الفصل السّابع.

1K 64 90
                                    

يوم الثّلاثون من ديسمبر.

لم تسكن عواصفه الدّاخلية كما بدت ظواهره، ذلك عندما أُجبر على الجلوس على الأريكة، ليُمارس ما دعاه سيلاس بـ'النقاش والتّفاهم'.

وذلك الادّعاء اثار في نفسه السخرية فأي تفاهم ذاك الذي تشرح به إلى شخص ما أسباب خداعك واستغفالك له.

"لقد خدعتني..."
نبس بغلبةٍ أحس بها .. يعاين نظرات الآخر الهادئة نحوه.

"لم أخدعك"
نكر ادعاءه، ليعض آيدن شفتيه بمشاعرٍ غير مُريحة، ثمة غضبٌ مختزن في عُمقهِ، ويديه إثر ذلك قد رجفتْ.

"قلت لي أنك تحب أخي إيان!!"
عَلتْ نبرته بغير ارادة منه، في حين يحافظ سيلاس على سكونهِ بطريقةٍ مُستفزة للأعصاب.

"لم أفعل، أنك أنت من أستنتجَ ذلك، معتمدا على ماسمعته من رفاقي، ولكنهم بدورهم كانوا مخطئين في الأعتقاد. اما أنا، فلا أذكر أني جلبتُ سيرة شقيقك قط"

برر بهدوء، يحدق في غضب الآخر الذي ازداد. وكان قد وعى توًّا لصّحة ما يقوله سيلاس، فلم يذكر إيان من قبل، ولم يبدو مهتمًا حتى بالتّفاصيل اليومية التي يرسلها له.

"لكنك علمت بأعتقادي الخاطئ، ومع ذلك، لم تكلف نفسك لتصحيحهِ، استمتعت بالوقوف ومشاهدتي في ثوب الحمق الذي لم أرتديه بنفسي!"

"وهل كنتَ تتقبل تصحيحي لأعتقادك في ذلك الوقت؟"

لمح آيدن السخرية في عوالم سؤاله ونبرته، وزاد ذلك من قهره وارتباكه، شعر بقلّة الحيلة، ومع ذلك، هو أردف تاليًا ..

"ليس وكأني سوف أتقبلُ الآن، وحتى ذلك لا يبرر خداعك واستغبائك لي!"

عَبس نهاية جُملته، ملاحظًا الارتفاع البسيط الذي اتخذته شفتي الآخر.

الذي أردف بما زعزع ثباته.

"هل تذكر يا آيدن، حين قلت لك أني لا أحتمل الرفض، وكيف يكلفني ذلك السير في طرقٍ ملتوية قد لا تكون آمنة لي فقط لتجنب سماع لا؟ لذا أختر ما تقوله بحكمة، فأنت لا تعرف ما الكلمة التي ستتمنى لاحقًا لو أنك لم تقلها"

قطبَ حاجبيه بأضطرابٍ عندما استطاع استنباط التهديد من كلامه، وثمة قشعريرة سَرتْ بأنحاء جسده، فأخذ يدير رأسه يمينًا ويسارًا ببطء مُتفحصًا المكان من حولهِ، على الرّغم من علمهِ بعدم وجود أحد سِواهما بعدما غادر الرجال.

ثم نهض من الأريكة بعجلة، قائلًا بنبرة فشلَ في الحفاظ على ثباتها "لا أفهم ما تقوله، ولا يعنيني أن أفهم، جئت فقط لأعلامك أني توقفت عن مساعدتك، ولن يكون ثمة أيةُ تواصل بيننا--"

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن