Part : 19

13.9K 262 25
                                    

صبـاح اليوم الثـاني، وتحديدًا الدايات الفجـر/
كانو البنات كلهم ماعدا تباهي وجمايل في المطبخ يجهزون الفطور وهم يسولفون مع سلوى والهنوف
تذكار بتبويز : الحين ليه بس حن الي نشتغل وجمايل وتباهي لا !
الهنوف بتنهيده : اللهم صلِ على النبي يا حنتك يا هالآدمية! جمايل عند امي وتباهي المسكينه تعبانه اكيد صايبها برد من مطر امس
سلوى خزت تذكار : انطمي وخلصي شغلك وانتي ساكته يا حبك للخثاريدز انتي ورسين صدعتو بروسنا
رسن عقدت حواجبها وهي تشوف عجين القرص يابس : الحين هذا علامه ما يزين؟
الهنوف وسعت عيونها بصدمه : الله اكبر عليك هذا عجين الحين يا الخايبه !!!
رسن ابتسمت بورطه : يمه اكيد عجين اجل وشهو !
الهنوف تقدمت وهي تدف بنتها : ابعدي ابعدي والافضل تذلفين من المطبخ كله وتفارقين تخمين البيت برا يا الرفلا
رسن نطت بوناسه قبل تعدّل وقفتها : يوه الله يسامحك يا يمه ما انتي مخليتني اعاونكم على الفطور .. ايه ابشري ابشري الحين اطلع
طلعت وهي تحرك حواجبها بإستفزاز لتذكار الي رمّت الي بإيدها وهي تصرخ بإحتجاج : لا والله خير ليش هي تطلع وانا انطق اكرف هنا! حتى انا رفلا وهاه هذا الخبز مابسويه طلعوني مالي شغل
اشعار الي كانت واقفه بجنبها غطت اذانيها بإنزعاج : ووجع يضرب بطنك بطيتي اذوني ما تعرفين تتكلمين بشويش!
اقبال تنهدت وهي تلّف عليهم بشوشتها الطايره من حرارة الفرن : احترقت الفطاير!
الهنوف غمضت عيونها بصبر : اقبال وتذكار برا بدون أي نقاش اذلفو ونادو جمايل اجي مكانكم بالمطبخ وانتم خذو مكانها برا!
ابتسمت تذكار بإنتصار وهي تركض لبرا وتصارخ بإسم رسن الي كانت متكيه على جدار الحوش وهي تتأمل جمال الجو ببدايات الصباح ، كانت الأرض رطبه وريحة المطر مازالت منتشرة بالأجواء .. النخل وخضار المزارع الي كانت محتّله اراضي قرية بهّج الليل كون أغلب سكانها يمتلكون مزارع وأراضي استغلوها بالزراعة .. كان حتى الطريق العادي مليان أشجار ونباتات من كل الأنواع .. كان المنظر خلاب بشكل مو عادي
تذكار سرحت بنظرها وهي نسّت كل شيء من شافت المنظر برا ووقفت بهدوء تتأمّل جنب رسن الي كانت تناظر بهدوء
إنتبهت رسن لتذكار والتفتت عليها : بسم الله خير وش جايبك انتي
تذكار كشرت : كنت مكيفه على هالاجواء الحلوه لين سمعت صوتك .. وبعدين ماهو مفروض انك تخمين الحوش اشوفك متكيه ولا عليك!
رسن قلبت عيونها : مالك دخل يا الملقوفه
تذكار بتنهيده : تباهي فيها شي!
رسن هزت راسها بهدوء : كلنا دارين .. من رجعت لمن طلعت تشغل السخان وهي بس تصيح و تتراجّـف ! .. حتى خالي رائد دخل بعدها بفتره و سألنا إذا كان احد مننا رايك لقسم الرجال وعلى طول نفت بسرعه مع انها كانت برا
تذكار وهي تلعب باصابع يدينها : احسها متضايقه واصير شي هو مو احس الا متاكده بس مدري شسوي بتعصب علي لو اسالها
رسن تنهدت وهي تلف عليها : ماعليك جمايل فوق عندها بتجيب لنا العلم الاكيد و تباهي بنفسها من تطّخ وتهدا شوي بتجي وتعلمنا لا تشيلين هم عاد يا شينك وانتي مكشره صدق مو لايق
تذكار دفتها : انقلعي ماني مكشره أصلًا عادي
رسن بتذكّر : الا وش سويتي بالعود ورسالتك ؟
تذكار بتردد : احم قررت ما ارجع العود خلاص صار حقي
رسن وسعت عيونها : تستهبلين انتي؟ سلامات وش الي صار حقي !
