المى بتكشيره وهي تعتدّل بخمول: نعم خير انت كل ما حلّت لك القعده دخلت وش تبي!
سهاج برفعة حاجب وهو يتكي على الباب: لا والله؟ انتي مو ملاحظه هذا اليوم الكم ؟ وولا ملاحظه تصرفاتك وولا ملاحظه الهبال الي انتي تسوينه ولا عشاني ساكت لك وصابر تزودينها
المى بملل وهي تلف للجهه الثانيه تبي تنسدح: والله عاد ماطلبت منك هذا الشي تقدر تسلمني ورقة طلاقي وتتوكل
سهاج قرب منها وهو يسحبها بقوه قبل تنسدح: قومي قومي
المى بتوتر بلعت ريقها وهي تدفه: خير وش تبي
سهاج ابتسم بجانبيه لمن بدا يلاحظ توترها بعد كل هذي الايام وأخيرًا!
سهاج بهدوء: بتقومين قدامي تنزلين تسوين فطور وترجعين تلمين عفشك ونمسك الخط
المى انقبض قلبها بتردد: نمسك الخط؟
سهاج: فيه شيء ما فهمتيه من هالحروف؟
المى نزلت راسها وهي تفرك يدينها ببعض، ماتوقعت هاللحظة بتكون قريبة كذا، ماطلت وكثير بهالايام الي راحت لدرجة انها ببعض الاحيان تقفل باب الغرفة عليها! .. يجيها بلحظة رغبة إنها تمسك جوازها وشناطها وتطلع فعلًا لكن مو معاه ، تسافر لمكان بعيييد وتدور امها وابوها اللي اختفو لكن كل ما تفكر بهالفكره يزور بالها كلام ابوها وتوصياته وكلام عمانها وتتراجع
سهاج لاحظ سرحانها وكيف تفرك ايدينها لدرجة إنهم حمرو
قرب بهدوء وهو يفك تشابك أصابعها: اذا ماتبين نطلع هالحين ماعندي مانع لكن يدينك مالهم ذنب بالموضوع
بعدت المى يدينها بسرعه بتفاجئ: انت تحب تفجع الواحد ولا ايش يادفش!
سهاج عقد حواجبه: اخو من طاع الله! الشرهه والله على الي بيراعي مشاعرك يا ام لسانين والله منتي وجه مراعاة
المى رفعت حواجبها بكبرياء: نعم حبيبي ايش قلت؟ تراعيني لإيش؟ شايفني اصيح قدامك زي الهبلا ولا وش موضوعك
سهاج اومئ بتسليك: ايه صحيح اقول انتي بتسوين لنا عيشه نعتاش ولا شلون ترا ذبل وجهي من كثر المطاعم والخبز والجبن الي اكلتهم هالايام اللي راحت
المى بتأفأف: مااعرف اطبخ ممكن تطلع بكل هدوء مثل ما دخلت وتخليني بحالي؟
سهاج سحبها من جديد وهو يقومها من السرير بتهديد ونظرات جديه: ورب البيت ان ما قمتي لا أشيلك وانتي بكيفك تبغين اشيلك؟
المى شهقت من حركته المفاجئه وهي تبعده بقوه وتوقف بتذمر: وربي آنك مريض مانت صاحي انا بفهم ابوي كان بعقله لمن قالي رجال كفو وعاقل واخلاق والكل يمدح فيه؟ ماني شايفه ولا شي منها!
سهاج بحده: لو ماكنت كذا كنتي ماشفتي نفسك الى الان بهالغرفه ، خلصي وانزلي ماني جني انا ارتكز لحالي ترا طفشت من هالوضع لانتي الي مخليتني مع اهلي وربعي ولانتي الي قاعده معي وماغير اراقب في هالجدران والبيبان واسمع جنونك وارتاع احسّب فيك شيء ولا أحد هجم عليك اخر شيء بس تصارخين من فراغ مصدعه فيني من يومين اتقي الله انا شفت منك بيومين الي ماشفته من سنين! تراي زوجك ماني حي الله شخص مهما سكت لك وعطيتك فرص عشان ابوك الي وصاني عليك حاولي لا تنسين هالشيء
طلّع وخطواته المتسارعه تبين لأي حد هو عصب فعلًا، بلعت المى ريقها وهي تهز رجولها بتوتر .. قاعدة تهرب من هالمعلومه والحقيقه لكنه مُصر بكل مره يذكرها فيها ! هي الى الان ما استوعبت طلاقها من الوافي بمرور كل هالسنين وشلون يبيها استوعب إنها زوجته بيوم وليله؟
تنهدت بمراره وهي تستغفر قبل تمسح وجهها بكفوفها وهي تاخذ لها اول لبس طاحت عينها عليه وتدخل الحمام بسرعه تبي تنزل قبل ما يفصل عليها اكثر .. هي حاسه ومتأكدة انه يعرف شيء عن موضوع ابوها وامها لكنه مايبي يتكلّم ، ما دخل بالها أبدًا سالفته الي قالها وتبي تسحب منه الحكي وتعرف اراضيهم وين وليش تخلو عنها وابعدو
سهاج اللي حط رجل على رجل وهو جالس بنص الكنبه ويلّف مسباحه على إيده بطفش ، يا عوبها هالبنت هذا اللي فكّر فيه !
ناظر ساعته وهو يلاحظ مرور اكثر من ربع ساعه ووقف وهو يزفر بضيق ، مافاد ولا شي حتى حدته ماجابت نتيجه .. هدوء وجرب معاها حده وجرب ولكن ولا شي فاد كيف بيتعامل مع هالعنيده ؟
دخل المطبخ بعد ما يأس انها تجي و فتّح الثلاجه قبل يجعد وجهه من الريحه اللي طلعت منها ، اغلب الاغراض منتهي تاريخها !
رفع راسه على صوت خطوات وصوت المى الي اردفت بقرف : هذا ايش ! انت ما تتسبح ولا ايش
سهاج بذهول: اعقبي والله ان ريحتي زينه مب مني من الثلاجه *قرب منها وهو يقرب ثوبها منه* شمي شمي توني متروش الصبح
المى كتمت ضحكتها على شكله وهي تبعد: زين خلاص صدقتك .. شفت مافيه اكل كل شي خاس روح جب لنا من مطعم وخلاص
سهاج بنقد: الحين بدال ماتقولين امش نشتري اغراض واسوي لك فطور تقولين جب من مطعم!
المى بملل وهي تلعب بخصلات شعرها: قلت لك ماعرف ، اترجمها لك بأي لغة عشان تفهم؟
سهاج بذهول: كيف ما تعرفين ! اجل كيف تاكلين انتي واهلتس تخلين امتس الي تطبخ وانتي متكيه
المى : الخدامات الي كانو يطبخون ، حتى هم اختفو مع اختفاء امي وابوي سبحان الله !
سهاج بتصريف وهو عارف انها تلمح له : روحي البسي عباتك وتعالي
المى: ليش!
سهاج: وشو ليش بنروح السوبر ماركت نقضي الاغراض
المى بطفش : لا مالي خلق ولا اعرف اطبخ يا اخي روح انت واطبخ انت
سهاج : اعقبي انا اطبخ وانتي قاعده !!! يا نطبخ سوا يا لا
المى ابتسمت بوسع : اجل كلنا لا خلاص تعادلنا؟
سهاج بإصرار: خلصي علي جيبي عباتس وانزلي
المى زفرت وهي تطلع بغضب: اللهم طولك يا روح! وربي انك نشبه ياخي
سهاج تنفس بعُمق وهو يكلم نفسه بينما يشد على ايدينه يحاول يتمالك نفسه: ماعليه يا سهاج ماعليه امسك نفسك ولا ترد عليها انت اكبر من كذا
المى فتحت درج العبايات وهي تاخذ اول عباية من الصفه، إتجهت لـ درج الجزم وهي تزم شفايفها بتفكير بينما تناظر فيه بتركيز وهي تناظر باللون الخفيف بالعباية وتحاول تقارن هو نفس الدرجه او لا
سهاج الي طفش من الانتظار دخل الغرفه وهو يطق الباب المفتوح بقوه: سنه على ما تلبسين انتي خلصيني ترا طفشتيني
المى بانزعاج وهي ترفع صوتها عشان يسمعها من غرفة الملابس: اسكت خلني اركز
سهاج باستغراب وهو يتبّع الصوت لين استقرت رجوله بغرفة الملابس: انتي وين بسم الله هذا ايش تركزين بوش!
المى رفعت الجزمه وهي تقربها من العباية: شوف نفس اللون ولالا؟
سهاج عض على شفايفه بغضب: الحين انتي مأخرتني على هذا السبب؟
المى بتكشيره: لا تصارخ علي خير ! جاوب على قد السؤال
سهاج بتنهيده وهو يسلك : ايه نفسه ممكن تلبسين وتنزلين الحين ؟
المى رجعت تناظر بالجزمة بعدم اقتناع لكن حطتها وهي تتجه لدرج الشنط
فتح سهاج فمه بذهول وهو يشوف كمية الشنط الموجوده وإتساع الغرفة المليانه الوان واشكال من الملابس والجزم والاكسسوارات والشنط
سهاج: هذا ايش! انتي فاتحه سوق هنا ولا وش العلم
المى بإستنكار: افتح سوق بغرفتي ! الله على الذكاء
سهاج وهو يحط يده على راسه وهو مازال يتأمّل الغرفة همس لنفسه : عز الله انك رحت فيها يا سهاج
المى باستغراب رفعت راسها : تتكلم معاي؟
سهاج بتنهيدة يأس وهو يتكي على الجدار : لا ابد سلامتك تسوقي خلصينا
المى بضحكه لا إراديًا: أتسوّق !
سهاج ابتسم على ضحكتها : اجل هذا وش تسمينه
المى بعفويه وهي تسحب احدى الشنط : ماهو سوق ولا هو اسراف مثل ما يدور في بالك بس لأني مهتمه في الموضه واشتغل فيها
سهاج عقد حواجبه باهتمام : تشتغلين فيها ؟
المى اتجهت له تحديدًا للمرايه الي بجنبه وهي تلبس عبايتها : ايه ، انا مصممة ازياء
سهاج لا إراديًا ارتفعت إيده وهو يدخل الشعره الي طالعه من الطرحه: شعرك طالع
المى أنحبسّت أنفاسها قبل ترمش بتوتر وهي تزيح وجهها بهدوء ظاهري
سهاج تحمحم قبل يردف : انا بنزل تعالي لا خلصتي يا المصممه
نزل بخطوات سريعه وهو يبتسم بداخله : لو داري الصراخ بينفع معاها كان مصارّخ من زمان!
ركب السياره وهو يناظر القصر بعيونه ويفكر بتأمّل، كيف بيخليها تطلع منه ؟ ماله الا حل واحد وبينفذه!
دقايق الا وجسدها يستقر بجنبه وهو الي حس برعشة يدينه تزداد وهو يثبّت إيده على المقوّد، أول مرة تركب بجنبه بنت ، اول مرة تدخل سيارته بنت غير خواته ! يحس انه نسى كيف يسوق حتى
المى بملل: شغل شيء نسمعه
سهاج بتوتر : السلك قدامك اشبكي جوالك به
المى مدت يدينها وهي تاخذ السلك، ثواني حتى ابتسمت بإتساع من أشتغلت أغنيتها المُفضلة
سهاج عقد حواجبه وهو يسمع اغنية باللغة الأنقليزية وولا هو فاهم شي من اللي ينقال
مد يدينه وهو يرخي الصوت: انتي وش مشغله لنا!
المى باستغراب: وش فيك هذي اغنية المغني *** المشهور معقول ماتعرفه؟
سهاج بانزعاج: لا ماعرفه غيري حطي ابو نوره ولا عبدالمجيد حطي شي صاحي
المى بعناد رجعت يدينها على المسجل وهي ترفع الصوت: لا ابي هذي لا خلصت حط الي انت تبيه
سهاج مد يدينه مره ثانيه وهو يرخي الصوت: الحين انتي وش عرفتس وش يقولون ! يمكن يسبوننا
المى ناظرته لثواني قبل تنفجر ضحك: بالله عليك هم يعرفونك أصلًا عشان يسبونك ! بعدين افهم وش يقولون ما يسبون ارتاح
سهاج باصرار: حطي ابو نوره
المى مدت يدينها تبي ترفع الصوت بذات اللحظه الي مد فيها سهاج إيده يبي يرفعه
رمشت المى بتوتر وهي تبي تسحب يدها قبل يرّص سهاج أصابعها على المسجل وهو يحركه بهدوء: بعد هالاغنيه بتحطين اغنيتي
اومئت المى وهي تسحب يدينها منه وتتنفس الصعداء وهي ترجع لمقعدها بشكل مُعتدّل، بينما سهاج ابتسم بجانبية وهو حاب التأثير الي يشوفه عليها بعد ما كانت جامدة تمامًا!
