تصنّم بهاج وهو ما يدري شلون قادته رجوله لين حط اخوه في السياره، يدينه الي تلّم جسم أخوه المُرتجف صارت تشّد على اخوه بدون إحساس منه ، الكلام الي يسمعه من أخوه يحسه وكأنه نار تلهّب جوفه .. مكسور وبالحيل من حال أخوه ،
الدمع يحول بخده و الجرح الي تجدّد بصدره صار يهشم جوفه من الحرّه الي أستوطنت قلبه على أخوه
بهاج بهمس : اششش خلاص وهاج تكفى يا حبيب اخوك لا تقطع قلبي اكثر .. اهدى انت وخالد مافيكم شيء وولا حادث ابوي وجدي تكرر
وهاج الي زاد بحضن أخوه وهو يغمض عيونه بقوه من سمع "حادث ابوي وجدي" و هالكلمه تستفّز جرحه كثير
بهاج الي ما شاف منه أي رد لكن رجفته بدت تقّل ، شد بحضنه عليه أكثر وهو مو لاقي أي كلام يقوله وكأن لسانه انربط بهذي اللحظة لأنه مرتبك وكثير من حالة اخوه الي ما توقع بيشوفها بعد خمس سنين ، كان يشوف وهاج غير ما درى إنه مازال كسير ومجرد لمحه من جراحه القديمه بتنثر الي لملمه كل هالسنين
ظلو حاضنين بعض بقوه وكأنهم يواسون بعض بالصمت ويدارون جروحهم الي ادركو بهاللحظه بالضبط إن ظلالها مستحيل يفارقهم
بعد ربع ساعه من الصمت الي خيّم على المكان و خالد الي فضّل إنه يبقى يراقبهم من سيارته ولا يتدخل بينهم و اذا هدى وهاج يتطمن عليه.. أبتعّد وهاج عن حضن بهاج ووجهه المحمّر وعيونه الذابله ورجفة بسيطة كانت مازالت بيدينه توضّح لأي درجة أنهلك من الصياح
لف على الجهه الثانيه بدون أي كلام وبهاج تنهد بضيق من نفسه ومن حال أخوه لكن ما علّق ونزل متجه لخالد
بهاج : صارلك شيء ؟
خالد بنفي سريع : ما فينا شيء الحمدلله حتى السياره ما تضررت كثير .. وهاج شحاله؟
بهاج بضيق : لا تسألني هالسؤال بالذات لأني ما اعرف جوابه أبدًا .. وش صار بالضبط ؟
خالد بحيره : تصدق اني مدري ؟ كنت امشي طبيعي و سرعتي عاديه و الشارع فاضي تمامًا يادوب سياره او ثنتين يمرون .. شطفتنا سياره سرعتها كانت جنونية و فجأة بدون أي مُقدمات رجعت علينا بنفس السرعه ! من الروعه ومن الخوف من حالة وهاج ماقدرت حتى ألتّف وألقط سيارتهم او اللوحة ولا أي شيء !
بهاج بحده وعيونه أنقلبّت : يعني متعمدين؟
خالد : متعمدين؟ مااظن مع ان حركتهم كأنهم متعمدين فعلًا لكن ليش يبون يضرونا ووش مغزاهم من هالحركة؟
بهاج مسح على وجهه وبراكين داخله ماهدّت ، وقف وقبل يقفي : تقدر تسوق ولا تعال معنا
خالد : اقدر .. روحو انتم وطمني على وهاج
اومى بهاج وإتجه لسيارته و هو يحس بالنار بين ضلوع صدره يتلاعب كل ما تذكر منظر وهاج المنهار
ركب السياره والقى نظره على وهاج الي مازال بنفس حالته وشتت نظره يوم شاف سيارة خالد مرّت من قدامهم ، وقف لثواني وهو ما يبي يمشي وحالهم مكركب
بهاج بهدوء : تدري وش بودي الحين ؟ ودي اخذك واحطك بجوف قلبي واسكر عليك من خذلان الأيام وسود الليالي .. كان كل خوفي و خوفي الوحيد وهمي بالدنيا ما يلحقك ضيم لا انت ولا جمايل لكن شكل من خاف سلّم ما صدقت هالمره وما سلمت من خوفي وصار
وهاج رد عليه ببحه وضحت بصوته وهو مازال لاف : خذلان الايام وسود الليالي قدها صايبتنا يابهاج .. لا تخاف منها صارت من معارفنا
بهاج بوجّع : مصير الايام تزين ومصير الليالي بيكسيها البياض ، لاضاقِت عليك الوسيعة .. أنهب لك الراحه نهابة وأسرج لك خيول الرضى أنت بس ازهمنيّ وانا درعك من سود الليالي لكن لا اشوف فيك الضيق تكفى
ابتسم وهاج لا شعوريًا على كلامه والراحة والطمأنينة وكل الأمان أستوطّن صدره بعد هذيك المشاعر البغيضة،
