-
لهّث نياف وهو يرتكي على ركبه : ما قدرت أمسكه الله ياخذه ما ادري من وين ذلف !
خالد بتنفّس سريع لف على وهاج الي كان مركّز نظره على الدكاتره اللي راحو يدخلون على بهاج
رجع يلف عليه وهو يردف : وش صار ؟ وين سهاج
وهاج أرتكى على الجدار بشرود : ما ادري راح ينادي الدكتور وراح بعدها للأمن *لف عليهم وهو يناظرهم ببرود* الدكتور قال إنه إحدى الأجهزه حقت التنفس مفصوله
نزل رأسه وهو يسكّت لثواني قبل يرفع راسه لهم وهو يضحك بعدم إستيعاب : يعني هو كان يحاول يفصل الجهاز عن اخوي .. كان يحاول يذبحه !!!!
خالد بلع ريقه وهو يقرّب منه: وهاج اهدى حنا ما ندري للحين وش صاير
وهاج بإنفعال بعد عن خالد: اذا انتم ما تدرون انا ادري انا كيف كنت غبي ولا عرفت من أول ما صار الموضوع إنهم هم السبب ؟ كيييف؟
خالد بتنهيده : واذا عرفت وش بيتغير بالموضوع؟ لازم ننتظر لين يصحى بهاج ولين ينمسّك الزفت انس ويعترف هو بكل شيء عشان نقدر نطيحهم وش بيدك ولا بيدنا نسوي بدون أي ادله؟
وهاج هز راسه لثواني ، قبل يلّف عنهم بلحظة ويركض بأقصى سرعته
ناظروه خالد ونياف بتفاجئ و لا امداهم حتى يستوعبون إنه تحرك من عندهم
بينما وهاج الي كان يركض وهو يحس بشعور القهر يزداد بكل خطوه يخطيها .. ماكان شايف ولا حاس بهذي اللحظه الا الغضب الي يحتّل أجزاء جسمه جزء جزء وكأن الدم توقف بعروق وجهه من كثر ما أحتقّن وجهه،
طلّع من المستشفى ووقف لثواني ياخذ نفس وهو يفكر كيف بيوصّل إلى بيوتهم!
نكش شعره بإنزعاج وهو يضرب برجله في الكرسي الي جنبه مرات متكرره ورا بعض من شعور قلة الحيله والعجز الي صابه .. يحس بخنقه ما بعمره حّس فيها .. هو ما كان مستوعب هذا الوضع إلى قبل طيحة بهاج ، ما كان منتبه ولا حاس بسوء وضعه وحال عمانه لأن بهاج كان شايل كل شيء و متحمل كل شيء وولا محسسهم بأدناة الدون.. كان سائلهم فوق كفوف الراحه
حس بخطوات سريعه وراه وهو موقّن تمامًا بإنهم نياف وخالد ، هو ماكان حاس بدموعه الي تنزل الا إن وقف قدامه خالد وهو يحضنه بقوه وملامح القلق مرتسمه على وجهه
نياف لّف وجهه عنهم بضيق وهو يستغفر ويزفر بصوت مسموع
سحب خالد وهاج وهو يمشيه معاه وهو مازال حاضنه إلى الكراسي الجانبية
جلسو فيها ونياف يلحقهم بينما وهاج رفض يبعّد عن حضن خالد وتمسك فيه اكثر ،
خالد بتنهيده: وهاج يارجال اذكر الله وش فيك وش جاك ! بهاج باذن الله طيب وبيقوم .. قوم قوم غسل وجهك مابقى شي على اذان المغرب ويجون اهلك وتفتح الزياره
وهاج بعد عن حضن خالد أخيرًا وهو يمسح على وجهه بصوته المبحوح: أبي اروح مكان توديني؟
خالد بسرعه: طبعًا بدون ما تسأل.. بس وين بتروح ؟
وهاج اخذ نفس عميق قبل يردف بتردد: بيت ابوي
نياف ناظره بتعجّب: بيت ابوك ! ليش
وهاج: بتودوني ولا أطلب سياره ؟
خالد بنفي: يارجال بوديك قوم يلا .. نياف خلّك عند بهاج وشوف سهاج وش سوا مع الامن
وهاج بتفكير: لا لا نياف تعال أبيك معي
نياف بإستغراب: ليش وش تبي
وهاج وهو يمشي قدامهم: الموضوع يبي له شر
نياف قلب عيونه وهو يمشي جنبه: وش قصدك يا زفت بعدين وش شره
خالد بخوف مسك وهاج: ورع وش شره وش ناوي عليه أنت!
وهاج قلب عيونه بملل: والله لو حنا راكبين كان امدانا وصلنا، بعلمكم بالطريق بس أمشو
خالد بتوجّس: الله يستر بس الله يستر
نياف طلّع جواله لكن قاطعه وهاج اللي ناظره بحده: ياويلك تكلم سهاج
نياف بتفاجئ: بسم الله وش دراك أني بكلمه !
وهاج: تعلمني فيكم يعني؟ انت وخالد بخور السوق عند سهاج
خالد: كملت بعد ما تبيه يدري ! عز الله كدينا خير
ركّب نياف السياره بجنب خالد ولف على طول لوهاج: هذانا ركبنا يلا غرد وش تبي تسوي
وهاج كان بيقول لهم انه بيروح لبيت عمه .. لكن تراجع لأنه يدري إنهم بيوقفون بنص الطريق و بيمسكونه غصب ما يروح
وهاج بتفكير: بس أبي اروح بيتنا من زمان ما رحت له
نياف بعدم تصديق: لا يا شيخ ! وتوك تتذكر بيتكم بعد هالسنين ؟
وهاج رفع كتفه: ما ادري بس طيحة بهاج وعتني على أشياء كثير كنت غافّل عنها
خالد عقد حواجبه: و وش هالأشياء ووش دخلها ببيت أبوك!