وصلو السوبر ماركت ونزلو وهم يوقفون عند العربيات
سهاج : خلينا ناخذ الصغيره ما راح نكثّر أغراض
المى بعناد وهي تسحب الكبيره : لا ابي الكبيره باخذ اغراض انا
تنهد سهاج وهو يفرك جبينه بينما يسحب منها الكبيره على مضض : شرفي استاذه المى الله يعيني ولا ارتكب جريمه
المى ناظرته بإستفزاز : ما تقدّر !
سهاج بملل : ايه زين امشي خلصي
المى بتفكير : اسمع اول شي نروح ابي اخذ بندق ما افطر بدونه
سهاج ناظرها برعب وهو يفز : اخوك ياصبي وشهو !
المى عقدت حواجبها : بسم الله وش فيك انت اقولك بندق بندق
سهاج : بنت انتي صاحيه ولا بتس شي وش بندقه وش تبين به !
المى : حشى قايله لك ابي منكر انا ! كله بندق شفيك
سهاج عدل جلسته بخرعه : انتي لا يكون تبين تذبحيني وتخلصين مني مرتن وحده !
المى بصدمه : اذبحك ببندق ؟ وبعدين ليش اذبحك ياخوي وش فيك انت مو صاحي هذا كله عشان قلت لك ابي بندق؟
سهاج بلع ريقه : اجل وش تبين به وش بتسوين به يامصيبتك ياسهاج طلعت تتعامل بالبنادق من تبين تقنصين
المى بعصبيه : انت وش فيك انهبلت وش اقنص وش تخربط انت على راسي
سهاج بتنهيده : اسمعي بجيبه لتس خلاص زين بس فالمزرعه بعدين وانا جنبتس وما تسوين به شي سامعتني؟
المى وهي شوي وتنهبل : تراك رفعت ضغطي اسوي فيه ايش وبعدين وش القوانين هذي ترا كلها اكله ليش حبكت اكله بالمزرعه
سهاج رمش ثواني يستوعب : اكله ؟
المى باستغراب : ايه اكله اجل وشهي والله ان فيك شي انت لا يكون ابوي مزوجني خبل
سهاج عقد حواجبه بعدم استيعاب : كيف اكله!
المى : بندق نفسه نفس الفول السوداني والشوكولاته والجوز واللوز ماتعرفه؟
سهاج سكت ثواني قبل ينفجر بضحك وهو يعدل غترته : وانا احسبتس تقصدين البندق المسدس
المى بخرعه : بسم الله وش مسدسه انا مافعمري مسكت مسدس صاحي انت
سهاج : ولا اقول هذي قدها متمرسه في الشغله المره واصله للبندق ماعادهو مسدس وبس
المى بضحكه : وانا اقول وش في وجهه انخطف وسوالي هالمحاضره .. اثاريك خواف يا سهاج
سهاج بجحده : تعقبين مانيب خواف متى خفت
المى عدلت وقفتها بحماس : اجل علمني على البندق الي تقوله انت عشان كل ما طقت فبالي اهددك به
سهاج كتم ضحكته وهو يرفع حاجب بحده : و تبين تهدديني بعد وانا الي اعلمك فوقها يعني شين وقوي عين ! اهبي
المى كشرت وهي تتقدّم بخطواتها عليه : أشوفك ما خذيت شي مو انت الي مزعجني من صباح الله خير تبي السوبرماركت والفطور؟
سهاج لحقها بالعربيه : أخذي الي تبين اول بعدها باخذ الي ابيه
المى بتفكير وهي تناظر الرفوف : اممم باخذ بس بندق وتوست بريوش وزبده وقرفه وعسل وكولد برو جاهز
سهاج عقد حواجبه باستغراب : هذا وش الحين لا يكون فطور !
المى : اجل وشهو اذا ما هو فطور
سهاج بإستنكار : احد يفطر خرابيط ذي !!! انا اخبر الفطور قرص عصيده عريكه مع شاهي كرك ولا شاهي نعناع بعدها تمر ولا قشد مع قهوه وش هالخبال الي تقولينه
المى قلبت عيونها وهي تحس بغثيان : من ياكل هذي الأشياء على الصباح!
سهاج: انا
المى لفت يلا اهتمام : اجل سوها لعمرك
سهاج بملل: وانتي وش تعرفين تسوين غير خبالتس ذا
المى: ماعرف الا هو
سهاج وسع عيونه : حتى قهوه وشاهي ماتعرفين!!!
المى: شوف الشاهي اعرف له شوي اما القهوه ماعرف لها نهائيًا
سهاج باصرار: انا طيب ابي قهوه وشاهي وشلون الحين
المى بتسليك: زين بسوي لك لا رجعنا
سهاج بحماس: اثرتس تعرفين ولا تبين تعلميني يلا اجل عجلي عشان تسوين لي
المى قلبت عيونها بلا رد وهي كل ما شافت شيء حطت بالعربه نذاله حتى الي ما تحتاجه لان سهاج الي بيدفع وسهاج وراها يهاوشها عشان ترجّع الأغراض،
دخلو البيت وسهاج يتذمّر من كمية الأكياس اللي شايلها والمى قدامه ما معاها شي
سهاج بغبنه : الحين يوم ما تشيلين معاي ليش كافي الحساب عن مية فاتوره
المى ببرود : الرجال الي يشيلون مو البنات
سهاج عض شفايفه بقهر: والحين تبين تقنعيني ان كل هالاغراض بتستخدمينها ؟
المى ضيقت عيونها عليه : انت لا يكون بخيل !
سهاج تنهد بيأس : انتي تسمعين زي ما انا اتكلم ولا شلون وضعك يعني
المى بلا اهتمام وهي تدور بين الاكياس : ما اسمع أصلًا
سهاج وهو يشيل اكياس النواشف : امشي نسوي الفطور وتاكلين اكل صاحي اول تالي كلي خرابيطس هذي
المى وهي تشيل البندق بحماس : مستحيل أفوّته !
سهاج قلب عيونه بملل وهو يشيل باقي الاكياس للمطبخ
المى بسرعه : بسوي الفرنش توست اول
سهاج بطفش : والله مدري وش تخبصين بس سوي الي تسوينه ابي اكل وبس ميت جوع ضبطي لي الشاهي والقهوه مع التمر والنواشف على ما اروح اشوف كفر السياره
المى : ايه طيب رح بس
سهاج ضيق عيونه وهو يطلع : ليش احسك تسلكين لي؟
المى بطفش : تراك طفشتني ياخوي مانيب اسلك وش فيك انت
سهاج غمض عيونه بقهر: قولي اخوي مره ثانيه وبوريك وشلون انا اخوك
المى بلعت ريقها بتوتر وهي تخفي خوفها: خير انت تهددني بعد والله ما اسوي لك الفطور
سهاج ضحك لا إراديًا على خوفها وكيف تسوي مو خايفه وطلع بلا رد بينما المى تنفست براحه : وجع كاتم على انفاسي كتم! وش اسوي للشايب هذا شلون اسوي القهوه والشاهي!
ناظرت الأغراض الي قدامها بحيره بينما سهاج طلّع لبرا وهو يعايّن كفر السيارة الي طّق اول ما وصلو،
زفر بملل بعد مرور نص ساعه وهو جالّس على طاولة الطعام قبل يصارخ للمره المليون: بنت وينتس! انا قايل تسوين مفطح ولا وشهو
المى بتذمر وهي تطلع من المطبخ بصينيه بإيدها: بطيت اذوني قسم بالله يا مزعج
ابتسم سهاج بوسّع من شاف الشاهي وهو يسحبه منها : يامرحبا في ذمتي!
جلست المى قدامه وهي تحط الفرنش توست وتوست البندق بجنبهم البلاك كوفي ، بينما قدام سهاج زمزمية شاهي ونواشف مع انواع من الخبر وتمر
بدو ياكلون بينما سهاج كل شوي يرفع عيونه عليها،
زفرت المى بطفش وهي تلاحظ نظراته: انت وش تبي ! اكل زي العالم وفكني
سهاج بفضول: عندي سؤال
المى همهمت: وشهو
سهاج : هالحين انتي شوشتس صفرا صدق ولا
المى : اول شيء اسمها شعرك مو *بتقليد له* شوشتس ثاني شيء اسمه اشقر مو صفرا وآخرًا لا صبغه
سهاج شرق بالشاهي من الضحك وهو يسمع كيف تنطق: شوشتس اجل ليتس ماعاد تحكين حكينا الا اقول وراه مسويه شاهي وبس وين القهوه
المى بورطه: وش قهوته ماقلت انت
سهاج رفع حاجب: ابن سيف الا قايلن لتس سوي قهوه وشاهي
المى : شف تبي من الاخر؟ ماعرف اسوي قهوتكم هذي تبي بلاك؟ ترا طعمها يجنن
سهاج عقد حواجبه: وش بلاك هذا وش تقولين انتي يابنت ابي قهوتنا بعدين كيف ماتعرفين قهوتنا
المى بطفش: ياليل عاد بسوي بلاك وبتشربها بعدين عادي تجرب قهوه بنوع مختلف
سهاج: يابنت اقولتس ابي قهوتنا وش بلاك وش تخبصين انتي فوق راسي
المى: البلاك قهوه اجنبيه ياجاهل شوف عاد اذا تبي تشرب اشرب ماتبي بكيفك .. كفايه اني دخلت المطبخ ياشيخ
سهاج بنقد: ذلحين يعني تعرفين قهوتهم ولا تعرفين قهوتنا اعقبي ليه انتي بنتنا ولا بنتهم!
المى هزت راسها بتسليك وهي ترفع كوبها: طيب ذوقها انت اول
تنهد سهاج وهو يتحسر على حاله: هذي اخرتك يا سهاج.. انت الي قهوتك معروفه بالديره كلها ومعروف انك ماتكيف الا على الشقرا بتشرب قهوة اجانب اهب عليك يا المى اهب كانتس بتجيبين اخرتي وانا ما تميت معتس حتى اسبوع
ما حس الا بـ المى وقفت جنبه وهي تشربه من كوبها بحماس: ذوقها بالله وقل لي كيف
سهاج شرق بالقهوه بسبب انه كان مسرّح بوجودها وقربها منه ولا انتبه لها حتى وهي تحط الكاس عند فمه،
المى كتمت ضحكتها وهي تبعد: وش فيك!
سهاج تجعّد وجهه من مرارته: مُره هذا ايش الله يديم النعمه شلون تشربينها انتي !!
المى بضحكه على وجهه وهي ترجع لمقعدها: والله حلوه بس انت مو متعود عليها ، بس تتعوّد بتعجبك
تنهد سهاج وهو يرخي راسه على الكرسي ويتذكر قربها بجنبه وقهوتها اللي شربها من بعدها ونطق لا شعوريًا: ان كان بشربها منتس لا والله انها زينه
المى عقدت حواجبها : ايش؟
سهاج فز وهو يمسك ببيالته الي معروف عنه هوسه بالشاهي وكيف يضبطه ولا يشرب اي شاهي، شرّب شاهيها السامج الخفيف وهو يتمتّع فيه ويشرب بياله ورا بياله بدون مايحّس على نفسه : ولا شي
-
بيت راجـح/
وقف هباب وهو مرتكي على سيارته وعيونه على بيت عمه رابح الي بجنبه ، قطع عليه خروج امه وتذكار وتباهي
أستعدّل بوقفته وهو يركب السياره بينما تذكار مضيقه عيونها عليه
هباب بانزعاج: خير انتي وش تشوفين لا ابط عيونك
تذكار ببرود: تدور حرش ولا وش سالفتك!
ام هباب بذهول: وش فيكم بسم الله
هباب بانزعاج: انا ادري عن بنتك ذي وولا كني اخوها الكبير ضاربه فيني عرض الحايط
تذكار وسعت عيونها: خير وشني مسويه انت من الصبح وانت تدور احد تحط حرته فيك بس انتبه عاد مب تذكار الي تحط الحره فيها فاهم؟
ام هباب بحده: بس بس اقطع انت وياها ووجع ضرب بطونكم كل واحد كبر الباب وباقي تتهادون كانكم ورعان انطمو لا اجيب ابوكم عليكم هذا الي بيتزوج بكره فالح لي حاط دوبه دوب اخته الصغيره
ابتسمت تذكار بإنتصار وهي تحط رجل على رجل وترفع حواجبها باستفزاز لهباب
هباب بانفعال: شوفيها وش قاعده تسوي و تبيني اسكت !!!