ابتسم بهاج براحه من بسمة وهاج : ياحي هالمبسم الله يسامحك يومك تخفي زين البسمه ورا هالوجه
وهاج الي أستحي لا إراديًا ضرب بهاج : لا تكثّر حكي ترا مصدع
بهاج بضحكه وهو يلف على المقوّد : مصدع ولا مستحي ؟ ترا به فرق
زادت إبتسامة وهاج بحب : الله لا يخليني منك
ابتسم بهاج على جنب بدون رد، وهو ما زال بقلبه من الضيقه المتراكمه من هول الموقف و شكل وهاج الي عجّز ينساه وعجّز يروح عن باله والوعيد الي بداخله ما وقّف ، يا حرته حرّاه وهو يشوف حالهم و سبب وفاة ابوه وجده الي ما نساه بولا يوم .. كل يوم و هو اول ما يفكر به الصباح وأخر ما يفكر به قبل النوم هو الشيء ذا .. الكل شايف صمتّه ويحسبه سج لكن بعيدتن عن عقل بهاج هنيّة البال والنسيان ، مدامعه من القهر يحرّق خده و أفكاره الي تغزي راسه و توجعه .. ضغط بقوه على المقوّد بدون احساس منه وهو يتذكر وتمر باله أطياف غير مُرحب بِها
لمحه من الماضـي، قبل عشـر سنوات /
بعد مرور أسبوع على وفاة أبوه و جده و وهاج الي توّه طلع من المستشفى ولا ينطّق وطول الوقت يبكي ويرجّف جمايـل الي صاب حالها العجّب و تمسي وتصبح على صورة أبوها أمـه الي مازالت بغرفتها هي وزوجها ولا طلعت منها أبـد مخلينه يواجه الفاجعة الي حلّت على رأسه لوحده وهو بوسط المجلس الواسع الي كان قبل ايام مليان بالمُعزين الي واجههم لحاله بصمت غريب يداهم دواخله ..
دخل عمّه حمد وبجنبه عمه عبدالله وفاهد وراهم كان يخيّم عليه الصمت،
التفت بإستغراب من وجودهم وهم حتى عزا ابوه ما حضروه !
قام بحسّن نية بيسلم عليهم و يضيفهم و تصوّر بداخله إنهم كانو منشغلين بعزا جده و حزينين عليه و توهم يفضون يعزونه ..
ناظره حمد بكره وهو يدفه راده عن السلام : اجلس ياحبك للتمدّح ياولد خلف يبالفيت اني السنع السمّح بقوم اسلم واضيف
عبدالله جلس بلا إهتمام و عيونه تدور حوالين المجلس الواسع : ياكثر فلوسه المرحوم
حمد رجع نظرّه على بهاج الي كان متسمّر بمكانه بصدمة ، قبل يردف : أسمعني أنت ادخل مكتب ابوك وجب الملف البني وعليه خطوط سودا بسرعه
بهاج بتردد : ليش ! لا ما أقدر لين يجي المحامي و يشوف كل شيء خالي قالي كذا
حمد بغضب وقف : بعد لك وجه ترادد و معتزم بخوالك الفقر .. اذلف عن وجهي جبه ولا والله لا أدخل وامك داخل وانت بكيفك
هز راسه بهاج بـ'لا' بسرعه و ركض داخل متجّه لمكتب أبوه و هالة الغيوم السودا تحوم فوقه .. له أسبوع من تلقى الخبر وهو ما بكى أبدًا ! تعّب وهو يبي يبكي لكن دموعه ما تنزل .. من داخل يحس بإن حزنه وآلمّه ما يتحمله حتى عشر صدور ، بصدره آه لو يشرع لها ضلوعه ما هدا ليل نجـد العذية .. يحس بالغربة والتشتت ، مُراهق عمره ماتعدى الـ ١٧ سنة لقى نفسه فجأة بكل هذي الضغوط و ضغط جُملة "أنت الكبير الآن أنت رجال البيت والمسؤول عن اهلك" كانت عن كل الضغوط بالنسبة له
راح المكتب بخطوات مترددة و يده تنمّد و ترجع ما تنمّد ناحية الملف البني ، يحس بإنه غلط ومو يحس الا متأكّد لكنه مُضطر اهم شيء يطلعون الي ما يتسمّون من البيت بأسرع وقت ولا يأذون أهله ..
-
بالديـرة /
بيت مهنـا .. جالسين الزين و جمايل و مزون تحنّي يدين جمايل
مزون بإبتسامة : هاه شفتي يمي وش زين يدتس ذلحين وحمار الحنا فيها
جمايل وهي الي تعشق ريحة الحنا : والله أني احطه عشان ريحته بس مب صيدي لونها
الزين وهي تناظر الساعه و تراقب الباب لفت على أمها بطفش : يمه متى بيجي أبوي !