وهاج بزهق رجع نفسه على ورا بتعب: يا كثر بربرتكم خلاص اذا وصلنا بتعرفون تكفون اسكتو
خالد أشر بعيونه لنياف بمعنى "خلاص خلّه"، والتفت نياف لقدام وهو مو مرتاح بس مجبورين يجارونه..
عند سهـاج،
كان واقف مع الآمـن يراجعون كاميرات المُراقبة، صرّخ سهاج فجأة وهو يأشّر : إيه هذا هو هذا هو
الدكتور بتركيز عقد حواجبه: هذا مين ! لو سمحت ابو سعد نقدر نكبر الصوره؟ ما بعمري شفت هالممرض بالمستشفى
سهاج بإنفعال من قهره: اكيد ما بتشوفه لأني قايل لك هذا ماهو ممرض هذا انس اعرفه زين
الدكتور بمحاولة تركيز: يا اخي اسكت شوي الله يعافيك خليني أشوف شغلي من صبح و انت تعيد بهذي الإسطوانه!
تقدّم الدكتور وهو يناظر انس بتركيز قبل يلف على سهاج وهو يمد يدينه: أعطيني الكرت الي اخذته
مّده سهاج له وثواني قبل يردف الدكتور: هذا الإسم ما قد مر على المستشفى كله أبدًا ! *رفع راسه لسهاج* تبي تقدّم بلاغ ؟
سهاج بسرعه: طبعًا إيه !
الدكتور اومئ وهو يلّف على الرجل الجالس: ابو سعد الموضوع عندك شوف شغلك
سهاج جلس بتنهيده ورا رجل الأمن وهو ينتظر يكملون باقي الإجراءات و التفكير غزّاه بهذا الموضوع .. ناسي تمامًا موضوع المـى!
-
بيت فـاهد/
كانت جالسة على أعصابها وهي تعّض أصابعها بتوتر .. تحاول تأخذ نفس عميق بين كل ثانيه وثانيه وتهدي نفسها عشان ما تدخّل بحالة هلع، هذي الفتره مُتعبه لنفسيتها وجدًا أنتكست حالتها عن قبل لأن الامان الي يتمثّل بوجود امها وابوها غاب من غابو عن نظرها
دمعت عيونها وهي تذكر أبوها يوم يقول لها إنّ الرجل الي بيعطيها له بيكون هو الأمان و بيحميها ، وينه هو الحين طيب؟!
رجعت تراقّب من دريشتها سيارة الوافي والي ما زالت بنفس مكانها ولا تحركت ولا حتى شبر ! يوترها وجدًا
بينما بالشارع اللي يتقدمهم .. دخل وهاج بيت أبوه قبل يلّف على خالد ونياف: خلاص خليكم بالسياره شوي وبجيكم
نياف بنرفزه: تستهبل انت اجل جايبنا ليش وش ورا راسك انت
وهاج بذات النرفزه: يا اخي قلت لكم شوي واجي قايل شيء تعجيزي انا؟
خالد ناظرهم بذهول: بسم الله وش فيكم قبيتو فجأه خلاص هدو هدو الامر سعه انزل يا وهاج سو الي تبي وارجع حنا بننتظرك هنا
نياف ناظر خالد بتوسيعة عيون بينما خالد غمزله ، نزل وهاج من السياره وهو يدخل البيت برجول مُرتجفه
غمّض عيونه وهو يمشي بسرعه داخل البيت ما يبي يشوف أي بُقعة حوله يبي يوصل للمخزن وبس
اول ما دخل وهاج على طول لف خالد على نياف: شف أنا بوقف هنا وأنت انزل رح للبوابه الخلفيه انا ماني متطمن لجنانه الي طلع فجأه .. ترا وهاج بزر ما يعرف يفكر خصوصي لاعصب
نياف وهو ينزل: تعلمني فيه .. انفعاله بريالين
خالد قلب عيونه: على اساس انت البخت عاد
ناظره نياف بتهديد قبل يردف خالد بتسليك: خلاص خفت ممكن تذلف الحين؟
طنشه نياف وهو يمشي: عشاني خايف لا ينحاش السلوقي بمشيها ولا انت منت وجه حشمه
فتح وهاج عيونه لمن تحسس باب المخزن وحاول يفتحه بكل قوته لين إنكسر الحديد الي حوله وإنفتّح ، دخل وهو يدور بعيونه عن شيء واحد
بلّع ريقه وهو يشوف قبعة الهندسه.. أوراق المشروع الأخير.. الطيارة الشراعية الي يخصون أبوه، متاكي المقلط اللي كان بيجدده أبوه قبل وفاته وكبكه الطايح بجنبهم
تنفس بسرعه وهو بإنه بيهوي على الأرض بأي لحظه ماهو متحمّل هالمنظر المؤلم لقلبه
وقف لا شعوريًا وعيونه ما تشوف الا شيء واحد .. دباب البانزين اللي بأخر المخزن والي الى هذي اللحظه ما أحد مسكهم ولا تغيّر مكانها ، سحب وحده بإيدين مرتجفه وهو يطلع متجه الى البوابه الخلفيه وقبلها إتجه للحمام مو مهتم حتى بباب المخزن المفتوح ولا باب الشارع الي كان بعد مفتوح
إتجهّت خطواته إلى طريق يعرفه زييين .. طريق بيت جده اللي كان ورا بيتهم بشارع ، قطع الشارع وهو جسمه مازال ينتفض من فرط شعوره
