رواية متاهة روح

529 11 3
                                    

_________
هتون بإرهاق: تعبتنى آه يا آنى أقعدى نرتاح شويه.
 : قومى نشترى من الكافتريا حاجه ناكلها!
ذهبنّ للكافتريا تشد كرسى وتجلس بأريحيه رهيبه بينما هتون تطلب لهم ما سيحبون...
هتون: مش هتحضرى المحاضره.
: لأ هناخد الأكل وندور على سكن.
بالفعل وجدنا سكن يبعد عن جامعتها بحوالى 15 دقيقه فقط لا غير.
هتون : مالك يا بت إيه اللِ مضايق!
ردت بتذمر بغيض: السكن جنب مستشفى أمراض عقليه مفيش ما بينهم حتى متر!!! وجوا المنطقه شويه تجَّار مخدرات درجه أولى ولو أخدتِ بالك وأنتِ راكبه كلها منطقه ذراعيه...
هتون بزهول: أخدتى بالك من دا كله إمتى؟!
بثت بعبث: لمَ كنتِ بتحاسبى الراجل ألقيت نظره سريعه.
هتون بعدم تصديق: أومال لو بطيئه!
: كنت فصصتها حته حته.
هتون بمزح: ليه هى سمكه ههههه وضربت كف على الأخر، فنظرت لها أختها بجانب عيّنها فأردفت هتون بخجل أسفه والله ما ههزر تانى.
: يكون أحسن برضو وأكملت بإستغراب هو إيه التجمع اللِ هناك دا؟!
هتون: دى مسابقات بيحتفلوا بيها أبناء الأهالى هنا وخصوصاً العائلات المرموقه!
كانت مسابقات الخيول تقام مرتين فى السنه بتلك البلده ينشأوها كبار المكان و يضعون أمامها مواليدهم الذكور على موازيين حديديه عن بٌعد فوق سورٌ عالِ والفرس الذى يتخطى أول سور يعنى بأن هذا الوليد سيصبح «جوادٌ ماهر»...
: إيه الجهل دا فلا يعلم الغيب إلا الله.
هتون بإبتسامه: يا هبله هما مش بيأمنوا بالحاجاتِ ملهمش ذنب أتولدوا فبيئه كدا وبعدين بياخدوا الموضوع ترفيه تسليه مش أكتر.....
: أشمعنا الأولاد بس يا هانم!
هتون: أنا مالى وبعدين مش واخده بالك المنطقه هنا عباره عن عرب تقريباً هنا البنات مينفعش ضفر واحد يبان منها.
أردفت بسخريه: هما فزمن وأد البنات.
هتون: أه ملناش دعوه ومتتحركيش نهائى السواق هيقف خمسه ياخد راحه.
: طيب ننزل تعالى نتفرج.
هتون بحزم: خليكِ مكانك و إياكِ تتحركِ من جنبى.
أردفت بحنق: يا ستير عليكِ غراب!!!
لمحت امرأه من العرب بعض النساء جالسين بالباص فعرضت عليهن النزول وشرب الشاى معاهم فوافقوا .
المرأه لهتون وأختها : تعوا معنا مهنأخركمش إدلوا شوىّ.
ردت شقيقتها بصدق: أختى مش راضيه تخلينى أنزل أتفرج.
إبتسمت هتون بإحراج...
المرأه بإبتسامه: مشاء الله زينه رزينه يا بنيّتى مسكت يد هتون تنزل معها...
سألت بتعجب: هو ليه البنات مش زى الذكور هنا.
المرأه بضحكه: تاجى كيف يا زينه، البنتّه مهتنفعش إهنه تبجا زى الراجل !
ردت بغضب: بس دا مش عدل!
هتون بهمس : أسكتى كفايه متحرجيش الست.
ردت بحزن: بعتذر على تدخلى.
هتفت المرأه بسرعه: مهتتأسفش أكملت بتنهيده عنديكِ حق لكن عوايدنا وتقاليد البيئه مهتسمحش إنه البنيّه تتعلم غير راعية المواشى.
أكملت بتعجب: وأنتِ راضيه بدا!
لكزتها هتون بخجل: كفايه!
المرأه لهتون: أتركيها تتحددت ويايا فقد أحبتها للغايه أكملت هامسه بحزن لاه مرضياش حكم القوى!
هتفت بشغف : عندك بنات!
هزت المرأه رأسها بنعم: تنين الكَبيره 9 إسنين و الصغيّره 2...
: ربنا يخليهملك..
أمنت خلفها بحزن وهى تناولهم أكواب الشاى أخذتها هتون بشكر بينما شقيقتها رفضت.
المرأه: مهتتكسفيش أشربى.
ردت بشموخ: ما بحبش الشاى ياريت لو تعمليلى قهوه!!!
لكزتها هتون  بإحراج هامسه: أشربى وأنت ساكته.
نظرت لهما المرأه مطولاً: من عنيا التنين بتشر.... قاطعتها بإبتسامه ساده!
سألتها بتركيز: حابه تعلمى بناتك؟
المرأه بلهفه: إيوا نفسى جوى يبجوا متعلمِين وهتفت بحزن الكَبير مهيرضاش.
بثت بثقه: واللِ يقنع كبيرهم يعلمهم هتعمليله إيه؟!
المرأه بلهفه: هسويله اللِ رايَّده...
جذبت هتون شقيقتها بغضب هامسه: بتتنيلى تقنعيها بإيه أخرسى وأشربى قهوتك وقومى بلاش تخليها تحلم متوعدهاش وفالأخر يطلع على مفيش فاهمه...
فجأةً علا صراخ الجميع بخضه فأنزلق مولودٌ من فوق أحدهم وقعت قلوبهم بأقدامهم فالفرس يقفز بكبرياء يعبر عن حريته...
ألتفتت حتى تعطيها القهوه: وينها خيتك...
هتون بخضه: مش عارفه كانت هنا وأنا بكلم والدتى.
المرأه بخوف: جومى «قومى» ندوروا عليها و مسكت يد هتون كى لا تضيع منها.
كان الجميع يفتح عيناها بإنبهار...
هزت المرأه ذراع هتون بصدمه: إيه لاقيتيها أشرت لها بعينها على مكان تواجد شقيقتها...
هتون بعدم تصديق: ينهار أبيض دا بجد!
هتفت المرأه بتلقائيه بإندهاش غير مٌصدّقه: مهش حقيقى ديةً حدوته و لاه فالخيَّال!
فكانت شقيقتها تسابق الخيل فالركض إلى أن قفزت بخفه ومهاره تقف على ظهر الفرس بشموخ تلتقط ذلك المولود بين يدها، نظروا برعب إلى تلك الحديده الدائريه التى يجب أن يتخطها الفرس وهى أعلى قفزه فالفروسيه ما تسمى ب« بويسانس».

زمردة القاضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن