: ياحبيبي روق انت عارف هالاثنين بس هبال ولا وقت الجد يموتون في تراب بعض
هباب تنهد: خايف عليهم لا يدري ابوي عن هبالهم والله لا يروحون فيها
اقبال: ما شفت توته وينها؟
هباب باستغراب: لا اخر علمي بها معك وينها اجل !
ام راجح بضحك: تحوس بغرفة تذكار..خبصت مكياجها كله بس لاتعلمونها بتذبح البنيه خلقه هي وياها مناقر ونقير
هباب كشر: اي بنتك مو صاحيه بزر حاطه دوبها دوب بنيتي
ام راجح ابتسمت: ماعليه عمتها وتمون
رقو اقبال وهباب ودخلو غرفة تذكار وماتو ضحك وهم يشوفون وجه تاليا المخبص بالألوان،
اقبال: هذا وش بينظفه الحين الله يصلحك توته ليش كذا!
هباب حضن بنته بحماس: كفو بعدي بنيتي خربي خربي اكثر
طلّع جواله وهو يرفعه: اصبري خلني اصورك لها تنجلط
كتمت اقبال ضحكتها: حرام عليك نزله بتستفرد فيني انا وبنيتي الليلة وانت عند الشباب
هباب ابتسم وهو يسحبها لحضنه بيده الثانية: وهي تقدر ؟ خل تجرب بس اكسر يدينها نسيتي اني بطلكم الخارق على قولة توته
اقبال ابتسمت: طيب يا بطلنا الخارق ناظر بساعتك وتذكر عمي متى قال نكون جاهزين وطالعين ؟ لان بتنهرس يا بطلنا
فز هباب من شاف الساعه ونزل تاليا بالأرض: بسرعه بسرعه خلصو اغراضكم خل نجهز والله لا انهرس صدق
ضحكت اقبال بصخب على ردة فعله وهو الي كان طالع لّف عليها وهو يردف بصوت عالي: جعلني فدا الضحكه ياعرب
~
بيت خـلف/
بعد ما أنسجنوا عمانهم ويزن وتم قصاص الوافي ، رجعوا لبيتهم بطلب وإصرار من الزين .. كانت تمر عليهم ايام ببداية سكنهم يطلعون من هالبيت ولا يتحملون الجلسة فيه وهم يشوفون خلف وبهاج بكل زواياه .. لكن تعودوا وصارو بالعكس يحبون هالإحساس..يحبون يحسون ويتذكرون بهاج وخلف بكل مكان وزمان وتعودوا على العيش فيه لين تأقلموا وأستقروا وسكن معاهم رائد لأجل يلهيهم عن وحدتهم ويلهونه عن وحدته
باس وهاج راس امه وهو يردف: صبحك الله بالرضا يا يمه هاه جاهزه اشوفك انتي والبطل
الزين ابتسمت بهدوء وهي تلعب بشعر عزام: ايه باقي انت ورائد
وهاج تلفت: وينه رائد؟
رائد وهو نازل من الدرج: اسمي خالي مو رائد..كنت اتروش يلا خذلك شور سريع وتعال
عزام بتكشيره: عندي تعليق..ترا انا مو طفل خلاص عمري ١١ سنة لاتقول بطل!
وهاج ضحك وهو يلّف على رائد: والله وطلع له لسان ولدك !
رائد ابتسم: ايه قل له الشيخ لو سمحت مو البطل هذا زمان
الزين ناظرت رائد: رابح راح يجيب امي وابوي ولا باقي؟
رائد وهو يجلس وياخذ دلة القهوة: يقول بيمشون من الديره لهناك
اومئت الزين بلا رد وهي ممتعضة من طاري الديرة، من بعد الحدث المشؤوم اللي صار فيها وكلهم طلعوا منها ولا رجعوا لها الا مهنا ومزون الي يروحون لها كل بين فترة وفترة
بلع وهاج غصته من فهم ملامح الزين ودنى وهو يبوس راسه بهمس: جعله بجناته لاتبكين راح للي ارحم منك فيه
رائد تحمحم بتغيير للموضوع: يلا ياوهاج اجهز سريع راجح شاب فينا يبينا نمشي سوا
راح وهاج فوق ورائد يحاول يلهي الزين بالسوالف ..