وقف قدام البيت وهو يأخذ نفس عميق .. ما هو منتبه لخالد ونياف الي كانو يلحقونه بهدوء من أول ماطلع
كان الباب مقفل ، طقه بقوه مره ومرتين وثلاث لكن ما أحد فتّح
وهاج صرخ بقهر وهو يضرب الباب برجوله : اطلعو اطلعو عسى ارواحكم تطلع ما ابطيتو انا بفهم انتم وش تبون مننا وش تبون .. خذيتو كل شيء مننا وباقي ما ارتحتو عسى الفجر ما يطلع عليكم وش باقي عندنا تبونه؟
ضرب بصدره وهو يكمل بنفس وتيره الصراخ: خذيتو مننا ابوي ولا كفاكم خذيتو جدي ولا كفاكم هدمتو احلامنا ولا كفاكم طينتو عيشتنا ماحنا قادرين نعيش مثل الناس ولا اكتفيتو باقي تبون تاخذون أرواحنا بعد ؟
وقف بتنفس سريع وهو يحّس بالأرجل اللي واقفه ورا الباب ، ضحك بسخريه وهو يردف: على كل اللي سويتوه لكن خايفين تطلعون تواجهوني الحين؟
نياف وسع عيونه وهو يلف على خالد: يا حيوان هذا بيجيب مصيبه على روسنا ابعد خلني اروح
خالد مسكه بإصرار وهو يهمس: اص انثبر بمحلك خل نشوف أخرتها
رفّع رأسه للكاميرا اللي على الباب: طلعتوا شايفين الي بين يديني .. لكن أحسن تسهلون علي العمليه
بعّد شوي عن الباب وهو يرفع الدبه الي بين يدينه، وقف وهو يفتحها بإيدين مرتفجه : لكن هين إن ما خذيت حقي حقنا ما أكون وهاج .. ما اكون ولد خلف ولا اخو بهاج
نياف لف على خالد بعصبيه: نشوف أخرتها اجل !
ركضو خالد ونياف لوهاج وهم مذهولين منه ، كتفه نياف بسرعه وخالد سحب العلبه منه
خالد بعصبيه : انت مجنون ولا صاحي وش هاللي كنت بتسويه ! وهاج أرجع لعقلك فكر شوي أستوعب
وهاج قاطعه وهو يحاول يتفلّت من يدينهم بصراخ : بعدو انا مب قايلكم لا تجون مالكم دخل
نياف صفقه من ورا بعصبيه : ما نجي عشان تسوي سوات الخبول يا اللي ما فيك عقل انت تبي تجلطنا ولا تهبل في اخوك وامك المسكينه الي ما تدري تلقاها من ولدها الي في المستشفى ولا الثاني الي راح يبي يحرق ارواح !
إنفتّح الباب و أخيرًا وطلّع من وراه عبدالله اللي أتجّه لهم بإنفعال وهو قاصّد وهاج : يا الخسيس ما منك خير من وين يجي خير وانت من نسا خلف
خالد دفه بحده: اذلف وراك لا اكسر يدينك وقص يقّص هاللسان نسل خلف وخلف يشرفونك ويشرفون عشرين مثلك
عبدالله حّس بخوف طفيف وتراجع وهو يدف يدين خالد عنه وهو يناظرهم بتهديد: جايب أعوان بليس يعاونونك لكن هيّن أنا اوريك ان ما تليتك من رقبتك واشتكيت عليك وخليتك تعفن مانيب عبدالله
وهاج ضحك بصخب ، ضحك بقوه خلّت حتى خالد و نياف يجفلون منه
وهاج لّف على خالد ونياف : سمعتو وش يقول ؟ يبي يخليني أعفّن قال*سكت فجأه وهو يردف بحده* هذا لو إنك قايله لي قبل كم اسبوع كان يمكن يخوفني لكن الحين ؟ جرب .. جرب وأخط خطوه وحده وبنشوف من اللي بيخلي الثاني يعفن تحسّب بنطول ما مسكنا انس يعني؟
عبدالله بذهول: كيف عرفتو انس !
وهاج ضحك بسخريه: فوق الهياط دلاخه .. يا رجل أنكر على الأقل، انا الي بعلمك شغلكم ؟
عبدالله بتلعثم: انا بعفي عنك لوجه الله لأني عمك برأف بحالك المريض لأن الواضح منتب بعقلك الله لا يبلانا لكن لا عاد اشوف وجهك مره ثانيه لا عاد اشوفك توطوط عند بيتي هنا
وهاج رفع حاجبه: والله صار بيتك الحين ؟ تراه بيت جدي لا تصدّق نفسك بزياده *رفع رأسه وهو يتأمل القصر الكبير* تدري؟ ما كنت مهتم ابد ولا ابي الا سلامة اهلي ونعيش براحه وهدوء لكن الحين ان ما خذيت الراحه من عيونك انت واخوانك هالشنب ماهوب مخطوط على وجه رجال .. وانتم الي بديتو بها ، اهلي خط احمر ما تقربون منهم لو برمش ولا والله لا تشوفون وهاج اعدى من هاللي قدامك الا اهلي ما تمسوني فيهم يا خسيسين
تراجع عبدالله وهو يدخل بخطوات سريعه البيت ويقفل الباب وراه بقوه كبيره ، رفّع جواله وهو يتصل بحمد وهو يركض لداخل البيت .. مذهول و مصعوق من اللي صار قبل شوي !
