• • •
"لا أعتقد..أنه بوسعِي أخذك معِي.."
على نحوٍ غير معهود، بدا سيلاس مُترددًا في قولهِ، حارصًا على أنتقاءِ أكثر الكلمات رقّة إلا أن المضمون كانَ قد أحرجَ آيدن.
الذي كانَ قد اومأ بحركة مُضطربة سريعة يُداري إحراجه، ثم استلقى على الجهة الأخرى مُتجنبًا صنع تواصل معَ الواقف بقرب سريره.
راقبَ سيلاس طريقة تنفّسهُ البطيئة وسمعَ صوت ابتلاعه المُتكرر لريقهِ فلم يتمكّن من منعِ احساسه بالسّوء.
الذي راح يتردد إليه عند التّفكير بأن آيدن لا يطلبه شيئًا إلا وقد استنفذ كلّ ذرة يحملها من الشّجاعة.
ولعلمهِ أيضًا بأنه يشعر بالدُّونية ومن المؤكد أن هذا الموقف سيُنحت في الذّاكرة الطَويلة الأمَد.
مما دفعه إلى اطلاقِ تنهيدة قد حملت شيء من الضّجر وعادَ للجلوس إلى جانبهِ، ليكتم آيدن نفسه ما أن أحسَ بجلوسهِ.
"ثم أني لا أعتقد أنك ستود حضور هذا النوع من الحفلات. لأنها ستعجُّ بالأشخاص المزعجين وأيضًا الصّحافة. كما أن الموسيقى وآلات التصوير لن تشعرك بالراحة. والحدث سيُبثّ في عدّة قنوات أن أردتَ مشاهدته.."
حاولَ سيلاس تبرير رفضه بقدرِ مايستطيع، إلا أن كلاهما كانَ على يقينٍ بأن تلكَ الأسباب هي مجرد غطاء للسبب الحقيقي والذي كانَ مُتباينًا في ذهنيهُما.
فظنَّ آيدن بسوء أن سيلاس رفضَ أخذه لكونه قد يُحرجه معه، ولمْ يعتقد هذا من فراغ، فهوَ لا يزال يذكر بوضوح مؤذ النشاطات التي حُرِمَ منها خشية الفال السّيئ.
سواء أعياد الميلاد أو الأحتفالات الأخرى.
توقفْ عن جلب الأحراج لي !
لن ينسَ أيضًا الكلمات المؤذية التي صُرِخَ بها بوجههِ وأمام عدد لا بأس به من الغُرباء.
بينما كانَ سيلاس في الحقيقة مُنزعجًا لفكرة أن يكون آيدن مُحاطًا بالأنظَار غير المرغوبة.
أنه فتى في غايةِ الحُسن والرّقة وما من شكٍ بأنه سيجذبُ النّظرات المقيتة وتلكَ الفكرة لوحدها توقد الشّرارة في أعماقهِ.
فواحدة من رغباتهِ المُظلمة هي أن يُخفي آيدن عن الجميع دون استثناء لأي شخص ايًا كانتْ صلته وقرابته منه.
"وإذا كنتَ قد سئمتَ البقاء هُنا فسنخرج معًا ما أن أعود وإلى أي مكان تريده."
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...