~
المانيـا/
كانت جالسة على سريرها وهي تقرأ إحدى الكتب اللي تخص عملها، من بعد وفاة بهاج وهي منهارة نفسيًا وتموت ببطئ بكل يوم، ماقدرت تكمّل علاقتها مع فايز وانفصلت عنه بعد مشادّة بينهم من صياحها المستمر والدائم .. وسمعت إنه بعدها تزوّج من ضي .. وضحكت بهذاك اليوم .. ضحكت بوجع من لعبة الدنيا فيهم ، ضي وفايز الي كانو لها ولبهاج صارو لبعض وهي وبهاج ماصارو لبعض
حست بصداع من كثر تفكيرها وقفلت الكتاب وهي تلاحظ التوقيت
خذت جوالها وهي ترسل لكل واحد من اهلها كعادتها رسايل تتطمن فيها عليهم وتطمنهم عليها وان كانت ماتلاقي الرد من ابوها وامها لكنها مكتفية بقرائتهم لها
رمت جوالها وهي تحاول تنام ، وهذي هي حياتها وروتينها..شغل ونوم وقهوه
حتى تمشية ماتتمشى ، حابسة نفسها لكنها عند قلبها مرتاحة وعايشة بوضعها هذا ..
~
مغرب السعوديـة، البـر/
كانوا جالسين البنات والحريم بجهة والعيال والرجال بجهة جنبهم
راسل فز من ضربة سهاج وهو يكشر: وجع وش فيك علي انت!
سهاج بعصبيه: الحين المشاوي تنقلب كذا؟ صاحي انت ولا خبل!
راسل: احد قالك اني معلم مشاوي ؟ وش دراني كيف تتزيّن
سهاج وسع عيونه من شاف نياف عند الضو: ورع انا مو توني طاردك منها وش رجعك! تبون تجلطوني انتم؟
هباب بضحكه: انا اتوقع الضغط عندك وصل مليون يارجال ريّح عمرك كل شي بيجي تمام
رباح جلس بتعب وثيابه كلها تراب: الله يصلح هالبزران تعبوني
هباب بخوف: توته وينها !
رباح: راحت للحريم ماعليك
خالد ناظر نياف: والله ياحياة الابوان صعبه وش لك فيها!
نياف ابتسم بتشفّق: الله يجيب بزري على خير بس والله لو يبوني الاحق وراه في الهند لاحقت
تيام بضحكه: وش بيقلعه للهند!
سهاج ابتسم: دامه نياف وولده توقع منهم كل شي ما استغرب
وقف مهنا وهو يناظر بساعته: الصلاة ياشباب الاذان قرب استعدوا
جهة الحريـم/
تذكار باصرار: طيب ولد ولا بنت جاوبي ؟
تباهي بانزعاج دفت راسها: الحين عمرك بينتصف في العشرين ولا تدرين ان جنس البيبي ما نعرفه الا بعد الرابع!
ليالي بضحكه: حرام عليك لاتكسفينها مبسوطه البنت
تذكار كشرت وهي تكش على تباهي: مالت عليك انتي وكرشتك ماعليك حلا لا انتي ولا بزرك يعني امه الدراما الفاهيه تباهي وابوه العصبي المصرقع نياف وش بيطلع
جمايل ضحكت: والله مكس ولا اروع
المى: بس والله الامومه صعبه يابنات ماتوقعتها كذا
مها ابتسمت وهي تلّف عليهم: شفتوا كيف حنا كنا تعبانين عليكم؟
الزين: هذا وانتم توكم ما بعد وصلو عيالكم سن المراهقه
الهنوف تنهدت: والله يا كان ذبحتني رسين مره بتخرم في خشمها كانها ثور ومره بتصبغ شوشتها ازرق .. جننتني
رسن كشرت من شافت ضحكهم: يمه اسرار الام والبنت تبقى بينهم ماله داعي الفضايح!