تنهد وهاج وهو يبلع ريقه قبل يدّف يدين نياف عنه: خلاص عاد فكني
نياف ناظره بذهول قبل يضحك بتعجّب وهو يلف على خالد: وش اللي صار قبل شوي؟
خالد رفع كتوفه بفهاوه وهو مو مستوعب شخصية وهاج الي قدامه الحين
نياف بحماس طق كتف وهاج: احلا يا قوي انت ايييه يارجال ذا الحكي السنع مب اخوك الي ماعنده الا الضعوي
وهاج هوى على الأرض وهو يتنفس بسرعه: يارجال اسكت عني للحين اتنافض حسبي الله لا يسوون شي فينا الحين
نياف بضحكه: يعني الحين تهايط وانت منتب قد هالهياط ليه؟
خالد بعصبيه إتجه لوهاج وهو يرفسه: هاللي سويته يازفت والله ما يمر مرور الكرام وهين
وهاج بسخريه: تراه مويه ماهوب بانزين .. انت مصدق اني بقوى اسويها؟
نياف وخالد طارت عيونه قبل يركض نياف للعلبه وهو يشيلها، قربها من خشمه وهو يشّم قبل يرميها من جديد: الا والله ما! ووجع خصيت قلوبنا على الفاضي كان علمتنا على الاقل ما نشتط وانا جايك ركض وشاد حيلي اكتفك وانصح مالت عليك وعلى وجهك
خالد رفع حاجب: يعني لو كانت ماء عادي ؟
وهاج برجاء وقف بتعب: خالد تكفى والله انها واصله معي خلقه أجّل حوارك لبعدين خلونا نروح نشوف بهاج
طنشه خالد وهو يمشي قدامه
كشر وهاج وهو يلف على نياف المبسوط للحين بالحركه وهو يقلب العلبه: خويك هذا يدور اي شيء عشان يزعل عليه
خالد لف عليهم بقهر وهو يطق نياف: وانت تعاونه على الشر يا ابليس
نياف بحماس لف على وهاج وهو يدف خالد عنه: ماعليك منه النفسيه هذا تهقى لو اسويها ببيت ابوي وش بيصير؟
وهاج اخذ العلبه منه: اقول لا تفلها عاد انا وعندي شي اهدده فيهم حتى لو اني اكذب ماادري عن انس شي بس انت وش بتهدد ابوك فيه عشان ما يشتكي عليك؟ امش بس
نياف ابتسم بفخر: والله انك كفو اول مره تعجبني في حياتي كلها
وهاج ناظره لثواني قبل يضحك بصخب: يعني على اساس اني ادور اعجابك ؟ يارجال دزها
تنفس بقوه وهو يحس براحه: قسم بالله يا نياف كأن ثلج انكب على صدري بعد اللي سويته .. بردت حرتي وانا اشوفه يتنافض قدامي
نياف شد على كتفه: امش امش نمر بقاله ناخذلنا كراتين ونوزعها على المساجد بنية شفاء بهاج عسى ربي يكمل فرحتك بخبر قومته
وهاج تنفس بعمق: امين يارب امين الله يسمع منك
ركبو السياره وخالد كان ساكت طول الطريق
نياف: مو بقاله بناخذ كراتين ماء
مارد خالد وهو يغير طريقه متجه لبقاله
وهاج تقدم من عندهم وهو يدخل راسه بوسطهم ويلف على خالد: خويلد الحين فهمني انت زعلان ليش ؟
نياف طق راس وهاج بإنزعاج: الحين من صغر راسك رازه بيننا ارجع ارجع
وهاج بإصرار لف وجه خالد له: رد علي
خالد دفه بعصبيه: مهبول انت اليوم مب صاحي عقلك به بلا ماتشوفني أسوق
وهاج: احسن محد قالك ما ترد علي .. رد علي وافكك من هبالي
خالد مارد عليه وهو يحاول يركز بالطريق
وهاج بتهديد رفع يدينه: خويلد قسم بالله لا ادغدغك ترا شفني حلفت
نياف ضحك: انت اليوم بايعها
وهاج ابتسم براحه: يارجال قسم بالله بعد اللي سويته ان شعوري ما ينوصف لو اني صدق محرقهم شلون بحس أجل؟
نياف عدل جلسته بتهديد: اقول هيه انت عاد لا تفلها بزياده لا اسطرك وخل ابو نظارات يزعل لين يشبع بالطقاق ارجع بس لا ننقلب
خالد مازال مطنش حكيهم ،
تنهد وهاج وهو يرجع: يا شين زعلك قسم بالله بعير
نياف ناظر وهاج بضحكه وهو يصفق بيدينه: هيلا يا زمانه الحلوه زعلانه
وهاج شبك معه بضحكه: مين يراضيها؟ انا براضيها
خالد ماسك ضحكته من نياف الي يستهبل عنده وهو يمسك يدينه يرقصه معه ووهاج الي يدخل راسه بينهم ويسوي حركات تضحك بوجهه عنده
-
المستشفـى/
طلع سهاج من الغرفة بعد ما قدّمو بلاغ ، وكان يمشي بالممرات وهو يكلم رباح : لا يا رجال الامور طيبه باذن الله رح عود بمرتك لاهلك وخذ علوم الشيبان انا موجود هنا ماعليك
رباح اومئ: وبهاج وش صار عليه؟
سهاج ناظر المكان الخالي بإستغراب: ماعليه رجعو عليه الاجهزه ويقول الطبيب حالته مستقره .. اصبر وهاج وخالد ونياف مدري وين اختفو
رباح عقد حواجبه: كيف اختفو
سهاج: ما ادري عنهم انا رحت للامن ونياف وخالد قالو بيلحقون انس بس ماعينا له اثر ولا ادري وين ذلفو عقبها
رباح بعدم ارتياح: رح دورهم شف وينهم هالثلاثه بالذات مارتاح لهم ما يختفون الا وراهم بلوى
سهاج بتنهيده: يارجال على اساس انا الي ارتاح لهم الله يصلحهم من عقب اخر سالفه يوم طقو يزن وسببو مشكله مع الجامعه وانا غاسل يديني منهم .. يلا قفل خلني اشوف وينهم
أتصّل على نياف الي رد عليه بعد ثواني بصوت مرح: هلا بوصلوح ياحي هالصوت امر
سهاج بخوف: ليش مروق وش مسوين انت والحمير الي معك اعترف بسرعه!
