Part : 21

16.3K 277 25
                                    

نياف إرتكى على الجدار بطفش : أخيرًا فتحت الباب ما بغيت ياخوي! ساعتين وحنا نحاول خير وش عندك
سهاج دعك عيونه بتنهيده : ما عندي شي .. انتم الي جايين بوقت غلط مين يجي خمس الفجر ؟
رباح : إيه وبعد؟
سهاج ناظره بحده: انت انطم داري محد علمهم الا انت
رباح بتمثيل للتفاجئ : يعني خيرًا تفعل شرًا تلقى ؟ بعدين وش قصدك إني نقّال للحكي مثلًا؟
سهاج زفر بتعب : ياربي عليكم وعلى دوشتكم خلاص تاكدتو ما فيني شي ممكن تطلعون؟
رباح وقف وهو ينفض ملابسه : من متى انت مو كانس البيت بربك
سهاج بلا اهتمام: كنت دايم بالخيمه
نياف ناظره بإبتسامه جانبيه : وليش الحين مو فيها و تارك مكانك المُفضل عشان يرتاح فيه الأخ؟ ماعندك سالفه الصراحه لو انا منك من زمان موكله كفوف و طارده
رباح وسع عيونه وهو يدفه : يا حيوان خلك محضر خير
سهاج : اول شيء رجعت لأنه وقت نوم عنيت بكلامي باقي اليوم مو وقت النوم .. ثاني شيء مين تتكلم عنه أنت ؟ ما عندي أي فكره
نياف تنهد : بدينا بالجحدان لا عز الله كدينا خير
رباح طق كتف نياف : شف شغلك معه لكم عشر دقايق تجون و تفطرون بالخيمه بروح اشوف المكتئب الثاني هناك مدري وش الي قردني فيكم
نياف بتكشيره : شلة مكتئبين الله وكيلك وبالمره دق على خويلد ازعجنا تراه
رباح : هذا جزا المسكين شايل همكم
سهاج بضحكه : خليه يشيل همه هو ووهاج بس
رباح الي شوي و ينجلط : ليش بعد وش صايرلهم الاثنين! ياربي ما تعيشون بدون هواش انتم؟ تتغذون هواش ولا وش سالفتكم ابفهم!!!
سهاج هز اكتافه : مدري بس واضح متهاوشين من امس
نياف : الهواش زينة العلاقات وش عرفك انت بس عايش طول حياتك ولا هوشه مصيييبه
رباح طير عيونه وهو ينفث على عمره : وجع يا زفت اذكر ربك بسم الله علي
نياف : رح رح محد معطيك عين الله من حلاة الصفه عاد
طلع رباح ونياف توجّه لسرير سهاج وهو ينط عليه ويتربع بعشوائية وهو يدندن بإحدى الشيلات
سهاج بإنزعاج : قم قم حوست سريري ابكي عدوك من ولد وبعدين وش هالذوق الخايس ووش الازعاج الي تسمعه اذني من صباح الله خير هو انا مسوي شي ولا احد داعي علي عشان اشوفك على الصبح!
نياف بنص عين : يا كبر عيارتك الله من الترتيب الي في الغرفه عاد احيس غرفه شفتها في حياتي غرفتك بس الا تبي تحط لك حكي شف بعد والله لا احوسه زياده *قالها وهو ينط على السرير لين تخرّب أكثر*
سهاج تكتف وهو يدعي ربي الصبر : وبعدين يعني !