تذكار بطفش : يختي عجزت كيف ارجعه ولا وش اقول ولا وش اسوي وانا ماعندي عود اتدرب عليه فخلاص بخلي هذا لي
رسن بحده : اقول رجعي عقلك لراسك وردي العود للرجال لا تسببين مشاكل .. كلنا ندري بحب خويلد للعود وجنونه به يشرق بإسمه هذا عادي جدًا يروح لخالي راجح و يقول خل بنتك ترد العود عاد وقتها وش بيفكك
تذكار ضحكت بمكر وهي تلف شعرها : صدق انك حمار .. وهو وش بيدريه إن تذكار بنت راجح الي ماخذته ؟
رسن بعدم تصديق : تستهبلين انتي! الي ماخذه وهاج ووهاج ما يعزف واكيد بيعلمه انه اخذه لك
تذكار بوزت : صح وهيج ما فكرت فيها هذي ! ماعليك بقلبها في مخي
رسن بتحذير : لو ما ترجعينه انا الي برجعه فاهمه؟
تذكار بنرفزه: يا اختي وانتي وش دخلك ولا وش عليك !! عودك ولا عوده وش هالنشبه مالك دخل بالي بأسويه
عطتها رسن نظره قبل تمشي عنها وهي تسحب المكنسه بتذمر : حتى الاجواء الحلوه الواحد ما يستانس فيها قطع
تذكار كشت عليها : قطع منك انتي
مزون بحده وهي تطلع راسها من الدريشه : ووجع يوقع في لسانك انتي وهي لين يخليكن تعرفن تنافخن في نص الحوش ياقليلات الادب
فزت رسن بسرعه وهي تطيح المكنسه : يمه!!!
صرخت تذكار بنفس الوقت برعب من طلع وجه جدتها فجأه بجنبها وهي لا إراديًا ركضت ووقفت جنب رسن من الخرشه
قسم الرجـال/
كانو ملتمين حول القهوه ومحد كان مصحصح الا بادي و مهنا.. راسل كان دقيقه راسه مرفوع وعشره طايح بنوم ، هباب كان عين مفتوحه وعين مقفله ، وهاج لابس جاكيته الي فيه قبعه كبيره تغطي راسه وبداية عيونه ومنزله على عيونه ونايم .. نياف كان شكله مُرعب بعيونه الحمّر و الهالات تحتها كونه ما نام أبدًا و كيف بيقدر ينام ؟
مهنا ناظرهم قبل يمسك ضحكته وهو يتحمحم بصوت عالي خلاهم يفزون ماعدا وهاج الي ما تحرك ،
مهنا ضيق عيونه و هو يناظر وجيهم بتفحّص : متى نمتوا انتم !
راجح ضحك بسخريه وهو يعدّل عمامته: أتحدى لو نامو لهم ساعه على بعضها
لسّع هباب الي كان بجنبه بالمسباح : ولد أستعدّل!
هباب كشر وهو يحك مكان الضربه : طيب والله اني اسمعك ماله داعي العنف ابد
راسل بحلطمه : انا بفهم من يقوم اربع الفجر؟ والله العظيم حتى المؤذن يوم خلصت الصلاة رجع بيتهم ينام قايمين اربع وش نسوي ؟
رابح بنقد : هذانا نمنا وصحصحنا وش حلاتنا الا انتم الكسالى ياكافي
راسل وهو يفرك عيونه : ايه طبيعي بتصحصحون نايمين من ثمان العشا حتى الديك ما بعد ينام
مهنا التفت على وهاج وهو يشرب من القهوه : قوم الي جنبك وانت ساكت لعبت فيكم الرباده لعب .. تراي ما نسيت وش قلت لكم امس بتقومون تصلحون الفطور هالحين وانتم ما تشوفون الدرب
راسل سحب قبعة وهاج بقوه أزعجت وهاج الي فتّح عيونه وهو يقبص يدين راسل : ابعد يا ورع يا بثرك
هباب حط يدينه على خده بملل : ايه وش تبون نطبخ لكم
مهنا إلتفت بعيونه على رائد الي كان هادي جدًا على غير عادته ، وكان يهوجس وهو يدقق نظره بنياف و تتحوّل نظراته فجأة الى أكثر حده بدون ما يحس على نفسه ..
مهنا ابتسم بغموض : نخلي رائد يقرر
التفتو على رائد الي انتبه لنظراتهم بإستغراب : هاه؟ اقرر وش؟
هباب : جدي هذا للحين نايم خله عنك وعلمنا انت
مهنا بنفي: ما هو نايم مصحصح اكثر مني ومنك .. تقرر الفطور يابوك
رائد بعدم إهتمام هز كتوفه : والله مدري الي بخاطركم سووه
راسل فز بحماس : ايه خلاص خلوه علينا انا بضبطكم أبشرو بالسعد
ناظره رابح بشك : وش بتسوي !
راسل : افا ما فيه ثقه يا ابو راسل!
رابح بصراحه هز راسه : ولا ربع ثقه يابوك
هباب ضحك بصخب على ملامح وجه راسل وهو يوقف ويتمغط : والله عاد الي بيجيكم اكلوه نعمة ربي
راجح التفت على ابوه : يبه اني طالبك خلني ازين انا فطورنا هذول والله ماوراهم نفع اني خابرهم اربد ثلاثه فالكون بيسممونا صدقني
وهاج هز راسه بسرعه : وهو صادق يا جدي تكفى والله ان مافيني حيل حتى ارفع اصبعي والبرد يوه يا البرد لعب فيني لعب انفداك اعفنا
راسل تقدّم وهو يحب راسه : تكفى يا جعلك تبطي حي قل امين فكنا من الفطور
مهنا ناظرهم ببرود بدون رد مما خلاهم يطلعون بهدوء بكل ادب تحت ضحكات رابح ورائد ،
رجع وهاج وهو يسحب نياف الي كان واضح عليه إنه مشتت وفيه لمحة ضيق غريبه بعيونه .. ضايق من إحساسه الحلو الي مرّه بوجودها .. كان سرحان بشكل واضح ولا هو يّم أحد
تفاجئ من اليد الي تسحبه وناظر وهاج بصدمه : وش فيك !