نياف ضحك بوهقه: افا وراك علينا بس تمون ياسهيج قلبي ما سوينا شي بس تونا متصدقين بنية شفاء بهاج بعد الصلاة وروقنا
سهاج بشك: والله انكم مسوين بلا سهيج قلبك اجل !
نياف بتضييع للموضوع عشان يوقف سيل تحقيق سهاج: اقول بس انت رحت الي كلموك ولا تراك مابعد علمتنا وش سالفتهم
سهاج شهق وهو يضرب بيده على جبهته: المى! نسيت عنها قفل قفل
قفل بوجه نياف وهو يركض طالع من المستشفى والقلق يأكل قلبه
-
بيت رابـح/
تجهزو جمايل والزين ومزون وجلسو بالصاله بعد الصلاه ينتظرون وصول رابح ،
مزون بطفش: هذا علامه تأخر اقبال كلمي ابوتس شوفي وينه
اقبال كتمت ضحكتها: جديده وش بلاك توني مكلمته توهم مخلصين صلاه
مزون: الله اكبر من بعد المسجد عن البيت خطوتين الا هو واصل مير ذلحين ماسك فلان وعلان ويسولف معهم .. جعل ربي يقوم بهيج بالسلامه واعود لديرتي بس جاني التكاك وانا هنيا
اقبال ضحكت بهمس: والله انك مستحيله يا جديده
الزين كانت تعض شفايفها بتوتر وهي تهوجس .. ولسانها ماوقّف عن الدعاء لبهاج
مزون ناظرتها ورّق قلبها على حالها ، قربت منها وهي تحتضن يدينها: بيقوم يا بنيتي بيقوم .. املنا بربي ما يخيب
الزين ناظرت امها برجاء: يارب يا يمه يارب *تهدّج صوتها* والله اني ماعاد احتمّل الفقد بعد
حضنتها مزون وهي تداري دموعها: لا تقولين هالحكي يا بنيتي .. الحمدلله على اقدارنا كلها .. يدبرها اللي أحّن عليها من امهاتنا انتي أدعيه وتوكلي عليه وخلي قلبتس مطمئن
تنهدت الزين بعُمق: والنعم بالله يايمه والنعم بالله
نزلت جمايل رأسها بضيق وهي تبلع ريقها بألم من حالهم همست من كل قلبها: يارب عجّل بخبر قومته يارب .. يارب مالنا غيرك يا ارحم الراحمين يارب ارحم حالنا وضعفنا يارب
امنو اقبال وامها الي كانو يجنبها والتفت لهم جمايل ، ابتسمت اقبال وهي تضم جمايل بجانبيه بينما اردفت ام راسل: تصدقي بنيته يا امي جمايل قبل تروحون .. الصدقه فضلها عظيم
جمايل هزت راسها: ان شاءلله خالتي
دخل رابح : هاه جاهزين؟
مزون وقفت وهي تلعب بعصاتها قدامه: انت ما تعلمني وراك متاخرن ذا كله
رابح ضحك بوهقه وهو يبعد وجهها: يمه الله يهديتس بعدي ذي عن وجهي انتي تبين تسدحيني جنب بهاج ولا وش
ضحكت جمايل لا إراديًا وابتسم رابح وهو يسحبها جهته: اييه أخيرًا سمعنا هالضحكه الي ترد الروح الله حسيبك يومك ما تروين مسامعنا يوميًا بها
مزون دفته: ووجع لا تتحسّب على بنيتي حبيبتي
رابح ضحك: يايمه اتغزل ببنيتس مانيب ادعي عليها
مزون : اقول قوم ورنا عرض اكتافك ووصلنا يا كثر بربرتك يا هالادمي
رابح طلع بضحكه: زين ابشري مادري وش فيتس علي من اليوم معصبه
ركبو السياره واتجهو للمستشفى والسنتهم ما كفّت عن الدعاء ..
-
بيت فـاهد/
دخّل سهاج وهو يركض بجنون يدوّر على المى بعيونه بكل مكان وهو يصرخ بأسمها: المى وينتس انتي بخير وينتس فيه؟
وقّف بذهول وهو يشوفها واقفه بالمطبخ تنتظر الة القهوه تخلّص
لفت عليه ببرود : اوه جيت؟
سهاج عقد حواجبه وهو يقلدها: اوه جيت؟!
ماردت عليه المى وهي ترجع تلّف على قهوتها
سهاج عض على شفايفه بصبر: المى الي سويتيه إيش !
المى بإستغباء: سويت إيش؟ تبي قهوه؟ ترا لذيذه اذا حطيت لك معها حليب..
قاطعها سهاج بنبرة صوت مرتفعه: انتي تستهبلين علي ولا ايش ؟ مكلمتني وكأنك شوي بتموتين وجاي ركض ما ادري كم اشاره قطعتها وكم مخالفه انحطت على ظهري القاك تسوين قهوه وتقولين لي *بتقليد لها* اوه جيت !
المى ببرود وهي تأخذ كوب قهوتها: ابد عطني حسابك واحولك فلوس المخالفات مو مشكله
سهاج ضرب الطاوله بيدينه: المى لا تستفزيني تدرين ماهو همي هالفلوس
المى بحده: ولا همك أنا .. من متى مكلمتك انا ؟ طلع جوالك وشوف الساعه كم كلمتك والساعه كم الحين .. طلبت المساعده من الشخص الغلط للأسف !
سهاج أرتخت ملامح وجهه وهو يفرك ما بين حواجبه بتنهيده: ماكانت مقصوده كنت..