نياف : ولا قبلين ابد طال عمرك نبي ناخذ علومك
سهاج قلب عيونه : علوني تسرك ممكن تذلف الحين ؟
نياف : اييه قصدك نذلف مع بعض للخيمه ؟ ايه ابد تم حياك الله
سهاج : على كيفك أنت متى قلت نذلف مع بعض ! قلت انت تذلف وتفكني شر ازعاجك وتخليني انام
نياف ابتسم باستعباط : والله ما قلته ؟ ماش اجل سمعي تردى تخبر ماعاد قمت اسمع زين اسمعك تقول نروح للخيمه
سهاج زفر : اللهم طولك يا روح .. والله ان الارض صايره و متحمله وانت فيها
نياف : اصبر معها اجل ما وراك شي
سهاج دفه وهو ينسدح على السرير ويتلحف : قم طف النور وتدل الباب
نياف سحب اللحاف منه : والله ان ماعندك لا اخلاق ولا نخوه يا قليل الحيا خويك عندك وتعطيه ظهرك وتنام ! وين سلوم العرب وين الاخلاق وين الضيافه
سهاج بحده وهو يسحب اللحاف : ما ادري منهو الي طاب علي عز الفجر ومكسر دريشتي وبابي وجايني غصب قم اذلف ياخوي
نياف شهق بدراميه : هذا كلام تقوله لي انا يا سهاج لي انا ؟
سهاج بطفش : وبعدين يا نياف وبعدين يعني؟ ماراح تفكني منك
نياف بتكشيره دفه : اقول يحصلك بس نياف قاعد عندك يا قليل الخاتمه
سهاج عدل جلسته وتنهد : وش تبي كم اعطيك وتذلف ؟
نياف ابتسم : كم اعطيك وتقوم معي؟
سهاج بجديه : انتم تبون تجمعوني معه ليش بهذا الوقت ؟ ما فيه اي فايده *ابتسم بسخريه* تلاقيه الان مازال فاير وبيكمل علي بعد ماهو ما فيه الا سهاج يحط حرته فيه
ابتسم نياف بجانبيه وهو يحس بالانتصار لانه سهاج بدا يتكلم عن الموضوع ويطلع الي بقلبه
نياف حط يدينه على خده وهو يميل راسه : وبعد؟
سهاج بانفعال : قهرني .. احس بخيبه كبيره فيه معقوله هو الي يقولي كذا؟ انا توقعتها من الكل حتى منك ممكن بس من بهاج !
نياف كشر : وانا شدخلني هذا وانا جاي أبصلح بينكم يبالفيت
سهاج تنهد : هو تعبان نفسيًا من الموضوع هذا ادري وادري انه ماهو قاصد لكن جزء مني عتبان وبالحيل عليه .. الهقوه لمن تخيب في الغالي غير تدري والله لو انها من اي شخص كنت ما فكرت فيها حتى و دعست عليه بس لانها منه ماهي تغيب عن بالي !
نياف ميل فمه : ايه يا كثر الغلا والحب لبهيج هذا وهو مزعلك وانا حتى وانا مرضيك تسفل فيني
ضحك سهاج وهو يسحبه لحضنه : يمه منك يا العيار تدري اني ما اسبك الا من غلاتك عندي
نياف وهو يدفه : ابعد بس خنقتني يا شين حبك .. طيب وش رايك الحين تقوم معي نحط كراتين ماء عند المسجد صدقه لرعد وبعد الفطور اوديك تزوره ؟
نزل سهاج راسه لثواني قبل يرفع عيونه لنياف وهو يبتسم بإمتنان وقبل يفتّح فمه بكلمه فز نياف وهو يوقف : ادري ادري انك ممتن وما تدري شتقول ممكن نوفر على بعضنا الوقت وتقوم تبدل ونطلع؟
هز سهاج راسه بدون ما يتكلم وهو يحس لو يتكلم بيبكي .. كانت ضايقه فيه الوسيعه وافكاره كلها سوداويه لدرجة إنه بدا يأنّب نفسه من جديد ، كيف في لحظات يحس بإن صدره إنشرح وإنه مليان إيجابية وطاقة عشان يقوم يكمّل يومه خصوصًا عشان رعـد ..
طلع نياف وهو يطلع صورة رعد وسهاج الي كانت مرمية بوسط سرير سهاج وهو يتنهد بضيق على حاله
-
بيت مهنـا، قسم الرجال/
راسل بتكشيره : يارجال حط لهم اي شي بس ما ضبط معي العجين شسوي بالله
هباب بعصبيه : ياخوي تستهبل انت كله دقيق وماء وسكر وش الي ما يضبط فيه مثلًا !