مهنا: علامك انت اخلعت الولد وش تبي به
وهاج : وش وش ابي به .. يقوم يورينا عرض اكتافه ويتوجه معنا يساعدنا خير هو متكي وحنا نكرف!
رابح : اترك الولد لحاله استح على وجهك صيفنا هذا
رائد ناظر نياف بغموض : ورابح صادق إترك الضيف يرتاح .. حنا اهل البيت الي لازم نخدمه
رفع نياف حاجب من كلام ونظرة رائد الي يحّس بإنها نغزات
وهاج بإستنكار : نياف ضيف اجل ! اقول قم خلصني بس والله ما اتحرك الا ورجلي على رجلك
نياف وقف بهدوء : رجلي على رجلك فعلًا لكن خطاويي بتاخذ طريق ثاني .. ابطلع اشوف سهاج مواعده امس افطر معه في الخيمه
مهنا : لا يابوي اقعد افطر معنا همن بصرك
نياف نفى براسه وهو يدنو يحب راس بادي ومهنا : اعذرني يا عمي بس بيننا موضوع وابي اهرج معه به
مهنا هز راسه : اجل براحتك بحفظ الله
طلع مع وهاج الي كان يناظره بتفحّص : انت وراك بلا منتب خالي
نياف الي ما صدّق إنه قرب من باب الشارع و هو يبي يطلع من هالبيت بأسرع وقت : ما فيني شي رح سو فطورك بس
طلع بسرعه وهو يزفر براحه من حّس بخطاويه بالشارع .. لكن ضاق من جديد وهو يشوف طيفها من جديد بكل مكان برأسه، كان يظن بإنه بيلاقي الخلاص والحرية من يطلع من المكان الي هي فيه لكنه أدرك الحين إنه غلطان .. كيف بكم ساعه قدرت تستحوذ على أفكاره و يصير حبيس طيفها ومنظرها الي ما غاب ولا لو لثانيه عن باله؟
-
خيمة سهـاج/
تحرك بهاج بإنزعاج من الأصوات الي حوله ورفع راسه وهو يرمّش بذهول من أستوعب إنه رجع ينام بدون ما يحس على نفسه بالخيمة ، ألتفت حوله وشاف رباح الي كان يشب الضو و يجهز الحليب و اجيب معاه فطور من بيتهم
بهاج بإستغراب: بتفطر هنا؟
رباح بنفي: مب انا الي بأفطر .. أنت ونياف قم صحصح على ما يجي نياف
بهاج تنهد وهو يتذكر اخر احداث امس وهو يتمغط بكسل واكتافه وظهره يعورونه من نومته الغلط ، ناظر حوله لكن ما شاف اي اثر لسهاج ولا لوهاج بعد
رباح لاحظ نظراته والتفاته وتكلم وهو مازال عيونه على الضو: ماجو
سكت بهاج بدون رد ورفع نفسه وهو يقترب من الضو ويجلس بجنب رباح الهادي كعادته
بهاج بتردد : ماراح تسأل وش صار ؟
رباح : انا مهتم اني اعرف وش صار ووش الي خلا اصحابي يضيقون من بعض ووش خلا بهاج شخصيًا يضيّق اقرب اثنين لقلبه وهاج وسهاج .. لكني متأكد إن فيه سبب فعلًا و إنك ما ضقت ولا ضيقتهم الا لعلمٍ كايد رقد في صدرك وأثقلك لكن بخليك على راحتك لين تبي تتكلم من نفسك
ابتسم بهاج لاشعوريًا : يعني بتحط لي اعذار حتى وانا غلطان؟
رباح بجديه: لاني ادري انك مستحيل تغلط ولا تضيق الا بأسباب كبيره ولا انت مستحيل تاذي حتى نمله.. وش الي وصلك لهالحال وطلعك من طورك يا اخوي؟
تنهد بهاج وهو يمسح على وجهه: والله ما ادري وش اقولك يا ربيح.. موضوع مدري كيف بدا ولا ادري كيف بنهيه
رباح زفر بقلق : ياخي خلصني وتكلم خبصتو قلبي من امس وانا على اعصابي
-
إنتهـى،
1929 كلمه .. أتمنى إني راضيتكم 🫶🏻 ،
ما دققت البارت إملائيًا حاليًا لأني منشغلة وكتبته بسرعة بس عشانكم، تجاهلو لو فيه أغلاط إملائية من أفضى برجع أراجعه وأصححه.

وانا بهّج ليلي من الاشعار مطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن