بقيت تركض هرباً من نفسها ، كل شئ يُذكرها بهِ كل شئ يدعوها لأن تعود اسيرةً بأفكارها ... هربت من نفسها فوجدت نفسها امام بناء وسط المدينة ، دخلت اليه كان هادئاً جداً و كأن ليس بهِ احد !
دخلت اليه فشعرت بأُلفة كون امها كانت تعمل بمُتحف شبيه بهذا من حيث التصميم و التُحفيات ، تقدمت اكثر فتوسطت بعض التماثيل المُعبرة ...👇ثم حملتها نفسها و مشت نحو تمثال كان لجسدي امرأتين عاريَتين شبيهتان ببعضهما تنظر احداهما للأخرى و كأنهما توأمان !
- هل اعجبكِ ؟
لتستدير بنوع مو التوترا نحو مصدر الصوت خلفها ... كان عبارة عن رجل مُسنْ يرتدي عباءة بيضاء وكأنه كاهن !
افدوتيا : مرحباً سيدي
الرجل : اُدعى فرانسيس .. مرحباً يا ابنتي
افدوتيا : هل انت أمين ع هذا المُتحف ؟
فرانسيس : انه يخصني و لا احتاج اميناً عليه لانني اُحبه و انا سأكون اكثر شخص اميناً لما فيهْ .
افدوتيا : انه رائع ... وخصوصاً هذهِ .
اقترب فرانسيس من التمثال التوأم والذي كان مكتوباً اسفله بلوحة ذهبية صغيرة و بخط اغريقي بحت " تجسيد الارواح " !
فدوتيا : انه فاتن لكنني لم افهم المكتوب اسفلهْ .
فرانسيس : تجسيد الارواح .. كُتبت بعناية و بخط اغريقي قديم .
افدوتيا : و ما معنى ذلك ؟
فرانسيس بشرود : انه قصة قديمة ... يُحكي انه قبل عشرات القرون احب رجل امرأة مُحرمة عليه لم يستطع الحصول عليها رغم انه عبر البحار والمُحيطات و جاهد اهله و محيطه ومجتمعهْ و طروده من العائلة فأصبح منبوذاً ذليلاً بلا مأوى فقط لأنه اعترف بحبهْ لها امام الجميع ، مرت عليه السنين وبقي حبها بقلبهْ ينمو وكأنه اطراف لجسده حتى سمع بخبر زواجها فنهشت كلاب الشوارع جسدهْ حيث لم يجد شيئاً يؤلم اكثر من خبر زواجها سوا ان يجعل شئ يُسمعه تكسر اضلاعه عسى ان يكون صوت التكسر هذا اعلى من صوت تكسر قلبهْ !
و تخليداً للحب الصادق هذا ...مرت عقود اخرى فوقع مُحارب في حب امرأة حباً مجنوناً و غادر للحرب و بسبب رسالة كاذبة وصلتها بأن حبيبها مات بالحرب انتحرت المرأة فيأس المُحارب عند عودتهِ وشكَ برحمة الرب ، سلمَ روحهُ للشيطان غارساً سيفهْ بقلب الصليب المُعلق بالكنيسة .. يُقال ان الصليب نزف دماً فشرب من ذلك الدماء و تحول لمصاص دماء يسوده الشر و السواد و اطلق عليه دراكولا !
ثم و بعد عقود عاشها لوحدهْ ... في مدينةٍ متطورة في لندن وعن طريق الصدفة تعثر بأمرأةٍ جميلة و كان المُفاجئ في الامر انها نسخة طبق الاصل من حبيبتهْ الميتة عشق دراكولا مينا حد الجنون ومات بسبب حبهْ لها ، عاد للرب مذلولاً و مات اسفل الصليب ... وتخليداً للحب ذاك تواجد مُصطلع تجسيد الارواح فكل حُب نشأ بقلب شخص نحو شخص محرم ولم يحصل عليه وكان حبهُ صادقاً ناراً من المشاعر المُدمرة عندها تُجسد اليه حبيبته بزمان و مكان آخر بنفس الشكل ونفس المعالم لكن بروح مُختلفة مُجسدة عن روح حبيبته الاصلية لا نفسها !
لذا ترين التمثال امامكِ مُتشابه ..انه ليس مُتشابه هو لأمرأتين مختلفتي الزمان و المكان لكنهما بنفس الوجهْ .
و بخطواتها الشاردة كان يدور برأسها كلام ذلك الرجل عن تجسيد الارواح .
_ هل هذا يعني انني روح مُجسدة لتلك الفتاة في احلامي ؟ و ما علاقتها بماضي جِنْ ؟!