وهاج بملل وهو يحمي النار : يارجال الورع ذا زين منه يدل مكان الماء وش ترتجي منه
راسل ناظر وهاج بتهديد : والله لو ما تسكت عني !
وهاج بتمثيل للخوف : يمه يمه بموت خلاص تكفى لا .. اذلف وراك زين
هباب بتنهيده وهو ينكش شعره : الله يقلع ام الساعه الي ضحكت فيها حسبي الله انا اقول
وهاج : جب الحليب وراك على الاقل يشربون حليب
راسل بعبط : أصلًا ابوي وجدي مهنا والعم بادي سمنو ماله داعي ياكلون خل يسوون رجيم
هباب باستغراب ناظر راسل بعد ما استوعب : الا صدق انت وش جابك معنا الحين وانت امس كنت عند سمرة ال ظافر مب معنا يوم ننجلد
راسل كش على نفسه : قومني رداة الحظ لو طاح السقف عليهم قالو من راسل مالت علي وعلى حظي
وهاج : يا كثر بربرتك يا هالمودمي انجز جب الحليب
رائد طلع وهو يرتكي على الباب ينتظرهم بشرود قبل يتنهد وهو يتقدّم من وهاج : وهاج بكلمك عن شيء
وهاج ناظره بإستغراب : وش فيك؟
رائد بجديه : امس نياف وين كان نايم فيه
وهاج : ماكان معنا كان بغرفة الضيوف مع جده وجدي ليه وراك
رائد بتفكير وهو يهوجس لنفسه: غرفة الضيوف ماهي قريبه منه !
وهاج بإستفهام: وش قريبه منه وش تقول انت
رائد رفع راسه : طيب كيف هو كان نايم ولا ايش
وهاج : هاه! تستعبط انت وش تقول وش دراني عن الرجال طول الليل نلعب بلوت وهو قال بينام من بعد العشا على ما اظن
رائد : خلاص زين رح كمل فطورك
وهاج : ليش وش صاير؟
رائد : ولا شي بس كذا
رجع وهو يفكّر .. هو متأكد إنه شاف شال نسائي بـ جيب نياف !
شاف إرتبـاك نياف وحّس فيه ، من رجع للمشب ما دخل على طول ووقف ينتظره لكنه شاف ظل شخص يركض جاي من جهة نياف ويدخل من الباب الخلفي لكن البنات أنكروا إن فيه أحد كان برا !!!
يحس بالتفكير يقتله وينهشه ما هو مستعد أبدًا يخاطر بسمعة بنات اخوانه و يرخصهم بهذا الشكل وهو يسأل نياف عن الموضوع لأنه واثق فيهم تمامًا لكن كل شيء بالأمس كان يأكّد له وجود شيء مُريب!
تنهد بعجز وقلة حيله ويحس إنه حتى مو قادر يشوف البنات لأنه ما يبي يشك فيهم بوجيهم ، وهو مدرك تمامًا إنه ما كان يتهيأله ابـد!
بالقسـم الثاني، قسم النساء/
كانت واعيه و عيونها مفتوحه وهي تناظر بالفراغ بالظلام كونها حاطه اللحاف فوقها ، ما زالت ترتجف من احداث امس وماهي عارفه كيف رجولها شالتها وركضت هالركض كله ، بلعت ريقها وهي تتذكر وجود رائد قدام المشب هي متأكده انه شاف بس ما تدري هو عرفها ولالا شلون بتطلع الحين ؟؟؟ الهدوء هذا مخوفها حيل
حسّت بأحد يدخل الغرفه وغمضت بقوه وهي تشد اللحاف عليها
جمايل ضيقت عيونها : تباهي ترا واضح جدًا انك صاحيه !