ام هباب لفت على تذكار وهي تقبصها: انتي اعقلي بعد وخلي عنك العوابه
تذكار بوزت وهي تتربع وتحط يدينها على خدها بملل
وقفو قدام بيت نايف وطلعت الهنوف وتباهي نزلت عند البنات
الهنوف ركبت السياره وسلمت عليهم قبل انتظر تذكار باستغراب: مانتي نازله عندهم؟
تذكار: لا بروح معكم عشان اخذ جمايل
الهنوف اومئت قبل تناظر هباب بابتسامه: يقولون بعض الناس بيتزوجون
ام هباب بضحكه: ايه ما بغى ينطق ويقول اخطبو اقبال
الهنوف: عاد من صغرهم وهم معروفين لبعض عسى ربي يوفقهم ويتمم عليهم
تنهد هباب بمراره وهو يشّد بإيدينه على مقوده بينما تذكار كاتمه ضحكتها عليه
ضيقت عيونها وهي ودها تجلّطه ورفعت جوالها بسرعه وهي ترسل لإقبال تتصل عليها ضروري ، لين سمعّت صوت الإتصال واردفت بابتسامه : سبحان الله الطيب عن ذكره هذي زوجة هباب تتصل
هباب ناظرها بحده من مراية السيارة بينما الهنوف ابتسمت بوسّع : افتحي سبيكر اجل خل نطقطق عليهم
اومئت تذكار بحماس وهي تفتح الخط: وربي انك جوي يا عميمه
هباب سب تذكار في داخله وهو يهز رجوله بغضب
اقبال بصوت مبحوح : هلا تذكار وش بغيتي
الهنوف بابتسامه : يقولون ان اقبال بتتزوج صحيح هالحكي ولالا
اقبال باستغراب : عمتي الهنوف! وش جابك عند تذكار
تذكار: رايحين نودي امي وعمتي الديره ونجيب جمايل
ابتسم هباب من الفكرة اللي لمعّت في باله قبل يلّف على تذكار بسرعه اللي ناظرته بتفاجئ
اقبال بتضييع للموضوع : اجل رسيتو على بيت عمتي الهنوف؟
الهنوف ضحكت: اجل تبين تصرفين الموضوع!
هباب : خلوها تتجهز بنمرها
تذكار : تمرها! نعم ليش
الهنوف ضحكت بصخب : تبي تستغل الفرص أنت ولا وش وضعك
ام هباب قرصته من جنب : اركد ياولد والله لو يدري ابوك ماغير يقطعك .. تذكار بنت لا تقولين لها شي
هباب كشر وهو يرجع ويجعد وجهه بقرف ، يحسبونه ميت عليها وهو يبي يسفل فيها
رجّع نظره لجوال تذكار وهو يدرّك إن ماله غير هذا الحـل !
-
وهـاج/
نزّل مع ريحاب وهو يجلس على كرسي التدريب ، قربت ريحاب منه وهي تمسك بإيده مما خلا وهاج يفز بسرعه
ريحاب بخرعه : بسم الله وش فيك
وهاج بحرج وهو يحس بالحر : لا لا ولا شي
ريحاب رجعت تركيزها على يده قبل تتجه ليده الثانيه وهي تمسكها وتحركها : كيف تحس؟
وهاج حاول يخفي توتره وهو يحس بقلبه من قوة نبضه بيطلع من صدره : ولا شي
ريحاب باستغراب : كيف ولا شي !
وهاج تنهد وهو يبي يطلع وبس .. ماهو قادر حتى يميّز إحساسه حاليًا غير شعوره بالتوتر والحرج
ريحاب شافته ساهي فأتجهت ليده الثانيه وهي تشدّها بقوه مما خلاه يصرخ بألم وهو يدفها : وجع
أستوعب وش سوا ووقف بسرعه وهو يروح لها : تعورتي؟ معليش والله العظيم بالغلط ماني قاصد سحبتيني فجأه
ابتسمت ريحاب بهدوء: ماعليه حصل خير، أرجع مكانك .. دامك تألمت فهذا مؤشر خير
وهاج بتكشيره وهو يغمض بألم : كيف مؤشر خير وهي للحين توجعني
ريحاب أقتربت وهي تاخذ يدينه بين يدينها قبل تثنيها وترجع ترفعها من جديد : معناته إنك ما زلت تحّس بـ حركة عضلاتك و لا عاقها الإلتهاب
وهاج اردف بأمل: يعني يمديني أرجع الجراحه ؟
تنهدت ريحاب وهي توقف عن الحركه قبل تناظره بجديه : وهاج لازم تستوعب هذا الموضوع عشان تقدر تكمّل باقي حياتك طبيعي وتبدأ طريقك وتبني احلامك من جديد .. لازم تترك الماضي عشان تقدر تستقبل الحاضر وتبني المستقبل
وهاج ناظر الارض بلا رد بينما ريحاب رجعت تمسك يده من جديد وهو فز بخفيف وهو يحس بقشعريره
وقف بسرعه وهو يبعّد عنها يحس ماعاد يقدر يكمل: يمدي نكمل باقي التمارين بعدين ؟
ريحاب بهدوء : الجمعه والسبت عندي اجازه ، الأسبوع الجاي اختبارات صحيح ؟
وهاج تذكر موقفه مع خالد وعض شفايفه بقهر
ريحاب : على العموم استجابة إيدك اليوم جيدة ، تعال لي الاحد .. وراح نكمّل الموعد الاحد إلى آخره أو ما عاد بأستقبلك استاذ وهاج !
وهاج اومئ بشرود وهو يطلع قبل يناظر بالشخص الي وقف قدامه بابتسامه: أخيرًا جيت يا وهاج
وهاج ابتسم: هلا فيك دكتور ثنيان .. سوايا خالي
ثنيان : والله زين ما سوا فيك ، وش اخبارك وش اخبار بهاج والاهل ان شاءلله كلكم بخير
وهاج : الحمدلله الله يسلمك شخبارك انت
ثنيان: ماعلي خلاف .. كنت ابي اسالك عن رقم بهاج نسيت أخذه منه هذاك اليوم، نسترجّع ايام الماضي
وهاج بإستغراب: ايام الماضي؟ انت تعرف بهاج؟!
ثنيان اومئ: ايه كان معاي بالدفعه قبل يحول من الطب لإدارة اعمال
وهاج بذهول: بهاج كان يدرس طب!
ثنيان عقد حواجبه: ما تعرف؟
وهاج نفى وهو يبتسم بترقيع: لالا اعرف بس نسيت تخبر مر سنين على الموضوع عطني جوالك أسجّل رقمه
عطاه رقم بهاج وراح وهو الى الآن مستغرب، أردف بشرود: بهاج كان يدرس طب ! كيف وليش ماقال لأحد فينا وليش غير تخصصه؟! وش بتخبي اكثر يابهاج وش!
ناظر رائد المرتكي على الجدار بملل الي عدل وقفته وهو يناظره باستغراب : خلصت؟
وهاج بكذب: ايه عشانه اول موعد يشوفون مدى استجابة اليد بس
رائد : زين اجل يلا امش نرجع
وهاج: انت عندك شغل هنا ؟ اذا عندك خلّك .. بطلع مع راسل ولا خلصنا نرجع الديره مع بعض
رائد : وين بيجيك ؟ اوديك بيت رابح
وهاج اومئ: ايه ودني بيت رابح
رائد وهم يطلعون : يلا اجل .. وش فيه وجهك مخطوف ما كأنك على بعضك ؟
وهاج بتنهيده : لالا ابد ما علي خلاف
رائد اومئ وهو يشغل السياره وعيونه على جوالـه، قبل يشّد على جواله بقهر من لمن ما شاف منها أي رد مع أنها فتحت الرسالة ! متعمدة تستفزه
وصّل وهاج لبيت رابـح وإتجه على طول بأقصى سُرعته لـ بيته
تنهد براحه وهو يدّف الباب : على الأقل الباب هالمرة مفتوح!
دخل و ما أستغرب هدوء البيت كان كما العاده هناي عند وردها و عزام يلعب بالألعاب
رفع عزام نظره وبوّز من شاف أبوه ورجع يكمل لعبه بلا إهتمام
رائد يإستغراب : عزام بابا وش فيك ما تبي تسلم علي؟
عزام : لا ما ابغى اسلم عليك
رائد بتفاجئ وهو يجلس جنبه ويجذبه لحضنه : افا تقول كذا لبابا؟ ترضى بابا يزعل؟
عزام بسرعه : لا ما ابغى بابا يزعّل بس أنت امس خليتني انا وماما نصيح
رائد بتنهيده وهو يشّد بحضن ولده له : اسف يا عيون بابا .. اسف لأني ما صرت بابا كويس ولا صرت زوج كويس مُمكن بس تسامحني ونروح نخلي ماما تسامحنا ؟ أوعدك بنطلّع اليوم بدال طلعة أمس
عزام بحماس اومئ: ايه اكيد بس شلون بنخلي ماما ترضى؟
رائد بتفكير : هممم ممكن الورد يرضيها؟ تتوقع بترضى؟
عزام : ايه صح ماما تحب الورد كثير حتى اكثر منك بابا بس هي عندها ورد كثير في الحديقه ليش نجيب لها
رائد نكش شعر عزام بتكشيره : ادري انها تحبه اكثر مني مايحتاج تذكرني ، بس أكيد الورد من عندي غير!
عزام : بابا انت واقف بنفسك كثير
رائد دغدغ عزام الي تعالت ضحكاته بابتسامه : من صبح تحجرلي يا النتفه احترم بابا
هناي الي بـ الحديقة من أول ما سمعّت صوت الباب دخلت المطبخ وهي توقف عند الباب الي يطلّع للحديقة تراقبهم وتسمع وش يقولون ، أبتسمت لا إراديًا وهي تشوف عزام بحضن رائد وضحكاتهم تتعالى
تنهدت بحُب وهي تهمس: طول عمره غبي ما يدري أني احبه اكثر من الورد واحب الورد عشانه!
رائد بهمس لعزام : وش رايك ندخل المطبخ نسوي كيكه لماما؟
عزام بتفكير: بس يا بابا انت انت ماتعرف تطبخ! كذا ماما بتزعل اكثر لمن تشوف المطبخ محيوس
رائد بثقه وهو يشيل عزام على أكتافه : ما عليك خلك واثق في بابا وأمّش .. طياره طياره
ضحك عزام بتعالي وهو مستمتع ،
دخل رائد المطبخ وهناي اللي من سمعت انهم بيدخلون المطبخ طلعت بورطه وهي تقفل الباب بخفه لأجل ما يسمعون صوتها
رائد حّط عزام على الطاولة وناظره: والحين وش نسوي؟
عزام بإستنكار: مو انت تقول خلّك واثق في بابا؟
رائد : انت مطوّل لسانك علي بفهم!
عزام : والله يا بابا حتى انا ما اعرف اسوي كيكه ماما اللي دايم تسوي
رائد بتكشيره: مامنك فايده
طلع جواله وهو يدخل قوقل : ماعليك العم قوقل بيساعدنا
عزام ضحك بصخب : بابا فيه احد ياخذ وصفات من قوقل؟ بيطلعون لك وصفات قديمه
رائد طير عيونه: وانت وش عرفك الحين البزر انا ولا انت!
عزام: دايم اشوف ماما تاخذ الوصفات حقت الطبخ من السناب
رائد بوهقه: وانا كيف اطلعهم بالسناب !
عزام هز كتوفه بمعنى "مدري"
رائد بتفكير وهو يدخل جهة الإتصالات : مالي الا اكلم رسن او تذكار الله يعيني عليهم
اتصل على رسن وما اخذ ثواني الا وهو يسمع ردها : هلا رؤود شبغيت
رائد بعصبيه : وقص انا كم مره قايلك لا تناديني رؤود تراي خالك جعل تخلخل عظام العدو
رسن بملل : يمه خفت خلص وش تبي ماني فاضيه ابي اجهز البيت
رائد باستغراب : تجهزين البيت ؟ متى بتروحون لاهلي اجل
رسن : ماراح نروح انا والبنات بنبات في بيتنا بس حريم خوالي وامي بيروحون
رائد : غريبه حتى ام راسل بتروح وانتم منتم رايحين
رسن : تغيير وبعد فترة اختبارات نذاكر ونجيكم العطله كلها ان شاءلله
رائد ضحك بصخب : ايه هين صدقت انكم بتذاكرون انتي وتذكار ورويسل بالذات اتحدى لو ذاكرين تخصصكم ايش
رسن تنهدت بإحباط من سمعت اسمه: مصرين تجيبون الطاري من الصبح وهو يرّن اسمه فكل مكان!
رائد باستغراب: وش تخربطين انتي
رسن: ولا شي وش بغيت
رائد: ايه نسيت .. ابي تعلميني كيف اسوي كيكه
رسن عقدت حواجبها بعدم إستيعاب : كيكه؟ أنت؟
رائد بطفش لأنه عارف بتبدأ نوال الطقطقه الآن: بتعمليني ولا اقفل
رسن انفجرت ضحك : رائد منجدك تكفى ! وش كيكته
رائد بوهقه : الصدق المدام زعلانه وابي اراضيها
رسن انفجرت ضحك مره ثانيه : مقدر اصدق تكفى اصير استوعب
رائد بتكشيره: بتساعديني ولالا !
رسن بضحكه: تصدق والله حبيتها المدام واضح قوية باس
رائد بتنهيدة يأس : انشهد انها قوية باس
رسن بتصفيره: اوووه والله ياهي لاعبتن فيك لعب البنت
رائد وهو يناظر ساعته ويرجع يناظر في باب الحديقة : بتخلصين علي ولا شلون ماعاد فيه وقت
رسن : زين زين وش الاغراض الي عندك الحين من اغراض الكيك
رائد بعصبيه : الحين انا اقولك مااعرف للكيك ابد تقولين لي وش عندك من اغراض الكيك
رسن : بسم الله لا تعصب وش دراني انك غشيم لهذي الدرجه ، شوف فيه دقيق وبيض وزيت وفانيليا باودر وسكر؟
رائد حط الجوال بأذنه ماسكه بكتفه ووجهه وراح يفتح الثلاجه والادراج: اصبري اشوف .. ايه فيه
رسن : زين اخلطهم مع بعض الحين في الخلاط اليدوي وحطهم بقالب ودخله الفرن لثلاثين دقيقه كذا بعدها طلعه وزينه بكريمه او نوتيلا اي شيء عندك حطه عليه
رائد ابتسم بإتساع : بس كذا؟ طلع الموضوع سهل! خلاص اذلفي
قفل بوجهها وهو ينزل جواله ويفرقع اصابعه بحماس : يلا يلا عزام تعال نسويه
عزام بتكشيره وهو يطلع رايح لامه : من كنت تكلم! تكلم بنت غير ماما والله لا اعلمها عليك
لحقه رائد وهو يشيله بورطه: تعال يا ورع كنت اكلم بنت عمتك وش الي اكلم بنت غير امك انت تبي تشبها بيننا اكثر !
عزام ضيق عيونه : كيف بنت عمتي ! من عمتي
تنهد رائد بضيق وهو يضم ولده : بنت عمتك الهنوف يا ابوي .. اوعدك بيجي يوم وتعرفهم كلهم فيه تمام يابوي؟
عزام اومئ بلا رد ورجع مع ابوه المطبخ وهم يطلعون الطحين
عزام ابتسم بشقاوه وهو ياخذ من الطحين ويكبه بوجه رائد الي كان يخلط المكونات
شهق رائد بتفاجئ قبل يضحك بصدمه: وجع عويزم وش هالحركات!
شاله له لفوق وهو يثبت وجهه بيدينه ويحط على خدوده طحين وسط ضحكات عزام العاليه : تحسب بس انت الي تعرف تسوي حتى بابا يعرف
عزام بشهقه : ياويلنا من ماما شوف المطبخ كيف صار!
التفت رائد لمنظر التيبل وهو يبلع ريقه بوهقه، كان الطحين مكبكب في كل التيبل والأرض وثوبه وتيشيرت عزام مليان طحين .. الزيت مكبوب والفانيليا طايحه على التيبل ومنتثره فيه كلّه ،
رائد : شوف ماعليه لو النتيجه حلوه بيصير عادي
قاطعه دخول هناي اللي شهقت من منظر المطبخ : وش صاير هنا !
رائد بتكشيره: خير ليه تجين الحين بدري
هناي رفعت حاجب : انا انتظر تبرير ترا
عزام على طول بعد عن ابوه وهو يركض لأمه ويحضنها: مالي دخل ماما انا قلت له بس هو قال لا بنسوي كيكه
رائد طير عيونه : يا هالنتفه الجحده على طول جحدت ابوك وخارجت نفسك
هناي حضنت عزام : يا حبيب ماما انت ادري مالك ذنب كله من الراس الكبير
رائد حط يدينه على وجهه : الحين يعني أنسحّب علي ؟
هناي ضيقت عيونها : الحين يعني من بينظف ويرتب هذي الحوسه !
رائد مسكها من كتفها وهو يلّفها ويسحب عزام : تو ما انتهت المفاجئه اطلعي لين اناديك وانت تعال يا النتفه باقي لنا مهمه ثانيه
هناي عقدت حاجب : وش مفاجئته وش باقي عندكم !
رائد : كيف تكون المفاجئة مفاجئة إذا قلناها؟ امش عزام
هناي ابتسمت بسخريه : لالا ما اصدق معقوله بتطلع معه ؟ ماتخاف يشوفونك احد من اهلك؟
رائد بتنهيده دعّك حواجبه وهو يطلّع عزام من المطبخ : عزام حبيبي اطلع عند السياره لين اجيك
لّف على هناي بحده : أنتي منتي راضيه تعدين الوضع على خير ابد؟
هناي بحده مُتماثله : لمن تكسّر شعور ولهفه وقلب ما راح يصلح الكسر كيكه ولا ورد .. ماني هبلا يا رائد تلعب فيني انا وولدي بعدين تسكتني بكيكه وورد !
رائد تنهد بهم وهو يعفس شعره : وبعدين يعني وش نهاية هالمعمعه اللي تدخلينا فيها بكل مره !
هناي ببرود : نهايته تطلع من حياتي انا وولدي لأني شايفه ان وجودك فيها مثل عدّمه، ماله أي لزوم .. عطني دورك في حياتنا ؟ اغراض البيت انا اطلع اشتريها ، اذا تعب عزام بأنصاص الليالي انا اطلع واوديه المستشفى بنفسي ، اذا تعب بالمدرسة وهي مدرسة عيال انا اللي اطلع وأجيبه ، إذا تعبت وطحت انا وولدي تلّفت حولي ما لقيت أحد حولنا ولا يدينك تحتضّنا مثل دور الاب والزوج الطبيعي ، على إيش متزوجني وعزام على إسمك وأنت ما تقوم بدورك لنا أبدًا؟
رائد إنلجّم وهو يحّس بالحروف تطايّر من فمه ، درس سنين حياته عربي لكن بهاللحظة ولا حرف طرأ في باله ! كيف يرّد على شيء و يبرره وهو مب بقصده وولا عارّف كيف يتعامل معاه ؟
هناي بقهر : اكيد بتسكت وش بتقدر تقول ! عزام يرجع قبل اذان المغرب فاهم؟
مشّت من قدامه وهي تداري دموعها اللي تنزّل ،
رائد إستند على التيبل بتعب وهو يحط يده على وجهه .. يا ما دارى هالموضوع وهو من البدايه فيه ضحية وهي تعرّف بهذا الشيء، تعرّف وولا غيرها يعرّف بكثرها إنه ضحية هذا الموضوع ولو يفصّح عنه بتصير مشاكل عليه مع ذلك قاعدة بكل مره تضغط عليه أكثر و تجرحه بالكلام.. يطوّف الكلام و يسكت ويرجع يراضيها لأنه يحبها ولا يبي يخسرها هي وولده لكنها مُصرّة بكل مره ترجّع تعيد الطاري وتخرب كل لحظاتهم!
سمّع صوت الفرن يعلّن إنتهاء الكيكه، فتحه قبل يبتسم بسخرية وهو يشوفه محروق : مثل حظي
رماه بالزباله واخذ المناديل وهو يمسح المطبخ ويرتبه على عجّلة عشان يطلع لعزام الي طلع وتركوه برا لحاله
طلع بسرعه وهو كاره هالبيت وكرهه بكل مره يتضاعّف لأنه يدري وش بيواجهه بداخله مهما حاوّل إنه يصلح الوضع و يضغط على نفسه هو ادرك إنه فعلًا وطوال هذي المُدة والسنين
"ما بقى في النفس شيٍ ما بذلته/
کنت أداري شي خارج عن مداري "
أبتسم بهدوء من شاف عزام واقف على السياره وهو يستكشّفها قبل يبتسم بإتساع من ابوه : يلا بابا؟
رائد فتح السياره بالمفتاح : يلا يا عيون بابا اركب
ركب عزام بجنب أبوه قبل يلّف عليه رائد وهو يسكر الحزام عليه : وين تبينا نروح؟
عزام باستغراب: مو كنا بنجيب لماما ورد؟
رائد تنهد قبل يزيف إبتسامة: بنروح اول انا وانت مشاوير الولد وابوه بعدين نجيب ورد ماما
عزام ابتسم بحماس : الله بابا بتطلع معي صدق؟ اقدر اروح الملاهي معك؟
ابتسم رائد وهو يبلع غصته : تقدر يا بابا .. تقدر يا عيون و قلب بابا أنت
-
ديرة بهـج الليل/
خالد بتكشيره: انا مدري هم ماكلين عودي ولا شمسوين فيه للحين ماردوه!
نياف: انشدني ماعادهو راد دامه للحين مارجع
خالد بإصرار : لا والله ان يرجّع! بروح لبهاج هو في بيتهم بخليه يفحّص البيت بقعه بقعه لين يرجع
نياف بلا إهتمام : عساك على القوه هذا وجهي ان لقيته
طلع خالد من خيمة سهاج الي ماعاد صار فيها الا هو ونياف، رباح صار اغلب وقته بالبيت مع مشاكل حرمته وامه واهتمامه بأبوه، سهاج الى هاللحظة مارجّع لهم، وهاج وبهاج الي ماعاد يجون كثير للخيمة واغلب وقتهم في بيتهم او في بيت جدهم وهالايام بهاج يتجهّز عشان يروح الرياض لفتره طويله
عند بيت مهنا/
نزل هباب الحريم عند الزين ومزون اللي كانو عند هيا ونزّل تذكار عند جمايل : بروح اشوف جدي وينه بسلم عليه واجيكم لا تبطون
تذكار بتسليك : زين رح بس
نزلت من السياره وهي ترتكي على باب بيت جدها بطفش تنتظر جمايل تطلع من بيتهم خايفه تدخل وتلاقي احد من العيال بوجهها
ابتسمت بمكّر من تذكرت العود وراحت ركض لغرفة البنات الي ينامون فيها
ابتسمت بإتساع وهي اشوفه مرمي ورا الدولاب بعد ما نسته رسن ، ضحكت بصخب وهي تضمّه لصدرها : وربي حماره هالبنت
طلعته معها وهي ترسل لجمايل تجيب معاها كيس كبير بعد ما دورت بمطبخ جدتها ولا لقت عشان تحطه فيها لا يشوفه هباب ويفتّح لها تحقيق من وين جابته
أرتكت على الباب من جديد وهي تحّط العود بجنبها
خالد اللي كان ماش وعيونه على الجوال يرسل لبهاج ، رفع عيونه لبيت مهنا الي قدام بيت الزين يشوف سيارة بهاج عند اي بيت
إتسعّت عيونه من شاف عوده بجنب هالبنت وصرخ لا إراديًا : عودي !!!
تذكار عدلت وقفتها بفزع وهي تشوفه جاي ركض ويسحب العود
سحبته تذكار بالقوه وهي تردف بغضب : خير انت مجنون ولا مريض جاي تاخذ اغراض العرب بهالطريقه!
خالد وسع عيونه: انا العرب الي ذي اغراضهم خير يابوي انتي الي مين لا يكون انتي بنت خال وهاج!
تذكار بلعت ريقها بقمطه وهي ترجع تسحبه بقوه: مالك دخل انا من ماهو لك ذا وش يضمني انه لك اذلف عن وجهي وخلّه
خالد طير عيونه: اخو من طاع الله ! اقولتس حقي يابنت هاه شوفي شوفي على العود من ورا منحوت اسم خالد اسمي اطلع الهويه بعد اوريتس ولا وشهو! عشنا وشفنا اغراضنا تنسرق وبنبرر للحرامي بعد
تذكار بجحده: لا هذا خالد عبدالرحمن انا حاطته عشاني احبه ماهوب اسمك
خالد انفجر ضحك لا إراديًا : انتي صاحيه ولا مهبوله! اقولتس حقي وش الي حقتس والله لو اضيع بين اخوياي لكن ما اضيع بين العود حقي وعود غيري
تذكار كشرت وهي ترمي العود عليه: من زينه عاد زي وجهك ومكسور
خالد فز وهو يتفقّد العود بين يدينه: مكسور! كيف مكسور وانا مخليه مافيه ولا خدش !!!