اما بوسط ذلك الزحام سحبت هيڤن شفتها من خاصة سيمون فجُرحت سُفليتهْ لتقترب منهْ و تلعق نزفهْ بينما هو اغمض عينه بتخدر و بلحظة امسكها من ساعدها و سحبها اسفل سقيفة لمتجر صغير ناطقاً : لمَ تخرجين في النهار اليس خطراً عليكِ ؟!
ابتسمت الصهباء و رفعت كفها واضعةً اياه ع خدهْ : يالك من فتى بريئ .
سيمون : لستُ كذلك انا فحل قوي لكنني فقط خائف عليكِ .
هيڤن وهي تحاول تخبئة ضحكتها : فحل ماذا !!
سيمون : لا تضحكي ... اخبريني هل الامر كذب عندما قالوا في الافلام انكم لا تستطيعون التواجد في النهار ؟!
هيڤن : لدينا طبيب وعقاري ماهر في العائلة يحقننا بمصل يسمح لنا بالتواجد ساعتين خلال اليوم .
سيمون وهو ينظر لها بهيام: جيد
هيڤن وهي تبادلهُ : جيد
ثم اشاحت بنظرها و ذلك لانها تنوي الاقتراب من الفتى خشيةَ ايذاءهْ .. ليلمس وجهها الناعم بكفهْ الضخم ناطقاً : لا تذهبي ببصركِ بعيداً .. اُحب عيناكِ
هيڤن : ايها الفتى الصغير لا تفعل شيئاً جميعنا نعلم نهايتهْ
سيمون : لا نعلم شيئاً
هيڤن : بل نعلم .. مستحيل ان يحصل الشئ الذي برأسك
سيمون : ان كان مُستحيلاً اذاً لمَ انتي هنا ؟ لمَ نظرتي الي تلك النظرة ؟
هيڤن : لستَ المقصود انا ...... لم تُكمل بسبب امساكهُ وجهها بكلتا يديه الضخمة و دنوه ليصل طولها هامساً : لا استطيع اخراجكِ من عقلي ... انا مفتونٌ مأسور بكِ .
لترفع بصرها هامسة : هل تعلم كم عمري !
سيمون : لا يهمني ... هل تعلمين كم طولي ايتها الصهباء القزمة ذات الافخاذ المُمتلئة الاسنفجية البيضاء التي اود لو اللتهمها بلا توقف .
فتحت عينها بتوسعها ، هبط قفصها الصدري بطريقة آلمتها لكنها تجاهلت ذلك و تصنعت الامُبالاة ثم سحبت يدهْ ووضعتها ع مكان قلبها الذي كان فارغ : اتحس بشيئ ؟ لا
انا ميتة ، لستُ سوا جثة مُتحركة .... منذ 500 للآن وانا بلا قلب اي لا يمكنني ان اُحس بكَ وداعاً
ودعتهْ ثم تركت يده مُغادرة ، بل اختفت بلمح البصر لم يعد لأثرها وجود بينما الفتى خلفها دمع بكتوم , كانت يكتم صوته لكن دموع عينيه لا تتوقف عن الهبوط ليتم مُقاطعتهْ من تلك اليد التي امسكت كتفه : لمَ تبكي ؟
سيمون ببكاء : افدوتيا ...... ثم يضمها بقوة فتضيع بين يديهْ
افدوتيا تمسح ع ظهره : ششش لا بأس انا هنا
انتهى النهار و عاد الجميع للمعهد ... شربوا كحولهم و ناموا بينما عينٌ الزرقاء لم يُغمض لها اجفانْ ، عادت لغرفتها بعد ان ودعت ليديا و خرجن من غرفة الشباب الذي ناموا ع الارض من الثمالة ، وضعت يدها ع المقبض لتشعر بتلك اليد التي امسكتها او بمعنى اصح شعرت بوقوع ظل يد ضخمة ع كتفها فأستدارت فوراً ..... مع سماعها هسهسات : تعالي الي ... اُريدكِ ، احتاجكِ .... تعالي
استدارت ناظرةً خلفها فلم تجد شيئاً ، اتبعت احساسها و ركضت خارجة من المعهد عبرت الباب و بقيت تركض تتبع حدسها مع تلك الهمسات الخافتة التي تُرسل القُشعريرة لجسدها ......... بقيت تركض حتى وصلت قلب الغابة ، وقفت في الوسط بثيابها الخفيفة ....👇
أنت تقرأ
Dancing in the arms of a vampire ..➰
Vampire" اُريدكِ .... اُريدُ ان اندَسَ بين اشيائكِ الدائمية او المؤقتة ربما اكون الطلاء القاتم المطمئن ع اظافركِ النحيلة او نبات الزينة الراقد في شرفتك ، او يمكنني ان اكونَ ظلكْ دوامة هوسكْ جنونكِ و رغبتكْ صورة عارية مُعلقة ع جدار مضى عليها دهرٌ من النشوة...