تباهي تنهدت وهي تشيل اللحاف عنها : لهالدرجه ما اعرف امثل؟
جمايل باستغراب : تحتاجين للتمثيل بإيش أساسًا! قومي بس انزلي بنحط الفطور
تباهي بنفي سريع : لا لا انا تعبانه بنام
قربت جمايل وهي تتحسس حرارة جبينها : لا الحمدلله الحين اخف حرارتك امشي اشربي شيء دافي و بدلي ملابسك الي عليك من امس ومليانه ماء يا متخلفه احد ينام بها!
تباهي بوزت وهي تمسك دموعها : مابي خلاص خليني
جمايل بقلق : تباهي وش فيك!! ليش الصياح الحين والله اني كنت حاسه من امس فيك شيء
تباهي ما قدرت تتحمل الضغط النفسي الي كانت عايشته وحاملته بداخلها الى الان وارتمت بحضن جمايل وهي تطلق العنان لدموعها و جمايل تمسح عليها وهي تسمي بقلق
تباهي من بين شهقاتها: ما ادري وشلون صار كذا والله مب بقصدي ولا كنت متقصده ابد بس ماادري شلون ليش حظي كذا
جمايل انقبض قلبها : تباهي بسم الله عليك وش فيك خضيتي قلبي يا بنت تكلمي!
تباهي بهمس : شافني حفيد بادي بالغلط
جمايل جلست ثواني وهي تستوعب كلام تباهي وبعدتها عنها وهي تناظر وجهها تحاول تدور اي شيء يدّل إنها تمزح
جمايل : منجدك تباهي ؟! وهالصياح كله عشانه يا شيخه اذلفي ما عندك سالفه وخير يا طير شافك بالغلط وش فيها يعني
بلعت تباهي ريقها وهي ترمش : ما كملت لك باقي النص
جمايل عقدت حواجبها بسخريه : وش باقي النص يا الفكره انتي
تباهي بوزت وهي تمسح وجهها : جمايل لا تتمسخرين! اتكلم من جدي
جمايل : وش صار طيب كملي
تباهي بتردد فكرت لثواني قبل تردف بكذب : اممم صرخت فيه بالغلط وبس
جمايل تنفست الصعداء : يا شيخه روعتيني هذا كله واخر شيء بس هذا الي حاصل امشي بس غسلي وجهك وخذي لك شور وانزلي نفطر ونسولف مع جديده وخالاتي والبنات ووسعي صدرك مافيها شيء
اومئت تباهي وهي تردف بداخلها "ليتك تدرين وش الرعب الي عشته امس وكيف كنت لاصقه فيه بس"
وقفت وهي تتجه للحمام بكسّل قبل تشوف وجهها بمراية الحمام وهي تشهق برعب من شكل وجهها وعيونها المنتفخه اثر صياحها الليل كله
جمايل بصوت عالي برا الحمام : ووجع تباهيوه لا تشهقين بالحمام مو زين !
دخلت رسن وهي تدور عن العود بعيونها
ناظرتها جمايل : وش فيك وش تدورين؟
رسن بتركيز : ولا شيء
جمايل بنص عين : ايه واضح ولا شيء! وش فيك مبققه عيونك هالكبر
رسن زفرت بطفش : اف جمايل مالك دخل
جمايل قربت منها وهي تسحب شعرها : من الي مالها دخل!