تذكار وسعت عيونها: خير ان شاءلله وش قصدك يعني اني كاسرته ؟ ترانا بنات حمايل لا خذينا الشي من احد رديناه له نفس ماهو
خالد عقد حواجبه وهو يلمّح طرف الورقه بالعود ، جلس وهو يثبّت العود بحضنه ويطلع الورقه الي فيه ويقرا وش فيها قبل يضحك بصخب وهو يلّف الورقه لها : اجل هذا وشهو يا بنت الحمايل؟
تذكار عضت شفايفها بفشله بهمس: حسبي الله عليك يا رسن
طلعت جمايل من البيت وهي تعقد حواجبها من شافت خالد بجنب تذكار ، راحت لهم بسرعه وهي تسحب تذكار لها : خير انت وياها سلامات واقفين كذا بنص الديره ! لو راجع هباب وشافك تذكاروه انتي صاحيه ! بعدين تدرين بعمي بيجلدك او شاف طرف العود عندك
خالد بتركيز: تذكاروه ؟ يعني اسمك تذكار؟
تذكار وسعت عيونها: خير ان شاءلله وش لك بأسمي انت فليتها عاد خلاص جبه بصلحه وارجعه لك بلا مذلة خلق الله
خالد تأمّل العود شوي قبل يردف : شوفي انا محتاجه هذي الفتره لأني ما اعيش بدون عود حقي الثاني ناسيه عند عماني ، بعطيك اياه لا رجع عودي الاول
تذكار عدلت وقفتها بحماس : احلف؟
جمايل طارت عيونها وهي تسحبها: انتي صاحيه .. خويلد اذلف من هنا مانبي منك شي
خالد : كيفكم اجل يلا سلام
تذكار بصراخ : لا هيه انت خير رايح تعال تعال ابيه بس شلون اخذه
جمايل حطت يدها على راسها من هباب هالبنت وتلفتت يمين ويسار تشوف فيه احد ولالا وهي عاضه على شفايفها بخوف: الله حسيبك يا تذكار والله لا يشوفنا احد هالحين ماغير نصير على كل لسان!
تذكار دفتها بلا اهتمام: متى اخذه؟
خالد بذهول: معقوله فيه بنت تحب العود وتعرف له !!
تذكار بانزعاج: انت وش عليك الحين بتعطيني ولالا
خالد اومئ: الاسبوع الجاي زين؟
تذكار: طيب وين كيف اخذه؟
خالد بتفكير: نفس ما اخذتيه المره الاولى .. قولي لوهاج يجيبه لك وبعطيه
اومئت تذكار بحماس : طيب يلا
جمايل سحبت تذكار بعصبيه: ووجع يا تذكار ووجع اهبي ياذا البنت
تذكار بلا اهتمام: يوه روقينا بس اقول
خالد راح من عندهم وهو مازال يفكر ويناظر الورقه بإيده ويناظر العود ، أبتسم بذهول وهو مازال غير مستوعّب
دقق النظر بالرساله وهو يرجع يقراها مره ومرتين وثلاث ، الأسلوب جدًا راقي و مُنمّق والي تكلم معاها أقل ما ينقال عنها دفشه ! معقول نفس الشخص! .. ابتسم وهو يشوف الرساله من جديد
حاب وجدًا أسلوب هالبنت بالرساله، راقي جدًا وتعزّف العود! تخيل هذا المزيج من الأسلوب والكتابة الي بنظرّه ما بيقدر يكتب كذا الا شخص عنده موهبه لو خفيفه بالكتابة لأن الاسلوب والترتيب وإختيار الكلمات مُستحيل يكون من شخص عادي ، و فوقها هذي الإيد نفسها تعزّف! يا كمية المواهب والفّن بهالبنت!
رجّع الخيمه وهو يدخل قبل يدخل الرسالة بجيبه ،
نياف فز وهو يشوف العود بإيدينه: والله وجبتها يا ولد!
خالد ابتسم بتفاخر : قلت لك انا
نياف : كيف جبته وين لقيته فيه
خالد بإرتباك: لقيته عند الباب وخذيته
نياف عقد حواجبه بإستغراب: هاه؟ كيف لقيته عند الباب واخذته! جا برجوله للباب يعني ولا وش
خالد اومئ بصدق: والله لقيته عند الباب واخذته .. بس وش اقول لبهاج ووهاج الحين ؟ اذا انت ما صدقتني هم شلون بيصدقوني!
نياف : سهله لا سألك وهاج قل عطاني بهاج ولا سألك بهاج قل عطاني وهاج ولا جابو الطاري غيّر الموضوع بسيطه
خالد : اعوذبالله يا هالمُخ الي عندك ما يشتغل الا بالشر والمكر!
نياف ضيق عيونه عليه: دام عيونك تلاقّط فـ انا متأكد انه فيه جزء ناقص بالقصة ما قلته
خالد بتصريف : يارجال مافيه شي وش تبي ادّق لك خلص
نياف عدل جلسته بحماس : ابي اغنية ****
اومئ خالد : صب لنا شاهي اول
نياف بتكشيره: وتتأمر بعد! الشكوى لله بتحملك ماعندي غيرك هالوقت
خالد : على اساس اني قاعد معك حب فيك حتى انا قاعد غصب ماعندي غيرك
نياف عطاه الشاهي: اشرب اشرب وانت ساكت بس جعل ربي يعيني على مقابلك يابو نظارات الا اقول وراه ما تنقلع تذاكر مب ازين لك؟
خالد: خير انت تبي تصرفني والله لا انشب لك مب تهملني وتروح مع فلان وعلان ياكثر الي تعرفهم انا اقول
نياف : والله ودي اروح مع اخويا الداوم نكشت ونقنص وعلومن طيبه
خالد بتهديد: رح وشف وش ابسوي ماهي حاله هذي كلكم رايحين ومخليني هنا لحالي
نياف بضحكه: رحمتك والله تنرحم .. خلاص ابقعد
قاطع عليهم رنين جوال نياف الي عقد حواجبه بإستغراب ، وتأمّل هالأسم لثواني مما هلا خالد يستغرب: وش فيك من الي يتصل
نياف بنبرة خالية من اي معنى: ابوي !
خالد رفع حاجب : ابوك! وش يبغى
نياف وقف : مدري برد عليه واشوف
رد وهو يوقف قدام الخيمه بشوي قبل يدخل لخالد: يقول انه بيجي الديره ويبيني في البيت بموضوع! يارب سترك
خالد : غريبه دايم وهو ما يكلم عليك يكلم على عمي بادي
تنهد نياف بهم: والله ماني مرتاح للموضوع
خالد شّد على كتفه : هونها وتهون باذن الله خير
نياف بتصريف للموضوع : يلا غن لي مو مقعدني عندك بس على الفاضي
خالد ابتسم بحزن وهو يتنهد قبل يدعي لنياف بداخله ، موضوع أبوه مأزمّه وجدًا لأبعد حد .. لكنه يتحامّل على عُمره، وولا عُمره جاب طاري هالموضوع مع أن الحزن ينلمّح بعيونه !
-
بهـاج/
كان قاعد بغرفته و قدامه دفتر كاتب فيه كل المصاريف الخاصه بالبيت وبأهله، هو تقريبًا ضيّع كل ميزانيته على هدية وهاج لذلك راح يخلي الباقي لهم .. ناظّر ببطاقة جده بتفكير ما يبغى ياخذ منه كثير .. بيأخذ مبلغ ويجمعه مع اللي عنده ويقسمه على امه ووهاج وجمايل
تنهد بهّم لمن اذكر إنه يبي يروح الرياض كيف بيحجز له فندق او شقه وهو مامعاه حقهم؟ زم شفايفه بتفكير ما يبغى يروح لأحد من خواله عشان اهاليهم ما يبي يضيّق على أحد ومستحيل إنه يروح لبيت أبوه لو إيش ! .. ابتسم بفرّح من تذكّر شقة سهاج المُستقلة عن بيت اهله بشوي الخاصه فيه لا راح الرياض بيكلمه يقعد فيها
وقف من مكانه وهو يجمّع اغراضه الي يحتاجها بشنطة
أبتسم بضيق من شاف صورته مع أبوه الي معلقه على تسريحته وتكلم لاشعوريًا مثل عادته يفضفض لصورة أبوه وكأنه قدامه : تدري يابوي أني خسرت كل شيء كنت اخاف اخسره؟ خسرتك وخسرت الامان وخسرت ثقة امي فيني وخسرت حب حياتي .. أقدّم على خطواتي الحين وكأني ماعندي شعور، احس اني فقدت المشاعر والشعور وولا قادر حتى أنزّل دمعة ولا أبتسم وكأن حتى وجهي فقد الحركة .. بأطلع من هالباب وأتجّه لبيت فاهـد، أعقد قراني بها وأنا داري بأني بهالخطوة بقطع كل حبال الوصل وكل حبال الرضا مع امي واخواني واشعار.. أنا صحيح أني خسرتك بس مستعّد أخسر كل شيء عشانك ، يبه وصيتك بتتحقق يايبه أخيرًا بعد عشر سنين بحقق الي أنت تمنيته .. انا خسرت نفسي قبلهم كلهم لكني مستعد اخسر اكثر واكثر عشانك هم اكيد بيعرفون بعدين السبب ويعذروني يا يبه صح؟ بيعرفون أني مجبور وأن عندي سببي بس انا اخاف يعرفون وقت يكون قلبهم أمتلأ علي .. وقت يكون مشاعرهم بردّت إتجاهي وولا يفرق معاهم عرفو ولالا .. خايف ألتفت ولا ألقى حولي أحد
أجهّش في البكاء وهو يحط يدينه على عيونه .. تعب وجدًا من هالوضع وبيكون اكبر كذاب لو قال انه ما تعب بذّل لين ما ذبّل، تخلى لين بدت الاشياء تتخلى عنه، خوفه وكل الخوف أنه يخسر اخر ما تبقى له بهالدنيا ، عائلـته، جرب يخسر فرد منها قبل ولا هو مستعد يخسرهم كلهم هالمرة!
أنسدّح على سريره وهو يناظر السقف بشرود ، غمض بقوه من الصداع الي رجع يداهمه ، يدينه بدت ترتعش بشكل مُفاجئ، صار يغمض عيونه لا إراديًا لكنه يحاول يفتحها بعد ثواني على وسّع
قام بخطوات متهاونه وهو يدعي ربه ما يطيح ، فتح المغسله قدامه وهو يغرّق وجهه ماء لأجل يفوق ويصحصح لكنه يحّس بالدوخه والسواد حوله يزداد أكثر
أخذ نفس عميق وهو يذكر ربه بصوت خافت وتنفسه يزداد بكل مرة
بلّع ريقه وهو يستند على جدار الحمام وهو يغمض بوهّن ينتظر هالشعور الكريه يروح عنه
انهمرت دموعه من جديد بدون شعور منه وهو وده يموت بمكانه ولا تخطي خطاويه على البُعد ولا يقدّم له، يدري بإنه لا راح الحين لفاهـد بينتهي كل شيء بينه وبين اشعـار هو ما يقوى على الفقد أبد
ما عاد يدري هو يبكي وجع فقد أبوه ولا وجع كلام امه ووهاج الي مازال يرّن في رأسه حتى لو قال انه نسى ولا يبكي وجع راسه الي ملازمه هذي اليومين
كان يسمع صوت جواله يرّن والصوت واضح جدًا لمسامعه لكنه يحس بإنه بعيييد عنه
يحاول يقوم يحاول يفتح لكنه ما هو قـادر أبد! ليش ألعالم بدا يصير من حوله هادي وليش ماعاد يحس بشيء حوله؟
هو معقول أمنيته بتتحقق بهذي السرعه وبيموت في هالمكان؟
إنفتّح الباب بقوة وجمايل تدخل من وراه وهي تصارخ: بهاج وينك عجل علي ابي مفتاح البيت امي ووهاج بينامون عند جدي
عقدت حواجبها وهي تشوف اغراضه على السرير مما يدّل على وجوده هنا لكن هو ماله أيّ أثـر!
نادت مره ثانيه : بهاج وينك؟!
تقدمت بخطواتها للحمام وهي تشوف الباب مفتوح قبل تشهق بصوت عالي من شافته طايح على الأرض
دخلت بسرعه وهي تشيل راسه عن الارض البارد : بهاج؟ بهاج وش فيك بهاج تسمعني؟
تجمعّت الدموع بعيونها من ما سمعت رد وحاولت تشيله لكن ما قدرت وقفت بسرعه وهي تنزل لتحت
شافت هباب ومهنا الي توهم واصلين وأتجهت لهم بدموع: الحقوني بهاج طايح فوق
مهنا بخرعه: وشهو! وش فيه بسم الله عليه
هباب بسرعه: وينه فيه!
جمايل بشهقه طلعت لا إراديًا ومنظر بهاج يتردد في بالها: مادري مادري طايح بحمام غرفته
شمر هباب اكمامه وهو يركض للبيت بأقصى سرعته وتذكار من شافت حالتهم راحت لهم تركض برعب: وش فيكم !!!