كملوا سهرتهم مابين سوالف وضحك وبين مقالب راسل وخالد في البنات الي كل شوي يفزون منها .. وبعد منتصف الليل وبعد ماناموا الكل كان فيه خمسة ما ناموا ،
كان سهاج جالس على التكايات وهو شاب ضوّه ويشرب من شاهيه
طلعوا نياف وخالد ، وشويات ولحقوهم وهاج ورباح
ابتسم سهاج بذهول: وش فيكم! مازاركم النوم كلكم
خالد: حسينا فيك مو موجود وطلعنا
رباح: وش تفكر فيه؟
سهاج ابتسم بهدوء: فيكم
وهاج باستغراب: ليش وش تفكر فينا به
سهاج اخذ نفس عميق قبل يردف: اني احبكم
وهاج ابتسم بحزن: مشتاق له صح؟ لا اشتقت له احب اشوفكم ونجتمع لاني احسه بيننا
رباح ابتسم وهو يمسك دموعه: وهو بيننا..بقلبنا وعقلنا ومكانه محسوب دايم
نياف رفع عيونه لفوق يخفي دموعه بتهرب: ماش يا سهاج ضوك هالمره تجيب الدموع للعيون
خالد ضحك وهو يمسح دموعه: انت الي عيونك ما تتحمل انت وتصريفاتك التعبانه!
سهاج بهدوء: الموت حق .. وكلنا جنائز مؤجلة، هم السابقون وحنا اللاحقون.. ماهو هذا ديارنا ولا موطنا حنا جايين رحلة اختبار وان شاءلله ان بهاج من الفايزين فيه..مسمي مصلي هدي رضي حتى بالغسل وجهه منور وابيض ماعليه خوف ولا حزن الا الحمدلله الي بلغنا هاللحظة وهو على دينه .. هذا الي يريحني دايم .. والله يجمعنا به بجناته
وهاج اقترب من سهاج وهو يحتضنه وسهاج ابتسم وهو يشّد بيده على حضن وهاج وبيده الثانيه على حضن خالد الي داهمه من جنبه الثاني ، ورباح ونياف الي قامو من مكانهم وجو يحضنونه من ورا
تنهد سهاج بحُب وهو يشد بحضنه عليهم: الله لا يخليني يارب
نياف قطع هاللحظة وهو يتحمحم: خلاص عاد مشاعركم فايضه بزيادة! خل نشرب من شاهيك
وهاج ابتسم بحمحمه: بيسهرنا ويجلدنا خالي راجح
نياف كشر: والله يا جلدته انها في العظممم ما يخطي دربها
خالد اومئ بقوه: اي والله اسال مجرب يلسعك لسعه مرتبه
سهاج: الاذان علي ماعليكم بقومكم
رباح تمدد: اجل صب صب لنا من شاهيك
سهاج نقز خالد: قم جب الاكواب من العزبه خلصت الي هنا
نياف سحب كوب سهاج: والله مافيني حيل انتظر بشرب حقك
سهاج ضحك بذهول: قسم بالله قليل ادب !
نياف ابتسم: عسل عسل على قلبي تمون يا كبيرنا
خالد حط الاكواب: لقيت ذول تستهبل انت جايب هذي وش صار لعقلك!
سهاج ضحك من قلب: هذي اكواب المى ماهي حقتي ماتشوفها ورديه
وهاج سحبها: ماعليه والله مافيني يروح ويجيب من جديد اشتهيته صب لنا بس امون على بنت عمي بتوسط لكم عندها
سهاج رفع حاجب: لا والله؟ انت الي بتتوسط لهم عندها وزوجها وش خانته؟
خالد: اوهوه مو وقت غيرة الرجل الشرقي صب لنا بس
صب سهاج الشاهي وهو يوسعه بينهم ويشارك وهاج فروته وخالد منسدح على رجول رباح ونياف متركي على المركى عند سهاج ويكملون سوالفهم وسهرتهم العشوائية.
~
الخـتـام نهائي🤍.