رسن بألم : اي اي انا الي مالها دخل فكي شعري بس من كثره الحين كلها خصلتين بتنتفينهم لي بعد
جمايل بشك : شوفي هو من شكلك كذا حاسه انه في مصيبه
رسن بتكشيره : يعني المصايب ما تجي الا من وراي انا ! لا حبيبتي انا بنقذكم من مصيبه
جمايل تنهدت : انتم وش جايكم على هالصباح وظيفتكم تشلعون قلبي من مكانه يعني؟
رسن بعدم اهتمام : انتي الي مشقيه عمرك الله لا يشقينا
جمايل كشت عليها : الشرهه على الي بيحاتيكم مره ثانيه بس
طلعت وهي تشوف اقبال ماسكه جوالها وهي تناظره بشرود
قربت منها وهي تردف : ما ردت خالتي سعاد؟
اقبال قلبت وجهها : سوت لي حظر بعد
كتمت جمايل ضحكتها الي مب بوقتها قبل تردف اقبال بتنهيده : اضحكي عادي
جمايل : اسمعي عاد هذي امك مهما صار .. اذا رجعتي استسمحي منها وبوسيها على راسها
اقبال بغبنه : هي حتى ما سمعتني على طول هاوشتني وقفلت بوجهي والحين مسويه حظر
جمايل بتنهيده : يعني كلنا نعرف كيف خالتي سعاد سريعة الإنفعال .. ماعليك بيزينها ربي
سكتت اقبال بدون رد وهي تلعب بجوالها ، وقفت جمايل وهي تنكش شعرها : قومي بلاش الكشره هذي وانزلي معنا نفطر
ماكانت الا دقايق و التمو كلهم حول السفره وراديو مزون بحضنها وهي تقلب بين القنوات فيه ،
تذكار بملل الي كانت جنبها : جديده تكفين خلاص افتر راسي من كثر ما تقلبين بالاصوات ذي
مزون ضيقت عيونها : ايه طبعًا تفتر روسكم من راديوي مير الجوالات ماتفتر ابد
تذكار حطت حليبها وهي تلف عليها : وش تدورين انتي طيب؟
مزون : مالتس دخل ياشين التليقف
ضحكت رسن بصوت عالي وكشرت تذكار : كذا يعني يا جدوده بتضحكين العذال علينا!
مزون بنقد : وش جدوده هذي قومي عني انتي فضيتي راسي سلوى تعالي اخذي بنتس عني
سلوى بضحكه : تذكار امي حبيبتي خلاص خلي عمتي تفطر برواق
تذكار ميلت فمها : عشتو الحين انا يا جده الي بخرب الرواق
اشعار بضجر : يوووه عليك يا تذكار ما تسكتين انتي
تذكار : وانتي وش عليك احد كلمك
الزين : بس بس خلاص افطرو وانتم ساكتين
شربت مزون من الحليب وهي تنزله باعجاب : ماشاءلله الحليب يهبل طعمه من الي مسويه
تذكار ابتسمت بوناسه وهي تعدل جلستها وتهف شعرها بحماس : احم انا الي مسويته وش رايك فيني بالله
مزون كشرت وهي ترد الحليب السفره : ماش ماصخ طعمه ولا به لون حتى زنجبيل ماطعّم فيه
ضحكو كلهم على كلامها وتعابير تذكار
اختفت ابتسامة تذكار : سبحان الله يوم صارت انا الي مسويته ما جازلك
مزون : اهوه بس كلي ولا اذلفي لا تصجينا
تذكار بتبويز : باكل باكل زين
سلوى : الا متى بتروحون تنفسون مرة ال عمار عشان ودي اروح معكم قبل نعود للبلاد
الهنوف : ايه ذكرتيني الله يذكرك بالشهاده .. خلونا نروح اليوم ولا السبت قبل نعوّد
الزين : خلاص اجل نروح لها على العصر وش قلتي يا امي
مزون هزت راسها : زين نروح لها ونروح لمرة راجس مسويه عمليه المره .. تخاوينا يا هيا؟
هيا الي كانت بجنب مزون ابتسمت : اي والله من يعيف خوتكم ياوخيتي
رسن : الحين حنا لا كبرنا بنصير نفسهم؟ ياليل مالي خلق
تذكار : عن نفسي والله ماني رايحه
مزون : ايه وش يرتجون منكم العرب مير انتم الثنتين محد يرجى سنع من وراكم
تذكار : جديده ترا بدت شخصنتك علينا!
اقبال : عن نفسي بروح عشان اتكشخ والله وناسه كشخه وقهوه ودنيا
مزون ميلت فمها : وقد هذا هو همتس الكشخه مالت بس انا اقول
لفت على تباهي الساكته واردفت بسخريه : وانتي يا امي عساتس ماتروحين توجبين العرب بكتاب وقلم
تباهي وسعت عيونها بتفاجئ : وانا وش دخلني الحين!