قاطعته المى وهي تحط يدينها قدام وجهه بمعنى "بس"
سحبّت كوب قهوتها وطلعت لفوق وهي تسكر باب غرفتها بإرتياح.. حطت كوب قهوتها وهي ترجّع تشوف مكان سيارة الوافي الي أختفت بعد وصول سهاج
ناظرت بكوب قهوتها بلا إهتمام ولا شهيه، لأنها كانت على وضعها لين سمعت صوت سيارة سهاج ونزلت ركّض على أساس تسوي قهوه وتوريه إنها ماهي مهتمه لكنها كانت بتموت رعب قبل وصوله بثواني ..
-
دبـي/
جلّست هناي على سرير عزام بالشقة اللي اخذها رائد كون الشقة حقت امها طلعت كذبة، وكل شيء حشّت أمها رأسها به كان كذبة بعد، أختفت أمها فجأة بعد ما سرقت نص الفلوس الي ببطاقة هناي ..
ماكانت هناي منصدمة جدًا لأن الخيبات من امها ماهي جديدة عليها
تأملّت وجه عزام وهي تمسح على وجهه بدموعه ملّت وجهها .. ماتدري وش بيسوي رائد للحين وهي خايفه جدًا من هدوئه
دخل رائد وناظر بوجه عزام النايم: زين نام .. عشان تطلعين بدون ما يدري
هناي لفت عليه برعب: اطلع وين !
رائد هز كتوفه: ما ادري عنك .. للمكان الي كنتي بتروحين له ولا يهمني وين
هناي بدموع نفت برأسها: مستحيل تخليني رائد .. امي بتخليني بس انت لا
رائد رفع حاجب : وليش ما أخليك ؟ عطيني موقف واحد منك يخليني أخليك تبقين بجنبي
هناي خذت نفس عميق : رائد حتى لو تطلقني ما يهمني .. المهم عندي عزام وبس تبي تخليني بكيفك بس عزام لا !
رائد ابتسم بألم وهو يغمض عيونه: يعني مصره بكل مره توريني قد ايش اني مب مهم لك؟
هناي بتوتر: ما هو هذا موضوعنا
رائد ابتسم ببرود وهو يناظرها: خذيتيني بس عشان أحميك من خوالك وبقيتي معي للحين عشان عزام وبس .. وين رائد بالمُعادلة هذي ؟
هناي صدّت عنه و هي تتمسك بيدين عزام: عزام هو كل معادله بحياتي وبس
رائد عض شفته بقهر وهو يضرب بالجدار: وابو عزام وشهو بحياتك وشهو؟
هناي بسرعه: لا تخرّع عزام ! .. *أقتربت بهدوء منه* ابو عزام هو ابو ولدي والشخص الي محد له فضل علي كثره .. يمكن غلطت صحيح بقراري الي سويته لكن ماكان قدامي الا هذا الحّل عشان عزام ، قلت يمكن لو بالغلط بتعلم اهلك بعد الي بسويه لكن انت مازلت قدامي وتثبّت لي إن قراري الي خذيته صح لأنك حتى ما كلّفت على نفسك تعلمهم بشيء حتى وحنا مختفين
رائد قاطعها ببرود وهو يرتكي على الجدار: أمي ارتفع ضغطها ولها ايام وهي مرتفع ضغطها وماخذينها للمستشفى بالغصب بسببي ، اخواني الكبار كلهم قاطعوني ومعصبين مني ، حتى ابوي الي كان معاي من اول الموضوع ماهو طايّق يشوف وجهي لأني السبب بخلافه مع أمي .. اخر العنقود الي كلهم يحبونه ويدارونه فجأه صار برا العائله ان كان هذا بيرضيك !
سكتت هناي بتفاجئ بينما رائد كان بيطلّع من الغرفه لولا صوت عزام الباكي وهو يفتح عيونه ويناظرهم برجاء: بابا وين بتروح تكفى ارجع انا قلبي يوجعني لمن اكون مع احد فيكم لحاله .. كل اصدقائي معهم ابوهم وامهم ليش انا دايم معي واحد منكم لحاله؟
رائد بخوف: عزام بابا انت متى صحيت؟
عزام بدموع: من لمن قلت لماما تطلع
رائد تقدّم منه بتنهيده وهو يحضنه بقوه: الله يصلحك يا بابا ليش ما تكلمت و قلت انك صحيت؟ ما يصير تتجسس على أحد
عزام نفى براسه: والله ما اتجسس بس خفت لانك كنت معصب انا اول مره اشوفك بابا كذا
رائد شدّه له اكثر بهمس: الله يسامح من كانت السبب الله يسامحها
عزام ببراءة رمّش: قصدك ماما ؟
رائد بعد عنه: لا يا حبيبي ما اقصد احد .. انسدح انت الحين ونام تبيني اقول لك قصه؟
عزام بخوف: لا بعدين اصحى ولا الاقي ماما مثل ما صحيت هذاك اليوم وما لقيتك
رائد رفّع نظره لهناي بحده: لا تخاف يا حبيبي انا ماني مثل ماما
هناي قاطعته بغضب: لا تحشي براس الولد علي !
عزام انفجر صياح مره ثانيه وهو يقوم من سريره بغضب: ليش انتم كذا ليش بس دايم تعصبون على بعض! انا ما احبكم لمن تصيرون كذا
هناي لحقته بسرعه وهي تسحبه جهتها: عزام حبيبي وين رايح تعال
رائد وقف بجنبها وهو يمسكه من الجهه الثانيه: حنا اسفين يا روح ابوك انت تعال وبتصحى وحنا كلنا جنبك
عزام: وعد؟
اومئو بـ "ايه" وتمسّك عزام فيهم وهو ينسدح: تعالو كلكم نامو معاي
هناي ناظرت رائد الي راح انسدح بجنب عزام بتردد
قبل يردف رائد: عشان عزام
تنهدت هناي وراحت تنسدح من الجهه الثانيه، بينما عزام ابتسم بوسه وهو يضم يدينهم له .. غمّض عيونه وهو يتمنى بقلبه انه ما يصحى ويلاقي واحد فيهم مو موجود !