مهنا بخوف أحتضن جسد جمايل له: بس بس يابوي لا تصيحين هو ما ياكل زين اكيد منه خلاص اهدي بيجيبه الحين هباب ونشوف وش صايرله
جمايل شدّت على جدها بدون رد وتذكار تناظرهم بإستغراب ممزوج بالخوف لكن ألتزمت الصمت وهي تشوف نظرات جدها الي تنذرها بالسكوت ،
هباب دخل حمام بهاج وهو يشيله بسرعه: بسم الله عليك بسم الله عليك
حطّه على السرير وهو يجيب أقرّب عطر شافه جنبه ، رّش على منديل وحطه عند خشم بهاج وهو يضرب خده بخفيف
شوي شوي بدت تتضح الرؤية لـ بهاج اللي عقد حواجبه ببحه : هباب ! كيف جيت هنا وش صاير
هباب تنهد براحه وهو يجلّس على الارض : خبصت قلوبنا يا بهاج خبصتنا ! انت الي وش صاير معك! قوم قوم معي
بهاج عدّل جلسته وهو يغمض من الم راسه: اقوم معك لوين!
هباب وهو يمسك يد بهاج ويقومه: تقوم معي المستشفى
بهاج هز راسه بالنفي : لا لا ما فيني شيء بس ما كليت شي ودخت
هباب : منجدك انت منت رايح ! امش قدامي خلصني
بهاج بعناد وهو يسحب يده: قلت لك مافيني شي انا ادرى بعمري ما كليت شي ولا كليت علاجي
هباب بتنهيده: الله يهديك انا اقول ويوم ماتاكل ليه روعت اختك المسكينه جاتنا تصيح
بهاج فز: جمايل ! وينها
هباب وقف : بروح اناديهم
بهاج : لالا خلهم انا بنزل معك تعال اسندني
هباب: اجلس انت ارتاح و
بهاج قاطعه: بتسندني ولا انزل كذا؟
هباب تنهد: قسم بالله ما فيه بهالدنيا مثل عنادك يا هالآدمي
سنّده عليه ونزلو للحوش حق بيت الزين وكانت جمايل حاضنه جدها وتصيح الي كان يسمي عليها وهو مرتاع ولا هو قادر يروح فوق يشوف وش صاير عشان مايتركه لحالها خصوصًا من هباب الي طوّل فوق وتذكار واقفه بجنبهم وهي ماسكه يد جمايل بتوتر
تنهد مهنا بارتياح من شاف بهاج: هاه شوفيه هذا هو مافيه شي
فزت جمايل وهي تبعّد عن حضن جدها: وينه؟
لفت بسرعه قبل تزم شفايفها بدموع من شافته مقبل عليها ،
أحتضنها بهاج وهو يحب راسها: افا يا اخت بهيج وش هالصياح كله علامك انتي بس دخت عشاني ما اكلت
جمايل ضربت صدره بخفه: خوفتني عليك يا حيوان دخلت ولقيتك طايح وولا تتحرك حتى لمن كلمتك
بهاج مسح على راسها بحنان : خلاص بسك صياح تبين تروحين عند البنات وعيونك منتفخه؟
تذكار بدفاع: حلوه بكل حالاتها اسكت بس
هباب بحده: هذي الي بقوم ادفنها اخ واخته وش دخلك بينهم انتي يا ام لسان
تذكار بتكشيره: ليتك تتعلم لو شوي
مهنا الي مركّز بنظره على بهاج الشاحب اردف بحده: امش قدامي خلّص
بهاج بتنهيده : جدي ما فيني شيء اروح لإيش! انا محلل قبل فتره وفيتاميناتي ودمي ناقص ولا التزمت بالادويه عشان كذا شاحب وادوخ ليش تحبون تكبرون السوالف!
مهنا قرب وهو يطقه بخفيف: ويومنك عارفن علتك ما تداويها ليه! نحب نكبر السوالف انت شايف وجهك وطيحاتك ولا منت شايف
بهاج بتسليك : خلاص ابشر بروح اليوم مع سهاج لا تخاف
مهنا بحده: بتروح ولا تسلك لي وبس
بهاج: بروح افا عليك انا اسلك! جمايل حبيبتي يا عين اخوك انتي خلاص لا تصيحين ولا تشيلين هم أخوك بيدبر نفسه انتي روحي وانبسطي مع البنات طيب؟
جمايل : يعني الحين صرت تمام؟
بهاج ضحك بحب: تمام التمام بعد ياعيوني لا تخافين زين؟
جمايل اومئت وهي ترجع تحضنه بتنهيده: انتبه لنفسك تكفى لا تقعد بالبيت لحالك
بهاج: بروح لسهاج لا تخافين ، ما يحتاج أوصيكم لا احد يعرف باللي صار
تذكار : كم تدفع واسكت؟
بهاج ضحك لا إراديًا: يخرب بيت ام الاستغلال الي عندك يابنت!
هباب رفع يده بمعنى "هين" لتذكار الي قلبت عيونها عليه
مهنا تنهد وهو يعرف بعناد بهاج: الله يصلحك بس وش اقول غيرها؟ انتبه انتبه لعمرك تراك شايلن ثلاث ارقاب بيضيعون من بعدك
طلّع وهو يدعي ربي يحفظ بهاج بينما تقشعرت جمايل من طاري انهم يفقدونه واردفت لا شعوريًا: بسم الله عليه جعل يومي قبل يومه
بهاج بعصبيه: انا كم مره اقولك هالدعوه لا تدعينها !
جمايل تنهدت بلا رد بينما حضنها بهاج من جديد وهو يحب راسها: اسف ياعيوني انتي ماهو بقصدي اعصب عليك بس نرفزتيني بهالدعوه ، خلاص روحي استانسي وهباب مر واشترلها هي وتذكار قهوه خلهم يروقون
تذكار وسعت عيونها وهي تشوف معاملة بهاج لجمايل: الله يخلف على الي عندي بس
هباب بتكشيره: وانت بعد ما خضيتنا بتتامر!
بهاج: تراي اكبر منك ياورع اسمع كلامي وانتبه للدرب سق زين لا تسرع حافظكم ربي
هباب: امشو امشو ابتلشت فيكم يا هالثنتين
تذكار ابتسمت بمكر: لو هي اقبال كان ما قلتها
هباب شل عقاله بتمثيل انه بيطقها وهو يردف: والله ما اخليك يا هالبنت
تذكار ركضت لبرا بصراخ خفيف: اتحداك قسم بالله لا اروح لجدي
هباب تنهد بيأس وهو يشد شعره: وقسم اني بنجلط انا يارب تعيني
طلع وراهم وهم يركبون السياره كلهم ويمسكون درب الرياض
بينما بهاج تنهد وهو يرجع ويدخل المطبخ يحاول يلاقي شي يأكله بسرعه قبل يطلع
-
بيت نايـف/
اشعار لفت بسرعه: نعم نعم من بيجي؟ جمايل ؟!
رسن باستغراب: ايه جمايل يعني متوقعه بنجتمع بدونها ولا ايش
اشعار بعصبيه: تستهبلون انتم!
اقبال بحده من فهمت الي تلمّح له : انتي الي تستهبلين وش هاللي تقولينه ! اذا هو الي اخطأ بحقك هي مالها دخل حاولي تفرقين شوي واذا بتتمين على هالهبال هذا امشو نطلع لبيتنا او لبيت عمي راجح واشبعي في بيتك يا قليلة الخاتمه تبين تقلبين عليها بس عشان اخوها الي اذاك وهي أصلًا ما تعرف باللي صاير بينكم !
اشعار بعصبيه: لا تقعدين تفسرين الموضوع على كيفك بس بس ماني قادره اشوفها .. كل ما اشوفها اتذكره!
اقبال: ماهو مبرر هذا انا الثوره الي جنبي اخوها الثور مسوي فيني العجب وقاعده جنبها واضحك مالأحد دخل انه يتعاقب بسبب اخطاء غيره
تباهي بتفاجئ: وانا وش علي!!
اشعار تنهدت بدون رد وهي ترقى لغرفتها
اقبال بصدمه: اختك مستحيله كيف تغيرت هذي الايام !
رسن بتنهيده: يا شيخه اسكتي مدري وش صايبها طول هالفتره تغيرت مره صارت قاسيه وبارده وماتنفهم ابد
تباهي: الم الحب وش عرفكم انتي
اقبال : يا شيخه اسكتي يعني انتي الي تعرفين الحين
تباهي بجديه : لا بنات صدق ، كيف تبغون حالتها تصير مثلًا ؟ كلنا نعرف بعلاقة بهاج واشعار من صغرهم وكمية الحب الي بينهم فجأه لقت نفسها خارج هذي العلاقة و بتدخل علاقة ثانية بهذا الوقت القصير بس ! زين انها ما انهارت بعد
رسن تنهدت بضيق : والله اني داريه وحاسه وزعلانه على حالها كثير بس وش بيدنا نسوي ؟ امي تسرعت الله يهديها وولا راضيه احد يناقشها بالموضوع!
اقبال ناظرت الساعه: ما بقى شي على اذان العصر قومو نتوضى ونستعد للصلاة ونجهز السفرة والفعاليات وننزلها غصب
رسن وقفت: يلا قمنا
تباهي بتأمّل وهي تشوف الغيوم من الدريشه: شكله بيجي مطر يارب يجي يارب
رسن بضحكه: يوه يا هوّس المطر عندك !
-
بيت فـاهد/
أستقرّت سيارة بهـاج قدامه وهو يبي ينزل يكلم عمه ويشوف وش الوضع ،
لكن إنعقدت حواجبه وهو يشوف سيارة سهاج قدامه!
فرّك عيونه بصدمه وهو يرمّش معقول اللي يشوفه؟ راح لها بسرعه وهو يشوف رقم اللوحة .. لوحة سيارته فعلاً !!
فتح فاهه بصدمه وش بيجيب سهاج هنا! شّد على قبضته بغضب وهو يغمض بقوه من طرا في باله اللي بيسويه سهاج !
راح بسرعه وهو يرّن الجرس برجول ترتجّف من الغضب ، وهو يدعي يطلعون له كل الناس الا وجه سهاج لا يشوفه بهذا المكان!
لكن خابّت كل توقعاته من شاف سهاج قدامه ، سهاج الي تجمد بمكانه كأن احد صب عليه ماء بارد .. برّد وجهه ويحس بدمه نشف من شاف بهاج واقف قدامه و يناظره ببرود
سهاج بتأتأه : بهاج!
قاطعه بهاج بحده: اقطع اقطع الله يقطع لساني يوم علمتك .. يعني سويتها ؟ رحت و سويت الي في بالك ورميت بكلامي و زعلي بعرض الحايط ! وش تبي توصله من هالفعله انا ابي افهم !
سهاج بتنهيده : بهاج اصبر لين أفهمّك الموضوع كله
بهاج قاطعه المره الثانيه : خطبتها ؟
سهاج بتردد : تزوجتها
سكت بهاج لثواني قبل يضحك بذهول وهو يحط يده على راسه بصدمه
سهاج زفر بهّم : بهاج اسمعني
دفه بهاج عنه بقوه وهو يصارخ : اسمع ايش ! اسمع خيبتي ولا ايش .. انت تدري اني رميت بكل شيء وراي .. رميت كل شي ورا ظهري ومشيت لأجل هذا الموضوع ، رميت باهلي وحبي وحياتي كلها عشانه اخر شيء القاك أنت الي خاذلني ؟ انا حاولت وبكل جديه اني انجح لو على الاقل في موضوع واحد واخترت الوصيه .. والحين أنت واقف قدامي تثبت لي ان كل محاولاتي راحت هباء وخسرت كل شيء!
سهاج قاطعه بانفعال : ياخي انت اسمعني بالاول بعدين تكلم وقول الي انت تبيه
بهاج بقهر قرب وهو يمسك سهاج من ياقته : اسكت اسكت ولا كلمه انا تمنيت اشوف كل الوجيه قدامي الا وجهك تمنيت حتى لو نياف وخالد ورياح هم الي يخذلوني الا انت .. انا معصب منك تدري ليه ؟ لاني ما تمنيت انك بيوم تكون من اسامي من الي خذلوني !
سهاج دف يدين بهاج عنه وهو يمسكها بجديه : بهاج انت لو تعقل وتسمعني
دفه بهاج بقوه عنه بحده : لا تنطق حتى اسمي فاهم؟ لا تسمعني ولا اسمعك .. انا كنت اطلع الي في قلبي لك لاني واثق انك بتسمعني وتفهمني وتطبطب علي مو عشان تتدخل بمشاكلي .. كنت اعدك صاحبي يوم ان الايام تميل ليه الحين ملّت انت ؟
قطع عليهم صوت السياره اللي توقفت وهي تفحط بقوه قبل توقف قدامهم ، كحو من الغبار الي تغبرو به بسبب السياره وهم ينتظرون بإستغراب
ضيّق بهاج عيونه وهو يشوف الي قدامه قبل يهمس بضيق : كملت!
سهاج باستغراب : وش فيك من هذا ؟
الوافي أبتسم بإستفزاز وهو يستنّد على كبوت سيارته وينزل نظارته الشمسيه : اووه ولد العم هنا !