تذكار ضحكت بصوت عالي : لا جديده بالهواش لازم تسوي تحديد للكل
مزون : والله مابه سنع فيكم الا جمايل واشعار فديتهن
رسن قلبت عيونها : يا سبحان الله والمدح والغلا لهم بس وحنا مالت علينا
مزون رجعت تشغل الراديو : اصه بس اكلن ولا اذلفن عني شوفو لكن دبره
-
خيمة سهـاج/
وصل رباح الي تنهد من شاف عدم وجود بهاج وعرف انه طلع من درا بانهم رايحين يجيبون سهاج ،
قعد لحاله وهو يزيد الحطب ينتظر وصول نياف وسهاج لانه يعرف تمامًا كم نياف نشبه وماراح يترك سهاج بحاله الا جايبه ..
وفعلًا ما مرت دقايق الا ودخلو قبل يبتسم سهاج بسخريه : طبعًا انحاش وش كنت مرتجي منه غير كذا؟
نياف تنهد بصبر وهو يحس وده يكفخ بهاج كل تعبه راح على الفاضي
رباح بهدوء : تعالو بس سمو وخلونا نفطر والغايب الله معه
جلسو حول الفطور وهم يفطرون ورباح ونياف كل شوي يفتحون مواضيع عشوائيه و يحاولون ينعشون جلستهم عشان سهاج
بينما عند بهاج الي طلّع من الخيمه اول ما راحو لأنه ما يضمّن نفسه بهذي الاوقات كون اعصابه مشدوده ومتوتر مره ولا يبي يغلط على احد منهم اكثر من كذا كفايه عليه وهاج وسهاج! ورباح الي كانت بتقبع بينهم لو ما رباح ماكان هادي ومتفهم
راح يتمشى بلا أي هدف وهو لأول مره يعرف ان الانسان ممكن يوصل من حيرته اقصاها لدرجة انه ماعاد يفرق بين اي شيء حوله ، توه يدري إن الضيق الي ينسكب بصدر الانسان ممكن يجرعه لأحبابه من يزل عليهم لذلك قرر يقعد لحاله لين يهدا اهون عنده من خيبات محبينه الي شافها بعيونهم
مشى وهو يتمتم بصوت خافت :
ينتابني شيٍ ما يعلـم به الا الله
يجعلني اصد وجهي وأجلس لحالي ..
من ضيقة الصدر اخاف تخوني زله
وتجرح لها واحد في خاطري غالي
تنهد بعمق وهو يتمتم : يارب العباد لا تجعلني اتوه يارب لا تجعلني عالق في حيرتي
توجّه إلى مزرعة جده وهو يدخل بتسلقه للجدار من جهة النخل لأنه ما يبي احد يشوفه لو يدخل مع الباب ..
أرتكى على إحدى الشجر وهو يغمض عيونه و يفرك يدينه ببعض يحاول يدفي نفسه
عقد حواجبه وهو يحس بشيء إنرمى عليه .. فتح عيونه ودقق النظر وهو يشوف فروه مرميه قدامه رفع وجهه بإستغراب قبل يتفاجئ بالشخص الي كان واقف بعيد عنه
اردف بذهول : اشعـار!