-
اليوم الثـاني، المغرب/
طلع مهنا من العناية وهو يتمتم دعاوي إلى بهاج .. جلّس يريح على الكراسي جنب الزين وينتظرون جمايل لين يذن العشا .. طلع إحدى الدكاتره يركض متجّه إلى غرفة بهاج بينما جمايل طلعت من الغرفة وهي ترجّف
وقف مهنا بخوف وهو يتجه لها: وش فيك يابوي! بهاج فيه شيء؟
جمايل بصياح وهي مو مستوعبه: يبه يقولون انه صحى!!! تحركت يدينه ويقولون انه صحى!
مهنا تهلل وجهه وهو يردف: من صدقتس يا جمايل؟ خاف انتس سامعه غلط؟
الزين ببكاء وقفت وهي تركض للغرفة
نفت جمايل بقوه وهي تجهّش بالبكاء من الفرحه: والله قالوه يايبه والله
رمى مهنا عصاته و هو يجثى على الأرض يسجد شكر بينما جمايل الي ماعاد بها حيل جلست على الكراسي وهي ترجّف
بينما ببداية الممر وهاج ونياف الي جا مع وهاج بوقت الزياره
وهاج: يلا بروح أشوف جمايل طلعت بعلمك
نياف وهو يناظر بساعته: يلا لا تبطي علي ماعاد به وقت ويقفلون الزياره
إتجه وهاج لهم وإنذهّل وهو يشوف حالهم .. ركّض لهم بخوف: وش صاير!
جمايل وقفت وهي ترتمي بحضن اخوها: بهاج صحى يا وهاج صحى .. اخونا الكبير وابونا صحى
توقّف الدم بوجه وهاج الي تجمدت كل حركته وكل الدنيا وقفت فجأة وهو مو مستوعب الي تقوله جمايل
بعدها عنه وهو يردف بعدم تصديق وبلعثمه: بهاج صحى؟
جمايل هزت راسها بـ "ايه" بقوه وإتسعت ابتسامة وهاج وهو يضحك بصخب بعدم إستيعاب
إتجّه لأمه وهو يلفها عليه: يمه صحى ؟
الزين اومئت وهي تصيح: صحى يا ابوي صحى
ضمته بقوه وهي تجهّش بالبكاء ماهي مصدقه .. بكت كل يوم مّر بدونه وكل ساعه نامتها عيونها وهي ماتدري وش حال ولدها ،
تنهد وهاج بقوه .. وهو يتنفس الراحه أخيرًا .. عرف وأدرّك إن راحته هي بهاج ماهي غيره،
اتجه لجده بابتسامه وهو يحب راسه: الحمدلله على سلامته يابوي
ابتسم مهنا وهو يمسح طرف دمع تعلق بعينه بشماغه: الله يسلمك عسى ربي يتمم عليه صحته وعافيته
وهاج بحماس: بروح أبشر العيال
ركض بسرعه متجه لنياف الي فز من شافه يركض جهته
حضنه وهاج بقوه خلّت نياف يطيح وهو مصدوم: ولد وش فيك
وهاج بصراخ بعد عنه وهو ينط بحماس: بهاج صحى صحى صحى
نياف شهق بصدمه: كذاب احلف!
وهاج ابتسم: والله العظيم
ضحك نياف بصدمه وهو مازال منلخّم بينما وهاج رفع جواله وهو يكلم سهاج الي كانو بشقة رباح ،
سهاج فز وهو يوسع عيونه : كذاب !
وهاج بضحكه: كم مره قلتوها لي والله اني صادق
تعلّق وجه سهاج بينما رباح فز بخوف : ورع وش فيك بهاج فيه شيء!
خالد هّز سهاج الي ما تكلم وهو يناظرهم بذات العيون المتسعّه: هيه وش فيك وش صاير
سحب رباح الجوال وهو يحطه بأذنه: وش فيه بهاج صاير شيء؟
وهاج ابتسم وهو مو مصدق انه ينطّق هالكلمه: بهاج صحى
رباح شهق بتفاجئ قبل يلف على خالد بعدم استيعاب: بهاج صحى!
خالد لف على سهاج: بهاج صحى *صرخ وهو يلف على رباح يوم استوعب* ايييش؟ بهاج صحى؟
رباح اومئ بضحكه وهو يحضن سهاج وخالد بحضن جماعي: صحى يا عيال والله انه صحى
خالد رمّش: ماهوب حلم صح؟
رباح ابتسم وهو يقرصه بينما خالد فز بتكشيره: وجع وش فيك علي
رباح ضحك بصخب: أثبّت لك إنه مو حلم
خالد بضحكه لف يناظر بسهاج: الظاهر يبي لك تثبت لبعض الناس مو لي
رباح ابتسم وهو يهز بيدينه قدام سهاج: الو من الارض الى سهاج تسمعنا ؟
سهاج ابتسم بهدوء وهو يحّس انه مب عارف يعبر عن فرحته .. ناظرهم بضياع بينما رباح فهم عليه وابتسم وهو يلمه بحضنه: ماعليك بيرضى عليك وبيفرّح بشوفتك
ناظرهم خالد بعدم فهم لكن ما اهتم كل الي يهمه بهاللحظه هو ان بهاج صحى ، وقّف بسرعه : يلا يلا قومو خلونا نروح له
وقفو رباح وسهاج وهم يطلعون من الشقة متجهين لسيارة رباح
طول الطريق وهم مطولين على الاغاني ويرقصون بوناسه ويزمرون لكل الرايحين والجايين.. يبون العالم كلّه يعرف ان بهاج صحـى..