بهاج بحده : وتوك تذكر ولد عمك هالحين وش جاي تبي
سهاج ناظرهم بعدم فهم وهو يشوف الحقد من عيون بهاج يشّع على الي قدامهم ،
الوافي ببرود : والله ما تهمني اكون معاك صادق .. لكنك أخذت شيء مهم لي وجاي أتحاسب معك
بهاج ضحك بسخريه من فهم انه يقصد المى : ايييه انا أخذت شيئك المهم وش عندك ؟
الوافي بعصبيه وهو يقترب منه : بتشوف وش عندي الحين
دفه سهاج بحده وهو يوقف قدام بهاج : خير ان شاءلله وين جاي مد يدك وشوف كيف بكسرها لك
بهاج سحب سهاج جنبه : لالا خلينا نشوف وش بيسوي
الوافي بحده : أول شيء المى و الحين يزن .. الظاهر يا بهيج انك تكبرت و كبر راسك ونسيت حنا مين وانت مين
بهاج باستغراب : لحظه لحظه وش الي يزن !
الوافي بحده : مفروض أني اصدق انك ما تدري وش وهاج سوا في يزن يوم طقه؟
سهاج بعصبيه التفت على الوافي وهو يمسك ياقته : لا تلفظ اسم زوجتي على لسانك يا النجس وش الي شيئك المهم احترم نفسك
بهاج سحب سهاج : انت اهجد خلينا نشوف وش عنده
الوافي ناظرهم بعدم إستيعاب : لحظه انت وش الي زوجتك المى !
سهاج برفعة حاجب : ايه زوجتي وحلالي وعلى ذمتي وعلى اسمي عندك شيء؟
الوافي ناظر بهاج بضحكه : يعني مانت قد الحمّل و الوصية ورميتها على غيرك ، ماهو شيء جديد عليك على موضوع الوصايا لك سوالف معاها
بهاج حاول يتفلّت من يدين سهاج بعصبيه وهو ما بقى سبه ما قالها
سهاج بصراخ : بهاج خلاص اهدى وانت يا حيوان اذلف الله لا يردك من ولد
بهاج وهو يرتجف من الغضب : بعد بعد عني خليني اعرف كيف اتفاهم معاه اعرف اتفاهم معك بلغتك يا الخسيس
الوافي لبس نظارته وهو بيمشي : على فكره يا الأخ ، تراها مريضة نفسيًا و مُختلة أهرب بجلدك *بإستفزاز* أسأل مجرّب !
سهاج لّف عليه بغضب وهو يضربه على وجهه : وكسر يكسر هاللحي ويقطع هاللسان تكلم مره ثانيه وشف وش بيجيك
بهاج سحب سهاج عن الوافي اللي طاح فيه ضرب بقهّر من كلمته : بس خلاص انت تهدي فيني ولا انا اهدي فيك .. انت اذلف يا عقوبة ربي
بعّد الوافي عنهم بغضب وهو يلعن ويهدد : والله ان انتم الي تشوفون يا مرضى
ركب سيارته وهو يحرّك من عندهم ويغبر عليهم من جديد
تنفس سهاج بغضب بينما بهاج دفه عنه بقهر : سمعت وش قالّي ؟ اشكرك كنت سبب فعال جدًا في انك تشمّت اعداي فيني يالي مفروض انك سندي واخوي
ركب سيارته بقهر وهو يدّق على وهاج بعد اللي سمعه،
بهاج بغضب : وش الي صاير مع يزن ! تكلم بسرعه بدون لف و دوران ترا ماني فايق للالاعيب
وهاج بلع ريقه من نبرة بهاج المعصبه : وش صاير !
بهاج رص على اسنانه بغضب : انت ما تسمعني انا وش اقول خلص علي لا يصير شيء ما يحمد عقباه
وهاج تنهد وهو يخبره بكل شيء و يخبره باللي سووه نياف وخالد
ابتسم بهاج بسخريه : برافو يا وهاج يا حبيب اخوك .. علّم الناس وخل الكل يفزع لك الا اخوك الكبير والله وصرت تستغني عني وعن خدماتي
وهاج بسرعه: بهاج..
قاطعه بهاج اللي قفل الجوال بوجهه وهو يرمي جواله بجنبه ويدير مقوّد السياره بعصبيه ، إتجّه إلى بيت ابوه وهو ماله حل حاليًا غيره
-
بيت بـادي /
توقفت سيارة سعود قدام الباب وهو ينزّل ويشوف نياف واقف قدامه ينتظره، سلم عليه سلام بارد قبل يردف : بكلمك هنا ماني داخل
قطع عليهم واحد من الرجال الي شافه : ارحب يا ابو نواف اثرك هنيا
نزل نياف راسه وهو يبتسم بغصّه، ما يخلي أحّد يناديه الا بـ ابو نواف مع أنه اخوه الأصغر منه بعشر سنيـن!
رفع راسه من حّس بأبوه يكلمه قبل تتسّع عيونه من اللي سمعه من ابوه : كيف تبي تبيع بيت جداني !
سعود بانزعاج : انت اطرش ولا ما تفهم .. ما سمعت كل اللي قلته يعني؟
نياف بعصبيه وهو يشّد على إيده : يبه انت اسمع انت وشك تقول؟ انت تعرف جداني كيف متعلقين في هالبيت وهالديره وكل ربعهم واهلهم هنا شلون تبي تبيعه؟!
سعود بعصبيه: الوكاله معك تقدّر تبيع البيت فيها بعه وخلصني بلا كلام فاضي ابي فلوسه قبل نهاية هالشهر
ابتسم نياف بسخريه : ايه ابشر يابوي .. والله ان نجوم السما اقرب لك من انك تشّم فلس واحد من هالبيت .. والله ما ينباع وأن يتورّث لاحفاد احفادي وعينك تشوف ماكان ناقص الا هذا يا اخي ابوك وامك افهممم ابوك وامك شلون تهون عليك تسوي فيهم كذا؟
سعود أقترب بعصبيه وهو يمسكه من ياقته : هذي اخرتها يا نياف .. تعصي ابوك وتكلمه بهالطريقه يا الخسيس مالومني اني ما بلعتك من يوم ولدّت
كان نياف يستمّع لكل كلام أبوه بوجه جامد وجسد ثابت مع ان ابوه كان ينهرّه من ياقته
طفش سعود من ما شاف منه اي ردة فعل قبل يدّفه بقوه لين طاح ويدينه تجرحت من الحصى الي بالارض : راجع راجع مره ثانيه ولنا لقاء والبيت والتوكيل بأجيبه طرق عن خشمك
ركب سيارته وهو يحرّك بينما نياف بلع ريقه وهو يحس بأنظار بعض المارّه عليهم ، يسمع همساتهم وهم يتأكدون إنه ابوه ولالا
قام بهدوء وهو يدخل للبيت ويقفل الباب بسرعه ، إتجه لمغاسل الرجال وهو يشغل الماء على يدينه الي بدّت تلسعه
حّس برؤيته تصير ضبابية من الدموع الي ملّت عيونه ، لكنه كان ثابت ولا سمّح حتى إنها تنزل!
نشّف يده وهو يهوي على وجهه قبل ياخذ نفس عميق ويطلع، وكأنه اكثر الأشياء طبيعة في العالم الي صار معاه، مُعتاد للحّد الي ما يخليه يستغرّب حتى او يستنكر هذي الفعله ..
-
المغـرب، بيت نايـف/
كانت جالسة رسن لحالها بالحوش والبنات داخل ، أنتبهت على رنيم هاتف إقبال و ناظرته وهي تشوف الإسم "راسـل"
دّق قلبها وهي تسحب الجوال بسرعه وترّد لا شعوريًا .. ما تدري ليه بذي اللحظة بالذات يدينها تجرأت على إنها تسمّع صوته
راسل بسرعه : اقبالوه يوم رحتي انتي والبنات بسيارتي كان فيه دفتر صغير ما شفتيه؟ ادوره من فتره ولاني محصله بكل مكان!
رسن بهدوء : تعادلنا أنت اخذت ريحتي وانا أخذت دفترك ، رجع الشامبو وارجع دفترك
راسل بتفاجئ : رسـن!
رسن : اجل قرينها ؟
راسل عدل جلسته بسرعه برعب : قريتي الدفتر؟
رسن : متوقع ماراح اقراه؟
راسل ابتسم بسرعه : أجل خليه معاك .. وصّل للوجهه الصحيحة
رسن بتوتر : خير أنت ! ماني قاعدة أستهبل معاك رجّع لي الشامبو وارجع لك دفترك
راسل ابتسم بهدوء : غلطانه
رسن عقدت حواجبها: نعم؟
راسل: أنا أخذت ريحتك، بس أنتِ اخذتي قلبي .. ما فيه أي تكفئ بالمُعادلة
توسعت عيون رسن وهي تحّس بالحمرة تكسي خدها قبل تردف بتوتر: قليل ادب!
قفلت وهي ترمي الجوال بعيد عنها وتهوي على وجهها اللي تحسّه محترق من الحرارة ، نبضات قلبها مُضطربة وبقوة!
بينما راسل ضحك بصخب وهو يحضن الجوال بحُب لصدره قبل يتنهد بعُمق : يارب
جو اقبال وتذكار وتباهي وبيديهم الاكل والالعاب وجلسو
تباهي باستغراب : رسن وش فيك؟
رسن كانت سرحانه وفي عالم آخر تمامًا مو يمهم أبدًا
تذكار ضربتها بقوه: انتي ما تسمعين
رسن فزت بخوف : ووجع يا دفشه خير وش تبين
تذكار عدلت جلستها بحماس وهي تهمس: ماعلمتك وش صار اليوم مع رائد والمدام فاتك
رسن تعدلت بحماس: وش وش علميني
اقبال ناظرتهم بطرف عينها: الحمدلله والشكر خليك منها تعالي تباهي شوفي هذي وش تقول معاي بالشعبه هي
نزلت تباهي عينها على جوال اقبال وهي تناظر بالرساله ،
بينما بالداخل .. المطبـخ طلعت منه جمايل وهي تشوف اشعار الجالسة بسرحان على الصاله وتزفر بضيق ، من أول ما جت هنا وهي حاسه باشعار مو طايقتها أبدًا
اقتربت منها بتردد : اشعار انتي فيك شي؟
اشعار زفرت بملل : اللهم طولك يا روح .. كم مره سألتيني وقلت لا؟
جمايل بتفاجئ : اشعار انتي وش فيك علي اليوم ! ليش مو طايقتني ولك فتره مو طايقتني أبدًا وش سويت انا!
اشعار بإنفجار : انا مب طايقه حتى اسمع صوتك وربي .. كذا من الله ما ادري وش صاير لا تكلميني ولا تسأليني ابد!
جمايل بلعت غصتها وهي تومئ بهدوء قبل تأخذ عبايتها وتطلع من مدخل الرجال ،
تيام الي كان داخل بغضـب .. بعد ما أبوه قال لعمه ابو فايز انه ايام بياخذ اخت فايز بما ان فايز بياخذ اشعار
تفاجئ بالبنت الي بعبايتها ونقابها بصوتها الي واضح إنها تبكي وترسل لأحد بالجوال
تيام بخوف وهو يركّز النظر ، يميزها لو هي مغطيّة كلها وبين ملايين البنات : جمايل؟
جمايل رفعت راسها بخوف : بسم الله!
تيام بإهتمام : وش فيك تصيحين!
جمايل وهي تكتم شهقتها: ما فيني شي
تيام: مو بتنامون عندنا ليش لابسه عباتك؟ لا تستحين اعتبريني *سكت لثواني وهو مو قادر يقول الكلمه ، ما يرضى يكون اخوها أبدًا!*
جمايل لا شعوريًا وهي محتاجه تتكلم فعلًا : بطلع من هنا لأني مو متحملة اقعد لدقيقه ، اشعار مو طايقتني أبدًا و تجرحني كل شوي وتدقني بالحكي
تيام كتم غضبه وهو يحاول يقاوّم رغبة يدينك إنها تحتضنها وتخبيها بصدره وتمسح كل دمعة تجرأت تنزل من عيونها : لا تاخذين بكلامها هي لها كم يوم وهي كذا الله وكيلك مطينه عيشتي انا ورسن متهاوشه مع صديقتها وتحط الحره فينا
جمايل ببراءة : يعني انبسط انها حاطتني بمكانة اخوانها وفاصلة علي معاهم؟
تيام بضحكه وهو مأسور جدًا: تعجبني النظرة الايجابية هذي
جمايل بعفويه : وش اسوي ابي اهوّن على عمري بما ان بهاج بعيد من هنا ولا يمديني ارجع
تيام بجديه : لا ترجعين ! هي الي تطلع وانتي الي تدخلين .. امسحي هالدموع مو لايق على عيونك تبكي أبدًا
جمايل بخجل : ترا مو متعوده احكي مع رجال غير محارمي لا تحسبني وسيعة وجه بس لأني كنت مغبونة ولا ادري كيف تكلمت
تيام ابتسم بحُب وهو هايّم للحد الي ماله حد : لا تعلميني فيك انا اكثر من يعرفك
حسّت جمايل بالغرابة من كلامه وهي تبلع ريقها بتوتر،
تيام مد يده بقصد إنها تقوم : قومي قومي عن المدخل البلاط بارد قومي يا اختها وادخلي كسري راسها بعد انا اخوها الكبير واعطيك كل الصلاحيات
جمايل بضحكه وهي توقف : شكرًا لك
تيام عض شفته وهو يغمض عيونه : ادخلي
تنهد وكأنه حابس انفاسه بوجودها ، جلّس على المدخل وهو يحط يده على قلبه الي ينبّض بقوة مُخيفة!
