'لمَ أخشى فقدانك؟'جاهد آيدن لكي يكشف عن أسارير نفسه، لكي يُزيل الستار عن خبايا أحاسيسه اللامفهومة
لماذا هو يخشى فقدان والده للغاية؟ إذا كانت عواطفه متجمدة نحوه، فلا يعتريه أدنى قلق بشأنه.
لطالما كان والده مثل الرّجل الغريب في حياته، الأختلاف البسيط هو أن الغريب قد يُلقي التّحية، قد يبتسم إليه،
قد يحبه.
بينما والده، لم يشهده يفعل أي شيء من ذلك، حتى وأن كان عن طريق الخطأ.
كل الأبتسامات التي أبصرها لم تكن له.
لم يحتضنه حتى عندما تحسّنت درجاته.
عندما كان صغيرًا، فعل آيدن كل ما بوسعهِ، درسَ بجد، غسل الأطباق، نظفَ المنزل، وتولى رمي القُمامة بنفسه.
كان يعتقد أنه يجب أن يبذل جهده لكي يكون محبوبًا، مثل أخيه، ذلك الذي تلقى حُب وفير دون مقابل.
لماذا يحبون إيان؟
مالذي فعله؟بسذاجةٍ بالغةٍ، كان يُراقب كل حركات شقيقه ويحاول تقليدها.
طريقة الأكل، المشية، الهوايات، الحلوى المُفضلة، كان حتى ينام في ذات التوقيت ويحرص على الأستيقاظ في الوقت نفسه أيضًا.
لكنه لم يتلقى شيء.
لم يلاحظ محاولاته أحد.
حتى جاء ذلك الوقت الذي أدرك فيه، بطريقة مؤلمة، أن السر يمكن في أن إيان هو إيان، هذا وحسب، ليس عليه بذل مجهود لتلقي الحب، أنه ولد هكذا، مع الحب، مع الحظ، مع السعادة.
بينما هو أحضر معه الحظ السيئ.
بل كان هو الفال السيئ بعينه.• • •
من صفحاتٍ قديمة.
أستغرقني الأمر أعوام حتى أدركت أني أغرق، مع أن شعور الأختناق كان يلازمني طول الوقت.
أعتقدت أنه ثقب صغير في قارب يمكن أصلاحه، ولكن يبدو أن السفينة قد أبحرت فوقي.
ما يحزن أكثر أني لا أستطيع ترجمة مشاعري لك، عندما لا تفهمها بلغتها الأصلية، فأخشى أن تُترجم بحرفيةٍ تقتل معانيها.
وإلا يبدو الأمر كما أردت أن يبدو.
لأحدثك أكثر عن غرقي.
كان اسوأ ما ارتكبته بحقي، أنك رميتني في المحيط قبل تعليمي السباحة.
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...