-
بعد يوميـن/
نقلو بهاج إلى غرفة خاصة ، والي كان غرقان بالدلع من اهله واصحابه الي متفقين ما احد يجيب لبهاج طاري أي شيء من سبب دخوله للمستشفى لين يطلع منها
بينما كان اليوم هو ملكة أشعـار، وشوفة هباب واقبـال ..
بيت نايـف/
كانت اشعار جالسه قدام تسريحتها،
ضغطت بالغلط الحلق بأذنها بقوه ، جعدت وجهها بألم وهي ترمي الحلق على التسريحه بإنفجار
نزلت رأسها وهي تمسك أذنها .. وتلقائيًا بدت شهقاتها تعلّى،
رسن طلّت بخوف من غرفة الملابس ومن تأكدت إنها تصيح ركضت لها بسرعة وهي تمسك وجهها بيدينها: اشعار وش فيك؟
اشعار لفت وجهها عنها وهي تردّف بصوتها الباكي: الحلق عورني
رسن سحبت أذن اشعار لها والي كانت محمره شوي لكن مافيها شيء حتى دم مافيه قبل تلف عليها بذهول: كل هالصياح عشان الحلق عورك! حتى دم مافيه
الهنوف دخلت بهدوء من وراهم وهي تحط فستان اشعار على السرير: الحلق كان حجه عشان تنزل دموعها
اشعار ناظرت امها بعيون محمّره: يعني عادي عندك ؟
الهنوف رفعت حاجب: حلو بعد .. فوق إنك تغلطين تبين ترمين أغلاطك على الناس.. تراي بسببك يا هانم داخله في هوشه مع اختي الوحيده وهذا كله لأني متكتمه على الي صار لعيون بنتي وسمعتها أصلًا لو اقول لها وش بتقول؟ بتقول هذا ذنب بنتك الي ارخصت نفسها ماهو ذنب ولدي .. خليني ساكته يا اشعار لأن في قلبي عليك الكثير
بلعت اشعار ريقها وهي تنزّل رأسها بينما رسن اردفت : يمه تكفين خلاص لا تزيدين عليها
الهنوف بعصبيه وهي تطلع: عشنا وشفنا صارو يغلطون وانا الي اطلع الغلطانه وازيد عليهم
رسن بتنهيده مسحت على يدين اشعار وهي ترفّع رأس اشعار: عدلي روجك قبل تطلعين لا تنسين ما بقى الا كم دقيقه
ما ردت اشعار ورسن طلعت وهي تكلّم تذكار تأخذ علوم شوفة اقبال وهباب
بينما اشعار ارتفعت يدينها وهي تأخذ الروج .. تحاول تحط منه لكن رجفة يدينها مو مخليتها اسوي شيء ، لطخت وجهها بالغلط ورمّت الروج من جديد وهي تردف بغضب: ولا شيء راضي يضبط معي بهاليوم الزفت
حطت يدينها على وجهها وهي تجهّش بالبكاء من دون ماتحس على نفسها .. وتحاول تكتم شهقاتها لا تطلّع..
-
بيت رابـح/
راقبت اقبال الباب بعيونها لين تأكدت ان امها طلعت ، وقفت بسرعه وهي تطلّع تيشيرت وبنطلون أسود من دولابها
بدلت الفستان السُكري الي عليها ولبستهم و جلست قدام تسريحتها وهي تمسّح مكياجها كله بحنق: ما بقى الا هي بتكشخ لشين الحلايا
ارسلت لراسل انه يجي ياخذها مو ابوها او امها عشان ما يهاوشونها على شكلها
مرت دقايق وجا راسل ياخذها الي تفاجئ: وش مسويه بعمرك انتي!
اقبال بتوتر: رسيل خلصني قبل يجون امي وابوي
راسل كتم ضحكته: اقبال منجدك؟
اقبال بعصبيه: بتمشي ولا شلون؟
راسل بقمطه: بسم الله خلاص خلاص زين يلا
طلع راسل قدامها وهي وراه وتلزق فيه عشان ماتصير واضحه لهم
وقفو قدام المجلس واقبال أخذت نفس عمييق بينما ابوها طلع من المجلس وهو مبتسم
لكن سُرعان ما تلاشت إبتسامته من شاف منظرها واردف بإستنكار: اقبال! وش مسويه بنفسك
اقبال تقدّمت وهي توقف قدام ابوها بتمثيل: يبه انا بطلع بشكلي الدايم ما راح اطلع له بمكياج ولا فساتين ولا خرابيط .. يبيني مثل ما انا ياخذني ما يبيني بسلامته وانا حلوه بكل حالاتي
مرت ثواني قبل يبتسم رابح بفخر: كفو عليك بنيتي .. والله انه يخسى ما تعجبه شيخة البنات امشي امشي يلا
تنفست اقبال براحه وهي تتجاهل امها الي تهددها بعيونها
دخلت وهباب الي كان يشرب عصير شرّق من شافها
همست اقبال : احسن جعله ما يحدر
رابح: وش فيك بسم الله عليك
هباب تنحنح: لبيه ياعمي لا مافيني شيء بس شرقت
قعدت اقبال بكنبه مقابله لـ هباب بينما رابح جلّس بأول المجلس الكبير بعيد عنهم: خذو راحتكم يابوي
هباب بروعه: بسم الله الرحمن الرحيم سكنهم مسكنهم انتي داخله عزا ولا ايش
اقبال اومئت: مع الاسف ان حياتي بتنقلب لعزا من يرتبّط اسمي بأسمك
-
إنتهـى.
"ان وجدت اخطاء املائية اعذروني."