غمّض بضيقة .. حابّس كل هالحُب بصدره ، حابس انفاسه و ماسك إيده اللي تقاوّم إنها تمسح دموعها وتحتضن يدينها المحمرّة.. يا كيف بينجى من هالبحـر ؟
وقّف وهو يطلع جواله يبي يرسل لرسن تشوف له درب ، بيشد شنطته وكما العاده بيسافر عشان ينساها، وهي مستوطنة ديار قلبه وروحه
لكن قطّع عليه إتصال جده، رد بهدوء عليه وعقد حواجبه وهو يشوفه يستفسر عن بهاج
تيام: لا والله ما عندي عنه علّم ، يمكن عند سهاج دامه قالّه
مهنا بخوف : انا متصل على سهاج ما هو عنده! وين راح هالولّد ، هو مطفر ولا خذا شيء مني لا يكون راح لبيت ابوه!
تيام بتفاجئ: كيف يروح لها انت تعرف بطلعة عمتي الزين وعيالها منه من فترة وفاة عمي خلف ومستحيل رجولهم تطبّه!
مهنا بتنهيده: إتصّل على ربعه وتجمعو شوفو وينه وروحو عليه
تيام اومئ: ان شاءلله بتصل على نياف ما عندي الا هو وسهاج وبأقولّه
قطع كلامه شهقته الخفيفة من المطر الي بدا ينزل
راح للمجلس بسرعه وهو يرسل لنياف يجي ويرسل له الموقع ..
-
نيـاف/
طلّع من الخيمة بسرعه وهو يركب سيارته ويمسّك الخط السريع للرياض مع خالد و يكلّم سهاج،
ما رد سهاج ولا رد رباح ووهاج ماهو بالديرة أصلًا
خالد : الحين انا ابي افهم وش صاير بالضبط؟
نياف : مدري بس عمي مهنا متصّل يبينا نروح نشوف بهاج .. يقول حالته ماش
خالد بتنهيده : الله يهديه بهاج مستحيل يحكي لنا ومستحيل ما يعاند
وصلو للرياض بعد مُدة ماهي بسيطة،
نزل خالد ونياف كان يضبط عصبته على السريع قبل يلّف وهو ما يشوف احد جنبه : ووجع يا خويلد دخل ونساني!
نزل وهو يناظر البيت الكبير بحيره، ما يدري وين باب الرجال وكل البابين مفتوحة! وهو يحس برجفته من المطر
دّف إحدى الأبواب الي قدامه والي كانت جانبية لأن فيه سيارة كانت قدامها والي ما كانت الا سيارة رابح الي برفقة إقبـال،
دخّل وهو يفرّك عيونه بقوة من الي يشوفه قدامه ، سمى بالرحمن وهو يرمّش بسرعه .. هو حقيقي اللي يشوفه ؟
هو قاعد يشوف بنت المطر .. قاعد يشوفها تلعّب تحت المطر بشعرها الأسود الطويل مرة ثانية!
أنحبسّت أنفاسه وهو يتأملها لا شعوريًا متناسي المطّر اللي يطّق فوق راسه، اللي غرقه وخرّب حتى عصبته !!
لكنه ما هو مهتم أبدًا .. كل أنظاره متوجهة لبنت المطر .. أحداث ليلة المطر قاعدة تنعاد، ليه هو ما يشوفها الا بالأوقات الي يكون فيها ضايق ؟ ليش مُجرد شوفتها تحيي روحه من جديد وهو ما بينهم أيّ حوار حتى ! معقولة العين تعشق بهالسرعه؟
التفتت تباهي بضحكه من سمعت اقبال الي تصارخ عليها تقفل الباب بعد ما استلموا الطلب ،
التفتت وهي تجمّد بمكانها من شافت الي واقف قدامها .. هو ذاته الي شافها بهذاك اليوم، بالمطر، وهي تلعّب تحته!
بلع نياف ريقه وهو يشوفها تناظره بعيونها المتسعّة، حّس بقلبه يطلع من مكانه وحيله ينهّد
نزل راسه وهو يطلع بسرعه بدون ما حتى يقفل الباب ، تعثّر بالعتبة وهو يضحك بروقان، كانت نفس طيحته الظهر لكن وقعها على قلبه مُختلف، أول مره يعرّف بأن الألم حلو كذا
بينما تباهي حسّت برعب وهي ما تدري هي ترجّف الحين من المطر ولا منه ؟
فركت عيونها بصدمه وهي ما هي مستوعبة كيف يدخل بهدوء و يختفي بذات الهدوء وكأنه طيف ماهو حقيقة! كيف ما يطلع لها الا بليالي المطّر .. حتى وهي بالبلاد مو بالديرة!
تجمعّت الدموع بعيونها بفشلة : ياويلي ويلاه هذي ثاني مره، ثاني مره يا تباهي يا حماره يا ثوره يا زفته
عصت على شفايفها بتوتر وهي ترجع ركض لداخل، مُتخدة عهد على نفسها انها ما عاد تطلّع تلعب تحت المطر لو إيش ماهي دارية إنها أنهمرّت البهجة بقلبه مثل المطر من شوفتها، كانت مثل المطر بحضورها المُرحب وجدًا بحياة نياف !
خالد باستغراب: والله انه معي بس مدري وش طوّل!
تيام وقف: يمكنه برا امش نطلع لـ بهاج نشوفه هو في البيت ولا لا ما بقى على رحلتي شي
خالد وهم طالعين : بتسافر؟
تيام اومئ : ايه رحلتي بعد ساعتين ثلاث تقريبًا
صدّم نياف فيهم ، الي مبتسم بوسّع وهو يناظر الارض
خالد بوجع : ووجع انت غشيم ماتشوف وبعدين ما تقولي وين ذلفت
ناظرهم نياف وهو يبتسم بفهاوه : هاه؟
تيام بضحكه على منظره وبفم مرتجف : ما ودك تسلّم علي قبل نركب السيارات؟ امتليت من المطر
نياف ضرب جبينه بغباء وهو يسلم عليه : اعذرني نسيت
خالد ناظره بشك: وراك بلا انت اول مره تبتسم ليلة مطر!
نياف تنهد بحُب: ثاني مره
تيام بعدم فهم : امشو خلصو بس بررررد!
ركبو السيارات وهم يتجهون لبيت خلف ،
نياف بتذمر: وهذا بس يختفي وحنا ندور وراه
خالد : ادع نلقاه هناك بس
-
رائـد/
فتّح عيونه بوهّن، وهو يعقد حواجبه يحاول يصحصح ويفهم هو وين .. كان مقابلّه سقف أبيّض ! ما خذا منه ثواني لين يدرك انه بالمستشفى ،
فز بسرعه من ادرك انه بالمستشفى !
تلفّت حواليه وهو يشيل المغذي بعنف عن يدّه ، طلع بسرعه بخطوات راكضه وهو يقاوم دوخته واتجه للممرض الي كان جاي يدخل غرفته : وين ولدي ؟
الممرض بتفاجئ: ليش قمت وشلت المغذي عنك!
رائد هزه بعصبيه : اقولك ولدي وينه !!!
الممرض : تقصد الطفل الي كان معاك بالسيارة ؟ .. أخذته امه بإثباتها
رائد تنفس بسرعه وهو يدفه عنه بعنّف : كيف تطلعونه بدون اذن ابوه ! وين راحو؟ وين جوالي ؟ خلصني
الممرض اشّر للممرضين الي وراه وجو وهم يسحبون رائد الي يصارخ ويدفهم بجنون وهو يحّس بشعر راسه وقّف من الخوف والرعب ،
رجعوه للغرفة وهم يرجعون المغذي عليه وهو يتنهد بإستسلام : وين جوالي على الاقل؟
الممرض: جوالك مع الاسف أنعدّم
رائد بسرعه : طيب عطوني اي جوال !
عطاه الممرض الجوال ومسكه وهو يعصره بيدينه ماهو متذكّر أي رقم ! جرب يتصل على هناي مره ومرتين وثلاث لان ولا رد ! حاول يكتّب رقم راسل لأنه أسهّل رقم من ارقامهم وحطه على اذنه وهو ينتظر الرد بخوف
تنهد براحه من سمع صوت راسل وهو يردف بصوت مبحوح من الصراخ : راسل بسرعه تعال مستشفى *** وجب معاك تذكار او رسن بسرعه ما فيه أيّ وقت للتفسير!
قفّل الجوال وهو يزفر بقلق، بينما أقترب منه إحدى الممرضين بتردد : الي اخذت الطفل تركت هالرسالة لك
اتسعت عيون رائد بصدمه وهو يبلع ريقه ، ليش تركت رسالة؟
اما عند راسل التفت على وهاج المكشر من اتصال بهاج ومن صبح بتحلطم على راسل وهو يوقف بسرعه : قم قم بسرعه
وهاج باستغراب: وين؟
راسل وهو يكلم اقبال: مدري عمي رائد اتصل علي يقوم تعال المستشفى الفلاني وجب معاك رسن او تذكار
بعد مُدة من الوقت، وصلو المستشفى وتذكار ورسن الي معهم فضو روسهم بالاسئله
وهاج بانزعاج: يا قلق انتي وهي كلنا نفس وضعكم ما ندري وش صاير! امشو نسأل الإستقبال
سألو عن رائد وراحو للغرفة الي عطوهم إياها لكن قابلهم الدكتور الي رفض دخولهم : المريض صابّه حالة إنهيار عصبي حاليًا ما أقدّر أدخلكم
تذكار بصدمه : انهيار عصبي ! ليش وش صاير!
الدكتور بسرعه: بعد ما أعايّن حالته ابلغكم
استندت تذكار على الجدار بقلق و راسل ووهاج واحد قدامها واحد جنبها بمسافه بينما رسن إتكئت على احدى الكراسي والقلق يملأ قلوبهم!
-
بهـاج/
فاق من نومته المتقطعة وهو يرفع جواله بتكاسّل، عقد حواجبه وهو يقرا رسايل جمايل قبل يزفر بغضب .. اشعار حطّت الحرّة في جمايل !
إتصل برقم اشعار الي عنده من زمان وحافظه مثل إسمه وهو ينتظر صوتها الي يلهّف له قلبه،
اشعار ببرود : من معي ؟
بهاج خفق قلبه وهو يتنهد : بهاج إن كان بيسرّك سماع إسمه
اشعار عضت شفايفها بقهر : وانت لك وجه تتصل ولا لك وجه تكلمني ؟
بهاج بهدوء : وش ذنب جمايل يوم تحطين اللوم عليها؟
اشعار ضحكت بسخريه وهي تدعّك عيونها : يعني بعد متصّل عشان تدافع عنها مو عشان تكلمني
بهاج : يعني تبين تسمعين مني اعتذار؟
اشعار بحرّه : ما أبي اسمع منك ولا شيء
بهاج قاطعها : بس صوتك وكلامك يقولون العكس .. انتي تحبيني اشعار ومستحيل تكرهيني اشعار انا اسف
اشعار قاطعته بصراخ : ووش فايدة هذا الحُب هاه علمني؟ رميتني ومشيت ولا رّف لك جفن .. حتى لو آنك اسف وكل الليالي اسفه المكسور ما عمره ينجبر والي انخذل مستحيل ينسى ، مستحيل انسى الخيبة والجرح الي حطيته بقلبي حياتي كلها .. انا تغيرت في هاليومين .. كل الي حولي كرهوني لاني صرت اجرحهم بدون احساس .. انت خليتني اكره نفسي واكره الي حولي والي حولي يكرهوني ما جرحتني ومشيت وبس !
بهاج قاطعها بغصه: انا ماني بخير يا اشعار تكفين خفي علي تكفين اهديني صوتك .. بس صوتك عشان ينتهي هالحزن في قلبي
-
"إنتهـى."
ان وجدت اخطاء املائية اعذروني 👍 ..
حاولت وبشدة و قعدت عليه ايام طويله عشان يكتمّل الى ١٥ الف كلمه، لكن ما قدرّت و لا ابغى اطول عليكم اكثر .. كتبت هالبارت حدود ١٢ الف كلمه والبارات القادم باذن الله حدود ١٥ الف كلمة 🤍.