مزون بتكشيره : انتي علامتس من جيتي وأنتي تدورين ابوتس .. وش دراني عنه متى يجي ذلحين من مجلس لمجلس وداق الزين وضحكته اخر الحاره
جمايل الي ما قدرت تكتم ضحكتها : جديده منجدك تغارين عليه
مزون دفتها بخفه : ابعدي عن وجهي جتني حركات رسن و راسل هالحين
الزين ابتسمت : لا تنكرين يمه عادي وش حلاتكم
مزون تجاهلتهم وهي تحط الحنا الزايد بالطاسه وتغلفه بحذّر : بخليه على جنب لاجاو البنيات الباقيات حطيت لهم منه
الزين : مب حاط الا أشعار غسلي يديك من رسن وتذكار وتباهي
مزون بحده : مب على كيفهن يحطن الحنا تزيّن يدينهن الخاليه
قاطع عليهم دخول رائد الي كان بمُكالمة، أبتسم لمن شافهم بالصاله وقفّل
رائد وهو يبوس راس الزين : وانا اقول علامه البيت منوّر من الضحى طلعت الزين به
مزون بنقد : أي ضحى المذن بيذن الظهر الحين وبعدين وش مرجعك هالوقت
رائد : افا يعني ما تبيني أرجع ولا وشهو
مزون بتكشيره : ياحبك للتهاويل طالعن على ابوك ترفع الضغط .. تخبّر ماهوب قصدي ذا
الزين بضحكه : وش فيك حمقانه على ابوي اليوم
مزون بإنفعال : رفع ضغطي هالشويب اجل اقوله لا تتبخر بعود المناسبات ويقوم عناد يحطه ريحته تعجعج في البيت والديره
جمايل بهمس لخالها : وتقول منيب اغار
مزون ناظرتها بنص عين : تراي أسمع ما بعد أنصمخت
رائد : ماعليه يامي روقي خليه يتبخر ويتكشخ وش ناقصه الشيخ مهنا
جمايل : الا صدق وش جابك ذلحين
رائد وهو يسوي نفسه بيوقف : أطلع يعني ولا وش ؟
جمايل مسكته وهي ترجعه : ياخوي مب قصدنا بس لانك دايم ما تطلع من دوامك الا اخر الليل
رائد وهو يتقهوى : خلصت مناوبتي من أمس عشر الليل لين احدعش الضحى تبوني امسي عندهم بعد يعني
الزين برحمه : ياعويني عليك ياخوي ماترتاح
رائد ابتسم : هذا وولدك بيدخل مجالنا وبقوه
الزين ابتسمت لطاري وهاج : ياحلوه وياحلو طاريه عساني اشوفه اكبر جراح قولو امين
امنو كلهم بإبتسامة من ابتسامة الزين وكبر هقاويها في وهاج
جمايل بورطه ناظرت يدينها : جديده حبيبتي ما لقيتي تحطين لي الحنا الا هالحين وشلون بسكر على الغدا واغرفه
الزين : خليك بقوم انا
رائد فز وهو يمسكها : اقول والله ما تقومين ولا تمسكين شي بسكره انا ولا قضينا من الصلاة وجا ابوي وراجح غرفته
الزين جت بتتكلم لكن قاطعها رائد وهو يحط الفنجال : حلفت انا
مزون بفرحه : بيجي راجح الظهر؟
رائد هز راسه : ايه مكلمني يقول بصلي معكم الظهر قربت على الديره
رائـد / أصغر عيال مهنا ومزون، مُسعّف عمره ٣٢ سنه
راجح / ثاني عيال مهنا ومزون .. بناته تباهي صاحبه الـ٢١ سنة وتذكار صاحبة الـ١٩ سنة، وولده هباب صاحب الـ٢٥ سنة
-
عنـد نياف ،
طلع من دوامه بنفسية قافلة بعد ما تهاوش مع أكثر من عميل و أكّل تهزيئة من المدير .. لف على سيارة المدير وأبتسم بتوعّد : هين أوريك
مشى بخطواته متجه لها لكن توقّف فجأة لمن تذكر كاميرات المُراقبة و لف بسرعه على مبنى الشركة قبل يضيّق عيونه يحاول يشوف هي مشغلة ولا لا ،
كشر من غبائه : الله يا الذكاء يانياف اذا مو مشغلة ليه حاطينها مثًلا !
كمّل طريقه بتذمر و ركب سيارته وهو يشغل إحدى الشيلات و يرمي شماغه بجنبه وهو يدندن معاها مو منتبهه لـ جواله الي يضوي مره بإسم 'خالد' و مره بإسم 'سهاج' و كذا رقم من اهل الديره
-
إنتهى.