اشعار بزعل : ايه اشعار الي من امس طالع ولا داري عنها
بهاج : كيف جيتي انتي هنا وش جابتس! *فز وهو يتلفت* بنت لا يكون شافتس احد من الرجال وانتي مقبله
اشعار بملل : بهيج علامك انت وغيرتك الدايخه ذي انا جايه من باب المطبخ كيف بيشوفوني بالله تحسبني اطامر الجدران مثلك
بهاج رجع يرتكي وهو يدفي نفسه بالفروه : كيف شفتيني؟
اشعار : كنت من امس الليل وانا عند الدريشه اراقب متى يشرف الاستاذ بهاج
بهاج ابتسم لا شعوريًا : كنتي تنتظريني؟
اشعار بسخريه : لا والله اخوي كنت انتظر الجني
بهاج كشر : لازم تخربين الرومنسيه يعني وبعدين وش قصة اخوي ذي! اشعار ترا بقوم اكسر راسك
اشعار ضيقت عيونها : لا والله جرب بس والله لا انتف شوشتك زي ما كنت اسوي وحنا بزران
ابتسم بهاج وهو يحس بالراحه من شوفتها : يا رحابة هالكون بوجودك يا اشعار
ابتسمت اشعار بحرج : خير وش جاك فجأه انت !
بهاج سكت لثواني قبل ما يحس بالغصه تجمّعت بوسط حلقه ، رفع راسه وهو يردف : اشعار اوعديني
تلاشت ابتسامة اشعار باستغراب : اوعدك بوش وش فيك ؟
بهاج ببحه : اوعديني إنك تحبيني دايم .. اوعديني انك ما بترضين على نفسك الالم حتى لو هو بسببي ، اوعديني انك ما تنسيني بيوم اوعديني اننا بنجتمع بهالحياة وانتي على ذمتي وحلالي مهما صار
بلعت اشعار ريقها وهي تشد على طرحتها : بهاج وش فيك ليش تقول كذا!
بهاج ابتسم بحزن وهو يغمض عيونه : اوعديني انك حتى لو نسيتيني ما تنسيني دفعه وحده على الاقل .. تنسين بيوم ضحكتي و اليوم الثاني صوتي .. والي بعده عيوني .. لا تنسيني دفعة وحده و لا تنسين حبي أبدًا وولا تساورك الشكوك حوله وولا يطري لك
اشعار بعصبيه : بهاج وش هالكلام وش فيك انت لا توترني وتخليني على اعصابي !
بهاج بابتسامه : ولا شيء يا روح بهاج .. هواجيس ومرت ادخلي لا ياكلك البرد
"كان يبتسم بطريقة غريبة، طريقة تُنذّر بالـوداع."
-
المغـرب/
وصّل خالد من الرياض بعد ما قال أخوه الكبير انه بيرجع أهله، كونه طلع عليه بحّث للتخرج و كتبه ناسيها بالبيت ..
دخل البيت وهو ياخذ كتبه وطلع مقرر يروح للخيمة لأجـل يشوف العيال وهو متلهّف لشوفتهم ومشتاق لهم حيل
دخل الخيمه وشاف رباح ووهاج جالسين .. ركض وهو يحضن رباح : ربييييح !
ابتسم رباح وهو يشد عليه بضحكه : توك تستوعب وجودي يعني؟
بعد خالد عنه وهو يجلس بجنبه : معليش الظروف الي شفتك فيها كانت ملخبطه
وهاج بتكشيره : والي جنبه يعني ماله حضن؟
خالد بحده : الي جنبه ما هو بحاجة حضني
رباح مسك راسه : تراكم صدعتو بي انا ما ادري اشوف الكبار ولا اشوفكم وش صايبكم!
نياف وهو يدخل : صدقوني انها عين ابو فهيد انا قايلكم خلوني اروح افلقه اخليه يذكر ربه علينا
خالد كشر : عوذه يالشر الي يسري بدمك يارجل !
نياف تربع وهو يناظر بيدينه قبل يبتسم بجانبيه : ماراح تقدر تعزف اجل
رباح انتبه ليد خالد قبل يمسكها بقلق : خويلد وش فيها يدك!
خالد بغموض وهو يدقق النظر بوهاج : ما فيها شيء عادي طحت بالجامعه
نياف ارتكى على المسنده وهو يبتسم ببرود مخيف : متأكد طايـح؟ اشك بصحة المعلومه
وسع رباح عيونه وهو يمسك راسه بذهول : وهيج انت الي مسببها له! ياكبرها عند ربي
وهاج بتكشيره : اف كانت بالغلط والله
نياف بحده : بالغلط اجل ؟ طول عمرنا وحنا نتهاوش كل هالسنين وولا واحد فينا مهما عصب ووصلت فيه لأقصـاه تجرأ يمد يده على الثاني حتى بهاج وسهاج الي طحنو بعض بالكلام ومسكو بعض من اياديهم الي تعورهم ما تجرأو عليها .. وش عذرك أنت استاذ وهاج؟
خالد بتدخل بكذب : حتى انا كنت غلطان عليه وضربته .. تعادلنا
نياف ضحك بصخب : لا قل والله ؟ كذا يعني رقعت الموضوع و هونت علينا يعني؟
رباح بتهدئة للأجواء : خلاص يا نياف خلهم بالطقاق يتصافقون لين يظهر الدم من روسهم دامهم رضوها على انفسهم رجال طول بعرض واخوه من سنين ويمدون يدينهم على بعض كنهم اطفال!
وهاج سكت بدون رد وهو يردد بنفسه لو تدرون وش الموضوع والله ان تعذروني ، خالد ناظر وهاج الي نزل راسه وتنهد بضيق لأنه الي يدري وش فيه بالضبط .. قام من مكانه وهو يجلس بجنب وهاج بهدوء ويحضنه من جنب
ابتسم رباح برضا بينما نياف صد عنهم بدون ردة فعل
وهاج شد على يد خالد وهو يردف : تدري اني اسف صح؟
خالد بضحكه : ادري آنك اسف انت وتعبيرك الخايس
وهاج تنهد براحه : والله امس واليوم كابوس كل ما ضحكت وانبسطت تذكرت وتنكدت
رباح ابتسم وهو ينكش شعورهم : وه ملحهم الصغار انا
خالد دف يده : ياخوي استح على وجهك وش صغيرينه!
نياف : على الاقل انتم خفيفين تراضون بعض بسرعه .. وش نسوي بالشيبان يعني
وهاج كشر : لا تجيب طاري احدى الشيبان انا اقول
نياف ببرود : والله عاد الشايب هذا اخوك الكبير رضيت ولا انرضيت بتراضيه غصب حتى لو هو غلطان
وهاج : يا اخوي وش طريقة مراضاتك الغصب هذي ابفهم انا!
رباح : حتى عمل الخير حقه عنيـف! عوذه صدق
-
الريـاض، بيت فاهـد/
كان يوقع على مستندات بين إيديه وهو بمكتبه قبل يكلم المحامي حقه وهو يردف : سجلت كل شيء بأسامي الي ذكرتهم لك ؟
المحامي : ايه استاذ فاهد .. وكل شيء ماشي تمام
فاهد : طيب بعطيك رقم بهاج ولد اخوي خلف ، هو الي بيكون مسؤول عن كل شيء بعدي
قفل فاهد وهو يحط الجوال بجنبه و يدقق بنظره على الأوراق الي قدامـه، قبل يجر خطاويه وهو يوقف قدام التجوري حقه .. والي كانت فيها أوراق خلـف الي تهاوشو عليها طول السنين .. وهو يحس بإن نهايته قربت من حمد وعبدالله! لذا بينجو بنفسه قبل يطيح بشرهم
تنهد وهو يدعي من كل قلبه إن بهاج يكلمه بالموافقه ويطيح هم المى من عاتقـه لأنه اثقله وكثير ،
التفت على صوت مها الي كانت تناديه بقلق
طلع بسرعه وهو عاقد حواجبه : وش فيك!
مها برجفه بانت بصوتها : المى .. مقفله باب غرفتها و ما بقى شي ما كسرته! .. رجعت لها الحاله فاهد رجعت!!!
بلع فاهد ريقه وهو يوسع عيونه قبل يركض لمكتبه مره ثانيه ويطلع المفاتيح الإحتياطية للبيت وهو يدور مفتاح جناح المى بينهم
-
إنتهـى.
أعذروني على الأخطاء الإملائية إن وُجدت.

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن